الأحد، 28 أغسطس 2022

ج35.وج36.كتاب:سنن البيهقي الكبرى{من18032الي18967}

 

البيهقي الكبير ج35.وج36.

ج35. كتاب:سنن البيهقي الكبرى أحمد بن الحسين بن علي بن موسى أبو بكر البيهقي
18032 -
أخبرنا أبو نصر بن قتادة وأبو بكر الفارسي قالا ثنا أبو عمرو بن مطر ثنا إبراهيم بن علي ثنا يحيى بن يحيى ثنا أبو الأحوص عن سماك عن تميم بن طرفة قال : عرف رجل ناقة له في يدي رجل فاتى به النبي صلى الله عليه و سلم فسئل عن أمر الناقة فوجد أصلها اشتري من أيدي العدو فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم للذي عرفها إن شئت أن تأخذ بالثمن الذي اشتراها به فأنت أحق به وإلا فخل عن ناقته قال وسأل شاهدين
18033 -
وأخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا الحسن بن الربيع ثنا عبد الله بن المبارك عن سفيان عن سماك بن حرب عن تميم بن طرفة أن العدو أصابوا ناقة رجل من المسلمين فاشتراها رجل من المسلمين فعرفها صاحبها فخاصم إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : رد إليه الثمن الذي اشتراها به أو خل بينه وبينها قال الشافعي رحمه الله في رواية أبي عبد الرحمن البغدادي عنه تميم بن طرفة لم يدرك النبي صلى الله عليه و سلم ولم يسمع منه والمرسل لا تثبت به حجة لأنه لا يدري عمن أخذه
18034 -
أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا الحسن بن الربيع ثنا عبد الله بن المبارك عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن رجاء بن حيوة عن قبيصة بن ذؤيب : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال فيما أحرزه المشركون ما أصابه المسلمون فعرفه صاحبه قال إن أدركه قبل أن يقسم فهو له وإذا جرت فيه السهام فلا شيء له قال وقال قتادة قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه هو للمسلمين اقتسم أو لم يقتسم هذا منقطع قبيصة لم يدرك عمر رضي الله عنه وقتادة عن علي رضي الله عنه منقطع
18035 -
وأخبرنا أبو نصر أنبأ أبو الفضل أنبأ أحمد ثنا الحسن ثنا عبد الله عن بن لهيعة حدثني سليمان بن موسى عن رجاء بن حيوة قال : كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أبي عبيدة فيما أحرز العدو من أموال المسلمين ثم أصابه المسلمون فعليه أن يرد إلى أهله ما لم يقسم
18036 -
وبإسناده حدثنا عبد الله عن سعيد عن رجل عن الشعبي قال : كتب عمر رضي الله عنه إلى السائب بن الأقرع أيما رجل من المسلمين وجد رقيقه ومتاعه بعينه فهو أحق به وإن وجده في أيدي التجار بعد ما قسم فلا سبيل إليه وأيما حر اشتراه التجار فرد عليهم رؤوس أموالهم فإن الحر لا يباع ولا يشترى رواه غيره عن سعيد بن أبي عروبة عن أبي حريز عن الشعبي قال الشافعي في رواية أبي عبد الرحمن عنه هذا عن عمر رضي الله عنه مرسل إنما روي عن الشعبي عن عمر رضي الله عنه وعن رجاء بن حيوة عن عمر وكلاهما لم يدرك عمر رضي الله عنه ولا قارب ذلك قال الشافعي وحديث سعد أثبت من الحديث عن عمر رضي الله عنه لأنه عن الركين بن الربيع عن أبيه أن سعدا فعله به والحديث عن عمر رضي الله عنه مرسل
18037 -
أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا الحسن بن الربيع ثنا بن المبارك عن بن لهيعة عن عبيد الله بن أبي جعفر أنه حدثه عن بكير بن الأشج عن سليمان بن يسار وعن زيد بن ثابت رضي الله عنه قالا : ما أحرز العدو من مال المسلمين فاستنقذ فعرفه أهله قبل أن يقسم رد إليهم وإن لم يعرفوه حتى يقسم لم يرد عليهم كذا وجدته في كتابي وهو هكذا منقطع وبن لهيعة غير محتج به والله أعلم وقد قيل عن سليمان عن زيد بن ثابت 94
باب من أسلم على شيء فهو له 18038 - أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا جعفر بن أحمد الدمشقي ثنا هشام ح وأنبأ أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي ثنا محمد بن خريم ثنا هشام بن خالد ثنا مروان بن معاوية ثنا ياسين بن معاذ الزيات عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : من أسلم على شيء فهو له ياسين بن معاذ الزيات كوفي ضعيف جرحه يحيى بن معين والبخاري وغيرهما من الحفاظ وهذا الحديث إنما يروى عن بن أبي مليكة عن النبي صلى الله عليه و سلم مرسلا وعن عروة عن النبي صلى الله عليه و سلم مرسلا قال الشافعي رحمه الله وكأن معنى ذلك من أسلم على شيء يجوز له ملكه فهو له
18039 -
وأخبرنا أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني الحسن بن سفيان ثنا محمد بن يحيى ثنا عبد الرزاق قال قال معمر قال الزهري أخبرني عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم : في قصة الحديبية وما قال عروة بن مسعود الثقفي للمغيرة بن شعبة حين قال له المغيرة أخر يدك عن لحية رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أي غدر أو لست أسعى في غدرتك قال وكان المغيرة صحب قوما في الجاهلية فقتلهم وأخذ أموالهم ثم جاء فأسلم قال النبي صلى الله عليه و سلم أما الإسلام فأقبل وأما المال فلست منه في شيء أخرجه البخاري في الصحيح من حديث عبد الرزاق قال الشيخ رحمه الله وإنما امتنع النبي صلى الله عليه و سلم من تخميسه فيما روى يونس عن الزهري أنه مال غدر وفيما روى عقيل عن الزهري قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا نخمس مالا أخذ غصبا فترك رسول الله صلى الله عليه و سلم المال في يدي المغيرة وفي ذلك دلالة على أنه يملكه بالأخذ والله أعلم
18040 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس الدوري ثنا أبو شيخ الحراني ثنا موسى بن أعين عن ليث بن أبي سليم عن علقمة عن سليمان بن بريدة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه كان يقول في أهل الذمة : لهم ما أسلموا عليه من أموالهم وعبيدهم وديارهم وأرضهم وماشيتهم ليس عليهم فيه إلا الصدقة 95
باب الحربي يدخل بأمان وله مال في دار الحرب ثم يسلم أو يسلم في دار الحرب قال الشافعي رحمه الله أسلم ابنا سعية القرظيان ورسول الله صلى الله عليه و سلم محاصر بني قريظة فأحرز لهما إسلامهما أنفسهما وأموالهما من النخل والأرض وغيرهما 18041 - أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد الرزاق أنبأ بن جريج عن موسى بن عقبة عن نافع عن بن عمر رضي الله عنهما : أن يهود بني النضير وقريظة حاربوا رسول الله صلى الله عليه و سلم فأجلى رسول الله صلى الله عليه و سلم بني النضير وأقر قريظة ومن عليهم حتى حاربت قريظة بعد ذلك فقتل رجالهم وقسم نساءهم وأموالهم وأولادهم بين المسلمين إلا بعضهم لحقوا برسول الله صلى الله عليه و سلم فآمنهم وأسلموا وذكر الحديث أخرجاه في الصحيح من حديث عبد الرزاق
18042 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق حدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن شيخ من بني قريظة أنه قال : هل تدري عما كان إسلام ثعلبة وأسيد ابني سعية وأسد بن عبيد نفر من هدل لم يكونوا من بني قريظة ولا نضير كانوا فوق ذلك فقلت لا قال فإنه قدم علينا رجل من الشام من يهود يقال له بن الهيبان فأقام عندنا والله ما رأينا رجلا قط لا يصلي الخمس خيرا منه فقدم علينا قبل مبعث رسول الله صلى الله عليه و سلم بسنتين فكنا إذا قحطنا وقل علينا المطر نقول له يا بن الهيبان اخرج فاستسق لنا فيقول لا والله حتى تقدموا أمام مخرجكم صدقة فنقول كم نقدم فيقول صاعا من تمر أو مدين من شعير ثم يخرج إلى ظاهرة حرتنا ونحن معه فيستسقي فوالله ما يقوم من مجلسه حتى تمر الشعاب قد فعل ذلك غير مرة ولا مرتين ولا ثلاثة فحضرته الوفاة فاجتمعنا إليه فقال يا معشر يهود ما ترونه أخرجني من أرض الخمر والخمير إلى أرض البؤس والجوع فقلنا أنت أعلم فقال إنه إنما أخرجني أتوقع خروج نبي قد أظل زمانه هذه البلاد مهاجرة فأتبعه فلا تسبقن إليه إذا خرج يا معشر يهود فإنه يسفك الدماء ويسبي الذراري والنساء ممن خالفه فلا يمنعكم ذلك منه ثم مات فلما كانت تلك الليلة التي افتتحت فيها قريظة قال أولئك الفتية الثلاثة وكانوا شبابا أحداثا يا معشر يهود هذا الذي كان ذكر لكم بن الهيبان قالوا ما هو قالوا بلى والله إنه لهو يا معشر اليهود إنه والله لهو بصفته ثم نزلوا فأسلموا وخلوا أموالهم وأولادهم وأهاليهم قال وكانت أموالهم في الحصن مع المشركين فلما فتح رد ذلك عليهم
18043 -
أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا عمر بن الخطاب أبو حفص ثنا الفريابي ثنا أبان قال عمر وهو بن عبد الله بن أبي حازم قال حدثني عثمان بن أبي حازم عن أبيه عن جده صخر : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم غزا ثقيفا فلما أن سمع ذلك صخر ركب في خيل يمد النبي صلى الله عليه و سلم فوجد نبي الله صلى الله عليه و سلم قد انصرف ولم يفتح فجعل صخر حينئذ عهد الله وذمته أن لا يفارق هذا القصر حتى ينزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه و سلم فلم يفارقهم حتى نزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه و سلم فكتب إليه صخر أما بعد فإن ثقيفا قد نزلوا على حكمك يا رسول الله وأنا مقبل إليهم وهم في خيل فأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بالصلاة جامعة فدعا لأحمس عشر دعوات اللهم بارك لأحمس في خيلها ورجالها وأتاه القوم فتكلم المغيرة بن شعبة فقال يا رسول الله إن صخرا أخذ عمتي ودخلت فيما دخل فيه المسلمون فدعاه فقال يا صخر إن القوم إذا أسلموا أحرزوا دماءهم وأموالهم فادفع إلى المغيرة عمته فدفعها إليه وسأل نبي الله صلى الله عليه و سلم ما لبني سليم قد هربوا عن الإسلام وتركوا ذلك الماء فقال يا نبي الله أنزلنيه أنا وقومي قال نعم فأنزله وأسلم يعني السلميين فأتوا صخرا فسألوه أن يدفع إليهم الماء فأبى فأتوا نبي الله صلى الله عليه و سلم فقالوا يا نبي الله أسلمنا وأتينا صخرا ليدفع إلينا ماءنا فأبى علينا فدعاه فقال يا صخر إن القوم إذا أسلموا أحرزوا أمولاهم ودماءهم فادفع إلى القوم ماءهم قال نعم يا نبي الله فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم يتغير عند ذلك حمرة حياء من أخذه الجارية وأخذه الماء قال الشيخ والاستدلال وقع بقوله صلى الله عليه و سلم إن القوم إذا أسلموا أحرزوا أموالهم ودماءهم فأما استرداد الماء عن صخر بعد ما ملكه بتمليك رسول الله صلى الله عليه و سلم إياه فإنه يشبه أن يكون باستطابة نفسه ولذلك كان يظهر في وجهه أثر الحياء والله أعلم وأما عمة المغيرة فإن كانت أسلمت بعد الأخذ فكأنه رأى إسلامها قبل القسمة يحرز مالها ويحتمل أن يكون إسلامها قبل الأخذ والله أعلم وصخر هذا هو بن العيلة قاله البخاري عن أبي نعيم عن أبان عن عثمان بن أبي حازم عن صخر بن العيلة لم يقل عن أبيه وروى في قصة رعية السحيمي ما دل عليه ظاهر قصة عمة المغيرة فإنه أسلم ثم قال يا رسول الله أهلي ومالي قال أما مالك فقد قسم بين المسلمين وأما أهلك فانظر من قدرت عليه منهم قال فرد عليه ابنه ويحتمل أنه استطاب أنفس أهل الغنيمة كما فعل في سبي هوازن وعوض أهل الخمس من نصيبهم والله أعلم وإسناد الحديثين غير قوي 96
باب المشركين يسلمون قبل الأسر وما على الإمام وغيره من التثبت إذا تكلموا بما يشبه الإقرار بالإسلام ويشبه غيره 18044 - أخبرنا أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني حسن بن سفيان ثنا فياض ثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن الزهري عن سالم عن بن عمر رضي الله عنهما قال : بعث النبي صلى الله عليه و سلم خالد بن الوليد أحسبه قال إلى بني جذيمة فدعاهم إلى الإسلام فلم يحسنوا أن يقولوا أسلمنا فقالوا صبأنا صبأنا وجعل خالد بهم قتلا وأسرا قال ثم دفع إلى كل رجل منا اسيرا حتى إذا أصبح يوما أمرنا فقال ليقتل كل واحد منكم أسيره قال بن عمر رضي الله عنه والله لا أقتل أسيري ولا يقتل أحد من أصحابي أسيره قال فقدمنا على رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر له ما صنع خالد قال فرفع يديه ثم قال اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد رواه البخاري في الصحيح عن محمود عن عبد الرزاق
18045 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا سفيان عن عمرو عن عطاء عن بن عباس رضي الله عنهما قال : لقي ناس من المسلمين رجلا في غنيمة له فقال السلام عليكم فأخذوه فقتلوه وأخذوا تلك الغنيمة فنزل { ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا } وقرأها بن عباس السلام رواه البخاري في الصحيح عن علي بن عبد الله عن سفيان ورواه مسلم عن إسحاق بن إبراهيم
18046 -
أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار ثنا أحمد بن مهران ثنا عبيد الله بن موسى أنبأ إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن بن عباس رضي الله عنهما قال : مر رجل من بني سليم على نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم ومعه غنم له فسلم عليهم فقالوا ما سلم عليكم إلا ليتعوذ منكم فعمدوا إليه فقتلوه وأخذوا غنمه فأتوا بها النبي صلى الله عليه و سلم فأنزل الله عز و جل { يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا } إلى قوله { كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا }
18047 -
أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق حدثني يزيد بن عبد الله بن قسيط عن أبي القعقاع عبد الله بن أبي حدرد عن أبيه أبي حدرد رضي الله عنه قال : بعثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى إضم فخرجت في نفر من المسلمين فيهم أبو قتادة الحارث بن ربعي ومحلم بن جثامة فخرجنا حتى إذا كنا ببطن إضم مر بنا عامر بن الأضبط على بعير له فلما مر علينا سلم علينا بتحية الإسلام فأمسكنا عنه وحمل عليه محلم بن جثامة فقتله وأخذ بعيره وما معه فقدمنا على رسول الله صلى الله عليه و سلم وأخبرناه الخبر فنزل فينا القرآن { يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا } إلى آخر الآية كذا رواه يونس بن بكير عن بن إسحاق ورواه محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي عبد الله بن أبي حدرد عن أبيه ورواه أبو خالد الأحمر عن بن إسحاق عن يزيد عن القعقاع بن عبد الله بن أبي حدرد عن أبيه وكذلك قاله يحيى بن سعيد الأموي عن بن إسحاق ورواه حماد بن سلمة في رواية حجاج عنه عن بن إسحاق عن يزيد بن أبي حدرد الأسلمي عن أبيه وقيل غير ذلك ورواه عبد الله بن إدريس عن بن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي رضي الله عنه قال كنت في سرية بعثها رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى إضم واد من أودية أشجع ورواه سليمان التيمي عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن القعقاع بن عبيد الله عن أبي عبد الله قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم
18048 -
وأخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار الحارثي ثنا أبو أسامة عن الوليد بن كثير عن يزيد بن عبد الله بن قسيط ان رجلا من أسلم حدثه أنه سمع بن أبي حدرد الأسلمي رضي الله عنه يحدث : أنه كان في سرية فرآهم رجل وهو في جبل فنزل إليهم فسلم عليهم فأخذوه فقتلوه ففيه نزلت { ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا } والرجل الذي قتلوه عامر بن الأضبط الأشجعي
18049 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق حدثني محمد بن جعفر بن الزبير قال سمعت زياد بن ضميرة بن سعد السلمي يحدث عروة بن الزبير أن أباه وجده شهدا حنينا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالا : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه و سلم الظهر ثم عمد إلى ظل شجرة فقام إليه الأقرع بن حابس وعيينة بن بدر يختصمان في دم عامر بن الأضبط الأشجعي وكان قتله محلم بن جثامة بن قيس فعيينة يطلب بدم الأشجعي عامر بن الأضبط لأنه من قيس والأقرع بن حابس يدفع عن محلم بن جثامة لأنه من خندف وهو يومئذ سيد خندف فسمعنا عيينة يقول والله يا رسول الله لا أدعه حتى أذيق نساءه من الحر ما أذاق نسائي ورسول الله صلى الله عليه و سلم يقول تأخذون الدية خمسين في سفرنا هذا وخمسين إذا رجعنا وهو يأبى فقام رجل من بني ليث يقال له مكتل مجموع قصير فقال يا رسول الله ما وجدت لهذا القتيل في غرة الإسلام إلا كعير وردت فرميت أولاها فنفرت أخراها اسنن اليوم وغير غدا فرفع رسول الله صلى الله عليه و سلم يده ثم قال تأخذون الدية خمسين في سفرنا هذا وخمسين إذا رجعنا فقبلها القوم ثم قال ائتوا بصاحبكم يستغفر له رسول الله صلى الله عليه و سلم فجاؤوا به فقام رجل آدم طويل ضرب عليه حلة له قد تهيأ فيها للقتل فجلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال له ما اسمك فقال محلم بن جثامة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم اللهم لا تغفر لمحلم بن جثامة اللهم لا تغفر لمحلم بن جثامة اللهم لا تغفر لمحلم بن جثامة ثم قال له قم فقام وهو يتلقى دمعه بفضل ردائه فأما نحن فيما بيننا فنقول إنا لنرجو أن يكون رسول الله صلى الله عليه و سلم قد استغفر له ولكن أظهر هذا لينزع الناس بعضهم عن بعض فأما ما ظهر من رسول الله صلى الله عليه و سلم هذا وبمعناه رواه حماد بن سلمة عن محمد بن إسحاق
18050 -
أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا وهب بن بيان وأحمد بن سعيد الهمداني قالا ثنا بن وهب أخبرني عبد الرحمن بن أبي الزناد عن عبد الرحمن بن الحارث عن محمد بن جعفر أنه سمع زياد بن سعد بن ضميرة السلمي يحدث عروة بن الزبير عن أبيه : أن محلم بن جثامة الليثي قتل رجلا من أشجع في الإسلام وذلك أول عير قضى به رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر معناه إلا أنه قال فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا عيينة ألا تقبل العير يريد الدية وقال في آخره فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أقتلته بسلاحك في غرة الإسلام اللهم لا تغفر لمحلم بصوت عال ولم يذكر ما بعده
18051 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار وأبو بكر بن إسحاق الفقيه قالا أنبأ بشر بن موسى ثنا عبد الله بن يزيد المقرئ ثنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال قال : أتينا نصر بن عاصم الليثي فقال نصر ثنا عقبة بن مالك وكان من رهطه قال بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم سرية فاغاروا على قوم فشذ رجل من القوم فاتبعه رجل من السرية معه السيف شاهر فقال الشاذ من القوم إني مسلم فلم ينظر فيه فضربه فقتله فنمي الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال قولا شديدا فقال القاتل والله يا رسول الله ما قال الذي قال إلا تعوذا من القتل فأعرض عنه ثلاثا فأعاده فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم تعرف المساءة في وجهه ثم قال إن الله عز و جل أبى على من قتل مؤمنا قالها ثلاثا تابعه يونس بن عبيد عن حميد بن هلال 97
باب فتح مكة حرسها الله تعالى 18052 - أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا سليمان بن المغيرة ح وأنبأ أبو عبد الله الحافظ واللفظ له أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إبراهيم وعمران بن موسى قالا ثنا شيبان بن فروخ ثنا سليمان بن المغيرة ثنا ثابت البناني عن عبد الله بن رباح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : وفدت وفود إلى معاوية وذلك في رمضان فكان يصنع بعضنا لبعض الطعام فكان أبو هريرة مما يكثر أن يدعونا إلى رحله فقلت ألا أصنع طعاما وأدعوهم إلى رحلي فأمرت بطعام فصنع ثم لقيت أبا هريرة من العشي فقلت الدعوة عندي الليلة قال سبقتني قلت نعم فدعوتهم فقال أبو هريرة ألا أعلمكم حديثا من حديثكم يا معشر الأنصار ثم ذكر فتح مكة فقال أقبل رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى قدم مكة فبعث الزبير على إحدى المجنبتين وبعث خالد بن الوليد على المجنبة الأخرى وبعث أبا عبيدة على الحسر فأخذوا بطن الوادي ورسول الله صلى الله عليه و سلم في كتيبته فنظر فرآني فقال أبو هريرة قلت لبيك يا رسول الله قال فندب الأنصار فقال لا يأتينا إلا أنصاري فأطافوا به زاد أبو داود قال فقال اهتف بالأنصار ولا تأتني إلا بأنصاري قال ففعلته قال شيبان في روايته وأوبشت قريش أوباشا لها واتباعا فقالوا نقدم هؤلاء فإن كان لهم شيء كنا معهم وإن أصيبوا أعطينا الذي سئلنا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ترون إلى أوباش قريش وأتباعهم ثم قال بيديه إحداهما على الأخرى ثم قال حتى توافوني بالصفا زاد أبو داود في روايته احصدوهم حصدا قال شيبان في روايته قال وانطلقنا فما شاء أحد منا أن يقتل أحدا إلا قتله وما أحد يوجه إلينا شيئا قال فجاء أبو سفيان فقال يا رسول الله أبيحت خضراء قريش لا قريش بعد اليوم قال من دخل دار أبي سفيان فهو آمن زاد أبو داود في روايته من ألقى السلاح فهو آمن قال شيبان في روايته فقالت الأنصار بعضهم لبعض أما الرجل فأدركته رغبة في قرابته ورأفة بعشيرته فقال أبو هريرة وجاء الوحي وكان إذا جاء لا يخفى علينا فإذا جاء فليس أحد يرفع طرفه إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى ينقضي الوحي فلما قضي الوحي قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا معشر الأنصار قالوا لبيك رسول الله صلى الله عليه و سلم قال قلتم أما الرجل فأدركته رغبة في قرابته قالوا قد كان ذاك قال كلا إني عبد الله ورسوله هاجرت إلى الله وإليكم المحيا محياكم والممات مماتكم فأقبلوا إليه يبكون ويقولون والله ما قلنا الذي قلنا إلا الضن بالله ورسوله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله ورسوله يصدقانكم ويعذرانكم فأقبل الناس إلى دار أبي سفيان وأغلق الناس أبوابهم وأقبل رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى أقبل إلى الحجر فاستلمه فطاف بالبيت فأتى إلى صنم إلى جنب البيت كانوا يعبدونه قال وفي يد رسول الله صلى الله عليه و سلم قوس وهو آخذ بسية القوس فلما أتى على الصنم جعل يطعن في عينه ويقول جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا فلما فرغ من طوافه أتى الصفا فعلا عليه حتى نظر إلى البيت فرفع يديه وجعل يحمد الله ويدعو بما شاء أن يدعو رواه مسلم في الصحيح عن شيبان بن فروخ وأخرجه من حديث بهز بن أسد عن سليمان بن المغيرة وذكر اللفظة التي زادها أبو داود
18053 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ عفان ثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن عبد الله بن رباح عن أبي هريرة رضي الله عنه : فذكر الحديث قال فيه فجاءت الأنصار فأحاطوا برسول الله صلى الله عليه و سلم عند الصفا فجاء أبو سفيان فقال يا رسول الله أبيدت خضراء قريش لا قريش بعد اليوم فقال من دخل داره فهو آمن ومن ألقى سلاحه فهو آمن ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن أغلق بابه فهو آمن أخرجه مسلم في الصحيح من حديث يحيى بن حسان عن حماد إلا أنه لم يذكر قوله من دخل داره فهو آمن
