الاثنين، 29 أغسطس 2022

ج1.وج2.شرح أبيات المفصل والمتوسط للزمخشري المؤلف الشريف الجرجاني

ج1.وج2.شرح أبيات المفصل والمتوسط للزمخشري المؤلف الشريف الجرجاني 

وبه نستعين( )

الحمد  لله الذى فضل الإنسان بفضيلة( ) البيان( )، وشرفه( ) بشرف النطق وفصاحة اللسان، ونزله( ) فى الموجودات من العين منزلة( ) الإنسان( )، وميزه بمزية الإدراك والتدريك عن سائر الحيوان.

وعلى سيد السادات محمد صفوة( ) أرحاء( ) معد بن عدنان، وخلاصة جماجم( ) بنى قحطان، عليه أفضل الصلوات( ) وأكمل التحيات، ماكر الجديدان( )، وعلى آله وأصحابه أهل البر والكرم( ) والإحسان، وبعد:

فقد سنح لى بعدما( ) التمس منى إخوانى من مقتبسي( ) العلم أنار الله مقتبسهم( )، وكرروا( ) ملتمسهم أن أكتب على ما حبر( ) به الحبر العلامة جار الله الزمخشرى جزاه الله( ) تعالى عن ذلك( ) خيرا كتابه المترجم( ) بـ “ كتاب المفصل “ من الأبيات المهذبة المستعذبة التى لاحظها رؤساء

النحويين يعنون( ) الاستشهادات، وأسسوا( ) عليها أساس كلامهم فى الإفادات، بعض ما يترجم عن بعض مضموناتها بعض الترجمة( )، على وجه يفيد كل مستفيد، وأسال الله تعالى الإعانة والتأييد، وأمترى( ) من نعمه( ) التوفيق والتسديد، إنه ولى الإجابة وملهم الإصابة( ).

 

[ شرح أبيات تضمنها القول فى العلم ]( )

أنشد جار الله العلامة:

1- نُبِّئْتُ( ) أخْوالى بَنِى يَزِيدُ

ظُلْمًا عَلًيْنا لَهُمُ فَدِيدُ( )

 

قوله " نبئت ": من التنبئة [ وهى ]( ) من " النبأ ": بمعنى الخبر، يقال: نبأ تنبئة بمعنى: أعلم إعلاما، من الأفعال المتعدية إلى ثلاثة مفاعيل، والأصل فى “ نبأ “ أنه بمعنى “ أخبر “، لأنه من “ النبأ “ فى الأصل لكنه( ) لما( ) استلزم الإعلام أجرى مجراه فى تعديته إلى مفاعيل ثلاثة( )، وإنما استلزم ذلك لأن الإخبار المستقيم لا يكون إلا عن( ) علم أو ظن.

أخوالى - مضاف إلى ياء المتكلم - جمع " خال ": وهو أخ( ) الأم. بنى يزيد - بضم الدال - مركب إضافى أصله " بنين "، فلما أضيف حذف النون منه بالإضافة، يزيد: علم شخص، الظلم: وضع الشيء فى غير محله، وهو مصدر، يقال: ظلم يظلم ظلما بفتح عين( ) الماضى وكسر المضارع، الفديد: الصياح( ).

 

معنى البيت: أعلمت أنا( ) أن( ) هذه الجماعة الذين هم أقربائي( ) لهم صياح من أجل ظلمهم علينا.

إعراب البيت: ضمير المتكلم فى “ نبئت “: مفعول أول لـ “ نبئت “( ) أقيم مقام فاعله، و “أخوالى“: فى تقدير النصب بأنه مفعول ثان له، و “ بنى يزيد “ نصب بأنه بدل من “ أخوالى “، ويحتمل أن يكون( ) عطف بيان له( )، قوله “ لهم فديد “: جملة ابتدائية فى موضع مفرد منصوب بأنه مفعول ثالث( ) لـ “ نبئت “ تقديره “ فادين “، قوله “ ظلما “: مفعول من أجله( )، ويحتمل أن يكون مصدرا واقعا( ) بالحال تقديره: “ ظالمين “، نظيره قولهم “ قتلته صبرا “ أى مصبورا، ويحتمل أن يكون مصدرا فى محل الحال، والحال جملة محذوفة تقديره: فى حال( ) كونهم يظلمون علينا ظلما( ) كما هو اختيار الفارسي( ) فى تأويل قولهم:

أرسلها العراك  ....      ....   ....     ....      ....      ....      .... ( )

أي( ): تعترك العراك( )، “ ومررت به وحده “ أى: ينفرد وحده( )، فحذفت الجملة التى

 

هي( ) وقعت حالا، وأقيم المصدر مقامها.

ويحتمل أن يكون مفعولا ثالثا لقوله “ نبئت “( ) ويكون ما بعده كالتفسير.

ويحتمل أن يكون نصبا على التمييز أى يصيحون ظلما لا عدلا وإنصافًا( )، فهذه أوجه فى إعرابه.

قوله “ علينا “ يتعلق بالأول أى ظلما( ) علينا، ويجوز أن يتعلق( ) بالثاني( ) أى لهم صياح علينا( )، على تقدير تضمين الصياح معنى الجور( ).

الاستشهاد: يستشهد المصنف - رحمه الله( ) - بهذا البيت على أن قوله يزيدُ( ) -بضم الدال- اسم علم منقول عن المركب الإسنادى، والدليل على ذلك ضمة الدال إذ ضمتها( ) تدل على كونها محكية، وكونها محكية تدل( ) على أنها كانت جملة إسنادية فى الأصل ؛ إذ بغير( ) الجملة الإسنادية لا يُحكى.

فائدة: اعلم أن قولك “ يزيد “: فيه ضمير مستتر هو فاعل له فجملته( ) جزآن( ): فعل وفاعل، فلو سميت بقولك( ) “ يزيد “ رجلا باعتبار كلا جزأيه لوجب أن يحكى به فتقول: جاءنى يزيدُ، ورأيت يزيدُ، ومررت بيزيدُ، بضم الدال فى الأحوال الثلاث لأنه( ) جملة محكية بها( )، ولو سميت به باعتبار جزئه( ) الأول الذى هو الفعل فقط لوجب أن يقول( ): جاءنى يزيدُ، ورأيت يزيدَ، ومررت بيزيدَ، فتعربه إعراب مفرد غير منصرف ؛ لأنه ليس بجملة( ) بل هو مفرد لا ينصرف بالعلمية ووزن الفعل ؛ إذا ثبت ذلك فاعلم أن استشهاد العلامة( ) بذلك( ) ينبنى على القسم الأول من هذين القسمين.

***   ***   ***

قال المنشد:

2- أَشْلَى سَلُوقِيَّةً باتتْ وباتَ بها

بِوَحْشِ إِصْمِتَ فى أَصْلاَبِهَا أَوَدُ( )

 

يقال: أشلى كلبه( ): إذا( ) أغراه على الصيد، وقيل: دعاه ليغريه عليه( )، سلوقية نسبة إلى “سَلُوق” وهى قرية باليمن تنسب إليها الدروع والكلاب السلوقية( )، باتت وبات: من البيتوتة بها. بوحش( ) إصمت: الوحش( ) [ من ]( ) الوحوش( )، وهو( ) جمع وحشي( ): وذلك حيوان البر. إصمت: علم لمفازة( ). قفر: أى خالية ؛ سميت بذلك لأن من يسلكها( ) يقول لصاحبه: اسكت، لمخافتها( ). أصلاب: جمع صلب، والصلب من الظهر كل شيء فيه فقار. أود: أى اعوجاج.

معنى البيت: أغرى الصائد( ) كلابا سلوقية، باتت تلك الكلاب وبات الصائد( ) بوحش إصمت، فى أصلاب تلك الكلاب اعوجاج. واعوجاج الأصلاب صفة مَرْضِيَّة فى الكلاب.

إعراب البيت: أشلى: فعل ماض( ) فاعله ضمير( ) مستتر فيه يعود إلى الصائد. قوله “ سلوقية “: صفة موصوف محذوف وهو مفعوله، تقديره كلابا سلوقية وفى هذا البيت تنازع الفعلين وهما “ باتت “ و“بات“ فى معمول( ) ظاهر بعدهما، وهو قوله “ بوحش إصمت”، قوله “ بها “: يتعلق بـ “ باتت “، قوله “ بوحش إصمت “( ): يتعلق بـ “ بات “، وقد ذهب الشاعر مذهب( ) البصريين فى إعمال العامل( ) الثانى وإضمار المفعول فى الأول، وهو قوله “ بها ( )” وإن كان إضمارا( ) قبل الذكر استغناء بذكره ثانيًا، قوله “ فى أصلابها أود “: جملة ابتدائية منصوب محلها صفة( ) لـ “ سلوقية “، وكذلك الجملة الأولى وهى قوله “ باتت وبات بها “ منصوبة المحل بصفتها( ).

الاستشهاد: يستشهد العلامة به على أن قوله “ إصمت “ اسم علم منقول عن فعل الأمر.

فائدة( ): إن “ إِصمِت “ - بكسر الهمزة والسين - قياسه “ اُصمُت “( ) بضمهما، لأن المشهور الثابت من( ) العرب فى هذا الباب: صَمَت يَصْمُت على وزن( ) نصر ينصر، فقياس الأمر من ذلك: اُصْمُت كـ “ اُنْصُر “.

واعتذر عن هذا باعتذارين( ):

الأول أنه قد جاء عن العرب صَمَت يَصْمِت على وزن: “ ضرب يضرب “ وإن كان قليلا ويؤيده( ) إيراد المصنف ذلك فى كتابه ؛ لأنه لو لم يطلع على مجيئه فى كلامهم لما أورده فيه( ).

والثانى: أنه لما نقل ذلك عن الفعلية إلى الاسمية غُيِّرت حركاته إشعارا بنقله( ).

***   ***   ***

قال المنشد:

3- علَى أَطْرِقا بالياتِ الخِيا

مِ إلا الثُّمامُ وإلا العصيُّ( )

 

يروي( ) مشددة مرفوعة فهى من الضرب الأول من المتقارب ويروى ساكنة وهو( ) من الضرب الثالث منه.

قبل هذا البيت قوله:

عَرَفْتُ الدِّيَارَ كَرَقْمِ الدُّوِى

يُزَبِّرُهَا الكاتبُ الحِمْيَرِيُّ( )

 

الدُّوِى - بضم الدال - جمع “ دَوَى “( )،وذلك جمع “ دواة “( ) وهى ما يكتب عنها( )، من باب جمع الجمع كـ “ صفاة “( ) و “ صفا “( ) وصُفِيّ( ). الرقم: الكتابة( )، قال الله تعالى { كِتَابٌ مَّرْقُوم } ( ). التزبير: مبالغة الزَّبْر - بفتح الزاء - وهو الكتابة( )، أيضا( ) ومنه “ الزُّبور “ لداود - عليه السلام - جمع “ زِبر “ - بكسر الزاء - وهو الكتاب( ). الحميرى: نسبة إلى حِمْيَر( ) وهو( ) قبيلة. أطرِقا: اسم علم لمفازة( )، من” أطرق إذا سكت ونظر إلى الأرض( )، سميت( ) بذلك لأن السالك فيها يقول لصاحبيه( ): أطرقا، مخافة ومهابة. وباليات:جمع( ) بالية: من " البِلى ". الخيام( ): جمع خيمة. الثمام: نبت يحشى به خصاص( ) البيوت( ): أى فرج البيوت. العصي( ): جمع عصا( ). والمراد بالثمام: ما يستر( ) به جوانب الخيمة( ). والمراد بالعصى: قوائم الخيمة( ).

معنى البيت: عرفت ديار الحبيبة كأنها( ) مرقومة رقمها الكاتب الحميرى، يعني( ) صفرت( )واندرست آثارها، وعرفتُ ديارها على هذه المفازة قد بليتْ خيامها إلا ثمامها وعصيها فإنها بقيت وما بليت.

إعراب البيت: على أطرقا: يتعلق بـ " عرفت "، وقوله " باليات الخيام " نصب على الحال من “ الديار "، وليس ذلك من إضافة( ) الصفة إلى موصوفها، بل هو من قبيل إضافة البيان والتلخيص( )، نظير قولهم " أخلاق( ) ثياب "، و " جائبة( ) خبر "، قوله " إلا الثمامَ وإلا العصىَّ ": استثناء منقطع( )، وقد يروى " باليات الخيام " بالرفع على أنه مبتدأ وخبره مقدم عليه( )، وقد يروى( ) أيضا " إلا الثمامُ وإلا العصىُّ " برفعهما أيضا( )، وهذا( ) من باب الإتباع على المعنى دون اللفظ نحو: أعجبنى ضرب زيدٍ العاقلُ - برفع العاقل( )، أو يكون بدلا( ) فى الاستثناء المنقطع على اللغة القليلة( ).

الاستشهاد: يستشهد به العلامة على أن قوله " أطرقا " اسم علم منقول عن( ) فعل الأمر.

***   ***   ***

أنشد جار الله يرحمه الله( ):

4- إذا ما دَعَوْا كَيْسَانَ كانت كُهُولُهُمْ

إلى الغَدْرِ أَدْنَى مِنْ شَبَابِهِمُ المُرْدِ( )

 

قوله دعوا: من الدعاء( ). كيسان: اسم علم للغدر( ). كهولهم: جمع كهل. أدنى: أقرب. الشباب: جمع " شاب " كالشبان( )، والشباب أيضا: مصدر بمعنى الحداثة. المرد: جمع أمرد( ).

معنى البيت: يقول: إذا عم الغدر فى هذه القبيلة، بحيث( ) يدعونه ويستغيثون به( ) حتى يقال: يا غدراه ويا كيساناه، كان كهولهم ومشايخهم الذين( ) يتوقع منهم الخير والإحسان أسرع إلى الغدر وأقرب( ) منه من شبابهم الذين يتوقع منهم الشر والفساد.

إعراب البيت: " إذا ": للشرط، " ما ": زائدة، " دعوا ": فعل وفاعله الضمير البارز لقبيلة، " كيسان "( ): مفعوله( )، والجملة شرطية، " كانت ": من الأفعال الناقصة، " كهولهم ": كلام إضافى مرفوع بأنه اسم " كان "، قوله: " إلى الغدر ": جار ومجرور يتعلق بـ " أدنى "، و" أدنى "( ) فى تقدير النصب بأنه خبر " كان "، والجملة جزاء الشرط، قوله " من شبابهم ": جار ومجرور مضاف( ) ومضاف إليه يتعلق أيضا بـ "أدنى"، ويجوز أن يتعلق شيئان أو أشياء بمتعلق واحد كما فى المثال المذكور فى البيت إذا اختلفت جهات التعلق، فإن قوله: " إلى الغدر " يتعلق بـ " أدنى " من جهة التعدية، وقوله " من شبابهم " يتعلق به من جهة التفضيل، " المرد ": صفة المجرور يعنى: من شبابهم( ).

الاستشهاد: على أن قوله " كيسان " اسم علم للغدر وهو من المعانى دون الأعيان، والدليل على علمية ذلك كونه وقع غير منصرف للعلمية والألف والنون المزيدتين( ).

***   ***   ***

أنشد:

5- إذا قاالَ( ) غَاوٍ من تَنُوخَ قصيدةً

بِها جَرَبٌ عُدَّتْ على بِزَوْبَرَا( )

 

غاوٍ: ضالّ، من الغىّ بمعنى الضلالة( ). قوله: تنوخ: اسم قبيلة باليمن( ). بها: بتلك القصيدة. جرب: أى عيب. عُدَّت( ) علىّ: أى نُسبت إلى، بزوبرا( ): [ أى ]( ) بكليتها.

معنى البيت: إذا قال ضالّ( ) قصيدة فيها عيب( ) تنسب( ) إلى. وتعد من مقالتى.

إعراب البيت: إذا: ظرف زمان مستقبل فيها معنى الشرط، قال فعل ماض، غاو: فى تقدير الرفع بفاعله، من تنوخ:جار ومجرور غير منصرف للعلمية والتأنيث، قصيدة: نصب بأنه مفعول " قال "( )، ومفعول( ) القول إما أن يكون مفردا وهو منصوب( ) لفظا( ) كقولك: قلت( ) شعرا وقصيدة وإما أن يكون جملة يراد بها حكاية لفظها( )، والجملة فى هذا القسم يكون إعرابها ( )كما كانت قبل الحكاية كقولك: " قلت زيد قائم " وأما إذا كان مفعولا( ) باعتبار القول النفسى أى القلبى فذلك( ) حينئذ من مفاعيل أفعال القلوب كما تقول: " أقول "( ) زيدا قائما " بمعنى أظن( )، بها: أى فيها( )، جرب: مبتدأ نكرة تخصصت بتقديم الخبر،وخبره ظرف مقدم عليه وهو "بها ". كقولك: " فى الدار رجل ، والجملة فى محل النصب صفة " قصيدة "، عدت: فعل ماض مجهول مضاعف ومفعوله أقيم مقام فاعله وهو مستتر فيه تقديره: عدت هى،بزوبرا: جار ومجرور يتعلق( ) بـ " عدت "، والجملة جزاء الشرط.

الاستشهاد: على أن قوله: " بزوبرا " اسم علم للكلية وهى من المعانى ( )فيكون من قبيل أعلام المعانى والدليل على علمية ذلك مجيئه عن( ) العرب غير منصرف للعلمية والتأنيث المعنوي( ).

***   ***   ***

أنشد:

6- عَلاَ زيدُنا يوم النَّقا رأسَ زيدِكُمْ

بأبيضَ ماضِى الشفرتينِ يمانِ( )

 

يقال: علا( ) يعلو علوًا فى المكان( )، وعَلِىَ( ) يَعْلَى علاءً فى الشرف وكلاهما متعد بمعنى فاقه( ).يوم النقا: يوم الحرب عند( ) النقا. والنقا - بالقصر - الكثيب( ) من الرمل( ) كقولهم يوم أحد أى يوم الحرب( ) عند أحد.والأحد( ): جبل بالمدينة. بأبيض: بسيف أبيض( ) وبياضه من صفائه وصقالته. ماضى الشفرتين: أى نافذ الحدين حادهما، شفرة السيف: حده( ). يمان( ): منسوب إلى اليمن.

معنى البيت: يقول فاق زيدنا( ) رأس زيدكم بسيف( ) أبيض حاد الطرفين يوم الحرب.

إعراب البيت. علا( ): فعل ماض، زيدنا، فاعله، يوم النقا: ظرف منصوب، رأس زيدكم: مفعول " علا "( ) بلا واسطة( ) حرف الجر، بأبيض: صفة موصوف محذوف أى بسيف أبيض وهو أي( ) الجار والمجرور فى محل النصب بأنه مفعول " علا " بواسطة حرف الجر، ماضى الشفرتين: كلام( ) إضافى إضافة لفظية( ) وهو مجرور تقديرا صفة أبيض( ). يمانى: مجرور تقديرا أيضا كـ " ماضى "( ) صفة أخرى " لـ " أبيض "، وأصله يمنى فحذفت( ) إحدى ياءى النسبة على غير قياس وعوضت عنها( ) ألف فى غير موضعها ثم أعل إعلال " قاض " فصار " يمان( ).

الاستشهاد: بأنه أجرى " زيدا "( ) مجرى النكرات فأضافه كما أضيف النكرات فقال " زيدنا "، وزيدكم ".

***   ***   ***

وأنشد:

7- باعَدَ أمَّ العَمْرِ( ) مِن أسيرها

حرّاسُ أبوابٍ على قصورِها( )

 

باعد: بمعنى بعَّد، أم العمر( ): المعشوقة. الأسير: فعيل بمعنى مفعول معناه المتيّم المستعبد( ) بالعشق. حراس: جمع حارس. أبواب: جمع باب. قصورها: جمع قصر.

معنى البيت: بعّد الحبيبة عن عاشقها المتيم حراس أبواب قصورها.

إعراب البيت: باعد: فعل ماض، أم العمر( ): مفعوله بغير حرف الجر. من أسيرها: جار ومجرور مضاف ومضاف إليه مفعوله بواسطة حرف الجر، حراس: رفع بالفاعلية، أبواب: جر بالإضافة، على قصورها: كلام إضافى جار ومجرور يتعلق بـ " حراس ".

الاستشهاد: يستشهد على أنه أدخل اللام فى العَلَم لتقدير الشيوع فيه فقال أم العمر( ).

***   ***   ***

أنشد:

8- رأيتُ الوليدَ بنَ اليزيدِ مُبَارَكًا

شديدًا بأعباءِ( ) الخلافةِ كاهِلُهْ( )

 

قوله رأيت: بمعنى " أبصرت "، ويجوز أن يكون بمعنى: علمت، والوليد( )¬: يريد به الوليد( ) بن اليزيد بن عبدالملك بن مروان وكنيته أبو العباس. الأعباء( ): جمع عبء - بكسر العين - وهو الحمل. الكاهل: ما بين الكتفين.

ويروى " بأحناء الخلافة ": جمع حنو - بكسر الحاء - وهو حنو( ) السرج والقتب، وحنو كل شيء اعوجاجه.

معنى البيت: يقول: أبصرت هذا الرجل فى حال كونه مباركًا شديدًا كاهله بأحناء( ) الخلافة أو شديدًا كاهله باعوجاج قتب الخلافة شبه الممدوح بالجمل المحمول [ عليه ]( ).والخلافة بالقتب. يعني( ) يتحمل شدائد( ) أمور الخلافة.

إعراب البيت. رأيت: إذا كان بمعنى رؤية البصر ينصب مفعولاً واحدًا فـ " رأيت ": فعل، وفاعله: ضمير التاء، والوليد: نصب بمفعوله( )، ابن اليزيد( ): كلام إضافى نصب بأنه صفة المفعول، مباركًا: نصب بالحال من( ) المفعول، والعامل فيها "رأيت"، قوله شديدًا: نصب صفة " مباركًا"، بأعباء( ) الخلافة: كلام إضافى جار ومجرور، كاهله: مرفوع معمول " شديدًا " وهو صفة مشبهة يعمل( ) عمل فعلها.

ويحتمل أن يكون " رأيت " بمعنى " علمت " وحينئذ يقتضى ذلك مفعولين الأول منهما هو الوليد، والثانى مباركًا.

الاستشهاد: يستشهد به على أنه أدخل اللام فى قوله " الوليد، واليزيد " لتقدير التنكير فيهما( ).

***   ***   ***

أنشد الأخطل( ):

9- وقد كانَ منهمْ حاجبٌ وابنُ أمِّه

أبو جَنْدَلٍ( ) والزيدُ زيدُ المعارِكِ( )

 

قوله " حاجب: اسم شخص. المعارك: جمع معركة بفتح الراء، والمعرَكة( ) والمعرَك والمعرُكَة( ) بضم الراء: موضع الحرب( ).

معنى البيت: الضمير فى منهم لقوم مخصوص( ). اى قد كان من هؤلاء المخصوصين هذه( ) الجماعة.

إعراب البيت. كان: هى ناقصة( )، منهم: جار ومجرور فى محل النصب بخبرها المقدم( ) على اسمها، وحاجب: رفع بأنه اسمها( )، وابن أمه: رفع عطفًا عليه، أمه: جر بالإضافة، أبو جندل: رفع بأنه عطف بيان أو بدل عما( ) قبله وهو " ابن أمه " والزيد: مرفوع بأنه عطف على قوله " حاجب "، وقوله زيد المعارك: بدل عن( ) الزيد [ الأول ]( ) أو عطف بيان له، المعارك: جر بالإضافة.

الاستشهاد: بأنه نزل العلم منزلة النكرة فى الشيوع ثم أدخل اللام عليه وأضافه( ) فقال( ) " الزيد زيد المعارك ".

***   ***   ***

أنشد:

10- وقبلِى مات الخالدانِ كِلاهُما

عميدُ بَنى جَحْوَانَ وابنُ المُضَلَّل( )

 

يقال: فلان( ) عميد القوم وعمودهم أى سيدهم. أراد بالخالدين خالد بن نضلة( )، وخالد بن قيس بن المضلل( ).

معنى البيت ظاهر .

وإعراب البيت. قبلى: كلام إضافى فى تقدير النصب بأنه ظرف، مات: فعل ماض، الخالدان( ): رفع بفاعله. كلاهما: رفع بتأكيده، عميد: مرفوع بأنه بدل أو عطف بيان عن( ) قوله " الخالدان "( ). بنى جحوان: جر بالإضافة. وابن المضلل: عطف( ) على قوله " عميد ".

الاستشهاد: على أنه أدخل اللام فى تثنية العلم فقال " الخالدان ".

***   ***   ***

أنشد:

11- لم تَتَلَفَّعْ بفضْلِ مئزرِهَا

دَعْدٌ ولم تُسْقَ دَعْدُ فى العُلَب( )

 

يقال: تلفعت المرأة بمرطها: تلففت به( ). دعد: اسم امرأة. الفضل: اسم لما( ) يفضل. المئزر: الإزار. تسق: من السقى. العلب: جمع علبة وهى محلب من جلد( ).

معنى البيت: لم تستر هذه المرأة وجهها بما يفضل من إزارها بعد تلفف نفسها به بل لها نقاب وبرقع ولها كأس تسقى بها ولا تشرب من المحالب كما هو عادة الصعاليك.

إعراب البيت: لم تتلفع: جازم ومجزوم، وبفضل: جار ومجرور فى محل النصب بأنه مفعول " لم تتلفع "، مئزرها: جر بالإضافة. دعد: فاعله، ولم تسق: جازم ومجزوم وعلامة الجزم سقوط الألف، دعد: مفعول ما لم يسم فاعله وهو " لم تسق " والجملة عطف على ما قبله. فى العلب: جار ومجرور يتعلق بما قبله وهو " لم تسق ".

الاستشهاد: بأنه جاء الثلاثى الساكن الأوسط( ) منصرفًا وغير منصرف( ) فى بيت واحد فقال دعدٌ ودعدُ( ).

***   ***   ***

 

[ شرح أبيات تضمنها المرفوعات ]( )

أنشد:

12- وَكُمْتًا مُدَمَّاةً كأَنَّ مُتُونَهَا

جَرَى فوقَها واسْتَشْعَرَتْ لونَ مُذْهَب( )

 

كمتًا: جمع " كميت "، و" كميت ": تصغير " أكمت "( ). أعنى تصغير الترخيم وهو بحذف( ) الزوائد، يقال( ) فى تصغير " أسود": سويد، والكميت من الفرس: أحمر شديد( ) الحمرة ولونه الكمتة( ) وهي( ) حمرة تدخلها( ) قنوة( ) أى شدة( ). والمدمى: الشديد الحمرة من الفرس وغيره( ). متونها: جمع متن بمعنى الظهر. جرى: سال. استشعرت: جعلت شعارها( ). وشعار القوم: علامتهم فى الحرب. الإذهاب والتذهيب واحد وهو التمويه بالذهب( ).

معنى البيت: وأفراسًا شديدة حمرة( ) اللون كأن متونها جرى فوقها لون شيء مذهب واستشعرت لون شيء مذهب، يعنى جعلت شعارها أى علامتها فى الحرب. يصف غاية( ) إشباع( ) لونها.

إعراب البيت. كمتًا: نصبه( ) بعامل مذكور قبل البيت، مدماة: صفتها، كأن: للتشبيه. متونها: نصب باسم " كأن "، جرى: فعل ماض فاعله مستتر فيه تقديره جرى هو، فوقها: نصب بالظرف، واستشعرت: عطف على " جرى "، وفاعله( ) مستتر فيه تقديره استشعرت هى، لون مذهب:مفعوله( )، مذهب: جر بالإضافة من باب حذف الموصوف وأقامة الصفة مقامه، تقديره استشعرت هى، لون مذهب: مفعوله( )، مذهب: جر بالإضافة. من باب حذف الموصوف وإقامة الصفة مقامه، تقديره: لون شيء مذهب( )، والجملة الصغرى أعنى قوله " جرى " مع معطوفها فى محل الرفع بخبر " كأن "، والجملة الكبرى أعنى قوله كأن مع اسمها وخبرها فى موضع نصب بصفة قوله " وكمتًا ".

الاستشهاد: على أن فى البيت توجيه الفعلين وهما " جرى واستشعرت " إلى معمول( ) واحد ظاهر( ) بعدهما وهو قوله " لون مذهب " ؛ بناء على مذهب البصريين فى إعمال الأقرب وإضمار الفاعل فى الأسبق.

***   ***   ***

أنشد:

13- إذا هِى لم تسْتَكْ بِعُودِ أَرَاكَةٍ

تُنُخِّلَ فاستاكَتْ بِهِ عُودُ إِسْحِل( )

 

يقال سوّك فاه تسويكًا، واستاك. ومع " استاك " لم يذكر الفم( ). الأراك: شجر، يقال أَرَكَت الإبل تَأْرُك أروكًا: إذا رعت شجر( ) الأراك. تنخل: أى تخير بمعنى اختير. غلا سحل: شجر يدق أغصانها يتخذ منها( ) المساويك( ).

معنى البيت. يقول: إذا لم ترد تلك المرأة الاستواك( ) بعود الأراكة اختير عندها ما هو خير منها وهو عود الإسحل فاستاكت به. يعنى هى متنعمة محتشمة( ).

إعراب البيت. إذا: للشرط. هي( ): مضمر منفصل لتعذر اتصاله لحذف( ) عامله فهو مثل قوله تعالى( ) { قُل لَّوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ }( ) سواء، تقديره: لو تملكون فحذف الفعل الذي( ) هو العامل( ) فى المضمر( ) المتصل( ) فصار الضمير المتصل منفصلاً ثم جيء بالفعل بعده تفسيرًا للفعل( ) المحذوف، وكذلك تقدير قوله " إذا هى لم تستك " ففعل به ما فعل بذلك، لم تستك: جازم ومجزوم فاعله مستتر فيه تقديره: " لم تستك هى "، بعود أراكة، جار ومجرور كلام إضافى، تنخل: فعل ماض مجهول، فاستاكت: فاعله مستتر أى فاستاكت هى، به: جار ومجرور فى محل النصب بمفعوله( )، وذلك عطف على " تنخل " عطف جملة على جملة( )، والجملة من قوله " تنخل ": جزاء الشرط( )، عود إسحل: رفع بـ " تنخل ".

الاستشهاد: على أن فى البيت توجيه الفعلين( ) وهما " تنخل و فاستاكت "( ) إلى معمول واحد ظاهر( ) بعدهما وذلك قوله( ) " عود إسحل " وقد أعمل العامل( ) الأسبق كما هو رأى الكوفيين وأضمر فى الأقرب( ).

***   ***   ***

أنشد:

14- ولو أَنَّما أسعَى لأدْنَى معيشةٍ

ولكنَّما( ) أسعَى لمجدٍ مؤثَّلٍ

كفانِى ولمْ أطلُبْ قليلٌ من المالِ

وقد يُدْرِكُ المجدَ المؤثًّل أمْثَالِي( )

 

أسعى: فعل( ) مضارع من السعى. أدنى: من الدناءة بمعنى الخساسة والقلة( ). التأثيل: بمعنى التأصيل، يقال مجد مؤثل وأثيل( ). الأمثال: جمع مِثْل.

معنى البيت: لو كان سعيى لطلب قليل من المال لكفانى قليل( )¬ ولم أطلب المجد( )، ولكن سعيي( ) لطلب المجد والعلو( ) ولا يدرك ذلك إلا مثلي( ).

إعراب البيت. لو: حرف شرط يدل على امتناع الشيء لامتناع غيره كما يقال لو كان لى مال لأنفقته. معناه أنه امتنع الإنفاق لامتناع المال، أن: من الحروف( ) المشبهة بالفعل، ما: مصدرية مع ما بعدها فى تقدير المصدر أى لو [ أن ]( ) سعيى، والمصدر: اسم أن، لأدنى معيشة: جار ومجرور كلام إضافى فى محل رفع( ) خبر( ) " أن "، كفاني( ): فعل ومفعول، قليل: فاعله، الواو للعطف عطف( ) " لم أطلب " على " كفانى "، لم أطلب: جازم ومجزوم وهو فعل فاعله مستتر أى لم أطلب أنا، ومفعوله محذوف تقديره لم أطلب المجد( )، من المال: جار ومجرور يتعلق بـ " قليل ".

الاستشهاد: يستشهد( ) به( ) على أن( ) قوله " كفانى ولم أطلب " وإن كان ظاهره يشبه أن يكون من باب تنازع الفعلين فى معمول واحد ظاهر بعدهما وهو قوله " قليل "، لكنه فى التحقيق ليس من هذا الباب فليس للكوفيين أن يتمسكوا به فى ترجيح مذهبهم، والدليل على أنه ليس من هذا الباب أن " لو " تدل( ) على امتناع الشيء لامتناع غيره كما تقدم فلو كان ما بعدها مثبتًا لفظًا لكان منفيًا( ) فى المعنى بناء على تلك القاعدة لأنه يدل على امتناعه( )، وامتناع الإثبات نفى، ولو كان ما بعدها منفيًا( ) لفظًا لكان مثبتًا فى المعنى لأنه يدل على امتناعه وامتناع النفى إثبات، إذا ثبت هذا فلو كان " لم أطلب " فى حيز( ) جواب " لو "( ) على تقدير تنازع الفعلين لكان( ) امرؤ القيس نافيًا للسعى لطلب القليل لأن " ما أسعى " مثبت لفظًا فيكون منفيًا معنى( ) ومثبتًا للسعي( ) لطلب القليل لأن " لم أطلب " منفى لفظًا فيكون مثبتًا معنى [ " وكفانى " جواب " لو " مثبت لفظًا فيكون منفيًا معنى ]( ) فيحصل من ذلك أنه ناف ومثبت لشيء واحد فى حالة( ) واحدة وهذا ظاهر الفساد( ).

***   ***   ***

أنشد:

15- لِيُبْكَ يزيدُ ضارعٌ لخصومةٍ

ومختبِطٌ ممَّا تطيحُ الطوائحُ( )

 

لُيبك: من البكاء. يزيد: اسم علم شخص. ضارع: من الضراعة بمعنى الخضوع والتذلل( ) . يقال: " اختبطنى فلان ": إذا جاءك يطلب( ) معروفك من غير آصرة( ). يقال طاح يطوح ويطيح: إذا هلك وسقط، الطوائح بمعنى المطيحات( ) أى المهلكات( ).

معنى البيت. يقول: ليُبكَ يزيد أى ليبكه( ) رجلان خاضع متذلل لمن يعاونه( )، وطالب( ) معروف ومتوقع إحسان لأنه هو المغيث لمن أغاثه( ) وهو الفائض( ) للمعروف على من استغناه( ).

إعراب البيت. ليبك: جازم ومجزوم، يزيد: مفعول أقيم مقام فاعله وهو غير منصرف للعلمية ووزن الفعل، ضارع: فاعل فعل محذوف تقديره " يبكيه( ) ضارع "، لخصومة: جار ومجرور، ومختبط: عطف على " ضارع "، قوله " مما تطيح الطوائح ": ما مصدرية أى من إطاحة الأشياء المطيحة. هذا من حيث التقدير، أما من حيث الظاهر فهو فعل وفاعل دخل عليه حرف " من " لأنه فى تقدير المصدر.

الاستشهاد: يستشهد به العلامة على أن الشاعر حذف الفعل لقيام القرينة لأنه لما قال " ليُبك " كأن سائلاً يقول: من يبكى يزيد( ) ؟ فقال: " ضارع ". أى: يبكيه( ) ضارع، وقد يروى ليَبك على صيغة ما يسمى( ) فاعله، ويزيدَ بالنصب. وحينئذ لا استشهاد فيه على هذه الرواية.

***   ***   ***

أنشد:

16- إِذَنْ لَقامَ بنصرِى معشرٌ خُشُنٌ

عِندَ الحفيظةِ إنْ ذُو لُوثَةِ لانا( )

 

إذن: جواب وجزاء. لقام: من قام بأمر كذا إذا( ) داوم( ). النصر: النصرة. معشر: قوم. خُشْن - بسكون الشين - جمع أخشن بمعنى الخَشِن ويجوز تحريكها فى الشعر( ) كما فى البيت( ). الحفيظة: الغضب والحمية. اللوثة: القوة والضعف. من الأضداد( )، لان: من اللين.

معنى البيت. يقول: إذن نصرنى وأعانني( ) قوم خشن عند الغضب والحمية، إن لان صاحب القوة أو صاحب الضعف. يريد به نفسه( ).

إعراب البيت . لقام: فعل ماض، واللام: جواب " لو " فى قوله " لو كنت من مازن "( )، بنصرى: كلام إضافى جار ومجرور من إضافة المصدر إلى مفعوله، معشر: رفع بفاعله، خشن: صفة الفاعل، عند الحفيظة: كلام إضافى نصب بالظرف، إن: حرف شرط يقتضى فعلاً لفظًا أو تقديرًا، ذو لوثة: رفع بأنه فاعل فعل محذوف، لوثة: جر بالإضافة، لان: فعل ماض( ) فاعله مستتر( ) أى لان هو، وهو( ) مفسر( ) للفعل المحذوف تقديره: إن لان ذو لوثة لان.

الاستشهاد( ): على أنه حذف الفعل وجيء بعده بما يفسره، والتقدير إن لان ذو لوثة لان.

***   ***   ***

أنشد جار الله( ) العلامة:

17- لا يُبْعِدُ اللهُ التَّلَبُّبَ فى الـ

ـــغاراتِ إذ( ) قال الخَمِيسُ نَعَمْ( )

 

التلبب: التشمر والتحزم( ). الغارات: جمع غارة.الخميس: عسكر ذو جهات خمس: المقدمة والساقة والميمنة والميسرة والقلب. النعم - بفتح النون - وهو الأنعام وهى المال الراعية( ).

معنى البيت: لا يبعد الله عنا( ) أن لا نتشمر ولا نتحزم( ) فى غارات الأعداء ولا( ) محاربتهم حين يقول العسكر: " هذا نعم "، وهذا حث( ) على محاربة الأعداء ومقاتلتهم.

إعراب البيت: لا يبعد الله: ناف ومنفى ( ). فعل( ) وفاعل، التلبب: مفعوله، فى الغارات( ): جار ومجرور يتعلق بـ " التلبب "، إذ( ): ظرف زمان ماض مبنى على السكون، قال الخميس: فعل وفاعل، نعم: خبر مبتدأ محذوف تقديره هذا نعم.

الاستشهاد: على أن الشاعر حذف المبتدأ من قوله " نعم " لقيام القرينة وهو ذكر الغارات، تقديره: هذا نعم( ).

***   ***   ***

أنشد:

18- أيَا ظَبْيَةَ الوَعْسَاءِ بين جُلاجِلٍ

وبين النَّقَا( ) آأنْتِ أمْ أُمُّ سالمِ( )

 

الوعساء: الأرض اللينة ذات الرمل( ). الجلاجل: - بفتح الجيم الأول وكسر الثانى - اسم موضع، وبضم الأول وكسر الثانى: حمار صافى النهيق( ). النقا - بالقصر --: الكثيب ( )من الرمل. أم( ) سالم: اسم امرأة.

معنى البيت: يخاطب ظبية راتعة( ) بين هذين الموضعين بقوله أأنت ظبية( ) أم أم( ) سالم، ومساق هذا الكلام دليل على( ) غاية استحكام المشابهة بينهما أي( ) بين ظبية( ) وبين أم سالم وعلى غاية وله العاشق وحيرته فى جمال المعشوق بأنه ترسخت( ) هيئة حسنه فى عينه بحيث( ) لا يتميز( ) بين صورته المستحسنة وبين مشابهتها( ).

إعراب البيت. أيا: حرف نداء، ظبية الوعساء: منادى مضاف منصوب مثل يا " عبد الله"، بين: نصب بأنه ظرف مكان، جلاجل: جر بالإضافة، وبين النقا: عطف على " بين " الأول ، آأنت - بهمزتين بينهما ألف، وإنما أدخلت الألف بينهما لاستثقال اجتماعهما مع استقامة الوزن بها - آأنت: مبتدأ خبره محذوف تقديره: آأنت ظبية( )، أم أم سالم: أم( ): حرف عطفٍ عَطَفَ( ) " أم سالم " على الخبر المقدر.

الاستشهاد( ): بأنه حذف خبر المبتدأ فقيل( ) آأنت، تقديره آأنت ظبية.

***   ***   ***

أنشد جار الله( ) العلامة:

19- أَنَا أبو النَّجْمِ وشِعْرى شِعْرِي( )

 

أبو النجم( ): اسم شاعر( ).

معنى البيت. يقول( ): لا أقول شعرى الدر( ) ولا( ) السحر( ) ولكن أقول شعرى شعرى الذى عرف( ) بالفصاحة أى لا نظير( ) له فيها( ).

إعراب البيت. أنا( ): بالألف إجراء للوصل مجرى الوقف.وهو( ) فى محل الرفع بالابتداء، أبو النجم: رفع بالخبر، النجم: جر بالإضافة، قوله " وشعرى ": الواو للعطف، شعرى: فى تقدير الرفع بالابتداء، و " شعرى " الثانى فى تقدير الرفع بالخبر، والجملة الابتدائية عطف على الجملة( ) الابتدائية.

الاستشهاد: بأن المبتدأ والخبر جاءا( ) معرفتين فى الجملتين المذكورتين.

***   ***   ***

أنشد:

20- إنَّ مَحَلاًّ وإنَّ مُرتَحَلاً

وإنَّ فى السَّفْرِ إذْ مَضَوْا مَهَلاَ ( )

 

محلا: أى منزلا فى الدنيا( ). ومرتحلا: أى ارتحالا( ) إلى الآخرة( ). السفر: اسم جمع للمسافرين( ). مهلا: أى سبقا( ).

معنى البيت: يقول: نحن المسافرون فى منزل( ) الدنيا ولنا ارتحال إلى الآخرة وإنْ سبقنا جمع من المسافرين بالارتحال.

إعراب البيت. إن: من حروف المشبهة بالفعل( )، محلا: نصب باسم إن، وكذا مرتحلا: نصب باسمها، والخبر محذوف تقديره إن لنا محلا وإن لنا مرتحلا( )، فى السفر: جار ومجرور( ) فى محل الرفع بخبر( ) إن مقدما على اسمها، ومهلا: اسمها( )، قوله " إذ مضوا ": جملة معترضة من الفعل والفاعل( ) ضمير بارز وهو الواو.

الاستشهاد: بأن الشاعر حذف خبر " إن " فقال: " إن محلا وإن مرتحلا " فى تقدير: " إن لنا محلا وإن لنا مرتحلا.