18054 -
أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا سلام بن مسكين ثنا ثابت البناني عن عبد الله بن رباح الأنصاري عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه و سلم لما دخل مكة سرح الزبير بن العوام وأبا عبيدة بن الجراح وخالد بن الوليد على الخيل وقال يا أبا هريرة اهتف بالأنصار قال اسلكوا هذا الطريق فلا يشرفن لكم أحد إلا أنمتموه فنادى مناد لا قريش بعد اليوم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم من دخل دارا فهو آمن ومن ألقى السلاح فهو آمن وعمد صناديد قريش فدخلوا الكعبة فغص بهم وطاف النبي صلى الله عليه و سلم وصلى خلف المقام ثم أخذ بجنبتي الباب فخرجوا فبايعوا النبي صلى الله عليه و سلم على الإسلام زاد فيه القاسم بن سلام بن مسكين عن أبيه بهذا الإسناد قال ثم أتى الكعبة فأخذ بعضادتي الباب فقال ما تقولون وما تظنون قالوا نقول بن أخ وبن عم حليم رحيم قال وقالوا ذلك ثلاثا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أقول كما قال يوسف { لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين } قال فخرجوا كأنما نشروا من القبور فدخلوا في الإسلام
18055 -
أخبرناه أبو بكر بن المؤمل أنبأ أبو سعيد الرازي ثنا محمد بن أيوب أنبأ القاسم بن سلام : فذكره وفيما حكى الشافعي عن أبي يوسف في هذه القصة أنه قال لهم حين اجتمعوا في المسجد ما ترون أني صانع بكم قالوا خيرا أخ كريم وبن أخ كريم قال اذهبوا فأنتم الطلقاء قال الشيخ وإنما أطلقهم بالأمان الأول الذي عقده على شرط قبولهم فلما قبلوه قال أنتم الطلقاء يعني بالأمان الأول والله أعلم
18056 -
أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا يحيى بن آدم ثنا بن إدريس عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن بن عباس رضي الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم عام الفتح جاءه العباس بن عبد المطلب بأبي سفيان بن حرب فأسلم بمر الظهران فقال له العباس يا رسول الله إن أبا سفيان رجل يحب هذا الفخر فلو جعلت له شيئا قال نعم من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن أغلق بابه فهو آمن
18057 -
أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن عمرو الرازي ثنا سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق عن العباس بن عبد الله بن معبد عن بعض أهله عن بن عباس رضي الله عنهما قال : لما نزل رسول الله صلى الله عليه و سلم بمر الظهران قال العباس قلت والله لئن دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم مكة عنوة قبل أن يأتوه فيستأمنوه إنه لهلاك قريش فجلست على بغلة رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت لعلي أجد ذا حاجة يأتي أهل مكة فيخبرهم بمكان رسول الله صلى الله عليه و سلم ليخرجوا إليه فيستأمنوه وإني لأسير سمعت كلام أبي سفيان وبديل بن ورقاء فقلت يا أبا حنظلة فعرف صوتي قال أبو الفضل قلت نعم قال ما لك فداك أبي وأمي قلت هذا رسول الله صلى الله عليه و سلم والناس قال فما الحيلة قال فركب خلفي ورجع صاحبه فلما أصبح غدوت به على رسول الله صلى الله عليه و سلم فأسلم قلت يا رسول الله إن أبا سفيان رجل يحب هذا الفخر فاجعل له شيئا قال نعم من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن أغلق عليه داره فهو آمن ومن دخل المسجد فهو آمن قال فتفرق الناس إلى دورهم وإلى المسجد
18058 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل محمد بن إبراهيم المزكي ثنا الحسين بن محمد بن زياد ثنا محمد بن العلاء ثنا أبو أسامة ح قال وأخبرني أحمد بن محمد النسوي واللفظ له ثنا حماد بن شاكر ثنا محمد بن إسماعيل ثنا عبيد بن إسماعيل ثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه قال : لما سار رسول الله صلى الله عليه و سلم عام الفتح فبلغ ذلك قريشا خرج أبو سفيان بن حرب وحكيم بن حزام وبديل بن ورقاء يلتمسون الخبر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فأقبلوا يسيرون حتى أتوا مر الظهران فإذا هم بنيران كأنها نيران عرفة فقال أبو سفيان ما هذه لكأنها نيران عرفة فقال بديل بن ورقاء نيران بني عمرو قال أبو سفيان عمرو أقل من ذلك فرآهم ناس من حرس رسول الله صلى الله عليه و سلم فأدركوهم فأخذوهم وأتوا بهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فأسلم أبو سفيان فلما سار قال للعباس أحبس أبا سفيان عند حطم الخيل حتى ينظر إلى المسلمين فحبسه العباس فجعلت القبائل تمر مع النبي صلى الله عليه و سلم تمر كتيبة كتيبة على أبي سفيان فمرت كتيبة قال يا عباس من هذه قال هذه غفار قال ما لي ولغفار ثم مرت جهينة فقال مثل ذلك ثم مرت سعد بن هذيم فقال مثل ذلك ومرت سليم فقال مثل ذلك حتى أقبلت كتيبة لم ير مثلها قال من هذه قال هؤلاء الأنصار عليهم سعد بن عبادة معه الراية فقال سعد بن عبادة يا أبا سفيان اليوم يوم الملحمة اليوم تستحل الكعبة فقال أبو سفيان يا عباس حبذا يوم الذمار ثم جاءت كتيبة وهي أقل الكتائب فيهم رسول الله صلى الله عليه و سلم وأصحابه وراية النبي صلى الله عليه و سلم مع الزبير بن العوام فلما مر رسول الله صلى الله عليه و سلم بأبي سفيان قال ألم تعلم ما قال سعد بن عبادة قال ما قال قال قال كذا وكذا قال كذب سعد ولكن هذا يوم يعظم الله فيه الكعبة ويوم تكسى فيه الكعبة قال وأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم أن تركز رايته بالحجون قال عروة فأخبرني نافع بن جبير بن مطعم قال يقول سمعت العباس يقول للزبير بن العوام يا أبا عبد الله ههنا أمرك رسول الله صلى الله عليه و سلم أن تركز الراية قال فأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم يومئذ خالد بن الوليد أن يدخل مكة من كدى ودخل النبي صلى الله عليه و سلم من كداء فقتل من خيل خالد بن الوليد يومئذ رجلان حبيش بن الأشعر وكرز بن جابر الفهري أخرجه البخاري في الصحيح هكذا
18059 -
أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الحسن محمد بن أحمد بن زكريا الأديب ثنا الحسين بن محمد بن زياد القباني ثنا أبو كريب ثنا زيد بن الحباب حدثني عمر بن عثمان بن عبد الرحمن بن سعيد المخزومي حدثني جدي عن أبيه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يوم فتح مكة أمن الناس إلا هؤلاء الأربعة فلا يؤمنون في حل ولا حرم بن خطل ومقيس بن صبابة المخزومي وعبد الله بن أبي سرح وبن نقيذ فأما بن خطل فقتله الزبير بن العوام وأما عبد الله بن سعد بن أبي سرح فاستأمن له عثمان رضي الله عنه فأومن وكان أخاه من الرضاعة فلم يقتل ومقيس بن صبابة قتله بن عم له لحا قد سماه وقتل علي رضي الله عنه بن نقيذ وقينتين كانتا لمقيس فقتلت إحداهما وأفلتت الأخرى وأسلمت أبو جده سعيد بن يربوع المخزومي قاله القباني وفي حديث أنس بن مالك فيمن أمر بقتله أم سارة مولاة لقريش وفي رواية بن إسحاق في المغازي سارة مولاة لبعض بني عبد المطلب وكانت ممن يؤذيه بمكة
18060 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي ثنا أبو علاثة محمد بن عمرو بن خالد ثنا أبي عمرو بن خالد ثنا بن لهيعة ثنا أبو الأسود عن عروة بن الزبير ح وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ أبو بكر بن عتاب ثنا القاسم الجوهري ثنا بن أبي أويس ثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة وهذا لفظ حديث موسى وحديث عروة بمعناه قال : ثم إن بني نفاثة من بني الديل أغاروا على بني كعب وهم في المدة التي بين رسول الله صلى الله عليه و سلم وبين قريش وكانوا بنو كعب في صلح رسول الله صلى الله عليه و سلم وكان بنو نفاثة في صلح قريش فأعانت بنو بكر بني نفاثة وأعانتهم قريش بالسلاح والرقيق فذكر القصة قال فخرج ركب من بني كعب حتى أتوا رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكروا له الذي أصابهم وما كان من قريش عليهم في ذلك ثم ذكر قصة خروج رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى مكة وقصة العباس وأبي سفيان حين أتى به رسول الله صلى الله عليه و سلم بمر الظهران ومعه حكيم بن حزام وبديل بن ورقاء قال فقال أبو سفيان وحكيم يا رسول الله ادع الناس إلى الأمان أرأيت إن اعتزلت قريش فكفت أيديها آمنون هم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم نعم من كف يده وأغلق داره فهو آمن قالوا فابعثنا نؤذن بذلك فيهم قال انطلقوا فمن دخل دارك يا أبا سفيان ودارك يا حكيم وكف يده فهو آمن ودار أبي سفيان بأعلى مكة ودار حكيم بأسفل مكة فلما توجها ذاهبين قال العباس يا رسول الله إني لا آمن أبا سفيان أن يرجع عن إسلامه قال رده حتى يقف ويرى جنود الله معك فأدركه عباس فحبسه فقال أبو سفيان أغدرا يا بني هاشم فقال العباس ستعلم أنا لسنا بغدر ولكن لي إليك حاجة فأصبح حتى تنظر جنود الله ثم ذكر قصة إيقاف أبي سفيان حتى مرت به الجنود قال وبعث رسول الله صلى الله عليه و سلم الزبير بن العوام رضي الله عنه على المهاجرين وخيلهم وأمره أن يدخل من كداء من أعلى مكة وأعطاه رايته وأمره أن يغرزها بالحجون ولا يبرح حيث أمره أن يغرزها حتى يأتيه وبعث خالد بن الوليد فيمن كان أسلم من قضاعة وبني سليم وناسا أسلموا قبل ذلك وأمره أن يدخل من أسفل مكة وأمره أن يغرز رأيته عند أدنى البيوت بأسفل مكة وبأسفل مكة بنو بكر وبنو الحارث بن عبد مناة وهذيل ومن كان معهم من الأحابيش قد استنصرت بهم قريش فأمرهم أن يكونوا بأسفل مكة وبعث رسول الله صلى الله عليه و سلم سعد بن عبادة في كتيبة من الأنصار في مقدمة رسول الله صلى الله عليه و سلم وأمرهم رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يكفوا أيديهم فلا يقاتلوا أحدا إلا من قاتلهم وأمر بقتل أربعة نفر منهم عبد الله بن سعد بن أبي سرح والحارث بن نقيذ وبن خطل ومقيس بن صبابة وأمر بقتل قينتين لابن خطل كانتا تغنيان بهجاء رسول الله صلى الله عليه و سلم فمرت الكتائب تتلوا بعضها بعضا على أبي سفيان وحكيم وبديل لا يمر عليهم كتيبة إلا سألوا عنها حتى مرت عليهم كتيبة الأنصار فيها سعد بن عبادة فنادى سعد أبا سفيان اليوم يوم الملحمة اليوم تستحل الحرمة فلما مر رسول الله صلى الله عليه و سلم بأبي سفيان في المهاجرين قال يا رسول الله أمرت بقومك أن يقتلوا فإن سعد بن عبادة ومن معه حين مروا بي ناداني سعد فقال اليوم يوم الملحمة اليوم تستحل الحرمة وإني أناشدك الله في قومك فأرسل رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى سعد بن عبادة فعزله وجعل الزبير بن العوام مكانه على الأنصار مع المهاجرين فسار الزبير بالناس حتى وقف بالحجون وغرز بها راية رسول الله صلى الله عليه و سلم واندفع خالد بن الوليد حتى دخل من أسفل مكة فلقيه بنو بكر فقاتلوه فهزموا وقتل من بني بكر قريب من عشرين رجلا ومن هذيل ثلاثة أو أربعة وانهزموا وقتلوا بالحزورة حتى بلغ قتلهم باب المسجد وفر فضضهم حتى دخلوا الدور وارتقت طائفة منهم على الجبال واتبعهم المسلمون بالسيوف ودخل رسول الله صلى الله عليه و سلم في المهاجرين الأولين في أخريات الناس وصاح أبو سفيان حين دخل مكة من أغلق داره وكف يده فهو آمن فقالت له هند بنت عتبة وهي امرأته قبحك الله من طليعة قوم وقبح عشيرتك معك وأخذت بلحية أبي سفيان ونادت يال غالب اقتلوا الشيخ الأحمق هلا قاتلتم ودفعتم عن أنفسكم وبلادكم فقال لها أبو سفيان ويحك اسكتي وادخلي بيتك فإنه جاءنا بالحق ولما علا رسول الله صلى الله عليه و سلم ثنية كداء نظر إلى البارقة على الجبل مع فضض المشركين فقال ما هذا وقد نهيت عن القتال فقال المهاجرون نظن أن خالدا قوتل وبدىء بالقتال فلم يكن له بد من أن يقاتل من قاتله وما كان يا رسول الله ليعصيك ولا ليخالف أمرك فهبط رسول الله صلى الله عليه و سلم من الثنية فأجاز على الحجون واندفع الزبير بن العوام حتى وقف بباب الكعبة وذكر القصة قال فيها وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لخالد بن الوليد لم قاتلت وقد نهيتك عن القتال فقال هم بدؤونا بالقتال ووضعوا فينا السلاح وأشعرونا بالنبل وقد كففت يدي ما استطعت فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم قضاء الله عز و جل خير
18061 -
أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا الحسن بن الصباح ثنا إسماعيل بن عبد الكريم حدثني إبراهيم بن عقيل بن معقل عن أبيه عن وهب قال : سألت جابرا هل غنموا يوم الفتح شيئا قال لا
18062 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس عن بن إسحاق حدثني يحيى بن عباد عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها : في قصة أبي قحافة وابنة له من أصغر ولده كانت تقوده يوم الفتح حتى إذا هبطت به إلى الأبطح لقيتها الخيل وفي عنقها طوق لها من ورق فاقتطعه إنسان من عنقها فلما دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم المسجد خرج أبو بكر رضي الله عنه حتى جاء بأبيه فذكر الحديث في إسلامه ثم قام أبو بكر رضي الله عنه فأخذ بيد أخته فقال أنشدكم بالله والإسلام طوق أختي فوالله ما أجابه أحد ثم قال الثانية فما أجابه أحد فقال يا أخية احتسبي طوقك فوالله إن الأمانة اليوم في الناس لقليل وهذا يدل على أنهم لم يغنموا شيئا وأنها فتحت صلحا إذ لو فتحت عنوة لكانت وما معها غنيمة ولكان أبو بكر رضي الله عنه لا يطلب طوقها
18063 -
حدثنا أبو عبد الله الحافظ إملاء وقراءة ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر الخولاني ثنا بن وهب أخبرني يونس بن يزيد عن بن شهاب أخبرني علي بن حسين أن عمرو بن عثمان أخبره عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال : يا رسول الله أتنزل في دارك بمكة قال وهل ترك لنا عقيل من رباع أو دور وكان عقيل ورث أبا طالب هو وطالب ولم يرثه علي ولا جعفر شيئا لأنهما كانا مسلمين وكان عقيل وطالب كافرين أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح من حديث بن وهب كما مضى 98
باب ما قسم من الدور والأراضي في الجاهلية ثم أسلم أهلها عليها 18064 - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان قال : سألت الشافعي عن أهل الدار من أهل الحرب يقسمون الدار ويملك بعضهم على بعض على ذلك القسم ويسلمون ثم يريد بعضهم أن ينقض ذلك القسم ويقسمه على قسم الأموال فقال ليس ذلك له فقلت وما الحجة في ذلك قال الاستدلال بمعنى الإجماع والسنة فذكر ما لا يؤاخذون به من قتل بعضهم بعضا وسبي بعضهم بعضا وغصب بعضهم بعضا ثم قال مع أنه أخبرنا مالك عن ثور بن زيد الديلي قال بلغني ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أيما دار أو أرض قسمت في الجاهلية فهي على قسم الجاهلية وأيما دار أو أرض أدركها الإسلام لم تقسم فهي على قسم الإسلام قال الشافعي ونحن نروي فيه حديثا أثبت من هذا بلغني بمثل معناه قال الشيخ ولعله أراد ما
18065 -
أخبرناه أبو عبد الله الحافظ أنبأ محمد بن أحمد بن زياد النحوي ثنا محمد بن أحمد بن حميد بن نعيم المروزي ثنا موسى بن داود ح وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا تمتام ثنا موسى بن داود ثنا محمد بن مسلم عن عمرو بن دينار عن أبي الشعثاء جابر بن زيد عن بن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : كل قسم قسم في الجاهلية فهو على ما قسم عليه وكل قسم قسم في الإسلام فهو على ما قسم في الإسلام لفظ حديث تمتام وقد روي حديث مالك موصولا
18066 -
أخبرناه أبو عبد الله الحافظ حدثني محمد بن المظفر الحافظ ثنا أبو بكر بن أبي داود ثنا أحمد بن حفص حدثني أبي ثنا إبراهيم بن طهمان عن مالك عن ثور بن زيد عن عكرمة عن بن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكره : مثل رواية الشافعي رحمه الله 99
باب ترك أخذ المشركين بما أصابوا 18067 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو عمرو المقرئ ثنا الحسن بن سفيان ثنا هشام بن عمار وأبو بكر بن أبي شيبة قالا ثنا حاتم بن إسماعيل ثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر رضي الله عنه : في قصة حج النبي صلى الله عليه و سلم عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال في خطبته ألا وإن كل شيء من أمر الجاهلية موضوع تحت قدمي ودماء الجاهلية موضوعة وأول دم أضعه من دمائنا دم ربيعة بن الحارث يعني بن عبد المطلب وكان مرتضعا في بني سعد فقتلته هذيل أخرجه مسلم في الصحيح
18068 -
وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا عبيد بن شريك ثنا يحيى هو بن بكير ثنا الليث عن يونس عن بن شهاب أخبرني مسلم بن يزيد أحد بني سعد بن بكر بن قيس أنه أخبره أبو شريح الخزاعي رضي الله عنه وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم : أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم الفتح لقوا رجلا من هذيل كانوا يطلبونه بذحل في الجاهلية في الحرم يؤم رسول الله صلى الله عليه و سلم ليبايعه على الإسلام فقتلوه فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم غضب فسعت بنو بكر إلى أبي بكر وعمر رضي الله عنهما يستشفعون بهم إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما كان العشي قام رسول الله صلى الله عليه و سلم في الناس فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال أما بعد فإن الله عز و جل حرم مكة ولم يحلها للناس أو قال ولم يحرمها الناس وإنما أحلها لي ساعة من نهار ثم هي حرام كما حرمها الله أول مرة وأن أعدى الناس على الله ثلاثة رجل قتل فيها ورجل قتل غير قاتله ورجل طلب بذحل الجاهلية وإني والله لأدين هذا الرجل الذي أصبتم قال أبو شريح فوداه رسول الله صلى الله عليه و سلم
18069 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس الأصم ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق حدثني يزيد بن أبي حبيب عن راشد مولى حبيب عن حبيب بن أبي أوس قال حدثني عمرو بن العاص رضي الله عنه : فذكر الحديث في قصة إسلامه قال ثم تقدمت فقلت يا رسول الله أبايعك على أن يغفر لي ما تقدم من ذنبي ولم اذكر ما تأخر فقال لي يا عمرو بايع فإن الإسلام يجب ما كان قبله وإن الهجرة تجب ما كان قبلها فبايعته
18070 -
أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري أنبا أبو عمر محمد بن عبد الواحد النحوي غلام ثعلب ثنا بشر بن موسى الأسدي ثنا خلاد بن يحيى ثنا سفيان عن منصور والأعمش عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رجل : يا رسول الله أنؤاخذ بما عملنا في الجاهلية قال من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية ومن أساء في الإسلام أخذ بالأول والآخر رواه البخاري في الصحيح عن خلاد بن يحيى
18071 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا عبد الله بن نمير عن الأعمش عن شقيق عن عبد الله رضي الله عنه قال : أتى رجل رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله أنؤاخذ بما كنا نعمل في الجاهلية فقال من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية ومن أساء أخذ بالأول والآخر رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن عبد الله بن نمير عن أبيه وإنما أراد به في الآخرة وكأنه جعل الإيمان كفارة لما مضى من كفره وجعل العمل الصالح بعد كفارة لما مضى من ذنوبه سوى كفره
18072 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن الزهري عن عروة بن الزبير عن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال قلت : يا رسول الله أرأيت أمورا كنت أتحنث بها في الجاهلية من عتاقة وصلة رحم هل لي فيها من أجر فقال له النبي صلى الله عليه و سلم أسلمت على ما سلف لك من خير رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن راهويه وغيره عن عبد الرزاق وأخرجه البخاري من وجه آخر عن معمر 100
باب الرجل من المسلمين قد شهد الحرب يقع على الجارية من السبي قبل القسم قال الشافعي أخذ منه عقرها ولا حد من قبل الشبهة في أنه يملك منها شيئا 18073 - أخبرنا الإمام أبو الفتح أنبأ أبو محمد بن أبي شريح أنبأ أبو القاسم البغوي ثنا داود بن رشيد ثنا محمد بن ربيعة ثنا يزيد بن زياد الدمشقي عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ادرؤوا الحدود ما استطعتم فإن وجدتم للمسلمين مخرجا فخلوا سبيله فإن الإمام أن يخطىء في العفو خير من أن يخطىء في العقوبة وروينا في ذلك عن عمر بن الخطاب وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهما وغيرهما وأصح الروايات فيه عن الصحابة رواية عاصم عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود من قوله وقد مضى في كتاب الحدود
18074 -
وأخبرنا أبو بكر الاردستاني الحافظ أنبأ أبو نصر العراقي ثنا سفيان بن محمد الجوهري ثنا علي بن الحسن ثنا عبد الله بن الوليد ثنا سفيان ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن أبي السرية أن بن عمر رضي الله عنه : سئل عن جارية بين رجلين وقع عليها أحدهما قال هو خائن ليس عليه حد تقوم عليه قيمة وهذا يحتمل أن يريد به تقويم البضع عليه فيرجع إلى المهر غير
18075 -
أن وكيعا رواه عن إسماعيل عن عمير بن نمير وهو اسم أبي السرية فقال سئل بن عمر رضي الله عنه عن جارية كانت بين رجلين فوقع عليها أحدهما قال ليس عليه حد يقوم عليه قيمتها ويأخذها أنبأنيه أبو عبد الله إجازة أنبأ أبو الوليد أنبأ أبو زهير أنبأ عبد الله بن هاشم عن وكيع : فذكره وهذا يحتمل أن يكون فيه إذا حملت منه والله أعلم 101
باب المرأة تسبى مع زوجها قال الشافعي رحمه الله سبى رسول الله صلى الله عليه و سلم سبي أوطاس وسبي بني المصطلق وأسر من رجال هؤلاء وهؤلاء وقسم السبي فأمر أن لا توطأ حامل حتى تضع ولا حائل حتى تحيض ولم يسأل عن ذات زوج ولا غيرها ولا هل سبي زوج مع امرأته ولا غيره 18076 - أخبرناه أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى أنبأ أحمد بن سلمان الفقيه ثنا محمد بن الهيثم ثنا محمد بن سعيد أنبأ شريك عن قيس بن وهب المجالد عن أبي الوداك عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : أصبنا سبايا يوم أوطاس فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا توطأ حامل حتى تضع حملها ولا غير حامل حتى تحيض حيضة
18077 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق حدثني يزيد بن أبي حبيب عن أبي مرزوق مولى تجيب عن حنش الصنعاني قال : غزونا مع أبي رويفع الأنصاري رضي الله عنه المغرب فافتتح قرية فقام خطيبا فقال إني لا أقول فيكم إلا ما سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول فينا يوم خيبر قام فينا عليه السلام فقال لا يحل لامرىء يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسقي ماءه زرع غيره يعني إتيان الحبالى من الفيء ولا يحل لامرىء يؤمن بالله واليوم الآخر أن يصيب امرأة من السبي ثيبا حتى يستبرئها ولا يحل لامرىء يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبيع مغنما حتى يقسم ولا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يركب دابة من فيء المسلمين حتى إذا أعجفها ردها فيه ولا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يلبس ثوبا من فيء المسلمين حتى إذا أخلقه رده كذا قال يونس بن بكير يوم خيبر وإنما هو يوم حنين كذلك رواه غيره عن بن إسحاق وكذلك رواه غير بن إسحاق وقال غيره رويفع بن ثابت وهو الصحيح قال الشافعي رحمه الله ودل ذلك على أن السباء نفسه انقطاع العصمة بين الزوجين وذلك أنه لا يأمر بوطء ذات زوج بعد حيضة إلا وذلك قطع العصمة وقد ذكر بن مسعود أن قول الله عز و جل { والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم } ذوات الأزواج اللآتي ملكتموهن بالسباء قال الشيخ رحمه الله وروينا في كتاب النكاح عن بن عباس نحو قول بن مسعود رضي الله عنه
18078 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم أنبأ أحمد بن سلمة ثنا محمد بن بشار ثنا عبد الأعلى ثنا سعيد عن قتادة عن أبي الخليل أن أبا علقمة الهاشمي حدثه أن أبا سعيد الخدري رضي الله عنه حدثه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث سرية يوم حنين فأصابوا جيشا من العرب يوم أوطاس فقاتلوهم وهزموهم فأصابوا نساء لهن أزواج وكأن أناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم تأثموا من غشيانهن من أجل أزواجهن فأنزل الله عز و جل { والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم } فهن لكم حلال رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن بشار
18079 -
وأخرجه عن عبيد الله القواريري عن يزيد بن زريع عن سعيد بن أبي عروبة : بمعناه زاد فيه أي فهن لهم حلال إذا انقضت عدتهن
18080 -
أخبرناه أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة ثنا يزيد بن زريع ثنا سعيد : فذكره 102
باب وطء السبايا بالملك قبل الخروج من دار الحرب 18081 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو العباس إسماعيل بن عبد الله بن محمد بن ميكال أنبأ عبدان الأهوازي ثنا زيد بن الحريش والحسن بن الحارث قالا ثنا أبو همام يعني محمد بن الزبرقان عن موسى بن عقبة عن محمد بن يحيى بن حبان عن بن محيريز عن أبي سعيد رضي الله عنه قال : أصبنا سبايا في سبي بني المصطلق فأردنا أن نستمتع وأن لا يلدن فسألنا عن ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال لا عليكم أن لا تفعلوا فإن الله قد كتب من هو خالق إلى يوم القيامة رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن الفرج مولى بني هاشم عن محمد بن الزبرقان قال الشافعي رحمه الله وعرس رسول الله صلى الله عليه و سلم بصفية بالصهباء وهي غير بلاد الإسلام يومئذ
18082 -
أخبرناه أبو القاسم زيد بن جعفر بن محمد العلوي بالكوفة من أصل سماعه أنبأ أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم ثنا محمد بن الحسين بن أبي الحنين ثنا سعيد بن منصور ثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن عمرو بن أبي عمرو عن أنس بن مالك رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لأبي طلحة حين أراد الخروج إلى خيبر التمس لي غلاما من غلمانكم يخدمني فخرج بي أبو طلحة مردفي وأنا غلام قد راهقت فكان إذا نزل خدمته فسمعته كثيرا ما يقول اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن وضلع الدين وغلبه الرجال فلما فتح الحصن ذكر له جمال صفية وكانت عروسا وقتل زوجها فاصطفاها رسول الله صلى الله عليه و سلم لنفسه فلما كنا بسد الصهباء حلت فبنى بها رسول الله صلى الله عليه و سلم واتخذ حيسا في نطع صغير وكانت وليمته فرأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يحوي لها بعباءة خلفه ويجلس عند ناقته فيضع ركبته فتجيء صفية فتضع رجلها على ركبته ثم تركب فلما بدا لنا أحد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم هذا جبل يحبنا ونحبه فلما أشرف على المدينة قال اللهم إن إبراهيم حرم مكة اللهم وإني أحرم ما بين لابتيها اللهم بارك لهم في صاعهم ومدهم رواه مسلم في الصحيح عن سعيد بن منصور وأخرجاه عن قتيبة عن يعقوب قال الشافعي رحمه الله وقد غزا رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة المريسيع بامرأة أو امرأتين من نسائه والغزو بالنساء أولى لو كان فيه مكروه أن يتوقى قال الشيخ رحمه الله قد مضت الأحاديث في ذلك في كتاب القسم ومضت أحاديث في غزو النبي صلى الله عليه و سلم بالنساء في هذا الكتاب 103
باب بيع السبي وغيره في دار الحرب 18083 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي بمرو ثنا سعيد بن مسعود ثنا عبيد الله بن موسى أنبأ شيبان عن الأعمش عن مجاهد عن بن عباس رضي الله عنهما قال : نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم خيبر عن أكل لحوم الحمر الأهلية وعن النساء الحبالى أن يوطأن حتى يضعن ما في بطونهن وعن كل ذي ناب من السباع وعن بيع الخمس حتى يقسم وقال في موضع آخر وعن شرى المغنم حتى يقسم
18084 -
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا معاذ بن المثنى ثنا إبراهيم بن حمزة ثنا المغيرة بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد عن بن عباس رضي الله عنهما : أن النبي صلى الله عليه و سلم نهى أن يوقع على الحبالى حتى يضعن حملهن وقال زرع غيرك وعن بيع المغانم قبل أن تقسم وعن أكل الحمر الإنسية وعن كل ذي ناب من السباع دليله أنها إذا قسمت جاز بيعها وقد مضت الدلالة على جواز قسمتها في دار الحرب 104
باب التفريق بين المرأة وولدها 18085 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ عبد الرحمن بن حمدان الجلاب ثنا أبو حاتم الرازي ثنا عبد المؤمن بن خالد الرازي ثنا عبد السلام بن حرب عن يزيد بن عبد الرحمن أبي خالد الدالاني عن الحكم عن ميمون بن أبي شبيب عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه : أنه باع جارية وولدها ففرق بينهما فنهاه رسول الله صلى الله عليه و سلم عن ذلك
18086 -
وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبا محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا إسحاق بن منصور ثنا عبد السلام بن حرب فذكره : بمثل إسناده أنه فرق بين جارية وولدها فنهاه النبي صلى الله عليه و سلم ورد البيع قال أبو داود ميمون لم يدرك عليا رضي الله عنه
18087 -
أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي أنبأ أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم ثنا أحمد بن حازم أنبأ عون بن سلام عن أبي مريم عن الحكم بن عتيبة عن ميمون بن أبي شبيب عن علي رضي الله عنه قال : أصبت جارية من السبي معها بن لها فأردت أن أبيعها وأمسك ابنها فقال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم بعهما جميعا أو أمسكهما جميعا
18088 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عبد الحكم بن أعين المصري ثنا بن وهب أخبرني بن أبي ذئب وأنس بن عياض عن جعفر بن محمد عن أبيه قال بن أبي ذئب عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده : أن أبا أسيد الأنصاري رضي الله عنه قدم بسبي من البحرين فصفوا فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم فنظر إليهم فإذا امرأة تبكي فقال ما يبكيك قالت بيع ابني في عبس فقال النبي صلى الله عليه و سلم لأبي أسيد لتركبن فلتجيئن به كما بعت بالثمن فركب أبو أسيد فجاء به هذا وإن كان فيه إرسال فهو مرسل حسن شاهد لما تقدم
18089 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني يحيى بن عبد الله المعافري عن أبي عبد الرحمن عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : من فرق بين والدة وولدها فرق الله بينه وبين أحبته يوم القيامة وروي ذلك من وجه آخر عن أبي أيوب
18090 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر القاضي وأبو صادق بن أبي الفوارس قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب إجازة ثنا أبو عتبة ثنا بقية ثنا خالد بن حميد عن العلاء بن كثير عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : من فرق بين الولد وأمه فرق الله بينه وبين أحبته يوم القيامة
18091 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني بن أبي ذئب عن حسين بن عبد الله بن ضميرة عن أبيه عن جده ضميرة : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم مر بأم ضميرة وهي تبكي فقال ما يبكيك أجائعة أنت أم عارية أنت فقالت يا رسول الله فرق بيني وبين ابني فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يفرق بين والدة وولدها ثم أرسل إلى الذي عنده ضميرة فدعاه فابتاعه منه ببكرة
18092 -
أخبرنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة أنبأ أبو الفضل محمد بن عبد الله بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا الحسن بن الربيع ثنا عبد الله بن المبارك عن أشعث عن الشعبي : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه استعمل شرحبيل بن السمط على المدائن وأبوه بالشام فكتب إلى عمر رضي الله عنه أنك تأمر أن لا يفرق بين السبايا وبين أولادهن فإنك قد فرقت بيني وبين أبي فكتب إليه فألحقه بأبيه
18093 -
وبإسناده حدثنا عبد الله عن معمر عن أيوب قال : أمر عثمان بن عفان رضي الله عنه أن يشترى له رقيق وقال لا يفرق بين الوالد وولده وروي هذا موصولا
18094 -
أخبرناه أبو عبد الله الحافظ ثنا علي بن حمشاذ أخبرني يزيد بن الهيثم أن إبراهيم بن أبي الليث حدثهم ثنا الأشجعي عن سفيان عن أيوب السختياني عن حميد بن هلال عن حكيم بن عقال قال : نهاني عثمان بن عفان رضي الله عنه أن أفرق بين الوالد وولده في البيع
18095 -
أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبا أحمد بن نجدة ثنا الحسن بن الربيع ثنا عبد الله بن المبارك عن بن أبي ذئب عمن سمع سالم بن عبد الله يحدث عن بن عمر رضي الله عنهما قال : لا يفرق بين الأمة وولدها في القسمة تقع فقال له سالم بن عبد الله وإن لم يعتدل القسم قال عبد الله رضي الله عنه وإن لم يعتدل القسم 105
باب من قال لا يفرق بين الأخوين في البيع 18096 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن الجهم ثنا عبد الوهاب بن عطاء الخفاف أنبأ شعبة عن الحكم بن عتيبة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أن عليا رضي الله عنه قال : أمرني رسول الله صلى الله عليه و سلم أن أبيع غلامين أخوين فبعتهما وفرقت بينهما فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم فقال أدركهما فارتجعهما ولا تبعهما إلا جميعا ولا تفرق بينهما وكذلك رواه يحيى بن أبي طالب وغيره عن عبد الوهاب
18097 -
ورواه الزعفراني عن عبد الوهاب عن سعيد عن الحكم أخبرناه أبو محمد عبد الله بن يوسف أنبا أبو سعيد بن الأعرابي ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا عبد الوهاب بن عطاء الخفاف ثنا سعيد عن الحكم بن عتيبة : فذكره بنحوه إلا أنه قال عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال أمرني كذا وجدته في أصل كتابي عن سعيد ورواه أحمد بن حنبل عن عبد الوهاب عن سعيد عن رجل عن الحكم
18098 -
أخبرناه أبو عبد الله الحافظ أنبا أبو محمد عبد الله بن الخرساني ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد الوهاب عن سعيد عن رجل عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم : نحوه قال بن الخرساني وهو الصواب قال الشيخ وهذا أشبه وسائر أصحاب شعبة لم يذكروه عن شعبة وسائر أصحاب سعيد قد ذكروه عن سعيد هكذا
18099 -
أخبرناه أبو الحسن علي بن محمد المقرئ ثنا الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا محمد بن أبي بكر ثنا بن سواء عن بن أبي عروبة عن رجل عن الحكم بن عتيبة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي رضي الله عنه فذكره : بمثله وقد رواه الحجاج بن أرطاة عن الحكم عن ميمون بن أبي شبيب عن علي رضي الله عنه
18100 -
حدثناه أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا حماد بن سلمة عن الحجاج ح وأخبرنا أبو محمد بن يوسف أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي ثنا الزعفراني ثنا عفان ثنا حماد أنبأ الحجاج عن الحكم عن ميمون بن أبي شبيب عن علي رضي الله عنه قال : وهب لي رسول الله صلى الله عليه و سلم غلامين أخوين فبعت أحدهما فقال النبي صلى الله عليه و سلم ما فعل الغلامان قلت بعت أحدهما قال رده كذا رواه الحجاج والحجاج لا يحتج به وحديث أبي خالد الدالاني عن الحكم أولى أن يكون محفوظا لكثرة شواهده والله أعلم
18101 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو علي الحافظ أنبأ عبد الله بن محمد بن ناجية ثنا عبد الرحمن بن يونس بن السراج ثنا أبو بكر بن عياش عن سليمان التيمي عن طليق بن محمد عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ملعون من فرق كذا قاله أبو بكر بن عياش وقيل عنه عن طلق بن محمد
18102 -
وقد أخبرنا أبو بكر القاضي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن علي ثنا عبيد الله بن موسى ح وأنبأ أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس هو الأصم ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا عبيد الله بن موسى أنبأ إبراهيم بن إسماعيل عن طليق بن عمران عن أبي بردة عن أبي موسى رضي الله عنه قال : لعن رسول الله صلى الله عليه و سلم من فرق بين الوالد وبين ولده وبين الأخ وبين أخيه قال الشيخ إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع هذا لا يحتج به وقد قيل عنه عن صالح بن كيسان عن طليق بن عمران بن حصين عن أبي بردة عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم في الوالد وولده
18103 -
حدثنا أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب أنبأ أبو داود ثنا شيبان عن جابر عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن عبد الله رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا أتي بالسبي أعطى أهل البيت جميعا وكره أن يفرق بينهم
18104 -
وأخبرنا أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا أبو عوانة وشيبان وقيس كلهم عن جابر عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد الله رضي الله عنه قال : أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم بسبي فجعل يعطي أهل البيت كما هم جميعا وكره أن يفرق بينهم جابر هذا هو بن يزيد الجعفي تفرد به بهذين الإسنادين
18105 -
أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا الحسن بن الربيع ثنا عبد الله بن المبارك عن سفيان عن عمرو بن دينار عن عبد الرحمن بن فروخ عن أبيه قال : كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن لا يفرق بين أخوين مملوكين في البيع 106
باب الوقت الذي يجوز فيه التفريق قال الشافعي رحمه الله حين يبلغ الولد سبع سنين أو ثمان سنين وقاس ذلك على وقت التخيير بين الأبوين وما روي عن علي رضي الله عنه في ذلك وقال في رواية حرملة حتى يبلغ قال الشيخ وقد روي فيه حديث ضعيف 18106 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو محمد عبيد الله بن إسحاق الخرساني العدل ببغداد أنبأ أحمد بن الهيثم العسكري ثنا عبد الله بن عمرو بن حسان ثنا سعيد بن عبد العزيز التنوخي قال سمعت مكحولا يقول حدثنا نافع بن محمود بن الربيع عن أبيه أنه سمع عبادة بن الصامت رضي الله عنه يقول : نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يفرق بين الأم وولدها فقيل يا رسول الله إلى متى قال حتى يبلغ الغلام وتحيض الجارية
18107 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث قالا قال أبو الحسن الدارقطني رحمه الله عبد الله بن عمرو هذا هو الواقفي وهو ضعيف الحديث رماه علي بن المديني بالكذب ولم يروه عن سعيد غيره : 107
باب بيع السبي من أهل الشرك 18108 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو العباس أنبا الربيع قال قال الشافعي رحمه الله : سبى رسول الله صلى الله عليه و سلم نساء بني قريظة وذراريهم وباعهم من المشركين فاشترى أبو الشحم اليهودي أهل بيت عجوزا وولدها من النبي صلى الله عليه و سلم وبعث رسول الله صلى الله عليه و سلم بما بقي من السبي أثلاثا ثلثا إلى تهامة وثلثا إلى نجد وثلثا إلى طريق الشام فبيعوا بالخيل والسلاح والإبل والمال
18109 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق في قصة قريظة قال : ثم بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم سعد بن زيد أخا بني عبد الأشهل بسبايا بني قريظة إلى نجد فابتاع لهم بهم خيلا وسلاحا قال الشافعي وكذلك النساء البوالغ قد استوهب رسول الله صلى الله عليه و سلم جارية بالغة من أصحابه ففدى بها رجلين
18110 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا الأسفاطي يعني العباس بن الفضل ثنا أبو الوليد ثنا عكرمة حدثني إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه قال : خرجنا مع أبي بكر رضي الله عنه وأمره علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم فغزونا فزارة فلما دنونا من الماء أمرنا أبو بكر رضي الله عنه فعرسنا فلما صلينا الصبح أمرنا أبو بكر رضي الله عنه فشننا الغارة فنزلنا على الماء قال سلمة فنظرت إلى عنق من الناس فيهم الذرية والنساء فخشيت أن يسبقوني إلى الجبل فأخذت آثارهم فرميت بسهم بينهم وبين الجبل فقاموا فجئت أسوقهم إلى أبي بكر رضي الله عنه وفيهم امرأة من بني فزارة عليها قشع من آدم ومعها ابنة لها من أحسن العرب فنفلني أبو بكر رضي الله عنه ابنتها فما كشفت لها ثوبا حتى قدمت المدينة ولم أكشف لها ثوبا ولقيني رسول الله صلى الله عليه و سلم في السوق فقال يا سلمة هب لي المرأة قلت يا رسول الله لقد أعجبتني وما كشفت لها ثوبا حتى قدمت المدينة فسكت رسول الله صلى الله عليه و سلم وتركني حتى إذا كان من الغد لقيني رسول الله صلى الله عليه و سلم في السوق فقال لي يا سلمة هب لي المرأة لله أبوك قلت يا رسول الله لقد أعجبتني والله ما كشفت لها ثوبا وهي لك يا رسول الله قال فبعث بها إلى أهل مكة ففدى بها رجالا من المسلمين بأيديهم أخرجه مسلم في الصحيح من حديث عمر بن يونس عن عكرمة بن عمار قال الشافعي رحمه الله أرأيت صلة أهل الحرب بالمال وإطعامهم الطعام أليس بأقوى لهم في كثير من الحالات من بيع عبد أو عبدين منهم فقد أذن رسول الله صلى الله عليه و سلم لأسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما فقالت إن أمي أتتني وهي راغبة في عهد قريش أفأصلها قال نعم
18111 -
أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن ثنا أبو العباس هو الأصم أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن أمه أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت : أتتني أمي راغبة في عهد قريش فسألت رسول الله صلى الله عليه و سلم أصلها قال نعم أخرجاه في الصحيح كما مضى قال الشافعي رحمه الله وأذن رسول الله صلى الله عليه و سلم لعمر بن الخطاب رضي الله عنه فكسا ذا قرابة له مشركا بمكة
18112 -
أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه رأى حلة سيراء عند باب المسجد فقال يا رسول الله لو اشتريت هذه فلبستها يوم الجمعة وللوفود إذا قدموا عليك فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إنما يلبس هذه من لا خلاق له في الآخرة ثم جاء رسول الله صلى الله عليه و سلم منها حلل فأعطى عمر بن الخطاب رضي الله عنه منها حلة فقال يا رسول الله كسوتنيها وقد قلت في حلة عطارد ما قلت فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إني لم أكسكها لتلبسها فكساها عمر رضي الله عنه أخا له مشركا بمكة رواه البخاري في الصحيح عن القعنبي ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى عن مالك قال الشافعي قال الله تعالى { ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا }
18113 -
أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو منصور النضروي ثنا أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا عبد الرحمن بن زياد عن شعبة عن عثمان البتي عن الحسن : في قوله { ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا } قال كانوا من أهل الشرك 108
باب الولد تبع لأبويه حتى يعرب عنه اللسان 18114 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبيد الله بن المنادي ثنا يونس بن محمد المؤدب ثنا أبان بن يزيد عن قتادة عن الحسن عن الأسود بن سريع أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث سرية يوم حنين فقاتلوا المشركين فأفضى بهم القتل إلى الذرية فلما جاؤوا قال النبي صلى الله عليه و سلم : ما حملكم على قتل الذرية قالوا يا رسول الله إنما كانوا أولاد المشركين قال وهل خياركم إلا أولاد المشركين والذي نفس محمد بيده ما من نسمة تولد إلا على الفطرة حتى يعرب عنها لسانها قال الشافعي رحمه الله في رواية أبي عبد الرحمن عنه هي الفطرة التي فطر الله عليها الخلق فجعلهم ما لم يفصحوا بالقول لا حكم لهم في أنفسهم إنما الحكم لهم بآبائهم 109
باب الحميل لا يورث إذا عتق حتى تقوم بنسبه بينه من المسلمين قال النبي صلى الله عليه و سلم لو يعطى الناس بدعواهم لادعى ناس دماء رجال وأموالهم ولكن اليمين على المدعى عليه 18115 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن أبي طالب أنبأ يزيد بن هارون أنبأ حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن بن عباس : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان لا يورث الحميل
18116 -
قال وأنبأ يزيد أنبا أشعث بن سوار عن الشعبي : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كتب إلى شريح أن لا يورث الحميل إلا ببينة وإن جاءت به في خرقتها
18117 -
وأخبرنا أبو عبد الله ثنا أبو العباس ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا معاوية بن هشام ثنا سفيان عن مجالد عن الشعبي عن شريح قال : كتب إلي عمر رضي الله عنه لا تورث الحميل إلا ببينة
18118 -
قال وحدثنا سفيان عن بن أبجر عن الشعبي عن شريح : مثله
18119 -