***   ***   ***

أنشد:

21- ياليت أيامَ الصِّبا رواجِعَا( )

 

أيام( ) الصبا: يريد أيام الشباب والنشاط، ورواجع( ): من الرجوع.

معنى( ) البيت: يا قوم ليت أيام الشباب استقرت لنا فى حال رجوعها ؛ أى ليتها ترجع.

إعراب البيت. يا: حرف نداء، والمنادى محذوف كقوله تعالى { أَلاَ يَا اسْجُدُوا.. } ( )تقديره ألا( ) يا قوم اسجدوا( )، ليت: من الحروف( ) المشبهة بالفعل، أيام الصبا: كلام إضافى نصب باسم " ليت "، وخبره محذوف وهو " لنا "( )، قوله رواجعا: حال من الضمير فى متعلق الجار والمجرور تقديره ليت أيام الصبا( ) استقرت لنا فى حال كونها رواجع، فـ " رواجع ": حال من " هى " فى استقرت، والعامل فيها معنى الفعل وهو " استقرت " وذو( ) الحال فاعل معنوى وهو:" هى " وهذا على مذهب البصريين، أما( ) على رأى الكوفيين فـ " رواجع “ نصب بـ " ليت "، و " ليت " على مذهبهم يقتضى مفعولين لأنه بمعنى أتمنى فإذا( ) قلت ليت( ) زيدا قائما فكأنك قلت أتمنى زيدا قائما( ).

الاستشهاد: على أنه حذف خبر " ليت " التى هى من أخوات " إن " فقال " ليت "( ) أيام الصبا رواجعا، تقديره: ليت( ) أيام الصبا لنا( ) رواجعا.

***   ***   ***

أنشد:

22- فَرَدَّ جازرُهم حَرْفًا مُصَرَّمَة

إِنَّ اللقاح غدتْ ملقىً أصِرَّتُها

فى الرأسِ منها وفى الأصلابِ تمليحُ

ولا كريمَ من الولدانِ مصبوحُ( )

 

رد: صرف. جازرهم: قصابهم.حرفا: ناقة مهزولة( ). مصرمة: منقطعة اللبن( ). تمليح: بقية شحم( ).اللقاح: جمع لقوح وهى الناقة الحلوب( ). ملقى: من الإلقاء( ). أصرتها: جمع صرار وهو( ) خيط يشد به رأس ضرع الناقة لئلا يرضعها ولدها( ).ولدان: جمع ولد. مصبوح: أى مسقى بالصباح.

معنى البيت:يصف الشاعر قحطا يقول: رد جازرهم ناقة مهزولة منقطعة اللبن وقال لا يفيد( ) جزرها وإن( ) الناقة الحلوب تركت أصرتها وطرحت لعدم لبنها، وما بقى ولد كريم مسقى اللبن فى الصباح.

إعراب البيت( ). رد: فعل ماض، جازرهم: كلام إضافى إضافة( ) معنوية رفع ( )بفاعله أى بفاعل رد، حرفا، مفعوله( )، مصرمة، نصب صفة مفعول( )، فى الرأس: جار ومجرور، وفى الأصلاب: عطف عليه، تمليح: نكرة رفع بالابتداء، والخبر ظرف مقدم عليه، والجملة فى محل النصب صفة " حرفا "، إن: حرف( ) من الحروف المشبهة بالفعل، اللقاح: نصب( ) باسمها، غدت: من أخوات " كان "، واسمها مضمر فيها تقديره: غدت هى، ملقى: فى تقدير النصب خبر " غدت "، أصرتها: رفع بمعمول( ) " ملقى " لأن اسم المفعول يعمل عمل فعله، وهو - يعني( ) أصرتها - كلام إضافى، والجملة من قوله " غدت مع اسمها وخبرها فى موضع رفع خبر( ) إن، لا: لنفى الجنس، كريم: مبنى على الفتح( ) اسمها، من الولدان: جار ومجرور، ومصبوح: رفع بخبر لا( ).

الاستشهاد: على أن قول الشاعر مصبوح( ) يحتمل وجهين. الأول: أن يكون " مصبوح “ خبر " لا " لنفى الجنس على اللغة( ) الحجازية، وإن كان( ) الشاعر تميميا، والثانى أن لا( ) يكون خبرها( ) بل هو( ) صفة محمولة على محل الموصوف أعنى اسم " لا " رفع بالابتداء فلذا( ) جاءت الصفة مرفوعة.

***   ***   ***

أنشد:

23- مَنْ صدَّ عن نيرانها

فأنا ابْنُ قيسٍ لا بَرَاحُ( )

 

صد: أعرض. نيرانها: جمع نار، والضمير للحرب. براح: زوال وذهاب .

معنى البيت.: إن أعرض عن نيران الحرب هؤلاء - يعنى قوما قد ذكروا فى البيت الذى قبله - فأنا ابن قيس لا أبرح( ) عن موقعى فى الحرب أى لا أزول( ).

إعراب البيت. من: شرطية، صد: فعل ماض( ) وفيه ضمير فاعله يعود إلى " من "، عن نيرانها: جار ومجرور كلام إضافى يتعلق بما قبله وهو " صد "( )، والضمير فى " نيرانها " للحرب وهى مؤنثة.قال الله تعالى { حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا}( )، قوله فأنا( ): فى محل الرفع بالابتداء،وابن( ) قيس: كلام إضافى رفع بخبر المبتدأ والجملة جزاء( ) الشرط، لا: بمعنى " ليس "، براح: رفع باسمها، والخبر محذوف تقديره لا براح لى، والجملة أعنى قوله " لا براح " يمكن أن يكون على الاستئناف إذ كأنه قال أنا ابن قيس الذى عرف بالشجاعة فلا( ) يحتاج إلى بيان( )، ثم قال على سبيل الاستئناف( ): لا براح لى.

قال صدر الأفاضل( ) فى شرحه( ): " هذه الجملة: محلها نصب على الحال المؤكدة من قوله أنا( ) ابن قيس( ): كأنه قال أنا ابن قيس( ) " ثابتا فى الحرب، نظيره قولك: زيد أبوك عطوفا ( )، ولا يخفى أن فى الاستئناف تفخيما( ) لشأنه.

الاستشهاد: بأنه استعمل " لا " بمعنى " ليس " فقال " لا براح " فى تقدير: ليس براح، وإن كان ذلك قليلا.

***   ***   ***

 

[ شرح أبيات تضمنها المنصوبات ]( )

أنشد:

24- إنِّى لأمنَحُكَ الصُّدودَ وإنِّنى

قَسَمًا إليكَ مع الصُّدودِ لأَمْيَلُ( )

 

لأمنحك: لأعطيك( ). الصدود: الإعراض. أميل: أفعل من الميل( ).

معنى البيت: الخطاب مع بيت( ) الحبيبة. يقول: إني( ) لأعطيك الإعراض وأعرض عنك وإنى مع إعراضى عنك أميل إليك.

إعراب البيت( ): إن: من الحروف( ) المشبهة بالفعل، والضمير فى " إنى " فى محل النصب باسمها، لأمنحك: فعل وفاعل ومفعول أول، وفاعله مستتر تقديره: لأمنح أنا، واللام: للتأكيد الصدود: مفعول ثان له، والجملة فى محل الرفع بخبر إن، الواو: للعطف عطف جملة على جملة، إننى: هو " إن " مع اسمها، قسما: مفعول مطلق حذف فعله تقديره: أقسم قسما، إليك: جار ومجرور يتعلق( ) بقوله " لأميل "، مع( ) الصدود: كلام إضافى نصب بالظرف( )، الصدود: جر بالإضافة، لأميل: رفع بخبر إن، واللام: للتأكيد.

الاستشهاد: على أن قوله " قسما ": مفعول مطلق حذف فعله على طريق الوجوب وهذا هو الذى يسميه النحويون توكيدا لنفسه. أما بيان أنه توكيد لنفسه( ) فلأن " أن " هاهنا( ) مما( ) يتلقى( ) القسم به( ) واللام فى الخبر يؤكده( ) ويؤيده( )، قال سيبويه( ): حيثما وقع " إن " فالقسم هناك مقدر و" إن " مع اسمها وخبرها جوابه( ). وتقدير( ) البيت( ):وإننى إليك مع الصدود لأميل قسما، وإذا كان القسم مقدرا قبل " إن " والقسم أيضا يكون مذكورا بعدها فيكون بمثابة توكيد القسم للقسم ولا نعنى بقولنا تأكيدًا لنفسه إلا ذلك( ).

***   ***   ***

أنشد:

25- لَنْ تَرَاهَا وَلَوْ تَأَمَّلْتَ إلا( )

ولَهَا فى مَفَارِقِ الرَّأْسِ طِيْبَا( )

 

تراها: من رؤية البصر، تأملت: من التأمل. المفارق: جمع مفرق - بفتح( ) الراء وكسرها - بمعنى وسط الرأس وهو الذى يفرق فيه( ) الشعر( ). طيبا: عطرا.

معنى البيت: لن تبصر( ) تلك المرأة إلا وتبصر طيبا فى مفرق رأسها.

إعراب البيت. لن: تنصب الفعل المضارع، ونصب( ) " ترى " بـ " لن " بالفتحة المقدرة، وفاعله مستتر أى: لن ترى أنت، والضمير مفعوله، و" ترى " إذا كان بمعنى " تبصر " يتعدى إلى مفعول( ) واحد، ولو تأملت: فعل وفاعل جملة شرطية معترضة تفيد( ) معنى التأكيد، طيبا: نصب بمفعول فعل مقدر تقديره: وترى طيبا، وهذا المقدر أعنى " ترى " إما أن يكون بمعنى رؤية( ) البصر فيكون على هذا " طيبا " مفعوله وقوله " لها " فى هذا الوجه حال أو صفة تقديره: ترى طيبا ثابتا لها، وإما أن يكون بمعنى العلم فحينئذ( ) يكون " طيبا " مفعوله الأول، وقوله( ) " لها " مفعوله( ) الثانى، وقوله فى مفارق الرأس: جار ومجرور كلام إضافى فى محل النصب بأنه مفعول فيه على كلا الوجهين.

الاستشهاد: على أنه حذف الفعل عن المفعول به حذفا جوازيا( ). فقيل( ): ولها فى مفارق الرأس طيبا، تقديره: وترى لها فى مفارق الرأس طيبا، وهذا يبتنى( ) على أن " طيبا " منصوب، إذ( ) لو كان مرفوعا لصارت( ) جملة( ) ابتدائية، وحينئذ يندفع الاستشهاد.

***   ***   ***

أنشد:

26- حتى إذا الكَلاَّب قال لها

كاليومِ مطلوبًا ولا طَلَبَا( )

 

الكَلاَّب: معلم الكلب. لها: للكلاب( ). طلب: جمع طالب. كـ: " خدم جمع خادم "

معنى البيت. يقول: اشتد طلب الصائد الذى هو الكلب( ) وهرب( ) الصيد( ) الذى هو الوحش، حتى إذا قال الكلاّب للكِلاب: لم أر مطلوبا كمطلوب أراه اليوم ولم أر طالبا كطالب أراه اليوم.

إعراب البيت. حتى: حرف ابتداء، هنا( ) يفيد الانتهاء، إذا( ): ظرف، الكلاَّب( ): مبتدأ، قال: فعل فاعله( ) مستتر تقديره: قال هو، لها: جار ومجرور، والجملة خبر( ) المبتدأ، قوله " كاليوم ": جار ومجرور فى تقدير النصب صفة " مطلوبا " تقديره: لم أر مطلوبا مثل مطلوب فى هذا اليوم، ومطلوبا: منصوب بفعل مضمر تقديره: لم أر مطلوبا، ولا طلبا( ): عطف على " مطلوبا "،وقوله " كاليوم مطلوبا ولا طلبا( ) مقول( ) " قال ".

الاستشهاد: على أنه حذف الفعل على سبيل الجواز فقال " كاليوم مطلوبا " تقديره: لم أر كاليوم مطلوبا.

***   ***   ***

أنشد:

27- فَيَا رَاكِبًا إِمَّا عَرَضْتَ فَبَلِّغَنْ

نَدامَاىَ من نَجْرانَ أنْ لا تلاقـيَا( )

 

قوله( ) راكبا: من الركوب، يقال: عرض الرجل إذا أتى العروض وهى مكة( ) والمدينة ( )وما حولهما( ). بلغن: من التبليغ. نداماى: جمع ندمان بمعنى النديم( ).نجران: اسم قبيلة( )، التلاقى: من اللقاء.

معنى البيت: يخاطب كل راكب أتى مكة والمدينة( ) بأن قال إن أتيت مكة والمدينة( ) فقل( ) نداماى( ) من هذا القبيلة: لا تلاقى لنا.

إعراب البيت: يا: حرف نداء، راكبا: منادى مفرد نكرة منصوب، إما: أصله إن ما. إن: حرف شرط، ما: زائدة، أدغمت النون فى الميم لقربها فى المخرج، عرضت: فعل وفاعل، مفعوله محذوف تقديره عرضت العروض. أى: بلغت العروض، والجملة شرطية، فبلغن: الفاء للجزاء، بلغن: فعل وفاعله مستتر تقديره: بلغن أنت، والنون: نون التأكيد المخففة، نداماى: كلام إضافى فى تقدير النصب مفعول " فبلغن "( ) ومن نجران: جار ومجرور، ألا: أصله( ) أن لا. أن: زائدة، لا: لنفى الجنس، أدغمت( ) النون فى اللام لقرب مخرجهما، تلاقى: اسم " لا " وهو مبنى على الفتح، وخبرها محذوف تقديره: أن لا( ) تلاقى لنا، وألفه( ) لإطلاق( ) الشعر، والجملة فى محل النصب( ) مفعول ثان لقوله " فبلغن ".

الاستشهاد: على أنه نصب المنادى إذا كان مفردًا نكرة فقيل( ) يا راكبًا.

قال أبو عبيدة( ): أراد فيا راكباه( ) للندبة فحذف الهاء كقوله تعالى { يأَسَفَا عَلَى يُوسُف( )}( ) ولا بجوز " يا( ) راكبًا " بالتنوين لأنه قصد به( ) راكبًا بعينه وإنما جاز أن تقول( ) " يا رجلاً " بالتنوين إن لم تقصد رجلاً بعينه وأردت( ) يا واحدًا ممن لهه هذا الاسم( ) هكذا نقله الجوهري( ) فى صحاحه( ).

ولقائل أن يقول: الإشكال يرد من( ) وجه آخر وهو أن حرف النداء لا شك أنه يفيد التعريف بالاتفاق ولذلك عده النحويون من أدوات التعريف، ومع إفادته التعريف كيف يدخل على المفرد النكرة ويبقى على تنكيره بعد دخوله( )، فيلزم من( ) هذا أحد الأمرين: إما تخلف( ) التعريف عن حرف النداء وذلك خلاف الإجماع، وإما زوال التنكير بعد دخول حرف النداء وذلك( ) يستلزم( ) انتفاء كون المنادى مفردًا نكرة.

والجواب عن ذلك( ): أن المنادى يبقى( ) على تنكيره بعد دخول حرف النداء، وتنكيره يزيل تعريف حرف النداء كما أن تعريفه يزيل تعريف العلمية فى: " يا زيد " على أحد التأويلين، وقولهم: حرف النداء يفيد التعريف " محمول على عدم المعارض( ).

***   ***   ***

أنشد:

28- يا لَعَطَّا فِنَا ويَا لَرِياحِ

وأبِى الحَشْرَجِ الفَتَى النَّفَاحِ( )

 

العطاف: اسم شخص ، رياح: اسم حي( )، أبو الحشرج: كنية رجل( )، النفاح: كثير العطاء.

معنى البيت: يستغيث الشاعر هؤلاء الجماعة( ).

إعراب البيت: يا: حرف نداء دخلت( ) على المنادى المستغاث، لعطافنا: هو المنادى المستغاث، واللام فى المستغاث مفتوحة وفى المستغاث إليه مكسورة فرقًا بينهما كقولهم( ) يا لَلَّه لِلمسلمين، وإنما خُصَّت( ) الفتحة بالمستغاث( ) لأن المستغاث منادى والمنادى يشبه( ) الضمير واللام الجارة إذا دخلت على الضمير يفتح، قوله ويالرياح عطف( ) على قوله " يا لعطافنا "، وقوله " أبى الحشرج ": عطف على ما قبله تقديره: " يا( ) لأبى الحشرج "، الفتى( ): فى تقدير( ) الجر بصفة( ) " أبى الحشرج "، قوله( ) " النفاح ": صفة بعد صفة.

الاستشهاد: بأنه أدخل الشاعر لام الاستغاثة على المنادى المستغاث.

***   ***   ***

أنشد:

29- أَزَيْدُ أخا ورقاءَ إِنْ كنتَ ثائرًا

فقدْ عَرَضَتْ أَحْنَاءُ حقٍ فخاصِمِ( )

 

ورقاء: اسم امرأة( )، الثائر : الذى يطلب القصاص والانتقام، وعرضت: تقدمت( ). أحناء حق( ): جوانب حق( ). فخاصم: أمر( ) من المخاصمة.

معنى البيت: يا زيد أخا ورقاء إن كنت تطلب الانتقام فقد ظهرت جوانب الحق فخاصم. يعنى دخل وقت مخاصمتك فخاصم.

إعراب البيت. الهمزة: حرف النداء، زيد: منادى مضموم، أخا ورقاء: منصوب بصفته( )، إن: حرف شرط( )، كنت: كان الناقصة واسمها الضمير البارز، ثائرًا: نصب بخبرها، فقد: الفاء للجزاء، قد: حرف التقريب، عرضت: فعل، أحناء حق( ): كلام إضافى رفع بفاعله، فخاصم: فعل أمر فاعله مستتر تقديره: خاصم أنت، والفاء: للعطف على الجملة الجزائية.

الاستشهاد: على أن صفة المنادى المضموم إذا كانت مضافة فهى منصوبة أبدًا كما جاء قوله " أزيد أخا ورقاء " بنصب( ) " أخا "، وكذلك سائر توابعه إذا كانت مضافة تكون منصوبة.

***   ***   ***

أنشد:

30- جَاريةٌ من قَيْسٍ ابْنِ( ) ثعلَبَهْ

قَبَّاءُ( ) ذاتُ سُرَّةٍ مُقَعَّبَهْ( )

 

قيس ابن( ) ثعلبة( ): قبيلة عظيمة، القباء( ): التى( ) ضمر بطنها( )، المقعبة( ): السرة التى دخلت فى البطن وعلا( ) ما( ) حولها.

معنى البيت: هى جارية( ) من هذه القبيلة صفتها كذا( ).

إعراب البيت. جارية: رفع بخبر مبتدأ( ) محذوف( ) تقديره: هى جارية، من قيس: جار ومجرور، قوله: ابن ثعلبة: صفة المجرور، قباء: رفع صفة " جارية "، ذات سرة: كلام إضافى رفع بصفة بعد صفة، مقعبة( ): جر بصفة " سرة ".

الاستشهاد: أنه أثبت التنوين فى موصوف " ابن " بين العلمين( ) فقيل( ) " قيس " بالتنوين، وذلك شاذ والقياس حذفه( ).

***   ***   ***

أنشد:

31- ألا أَيُّهذا( ) الباخعُ الوَجْدُ( ) نفسَهُ

لشيءٍ( ) نَحَتْهُ عن يَدَيْهِ المقادِرُ( )

 

يقال: " بخع " إذا هلك( )، الوجد: الحزن، نحته: أى صرفته( )، المقادر: جمع مقدرة( ) والمراد بالمقادر( ) التقادير( ).

معنى البيت: يا أيها( ) الذى بخع وجده نفسه بسبب شيء فات وصرفته عن يديه التقادير( ).

إعراب البيت. ألا( ): حرف نداء، أى: منادى مضموم، هذا: فى محل الرفع على أنه( ) صفة المنادى، قوله " الباخع ": رفع صفة بعد صفة، والألف واللام فيه( ) بمعنى " الذى " تقديره: يا أيهذا الذى بخع الوجد نفسه، الوجد( ) بالرفع: فاعل اسم الفاعل( ) فلا ضمير فى الباخع، نفسه: نصب بمفعوله، وإن روي( ) " الوجد " بالنصب فهو مفعول من أجله. وحينئذ فى قوله " الباخع " ضمير مستتر فاعله فتقديره الباخع هو( )، لشيء( ): جار ومجرور يتعلق بقوله " الباخع "، نحته: فعل، والضمير البارز( ) مفعوله، عن يديه: كلام إضافى جار ومجرور يتعلق بما قبله، المقادر: رفع بفاعل " نحته " فتقديره( ) " نحته المقادر " وأصله المقادير( ) بمدة إلا أنها حذفت تخفيفًا( )، والجملة أعنى قوله " نحته " فى محل الجر بصفة( ) النكرة يعنى " لشيء"( ).

الاستشهاد: بأنه وصف المبهم الذى هو " أى " باسم الإشارة فقيل " أيُّهذا ".

***   ***   ***

أنشد:

32- يا صاحِ يا ذَا الضَّامِرُ العَنْسِ

والرَّحْلِ والأَقْتَابِ والحِلْسِ( )

 

أصل " يا صاح ": يا صاحب. وقيل يا صاحبى، الضامر : من الضمور وهو( ) الدقة والهزال، العنس: الناقة الصلبة( )، الرحل: للإبل( ) معروف( )، الأقتاب: جمع قِتْب. وهو رحل صغير( )، والحلس: كساء رقيق يكون( ) تحت البرذعة( ).

معنى البيت: يا صاحب يا ذا الذى ضمرت عنسه ويا صاحب الرحل والأقتاب والحلس.

إعراب البيت. يا: حرف نداء ، صاح: ترخيم( ) صاحب " وقيل ترخيم " صاحبى " وهو شاذ على الوجهين، ذا : اسم إشارة( )، الضامر - بالرفع -: صفة اسم الإشارة، قوله " العنس "( ): جر بالإضافة. فإن قلت صفة المنادى إذا كانت مضافة فهى منصوبة فلم جاءت هذه مرفوعة ؟ قلت: الألف واللام فى " الضامر " بمعنى " الذى " إذ تقديره: يا ذا الذى ضمرت عنسه، ولا شك أن الموصول مع صلته بمنزلة اسم مفرد فرفعت لذلك.

قوله " والرحل والأقتاب والحلس ". قال بعضهم: الجر فى هذه محمول على حذف مضاف وإقامة المضاف إليه مقامه كقولهم( ): " ما كل سوداء تمرة ولا بيضاء شحمة "( ) تقديره: يا صاحب الرحل، وإنما حملهم على هذا التأويل امتناع( ) عطف قوله " والرحل " على قوله " والعنس " إذ الرحل لا يوصف بالضمور، ولذلك الامتناع أنشده( ) الكوفيون بجر الضامر ليكون " ذا " بمعنى الصاحب لا بمعنى اسم الإشارة، وحينئذ يصح العطف إذ تقديره حينئذ يا ذا( ) الضامر العنس والرحل والأقتاب والحلس بمثابة قولهم: " يا ذا المال ". فعلى هذه الرواية يكون قوله " العنس " عطف( ) بيان لا مضافًا( ) إليه ويكون تذكير الضامر( ) من قبيل( ) قولهم( ): " جمل( ) ضامر وناقة ضامر " كما يقال: رجل عاشق وامرأة عاشق.

قال المحققون من البصريين: إن " الضامر " فى البيت مرفوع فى الرواية الصحيحة، وإن لجر( ) " الرحل " وما بعده وجهًا ظاهرًا وذلك أن يقال إن " الرحل " وما بعده معطوف على قوله " العنس " وحينئذ سيق الكلام على سياقة قولهم:

عَلَفْتُها تِبْنًا وماءً بارِدَا( )

......... ..... ..... .......... ( )

 

قياسه: علفتها تبنًا وسقيتها ماءً باردًا. فحمل الثانى على الأول لقربه منه، فكذلك ها هنا، قياسه أن يقول( ): الضامر العنس والبالى الرحل( ) فحمل البلى( ) على الضمور لقربه منه.

الاستشهاد: بأنه وقع ذو اللام صفة اسم الإشارة فى قوله يا ذا( ) الضامر.

***   ***   ***

أنشد:

33- يا ذَا المُخَوِّفُنَا بمقتَلِ شيخِهِ

حُجْرٍ تَمَنِّى صاحِبِ الأحْلامِ( )

 

المخوِّف: من التخويف [ وهو ]( ) من الخوف، المقتل: القتل. حجر : اسم علم أبي( ) امرئ القيس.

معنى( ) البيت: كانت بنو أسد قتلت حُجْرًا أبا امرئ القيس فتوعدهم امرؤ القيس بأن يقتلهم. فيقول الشاعر من بنى أسد: يا من يخوفنا( ) بسبب قتل أبيه ويتمنى أن يقتلنا تمنيت تمنى صاحب الأحلام يعنى لا حقيقة له.

إعراب البيت. يا: حرف النداء( )، ذا: اسم إشارة وقع منادى، المخوفنا( ): كلام أضافى إضافة لفظية رفع بصفة المنادى وفيه ما ذُكِر( ) فى قوله: " يا ذا الضامر العنس " مع جوابه، بمقتل: جار ومجرور يتعلق بما قبله، شيخه: جر بإضافة( ) " المقتل " إليه، حجر بالحاء المضمومة المهملة والجيم الساكنة - جر بأنه( ) عطف بيان أو بدل عن " شيخه "، قوله " تمنى ": نصب بالمصدر وفعله محذوف تقديره " تمنيت تمنى "( )، صاحب الأحلام: جر بالإضافة.

الاستشهاد: بأنه وصف اسم الإشارة بالمعرف باللام فقال " يا ذا المخوفنا ".

***   ***   ***

أنشد:

34- مِنَ اجْلِكِ يا الَّتِى تَيَّمْتِ قلبِي

وأنتِ بخيلةٌ بالوصْلِ عنِّي( )

 

من أجلك: جر بـ " من "( )، يقال تيمه بالحب( ) استعبده( ) به، بخيلة: يقال بخله( ) عنه( ): أبعده عنه، قال الله تعالى {فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِه}( )بمعنى يبعد الخير عن نفسه.

معنى البيت: من أجلك يا من استعبدت( ) قلبى والحال أنك لا تصليننى.

إعراب البيت. من أجلك( ) : جار ومجرور يتعلق بما ذُكِر( ) قبل البيت( )، يا: حرف نداء، التى: موصول، تيمت: فعل فاعله الضمير البارز، قلبى: فى تقدير النصب بمفعوله، والجملة( ) صلة موصول( )، الواو: للحال ، أنت : مبتدأ، بخيلة: خبره، بالوصل: جار ومجرور يتعلق بقوله بخيلة، عنى: يتعلق به( ) أيضًا لأنه بمعنى الإبعاد( )، والجملة حالية.

الاستشهاد: على أن حرف النداء دخلت( ) على ذى اللام وهو غير لفظة( ) " الله " فى قوله: " يا التى " وذلك شاذ.

***   ***   ***

أنشد:

35- يا تَيْمُ تَيْمَ عَدِىٍّ لا أَبَا لَكُمُ

لا يُلْقِيَنًّكُمُ فى سَوْءةٍ عُمَرُ( )

 

عَنَى( ): تيم بن( ) عبد مناة، وهم( ) قوم عمر بن لجأ، وعدى: أخو " تيم "( )، لا أبا لكم: كلمة مدح( )، لا يلقينكم: من الإلقاء( )، فى سوءة: فى بلية.

معنى البيت: يقول تنبهوا( ) واحذروا حتى لا يلقينكم( ) فى مكروه عمر( ).

إعراب البيت: يا: حرف نداء، تيم تيم - بالنصب( ) -، عدى: أصله( ) يا( ) تيم عدى يا تيم عدى وهو منادى مضاف مع تأكيده، وحذف المضاف إليه من الأول لدلالة الثانى عليه، ويجوز ضمه( ) فى " تيم " الأول على أنه منادى مفرد مضموم والثانى نصب بتأكيده أيضا، قوله " لا أبالكم ". لا: لنفى الجنس، أبالكم: نصب باسمها تشبيها له بالمضاف وقيل إنه مضاف، قوله لا يلقينكم: ناف ومنفي( ) والنون للتأكيد وهو فعل( ) والمضمر( ) البارز مفعوله( ) وفاعله عمر ( ).

الاستشهاد: بأنه كرر المنادى فى حال الإضافة فقيل( ) يا تيم تيم عدى، ووجهه( ) ما تقدم.

***   ***   ***

أنشد:

36- يَا زيدَُ زيدَ اليَعْمَلاتِ الذُّبَّل

تَطَاوَلَ الليلُ عليكَ فانزِلِ( )

 

هو زيد بن أرقم( )، اليعملات: جمع يعملة وهي( ) ناقة قوية حمولة( )، الذبل: جمع( ) ذابل بمعنى ضامر كـ " رُكَّع " فى راكع.

معنى البيت: لا تتعب الناقة إذا( ) طال الليل فانزل.

إعراب البيت: يا: حرف نداء: قوله: زيد زيد اليعملات: يجوز نصبه على أن تقديره يا( ) زيد اليعملات زيد اليعملات( ) فهو منادى مضاف وحذف المضاف إليه عن الأول( ) ويحوز ضمه على أنه منادى مضموم، والثانى منصوب على الوجهين بأنه تأكيد( )، قوله " الذبل ": جر بصفة " اليعملات "، تطاول: فعل، الليل: فاعله، فانزل: الفاء لعطف الجملة على الجملة( ) التى قبلها.

الاستشهاد: بأنه وقع المنادى فى حال الإضافة مكررا فى " قوله " يا زيد زيد اليعملات.

***   ***   ***

أنشد:

37- يا بنت عما( ) لا تلومى واهجعي( )

 

لا تلومي( ): من اللوم. واهجعى: من الهجوع وهو النوم.

معنى البيت: لا تلومى ونامي( ).

إعراب البيت: يا بنت عما: منادى مضاف، لا تلومى: جملة فعلية وفاعله( ) الضمير البارز( ) وهي( ) الياء في( ) لا تلومى، لا: ناهية، واهجعى: عطف على تلك الجملة.

الاستشهاد: بأن المنادى المضاف إلى المضاف إلى( ) ياء المتكلم جاء بإبدال يا المتكلم ألفا على لغة يا غلاما( ).

***   ***   ***

أنشد:

38- ويَأْوِي( ) إلى نِسْوَةٍ عُطَّلٍ

وَشُعْثًا مَرَاضيعَ مِثْلَ السَعَالِي( )

 

أوى - فى الأصل - أقام. عطل: جمع عاطل وهو العارى عن الحلي( ). شعثا: جمع " أشعث " وهو الذى لا يسرح رأسه( ). مراضيع: جمع " مرضع ". السعالى: جمع " سعلاة " وهى الغول.

معنى البيت: يصف رجلا صائدا يقول: يصيد ويدخل على امرأته وبناته الفقيرات العاريات التي( ) تغيرت وجوههن من شدة الجوع مثل السعالى.

إعراب البيت: يأوى: فعل فيه ضمير فاعله يعود إلى الصائد، إلى نسوة: جار ومجرور فى محل النصب مفعول( ) يأوي( )، عطل: جر بصفة " نسوة "( )، قوله " وشعثا " ينبغى أن يقول " وشعث " بالجر حتى يكون صفة " نسوة ". لكن نصبه بفعل مضمر( ) على الاختصاص لتبيين( ) أن هذا الضرب من النساء أسوأ( ) حالا من الضرب الأول الذى هو العطل منهن، تقديره: وأعنى شعثا، وهذا( ) يسمى( ) نصبا بالترحم( )، وإدخال الواو بين( ) الصفة والموصوف لتأكيد( ) إلحاق( ) الصفة بالموصوف، نظيره قول الشاعر:

إلى المَلِكِ القَرْمِ( ) وابْنِ( ) الهُمَامِ( )

ولَيْثِ الكتيبةِ( ) فى المُزْدَحَمْ( )

 

قوله مراضيع: نصب بصفة قوله " وشعثا "، وأصله( ): مراضع لأنه جمع مرضع( ) فالمدة لإشباع الكسرة، ويحتمل أن يكون جمع مرضاع فالمدة قياسية( ) حينئذ( ) كمصابيح( ) فى " مصباح "، مثل السعالى: نصب بصفة بعد صفة، السعالى: فى تقدير الجر بالإضافة.

الاستشهاد: بأنه جاءت النكرة منصوبة نصب الاختصاص بفعل مضمر كقوله " وشعثا “ تقديره: وأعنى شعثا.

***   ***   ***

أنشد:

39- يا لَعْنَةُ اللهِ والأقوامِ كلِّهِمُ

والصالحونَ على سِمْعَانَ مِن جارِ( )

 

الأقوام: جمع قوم، سمعان - بكسر السين -: اسم رجل.

معنى البيت: يا قوم لعنة الله ولعنة الأقوام ولعنة الصالحين( ) على سمعان من جهة كونه جارًا.

إعراب البيت: يا: حرف نداء( ) والمنادى محذوف تقديره: يا قوم، لعنة الله: مبتدأ، والأقوام: عطف على( ) المضاف إليه، كلهم: جر بالتأكيد، قوله "والصالحون " - بالرفع - إما أن يكون معطوفا على موضع " الأقوام " إذ " الأقوام "( ) فاعل اللعنة في( ) المعنى، وإما أن يكون على حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه فأعرب( ) بإعرابه تقديره “ ولعنة الصالحين( ) كقوله تعالى { واسْأَلِ( ) القَرْيَةَ ( )} ولو روى " الصالحين " بالياء لكان عطفا على لفظ الأقوام، على سمعان فى محل الرفع بخبر المبتدأ، قوله: من “ جار “: فى محل النصب بالتمييز عن الجملة.

الاستشهاد: على حذف المنادى فى قوله " يا لعنة الله " فى تقدير: يا قوم.

***   ***   ***

أنشد:

40- إذا ابنَ أبى مُوسَى بِلا لاً بَلَغْتِهِ

فَقَامَ بفأسٍ بينَ وِصْلَيكِ جَازرُ( )

 

الوصل - بكسر الواو - ما بين العظمين من المفصل( ). جازر: من الجزر بمعنى النحر.

معنى البيت: يخاطب الشاعر ناقته بقوله( ): إذا بلغت هذا الممدوح فقد( ) تمت حاجتى إليك فأذبحك( ) بعده.

إعراب البيت. إذا: ظرف فيه معنى الشرط، ابن أبى موسى: نصب( ) بفعل مقدر( ) تقديره: إذا بلغت ابن أبى موسى، بلا لا: عطف بيان أو بدل عن قوله " ابن أبى موسى "، بلغته: فعل مع فاعله ومفعوله وهو تفسير( ) للفعل( ) المحذوف، قوله فقام: الفاء للجزاء( )، وقام( ): فعل فاعله قوله " جازر "، بين وصليك: نصب بالظرف.

الاستشهاد: على أنه حذف الفعل عن المفعول( ) به وجيء بالمفسر بعده فقيل إذا ابن أبى موسى بلغته، تقديره إذا بلغت ابن أبى موسى بلغته.

***   ***   ***

أنشد( ):

41- فلا حسبًا فَخَرتَ بهِ لِتَيْمٍ

ولا جَدًّا، إذا ازدَحَمَ الجُدودُ( )

 

ازدحم: أى كثر واجتمع( ). حسب الرجل: ما يحسب من مكارمه. فخرت: أى غلبت بالفخر. من باب المغالبة. يقال( ) فاخرنى ففخرته أفخره.

معنى البيت: فلا ذكرت لتيم حسبا تفخر( ) به ولا ذكرت لهم جدا( ) تفخر( ) به حين( ) ازدحم الجدود فى المحافل، وسياق البيت( ) للمذمة.

إعراب البيت. لا: نافية، حسبا: نصب بفعل مقدر( ) يفسره ما بعده تقديره: لا ذكرت حسبا، فخرت: فعل مع فاعله،قوله " به ": فى محل النصب( ) مفعوله( )، وذلك يفسر( ) الفعل المحذوف أعنى " فخرت " وهذا من قبيل قولك " أهنت زيدا ضربت غلامه " فى أن الفعل المقدر هو المعنى العام بالنسبة إلى الفعل المفسر، لأنه( ) يلزم من المفاخرة ذكر شيء يفخر به كما( ) أنه يلزم من ضرب الغلام إهانة السيد بلا عكس فى كلتا( ) الصورتين، قوله ولا( ) جدًا: عطف على قوله " فلا حسبا "، إذا: ظرف، ازدحم الجدود: فعل مع فاعله.

الاستشهاد: بأنه حذف الفعل عن المفعول به وجيء بالمفسر له بعده فقيل: " ولا حسبا " تقديره: ولا ذكرت حسبا وهو( ) من( ) المواقع( ) التى يختار فيها النصب.

***   ***   ***

أنشد( ):

42- .... .... .... ....

وكُلاً جزاهُ الله عنّى بما فَعَلْ( )

 

قوله كلا: أى كل واحد.

معنى البيت: جزى الله كل واحد عني( ) بما فعل فى حقى.

إعراب البيت: كلاًّ: نصب( ) بفعل مقدر تقديره: جزى الله كلا، قوله " جزاه ": فعل مع مفعوله، قوله "الله ":رفع بفاعله، عنى: جار ومجرور، " بما فعل ". ما: إما( ) مصدرية، ما بعدها( ) بتقدير المصدر فى تقدير الجر. أى: “ بفعله “،وإما( ) موصولة أى بالذى فعله( )، والعائد المفعول يجوز حذفه، والفاعل لقوله " فعل "( ) مستتر فيه يعود إلى " كلا".

الاستشهاد: بأنه وقع الدعاء بمنزلة الأمر فى كونه مفسرا للفعل المحذوف ولذلك يختار فيه النصب كما( ) يختار النصب( ) فى الأمر.

***   ***   ***

أنشد:

43- لا تَجْزَعِى إن مُنْفِسًا أهلكتُهُ

وإذا هَلَكْتُ فعند ذلك فاجزَعيِ( )

 

قوله " المنفس ": المال النفيس( ).لا تجزعى: من الجزع.

معنى البيت: يقول لامرأته: لا تغتمى إن أنفقت المال واغتمى إن هلكت( ).

إعراب البيت: لا( ) تجزعى: فعل نهى فاعله الياء، إن: حرف شرط( )، منفسا: نصب( ) بفعل مقدر( )، وأهلكته: فعل ماض( ) مع فاعله ومفعوله، قوله " وإذا " الواو: للعطف، إذا: للشرط، هلكت: فعل مع فاعله، والجملة شرطية، قوله " فاجزعى "( ): أمر( ) مخاطبة، والفاء لجزاء( ) الشرط الثانى، وجزاء الشرط( ) الأول مقدم عليه [ هو ]( ) قوله ( )" لا تجزعى "، تقديره: إن أنفقت المال لا تجزعي( ).

الاستشهاد: على أنه جاء النصب فى باب( ) الإضمار على شريطة التفسير واجبا كما فى قوله: " إن منفسا "، تقديره: إن أهلكت منفسا.

***   ***   ***

أنشد:

44- وإنْ تَعْتَذِرْ بالمَحْلِ من ذى ضُرُوْعِهَا

إلى الضيفِ يَجْرَحْ( ) فى عراقيْبِها نَصْلِي( )

 

تعتذر( ): من العذر. يريد بالمحل: القحط، وبقوله: " ذى ضروعها " اللبن، العراقيب: جمع عرقوب وهو عصب الرجل الغليظ. نصلى: أى سيفي( ).

معنى البيت: يقول إن تعتذر ناقتى إلى( ) ضيفى من جهة عدم لبنها يجرح( ) سيفى فى عصب رجلها: يعنى أنحرها وأضيف ضيفى بها.

إعراب البيت. إن: حرف شرط( )، تعتذر: فعل مضارع مجزوم بها فيه ضمير فاعله يعود إلى الناقة، بالمحل: أى " بسبب المحل " أو " فى المحل "، يجرح( ): مجزوم بأنه جواب الشرط تقديره: إن تعتذر يجرح( )، نصلي( ): فى تقدير الرفع( ) بفاعله، فى عراقيبها، يتعلق( ) بما قبله.

الاستشهاد: بأنه حذف مفعول يجرح على أنه من باب قولهم:" فلان يعطى ويمنع "،وصار كأنه نسيا منسيا( ). تقديره يجرح جراحه فى عراقيبها( ).

***   ***   ***

أنشد:

45- ويومٍ شهِدناهُ سُلَيْمًا وعامرًا

قليلٍ سِوَى الطَّعنِ( ) النِّهالِ نوافِلُهْ( )

 

شهدنا( ): أى حضرنا. سليم وعامر: قبيلتان. النهال: جمع نهل وهو جمع( ) ناهل( ). كخدم وخادم( ) وهو بمعنى العطشان( ) والريان( ). نوافله: جمع نافلة وهى العطية.

معنى البيت: رب يوم حضرنا هاتين( ) القبيلتين فيه قل( ) عطاء ذلك اليوم سوى الطعن بالرماح العطاش إلى دمائهم يعني( ) رب يوم( ) قاتلناهم( ) فيه.

إعراب البيت: الواو: واو رب، وجرها( ) بنفسها( ) وقيل بتقدير " رب " بعدها( )، شهدناه - أصله “ شهدنا فيه " -: فعل مع فاعله، قوله " سليمًا وعامرًا ": مفعوله( )، والجملة فى محل جر بصفة " يوم"، قليل: صفة بعد صفة، سوى: ظرف وهو أداة الاستثناء، النهال: جر بصفة موصوف محذوف تقديره: بالرماح النهال، قوله نوافله: رفع بمعمول " قليل "، تقدير البيت: رب يوم قليل نوافل ذلك اليوم سوى الطعن بالرماح وذلك( ) من قبيل الوصف باعتبار حال متعلق الموصوف، نحو: مررت برجلٍ قليلٍ مَنْ لا سَبَبَ بينه( ) وبينه.

الاستشهاد: بأنه حذف " فى " من الظرف، وعدى الفعل إليه إجراء له مجرى المفعول به فقيل شهدنا أى شهدناه فيه.

***   ***   ***

أنشد:

46- فَكُونُوا( ) أنتمُ وبنى أبيكُمْ

مكانَ الكُلْيَتَيْنِ من الطِّحاالِ( )

 

عنى ببنى أبيكم( ): الإخوة.

معنى البيت: كونوا أنتم مع إخوانكم( ) متوافقين متصلين بعضكم ببعض( ) كاتصال الكليتين.