وأخبرنا أبو عبد الله ثنا أبو العباس ثنا يحيى بن أبي طالب أنبأ يزيد أنبأ الحجاج بن أرطأة عن بن شهاب الزهري : أن عثمان بن عفان رضي الله عنه استشار أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم في الحميل فقالوا فيه فقال عثمان ما نرى أن نورث مال الله إلا بالبينات
18120 -
قال وأنبأ الحجاج بن أرطأة عن حبيب بن أبي ثابت أن عثمان رضي الله عنه قال : لا يورث الحميل إلا ببينة وهذه الأسانيد عن عمر وعثمان رضي الله عنهما كلها ضعيفة 110
باب المبارزة قال الشافعي رحمه الله لا بأس بالمبارزة قد بارز يوم بدر عبيدة وحمزة وعلي رضي الله عنهم بأمر النبي صلى الله عليه و سلم 18121 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو عمرو بن أبي جعفر ثنا عبد الله بن محمد ثنا عمرو بن زرارة ثنا هشيم عن أبي هاشم عن أبي مجلز عن قيس بن عباد قال : سمعت أبا ذر رضي الله عنه يقسم قسما أن هذه الآية { هذان خصمان اختصموا في ربهم } نزلت في الذين برزوا يوم بدر حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث رضي الله عنهم وعتبة وشيبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة رواه مسلم في الصحيح عن عمرو بن زرارة
18122 -
ورواه البخاري عن يعقوب الدورقي عن هشيم ورواه الثوري عن أبي هاشم زاد فيه اختصموا يوم بدر وأخبرناه أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي ثنا أحمد بن محمد بن عبد الكريم ثنا بندار ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا سفيان عن أبي هاشم فذكره
18123 -
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا شبابة ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن حارثة عن علي رضي الله عنه : في قصة بدر قال فبرز عتبة وأخوه وابنه الوليد حمية فقال من يبارز فخرج من الأنصار شببة فقال عتبة لا نريد هؤلاء ولكن يبارزنا من بني عمنا من بني عبد المطلب فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم قم يا علي قم يا حمزة قم يا عبيدة بن الحارث فقتل الله عز و جل عتبة وشيبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة وجرح عبيدة بن الحارث فقتلنا منهم سبعين وأسرنا سبعين وذكر الحديث
18124 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق قال حدثني يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير وحدثني الزهري ومحمد بن يحيى بن حبان وعاصم بن عمر بن قتادة وعبد الله بن أبي بكر وغيرهم من علمائنا : فذكروا قصة بدر وفيها ثم خرج عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة فدعوا إلى البراز فخرج إليهم فتية من الأنصار ثلاثة فقالوا ممن أنتم قالوا رهط من الأنصار قالوا ما بنا إليكم حاجة ثم نادى مناديهم يا محمد أخرج إلينا أكفاءنا من قومنا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم قم يا حمزة قم يا علي قم يا عبيدة فلما قاموا ودنوا منهم قالوا ممن أنتم قال حمزة أنا حمزة بن عبد المطلب وقال علي أنا علي بن أبي طالب وقال عبيدة أنا عبيدة بن الحارث فقالوا نعم أكفاء كرام فبارز عبيدة عتبة فاختلفا ضربتين كلاهما أثبت صاحبه وبارز حمزة شيبة فقتله مكانه وبارز علي الوليد فقتله مكانه ثم كرا على عتبة فذففا عليه واحتملا صاحبهما فحازوه إلى الرحل قال الشافعي رحمه الله وبارز محمد بن مسلمة مرحبا يوم خيبر بأمر النبي صلى الله عليه و سلم وبارز يومئذ الزبير بن العوام رضي الله عنه ياسرا
18125 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق حدثني عبد الله بن سهل أحد بني حارثة عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : خرج مرحب اليهودي من حصن خيبر وقد جمع سلاحه وهو يرتجز ويقول من يبارز فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم من لهذا فقال محمد بن مسلمة أنا له يا رسول الله أنا والله الموتور الثائر قتلوا أخي بالأمس قال قم إليه اللهم أعنه عليه فذكر الحديث في كيفية قتالهما قال وضربه محمد بن مسلمة حتى قتله قال بن إسحاق خرج ياسر فبرز له الزبير رضي الله عنه فقالت صفية رضي الله عنها لما خرج إليه الزبير يا رسول الله يقتل ابني فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم بل ابنك يقتله إن شاء الله فخرج الزبير وهو يرتجز ثم التقيا فقتله الزبير قال وكان ذكر أن عليا رضي الله عنه هو قتل ياسرا كذا في هذه الرواية أن محمد بن مسلمة هو قتل مرحبا
18126 -
وقد أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا محمد بن يحيى ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد ثنا عكرمة بن عمار حدثني إياس بن سلمة بن الأكوع قال حدثني أبي قال : قدمنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر الحديث بطوله قال فأرسل رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى علي رضي الله عنه يدعوه وهو أرمد فقال لأعطين الراية اليوم رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله قال فجئت به أقوده قال فبصق رسول الله صلى الله عليه و سلم في عينيه فبرأ فأعطاه الراية قال فبرز مرحب وهو يقول
(
قد علمت خيبر أني مرحب ... شاكي السلاح بطل مجرب )
(
إذا الحروب أقبلت تلهب ) قال فبرز له علي رضي الله عنه هو يقول
(
أنا الذي سمتني أمي حيدره ... كليث غابات كريه المنظره )
(
أوفيهم بالصاع كيل السندره ) فضرب مرحبا ففلق رأسه فقتله وكان الفتح أخرجه مسلم في الصحيح من وجه آخر عن عكرمة بن عمار
18127 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران وأبو عبد الله الحسين بن الحسن الغضائري ببغداد قالا أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن المسيب بن مسلم الأزدي ثنا عبد الله بن بريدة عن أبيه : فذكر القصة في خيبر وذكر خروج مرحب ورجزه وقول علي رضي الله عنه بمعناه إلا أنه قال أكيلهم بالصاع كيل السندره قال فاختلفا ضربتين فبدره علي رضي الله عنه فضربه فقد الحجر والمغفر ورأسه ووقع في الأضراس وأخذ المدينة
18128 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر يحيى بن جعفر بن أبي طالب أنبأ زيد بن الحباب العكلي ثنا الحسين بن واقد عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال لما كان يوم خيبر : فذكر بعض القصة قال ثم دعا باللواء فدعا عليا رضي الله عنه وهو يشتكي عينيه فمسحهما ثم دفع إليه اللواء ففتح له فسمعت عبد الله بن بريدة يقول حدثني أبي أنه كان صاحب مرحب
18129 -
أخبرنا أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ أنبأ الساجي وبدر بن الهيثم القاضي قالا ثنا عبد الله بن حسين الأشقر ثنا أبي عن أبي قابوس عن أبيه عن جده عن علي رضي الله عنه قال : جئت النبي صلى الله عليه و سلم برأس مرحب ورواه صالح بن أحمد عن أبيه عن حسين بن حسن الأشقر بمعناه قال الشافعي رحمه الله بارز يوم الخندق علي بن أبي طالب رضي الله عنه عمرو بن عبد ود
18130 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق قال : خرج يعني يوم الخندق عمرو بن عبد ود فنادي من يبارز فقام علي رضي الله عنه وهو مقنع في الحديد فقال أنا لها يا نبي الله فقال إنه عمرو أجلس ونادى عمرو الا رجل وهو يؤنبهم ويقول أين جنتكم التي تزعمون إنه من قتل منكم دخلها أفلا يبرز إلي رجل فقام علي رضي الله عنه فقال أنا يا رسول الله فقال اجلس ثم نادى الثالثة وذكر شعرا فقام علي فقال يا رسول الله أنا فقال أنه عمرو قال وإن كان عمرو فأذن له رسول الله صلى الله عليه و سلم فمشى إليه حتى أتاه وذكر شعرا فقال له عمرو من أنت قال أنا علي قال بن عبد مناف فقال أنا علي بن أبي طالب فقال غيرك يا بن أخي من أعمامك من هو أسن منك فإني أكره أن أهريق دمك فقال علي رضي الله عنه لكني والله ما أكره أن أهريق دمك فغضب فنزل وسل سيفه كأنه شعلة نار ثم أقبل نحو علي رضي الله عنه مغضبا واستقبله علي رضي الله عنه بدرقته فضربه عمرو في الدرقة فقدها وأثبت فيها السيف وأصاب رأسه فشجه وضربه علي رضي الله عنه على حبل العاتق فسقط وثار العجاج وسمع رسول الله صلى الله عليه و سلم التكبير فعرف أن عليا رضي الله عنه قد قتله 111
باب ما جاء في نقل الرؤوس 18131 - أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الفضل محمد بن عبد الله بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا الحسن بن الربيع ثنا عبد الله بن المبارك عن سعيد بن يزيد عن أبي شجاع عن يزيد بن أبي حبيب عن علي بن رباح عن عقبة بن عامر الجهني : أن عمرو بن العاص وشرحبيل بن حسنة بعثا عقبة بريدا إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه برأس يناق بطريق الشام فلما قدم على أبي بكر رضي الله عنه أنكر ذلك فقال له عقبة يا خليفة رسول الله صلى الله عليه و سلم فإنهم يصنعون ذلك بنا قال أفاستنان بفارس والروم لا يحمل إلي رأس فإنما يكفي الكتاب والخبر
18132 -
وأخبرنا أبو نصر أنبأ أبو الفضل أنبأ أحمد ثنا الحسن ثنا عبد الله عن بن لهيعة حدثني الحارث بن يزيد عن علي بن رباح قال سمعت معاوية بن خديج يقول : هاجرنا على عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه فبينا نحن عنده إذ طلع المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إنه قدم علينا برأس يناق البطريق ولم تكن لنا به حاجة إنما هذه سنة العجم
18133 -
قال وحدثنا عبد الله بن المبارك عن معمر عن عبد الكريم الجزري أنه حدثه : أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه أتي برأس فقال بغيتم قال وحدثنا عبد الله عن معمر حدثني صاحب لنا عن الزهري قال لم يحمل إلى النبي صلى الله عليه و سلم رأس إلى المدينة قط ولا يوم بدر وحمل إلى أبي بكر رضي الله عنه رأس فكره ذلك قال وأول من حملت إليه الرؤوس عبد الله بن الزبير
18134 -
قال الشيخ والذي روى أبو داود في المراسيل عن عبد الله بن الجراح عن حماد بن أسامة عن بشير بن عقبة عن أبي نضرة قال : لقي النبي صلى الله عليه و سلم العدو فقال من جاء برأس فله على الله ما تمنى فجاءه رجلان برأس فاختصما فيه فقضى به لأحدهما أخبرناه أبو بكر بن محمد أنبأ أبو الحسين الفسوي ثنا أبو علي اللؤلؤي ثنا أبو داود فذكره فهذا حديث منقطع وفيه إن ثبت تحريض على قتل العدو وليس فيه نقل الرأس من بلاد الشرك إلى بلاد الإسلام 112
باب لا تباع جيفة مشرك 18135 - أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا محمد بن كثير العبدي أنبأ سفيان عن بن أبي ليلى عن الحكم عن مقسم عن بن عباس رضي الله عنهما : أن المسلمين أصابوا رجلا من عظماء المشركين فقتلوه فسألوهم أن يشتروه فنهاهم النبي صلى الله عليه و سلم أن يبيعوا جيفة مشرك
18136 -
وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ أبو سهل بن زياد القطان ثنا إسحاق بن الحسن الحربي ثنا عفان ثنا حماد بن سلمة أنبأ حجاج عن الحكم عن مقسم عن بن عباس رضي الله عنهما : أن رجلا من المشركين قتل يوم الأحزاب فبعث المشركون إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن ابعث إلينا بجسده ونعطيك اثني عشر ألفا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا خير في جسده ولا في ثمنه 113
باب السواد 18137 - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع بن سليمان قال قال الشافعي رحمه الله ولا أعرف ما أقول في أرض السواد إلا ظنا مقرونا إلى علم وذلك أني وجدت أصح حديث يرويه الكوفيون عندهم في السواد ليس فيه بيان ووجدت أحاديث من أحاديثهم تخالفه منها أنهم يقولون السواد صلح ويقولون السواد عنوة ويقولون بعض السواد صلح وبعضه عنوة :
18138 -
أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن آدم ثنا أبو زبيد عن أشعث عن بن سيرين قال : السواد منه صلح ومنه عنوة فما كان منه عنوة فهو للمسلمين وما كان منه صلح فلهم أموالهم
18139 -
وبإسناده قال يحيى عن الحسن بن صالح عن منصور عن عبيد أبي الحسن المزني عن عبد الله بن معقل قال : لا تباع أرض دون الجبل إلا أرض بني صلوبا وأرض الحيرة فإن لهم عهدا قال الحسن بن صالح كنا نسمع أن ما دون الجبل مما وراءه صلح
18140 -
قال وحدثنا يحيى ثنا شريك عن الحجاج عن الحكم عن بن معقل قال ليس لأهل السواد عهد إلا أرض الحيرة وأليس وبانقيا قال شريك : إن أهل بانقيا كانوا دلوا جرير بن عبد الله على مخاضة وأهل أليس كانوا أنزلوا أبا عبيدة ودلوه على شيء قال يحيى أظنه يعني عورة للعدو
18141 -
قال وحدثنا يحيى ثنا حسن بن صالح عن أشعث عن الشعبي قال : صالح خالد بن الوليد أهل الحيرة وأهل عين التمر قال وكتب بذلك إلى أبي بكر رضي الله عنه فأجازه قال يحيى قلت للحسن بن صالح فأهل عين التمر مثل أهل الحيرة إنما هو شيء عليهم وليس على أرضهم شيء قال نعم
18142 -
حدثنا يحيى ثنا الحسن بن صالح عن الأسود بن قيس عن أبيه قال : انتهينا إلى أهل الحيرة فصالحناهم على ألف درهم ورحل قال قلت لأبي ما صنعتم بذلك الرحل قال صاحب لنا لم يكن له رحل كذا في كتابي ألف درهم وقال غيره سبعين ألف درهم
18143 -
حدثنا يحيى ثنا عبد الرحيم عن أشعث عن الحكم قال : كانوا يرخصون أن يشتروا من أرض الحيرة من أجل أنهم صلح
18144 -
حدثنا يحيى عن حسن بن صالح عن مجالد بن سعيد قال : أهل الحيرة إنما صولحوا على ما لم يقتسموه بينهم وليس على رؤوس الرجال شيء
18145 -
حدثنا يحيى ثنا حسن بن صالح عن جابر عن الشعبي قال : لأهل الأنبار عهد أو قال عقد
18146 -
حدثنا يحيى ثنا إسرائيل عن جابر عن عامر قال : ليس لأهل السواد عهد إنما نزلوا على حكم
18147 -
قال وحدثنا الصلت بن عبد الرحمن الزبيدي عن محمد بن قيس الأسدي عن الشعبي أنه سئل في زمن عمر بن عبد العزيز عن : أهل السواد ألهم عهد قال لم يكن لهم عهد فلما رضي منهم بالخراج صار لهم العهد
18148 -
حدثنا يحيى ثنا حسن بن صالح عن بن أبي ليلى قال ورد إليهم عمر بن الخطاب أرضهم وصالحهم على الخراج :
18149 -
أخبرنا أبو سعيد ثنا أبو العباس ثنا الحسن ثنا يحيى ثنا بن المبارك عن بن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب قال : كتب عمر إلى سعد رضي الله عنهما حين افتتح العراق أما بعد فقد بلغني كتابك تذكر أن الناس سألوك أن تقسم بينهم مغانمهم وما أفاء الله عليهم فإذا جاءك كتابي هذا فانظر ما أجلب الناس عليك إلى العسكر من كراع أو مال فاقسمه بين من حضر من المسلمين واترك الأرضين والأنهار لعمالها فيكون ذلك في أعطيات المسلمين فإنك إن قسمتها بين من حضر لم يكن لمن بقي بعدهم شيء
18150 -
حدثنا يحيى ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب عن عمر رضي الله عنه : أنه أراد أن يقسم أهل السواد بين المسلمين وأمر بهم ان يحصوا فوجدوا الرجل المسلم يصيبه ثلاثة من الفلاحين يعني العلوج فشاور أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم في ذلك فقال علي رضي الله عنه دعهم يكونون مادة للمسلمين فبعث عثمان بن حنيف فوضع عليهم ثمانية وأربعين وأربعة وعشرين واثني عشر
18151 -
حدثنا يحيى ثنا عبد الله بن المبارك عن عبد الله بن الوليد بن عبد الله بن معقل حدثني عبد الملك بن أبي حرة عن أبيه قال : أصفى عمر بن الخطاب رضي الله عنه من هذا السواد عشرة أصناف أصفى أرض من قتل في الحرب ومن هرب من المسلمين يعني إليهم وكل أرض لكسرى وكل أرض كانت لأحد من أهله وكل مغيض ماء وكل دير بريد قال ونسيت أربعا قال وكان خراج من أصفى سبعة آلاف ألف فلما كانت الجماجم أحرق الناس الديوان وأخذ كل قوم ما يليهم
18152 -
حدثنا يحيى ثنا قيس بن الربيع عن رجل من بني أسد عن أبيه قال : أصفى حذيفة أرض كسرى وأرض آل كسرى ومن كان كسرى أصفى أرضه وأرض من قتل ومن هرب والآجام ومغيض الماء
18153 -
حدثنا يحيى ثنا قيس بن الربيع عن حبيب بن أبي ثابت عن ثعلبة الحماني قال : دخلنا على علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالرحبة فقال لولا أن يضرب بعضكم وجوه بعض لقسمت السواد بينكم
18154 -
حدثنا يحيى ثنا عمرو بن أبي المقدام عن حبيب بن أبي ثابت عن ثعلبة بن يزيد الحماني عن علي رضي الله عنه : نحوه
18155 -
حدثنا يحيى عن قران الأسدي عن أبي سنان الشيباني عن عبيدة عن علي رضي الله عنه قال : لقد هممت أن أقسم السواد ينزل أحدكم القرية فيقول قريتي لتكفوني أو قال لتدعوني أو لأقسمنه
18156 -
أخبرنا أبو سعيد ثنا أبو العباس أنبا الربيع قال قال الشافعي ويقولون إن جرير بن عبد الله البجلي وهذا أثبت حديث عندهم فيه :
18157 -
أخبرناه الثقة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله قال : كانت بجيلة ربع الناس فقسم لهم ربع السواد فاستغلوه ثلاثا أو أربع سنين انا شككت ثم قدمت على عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومعي فلانة بنت فلان امرأة منهم قد سماها لا يحضرني ذكر اسمها فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لولا أني قاسم مسؤول لتركتكم على ما قسم لكم ولكن أرى أن تردوا على الناس قال الشافعي فكان في حديثه وعاضني من حقي فيه نيفا وثمانين وكان في حديثه فقالت فلانة شهد أبي القادسية وثبت سهمه ولا أسلمه حتى تعطيني كذا وتعطيني كذا فأعطاها إياه ورواه سفيان بن عيينة عن إسماعيل فذكر قصة جرير ورواه هشيم عن إسماعيل فذكرها وذكر قصة المرأة وذكر أنها أم كرز وذكر أنها قالت وإني لست أسلم حتى تحملني على ناقة ذلول وعليها قطيفة حمراء وتملأ كفي ذهبا ففعل ذلك وكانت الدنانير نحوا من ثمانين دينارا
18158 -
أخبرناه أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن قتادة أنبأ أبو الفضل محمد بن عبد الله بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا الحسن بن الربيع ثنا عبد الله بن المبارك عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال : لما وفد جرير بن عبد الله إلى عمر وعمار بن ياسر وناس من المسلمين فقال عمر رضي الله عنه لجرير يا جرير والله لو ما أني قاسم مسؤول لكنتم على ما قسم لكم ولكني أرى أن أرده على المسلمين فرده وكان جعل ربع السواد لبجيلة فأخذوا الخراج ثلاث سنين فرده وأعطاه ثمانين دينارا
18159 -
أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن آدم ثنا بن أبي زائدة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال : كنا ربع الناس يوم القادسية فأعطانا عمر رضي الله عنه ربع السواد فأخذناه ثلاث سنين ثم وفد جرير إلى عمر رضي الله عنه بعد ذلك فقال أما والله لولا أني قاسم مسؤول لكنتم على ما قسم لكم فأرى أن ترده على المسلمين ففعل وأجازه بثمانين دينارا
18160 -
وأخبرنا أبو سعيد ثنا أبو العباس ثنا الحسن ثنا يحيى ثنا عبد السلام بن حرب عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال : أعطى عمر رضي الله عنه جريرا وقومه ربع السواد فأخذه سنتين أو ثلاثا ثم أن جريرا وفد إلى عمر مع عمار رضي الله عنهم فقال له عمر رضي الله عنه يا جرير لولا أني قاسم مسؤول لكنتم على ما كنتم عليه ولكن أرى أن ترده على المسلمين فرده عليهم وأعطاه عمر رضي الله عنه ثمانين دينارا
18161 -
وأخبرنا أبو سعيد ثنا أبو العباس ثنا الحسن ثنا يحيى ثنا بن المبارك عن حماد بن سلمة عن داود بن أبي هند عن الشعبي قال قال عمر رضي الله عنه لجرير : هل لك أن تأتي العراق ولك الربع أو الثلث بعد الخمس من كل أرض وشيء هذا منقطع والذي قبله موصول وليس في الآثار التي رويناها ولم نردها في سواد العراق أصح منه كما قال الشافعي رحمه الله أخبرنا أبو سعيد ثنا أبو العباس أنبأ الربيع قال قال الشافعي وفي هذا الحديث دلالة إذ أعطى جريرا البجلي عوضا من سهمه والمرأة عوضا من سهم أبيها أنه استطاب أنفس الذين أوجفوا عليه فتركوا حقوقهم منه فجعله وقفا للمسلمين وهذا حلال للإمام لو افتتح اليوم أرض عنوة فأحصى من افتتحها وطابوا أنفسا عن حقوقهم منها أن يجعلها الإمام وقفا وحقوقهم منها الأربعة الأخماس ويوفى أهل الخمس حقهم إلا أن يدع البالغون منهم حقوقهم فيكون ذلك له والحكم في الأرض كالحكم في المال وقد سبى النبي صلى الله عليه و سلم هوازن وقسم أربعة الأخماس بين الموجفين ثم جاءته وفود هوازن مسلمين فسألوه أن يمن عليهم بأن يرد عليهم ما أخذ منهم فخيرهم بين الأموال والسبي فقالوا خيرتنا بين أحسابنا وأموالنا فنختار أحسابنا فترك لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم حقه وحق أهل بيته وسمع بذلك المهاجرون فتركوا له حقوقهم وسمع بذلك الأنصار فتركوا له حقوقهم وبقي قوم من المهاجرين الآخرين والفتحيين فأمر فعرف على كل عشرة واحد ثم قال ائتوني بطيب أنفس من بقي فمن كره فله علي كذا وكذا من الإبل إلى وقت ذكره فجاؤوا بطيب أنفسهم إلا الأقرع بن حابس وعيينة بن بدر فإنهما أبيا ليعيرا هوازن فلم يكرههما رسول الله صلى الله عليه و سلم على ذلك حتى كانا هما تركا بعد أن خدع عيينة عن حقه وسلم لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم حق من طاب نفسه عن حقه وقال الشافعي وهذا أولى الأمور بعمر بن الخطاب رضي الله عنه عندنا في السواد وفتوحه أن كانت عنوة وهذا الذي ذكره الشافعي من أمر هوازن قد مضى في حديث المسور بن مخرمة وفي رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده
18162 -
أخبرنا أبو منصور أحمد بن علي الدامغاني ببيهق أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أنبأ أبو أحمد هارون بن يوسف القطيعي ثنا بن أبي عمر ثنا سفيان عن بن أبي خالد عن قيس عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه و سلم : مثلت لي الحيرة كأنياب الكلاب وإنكم ستفتحونها فقام رجل فقال يا رسول الله هب لي ابنة بقيلة قال هي لك فأعطوه إياها فجاء أبوها فقال أتبيعها قال نعم قال بكم قال احكم ما شئت قال ألف درهم قال قد أخذتها قالوا له لو قلت ثلاثين ألف لأخذها قال وهل عدد أكثر من ألف تفرد به بن أبي عمر عن سفيان هكذا وقال غيره عنه عن علي بن زيد بن جدعان والمشهور هذا الحديث عن خريم بن أوس وهو الذي جعل له رسول الله صلى الله عليه و سلم هذه المرأة وقد روينا في كتاب دلائل النبوة في آخر غزوة تبوك 114
باب قدر الخراج الذي وضع على السواد 18163 - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا أحمد بن عبيد الله النرسي ثنا روح ثنا بن أبي عروبة عن قتادة عن لاحق بن حميد قال : لما بعث عمر بن الخطاب رضي الله عنه عمار بن ياسر وعبد الله بن مسعود وعثمان بن حنيف رضي الله عنهم إلى الكوفة وبعث عمار بن ياسر على الصلاة وعلى الجيوش وبعث بن مسعود على القضاء وعلى بيت المال وبعث عثمان بن حنيف على مساحة الأرض وجعل بينهم كل يوم شاة شطرها وسواقطها لعمار بن ياسر والنصف بين هذين ثم قال أنزلتكم وإياي من هذا المال كمنزلة والي مال اليتيم من كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف وما أرى قرية يؤخذ منها كل يوم شاة إلا كان ذلك سريعا في خرابها قال فوضع عثمان بن حنيف على جريب الكرم عشرة دراهم وعلى جريب النخل أظنه قال ثمانية وعلى جريب القصب ستة دراهم وعلى جريب البر أربعة دراهم وعلى جريب الشعير درهمين وعلى رؤوسهم عن كل رجل أربعة وعشرين كل سنة وعطل من ذلك من النساء والصبيان وفيما يختلف به من تجاراتهم نصف العشر قال ثم كتب بذلك إلى عمر رضي الله عنه فأجاز ذلك ورضي به وقيل لعمر رضي الله عنه كيف نأخذ من تجار الحرب إذا قدموا علينا فقال عمر رضي الله عنه كيف يأخذون منكم إذا أتيتم بلادهم قالوا العشر قال فكذلك خذوا منهم ورواه يزيد بن زريع عن سعيد بن أبي عروبة وقال وعلى جريب النخل ثمانية وعلى جريب القصب ستة لم يشك