إعراب البيت: كونوا هي" كان "( ) الناقصة مع اسمها وهو( ) الضمير البارز المتصل( )، أنتم: تأكيد للضمير المتصل بالمنفصل، الواو: بمعنى المصاحبة، بنى أبيكم: نصب بالمفعول معه مع الفعل اللفظي( )، ويجوز الرفع فيه بالعطف، مكان الكليتين: نصب بخبر كان.

الاستشهاد: على أنه استعمل الشاعر المفعول معه مع الفعل اللفظى فى قوله " وكونوا( ) أنتم وبنى أبيكم " والفعل اللفظى هو قوله: " كونوا ".

***   ***   ***

أنشد:

47- فما لَكَ، والتَّلَدُّدَ حول نَجْدٍ

وقَدْ غَصَّتْ تِهَامةَُ بالرِّجالِ( )

 

التلدد: التردد( ). غصت: امتلأت. تهامة: أرض.

معنى البيت يقول: لِمَ تتردد( ) حول أرض نجد وقد كثرت الرجال فى أرض تهامة. يعنى اترك نجدًا واقصد( ) تهامة.

إعراب البيت.قوله " فمالك ": أى ما تصنع أنت، والتلدد: نصب بالمفعول معه، حول نجد: نصب بالظرف، غصت تهامة: جملة فعلية.

الاستشهاد: على( ) أنه جاء المفعول معه وفعله معنوى لا لفظى فى قوله " فمالك والتلدد "، تقديره: ما تصنع والتلدد أى مع التلدد( ).

***   ***   ***

أنشد:

48-...  ...  ... ...

فَحَسْبُكَ والضَّحاكَ سيفٌ مُهَنَّدُ( )

 

الضحاك: اسم شخص.

معنى البيت: يكفيك مع الضحاك سيف مهند( ).

إعراب البيت. حسبك: مبتدأ، والضحاك( ): نصب بالمفعول معه( )، سيف: خبر مبتدأ، مهند: صفته( ).

الاستشهاد: على أنه جاء المفعول معه وفعله معنوى لا لفظي( ) كقوله " فحسبك والضحاك "، والتقدير " كفاك والضحاك( ) "

***   ***   ***

أنشد:

49- يا زِبْرِقَانُ أخَا بَنى خَلَفٍ

ما أنتَ وَيْبَ أبيكَ والفَخْرُ( )

 

زبرقان: اسم رجل، قوله: " ويب ": بمعنى ويل( )، ما أنت: أى أى شيء أنت ؟

معنى البيت: يقول أى شيء أنت والفخر ؟. يعنى: لا يليق بك الفخر.

إعراب البيت: زبرقان: منادى مضموم، أخا بنى خلف: نصب بصفته المضافة( )، ما أنت( ) ما: مبتدأ، وأنت: خبره، والفخر: عطف على الخبر، والمبتدأ نكرة لأنه( ) من قبيل قولهم: أرجل فى الدار أم امرأة.

الاستشهاد: على أنه قوله " والفخر " وإن كان اسما مذكورا( ) بعد الواو ولكن لا يجوز نصبه بالمفعول معه لعدم الفعل لفظا ومعنى( ).

***   ***   ***

أنشد:

50- وكنتَ هناكَ أنتَ كريمَ قيسٍ

فما القَيسىُّ بعدكَ والفِخَارُ( )

 

قيس: قبيلة. الفخار - بكسر الفاء( ) -: المفاخرة.

معنى البيت: يقول: إن المكارم التى تفتخر( ) بها قيس، مجتمعة فيك فلما فقدوك لم يكن لهم طريق إلى المفاخرة.

إعراب البيت: كنت( ): " كان " الناقصة مع اسمها، هناك: إشارة إلى المكان، أنت: ضمير فصل( ) كقوله تعالى {كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ}( ) " كريم( ) قيس ": نصب بخبر( ) " كان "، فما: مبتدأ، والقيسي( ): رفع بخبره، بعدك: نصب بالظرف، والفخار: عطف على الخبر.

الاستشهاد: على أنه لا يجوز النصب فى قوله " والفخار " على المفعول معه لعدم الفعل.

***   ***   ***

أنشد:

51- يَرْكَبُ كلَّ عاقرٍ جُمْهُورِ

مخافةً وزَعَلَ المحبورِ

والهولَ( ) من تَهَوُّلِ الهُبُورِ( )

 

يركب: أى يصعد كل عاقر: أى كل تل من الرمل لا ينبت شيئًا كالمرأة العاقرة( ). جمهور: عظيم( ). الزعل: النشاط( ). المحبور: المسرور( ). الهول: الخوف. التهول: التخوف( ). الهبور: جمع " هَبْر "( ) وهو الموضع المنخفض( ).

معنى البيت: يصف الثور الوحشى يقول: عند الهرب من الصائد يصعد كل تل عظيم مخافة ونشاطًا من جهة أنه هرب، ومن( ) مخافة أن يكون الصائد( ) فى كل موضع منخفض.

إعراب البيت: " يركب ": فعل مع فاعله المستتر فيه، كل عاقر: مفعوله، جمهور - بالجر -: صفة( ) " عاقر "، مخافة:نصب بأنه مفعول له، وزعل المحبور: نصب عطفًا عليه، والهول: أيضًا منصوب عطفًا( ) عليه.

الاستشهاد: على أنه جاء المفعول له نكرة فى قوله " مخافة "، ومعرفة فى قوله " وزعل( ) المحبور "، و" الهول ".

***   ***   ***

أنشد:

52- مَتَى ما( ) تَلْقَنِى فَرْدَيْنِ تَرْجُفْ

روانفُ أَلْيَتَيْكَ وتُستطارا( )

 

قوله " تلقنى "( ) من اللقاء به، فردين : منفردين. ترجف: تضطرب وتتحرك. روانف: جمع " رانفة " وهى طرف الألية( ). الاستطارة: التفرق والانزعاج( ) والمراد به( ) هاهنا( ): التحريك، من قولهم " استطير الشيء " إذا طُيِّر وحُرِّك.

معنى البيت. متى ما( ) تصلنى وأنا وأنت منفردان تتحرك( ) أطراف أليتيك من خوفى .

إعراب البيت. متى( ) ما: من كلم المجازاة، تلقنى: جزم به وهو فعل مع فاعله ومفعوله، فردين: حال من الفاعل والمفعول معًا، ترجف: مجزوم بجواب الشرط فاعله قوله " روانف "، قوله " وتستطارا ": يجوز أن يكون أصله " تستطاران " فحذفت النون منه( ) علامة( ) للجزم لأنه معطوف على " ترجف " والضمير فيه للرانفتين( ) لأن " الروانف " فى معنى التثنية باعتبار قوله " أليتيك "( )، ويجوز أن يكون الألف في( ) " تستطارا " بدلاً عن نون التأكيد المخففة أصله " تستطارَنْ " ففيه( ) ضمير يعود إلى " الروانف " تقديره تستطارن هى، ويجوز أن يكون منصوبًا بإضمار " أن " فى تقدير مصدر مرفوع بالعطف على مصدر " ترجف " تقديره: يكن منك رجف الروانف والاستطارة( ).

الاستشهاد : على أنه وجد الحال من الفاعل والمفعول معًا على سبيل الجمع فى قوله " تلقنى فردين".==

أنشد:

53- على حَلْفَةٍ( ) لا أشتُمُ الدهْرَ مسلِمًا

ولا خارجًا مِنْ فِيَّ زُورُ كلامِ( )

 

الزور: الكذب.

معنى البيت. يقول: أحلف( ) على أني لا أشتم في الدهر مسلمًا ولا خرج( ) من فمي( ) كذب.

إعراب البيت. لا أشتم: فعل مع فاعله تقديره لا أشتم أنا، الدهر: منصوب( ) بأنه ظرف، مسلمًا: نصب( ) بمفعول “ لا أشتم “، قوله “ ولا خارجًا “: نصب بأنه صفة أقيمت مقام المصدر، قوله “ زور كلام “: رفع بأنه فاعل المصدر الذي قام مقام( ) الصفة، التقدير: ولا خرج( ) زور كلام خارجًا أي خروجًا، والجملة عطف على الجملة التي قبلها( ).

الاستشهاد: على أنه وقعت( ) الصفة مكان( ) المصدر في قوله “ ولا خارجًا “ أي ولا خروجًا.

*** *** ***

أنشد:

54- لِعزَّةَ مُوحِشًا طَلَلٌ قديمٌ

عفاهُ كلُّ أسحمَ مستديمُ( )

 

عزة: اسم امرأة، موحشًا: من أوحش إذا وقع في الوحشة، طلل: أثر دار، عفاه: درسه، كل أسحم: كل أسود من السحاب( )، مستديم: ذو الدِّيَمة وهي( ) مطر الليل إذا اتصل بالنهار( ).

معنى البيت. لهذه المرأة أثر دار درسه ومحاه كل سحاب أسود ذو الديمة( ) في حال كونه يوحش العشاق إذا نظروا إليه ومروا( ) به.

إعراب البيت. لعزة: خبر مبتدأ مقدم( )، طلل: مبتدأ( )¬ نكرة كقولهم: في الدار رجل، موحشًا: نصب على الحال، وذو الحال: “ طلل “( ) والعامل فيها معنوي، قديم: صفة مبتدأ، عفاه: فعل مع مفعوله، كل أسحم: فاعله( )، مستديم: صفته( )، والجملة في محل الرفع( ) صفة( ) لقوله “ طلل “.

الاستشهاد( ): على أن الحال من النكرة قد قدمت( ) عليها في قوله “ موحشًا طلل “.

*** *** ***

أنشد:

55- أتهجُرُ سَلمى( ) بالفِراقِ حبيبَها

وما كادَ نفسًا بالفِراقِ تطيبُ( )

 

معنى البيت: أتهجر سلمى عاشقها في الفراق( ) وما كاد الشأن تطيب سلمى نفسًا بالفراق.

إعراب البيت. الهمزة: للاستفهام( )، تهجر: فعل، وفاعله “ سلمى “، حبيبها: مفعوله، قوله “ بالفراق “( ): في محل النصب بالظرف، وما كاد: نافٍ ومنفي، وفي “ كاد “ ضمير الشأن، وخبرها( ): “ تطيب “، ونفسًا: تمييز عن الجملة( ) أعني( ) “ تطيب “.

الاستشهاد: على أنه وقع التمييز عن الفعل مقدمًا عليه في قوله “ نفسًا تطيب “، والقياس “ تطيب نفسًا “( ).

**********

أنشد:

56- وقَدْ أغْتدِي والطيرُ في وُكُنَاتِها

بِمَنْجَردٍ قَيْد الأوابدِ هَيْكَلِ( )

 

أغتدي: من الغدو. الوكنات: جمع وكنة وهي مأوى الطير. يقال: انجرد بنا السير:أي امتد( ). ويقال للفرس الجواد( ): “ قيد الأوابد “: لأنه يمنع الوحش من الفوات( ) لسرعته( ). الهيكل: الفرس الطويل الضخم( ).

معنى البيت: يصف تبكيره أي: أغتدي والحال أن الطير في أوكارها - وهذا وقت معلوم لكل واحد( ) في اغتدائه - بفرس سريع يقيد( ) الوحوش عظيم ضخم.

إعراب البيت. أغتدي: أي أغتدي أنا، الواو: للحال، الطير: مبتدأ، في وكناتها: خبره، بمنجرد: صفة موصوف محذوف تقديره: بفرس منجرد، والبواقي صفة بعد صفة، والجملة حالية.

الاستشهاد( ): على أن الجملة وقعت حالا بلا عائد فيها( ) يعود إلى ذي الحال.

*** *** ***

أنشد:

57- أَلا كلُّ شيءٍ ما خلا اللهَ باطلُ

وكلُّ نعيمٍ لا محالةَ زائلُ( )

 

معنى البيت: كل شيء لا( ) حقيقته( ) ولا حقيقة( ) له سوى الله جل عن( ) ذلك، وكل نعيم ونعمة يزول ويفنى.

إعراب البيت. ألا: حرف تنبيه( )، كل شيء: مبتدأ، ما خلا: أداة الاستثناء( )، الله: مستثنى، باطل: خبر المبتدأ، والواو: للعطف، كل نعيم: مبتدأ، لا: لنفي الجنس خبرها محذوف تقديره( ) لا محالة حاصلة، زائل: خبر المبتدأ، والجملة الثانية معطوفة( ) على الأولى( ).

الاستشهاد: على أن “ ما خلا “ جاءت بمعنى “ إلا “ في قوله “ ما خلا الله “.

*** *** ***

أنشد:

58- وماليَ إ‘لا آلَ أحمدَ شيعةٌ

وماليَ إلا مَذْهَبَ( ) الحقِّ مذهَبُ( )

 

[ وبعده:

وطائفةٌ قد أَكْفروني بحبِّهمْ

وطائفةٌ قالوا مسيءٌ ومذنبُ( ) ]

 

شيعة الرجل: أتباعه وأنصاره.

معنى البيت: يقول: مالي أعوان غير آل محمد صلى الله عليه وسلم( )، ومالي مذهب إلا مذهب الحق.

إعراب البيت: ما: بمعنى ليس، لي: خبره( ) قدم على المبتدأ، شيعة: مبتدأ، إلا: للاستثناء، آل: نصب بالمستثنى، والجملة الثانية عطف على الأولى وإعراب أجزائها( ) كإعراب أجزائها( ).

الاستشهاد: على أنه قدم المستثنى على المستثنى منه فقال مالي إلا آل أحمد شيعة( )، تقديره: مالي شيعة إلا آل أحمد، وكذلك الجملة الثانية تقديرها: مالي مذهب إلا مذهب الحق( ).

*** *** ***

أنشد:

59- ألا ربَّ يومٍ لكَ منهنَّ صالحٍ

ولا سيَّما يومًا بدارَةِ جُلْجُلِ( )

 

دارة جلجل: اسم موضع.

معنى البيت: يقول: رب يوم طيب صالح في معاشرة هذه( ) النسوة، لكن لا مثل يوم مضى منهن( ) في( ) هذا الموضع فإنه كان أطيب.

إعراب البيت: ألا: للتنبيه( )، رب: حرف جر، لك: جار ومجرور صفة “ يوم “، صالح: صفة أخرى، قوله “ ولا سيما “ لا: لنفي الجنس، سي: بمعنى مثل، يوما: يجوز فيه الحركات الثلاث: أما الرفع فلأنه خبر مبتدأ محذوف و “ ما “ على هذا إما نكرة على تقدير: لا مثل يوم هو يوم بدارة جلجل، وإما موصولة تقديره: لا مثل الذي هو يوم بهذا الموضع، وأما الجر فلوجهين: الأول أن يكون مجرورا بإضافة “ سي “ إليه و” ما “ زائدة كقولهم: “ من غير ما جرم “ تقديره: “ لاسي يوم “. بمعنى: لا مثل يوم بهذا الموضع، والثاني أن يكون بدلا من المضاف إليه على تقدير أن “ ما “ نكرة أي: لا مثل يوم يوم( ) بدارة جلجل، و” سي “ في هذه( ) الوجوه: اسم لا.

وأما النصب ففي رواية قليلة وهو( ) على الاستثناء( ).

الاستشهاد: على أن المستثنى( ) يجوز فيه الرفع والجر كقوله:” لا سيما يوم “ ووجهه ما تقدم.

*** *** ***

أنشد:

60- وكلُّ أخٍ مفارقُهُ أخوهُ

لَعَمْرُ( ) أبيك إلا الفرقدانِ( )

 

الفرقدان: نجمان قريبان من القطب أحدهما لا يفارق الآخر.

معنى البيت: يقول: كل أخ يفارق( ) أخاه في الدنيا إلا الفرقدين فإنهما لا يفترقان( ).

إعراب البيت: كل أخ: مبتدأ، مفارقه: رفع بخبره، وأخوه( ): رفع بفاعل( ) " مفارقه "، وهو مضاف إلى مفعوله، لعمر أبيك: مبتدأ وخبره( ) محذوف أي لعمر أبيك قسمي، وجواب القسم محذوف لدلالة ما تقدم عليه، تقديره لعمر أبيك( ) إنه كذلك ( )، قوله " إلا الفرقدان ": رفع بالصفة أي كل أخ مفارقه أخوه غير الفرقدين ( ).

الاستشهاد: على أن " إلا " جاءت بمعنى " غير " في قوله " إلا الفرقدان ". وهذا شاذ عند المحققين( ) لعدم تعذر الاستثناء، والقياس " إلا الفرقدين ".

*** *** ***

أنشد:

61- أَبَنِى لُبَيْنَي لستُمُ بِيَدٍ

إلا يدًا ليستْ لها عَضُدُ( )

 

لبنى ولبينى - مكبرا ومصغرا - من أسماء النساء، وبنو لبينى: قوم من بني أسد.

معنى البيت: شبههم بيد ليست لها عضد في الضعف يعني( ) أنهم ( ) ضعفاء.

إعراب البيت: أبنى لبينى: منادى مضاف والهمزة حرف النداء( )، قوله بيد: خبر ليس والباء زائدة قياسا، إلا: للاستثناء، يدا نصب( ) بالبدل( ) عن( ) محل الجار والمجرور، قوله عضد: اسم " ليست "، خبرها: " لها " مقدم على اسمها، والجملة صفة المنصوب وهو " اليد ".

الاستشهاد بذلك: على أنه تعذر الإبدال على اللفظ فأبدل على الموضع في( ) قوله " إلا يدًا " فإنه منصوب على أنه بدل من( ) موضع الجار والمجرور وموضعه نصب بخبر " ليس ".

*** *** ***

أنشد:

62- قد قِيْلَ ذلكَ إنْ صِدْقًا وإن كَذِبًا

فما اعتذارُكَ من شيء إذا قِيْلا( )

 

قصته: أن الربيع مع جماعة منهم لبيد دخلوا على النعمان بن المنذر، لطلب عطائه فأكرم النعمان الربيع من بينهم، بحيث إنه كان يأكل معه من قصعة واحدة، فدخل أصحابه يوما على النعمان وهو جالس عنده فزجر( ) الربيع أصحابه، فقال لبيد لأصحابه: سأفتري على الربيع، فلما غدوا دخلوا على النعمان فوجدوا الربيع يأكل معه من قصعة واحدة فقال لبيد( ):

نحن بنو أمِّ البنينَ الأربعَهْ( )

ونحن خيرُ عامرٍ وصَعْصَعَهْ

إليكَ جاوزْنا بلادًا مَسْبَعَهْ

نُخْبِرُ( ) عن هذا خبيرا فاسْمَعَهْ

مهلا أبيْتَ( ) اللعنَ لا تأكل مَعَهْ

إنَّ استَهُ من بَرَص مُلَمَّعَهْ

وإنَّه يُدخل فيها إِصْبَعَهْ

يدخلهُ حتى( ) يُوارِي( ) أَشْجَعَهْ

كأنما يطلب شيئا ضَيَّعَهْ

احذر أبيتَ اللعَن لا تأكل مَعَهْ( )

 

ثم لما سمع الربيع هذا كذبه وادعى أنه ما به ذلك، فقال( ) النعمان للربيع( ) هذا( ) البيت يعني: قد قيل( ) ذلك إن صدقا وإن كذبا إلى آخر( ) البيت.

عامر وصعصعة: قبيلتان، أرض مسبعة:: أي ذات سباع( )، ملمعة: أي متغيرة اللون( )، المواراة: التغطية، الأشاجع، أصول الأصابع التي يتصل( ) بعصب( ) ظاهر( ) الكف( )، الواحد: أشجع( )، أبيت اللعن: دعاء له، قوله فما اعتذارك من( ) شيء يريد به( ) افتراء لبيد عليه.

إعراب البيت: قد: للتقريب، ذلك: معمول " قيل "، إن: للشرط، صدقا( ): خبر كان المحذوفة أي( ) إن كان ذلك القول صدقا، قوله " وإن كذبا ": عطف عليه، ما: مبتدأ بمعنى " أي شيء "، اعتذارك:خبره، إذا قيلا: جملة شرطية، قوله فما اعتذارك: جزاء الشرط( )، وألف " قيلا " لإطلاق الشعر.

الاستشهاد: على حذف " كان " من خبرها على سبيل الجواز في قوله " إن صدقا "( ) وقد تقدم تقريره( ).

*** *** ***

أنشد:

63- أبا خُرَاشَةَ أمَّا أنت ذا نَفَرٍ

فإنَّ قوميَ لم( ) تَأْكُلْهُمُ( ) الضَبُعُ( )

 

أبو خراشة: اسم شخص( ).

معنى البيت: لأن كنت ذا نفر كثير لا تفخر علي؛ فإن قومي ليسوا بحيث تأكلهم( ) الضبع من القلة( ) والضعف.

إعراب البيت: أبا خراشة( ): منادى مضاف حذف حرف ندائه( )، أما أنت: أصله " لأن كنت " حذفت اللام من " أن " قياسا وحذفت( ) " كان " لكثرة الاستعمال فرجعت التاء( ) " أنت "( ) ثم عوضت " ما " عن المحذوف وأدغمت فصار " أما أنت "، ذا نفر: نصب بخبر " كان "، " فإن ": من الحروف المشبهة بالفعل، قومي اسم " إن "، لم تأكلهم( ): جازم ومجزوم وهو خبر " إن "، الضبع: فاعل " لم تأكل "( )، فاء "( ) فإن " عاطفة عطفت( ) الجملة( ) على الجملة( ) الأولى.

الاستشهاد: على مجيء حذف " كان " وجوبا كما في قوله( ) " أما أنت " في تقدير: " لأن كنت "

*** *** ***

أنشد:

64- إمَّا أقَمْتَ وأمَّا أنتَ مُرْتَحِلاً

فاللهُ يكلأُ ما تأتي وما تَذَرُ( )

 

يكلأ: يحفظ، ما تأتي: ما تقبل( ) عليه.وما( ) تذر: وما يترك( ).

معنى البيت: إن أقمت فالله تعالى( ) يحفظ ما يقبل( ) عليه وما تعرض( ) عنه وكذلك لأن صرت مرتحلا فالله يحفظه( ).

إعراب البيت: " إما: بكسرة الهمزة أصله " إن ما " إن: للشرط، وما زائدة أدغمت للمقاربة( )، أقمت: فعل مع فاعله البارز، قوله: " وأما " - بفتح الهمزة - الواو عاطفة( ) أصله: لأن كنت. وقد تقدم في قوله " أما أنت ذا نفر "،قوله " مرتحلا ": خبر " كان " المحذوفة، فالله: الفاء للجزاء، والله( ): مبتدأ، يكلأ: فعل مع فاعله المستتر، ما: موصولة، تأتي: فعل فاعله مستتر أي أنت، والجملة صلة " ما " والعائد محذوف تقديره: ما تأتيه( )، والموصول مع صلته مفعول " يكلأ "، قوله " وما تذر ": عطف على قوله " ما تأتي "، قوله " يكلأ... إلى آخر( ) الجملة خبر المبتدأ( ).

الاستشهاد: على وجوب حذف " كان " كما في قوله " أما أنت مرتحلاً " أي: لأن كنت.

*** *** ***

أنشد:

65- لا نَسَبَ اليومَ ولا خُلَّةً

إتَّسَعَ الخرْقُ على الراقِعِ( )

 

الراقع: من يخيط رقعة الثوب المتخرق( )، وقد( ) يروى اتسع الفتق على الراتق.

قصته: أن النعمان بن المنذر بعث جيشًا إلى بني( ) سُليم فهزمته بنو( ) سُليم، فمر الجيش على غَطَفَان، فاستجاشوهم( ) - أي طلبوا الجيش( ) - على بني سليم فهزمت( ) بنو سليم الجيش، فَمَتَّتْ( ) غطفان( ) إلى بني سليم بالرحم التي كانت بينهم فقال أبو عامر من بني سليم قصيدة منها ذلك البيت.

معنى البيت. يقول: لا نسب ولا قرابة بيننا اليوم وقد وقعت العداوة( ) بيننا وتفاقم الأمر بجيث لا يرجى( ) صلاحه، فهو كالخرق الواسع في الثوب لا يقبل رقع الراقع أو هو( ) كفتق واسع لا يقدر أحد أن يرتقه( ).

إعراب البيت. لا: لنفي الجنس، نسب: اسمها مبني، اليوم: ظرف في محل خبرها، أو خبرها محذوف أي لا نسب اليوم بيننا، قوله " ولا خلة ". قال المصنف( ) الزمخشري: إنه منصوب بفعل مقدر تقديره( ): ولا ترى( ) خلة، اتسع الخرق: فعل مع فاعله المظهر، على الراقع: تعلق به( ).

الاستشهاد: على أن قوله " لا خلة ": منصوب بفعل مقدر لأنه( ) لا يصلح( ) أن يكون اسم لا لتنوينه( )، تقديره: لا ترى( ) خلة. كقوله ألا رجلاً( ). تقديره( ): ألا ترونني رجلا. وليونس( ) أن يقول إنه اسم " لا " ونونه الشاعر للضرورة.

*** *** ***

أنشد:

66- أَلاَ رجلاً جزاهُ اللهُ خيرًا

.....     ......     .....      ....( )

معنى البيت: ألا تُرُونني رجلاً جزاه الله خيرًا ( برؤية البصر ).

إعراب البيت. ألا: حرف التنبيه، رجلاً: نصب بفعل مقدر أي ألا تُرُونني رجلاً، جزاه( ): فعل مع مفعوله، الله( ): فاعله، خيرًا: مفعوله الثاني، والجملة صفة النكرة.

الاستشهاد: على أن قوله " ألا رجلاً " منصوب بفعل مقدر وهو قولك( ) ألا ترونني( ).

وزعم يونس أن الهمزة للاستفهام، و" لا " لنفي الجنس، و" رجلاً " اسمها ونون لضرورة الشعر( )، والقياس: ألا رجلَ. وما بعده في محل الرفع( ) خبر لا.

*** *** ***

أنشد:

67- لا هَيْثَمَ الليلةَ لَلْمَطِيِّ( )

 

هيثم: اسم رجل حاذق في رعي الإبل وسوقها. المطي: واحدة " مطية " وهي الحمول( ) من الإبل.

معنى البيت. لا مثل هذا الرجل في هذه الليلة لجمالنا( ).

إعراب البيت. لا: لنفي الجنس، هيثم: اسمها، الليلة: ظرف زمان، للمطي( ): في محل الرفع( ) خبرها.

الاستشهاد: على أنه دخلت " لا " لنفي الجنس على المعرفة على تأويل( ) تقدير التنكير( ) أي " لا مثل هيثم "، و" مثل "( ) لا( ) يتعرف بالإضافة إلى المعرفة.

*** *** ***

أنشد:

68- أَرَى الحاجاتِ عندَ أبِي خُبَيْبٍ

نَكِدْنَ ولا أميَّةَ بالبلادِ( )

 

خبيب: تصغير خِبّ بفتح الخاء وكسرها - بمعنى " الخدَّاع والجُرْبُز( ) " صُغِّر فسمَّي به شخصًا. نكدن: أي قل خيرها. من نكدت الرَّكِيَّة( ) إذا( ) قل ماؤها( ). أمية: اسم رجل.

معنى البيت. يقول: لا خير في الحاجات عند أبي خبيب، ولا مثل أمية في البلاد في قضاء الحاجات عنده.

إعراب البيت. أرى: من رؤية القلب، الحاجات: مفعوله، عند: ظرف، نكدن: جملة في محل النصب( ) مفعوله الثاني، قوله " ولا "( ): لنفي الجنس، أمية: اسمها( )، بالبلاد: في محل الرفع( ) خبرها.

الاستشهاد: على أنه دخلت " لا " النافية نفي( ) الجنس على المعرفة في تأويل النكرة أي لا مثل أمية. على حذف مضاف( ).

*** *** ***

أنشد:

69- أَبِي الإسلامُ لا أبَ لي سِواهُ

إذا افْتَخَرُوا بقيسٍ أو تميمِ( )

 

قيس( ) وتميم: قبيلتان عظيمتان من قبائل العرب( ).

معنى البيت: إذا افتخر كل واحد( )بآبائه وأجداده فأبي الذي أفتخر به هو الإسلام.

إعراب البيت. أبي: مبتدأ، الإسلام: خبره، لا: لنفي الجنس، أب: اسمها المبني، لي: في محل الرفع بخبرها، سواه: أداة الاستثناء في تقدير النصب بالظرف على الأصح( )، إذا: ظرف لما( ) قبله، افتخروا: جملة فعلية، بقيس: في محل النصب بمفعوله، أو تميم: عطف على المجرور.

الاستشهاد: بأن( ) قوله " لا أب( ) " اسم " لا " وهو مفرد مبني على الفتح وهذه هي( ) اللغة الكثيرة، والغرض من إيرادها بيان اللغة القليلة التي جاءت فيها وهي قولهم( ) لا أبا له.

*** *** ***

أنشد:

70- ولا أَبَ وابْنًا مِثْلُ مَرْوَانَ وابْنهِ

إذا هو بالمجدِ ارْتَدَى وتأزَّرَا( )

 

ارتدى به( ): جعله رداءه، وكذا " تأزر به ": جعله إزاره.

معنى البيت: لا يوجد أب وابن مثل مروان وابنه في اكتساب المعالي والمجد إذا جعل المجد إزاره ورداءه( ).

إعراب البيت. لا: نافية لنفي الجنس( )، أب: اسمها، وابنًا: عطف على لفظ اسمها( )، مثل: خبرها، إذا: ظرف لما قبلها، هو مبتدأ: ارتدى: خبره، والجار والمجرور في محل النصب( ) مفعوله، وتأزرًا( ): عطف عليه، قوله " إذا هو ": مثل قوله تعالى { قُل( ) لَّوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَآئِنَ رَحْمَةِ رَبِّي}( ) وقد تقدم( ) بيانه.

الاستشهاد بذلك: على جواز العطف على لفظ( ) اسم " لا " التي لنفي الجنس كما جاء في قوله " لا أب وابنًا ".

*** *** ***

أنشد:

71- هذا لَعَمْرُكُمُ الصَّغارُ بِعَيْنِهِ

لا أُمَّ لِي إِنْ كانَ ذاكَ وَلا أَبُ( )

 

الصَّغار: الذل.

معنى البيت: هذا الأمر الواقع سبب( ) ذلتي وهواني( )، ولو وجد هذا الأمر لكنت ذليلاً بمثابة من لا أب ولا أم له في الذلة.

إعراب البيت. هذا: مبتدأ، لعمركم: قسم وهو مبتدأ خبره محذوف أي لعمركم قسمي وهي جملة اعترضت( )، الصغار: خبر " هذا " الذي هو مبتدأ( ). نظيره قولك: زيد والله قائم، لا: نافية، أم: اسمها، إن: شرط، كان: تامة، ذاك: فاعله، قوله ولا أب: عطف على محل " لا " مع اسمها ومحلها معه هو الابتداء( ).

الاستشهاد: على جواز العطف على محل لا مع اسمها في قوله " لا أم( ) لي إن كان ذاك ولا أب( ) " بالرفع.

*** *** ***

أنشد:

72- وأنتَ امْرُؤُ مِنَّا خُلِقْتَ لغيرِنا

حياتُكَ( ) لا نفعٌ وموتُكَ فاجِعُ( )

 

فاجع( ): أي محرق موجع.

معنى البيت: أنت منا ولا ننتفع بك بل ينتفع بك غيرنا فحياتك( ) لا تنفعنا وموتك يوجعنا.

إعراب البيت. أنت: مبتدأ، امرؤ: خبره، منا: في محل الرفع( ) صفته، خلقت: جملة( ) صفة أخرى: لغيرنا: في محل المفعول( ) له تقديره لنفع غيرنا، قوله حياتك( ): مبتدأ، قوله " لا نفع " أي لا نفع فيها، والجملة خبر المبتدأ وذلك شاذ عند سيبويه لأن قياس النكرة بعد " لا " أن يكون( ) مرفوعة مكررة وهاهنا لا تكرير. وليس بشاذ عند المبرد( ) لأنه يجيز " لا رجل في الدار " في جواب من يقول هل رجل في الدار ؟. قوله " وموتك فاجع ": جملة ابتدائية عطف على الأولى، والأولى( ) إما على الاستئناف( ) وإما صفة أخرى للنكرة المرفوعة.

الاستشهاد: على وقوع النكرة المرفوعة بعد " لا " غير مكررة في قوله " لا نفع ".

*** *** ***

أنشد:

73- بَكَتْ جَزَعًا واسترجَعَتْ( ) ثم آذنَتْ

ركائِبُها أنْ لا إلينا رجوعُهَا( )

 

استرجعت: طلبت الرجوع( ). آذنت( ): أعلمت. ركائبها: جمع " رَكُوبة"( ) وهي ما( ) يركب، والضمير في " إلينا " للشاعر( ) وأصحابه.

معنى البيت: بكت الحبيبة يوم الوداع خوف الفراق وطلبت الرجوع ثم قالت ذوو( ) ركائبها أنها لا ترجع( ) إلينا( ).

إعراب البيت. بكت: فعل ماض( ) فاعله مستتر تقديره: بكت هي، جزعًا: نصب بالمصدر ويروى " حزنًا "( ) على المفعول له، واسترجعت: جملة فعلية عطف على ما قبلها، ثم: عاطفة، آذنت: فعل، ركائبها: فاعله على حذف المضاف( ) وإقامة المضاف إليه مقامه في الإعراب يعني: ذوو( ) ركائبها( )، أن مخففة من المثقلة( ) [ في قوله ]( ) أن( ) لا إلينا رجوعها( )، قوله " ورجوعها ": مبتدأ وخبره محذوف، و" إلينا " يتعلق( ) بقوله " رجوعها "( ) تقديره: أن( ) لا رجوعها إلينا حاصل.

الاستشهاد: على أنه وقعت( ) المعرفة بعد " لا " التي لنفي الجنس غير مكررة( ) والقياس تكريرها كقولهم: لا زيد فيها ولا عمرو. وذلك في قوله " أن لا إلينا رجوعها ".

*** *** ***

[ باب الإضافة ]

أنشد:

74- ما زالَ مُذْ عَقَدَتْ يداهُ إِزارَهُ

فَسَمَا وأدركَ خمسةَ الأشبارِ( )

 

عقد الإزار: عبارة عن بلوغه سن التمييز. فسما: أي علا. الأشبار: جمع شبر.

معنى البيت. يقول مازال هذا الممدوح سما مدارج( ) العلو( ) منذ( ) بلغ سن التمييز( ) إلى أن مات( )، وأدرك خمسة الأشبار من الأرض يعني القبر، وقيل مذ بلغ سن التمييز( ) وأدرك( ) خمسة الأشبار( ) من القامة( ).

إعراب البيت. اسم " مازال " مستتر فيها، مذ: لابتداء الزمان ظرف، يداه: فاعل " عقدت "، إزاره: مفعوله، سما: فعل فاعله مستتر، والجملة خبر " مازال "( )، والفاء للسببية( )، أدرك: فعل مع فاعله المستتر وهو عطف على قوله " مذ عقدت " على تقدير المعنى الثاني( ) أو على قوله " سما " على المعنى الأول.

*** *** ***

أنشد:

75- وهل يَرْجِعُ التسليمَ أو يَكْشِفُ العَمَى

ثلاثُ الأثافِي والديارُ البلاقِعُ( )

 

الأثافي: جمع أُثْفِيَّة وهي ما يوضع عليه القِدر، وزنه " أفعولة " اجتمعت الواو والياء وسبقت إحداهما بالسكون فقلبت الواو ياء وأدغمت وكسر ما قبلها للتناسب( )، منزل بلقع: أي خال.

معنى البيت: هل يجيب( ) تسليم العشاق إذا سلموا عليها، وهل يزيل عَمَاهُم من كثرة بكائهم ثلاث الأثافي في منازل الحبيبة والديار الخالية بها.

إعراب البيت. هل: للاستفهام، التسليم: مفعول " يرجع "، أو يكشف: عطف عليه، العمى: مفعوله، قوله " ثلاث " فاعل العامل الأقرب والفاعل في( ) الأول مضمر على رأي البصريين في تنازع الفعلين، والديار: عطف على ثلاث، البلاقع: صفة الديار.

الاستشهاد: بالبيتين على أن المضاف في الأعداد جاء مجردًا عن حرف التعريف كما هو( ) في قوله " خمسة الأشبار " و" ثلاث الأثافي ". هذا هو( ) المنقول عن الفصحاء فصار ردًا على الكوفيين في قولهم " الثلاثة الأثواب( ) ".

*** *** ***

أنشد:

76- يَا رُبَّ مثلِكِ في النساءِ غريرةٍ

بيضاءَ قد متَّعتُها( ) بطلاقِ( )

 

غريرة: من الغِرَّة وهي الغفلة( )، ويروى " عزيزة " من العزة( ). بيضاء: سيدة. متعتها: أي أنعمت عليها.

معنى البيت: يا امرأة، رُب مثلك من النساء سيدة قد طلقتها.

إعراب البيت. يا: حرف النداء، ومناداه محذوف أي يا امرأة، رب مثلك: جار ومجرور، غريرة: صفة، بيضاء: صفة أخرى غير منصرف، قوله " قد متعتها ": جملة( ) صفة أخرى أي: بيضاء مطلقة.

الاستشهاد: على أن " مثلاً " ومثله( ) أي " شبه " و" غير " لا يتعرف بإضافة المعرفة( )، ولذلك دخلت عليه " رب " وهي لا تدخل إلا على النكرة في قوله " رب مثلك ".

*** *** ***

أنشد:

77- فَأَيِّي ما وأيُّكَ كانَ شرًا

فَقِيدَ إلى المَقَامةِ لا يَرَاهَا( )

 

المقامة - بفتح الميم - المجلس. قِيد: من القود.

معنى( ) البيت: من كان شرًا منا فقاده القائد إلى( ) مجلسه في حال أنه لا يراه أي يصير أعمى.

إعراب البيت. أيي( ): مبتدأ، وأيَّك: عطف عليه، ما: زائدة، كان: اسمها مستتر، شرًا: خبر " كان "، و" كان " مع جملتها: خبر المبتدأ، فقيد: الفاء للجزاء لما في " أيي" من معنى الشرط( )، قيد: فعل معموله مستتر( ) يعود إلى " أيي "، قوله " لا يراها " جملة حال عن الضمير في " قيد ".

الاستشهاد: على أن قوله " أيي وأيك " في تقدير " أينا " كقولهم " هو( ) بيني وبينك " في معنى: بيننا.

*** *** ***

أنشد:

78- فإنَّ اللهَ يعلمُني وَوَهْبًا

ويعلُمُ أن سنلقاهُ كِلانا( )

 

وهبًا: اسم رجل( ).

معنى( ) البيت: إن الله يعلمني ويعلم وهبًا ويعلم أنا نلقاه.

إعراب البيت. الله: اسم " إن "، يعلمني: ضمَّن معنى " يعرفني " فعل مع فاعله المستتر والضمير المنصوب مفعوله، ووهبًا: نصب( ) بالمفعول معه، والجملة: خبر " إ‘ن "، ويعلم: عطف على ما قبله، أن: مخففة من الثقيلة( )، سنلقاه( ) - بالنون - فعل مع فاعله المستتر ومفعوله( )، كلانا: رفع بتأكيد( ) الضمير الذي في " سلنقاه "، ويجوز " سيلقاه " بالياء وفاعله: كلانا.

الاستشهاد: على أن " كلا " أضيف إلى ما هو في معنى المثنى وذلك يعود إلى المتكلم ووهب( ).

*** *** ***

أنشد:

79- إنَّ للخيرِ وللشرِّ مَدًى

وكِلاَ ذلكَ وجهٌ وقِبَلْ( )

 

مدى: أي غاية، وقبل: أي جهة.

معنى البيت. يقول: لكل واحد من الخير والشر جهة يتجه إليها الإنسان.

إعراب البيت. إن: مشبهة بالفعل، للخير: خبر " إن "، وللشر( ): عطف عليه( )، مدى: اسمها، كلا ذلك: مبتدأ، وجه: خبره، وقبل: عطف عليه.

الاستشهاد: على أن ما أضيف إليه " كلا " هو مثنى في المعنى في قوله " وكلا ذلك " لأنه في معنى الخير والشر. كقوله تعالى { عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِك }( ).

*** *** ***

أنشد:

80- إذا كوكبُ الخرقاءِ لاحَ بسُحْرَةٍ

سُهَيْلٌ أَذاعَتْ( ) غزلَهَا في القرائبِ( )

 

الخرقاء: امرأة في عقلها( ) نقصان، بسُحرة: أي بسَحَر( ). أذاعت( ): فرقت، القرائب: جمع قريبة( ).

معنى البيت. يقول: إذا أحست هذه المرأة بطلوع سهيل نشرت غزلها في النساء القرائب لتهيئ( ) لباسها.

إعراب البيت. إذا: ظرف، كوكب: مبتدأ، لاح: فعل ماض( ) فاعله مستتر، والجملة خبر المبتدأ، بسحرة: في محل المفعول فيه، قوله " سهيل ": بدل أو عطف بيان - أي من( ) كوكب -، أذاعت: فعل فاعله مستتر يعود إلى " الخرقاء "، والجملة مظروف " إذا "، غزلها: مفعول " أذاعت ".

الاستشهاد: بأنه أضيف الكوكب إلى الخرقاء لأدنى ملابسة بسبب جدِّها في العمل عند طلوعها( ).

*** *** ***

أنشد:

81- إذا قالَ قَدْنِي قلتُ بالله حَلْفَةً

لَتُغْنِيَ عنِّي ذا إنائِك أجْمَعَا( )

 

قدني: أي حسبي، لتغني: أي لتبعد( )، يريد بـ " ذا إنائك ": اللبن.

معنى البيت. يقول: إذا قال( ) الضيف كفاني الشرب قلت له بالله لتبعد عني ما( ) في إنائك جميعًا. أي اشرب( ) كله.

إعراب البيت. إذا: ظرف، قال: فعل مع فاعله المستتر( ) وهو ضمير( ) يعود إلى الضيف، قدني: مقول " قال "، قلت: فعل مع فاعله، حلفة: مفعول مطلق فعله محذوف أي أحلف حلفة، قوله " لَتُغْنِيَ "( ) أصله: لَتُغْنِيَنْ - بالنون المشددة( ) - ثم حذفت النون للضرورة( ) فبقي " لتغني "، والجملة جواب القسم، قوله " ذا إنائك ": نصب بمفعول " لتغني "( )، قوله " أجمعا ": تأكيد للمفعول.