18164 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا سعدان بن نصر ثنا وكيع عن بن أبي ليلى عن الحكم : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعث عثمان بن حنيف فمسح السواد فوضع على كل جريب عامر أو غامر حيث يناله الماء قفيزا أو درهما قال وكيع يعني الحنطة والشعير وضع على كل جريب الكرم عشرة دراهم وعلى جريب الرطاب خمسة دراهم
18165 -
قال وحدثنا وكيع عن علي بن صالح عن أبان بن تغلب عن رجل عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه : أنه وضع على النخل على الدفلتين درهما وعلى الفارسية درهما
18166 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن آدم ثنا زهير بن معاوية عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : منعت العراق درهمها وقفيزها ومنعت الشام مديها ودينارها ومنعت مصر إردبها ودينارها وعدتم من حيث بدأتم وعدتم من حيث بدأتم وعدتم من حيث بدأتم شهد على ذلك لحم أبي هريرة ودمه قال يحيى يريد من هذا الحديث أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ذكر القفيز والدرهم قبل أن يضعه عمر رضي الله عنه على الأرض رواه مسلم في الصحيح عن عبيد بن يعيش وإسحاق بن راهويه عن يحيى بن آدم 115
باب من رأى قسمة الأراضي المغنومة ومن لم يرها 18167 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق أنبا معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق الفزاري عن مالك بن أنس قال حدثني ثور قال حدثني سالم مولى بن مطيع أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول : افتتحنا خيبر فلم نغنم ذهبا ولا فضة إنما غنمنا الإبل والبقر والمتاع والحوائط ثم انصرفنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى وادي القرى ومعه عبد له يقال له مدعم وهبه له أحد بني الضباب فبينما هو يحط رحل رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ جاءه سهم عائر حتى أصاب ذلك العبد فقال الناس هنيئا له الشهادة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم والذي نفسي بيده إن الشملة التي أصابها يوم خيبر من المغانم لم يصبها المقاسم لتشتعل عليه نارا فجاء رجل حين سمع ذلك من النبي صلى الله عليه و سلم بشراك أو بشراكين فقال هذا شيء كنت أصبته فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم شراك أو شراكان من نار رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن محمد عن معاوية بن عمرو
18168 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا عبد الواحد بن غياث ثنا حماد بن سلمة أنبأ عبيد الله بن عمر فيما يحسب أبو سلمة عن نافع عن بن عمر رضي الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قاتل أهل خيبر حتى الجأهم إلى قصرهم فغلب على الأرض والزرع والنخل فصالحوه على أن يجلو منها ولهم ما حملت ركابهم ولرسول الله صلى الله عليه و سلم الصفراء والبيضاء ويخرجون منها واشترط عليهم أن لا يكتموا ولا يغيبوا شيئا فإن فعلوا فلا ذمة لهم ولا عهد فغيبوا مسكا فيه مال وحلي لحيي بن أخطب كان احتمله معه إلى خيبر حين أجليت النضير فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لعم حيي ما فعل مسك حيي الذي جاء به من النضير فقال أذهبته النفقات والحروب فقال العهد قريب والمال أكثر من ذلك فدفعه رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى الزبير فمسه بعذاب وقد كان حيي قبل ذلك دخل خربة فقال قد رأيت حييا يطوف في خربة ههنا فذهبوا وطافوا فوجدوا المسك في الخربة فقتل رسول الله صلى الله عليه و سلم ابني حقيق وأحدهما زوج صفية بنت حيي بن أخطب وسبى رسول الله صلى الله عليه و سلم نساءهم وذراريهم وقسم أموالهم بالنكث الذي نكثوا وأراد أن يجليهم منها فقالوا يا محمد دعنا نكون في هذه الأرض نصلحها ونقوم عليها ولم يكن لرسول الله صلى الله عليه و سلم ولا لأصحابه غلمان يقومون عليها وكانوا لا يفرغون أن يقوموا عليها فأعطاهم خيبر على أن لهم الشطر من كل زرع ونخل وشيء ما بدا لرسول الله صلى الله عليه و سلم وكان عبد الله بن رواحة يأتيهم كل عام فيخرصها عليهم ثم يضمنهم الشطر فشكوا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم شدة خرصه وأرادوا أن يرشوه قال يا أعداء الله تطعموني السحت والله لقد جئتكم من عند أحب الناس إلي ولأنتم أبغض إلي من عدتكم من القردة والخنازير ولا يحملني بغضي إياكم وحبي إياه على أن لا أعدل بينكم فقالوا بهذا قامت السماوات والأرض قال ورأى رسول الله صلى الله عليه و سلم بعين صفية خضرة فقال يا صفية ما هذه الخضرة فقالت كان رأسي في حجر بن حقيق وأنا نائمة فرأيت كأن قمرا وقع في حجري فأخبرته بذلك فلطمني وقال تمنين ملك يثرب قالت وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم من أبغض الناس إلي قتل زوجي وأبي فما زال يعتذر إلي ويقول إن أباك ألب علي العرب وفعل وفعل حتى ذهب ذلك من نفسي وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يعطي كل امرأة من نسائه ثمانين وسقا من تمر كل عام وعشرين وسقا من شعير فلما كان زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه غشوا المسلمين وألقوا بن عمر من فوق بيت ففدعوا يديه فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه من كان له سهم من خيبر فليحضر حتى نقسمها بينهم فقسمها بينهم فقال رئيسهم لا تخرجنا دعنا نكون فيها كما أقرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبو بكر رضي الله عنه فقال عمر رضي الله عنه لرئيسهم أتراه سقط عني قول رسول الله صلى الله عليه و سلم كيف بك إذا رقصت بك راحلتك نحو الشام يوما ثم يوما ثم يوما وقسمها عمر رضي الله عنه بين من كان شهد خيبر من أهل الحديبية
18169 -
أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس هو الأصم ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن آدم ثنا أبو شهاب عن يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار أنه سمع نفرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم قالوا : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم حين ظهر على خيبر فقسمها رسول الله صلى الله عليه و سلم على ستة وثلاثين سهما جمع كل سهم مائة سهم فكان النصف سهاما للمسلمين وسهم رسول الله صلى الله عليه و سلم وعزل النصف لما ينوبه من الأمور والنوائب قال الشيخ وهذا لأنه افتتح بعض خيبر عنوة وبعضها صلحا فما قسم بينهم هو ما افتتحه عنوة وما تركه لنوائبه هو ما أفاء الله على رسوله لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب
18170 -
أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا محمد بن يحيى بن فارس ثنا عبد الله بن محمد عن جويرية عن مالك عن الزهري أن سعيد بن المسيب أخبره : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم افتتح بعض خيبر عنوة
18171 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن مالك عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر رضي الله عنه قال : لولا آخر المسلمين ما افتتحت قرية إلا قسمتها كما قسم رسول الله صلى الله عليه و سلم خيبر رواه البخاري في الصحيح عن صدقة عن عبد الرحمن بن مهدي
18172 -
وأخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أنبأ هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه قال سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : لولا أني أترك الناس ببانا لا شيء لهم ما فتحت قرية إلا قسمتها كما قسم رسول الله صلى الله عليه و سلم خيبر قال الشيخ وهذا عندنا والله أعلم على أنه كان يستطيب قلوبهم ثم يقفها للمسلمين نظرا لهم
18173 -
وقد أخبرنا أبو نصر بن قتادة ثنا أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا الحسن بن الربيع ثنا عبد الله بن المبارك عن جرير بن حازم قال سمعت نافعا مولى بن عمر يقول : أصاب الناس فتح بالشام فيهم بلال وأظنه ذكر معاذ بن جبل رضي الله عنهما فكتبوا إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن هذا الفيء الذي أصبنا لك خمسه ولنا ما بقي ليس لأحد منه شيء كما صنع النبي صلى الله عليه و سلم بخيبر فكتب عمر رضي الله عنه انه ليس على ما قلتم ولكني أقفها للمسلمين فراجعوه الكتاب وراجعهم يأبون ويأبى فلما أبوا قام عمر رضي الله عنه فدعا عليهم فقال اللهم اكفني بلالا وأصحاب بلال قال فما حال الحول عليهم حتى ما توا جميعا قال الشيخ رحمه الله قوله رضي الله عنه انه ليس على ما قلتم ليس يريد به إنكار ما احتجوا به من قسمة خيبر فقد رويناه عن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم ويشبه أن يريد به ليست المصلحة فيما قلتم وإنما المصلحة في أن أقفها للمسلمين وجعل يأبى قسمتها لما كان يرجو من تطييبهم ذلك وجعلوا يأبون لما كان لهم من الحق فلما أبوا لم يبرم عليهم الحكم بإخراجها من أيديهم ووقفها ولكن دعا عليهم حيث خالفوه فيما رأى من المصلحة وهم لو وافقوه وافقه افناء الناس واتباعهم والحديث مرسل والله أعلم وقد روينا في كتاب القسم في فتح مصر أنه رأى ذلك ورأى الزبير بن العوام رضي الله عنه قسمتها كما قسم رسول الله صلى الله عليه و سلم خيبر
18174 -
أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا قراد أبو نوح ثنا المرجا بن رجاء عن أبي سلمة عن قتادة عن أبي رافع عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : أيما قرية افتتحها الله ورسوله فهي لله ولرسوله وأيما قرية افتتحها المسلمون عنوة فخمسها لله ولرسوله وبقيتها لمن قاتل عليها قال أبو الفضل الدوري أبو سلمة هذا هو عندي صاحب الطعام أو حماد بن سلمة قال الشيخ وقد رويناه في كتاب القسم من حديث همام بن منبه عن أبي هريرة رضي الله عنه بمعناه 116
باب الأرض إذا كانت صلحا رقابها لأهلها وعليها خراج يؤدونه فأخذها منهم مسلم بكراء قال الشافعي رحمه الله لا بأس كما يستأجر منهم إبلهم وبيوتهم ورقيقهم وما دفع إليهم أو إلى السلطان بوكالتهم فليس بصغار عليه إنما هو دين عليه يؤديه قال الشافعي والحديث الذي يروى عن النبي صلى الله عليه و سلم لا ينبغي لمسلم أن يؤدي خراجا ولا لمشرك أن يدخل المسجد الحرام إنما هو خراج الجزية قال الشافعي رحمه الله وقد اتخذ أرض الخراج قوم من أهل الورع والدين وكرهه قوم احتياطا قال الشيخ أما الكراهية ففيما 18175 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا هارون بن محمد بن بكار بن بلال أنبأ محمد بن عيسى بن سميع ثنا زيد بن واقد حدثني أبو عبد الله عن معاذ رضي الله عنه أنه قال : من عقد الجزية في عنقه فقد بريء مما عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم
18176 -
وأخبرنا أبو علي أنبأ أبو بكر ثنا أبو داود ثنا حيوة بن شريح الحضرمي ثنا بقية حدثني عمارة بن أبي الشعثاء حدثني سنان بن قيس حدثني شبيب بن نعيم حدثني يزيد بن خمير حدثني أبو الدرداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من أخذ أرضا بجزيتها فقد استقال هجرته ومن نزع صغار كافر من عنقه فجعله في عنقه فقد ولى الإسلام ظهره قال سنان فسمع مني خالد بن معدان هذا الحديث فقال لي أشبيب حدثك قلت نعم قال فإذا قدمت فسله فليكتب إلي بالحديث قال فكتب له فلما قدمت سألني بن معدان القرطاس فأعطيته فلما قرأه ترك ما في يديه من الأرض حين سمع ذلك قال أبو داود هذا يزيد بن خمير اليزني ليس هو صاحب شعبة قال الشيخ رحمه الله هذان الحديثان إسنادهما إسناد شامي والبخاري ومسلم لم يحتجا بمثلهما والله أعلم
18177 -
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو الوليد وحجاج قالا ثنا شعبة عن حبيب هو بن أبي ثابت قال سمعت بن عباس رضي الله عنهما وسأله رجل فقال : إني أكون بالسواد فأتقبل ولا أريد أن أزداد إنما أريد أن أدفع عن نفسي فقرأ هذه الآية { قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر } إلى { حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون } لا تنزع الصغار من أعناقهم فتجعله في عنقك
18178 -
أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني عبد الله بن عمر عن نافع أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كان : إذا سئل عن الرجل من أهل الإسلام يأخذ الأرض من أهل الذمة بما عليها من الخراج يقول لا يحل لمسلم أو لا ينبغي لمسلم أن يكتب على نفسه الذل والصغار
18179 -
أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن آدم ثنا بن المبارك عن جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران عن بن عمر رضي الله عنهما قال : ما يسرني أن الأرض كلها لي بجزية خمسة دراهم أقر فيها بالصغار على نفسي
18180 -
وأخبرنا أبو سعيد ثنا أبو العباس ثنا الحسن ثنا يحيى ثنا سفيان بن سعيد عن جابر عن القاسم عن عبد الله هو بن مسعود قال : من أقر بالطسق فقد أقر بالصغار 117
باب من كره شراء أرض الخراج 18181 - أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ أبو الحسن محمد بن محمد بن الحسن الكارزي ثنا علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد ثنا يحيى بن سعيد عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن سفيان العقيلي عن أبي عياض عن عمر رضي الله عنه قال : لا تشتروا رقيق أهل الذمة فإنهم أهل خراج يؤدي بعضهم عن بعض وأرضيهم فلا تبتاعوها ولا يقرن أحدكم بالصغار بعد إذ نجاه الله منه قال أبو عبيد أراد فيما نرى أنه إذا كانت له مماليك وأرض وأموال ظاهرة كانت أكثر لجزيته وكانت سنة عمر رضي الله عنه فيهم إنما كانت يضع الجزية على قدر اليسار والعسر فلهذا كره أن يشترى رقيقهم وأما شراء الأرض فإنه ذهب فيه إلى الخراج كره أن يكون ذلك على المسلمين ألا تراه يقول ولا يقرن أحدكم بالصغار بعد إذ نجاه الله منه قال أبو عبيد وقد رخص في ذلك بعد عمر رجال من أكابر أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم منهم عبد الله بن مسعود وكانت له أرض براذان وخباب بن الأرت وغيرهما
18182 -
أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس هو الأصم ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن آدم ثنا عبيد عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن علي رضي الله عنه أنه : كان يكره أن يشتري من أرض الخراج شيئا ويقول عليها خراج المسلمين
18183 -
أخبرنا أبو سعيد ثنا أبو العباس ثنا الحسن ثنا يحيى بن آدم ثنا زهير بن معاوية عن كليب بن وائل قال : قلت لابن عمر أشتريت أرضا قال الشراء حسن قال قلت فإني أعطي من كل جريب أرض درهما وقفيزا من طعام قال ولا تجعل في عنقك صغارا 118
باب من رخص في شراء أرض الخراج 18184 - أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا سعدان بن نصر ثنا أبو معاوية عن الحجاج عن القاسم بن عبد الرحمن قال : اشترى عبد الله أرضا من أرض الخراج قال فقال له صاحبها يعني دهقانها أنا أكفيك إعطاء خراجها والقيام عليها
18185 -
أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم ثنا الحسن بن علي ثنا يحيى بن آدم ثنا حفص عن مجالد عن الشعبي قال : اشترى عبد الله أرض الخراج من دهقان وعلى أن يكفيه خراجها
18186 -
أخبرنا أبو سعيد ثنا أبو العباس ثنا الحسن ثنا يحيى حدثني حسن بن صالح عن بن أبي ليلى قال : اشترى الحسن بن علي رضي الله عنهما ملحة أو ملحا واشترى الحسين بن علي رضي الله عنه بريدين من أرض الخراج وقال قد رد إليهم عمر رضي الله عنه أرضهم وصالحهم على الخراج الذي وضعه عليهم
18187 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد قال سمعت يحيى بن معين ثنا عباد بن العوام عن الحجاج عن عبد الله بن حسن : أن الحسن والحسين رضي الله عنهما اشتريا قطعة من أرض الخراج
18188 -
قال وحدثنا يحيى ثنا عباد عن حجاج قال : بلغنا أن حذيفة رضي الله عنه اشترى قطعة من أرض الخراج
18189 -
أخبرنا أبو سعيد ثنا أبو العباس ثنا الحسن بن علي ثنا يحيى بن آدم حدثني عبد الرحيم عن أشعث عن الحكم عن شريح : أنه اشترى أرضا من أرض الحيرة يقال لها ربا قال وقال الحكم وكانوا يرخصون في شراء أرض الحيرة من أجل أنهم صلح قال يحيى وسألت حسن بن صالح فكره شراء أرض الخراج التي أخذت عنوة فوضع عليها الخراج فلم ير بأسا بشراء أرض أهل الصلح 119
باب من أسلم من أهل الصلح سقط الخراج عن أرضه 18190 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الأصبهاني أنبأ أبو عمرو بن حمدان أنبأ الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا الفضل بن دكين ثنا محمد بن طلحة عن داود بن سليمان قال قال : كتب عمر بن عبد العزيز رحمه الله إلى عبد الحميد بن عبد الرحمن فذكره فقال فيه ولا خراج على من أسلم من أهل الأرض وقد روينا فيه حديثا مسندا ليس عليهم فيه إلا صدقة وقد مضى ذلك مع غيره في كتاب الزكاة 120
باب الأرض إذا أخذت عنوة فوقفت للمسلمين بطيب أنفس الغانمين لم يجز بيعها إذا أسلم من هي في يده لم يسقط خراجها 18191 - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن آدم ثنا عبد السلام هو بن حرب عن بكير بن عامر عن عامر قال : اشترى عتبة بن فرقد أرضا من أرض الخراج ثم أتى عمر رضي الله عنه فأخبره فقال ممن اشتريتها قال من أهلها قال فهؤلاء أهلها للمسلمين أبعتموه شيئا قالوا لا قال اذهب فاطلب مالك
18192 -
وأخبرنا أبو سعيد ثنا أبو العباس ثنا الحسن ثنا يحيى ثنا قيس عن أبي إسماعيل عن الشعبي عن عتبة بن فرقد : قال اشتريت عشرة أجربة من أرض السواد على شاطئ الفرات لقضب دواب فذكر ذلك لعمر رضي الله عنه قال اشتريتها من أصحابها قال قلت نعم قال رح إلي قال فرحت إليه فقال يا هؤلاء أبعتموه شيئا قالوا لا قال ابتغ مالك حيث وضعته
18193 -
أخبرنا أبو سعيد ثنا أبو العباس ثنا الحسن ثنا يحيى ثنا حسن بن صالح عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال : أسلمت امرأة من أهل نهر الملك قال فقال عمر أو كتب عمر رضي الله عنه إن اختارت أرضها وأدت ما على أرضها فخلوا بينها وبين أرضها وإلا خلوا بين المسلمين وبين أرضيهم
18194 -
أخبرنا أبو سعيد ثنا أبو العباس ثنا الحسن ثنا يحيى ثنا حفص بن غياث عن محمد بن قيس الأسدي عن أبي عون الثقفي قال : كان عمر وعلي رضي الله عنهما إذا أسلم الرجل من أهل السواد تركاه يقوم بخراجه في أرضه
18195 -
قال وحدثنا يحيى ثنا شريك وقيس عن جابر عن عامر قال : أسلم الرقيل فأعطاه عمر رضي الله عنه أرضه بخراجها وفرض له ألفين
18196 -
قال وثنا يحيى ثنا قيس بن الربيع عن إبراهيم بن مهاجر عن شيخ من بني زهرة عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه : كتب إلى سعد يقطع سعيد بن زيد أرضا فأقطعه أرضا لبني الرقيل فأتى بن الرقيل عمر رضي الله عنه فقال يا أمير المؤمنين على ما صالحتمونا قال على أن تؤدوا إلينا الجزية ولكم أرضكم وأموالكم وأولادكم قال يا أمير المؤمنين أقطعت أرضي لسعيد بن زيد قال فكتب إلى سعد رد عليه أرضه ثم دعاه إلى الإسلام فأسلم ففرض له عمر رضي الله عنه سبعمائة وجعل عطاءه في خثعم وقال إن أقمت في أرضك أديت عنها ما كنت تؤدي وهذا في إسناده ضعف فإن ثبت كان قوله ولكم أرضكم محمولا على أنه أراد ولكم أرضكم التي كانت لكم تزرعونها وتعطون خراجها وذلك فيما أخذ عنوة الا أن تركه لم يسقط عنه خراجها حين أسلم وفي الصلح يسقط
18197 -
أخبرنا أبو سعيد ثنا أبو العباس ثنا الحسن ثنا يحيى ثنا بن المبارك عن معمر عن علي بن الحكم عن محمد بن زيد قال سمعت إبراهيم النخعي يقول : جاء رجل إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال إني قد أسلمت فضع عن أرضي الخراج فقال لا إن أرضك أخذت عنوة قال وجاءه رجل فقال إن أرض كذا وكذا يطيقون من الخراج أكثر مما عليهم فقال لا سبيل إليهم إنما صالحناهم صلحا
18198 -
قال وحدثنا يحيى ثنا هشيم عن سيار أبي الحكم عن الزبير بن عدي قال : أسلم دهقان من أهل السواد في عهد علي رضي الله عنه فقال له علي رضي الله عنه إن أقمت في أرضك رفعنا الجزية عن رأسك وأخذنا من أرضك وإن تحولت عنها فنحن أحق بها
18199 -
قال وحدثنا يحيى ثنا وكيع عن المسعودي عن أبي عون قال : أسلم دهقان من أهل عين التمر فقال له علي رضي الله عنه أما جزية رأسك فنرفعها وأما أرضك فللمسلمين فإن شئت فرضنا لك وإن شئت جعلناك قهرمانا لنا فما أخرج الله منها من شيء أتيتنا به 121
باب الأسير يؤخذ عليه العهد أن لا يهرب قال الشافعي رحمه الله فمتى قدر على الخروج منها فليخرج لأن يمينه يمين مكره قال ولعله ليس بواسع له أن يقيم معهم إذا قدر على التنحي عنهم 18200 - قال الشيخ وهذا لما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ح وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن داود الرزاز ببغداد أنبأ أبو سهل بن زياد القطان قالا ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا أبو معاوية ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال : بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم سرية إلى خثعم فاعتصم ناس منهم بالسجود وأسرع فيهم القتل فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه و سلم فأمر لهم بنصف العقل وقال أنا بريء من كل مسلم مقيم بين أظهر المشركين قالوا يا رسول الله ولم قال لا ترايا ناراهما
18201 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا إسحاق بن إدريس ثنا همام عن قتادة عن الحسن عن سمرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : لا تساكنوا المشركين ولا تجامعوهم فمن ساكنهم أو جامعهم فليس منا 122
باب الأسير يؤمن فلا يكون له أن يغتالهم في أموالهم وأنفسهم قال الشافعي رحمه الله لأنهم إذا آمنوه فهم في أمان منه 18202 - وقد حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر الأصبهاني ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة عن الأعمش قال سمعت أبا وائل يحدث عن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : لكل غادر لواء يوم القيامة يقال هذه غدرة فلان أخرجاه في الصحيح من حديث شعبة
18203 -
وأخبرنا أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا محمد بن أبان عن السدي عن رفاعة بن شداد رضي الله عنه حدثني عمرو بن الحمق الخزاعي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : إذا أمن الرجل الرجل على نفسه ثم قتله فأنا بريء من القاتل وإن كان المقتول كافرا