الاستشهاد: على أنه أضاف( ) الإناء( ) إلى المخاطب في قوله( ) " ذا إنائك " لأدنى ملابسة بسبب( ) شربه منه، وإن كان الإناء في الحقيقة لساقي اللبن( ).

*** *** ***

أنشد:

82- والمؤمنِ العائذاتِ الطيرِ يمسحُها( )

رُكبانُ مكةَ بين الغَيْلِ والسنَدِ( )

 

الغيل والسند: موضعان( )،، العائذات: جمع عائذة.

معنى البيت( ): أقسم بالله الذي يؤمِّن الطيور العائذات إلى حرم( ) مكة بحيث يلمسها ركبان مكة بين هذين الموضعين( ).

إعراب البيت( ). الواو: للقسم، المؤمن: مجرور بها( )، العائذات: إما نصب بأنه مفعول " المؤمن "، وإما جر بالإضافة، قوله " الطير ": يجوز فيه النصب على أنه بدل أو عطف بيان من( ) " العائذات " على تقدير نصبها والجر على أنه تابع للعائذات( ) على تقدير جرها بالإضافة، إما( ) بدل أو عطف بيان، يمسحها: فعل مع مفعوله، ركبان: رفع بفاعله، بين: ظرف.

الاستشهاد: على أن النابغة أجرى " الطير " على " العائذات " من حيث إنه بيان( ) وتلخيص لها، فكذلك( ) أضيف " أخلاق " إلى " ثياب " من حيث إنها إضافة العام إلى الخاص للبيان والتلخيص( ) لا من حيث إنها إضافة الموصوف إلى صفته( ).

*** *** ***

أنشد:

83- عَزَمْتُ على إقامةِ ذي صباحٍ

لأمرٍ ما يُسَوِّدُ منْ يسودُ( )

 

يسود: من ساد سيادة.

معنى البيت: يقول: عزمت على أن( ) أقيم صباحا لأمر يجعلني سيدا.

إعراب البيت: عزمت: فعل مع فاعله، على إقامة ذي صباح: جار ومجرور كلام إضافي وهو في محل النصب مفعول " عزمت "، " لأمر ما ". ما( ): زائدة أو صفة أي لأمر أي أمر، يسود: فعل فاعله( ) مستتر يعود إلى " أمر "، من: موصولة( )، يسود: جملة فعلية صلة "من "( )، والموصول( ) مع الصلة مفعول " يسود "( )، والجملة في محل جر بصفة " أمر ".

الاستشهاد: على أن قوله " ذي صباح " من إضافة المسمى إلى اسمه كقولهم( ): لقيته ذات مرة( ).

*** *** ***

أنشد:

84- إليكُم ذَوِي آلِ النبيِّ تَطَلَّعَتْ

نوازعُ من قلبِي ظِمَاءٌ وأَلْبُبُ( )

 

نوازع: من " نزع " بمعنى( ) " اشتاق "، ظماء: أي عطاش، ألبب: جمع لب( ) بمعنى العقل، تطلعت: أي( ) توجهت( ).

معنى البيت: توجهت( ) إليكم أشواق قلبي( ) وخواطري يا ذوي آل النبي.

إعراب البيت. قوله ذوي آل النبي: منادى مضاف حرف ندائه محذوف، نوازع: فاعل " تطلعت "، ظماء: صفة " نوازع "، قوله " وألبب ": عطف على " نوازع ".

الاستشهاد: على أن قوله " ذوي آل النبي " من قبيل إضافة المسمى إلى اسمه.

*** *** ***

أنشد:

85- إلى الحَوْلِ ثم اسْمُ( ) السلامِ عليكُمَا

وَمَنْ يَبْكِ حولاً كاملاً فقد اعْتَذَرْ( )

 

اعتذر: من العذر( ).

معنى البيت: يخاطب( ) الشاعر خليليه بقوله( ): بكيت إلى سنة كاملة( ) من فراقكما، ثم سلمت عليكما، ومن يبك سنة فهو معذور لو( ) ترك البكاء( ).

إ‘عراب البيت: إلى الحول: يتعلق بما قبله أي بكيت إلى الحول( )، ثم: عاطفة( )، اسم السلام: مبتدأ، عليكما: خبره، من: شرطية، يبك: مجزوم فاعله مستتر، حولاً: ظرف، كاملاً: صفته( ) فقد اعتذر: جملة فعلية( ) جزائية.

*** *** ***

أنشد:

86- لا يَنْعَشُ الطَّرْفَ إلا ما تَخَوَّنَهُ

داعٍ يناديهِ باسْمِ الماءِ مبغومُ( )

 

لا ينعش: لا يرفع، تخونه: تعهده، داع، من الدعاء، ماء: حكاية صوت الظبية، مبغوم: بمعنى " باغم ": من بغام الظبي( ).

 

معنى البيت: يقول: الغزل ناعس( ) لا يرفع طرفه إلا( ) أن تجيء( ) أمه المتعهدة( ) له فتدعوه( ) باسم الماء( ).

إعراب البيت: فاعل " ينعش ": ضمير الغزال، الطرف: مفعوله، إلا: للاستثناء، ما: مصدرية( )، داع( ): فاعل " تخونه " التقدير لا ينعش طرفه إلا تخون داع، يناديه: جملة صفة " داع "، قوله " مبغوم ": صفة بعد صفة ويجوز أن يكون " ما "( ): موصولة وحينئذ في " تخونه " ضمير للموصول و " داع " على هذا بدل( ) من( ) ذلك الضمير( ).

*** *** ***

أنشد:

87- تَداعَيْنَ بِاسْمِ الشِّيبِ في مُتَثَلِّمِ

جوانبُهُ في بَصْرَةٍ وسِلاَمِ( )

 

المتثلم:اسم واد( ). البصرة: الحجر الرخو( )، والسلام الحجر الرقيق( ). الشيب: صوت مشافر الإبل( ) عند الشرب.

معنى البيت: يقول: يدعو( ) كل واحد من الإبل صاحبه إلى الشرب باسم الشيب، يعني( ): إذا سمع الآخر صوت تجرع( ) صاحبه يزداد له حرص على الشرب في هذا الموضع.

إعراب البيت: النون: فاعل " تداعين "، جوانبه: مبتدأ، في بصرة وسلام: خبره، والجملة( ) في محل جر بصفة قوله " متثلم ".

الاستشهاد بالأبيات الثلاثة: على أن المضاف الذي هو لفظ( ) " اسم " مقحم( ) دخوله وعدم دخوله سواء، وذلك في قوله " اسم السلام " و " باسم الماء " و " باسم( ) الشيب ".

*** *** ***

أنشد:

88- يا قُرَّ إن أباكَ حيَّ خُوَيْلِدٍ

قد كنتُ خائِفَهُ على الإِحماقِ( )

 

قر( ): ترخيم " قرة "( ) اسم رجل، الإحماق: الإتيان بولد أحمق.

معنى البيت: يقول: كنت أخاف أن أباك يأتي بولد أحمق فإذا أتى بك فقد تحقق ما كنت أخاف منه.

إعراب البيت: يا قرة( ): منادى مرخم أصله " يا قرة "، أباك: اسم " إن "، حي خويلد: نصب بعطف بيان أو بدل عن قوله " أباك "، قد: للتقريب، التاء في " كنت "( ) اسم " كان "، خائفه: خبرها، والجملة خبر " إن ".

*** *** ***

أنشد:

89- وماءٍ قد وَرَدْتُ لِوَصْلِ أَرْوَى

ذعرتُ به القَطَا ونفيتُ عنه

عليهِ الطيرُ كالوَرَقِ اللَّجِينِ

مقامَ الذئبِ( ) كالرجلِ اللعِينِ( )

 

أروى: اسم امرأة. الورق اللجين: ما سقط من الشجر( )، ذعرت: خوفت( ). القطا: نوع من الطير، الرجل اللعين شيء ينصب وسط( ) الزرع يستطرد به الوحوش( ).

معنى البيت: رب ماء( ) قد وردته( ) لأن أرى( ) أروى( )، وعلى ذلك الماء طيور كالورق الذي يسقط( ) فنفيت وذعرت عنه( ) الوحوش والطيور، كالرجل اللعين الذي ينفي الوحوش والطيور( ) عن( ) الزرع( ).

إعراب البيت: وماء: جار ومجرور، قد( ) وردت( ): جملة صفة مجرور، لوصل أروى: في محل مفعول له( )، الطير: مبتدأ، عليه: خبره( ) المقدم. والجملة أيضا: صفة أخرى، القطا: مفعول " ذعرت “، ونفيت: عطف على “ ذعرت “، مقام: نصب على المفعول( ).

الاستشهاد بالبيتين على أن المضاف الذي هو " حي " في قوله " حي خويلد "، والذى هو " مقام " في قوله: " مقام " الذئب( ) " مقحم، والتقدير أباك خويلدا( ) ونفيت( ) الذئب.

*** *** ***

أنشد:

90- حَنَّتْ نَوَارُ وَلاَتَ هَنَّا حَنَّتِ

.... .... .... ....( )

 

حنت: اشتاقت. نوار: اسم امرأة.

معنى البيت: حنت هذه المرأة، وليس هذا الحين حين حنينها( )،

إعراب البيت: نوار: فاعل " حنت " غير منصرف للعلمية والتأنيث( )، " لا ":هي المشبهة بـ " ليس " وهي تردف بالتاء، هنا: بمعنى " حين " وهو خبر " لا "، واسمها محذوف أي: ليس الحين حين حنينها( ).

الاستشهاد بذلك على أن " هَنَّا " اسم زمان أضيف إلى الفعل الذي هو قوله " حنت " في قوله " هنا حنت ".

*** *** ***

أنشد:

91- بآيةِ يُقْدِمونَ الخيلَ شُعْثًا

كأنَّ على سنابِكِهَا مُدَامَا( )

 

الآية: بمعنى( ) العلامة، يقدمون [ يرسلون ]( )، شعثا: جمع " أشعث " وهو أغبر متفرق( ) الشعر، السنابك: جمع " سنبك " وهو طرف مقدم الحافر( ).

معنى البيت: بعلامة أنكم تقدمون( ) الخيل في الحرب حال كونها شعثا كأن على( ) حوافرها خمرا أي دما( ).

إعراب البيت: الخيل: مفعول " تقدمون "( ) وفاعله الضمير، شعثا: حال( ) عن " الخيل "، كأن على سنابكها مداما: جملة حالية، مداما: اسم “ كأن “، على سنابكها: خبرها المقدم.

*** *** ***

أنشد:

92- ألاَ مَنْ مُبْلِغٌ عنّي تَميمًا

بِآيةِ ما تُحـبُّونَ( ) الطعامَا( )

 

معنى البيت: من يبلغ( ) تميما قولي بعلامة أنكم تحبون( ) الطعام( ) إشارة إلى حرصهم على الطعام، كناية عن تعييرهم( ) بذلك.

إعراب البيت: ألا: للتنبيه، من: استفهامية مبتدأ، مبلغ: خبره، تميما: مفعول " مبلغ "، ما: زائدة، تحبون الطعام: جملة فعلية أضيفت إليها " آية ".

الاستشهاد: على أن في البيتين إضافة " آية " إلى الفعل كما في قوله: " بآية يقدمون "، و " بآية ما( ) تحبون( ) " لأن " الآية " في معنى( ) الوقت.

*** *** ***

أنشد:

93- لمَّا رأتْ سَاتِيدَمَا اسْتَعْبَرَتْ

للهِ دَرُّ اليومَ مَن لامَهَا( )

 

ساتيدما: جبل، استعبرت أي بكت. الدر: اللبن ويراد به الخير( ).

معنى البيت: يقول لما رأت تلك المرأة هذا الجبل بكت، لأنه كان وطنها( )، لله( ) در من لام تلك المرأة على بكائها( ).

إعراب البيت: لما: ظرف، ساتيدما: اسمان جعلا اسما واحدا منصوب بمفعول “ رأت “، استعبرت:جملة فعلية مظروف " لما "( )، در: مبتدأ، خبره " لله "، اليوم: ظرف، من: موصولة، لامها: صلتها، والموصولة مع صلتها في محل الجر بإضافة “ در “ إليها.

*** *** ***

أنشد:

94- هُمَا أَخَوَا في الحربِ مَن لا أَخَا لَهُ

إذا خافَ يومًا نَكْبَةً فَدَعَاهُمَا( )

 

معنى البيت: ترثي الشاعرة أخويها( ) تقول( ) هما ناصرا( ) من لا ناصر له إذا خاف أحد( ) نكبة فدعاهما لنصرته.

إعراب البيت: هما: مبتدأ، أخوا: خبره، من: موصولة( )، لا أخا له: من باب " لا أبا له " وقد تقدم( )، وذلك صلة الموصول، والموصولة( ) مع صلتها جر( ) بإضافة " أخوا " إليها، إذا: شرط( )، نكبة( ): مفعول “ خاف “، وفاعله مستتر يعود إلى “ من “، قوله “ فدعاهما “ جملة فعلية جزائية.

الاستشهاد بالبيتين: على جواز الفصل بين المضاف والمضاف إليه بالظرف وذلك قوله “ لله در اليوم من لامها " فقوله " اليوم " فصل بين " در " وبين " من " وكذلك قوله " هما أخوا في الحرب من لا أخا له " فصل بقوله " في الحرب " بين المضاف الذي هو " أخوا " وبين المضاف إليه الذي هو “ من "، وذلك لا يجيء إلا في الشعر دون السعة( ).

*** *** ***

أنشد:

95- يا مَنْ رأى عارضًا أُسَرُّ بِهِ

بينَ ذراعَيْ وجبهةِ الأسدِ( )

 

عارضًا: سحابًا، أسر به( ) من السرور. ذراعا( ) الأسد وجبهة الأسد كواكب.

معنى البيت: يا قوم من رأى عارضًا يسرُّ( ) بين هذه( ) الكواكب( )، وأستفرح( ) به.

إعراب البيت. يا: حرف نداء، مناداه محذوف أي: يا قوم، من: استفهامية مبتدأ( )، رأى: جملة خبره، عارضًا: مفعول " رأى "( )، أسر به: جملة صفته، بين: ظرف.

**********

أنشد:

96- ولا نقاتِلُ بالعَصيِّ(م)

إلا عُلاَلَة أو بُدَا

ولا نُرَامي بالحجارهْ

هَةَ سابِحٍ( ) نَهْدِ الجُزَارَهْ( )

 

 

العلالة: أول جري الفرس، والبداهة: ثاني جرية( )، النهد: العظيم. وجزارة الفرس: يداه ورجلاه( ).

معنى البيت: لا نقاتلكم بالعصى( ) والحجارة، بل نقاتلكم بالخيل والسلاح.

إعراب البيت: لا نقاتل: فعل مع فاعله المستتر، وكذا " لا نرامي "، إلا: للاستثناء، علالة: نصب بالمستثنى المنقطع( ) لأن( ) العلالة والبداهة ليستا من جنس العصى( ) والحجارة، أو بداهة: عطف عليه وتقدير الكلام( ) إلا علالة سابح( ) أو بداهة سابح( )، قوله( ) " سابح "( ) صفة موصوف محذوف أي: فرس سابح( ) في بحر( ) الحرب، قوله نهد الجزارة: صفة بالإضافة اللفظية.

الاستشهاد بالبيتين: على أن المضاف إليه محذوف من الأول لدلالة الثاني عليه( ) كما في قوله " ذراعي وجبهة الأسد" تقديره بين ذراعي الأسد وجبهة( ) الأسد( ) ولذلك حذفت النون من المضاف وكذا قوله( ) " إلا علالة أو بداهة سابح( ) " تقديره: إلا علالة سابح أو بداهة سابح( ).

*** *** ***

أنشد:

97- فَزَجَجْتُهَا بِمِزَجَّةٍ

زَجَّ القَلُوصَ أبي مَزَادَهْ( )

 

الزح - بالحاء المهملة - السير بالعنق( )، وبالجيم: الطعن( ). المزجة( ): الرمح القصير( ). القلوص: الناقة الشابة( ). أبو مزادة: شخص.

معنى البيت: سيرت( ) الناقة أو( ) طعنتها برمح قصير مثل زج( ) أبي مزادة القلوص( ).

إعراب البيت( ): زج: نصب بالمصدر، القلوص نصب بمفعول( ) المصدر( )، أبي مزادة: جر بالإضافة.

الاستشهاد: على أنه فصل بين المضاف الذي هو قوله " زج " وبين المضاف إليه الذي هو قوله " أبي مزادة " بـ" القلوص "، وذلك غير الظرف( ) وهذا مما أنكره( ) المصنف ولذلك برأ( ) سيبويه عن عهدته( ).

*** *** ***

أنشد:

98- عَشِيَّةَ فَرَّ الحارثيُّونَ بعدَما

قَضَى نَحْبَهُ في مُلْتَقَى القومِ هَوْبَرُ( )

 

الحارثيون: جماعة. قضى نحبه: أي مات، والنحب: النذر، كأن الإنسان نذر على نفسه أن يموت فإذا مات فقد قضى ذلك النذر، وهوبر: شخص.

معنى البيت( ): يقول: عشية فرت هذه الجماعة بعد أن مات هوبر في ملتقى القوم.

إعراب البيت. عشية: ظرف أضيف إلى الجملة وهي قوله: " فر الحارثيون "، بعد: ظرف، ما: مصدرية، قضى نحبه: جملة، هوبر: فاعل " قضى ".

*** *** ***

أنشد:

99- فَهَلْ لَكُمُ فِيهَا إلىَّ فَإنَّني

بصيرٌ بما أَعْيَا النَّطَاسِيَّ حِذْيَمَا( )

 

قوله( ) أعيا( ): أعجز. النطاسي: الطبيب.

معنى البيت: هل لكم طريق إلىّ( ) في مداواة( ) ما بي فإني أرى بي داء أعيا( ) الطبيب عن علاجه( ).

إعراب البيت: هل: استفهام، لكم: خبر مبتدأ محذوف أي: هل لكم سبيل، إنني: إن( ) مع اسمها، بصير: خبرها، " بما " الباء: جارة، ما: موصولة، أعيا( ) النطاسي: جملة صلتها، حذيما: بدل من( ) النطاسي( ).

الاستشهاد بالبيتين: على حذف المضاف وإعطاء إعرابه للمضاف إليه كما في قوله " هوبر " في تقدير " ابن هوبر "، وكما في قوله( ) " حذيما " أي " ابن( ) حذيم " وذلك من الحذف الملبس( ).

*** *** ***

أنشد:

100- يَسْقُونَ مَن وَرَدَ البرِيصَ عليهِمُ

بَرَدَى يُصَفِّقُ بالرَّحِيْقِ السَّلْسَلِ( )

 

البريص: موضع( ). بردي: نهر بدمشق، يصفق: أي يمزج( ). السلسل: العذب( ) السهل الانحدار( ).

معنى البيت: يقول: يسقون من ورد عليهم ماء بردى( ) ممزوجا بالخمر.

إعراب البيت: من: موصولة، ورد: جملة صلتها، البريص: ظرف، والجملة( ) مفعول " يسقون "، بردى: هو مفعوله( ) الثاني على حذف المضاف( ) وإعطاء الثابت إعراب المحذوف، قوله " يصفق ": فعل( ) مجهول فيه ضميرعائد( ) إلى " بردى "، وذكَّرَ الضمير وإن كان " بردى " مثل " حبلى " في التأنيث باعتبار تذكير( ) المضاف المحذوف تقديره: " ماء بردى " قوله " يصفق ": جملة في محل حال عن بردى.

الاستشهاد: على أنه كما يجوز إعطاء الثابت( ) حكم المضاف المحذوف في الإعراب، فكذلك( ) يجوز إعطاؤه( ) حكمه في غير الإعراب كما أعطاه( ) حكم تذكير( ) المحذوف في البيت في قوله " يصفق " فإنه ذكر الضمير وإن كان المرجوع( ) إليه مؤنثا نظرا إلى حكم تذكير( ) المضاف( ) المحذوف وهو الماء.

*** *** ***

أنشد:

101- أَكُلُّ امرئٍ تَحْسَبِينَ امْرَءًا

ونارٍ تَوَقَّدُ بالليلُ نارَا( )

 

توقد [أي ]( ) تتوقد، بمعنى( ) تتلهب( ).

معنى البيت: أكلّ رجل تحسبه رجلا وكل نار تحسبه نارا( ) ؟

إعراب البيت: الهمزة: للاستفهام، وكل: مفعول " تحسبين "، والياء فاعله، امرأ: مفعوله الثاني، ونار: الواو عاطفة على حذف مضاف( ) تقديره: وكل نار وذلك نصب، عطف على المفعول الأول، توقّد - كـ " تنزل " -: جملة صفة النكرة قوله " نارا " نصب عطف على المفعول( ) الثاني.

الاستشهاد: على جواز حذف المضاف وترك المضاف إليه بإعرابه، كما في قوله " ونار " تقديره: وكل نار، فحذف " كل " وترك " نار " بجره( ).

*** *** ***

أنشد:

102-.... .... .... ....

أَسَالَ البِحارَ فَانْتَحَيَ لِلْعَقِيقِ( )

 

أسال: أجرى، البحار والعقيق: موضعان، فالبحار جمع بحر وهو( ) إما معنى اليم أو( ) بمعنى الأرض الواسعة( ).

معنى البيت: يصف برقا يعني أجرى ماء سحابه هذه المواضع.

إعراب البيت: أسال: فعل فاعله ضمير يعود إلى " البرق " وكان في الأصل " أسال سقيا سحابة " فحذف المضاف الذي( ) هو " سقيا " والمضاف إليه الذي هو " السحاب " واكتفى بما أضيف إليه السحاب وهو ضمير البرق( )، والبحار: مفعوله( )، فانتحى جملة فعلية( ) عطف على " أسال " وفاعله مستتر وهو ضمير " البرق "( ).

الاستشهاد: على جواز حذف المضاف والمضاف إليه حيث قرينة تشعر( ) بذلك كما بينا( ) في قوله أسال البحار والتقدير أسال( ) سقيا سحابه.

*** *** ***

أنشد:

103- فأَدْرَكَ إبقاءَ العَرَادَةِ ظَلْعُهَا

وقد جعلَتْني من حَزِيمَةَ إِصْبَعَا( )

 

العرادة: [ اسم( ) ] فرس. ظلعها: أي عرجها( )، حزيمة( ): قبيلة( ).

معنى البيت: يقول عرج هذه العرادة أدرك( ) إبقاءها في الطريق( )، وجعلتني ذا مسافة إصبع، يعني جعلت بيني وبين قبيلتي( ) قدر مسافة إصبع.

إعراب البيت: ظلعها: فاعل " أدرك "، إبقاءها: مفعوله، قوله( ) " وقد جعلتني ": جملة عطف على ما قبلها من الجملة( )، إصبعا: نصب بالمفعول الثاني لقوله " جعلتني ".

الاستشهاد: على أنه حذف المضاف والمضاف إليه جميعا في قوله " إصبعا " تقديره: ذا مسافة إصبع.

*** *** ***

أنشد:

104- سَبَقُوا هَوَىَّ( ) وأَعْنَقُوا لِهَوَاهُمُ

فَتُخُرِّمُوا( ) ولِكُلِّ جَنْبٍ مَصْرَعُ( )

 

أعنقوا: أي اسرعوا، تُخُرِّمُوا( ): أي( ) انقطعوا.

معنى البيت: يرثى الشاعر بنيه يقول: منيتي كانت أن أموت قبلهم وهم( ) سبقوا منيتي وأسرعوا لمرادهم وماتوا قبلي وانقطعوا عن الدنيا ولكل شخص موت.

إعراب البيت: هوىّ: مفعول سبقوا في تقدير النصب، وأعنقوا: جملة عطف على " سبقوا "( ) فتخرموا( ): عطف على " أعنقوا "، مصرع: مبتدأ، والجار والمجرور خبره المقدم،والجملة حالية( ).

الاستشهاد على أن قوله " هوىّ " أصله " هواي " قلبت ألفه ياء وأدغمت فصار: " هوىّ " على لغة هذيل.

*** *** ***

أنشد:

105- صَبَحْنَا الخَزْرَجِيَّةَ مُرْهَفَاتٍ

أبارَ ذَوِي أَرُومَتِهَا ذَوُوهَا( )

 

قوله: " صبحنا " سقينا بالصباح، الخزرجية: نسبة إلى " خزرج " وهي قبيلة، مرهفات:من أرهفت سيفي [ أي ]( ) رققته( )، أبار: أهلك، الأرومة: الأصل.

معنى البيت: سقينا هذه القبيلة مكان الشراب بالصبوح( ) سيوفا مرققة( ) أهلك ذوو تلك السيوف ذوي أصالة من تلك القبيلة.

إعراب البيت: الجزرجية نصب بمفعول " صبحنا "، مرهفات: مفعوله الثاني أي سيوفا مرهفات، ذوي أرومتها كلام إضافي مفعول " أبار "، قوله " ذووها " رفع بفاعله، والجملة صفة في محل نصب( ) بصفة( ) "مرهفات ".

الاستشهاد: على مجيء إضافة " ذو " إلى مضمر في قوله " ذووها " وذلك شاذ.

*** *** ***

أنشد:

106- قَدَرٌ أَحَلَّكَ ذَا المَجازِ وَقَدْ أَرَى

وأبىَّ مالَكَ ذو المَجازِ بدارِ( )

 

قدر: أي تقدير من الله. أحلّك: أنزلك، ذو المجاز: موضع بمنى( ) كان به سوق في الجاهلية( ).

معنى البيت. قدر من الله أنزلك في هذا( ) الموضع، وأقسم بالله( ) مالك هذا( ) الموضع بدار.

إعراب البيت. قدر: مبتدأ، أحلّك: جملة خبره وتنكير المبتدأ كتنكيره في قولك: شر أهرَّ( ) ذا ناب( )، تقديره ما أحلك ذا المجاز إلا قدر( )،، وقد أرى: الواو عاطفة( )، قد: للتقريب، أرى: جملة فعلية فاعلها مستتر، قوله " وأبي ": قسم اعترض، قوله " مالك ": ما نافية بمعنى ليس، ذو المجاز: اسمها، بدار: خبرها والباء زائدة، وجواب القسم محذوف تقديره: وأبي إنه كذلك( ) أي: ليس ذو المجاز بدارك.

الاستشهاد: على أنه جاء في " أب "( ) مضاف( ) إلى باء( ) المتكلم " أبيَّ "( ) كما في قوله: وأبي( ) مالك [ ذو المجاز ]( )، برده إلى أصله على ما( ) هو مذهب المبرد، وعند( ) الجمهور أنَّ( ) تمسُّك المبرد بذلك على مذهبه مدفوع( ) لجواز أن يكون الشاعر أقسم بالأب مجموعًا لا بالأب مفردًا يعني " بالأبين " فأضاف إلى ياء( ) المتكلم فحذفت النون بالإضافة ثم أدغمت الياء في الياء فصار " أبيَّ ".

*** *** ***

أنشد:

107- فَلَمَّا تَبَيَََّّ أصواتَنَا

بَكَيْنَ وَفَدَّيْنَنَّا بالأَبِينَا( )

 

" بَيَّنَ "، و " تَبَيَّنَ " و " استبانَ ": هذه الثلاثة جاءت متعدية ولازمة، وفي البيت متعدّ( ). وفديننا: من " التفدية " بمعنى جعل الشيء فداء، الأبين: جمع " أب ".

معنى البيت: يقول: فلما أوضحن أصواتنا وسمعنا( )؛ بكين وقلن لنا: نفديكم بآبائنا.

إعراب البيت. لما( ): ظرف، تَبَيّن: فعل ماض( ) والنون فاعله، أصواتنا: مفعوله، بكين: جمع مؤنث غائب( ) جملة مظروف " لما "( )، وفديننا: جملة عطف على " بكين ".

الاستشهاد: على مجيء جمع " الأب " جمعًا مصححًا بالواو والنون كما في قوله " بالأبينا "، وألفه للإطلاق.

*** *** ***

[ شرح أبيات تضمنها ذكر التوابع ]( )

أنشد:

108- مُرَّ إنِّي قد امتدحْتُكَ مُرَّا

مُرَّ يا مُرَّ مُرَّةُ بنَ تَلِيدٍ

واثِقًا أنْ تُثِيبَنِي وَتَسُرَّا

ما وجدناكَ في الحوادثِ غِرَّا( )

 

مُرّ: ترخيم "مُرة " اسم رجل، تثيبني أي تجزيني، رجل غرّ: أي غير مجرب للأمور( ).

معنى البيت. يقول: يا ممدوح قد امتدحتك( ) لتسر( ) وتجزيني، يا مرة ما وجدناك في حوادث الدهر غافلاً غرًا عاجزًا.

إعراب البيت. مرّ: منادى مرخم حرف ندائه محذوف أي: يا مرة، قد امتدحتك: جملة خبر( ) " إن "، قوله " مر ": تأكيد لفظي بصريح تكرير اللفظ الأول وألفه لإطلاق الشعر( )، واثقًا: حال من التاء في " امتدحتك " أن تثيبني: أصله " بأن تثيبني " حذف حرف الجر من " أن "، قوله وتسرّ: عطف على " أن( ) تثيبني "، قوله " مرّ يا مر( ) ": تكرير للتأكيد( )،، مرة بن تليد: إما تأكيد( ) وإما عطف بيان أو بدل عما قبله، ما وجدناك: جملة من فعل وفاعل ومفعول، قوله " غرًا ": مفعوله الثاني.

الاستشهاد: على وقوع التأكيد اللفظي بتكرير اللفظ( ) الأول في قوله مرَّ يا مرَّ مرة بن تليد ".

أنشد:

109- قد صَرَّت البَكْرَةُ يَوْمًا أَجْمَعَا( )

 

صرّت: صوتت( ). البكرة:أي( ) بكرة البئر.

معنى( ) البيت: صوتت( ) بكرة البئر في جميع أجزاء اليوم.

إعراب البيت. البكرة( ): فاعل " صرت "، يومًا: مفعول فيه، أجمعا: تأكيد " يومًا " وألفه للإطلاق.

الاستشهاد: على تأكيد النكرة( ) المحدودة( ) في قوله " يومًا أجمعا ". إذ اليوم محدود( ).

*** *** ***

أنشد:

110- حتى إذا عادَ( ) الظلامُ واخْتَلَطْ

جاءُوا بِمَذْقٍ هلْ رأيتَ الذئبَ قَطْ( )

 

المذق: اللبن الممزوج بالماء.

معنى البيت. يقول لم تطعمنا( ) هذه القبيلة حتى إذا دخل ظلام الليل، واختلط بضوء النهار ثم( ) جاءوا بلبن رقيق يشبه لونه لون الذئب لدقَته( ) ورقته بسبب مزجه بالماء.

إعراب البيت. حتى: حرف الانتهاء( )، إذا: ظرف، عاد: فعل، الظلام: فاعله، واختلط: عطف عليله وفاعله مستتر يعود إلى الظلام، جاءوا: جملة فعلية مظروف " إذا "، بمذق: في محل النصب( ) مفعول " جاءوا "، هل: استفهام، رأيت: بمعنى " أبصرت "، الذئب: مفعوله، قط( ) تأكيد للماضي( ) المنفي،والاستفهام في معنى النفي.

الاستشهاد: على أن قوله: " هل رأيت الذئب قط " جملة إنشائية ظاهرها يشبه أن يكون صفة لقوله " بمذق " وليس( ) كذلك إذ لا يوصف النكرة بالجملة الإنشائية بل يوصف بالجملة( ) الخبرية وإذا كان كذلك فقوله( ) " بمذق هل رأيت الذئب قط " مؤول بقولنا بمذق مقول( ) عنده هذا القول( ).

*** *** ***

أنشد:

111- وعليهما مَسْرُودَتَانِ قَضَاهُما

داودُ أو صَنَعُ السوابغِ( ) تُبَّعُ( )

 

مسرودتان: من السرد وهو صفة الدرع( ). قضاهما: أي عملهما. يقال رجل صَنَع اليدين بفتح النون أو صِنْع( ) اليدين أي حاذق وماهر( ) في عمله. تبع: ملك من ملوك اليمن ويريد( ) به هاهنا من كان حاذقًا في عمل الدرع.

معنى البيت: عليهما درعان مسرودتان( ) أحكمهما داود أو( ) حاذق في صنعة الدرع.

إعراب البيت. مسرودتان: رفع بالابتداء، عليهما: خبره المقدم، قضاهما داود: جملة فعلية في محل الرفع بصفة قوله " مسرودتان "، قوله " أو صنع ": عطف على " داود "، تبع( ): عطف بيان أو بدل عن قوله " أو صنع ".

الاستشهاد: على حذف الموصوف وإقامة الصفة مقامه لظهور أمر الموصوف ظهورًا يُستغنى به عن ذكره كما في قوله " مسرودتان " أي درعان مسرودتان.

*** *** ***

أنشد:

112- رَبَّاءُ شَمَّاءَ لا يأويِ لقُلَّتِها

إلا السحابُ وإلا الأَوْبُ والسَّبَلُ( )

 

ربّاء: فعَّال من ربأت الجبل أي صعدته، شماء: مؤنث " أشم " بمعنى( ) مرتفعة، الأوب: النحل( )، السبل: المطر( ).

معنى البيت: يصف هضبة( ) يقول: ديدبان( ) هضبة مرتفعة لا يصل إلى قلتها إلا السحاب والنحل والمطر.

إعراب البيت: رباء خبر مبتدأ محذوف أي هو رباء، شماءَ: جر بالإضافة، لا يأوي: فعل( )، إلا: استثناء( )، السحاب: فاعل " لا يأوي "، قوله " والأوب والسبل ": عطف عليه، والجملة صفة " شماء ".

الاستشهاد: على حذف الموصوف وإقامة الصفة مقامه في قوله " رباء شماءَ " أي: رباءُ هضبةٍ شماءَ.

*** *** ***

أنشد:

113- كأنَّكَ مِنْ جِمالِ بني أُقَيْشٍ

يُقَعْقَعُ خَلْفَ( ) رِجْلَيْهِ بِشَنِّ( )

 

بني أقيش: قبيلة جمالهم شديدة النفار( )، القعقعة: حكاية صوت السلاح، الشن( ): القربة اليابسة.

معنى البيت. يقول: كأنك في حال هربك جمل من جمال هذه القبيلة يصوّت بين( ) رجليه بقربة يابسة يعني تهرب هربًا شديدًا.

إعراب البيت. الكاف: اسم " كأن "، من جمال بني أقيش: جار ومجرور كلام إضافي في محل [ صفة ]( ) خبر " كأن "، والخبر محذوف أي: كأنك جمل من جمال بني أقيش، يقعقع: جملة في محل صفة، موصوفها ذلك المحذوف.

الاستشهاد: على أنه حذف الموصوف واستعمل الصفة مكانه، تقديره: كأنك جمل يقعقع بين( ) رجليه بشن من جمالهم.

*** *** ***

أنشد:

114- لو قُلْتَ ما في قومِهَا لمْ تِيثَمِ

يَفْضُلُهَا في حَسَبٍ ومِيسَمِ( )

 

تيثم: مضارع من " الإثم "، حسب الرجل: ما يحسب من مكارمه، الميسم: الجمال.

معنى البيت: لو قلت ما في قومها أحد يفضلها لم تكن آثمًا( ).

إعراب البيت. لو: للشرط، قلت: فعل مع فاعله، ما: نافية، في قومها: خبر مبتدأ مقدم، والمبتدأ محذوف تقديره ما في قومها أحد، وقوله( ) يفضلها: جملة صفة حذف( ) موصوفها وذلك قولك " أحد "( )، قوله لم تيثم: جازم ومجزوم مضارع من( ) " أثم يأثم " أصله: " لم تأثم " فكسر( ) حرف المضارعة على لغة من يكسرها( ) ثم قلبت الهمزة ياء لانكسار ما قبلها فصار " لم تيثم "، والجملة جواب الشرط( ).

الاستشهاد: على حذف الموصوف( ) كما في قوله " يفضلها " أي أحد يفضلها.

*** *** ***

أنشد:

115- مالَكَ عندي غيرُ سهمٍ وحَجَرْ

وغيرُ كَبْدَاءَ شديدةِ الوَتَرْ

جادَتْ بِكَفَّيْ كانَ من أَرْمَى البَشَرْ( )

 

الكبداء: قوس واسعة المقبض( )، جادت( ): أي أحسنت، أرمى: أفعل التفضيل من الرمي.

معنى البيت:مالك عندي غير أن أخاصمك بالسهم والحجر والرمي عن قوس أحسنت الرمي بكفي رجل من أرمى البشر.

إعراب البيت. ما: نافية، لك: في محل الرفع( ) خبر المبتدأ، غير سهم: رفع بالابتداء خبره مقدم عليه( )، قوله( ) " وغير كبداء ": عطف على المبتدأ، شديدة: جر بصفة " كبداء "، جادت: فعل مع فاعله المستتر يعود إلى " كبداء "، قوله بكفي: أصله " بكفي رجل " جار ومجرور كلام إضافي، كان( ): اسمها مضمر فيها، قوله " من أرمى البشر ": في محل خبرها، والجملة صفة المحذوف.

الاستشهاد: على( ) حذف الموصوف( ) وإقامة الصفة( ) مقامه كما في قوله " وغير كبداء " أي غير قوس كبداء، وكذا في قوله " بكفيه كان " أي: بكفيه رجل كان.

*** *** ***

أنشد:

116- أَقْسَمَ باللهِ أبو حَفْصٍ عُمَرْ

ما إنْ بها مِن نَقَبٍ ولا دَبَرْ

اغْفِرْ لَهُ اللهمَّ إنْ كانَ فَجَرْ( )

 

قصته( ): أن أعرابيًا جاء إلى عمر( ) بن الخطاب - رضي الله عنه - فالتمس منه بعيرًا، وكان له بعير( )، فقال له عمر( ): اركب بعيرك. فقال: ببعيري( ) نقب ودبر، فقال عمر: ما به ذلك( )، فأنشد الأعرابي ذلك البيت، النقب: تجرُّح( ) خف البعير، والدَّبَر( ): تجرُّح( ) ظهره( ).

معنى البيت يقول( ): أقسم بالله أبو حفص عمر بن الخطاب [ رضي الله عنه ]( ) ما ببعيرك نقب ولا دبر( )، وليس كذلك فاغفر له( ) اللهم إن كان فجر في هذا الكلام.

إعراب البيت. أقسم( ): فعل ماض، أبو حفص: فاعله، عمر: عطف بيان، ما: نافية، إن: زائدة، " من " في( ) قوله " من نقب " زائدة تقديره( ) ما بها نقب، اغفر( ) له: دعاء( )، اللهم: أصله عند البصريين " يا ألله " حذف حرف النداء منه وجوبًا، وجيء بميم( ) مشددة في آخره عوضًا عنها، ولهذا لا يجمع بينهما، وعند الكوفيين: " يا ألله أمّنا بالخير ". أي: " اقصدنا بالخير “. حذف حرف النداء من أوله والهمزة والضمير من آخره فبقي “ اللهم “ والوجه هو الأول، إن: شرط، كان: اسمها مضمر فيها، فجر، جملة خبرها.

الاستشهاد: على أن قوله “ أبو حفص عمر “ من باب عطف البيان.

*** *** ***

أنشد:

117- أنا ابْنُ التاركُ البَكْرِيِّ بِشْرٍ

عليه الطيرُ ترقُبُهُ وقوعَا( )

 

قصته: أن رجلاً جَرح بشر بن عمرو( ) ولم يُعرف جَارحه.

معنى البيت. يقول: أنا ابن الذي( ) ترك بشرًا بحيث تنتظر( ) الطيور أن تقع( ) عليه إذا( ) مات، يعني جرحه( ) جراحة قريبة إلى الموت( ).

إعراب البيت. أنا: مبتدأ، ابن التارك: خبره، قوله " التارك البكري " كلام إضافي إضافة( ) لفظية، قوله بشر: عطف بيان لـ " البكري "، الطير: مبتدأ، ترقبه: جملة خبره، والمبتدأ مع خبره جملة اسمية وقعت حالاً عن البكري، والعامل فيها هو( ) اسم الفاعل، قوله وقوعًا: مفعول( ) له، قوله " عليه " يتعلق( ) بقوله: وقوعًا أي ترقبه الطير لأجل وقوعها عليه.

الاستشهاد: على أن قوله " بشر " عطف بيان لـ " البكري " ولا يجوز أن يكون بدلاً عنه لأنه لو كان بدلاً لكان العامل في التقدير داخلاً عليه فصار في تقدير قولنا: التارك بشر وذلك( ) لا يجوز( ).

ولقائل أن يقول: لم( ) لا يجوز ذلك بناء على جواز قولنا:

الواهبُ المائة الهِجانِ وعَبْدِهَا

....     ....         ....        ....( )

أو بناء على مذهب الفراء( ).

*** *** ***

أنشد:

118- قُلْتُ إذْ أقبلَتْ وَزُهْرٌ تَهَادَى

كنِعَاج المَلاَ تَعسَّفْنَ رَمْلاَ( )

 

زهر: جمع " أزهر "( ). تهادى( ): أي تتهادى( ) بمعنى( ) تتبختر، الملا: الصحراء( ).

النعاج: جمع نعجة، تعسفَّن: ملن عن الطريق( )، الرمل: معروف.

معنى البيت: قلت إذ أقبلت الحبيبة مع نسوة زهر تتبختر كنعاج الصحراء حين ملن عن الطريق في الرمل.

إعراب البيت. قلت: جملة فعلية، إذ( ): ظرف، أقبلت: فعل فاعله( ) مستتر يعود إلى الحبيبة، وزهر: عطف على ذلك الضمير، تهادى( ) كـ " تنزَّل "( ): فاعله مستتر يعود إلى الحبيبة( )، والجملة رفع بصفة قوله " وزهر "( )،، تعسفن: فعل فاعله النون، والجملة حال عن النعاج والعامل فيها " تهادى "، رملاً: نصب بالظرف، لأنه مؤول بمكان الرمل( ).

الاستشهاد: على العطف على الضمير المتصل المرفوع من غير( ) تأكيده بمنفصل مثل قوله " أقبلت وزهر " وذلك للضرورة( ). 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ج3.وج4.مشكاة المصابيح - التبريزي{ من 3864 الي6285}

  3. مشكاة المصابيح - التبريزي 3864 - [ 4 ] ( صحيح ) وعن سلمة بن الأكوع قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على قوم من أسلم يتناضل...