18204 -
وأخبرنا أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا قرة بن خالد عن عبد الملك بن عمير عن رفاعة بن شداد قال : كنت أبطن شيء بالمختار يعني الكذاب قال فدخلت عليه ذات يوم فقال دخلت وقد قام جبريل قبل من هذا الكرسي قال فأهويت إلى قائم السيف فقلت ما أنتظر أن أمشي بين رأس هذا وجسده حتى ذكرت حديثا حدثنيه عمرو بن الحمق الخزاعي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال إذا أمن الرجل الرجل على دمه ثم قتله رفع له لواء الغدر يوم القيامة فكففت عنه
18205 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أحمد بن محمد العنزي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا أحمد بن صالح ثنا بن وهب أخبرني حيوة بن شريح عن بن الهاد عن شرحبيل بن سعد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة خيبر خرجت سرية فأخذوا انسانا معه غنم يرعاها فجاؤوا به إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فكلمه النبي صلى الله عليه و سلم ما شاء الله أن يكلمه به فقال له الرجل إني قد آمنت بك وبما جئت به فكيف بالغنم يا رسول الله فإنها أمانة وهي للناس الشاة والشاتان وأكثر من ذلك قال احصب وجوهها ترجع إلى أهلها فأخذ قبضة من حصباء أو تراب فرمى به وجهها فخرجت تشتد حتى دخلت كل شاة إلى أهلها ثم تقدم إلى الصف فأصابه سهم فقتله ولم يصل لله سجدة قط قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أدخلوه الخباء فادخل خباء رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى إذا فرغ رسول الله صلى الله عليه و سلم دخل عليه ثم خرج فقال لقد حسن إسلام صاحبكم لقد دخلت عليه وان عنده لزوجتين له من الحور العين لم اكتبه موصولا إلا من حديث شرحبيل بن سعد وقد تكلموا فيه وروي عن محمد بن إسحاق بن يسار عن أبيه مرسلا وروي عن أبي العاص بن الربيع فيه قصة شبيهة بهذه إلا أنها بإسناد مرسل
18206 -
أخبرناه أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال : خرج أبو العاص بن الربيع تاجرا إلى الشام وكان رجلا مأمونا وكانت معه بضائع لقريش فأقبل قافلا فلقيه سرية لرسول الله صلى الله عليه و سلم فاستاقوا عيره وأفلت وقدموا على رسول الله صلى الله عليه و سلم بما أصابوا فقسمه بينهم وأتى أبو العاص حتى دخل على زينب رضي الله عنها فاستجار بها وسألها أن تطلب له من رسول الله صلى الله عليه و سلم رد ماله عليه وما كان معه من أموال الناس فدعا رسول الله صلى الله عليه و سلم السرية فسألهم فردوا عليه ثم خرج حتى قدم مكة فأدى على الناس ما كان معه من بضائعهم حتى إذا فرغ قال يا معشر قريش هل بقي لأحد منكم معي مال لم ارده عليه قالوا لا فجزاك الله خيرا قد وجدناك وفيا كريما فقال أما والله ما منعني أن أسلم قبل أن اقدم عليكم إلا تخوفا أن تظنوا أني إنما أسلمت لأذهب باموالكم فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله قال الشافعي في المسلم إذا أسر ولم يؤمنوه ولم يأخذوا عليه أنهم آمنون منه فله أخذ ما قدر عليه من أموالهم وإفساده والهرب منهم قال الشيخ قد روينا حديث عمران بن حصين رضي الله عنه في المرأة المسلمة التي أخذت الناقة وهربت عليها 123
باب الأسير يستعين به المشركون على قتال المشركين قال الشافعي رحمه الله قد قيل يقاتلهم قد قاتلهم الزبير وأصحاب له ببلاد الحبشة مشركين عن مشركين ولو قال قائل يمتنع عن قتالهم لمعان ذكرها الشافعي كان مذهبا ولا نعلم خبر الزبير رضي الله عنه يثبت ولو ثبت كان النجاشي مسلما كان آمن برسول الله صلى الله عليه و سلم وصلى عليه النبي صلى الله عليه و سلم 18207 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق حدثني الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أم سلمة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه و سلم أنها قالت : لما ضاقت علينا مكة فذكرت الحديث في هجرتهم إلى أرض الحبشة وما كان من بعثة قريش عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة إلى النجاشي ليخرجهم من بلاده ويردهم عليهم وما كان من دخول جعفر بن أبي طالب وأصحابه رضي الله عنهم على النجاشي قال فقال النجاشي هل معكم شيء مما جاء به فقال له جعفر نعم فقرأ عليه صدرا من كهيعص فبكى والله النجاشي حتى أخضل لحيته وبكت أساقفته حتى أخضلوا مضاجعهم ثم قال إن هذا الكلام ليخرج من المشكاة التي جاء به موسى انطلقوا راشدين ثم ذكر الحديث في تصويرهما له انهم يقولون في عيسى بن مريم عليه السلام أنه عبد فدخلوا عليه وعنده بطارقته فقال ما تقولون في عيسى بن مريم عليه السلام فقال له جعفر نقول هو عبد الله ورسوله وكلمته وروحه القاها إلى مريم العذراء البتول فدلى النجاشي يده إلى الأرض فأخذ عويدا بين أصبعيه فقال ما عدا عيسى بن مريم ما قلت هذا العويد ثم ذكر الحديث قالت فلم ينشب أن خرج عليه رجل من الحبشة ينازعه في ملكه فوالله ما علمتنا حزنا حزنا قط كان أشد منه فرقا من أن يظهر ذلك الملك عليه فيأتي ملك لا يعرف من حقنا ما كان يعرف فجعلنا ندعو الله ونستنصره للنجاشي فخرج إليه سائرا فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم بعضهم لبعض من رجل يخرج فيحضر الوقعة حتى ينظر على من تكون فقال الزبير رضي الله عنه وكان من احدثهم سنا أنا فنفخوا له قربة فجعلها في صدره ثم خرج يسبح عليها في النيل حتى خرج من الشقة الأخرى إلى حيث التقى الناس فحضر الوقعة وهزم الله ذلك الملك وقتله وظهر النجاشي عليه فجاءنا الزبير رضي الله عنه فجعل يليح إلينا بردائه ويقول ألا أبشروا فقد أظهر الله النجاشي فوالله ما فرحنا بشيء فرحنا بظهور النجاشي 124
باب الأسير يؤخذ عليه أن يبعث إليهم بفداء ويعود في إسارهم قال الشافعي رحمه الله وري عن الأوزاعي يعود في إسارهم إن لم يعطهم المال قال ومن ذهب مذهب الأوزاعي ومن قال بقوله فإنما يحتج فيما أراه بما روي عن بعضهم أنه روي أن النبي صلى الله عليه و سلم صالح أهل الحديبية أن يرد من جاءه منهم بعد الصلح مسلما فجاءه أبو جندل فرده إلى أبيه وأبو بصير فرده فقتل أبو بصير المردود معه ثم جاء النبي صلى الله عليه و سلم فقال قد وفيت لهم ونجاني الله منهم فلم يرده النبي صلى الله عليه و سلم ولم يعب ذلك عليه وتركه فكان بطريق الشام يقطع على كل مال لقريش حتى سألوا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يضمه إليه لما نالهم من أذاه قال الشافعي وهذا حديث قد رواه بعض أهل المغازي كما وصفت ولا يحضرني ذكر إسناده
18208 -
قال الشيخ أخبرناه أبو عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن جعفر القطيعي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد الرزاق عن معمر قال الزهري أخبرني عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم : فذكر حديث صلح الحديبية وذكر فيه قصة أبي جندل وأبي بصير بنحو من هذا وأتم منه قال الشيخ وإنما رد النبي صلى الله عليه و سلم أبا جندل إليهم لأنه كان لا يخاف عليه في الرد لمكان أبيه وكذلك أشار على أبي بصير بالرجوع إليهم في الابتداء لذلك والله أعلم وسيرد كلام الشافعي إن شاء الله عليه في كتاب الجزية
18209 -
وفي مثل هذا ما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو محمد بن أبي حامد المقرئ وأبو بكر القاضي وأبو صادق العطار قالوا ثنا أبو العباس هو الأصم ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ عبد الله بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن بكير بن الأشج أن الحسن بن علي بن أبي رافع حدثه : أن أبا رافع رضي الله عنه أخبره أنه أقبل بكتاب من قريش إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم قال فلما رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم ألقي في قلبي الإسلام فقلت يا رسول الله إني والله لا أرجع إليهم أبدا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إني لا أخيس بالعهد ولا أحبس البرد ولكن ارجع فإن كان في قلبك الذي في قلبك الآن فارجع قال فرجعت إليهم ثم أقبلت إلى النبي صلى الله عليه و سلم فأسلمت قال بكير وأخبرني أن أبا رافع كان قبطيا
18210 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أحمد بن جعفر القطيعي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد الله بن محمد قال عبد الله وقد سمعته أنا من عبد الله بن محمد بن أبي شيبة ثنا أبو أسامة عن الوليد بن جميع ثنا أبو الطفيل ثنا حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال : ما منعني أن أشهد بدرا إلا أني خرجت أنا وأبي حسيل قال فأخذنا كفار قريش فقالوا إنكم تريدون محمدا فقلنا ما نريده ما نريد إلا المدينة فأخذوا علينا عهد الله وميثاقه لننصرفن إلى المدينة ولا نقاتل معه فأتينا النبي صلى الله عليه و سلم فأخبرناه الخبر فقال انصرفا نفي لهم بعهدهم ونستعين بالله عليهم رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة وهذا لأنه لم يؤد انصرافهما إلى ترك فرض إذ لم يكن خروجهما واجبا عليهما ولا إلى ارتكاب محظور والعود إليهم والإقامة بين أظهرهم مما لا يجوز إذا كان يخاف الفتنة على نفسه في العود والله أعلم 125
باب ما يجوز للأسير أو من قدم ليقتل والرجل بين الصفين في ماله 18211 - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبا بعض أهل المدينة عن محمد بن عبد الله عن الزهري : أن مسرفا قدم يزيد بن عبد الله بن زمعة يوم الحرة ليضرب عنقه فطلق امرأته ولم يدخل بها فسألوا أهل العلم فقالوا لها نصف الصداق ولا ميراث لها
18212 -
وبإسناده أخبرنا الشافعي أنبأ بعض أهل العلم عن هشام عن أبيه أن عامة صدقات الزبير رضي الله عنه تصدق بها وفعل أمورا وهو واقف على ظهر فرسه يوم الجمل قال الشافعي رضي الله عنه : وروي عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله وبن المسيب رحمه الله أنهما قالا إذا كان الرجل على ظهر فرسه يقاتل فما صنع فهو جائز وروي عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله عطية الحبلى جائزة حتى تجلس بين القوابل وقال القاسم بن محمد وبن المسيب عطية الحامل جائزة قال الشافعي رحمه الله وبهذا كله نقول قال الشيخ حديث الزبير رضي الله عنه قد رويناه في كتاب الوصايا بطوله 126
باب صلاة الأسير إذا قدم ليقتل 18213 - أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر الأصبهاني ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن عمر بن أسيد بن جارية حليف بني زهرة وكان من أصحاب أبي هريرة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم عشرة رهط عينا وأمر عليهم عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح وهو جد عاصم يعني بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه فانطلقوا حتى إذا كانوا بالهدة بين عسفان ومكة ذكروا لحي من هذيل يقال لهم بنو لحيان فنفروا لهم بمائة رجل رام فاتبعوا آثارهم حتى وجدوا مأكلهم التمر فقالوا هذا تمر يثرب فلما أحس بهم عاصم وأصحابه رضي الله عنهم لجؤا إلى قردد يعني فأحاط بهم القوم فقالوا انزلوا ولكم العهد والميثاق أن لا يقتل منكم أحد فقال عاصم أما أنا فوالله لا أنزل في ذمة كافر اليوم اللهم بلغ عنا نبيك السلام فقاتلوهم فقتل منهم سبعة ونزل ثلاثة على العهد والميثاق فلما استمكنوا منهم حلوا أوتار قسيهم وكتفوهم فلما رأى ذلك منهم أحد الثلاثة قال هو والله أول الغدر فعالجوه فقتلوه وانطلقوا بخبيب بن عدي وزيد بن الدثنة فانطلقوا بهما إلى مكة فباعوهما وذلك بعد وقعة بدر فاشترى بنو الحارث خبيبا وكان قتل الحارث يوم بدر قالت ابنة الحارث وكان خبيب أسيرا عندنا فوالله إن رأيت اسيرا قط كان خيرا من خبيب والله لقد رايته يأكل قطفا من عنب وما بمكة يومئذ من ثمرة وإن هو إلا رزق رزقه الله خبيبا قالت فاستعار مني موسى يستحد به للقتل قالت فأعرته إياه ودرج بني لي وأنا غافلة فرأيته مجلسه على صدره قالت ففزعت فزعة عرفها خبيب قالت ففطن بي فقال أتحسبيني أني قاتله ما كنت لأفعله قالت فلما أجمعوا على قتله قال لهم دعوني أصلي ركعتين قالت فصلى ركعتين فقال لولا أن تحسبوا أن بي جزعا لزدت قال فكان خبيب أول من سن الصلاة لمن قتل صبرا ثم قال اللهم أحصهم عددا واقتلهم بددا ولا تبق منهم أحدا وأنشأ يقول
(
فلست أبالي حين اقتل مسلما ... على أي حال كان في الله مصرعي )
(
وذلك في جنب الإله وإن يشأ ... يبارك على أوصال شلو ممزع ) قال وبعث المشركون إلى عاصم بن ثابت ليؤتوا من لحمه بشيء وكان قتل رجلا من عظمائهم فبعث الله مثل الظلة من الدبر فحمته من رسلهم فلم يستطيعوا أن يأخذوا من لحمه شيئا
18214 -
أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا موسى بن إسماعيل ثنا إبراهيم يعني بن سعد أنبأ بن شهاب أخبرني عمرو بن جارية الثقفي حليف بني زهرة عن أبي هريرة رضي الله عنه فذكره : بمعناه مختصرا دون الشعر ودون قصة عاصم في آخره رواه البخاري في الصحيح عن موسى بن إسماعيل بطوله قال وأخبرني بن أسيد بن جارية وهو عمرو بن أبي سفيان بن اسيد بن جارية الثقفي وقيل عمر بن أسيد قال البخاري الأول أصح يعني عمرو بن أبي سفيان بن أسيد أصح وكذلك قاله شعيب بن أبي حمزة ومعمر ويونس وغيرهم عن الزهري 127
باب المسلم يدل المشركين على عورة المسلمين 18215 - أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي رحمه الله أنبأ عبد الله بن محمد بن الحسن بن الشرقي ثنا عبد الله بن هاشم بن حيان الطوسي ثنا سفيان بن عيينة ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان المرادي أنبأ الشافعي أنبأ سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن الحسن بن محمد عن عبيد الله بن أبي رافع قال سمعت عليا رضي الله عنه يقول : بعثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أنا والزبير والمقداد فقال انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها ظعينة معها كتاب فخرجنا تعادى بنا خيلنا فإذا نحن بظعينة فقلنا أخرجي الكتاب فقالت ما معي كتاب فقلنا لها لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب فأخرجته من عقاصها فأتينا به رسول الله صلى الله عليه و سلم فإذا فيه من حاطب بن أبي بلتعة إلى أناس من المشركين ممن بمكة يخبر ببعض أمر النبي صلى الله عليه و سلم فقال ما هذا يا حاطب قال لا تعجل علي إني كنت امرأ ملصقا في قريش ولم أكن من أنفسها وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون بها قراباتهم ولم يكن لي بمكة قرابة فأحببت إذ فاتني ذلك أن اتخذ عندهم يدا والله ما فعلته شكا في ديني ولا رضا بالكفر بعد الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إنه قد صدق فقال عمر رضي الله عنه يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق فقال النبي صلى الله عليه و سلم إنه قد شهد بدرا وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ونزلت { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة } أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح عن جماعة عن سفيان
18216 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن إسحاق أنبأ إسماعيل بن قتيبة ثنا يحيى بن يحيى أنبأ هشيم عن حصين عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي وحيان بن عطية السلمي أنهما : كانا يتنازعان في علي وعثمان رضي الله عنهما وكان حيان يحب عليا رضي الله عنه وكان أبو عبد الرحمن يحب عثمان رضي الله عنه فقال أبو عبد الرحمن سمعته يحدث يعني عليا رضي الله عنه قال كتب حاطب بن أبي بلتعة إلى مكة أن محمدا يريد أن يغزوكم بأصحابه فخذوا حذركم ودفع كتابه إلى امرأة يقال لها سارة فجعلته في إزارها أو في ذؤابة من ذوائبها فانطلقت فأطلع الله رسول الله صلى الله عليه و سلم على ذلك قال علي فبعثني ومعي الزبير بن العوام وأبو مرثد الغنوي وكلنا فارس قال انطلقوا فإنكم ستلقونها بروضة كذا وكذا ففتشوها فإن معها كتابا إلى أهل مكة من حاطب فانطلقنا فوافقناها فقلنا هاتي الكتاب الذي معك إلى أهل مكة فقالت ما معي كتاب قال قلت ما كذبت ولا كذبت لتخرجنه أو لأجردنك فلما عرفت أني فاعل أخرجت الكتاب فأخذناه فانطلقنا به إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ففتحه فقرأه فإذا فيه من حاطب إلى أهل مكة أما بعد فإن محمدا يريدكم فخذوا حذركم وتأهبوا أو كما قال فلما قرأ الكتاب أرسل إلى حاطب فقال له أكتبت هذا الكتاب قال نعم قال فما حملك على ذلك قال يا رسول الله أما والله ما كفرت منذ أسلمت وإني لمؤمن بالله ورسوله وما حملني على ما صنعت من كتابي إلى أهل مكة إلا أنه لم يكن أحد من أصحابك إلا وله هناك بمكة من يدفع عن أهله وماله ولم يكن لي هناك أحد يدفع عن أهلي ومالي فأحببت أن اتخذ عند القوم يدا وإني لأعلم أن الله سيظهر رسوله عليهم قال فصدقه رسول لله صلى الله عليه و سلم وقبل قوله قال فقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال يا رسول الله دعني فأضرب عنقه فإنه قد خان الله والمؤمنين فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا عمر إنه من أهل بدر وما يدريك لعل الله اطلع عليهم فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن عبد الله بن حوشب عن هشيم وأخرجاه من حديث عبد الله بن إدريس وغيره عن حصين قال الشافعي رحمه الله وقد روي عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال تجافوا لذوي الهيئات وقيل في الحديث ما لم يكن حدا فإذا كان هذا من الرجل ذي الهيئة وقيل بجهالة كما كان هذا من حاطب بجهالة وكان غير متهم أحببت أن يتجافى له وإذا كان من غير ذوي الهيئة كان للإمام والله أعلم تعزيره 128
باب الجاسوس من أهل الحرب 18217 - أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن يعقوب الإيادي ببغداد أنبأ أبو بكر الشافعي ثنا إسحاق بن الحسن الحربي ثنا أبو نعيم ثنا أبو عميس عن بن سلمة بن الأكوع عن أبيه قال : أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم عين من المشركين وهو في سفر قال فجلس فتحدث عند أصحابه ثم انسل فقال النبي صلى الله عليه و سلم اطلبوه فاقتلوه قال فسبقتهم إليه فقتلته وأخذت سلبه رواه البخاري في الصحيح عن أبي نعيم
18218 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن دينار ثنا السري بن خزيمة ثنا أبو همام الدلال في مسجد البصرة ثنا سفيان الثوري عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب عن الفرات بن حيان : وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم قد أمر بقتله وكان عينا لأبي سفيان وحليفا أظنه قال لرجل من الأنصار فمر على حلقة من الأنصار فقال إني مسلم فقام رجل منهم فقال يا رسول الله يقول إني مسلم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن منهم رجالا نكلهم إلى إيمانهم منهم الفرات بن حيان 129
باب الأسير يستطلع منه خبر المشركين 18219 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد العنزي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا موسى بن إسماعيل ثنا حماد بن سلمة ح وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا موسى بن إسماعيل ثنا حماد عن ثابت عن أنس رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ندب أصحابه فانطلقوا إلى بدر فإذا هم بروايا قريش فيها عبد اسود لبني الحجاج فأخذه أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم فجعلوا يسألونه أين أبو سفيان فيقول والله والله ما لي بشيء من أمره علم ولكن هذه قريش قد جاءت فيهم أبو جهل وعتبة وشيبة ابنا ربيعة وأمية بن خلف فإذا قال لهم ذلك ضربوه فيقول دعوني دعوني أخبركم فإذا تركوه قال والله ما لي بأبي سفيان من علم ولكن هذه قريش قد أقبلت فيهم أبو جهل وعتبة وشيبة ابنا ربيعة وأمية بن خلف قد أقبلوا والنبي صلى الله عليه و سلم يصلي وهو يسمع ذلك فلما انصرف قال والذي نفسي بيده إنكم لتضربونه إذا صدقكم وتدعونه إذا كذبكم هذه قريش قد أقبلت لتمنع أبا سفيان قال أنس رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم هذا مصرع فلان غدا ووضع يده على الأرض وهذا مصرع فلان غدا ووضع يده على الأرض وهذا مصرع فلان غدا ووضع يده على الأرض فقال والذي نفسي بيده ما جاوز أحد منهم عن موضع يد رسول الله صلى الله عليه و سلم وأمر بهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخذ بأرجلهم فسحبوا فألقوا في قليب بدر أخرجه مسلم في الصحيح من وجه آخر عن حماد 130
باب بعث العيون والطلائع من المسلمين 18220 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني أنبأ أبو النضر ثنا سليمان يعني بن المغيرة عن ثابت عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم بسيسة عينا ينظر ما صنع عير أبي سفيان قال فجاء وما في البيت أحد غيري وغير رسول الله صلى الله عليه و سلم فحدثه الحديث أخرجه مسلم في الصحيح من حديث أبي النضر كما مضى
18221 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أبو القاسم سليمان بن أحمد اللخمي ثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم ثنا الفريابي ح قال وحدثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو نعيم قالا ثنا سفيان عن بن المنكدر عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم الأحزاب : من يأتيني بخبر القوم فقال الزبير أنا ثم قال من يأتيني بخبر القوم فقال الزبير أنا ثم قال من يأتيني بخبر القوم فقال الزبير أنا فقال النبي صلى الله عليه و سلم إن لكل نبي حواريا وحواري الزبير رواه البخاري في الصحيح عن أبي نعيم وأخرجه مسلم من وجه آخر عن الثوري
18222 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس ثنا عثمان بن سعيد ثنا علي بن المديني ثنا سفيان ثنا بن المنكدر قال سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنه يقول : ندب رسول الله صلى الله عليه و سلم الناس يوم الخندق فانتدب الزبير ثم ندبهم فانتدب الزبير ثم ندبهم فانتدب الزبير فقال النبي صلى الله عليه و سلم لكل نبي حواري وحواري الزبير قال سفيان وزاد فيه هشام بن عروة وحواريي الزبير وبن عمتي رواه البخاري في الصحيح عن بن المديني ورواه مسلم عن عمرو الناقد عن سفيان
18223 -
أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب وأبو الفضل بن إبراهيم قالا ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ جرير عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه قال : كنا عند حذيفة بن اليمان رضي الله عنه فقال رجل لو أدركت رسول الله صلى الله عليه و سلم قاتلت معه أو أبليت فقال له حذيفة أنت كنت تفعل ذاك لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ليلة الأحزاب في ليلة ذات ريح شديدة وقر فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا رجل يأتيني بخبر القوم يكون معي يوم القيامة فلم يجبه منا أحد ثم الثانية مثله ثم قال يا حذيفة قم فأتنا بخبر القوم فلم أجد بدا إذ دعاني باسمي أن أقوم فقال ائتني بخبر القوم ولا تذعرهم علي قال فمضيت كأنما امشي في حمام حتى أتيتهم فإذا أبو سفيان يصلي ظهره بالنار فوضعت سهمي في كبد قوسي وأردت أن أرميه ثم ذكرت قول رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تذعرهم علي ولو رميت لأصبته قال فرجعت كأنما امشي في حمام فأتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم أصابني البرد حين فرغت وقررت فأخبرت رسول الله صلى الله عليه و سلم فألبسني رسول الله صلى الله عليه و سلم من فضل عباءة كانت عليه يصلي فيها فلم أزل نائما حتى الصبح فلما أن أصبحت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم قم يا نومان رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم 131
باب فضل الحرس في سبيل الله 18224 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه ثنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا أبو الأزهر ثنا مروان بن محمد ثنا معاوية بن سلام ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ واللفظ له أخبرني أحمد بن محمد بن سلمة العنزي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا أبو توبة الربيع بن نافع الحلبي ثنا معاوية بن سلام أخبرني زيد بن سلام حدثني أبو كبشة السلولي أنه سمع سهل بن الحنظلية رضي الله عنه يذكر : أنهم ساروا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم حنين فأطنبوا السير حتى كان عشية فحضرت الصلاة عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فجاء رجل فارس فقال يا رسول الله إني انطلقت بين أيديكم حتى طلعت جبل كذا وكذا فإذا انا بهوازن على بكرة أبيهم بظعنهم ونعمهم وشائهم فاجتمعوا إلى حنين فتبسم رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال تلك غنيمة للمسلمين غدا إن شاء الله ثم قال من يحرسنا الليلة فقال أنس بن أبي مرثد الغنوي رضي الله عنه أنا يا رسول الله فقال اركب فركب فرسا له فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم استقبل هذا الشعب حتى تكون في أعلاه ولا نغرن من قبلك الليلة فلما أصبحنا خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى مصلاه فركع ركعتين ثم قال هل حسستم فارسكم فقال رجل ما حسسنا فثوب بالصلاة فجعل رسول الله صلى الله عليه و سلم يلتفت إلى الشعب حتى قضى صلاته وسلم فقال أبشروا فقد جاء فارسكم قال فجعلنا ننظر إلى خلال الشجر في الشعب فإذا هو قد جاء حتى وقف على رسول الله صلى الله عليه و سلم فسلم فقال إني انطلقت حتى كنت في أعلى هذا الشعب حيث أمرني رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما أصبحنا طلعت على الشعبين فنظرت فلم ار أحدا فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم نزلت الليلة قال لا إلا مصليا أو قاضي حاجة فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم قد أوجبت فلا عليك أن لا تعمل بعدها
18225 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ثنا يحيى بن محمد بن يحيى ثنا مسدد ثنا يحيى بن سعيد ثنا ثور بن يزيد عن عبد الرحمن بن عائذ عن مجاهد عن بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ألا انبئكم بليلة أفضل من ليلة القدر حارس حرس في أرض خوف لعله أن لا يرجع إلى أهله رفعه يحيى القطان ووقفه وكيع
18226 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني عبد الرحمن بن شريح عن محمد بن سمير عن أبي علي الجنبي عن أبي ريحانة رضي الله عنه قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة فأوفى بنا على شرف فأصابنا برد شديد حتى إذا كان أحدنا يحفر الحفير ثم يدخل فيه ويغطى عليه بحجفته فلما رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم ذلك من الناس قال ألا رجل يحرسنا الليلة أدعو الله له بدعاء يصيب به فضلا فقام رجل من الأنصار فقال أنا يا رسول الله فدعا له قال أبو ريحانة رضي الله عنه فقلت أنا فدعا لي بدعاء هو دون ما دعا به للأنصاري ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم حرمت النار على عين دمعت من خشية الله حرمت النار على عين سهرت في سبيل الله قال ونسيت الثالثة قال أبو شريح وهو عبد الرحمن بن شريح وسمعته بعد أنه قال حرمت النار على عين غضت عن محارم الله أو عين فقئت في سبيل الله
18227 -
أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين العلوي أنبأ أبو نصر محمد بن حمدويه بن سهل المروزي ثنا عبد الله بن حماد الآملي ثنا سعيد بن أبي مريم ثنا سعيد بن عبد الرحمن بن جميل الجمحي ثنا صالح بن محمد عن عمر بن عبد العزيز عن قيس بن الحارث أنه أخبره أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : رحم الله حارس الحرس
18228 -
وروي عن الدراوردي عن صالح عن عمر عن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه و سلم وأخبرناه علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا سعيد بن عثمان الأهوازي ثنا علي بن بحر ثنا الدراوردي : فذكره 132
باب صلاة الحرس 18229 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير ثنا محمد بن إسحاق حدثني صدقة بن يسار عن بن جابر عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة ذات الرقاع من نخل فذكر الحديث قال فنزل رسول الله صلى الله عليه و سلم منزلا فقال من رجل يكلؤنا ليلتنا هذه فانتدب رجل من المهاجرين ورجل من الأنصار فقالا نحن يا رسول الله قال فكونا بفم الشعب فلما أن خرجا إلى فم الشعب قال الأنصاري للمهاجري أي الليل أحب إليك أن اكفيك أوله أو آخره قال بل اكفني أوله فاضطجع المهاجري فنام وقام الأنصاري يصلي فذكر الحديث 133
باب من أراد غزوة فورى بغيرها 18230 - أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا عبيد بن شريك ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن إسحاق ثنا عبيد بن شريك ثنا يحيى بن بكير ثنا الليث عن عقيل عن بن شهاب عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك أن عبد الله بن كعب قال سمعت كعب بن مالك رضي الله عنه يحدث : حين تخلف عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر الحديث قال ولم يكن رسول الله صلى الله عليه و سلم يريد غزوة يغزوها إلا ورى بغيرها رواه البخاري في الصحيح عن يحيى بن بكير وأخرجه مسلم من وجه آخر عن الليث
18231 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو العباس السياري ثنا إبراهيم بن هلال ثنا علي بن الحسن بن شقيق ثنا عبد الله ثنا يونس عن الزهري أخبرني عبد الرحمن بن كعب بن مالك قال سمعت كعب بن مالك رضي الله عنه يقول : كان النبي صلى الله عليه و سلم قلما يريد غزوة يغزوها إلا ورى بغيرها حتى كانت غزوة تبوك فغزاها رسول الله صلى الله عليه و سلم في حر شديد واستقبل سفرا بعيدا ومفازا واستقبل عدوا كثيرا فجلى للمسلمين أمرهم ليتأهبوا أهبة عدوهم وأخبرهم بوجهه الذي يريد رواه البخاري في الصحيح عن أحمد بن محمد عن عبد الله بن المبارك وأخرجه مسلم من وجه آخر عن يونس نحو إسناد عقيل
18232 -
أخبرنا أبو علي الروذباري أنبا أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا محمد بن عبيد ثنا بن ثور عن معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه : أن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا أراد غزوة ورى بغيرها وكان يقول الحرب خدعة
18233 -
أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال البزاز ثنا عبد الرحمن بن بشر ويحيى بن الربيع المكي قالا ثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : الحرب خدعة رواه البخاري في الصحيح عن صدقة بن الفضل ورواه مسلم عن علي بن حجر وزهير كلهم عن بن عيينة
18234 -
أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر القطان ثنا أحمد بن يوسف ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم : أنه سمى الحرب خدعة رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن محمد عن عبد الرزاق وأخرجاه من حديث بن المبارك عن معمر
18235 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو بكر محمد بن إسحاق الصغاني ثنا محمود بن غيلان ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر قال سمعت ثابت البناني يحدث عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال لما : افتتح رسول الله صلى الله عليه و سلم خيبر قال الحجاج بن علاط يا رسول الله إن لي بمكة مالا وإن لي بها أهلا وإني أريد أن آتيهم فأنا في حل إن أنا نلت منك شيئا فأذن له رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يقول ما شاء قال فأتى امرأته حين قدم فقال اجمعي لي ما كان عندك فإني أريد أن اشتري من غنائم محمد وأصحابه فإنهم قد استبيحوا وأصيبت أموالهم قال وفشا ذلك بمكة فانقمع المسلمون وأظهر المشركون فرحا وسرورا وبلغ الخبر العباس بن عبد المطلب فعقر وجعل لا يستطيع أن يقوم قال معمر فأخبرني عثمان الجزري عن مقسم قال فأخذ العباس ابنا له يقال له قثم واستلقى فوضعه على صدره وهو يقول حبي قثم شبيه ذي الأنف الأشم نبي ذي النعم يزعم من زعم قال معمر قال ثابت قال أنس في حديثه ثم أرسل العباس بن عبد المطلب غلاما له إلى الحجاج بن علاط ويلك ماذا جئت به وماذا تقول فما وعد الله خير مما جئت به قال فقال الحجاج بن علاط لغلامه اقرأ على أبي الفضل السلام وقل له فليخل لي في بعض بيوته لآتيه فإن الخبر على ما يسره فجاء غلامه فلما بلغ باب الدار قال أبشر يا أبا الفضل قال فوثب العباس فرحا حتى قبل بين عينيه وأخبره بما قال الحجاج فأعتقه ثم جاءه الحجاج فأخبره أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد افتتح خيبر وغنم أموالهم وجرت سهام الله في أموالهم واصطفى رسول الله صلى الله عليه و سلم صفية بنت حيي واتخذها لنفسه وخيرها أن يعتقها وتكون زوجته أو تلحق بأهلها فاختارت أن يعتقها وتكون زوجته ولكني جئت لمال كان لي ههنا أردت أن اجمعه فأذهب به فاستأذنت رسول الله صلى الله عليه و سلم فأذن لي أن أقول ما شئت فأخف عني ثلاثا ثم اذكر ما بدا لك قال فجمعت امرأته ما كان عندها من حلي أو متاع فدفعته إليه ثم استمر به فلما كان بعد ذلك بثلاث أتى العباس امرأة الحجاج فقال ما فعل زوجك فأخبرته أنه قد ذهب يوم كذا وكذا وقالت لا يحزنك يا أبا الفضل لقد شق علينا الذي بلغك قال أجل فلا يحزنني الله لم يكن بحمد الله إلا ما أحببنا فتح الله خيبر على رسوله صلى الله عليه و سلم وجرت فيها سهام الله واصطفى رسول الله صلى الله عليه و سلم صفية لنفسه فإن كان لك في زوجك حاجة فالحقي به قالت أظنك والله صادقا قال فإني صادق والأمر على ما أخبرك قال ثم ذهب حتى أتى مجلس قريش وهم يقولون إذا مر بهم لا يصيبك إلا خير يا أبا الفضل قال لم يصبني إلا خير بحمد الله قد أخبرني الحجاج بن علاط أن خيبر فتحها الله على رسوله صلى الله عليه و سلم وجرت فيها سهام الله واصطفى رسول الله صلى الله عليه و سلم لنفسه صفيه وقد سألني أن أخفي عليه ثلاثا وإنما جاء ليأخذ ماله وما كان له من شيء ههنا ثم يذهب قال فرد الله الكآبة التي كانت في المسلمين على المشركين قال وخرج المسلمون من كان دخل بيته مكتئبا حتى أتوا العباس رضي الله عنه فأخبرهم وسر المسلمون ورد الله ما كان فيهم من غيظ وحزن 134
باب الخروج يوم الخميس 18236 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس السياري ثنا إبراهيم بن هلال ثنا علي بن الحسن بن شقيق ثنا عبد الله بن المبارك أنبأ يونس عن الزهري أخبرني عبد الرحمن بن كعب بن مالك : أن كعب بن مالك رضي الله عنه كان يقول قلما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يخرج في سفر إذا خرج إلا يوم الخميس رواه البخاري في الصحيح عن أحمد بن محمد عن بن المبارك 135
باب الابتكار في السفر 18237 - حدثنا أبو محمد بن يوسف أنبأ أبو بكر القطان أنبأ إبراهيم بن الحارث ثنا يحيى بن أبي بكير ح وأخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود قالا ثنا شعبة أخبرني يعلى بن عطاء قال سمعت عمارة بن حدير يحدث عن صخر الغامدي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : اللهم بارك لأمتي في بكورها قال وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا بعث سرية بعثها من أول النهار وكان صخر رجلا تاجرا وكان يرسل غلمانه من أول النهار فكثر ماله حتى كان لا يدري أين يضعه لفظ حديث أبي داود 136
باب ما يؤمر به من انضمام العسكر 18238 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثني محمد بن صالح بن هانئ ثنا محمد بن إسماعيل بن مهران ثنا عمرو بن عثمان الحمصي ثنا الوليد بن مسلم عن عبد الله بن العلاء بن زبر أنه سمع مسلم بن مشكم أبا عبيد الله أو قال أبا عبد الله يقول حدثنا أبو ثعلبة الخشني رضي الله عنه قال : كان الناس إذا نزل رسول الله صلى الله عليه و سلم منزلا تفرقوا في الشعاب والأودية فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن تفرقكم في هذه الشعاب والأودية إنما ذلكم من الشيطان فلم ينزلوا بعد ذلك منزلا إلا انضم بعضهم إلى بعض حتى يقال لو بسط عليهم ثوب لعمهم
18239 -
أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا سعيد بن منصور ثنا إسماعيل بن عياش عن أسيد بن عبد الرحمن الخثعمي عن فروة بن مجاهد اللخمي عن سهل بن معاذ الجهني عن أبيه قال : غزوت مع نبي الله صلى الله عليه و سلم غزوة كذا وكذا فضيق الناس المنازل وقطعوا الطريق فبعث نبي الله صلى الله عليه و سلم مناديا ينادي في الناس أن من ضيق منزلا أو قطع طريقا فلا جهاد له
18240 -
أخبرناه أبو عبد الله إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي ثنا أبو العباس الأصم ثنا محمد بن عوف ثنا أبو المغيرة ثنا الأوزاعي حدثني أسيد بن عبد الرحمن عن رجل من جهينة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه و سلم : بنحوه
18241 -
ورواه بقية عن الأوزاعي عن أسيد عن بن مجاهد عن سهل بن معاذ عن أبيه قال : غزونا مع نبي الله صلى الله عليه و سلم بمعناه أخبرناه أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا عمرو بن عثمان ثنا بقية عن الأوزاعي فذكره 137
باب كراهية تمني لقاء العدو وما يفعل وما يقول عند اللقاء 18242 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو الوليد ثنا إبراهيم بن جبلة أنبأ الحسن بن على الحلواني ثنا أبو عامر ثنا المغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : لا تمنوا لقاء العدو وإذا لقيتموهم فاصبروا أخرجه البخاري في الصحيح فقال وقال أبو عامر ورواه مسلم عن الحلواني
18243 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق أنبأ معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق عن موسى بن عقبة عن سالم أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله وكان كاتبا له قال : كتب إليه عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه حين خرج إلى الحرورية فقرأته فإذا فيه إن رسول الله صلى الله عليه و سلم في بعض أيامه التي لقي فيها العدو انتظر حتى مالت الشمس ثم قام في الناس فقال يا أيها الناس لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية فإذا لقيتموهم فاصبروا واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف ثم قال اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم قال وقال أبو النضر وبلغنا أن النبي صلى الله عليه و سلم دعا في مثل ذلك فقال أنت ربنا وربهم ونحن عبيدك وهم عبيدك ونواصينا ونواصيهم بيدك فاهزمهم وانصرنا عليهم رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن محمد عن معاوية بن عمرو وأخرجه مسلم من حديث بن جريج عن موسى بن عقبة دون بلاغ أبي النضر
18244 -
أخبرنا أبو طاهر الحسين بن علي بن سلمة الهمذاني بها أنبأ أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن ماسي المتوثي ثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا عمرو بن مرزوق أنبأ عمران عن قتادة عن أبي بردة عن أبي موسى رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان إذا خاف قوما قال اللهم إني اجعلك في نحورهم وأعوذ بك من شرورهم
18245 -
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا بن أبي قماش يعني محمد بن عيسى أنبأ سعيد بن سليمان عن سليمان بن المغيرة ح قال وحدثنا محمد ثنا سليمان بن حرب وبن عائشة عن حماد بن سلمة كلاهما عن ثابت البناني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يحرك شفتيه بشيء لا يفهم فقلنا يا رسول الله إنك تحرك شفتيك بشيء لا يفهم فقال إن نبيا من الأنبياء أعجبه كثرة قومه فقال من يفي لهؤلاء أو من يقوم لهؤلاء قال فقيل له خير أصحابك بين أن نسلط عليهم عدوا فيستبيح بيضتهم أو الجوع أو الموت فخيرهم فاختاروا الموت قال فمات منهم في ثلاثة أيام سبعون ألفا قال فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنا أقول اللهم بك أقاتل وبك أحاول وبك أصاول ولا حول ولا قوة إلا بك وسائر ما ورد من الدعاء في هذا قد مضى في كتاب الحج وفي كتاب الدعوات 138
باب أي وقت يستحب اللقاء 18246 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا موسى بن إسماعيل ثنا حماد ثنا أبو عمران الجوني عن علقمة بن عبد الله المزني عن معقل بن يسار أن النعمان يعني بن مقرن رضي الله عنه قال : شهدت رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا لم يقاتل من أول النهار أخر القتال حتى تزول الشمس وتهب الرياح وينزل النصر 139
باب الصمت عند اللقاء 18247 - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا أبو أسامة عن هشام بن أبي عبد الله الدستوائي عن قتادة عن الحسن عن قيس بن عباد قال : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم يكرهون رفع الصوت عند ثلاث عند القتال وفي الجنائز وفي الذكر
18248 -
أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا هشام ثنا قتادة عن الحسن عن قيس بن عباد قال : كان أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم يكرهون الصوت عند القتال
18249 -
قال وحدثنا أبو داود ثنا عبيد الله بن عمر ثنا عبد الرحمن عن همام قال حدثني مطر عن قتادة عن أبي بردة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه و سلم : بمثل ذلك
18250 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا تمنوا لقاء العدو وسلوا العافية فإن لقيتموهم فاثبتوا وأكثروا ذكر الله فإن أجلبوا وصيحوا فعليكم بالصمت 140
باب التكبير عند الحرب 18251 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو نصر أحمد بن سهل الفقيه ببخارى أنبأ صالح بن محمد الحافظ ثنا إسماعيل بن إبراهيم أبو معمر الهذلي ثنا سفيان بن عيينة عن أيوب عن محمد بن سيرين عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : صبح رسول الله صلى الله عليه و سلم خيبر بكرة وقد خرجوا بالمساحي فلما نظروا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم جاؤوا يسعون إلى الحصن وقالوا محمد والخميس فرفع رسول الله صلى الله عليه و سلم يديه ثم قال الله أكبر الله أكبر ثلاث مرات خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن محمد وغيره عن سفيان 141
باب الرخصة في الرجز عند الحرب 18252 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ أبو عامر العقدي ثنا عكرمة بن عمار اليماني عن إياس بن سلمة عن أبيه قال غزونا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم : فذكر الحديث بطوله وفيه حين أغاروا على سرح رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ثم قمت على ثنية فاستقبلت المدينة فناديت ثلاثة أصوات يا صباحاه ثم خرجت في آثار القوم أرميهم بالنبل وأرتجز
(
أنا بن الأكوع ... واليوم يوم الرضع ) وفيه قال خرجنا إلى خيبر فجعل عمي عامر يقول
(
بالله لولا الله ما اهتدينا ... وما تصدقنا وما صلينا )
(
ونحن عن فضلك ما استغنينا ... فثبت الأقدام إن لاقينا )
(
وأنزلن سكينة علينا ) فقال النبي صلى الله عليه و سلم من هذا قالوا عامر قال غفر لك ربك وفيه فلما قدمنا خيبر خرج مرحب يخطر بسيفه وهو يقول
(
قد علمت خيبر أني مرحب ... شاكي السلاح بطل مجرب )
(
إذا الحروب أقبلت تلهب ) فبرز له عامر فقال
(
قد علمت خيبر أني عامر ... شاكي السلاح بطل مغامر ) ثم ذكر الحديث في رجوع سيف عامر على نفسه وخروج علي رضي الله عنه ورجزه وقتله إياه وقد مضى
18253 -
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا عبيد الله بن موسى ثنا سفيان ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه ثنا أحمد بن محمد بن عيسى ثنا محمد بن كثير وأبو حذيفة قالا ثنا سفيان عن أبي إسحاق قال سمعت البراء بن عازب رضي الله عنه يقول وجاءه رجل فقال : يا أبا عمارة أوليتم يوم حنين قال أما أنا فأشهد على رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه لم يول ولكن عجل سرعان القوم فرشقتهم هوازن وأبو سفيان بن الحارث آخذ برأس بغلته البيضاء وهو يقول
(
أنا النبي لا كذب ... انا بن عبد المطلب ) رواه البخاري في الصحيح من حديث محمد بن كثير وأخرجاه من حديث يحيى القطان عن سفيان
18254 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق : في قصة جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه وقتاله في غزوة مؤتة قال وهو يقول
(
يا حبذا الجنة واقترابها ... طيبة باردة شرابها )
(
والروم روم قد دنا عذابها ... علي أن لاقيتها ضرابها ) وعن بن إسحاق قال حدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم أن عبد الله بن رواحة قال حين أخذ الراية يومئذ
(
اقسمت يا نفس لتنزلنه ... طائعة أو لتكرهنه )
(
إن اجلب الناس وشدوا الرنه ... ما لي أراك تكرهين الجنة )
(
قد طالما قد كنت مطمئنة ... هل أنت إلا نطفة في شنه ) قال بن إسحاق وقال أيضا
(
يا نفس إلا تقتلي تموتي ... هذا حمام الموت قد صليت )
(
وما تمنيت فقد أعطيت ... إن تفعلي فعلهما هديت )
(
وإن تأخرت فقد شقيت ) يريد جعفرا وزيدا رضي الله عنهما قال ثم أخذ سيفه فتقدم فقاتل حتى قتل
18255 -
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ أبو عمرو بن السماك ثنا عبد الكريم بن الهيثم ثنا عمرو بن مرزوق ثنا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت هنيدة رجل من خزاعة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من يأخذ هذا السيف بحقه قال فقال رجل أنا قال فأخذه فلما لقي العدو جعل يقول
(
إني امرؤ بايعني خليلي ... ونحن عند أسفل النخيل )
(
أن لا أقوم الدهر في الكيول ... أضرب بسيف الله والرسول ) زاد غيره فيه فقاتل حتى قتل رضي الله عنه 142
باب الصف عند القتال 18256 - أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني إبراهيم بن موسى أنبأ أبو يحيى بن عبد الرحيم ثنا أبو أحمد الزبيري ثنا عبد الرحمن بن الغسيل عن حمزة بن أبي أسيد والمنذر بن أبي أسيد ح قال إبراهيم وحدثنا هارون بن عبد الله ثنا الفضل بن دكين ثنا بن الغسيل عن حمزة بن أبي أسيد عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم بدر حين صفنا لقريش وصفوا لنا إذا أكثبوكم فارموهم بالنبل هذا لفظ حديث الفضل وقال أبو أحمد في حديثه إذا أكثبوكم يعني أكثروكم فارموهم بالنبل واستبقوا نبلكم قال أبو بكر الصحيح إذا اكثبوكم رواه البخاري في الصحيح عن أبي نعيم الفضل بن دكين وعن أبي يحيى محمد بن عبد الرحيم عن أبي أحمد 143
باب سل السيوف عند اللقاء 18257 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا محمد بن عيسى ثنا إسحاق بن نجيح وليس بالملطي عن مالك بن حمزة بن أبي أسيد الساعدي عن أبيه عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم بدر إذا أكثبوكم فارموهم بالنبل ولا تسلوا السيوف حتى يغشوكم 144
باب الترجل عند شدة البأس 18258 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ إسماعيل بن قتيبة ثنا يحيى بن يحيى أنبأ أبو خيثمة عن أبي إسحاق قال قال رجل للبراء رضي الله عنه : يا أبا عمارة أكنتم فررتم يوم حنين فقال لا والله ما ولى رسول الله صلى الله عليه و سلم ولكنه خرج شبان أصحابه وأخفاؤهم حسرا ليس عليهم سلاح أو كثير سلاح فلقوا قوما رماة لا يكاد يسقط لهم سهم جمع هوازن وبني نصر فرشقوهم رشقا لا يكادون يخطئون فأقبلوا هناك إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ورسول الله صلى الله عليه و سلم على بغلته البيضاء وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب يقود به فنزل واستنصر وقال
(
أنا النبي لا كذب ... أنا بن عبد المطلب ) ثم صفهم رواه البخاري في الصحيح عن عمرو بن خالد عن زهير ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى 145
باب الخيلاء في الحرب 18259 - أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق ثنا أبان ثنا يحيى بن أبي كثير عن محمد بن إبراهيم عن بن جابر بن عتيك عن جابر بن عتيك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن من الغيرة ما يحبها الله ومنها ما يبغض الله فأما الغيرة التي يحب الله فالغيرة في الريبة وأما الغيرة التي يبغض فالغيرة في غير ريبة وأما الخيلاء التي يحبها الله فاختيال الرجل بنفسه عند القتال واختياله عند الصدقة والخيلاء التي يبغض الله فاختيال الرجل بنفسه في الفخر والخيلاء 146
باب الغزو مع أئمة الجور 18260 - أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا محمد بن عبيد الله بن يزيد ثنا إسحاق بن يوسف الأزرق ثنا زكريا ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ عمرو بن تميم بن سيار الطبري ثنا أبو نعيم ثنا زكريا بن أبي زائدة عن عامر عن عروة البارقي أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة الأجر والغنيمة لفظ حديث أبي نعيم وليس في رواية الأزرق الأجر والغنيمة رواه البخاري في الصحيح عن أبي نعيم وأخرجه مسلم من وجه آخر عن زكريا
18261 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ بشر بن موسى ح وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود قالا ثنا سعيد بن منصور ثنا أبو معاوية ثنا جعفر بن برقان عن يزيد بن أبي نشبة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ثلاث من أصل الإيمان الكف عمن قال لا إله إلا الله لا يكفره بذنب ولا يخرجه من الإسلام بعمل والجهاد ماض منذ بعثني الله عز و جل إلى أن يقاتل آخر أمتي الدجال لا يبطله جور جائر ولا عدل عادل والإيمان بالأقدار وحديث مكحول عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم الجهاد واجب عليكم مع كل أمير برا كان أو فاجرا قد مضى في باب الإمامة وكتاب الجنائز 147
باب ما يستحب من الجيوش والسرايا 18262 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ح وأنبأ أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الرحمن بن محبور الدهان ثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال البزاز قالا ثنا أبو الأزهر ثنا وهب بن جرير ثنا أبي قال سمعت يونس بن يزيد عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن بن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : خير الأصحاب أربعة وخير السرايا أربعمائة وخير الجيوش أربعة آلاف ولن يغلب اثنا عشر ألفا من قلة تفرد به جرير بن حازم موصولا ورواه عثمان بن عمر عن يونس عن عقيل عن الزهري عن النبي صلى الله عليه و سلم منقطعا قال أبو داود أسنده جرير بن حازم وهو خطأ
18263 -
أخبرنا أبو نصر بن قتادة وأبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي قالا ثنا أبو عمرو بن مطر ثنا إبراهيم بن علي ثنا يحيى بن يحيى أنبأ رجل من أهل الشام عن حيي بن مخمر الوصابي قال سمعت أبا عبد الله من أهل دمشق عن أكثم بن الجون الخزاعي ثم الكعبي قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : يا أكثم بن الجون أغز مع غير قومك يحسن خلقك وتكرم على رفقائك يا أكثم بن الجون خير الرفقاء أربعة وخير الطلائع أربعون وخير السرايا أربعمائة وخير الجيوش أربعة الآف ولن يؤتى اثنا عشر ألفا من قلة يا أكثم بن الجون لا ترافق المائتين 148
باب في فضل الجهاد في سبيل الله 18264 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا أحمد بن يونس ثنا إبراهيم بن سعد ثنا بن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم أي الأعمال أفضل قال إيمان بالله ورسوله قيل ثم ماذا قال ثم الجهاد في سبيل الله قيل ثم ماذا قال ثم حج مبرور رواه البخاري في الصحيح عن أحمد بن يونس وغيره ورواه مسلم عن منصور بن أبي مزاحم عن إبراهيم
18265 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا مسدد ثنا عبد الواحد بن زياد ثنا عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : انتدب الله لمن خرج مجاهدا في سبيله لا يخرجه إلا إيمان بي وتصديق برسولي فهو علي ضامن أن أدخله الجنة أو أرجعه إلى بيته الذي خرج منه نائلا ما نال من أجر وغنيمة وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من مكلوم يكلم في الله إلا جاء يوم القيامة وكلمه يدمى اللون لون دم والريح ريح مسك وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم والذي نفسي بيده لولا أن أشق على أمتي ما تخلفت خلف سرية تغزو في سبيل الله ولكن لا أجد ما أحملهم ولا يجدون سعة فيتبعوني ولا تطيب أنفسهم أن يتخلفوا بعدي وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم والذي نفسي بيده لوددت أني أغزو في سبيل الله فأقتل ثم أغزو فاقتل ثم أغزو فأقتل حديث الكلم رواه البخاري في الصحيح عن مسدد وروى الباقي عن حرمي بن حفص عن عبد الواحد وأخرجه مسلم من حديث جرير بن عبد الحميد عن عمارة
18266 -
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب الخوارزمي الحافظ ببغداد ثنا أبو العباس محمد بن أحمد النيسابوري ثنا محمد بن عمرو بن النضر أنبأ يحيى بن يحيى أنبأ المغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : تكفل الله لمن جاهد في سبيله لا يخرجه من بيته إلا جهاد في سبيله وتصديق كلمته بأن يدخله الجنة أو يرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه مع ما نال من أجر أو غنيمة
18267 -
وعن النبي صلى الله عليه و سلم قال : والذي نفس محمد بيده لولا أن أشق على المؤمنين إن قعدت خلاف سرية تغزو في سبيل الله ولكن لا أجد سعة فأحملهم ولا يجدون سعة فيتبعوني ولا تطيب أنفسهم أن يقعدوا بعدي
18268 -
وعن النبي صلى الله عليه و سلم قال : والذي نفس محمد بيده لوددت أن أقاتل في سبيل الله فاقتل ثم أحيا فأقتل ثم أحيا فأقتل ثم أحيا فأقتل ثم أحيا كان أبو هريرة يقول ثلاثا أشهد الله الحديث الأول رواه مسلم عن يحيى بن يحيى وقد أخرجا باقية من أوجه
18269 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا جعفر بن محمد بن شاكر ثنا عفان ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا عفان ثنا همام ثنا محمد بن جحادة أن أبا حصين حدثه أن ذكوان حدثه أن أبا هريرة رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله علمني عملا يعدل الجهاد قال لا أجده ثم قال فقال هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل المسجد فتقوم ولا تفتر وتصوم ولا تفطر قال لا أستطيع ذلك قال أبو هريرة إن فرس المجاهد يستن في طوله فيكتب له حسنات لفظ حديث جعفر رواه البخاري في الصحيح عن إسحاق عن عفان
18270 -
أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ حاجب بن أحمد بن سفيان الطوسي ثنا عبد الرحيم بن منيب ثنا جرير بن عبد الحميد ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق إملاء ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ جرير عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قالوا : يا رسول الله أخبرنا ما يعدل الجهاد في سبيل الله قال إنكم لا تستطيعون قلنا بلى قال إنكم لا تستطيعونه قال فلا أدري في الثالثة أم في الرابعة مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم القانت بآيات الله لا يفتر من صلاة ولا صيام حتى يرجع المجاهد إلى أهله رواه مسلم في الصحيح عن زهير بن حرب عن جرير
18271 -
أخبرنا أبو علي الروذباري وأبو عبد الله الحافظ قالا ثنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن أيوب ثنا أبو حاتم الرازي ح وأخبرنا أبو عبد الله أخبرني أحمد بن محمد بن عبدوس ثنا عثمان بن سعيد الدارمي قالا ثنا أبو توبة ثنا معاوية يعني بن سلام عن زيد هو بن سلام أنه سمع أبا سلام قال حدثني النعمان بن بشير رضي الله عنه قال : كنت عند منبر رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال رجل لا أبالي أن لا أعمل عملا بعد الإسلام إلا أن أعمر المسجد الحرام وقال الآخر الجهاد في سبيل الله أفضل مما قلتم فزجرهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه ثم قال لا ترفعوا أصواتكم عند منبر رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يوم الجمعة ولكني إذا صليت الجمعة دخلت فاستفتيته فيما اختلفتم فيه فأنزل الله عز و جل { أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله } الآية رواه مسلم في الصحيح عن الحسن بن علي الحلواني عن أبي توبة
18272 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا أبو عبد الله محمد بن نصر ثنا يحيى بن يحيى أنبأ عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال : موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها الغدوة يغدوها العبد في سبيل الله والروحة خير من الدنيا وما فيها رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى ورواه البخاري عن القعنبي عن عبد العزيز وفي الباب عن أبي أيوب الأنصاري وأبي هريرة وأنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه و سلم
18273 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس الأموي أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني عمر بن مالك الشرعبي عن عبيد الله بن أبي جعفر عن صفوان بن سليم عن سلمان الأغر عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بسرية تخرج فقالوا يا رسول الله أنخرج الليلة أم نمكث حتى نصبح فقال أولا تحبون أن تبيتوا في خريف من خرائف الجنة والخريف الحديقة
18274 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني أبو هانئ الخولاني عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : يا أبا سعيد من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا وجبت له الجنة قال فعجب لها أبو سعيد فقال أعدها علي يا رسول الله صلى الله عليه و سلم ففعل ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم وأخرى يرفع بها العبد مائة درجة في الجنة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض قال وما هي يا رسول الله قال الجهاد في سبيل الله الجهاد في سبيل الله الجهاد في سبيل الله رواه مسلم في الصحيح عن سعيد بن منصور عن بن وهب
18275 -
أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا أبو الأزهر ثنا يونس بن محمد ثنا فليح عن هلال بن علي عن عطاء بن يسار أو بن أبي عمرة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من آمن بالله ورسوله وأقام الصلاة وآتى الزكاة وصام رمضان كان حقا على الله أن يدخله يعني الجنة هاجر في سبيل الله أو مات في أرضه التي ولد فيها قالوا يا رسول الله أفلا تنبىء الناس بذلك قال إن في الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض أعدها الله للمجاهدين في سبيله فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه وسط الجنة وأعلى الجنة ومنه تفجر أنهار الجنة وفوقه عرش الرحمن تبارك وتعالى
18276 -
قال وثنا أبو الأزهر ثنا يونس بن محمد قال فحدثنا بهذا الحديث فليح الثانية فذكره عن هلال بن علي عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة : بنحوه ولم يشك رواه البخاري في الصحيح عن يحيى بن صالح عن فليح ولم يشك
18277 -
أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي أنبأ أبو سهل بن زياد القطان ثنا عبد الكريم بن الهيثم ثنا أبو اليمان أخبرني شعيب عن الزهري حدثني عطاء بن يزيد أنه حدثه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قيل : يا رسول الله أي الناس أفضل فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم مؤمن مجاهد في سبيل الله بنفسه وماله فقال ثم من قال مؤمن في شعب من الشعاب يتقي الله عز و جل ويدع الناس من شره رواه البخاري في الصحيح عن أبي اليمان وأخرجاه من أوجه عن الزهري
18278 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الحسن العنزي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا يحيى بن يحيى ح وأخبرنا أبو نصر بن قتادة وأبو بكر بن محمد بن محمد بن عبد الله العطار الحيري وأبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي قالوا ثنا أبو عمرو بن مطر ثنا إبراهيم بن علي الذهلي ثنا يحيى بن يحيى أنبأ عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن بعجة عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال : من خير معاش الناس رجل ممسك بعنان فرسه في سبيل الله يطير على متنه كلما سمع هيعة أو فزعة طار عليه يبتغي القتل والموت مظانه أو رجل في غنيمة في رأس شعفة من هذه الشعف أو بطن واد من هذه الأودية يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويعبد ربه حتى يأتيه اليقين ليس من الناس إلا في خير رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى ورواه عن قتيبة عن عبد العزيز بن أبي حازم ويعقوب بن عبد الرحمن كليهما عن أبي حازم بهذا الإسناد مثله وقال عن بعجة بن عبد الله بن بدر وقال في شعبة من هذه الشعاب
18279 -
حدثنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ أحمد بن جعفر القطيعي ثنا إبراهيم بن عبد الله وهو أبو مسلم ح وحدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا أبو مسلم ثنا عمرو بن مرزوق ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن أبيه عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة إن أعطي رضي وإن منع سخط تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله أشعث رأسه مغبرة قدماه إن كان في الساقة كان في الساقة وإن كان في الحراسة كان في الحراسة إن استأذن لم يؤذن له وإن شفع لم يشفع طوبى له ثم طوبى له رواه البخاري في الصحيح عن عمرو بن مرزوق
18280 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو عبد الله إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ العباس بن الوليد بن مزيد أخبرني أبي حدثني الأوزاعي حدثني يحيى بن أبي كثير حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن حدثني عبد الله بن سلام : أن ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم قالوا لو أرسلنا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم رسولا يسأله عن أحب الأعمال إلى الله قال فلم يذهب إليه أحد منا وهبنا أن نسأله عن ذلك قال فدعا رسول الله صلى الله عليه و سلم أولئك النفر رجلا رجلا حتى جمعهم ونزلت فيهم هذه السورة سبح لله قال عبد الله بن سلام فقرأها علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم كلها قال أبو سلمة قرأها علينا عبد الله بن سلام كلها قال يحيى بن أبي كثير وقرأها علينا أبو سلمة كلها قال الأوزاعي وقرأها علينا يحيى كلها قال العباس قال أبي وقرأها علينا الأوزاعي كلها
18281 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو عبد الله إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا معاوية بن عمرو ثنا أبو إسحاق عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن عبد الله بن سلام قال : اجتمعنا فتذاكرنا فقلنا أيكم يأتي رسول الله صلى الله عليه و سلم فيسأله أي الأعمال أحب إلى الله قال ثم تفرقنا وهبنا أن يأتيه منا أحد فأرسل إلينا رسول الله صلى الله عليه و سلم فجمعنا فجعل يومىء بعضنا إلى بعض فقرأ علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم إلى آخر السورة الحشر الحديد قال يحيى فقرأها علينا أبو سلمة من أولها إلى آخرها قال أبو سلمة فقرأها علينا عبد الله بن سلام من أولها إلى آخرها قال الأوزاعي فقرأها علينا يحيى من أولها إلى آخرها قال أبو إسحاق وقرأها علينا الأوزاعي من أولها إلى آخرها قال معاوية وقرأها أبو إسحاق علينا من أولها إلى آخرها قال أبو بكر الصغاني وقرأها علينا معاوية من أولها إلى آخرها قال أبو العباس ولم يقرأ علينا الصغاني السورة بتمامها وقرأ أبو العباس من أولها شيئا وقرأ القاضي من أولها شيئا وقرأ أبو عبد الله الحافظ علينا السورة من أولها إلى آخرها وقرأها الشيخ من أولها إلى آخرها
18282 -
أخبرنا أبو بكر بن فورك رحمه الله أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا الأسود بن شيبان عن يزيد بن عبد الله بن الشخير عن مطرف بن عبد الله بن الشخير قال كان الحديث يبلغني عن أبي ذر رضي الله عنه فكنت أشتهي لقاءه فلقيته فقلت يا أبا ذر إنه كان يبلغني عنك الحديث فكنت أشتهي لقاءك فقال لله أبوك فقد لقيت فهات فقلت حديث بلغني أنك تحدث أن رسول الله صلى الله عليه و سلم حدثكم : أن الله تعالى يحب ثلاثة ويبغض ثلاثة قال ما إخالني أن أكذب على خليلي صلى الله عليه و سلم قلت فمن الثلاثة الذين يحب الله قال رجل لقي العدو فقاتل وإنكم لتجدون ذلك في الكتاب عندكم إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا قلت ومن قال رجل له جار سوء فهو يؤذيه فيصبر على أذاه فيكفيه الله إياه بحياة أو موت قال ومن قال رجل كان مع قوم في سفر فنزلوا فعرسوا وقد شق عليهم الكرى والنعاس ووضعوا رؤوسهم فناموا وقام فتوضأ فصلى رهبة لله ورغبة إليه قلت فمن الثلاثة الذين يبغض قال البخيل المنان والمختال الفخور وإنكم لتجدون ذلك في كتاب الله إن الله لا يحب كل مختال فخور قال فمن الثالث قال التاجر الحلاف أو البائع الحلاف
18283 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس هو الأصم ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن أبي الخطاب عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قام عام تبوك خطب الناس وهو مضيف ظهره إلى نخلة فقال : ألا أخبركم بخير الناس وشر الناس إن من خير الناس رجلا عمل في سبيل الله على ظهر فرسه أو على ظهر بعيره أو على قدمه حتى يأتيه الموت وإن من شر الناس رجلا فاجرا يقرأ كتاب الله فلا يرعوي إلى شيء منه
18284 -
أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا أبو الأزهر ثنا أبو عامر العقدي عن هشام بن سعد ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس الأموي ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أخبرنا بن وهب أخبرني هشام بن سعد عن سعيد بن أبي هلال عن بن أبي ذباب عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم مر بشعب فيه عيينة من ماء عذب فأعجبه طيبه وحسنه فقال لو اعتزلت الناس وأقمت في هذا الشعب ثم قال لا أفعل حتى أستأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقال لا تفعل فإن مقام أحدكم في سبيل الله أفضل من صلاته في أهله ستين عاما ألا تحبون أن يغفر الله لكم ويدخلكم الجنة اغزوا في سبيل الله من قاتل في سبيل الله فواق ناقته وجبت له الجنة
18285 -
أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر القطان ثنا أبو الأزهر ثنا عبد الله بن صالح ثنا يحيى بن أيوب عن هشام بن حسان عن الحسن عن عمران بن حصين رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : مقام الرجل في الصف أي في سبيل الله أفضل من عبادة رجل ستين سنة
18286 -
أخبرنا أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا بن المبارك عن أبي معن عن أبي صالح مولى عثمان بن عفان قال قال عثمان بن عفان رضي الله عنه في مسجد الخيف يا أيها الناس حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم كنت أكتمكموه ضنا بكم قد بدا لي أن أبديه نصيحة لكم سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : يوم المجاهد في سبيل الله كألف يوم فيما سواه فلينظر منكم كل امرئ لنفسه
18287 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه أنبأ عبيد بن شريك ثنا أبو الجماهر محمد بن عثمان التنوخي ثنا الهيثم بن حميد أخبرني العلاء بن الحارث عن القاسم أبي عبد الرحمن عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رجلا قال : يا رسول الله ائذن لي في السياحة فقال إن سياحة أمتي الجهاد في سبيل الله
18288 -
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا عبيد بن شريك ثنا أبو الجماهر ثنا الهيثم يعني بن حميد ثنا العلاء بن الحارث عن القاسم عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : ائذن لي في الزنا قال فهم من كان قرب النبي صلى الله عليه و سلم أن يتناولوه فقال النبي صلى الله عليه و سلم دعوه ثم قال له النبي صلى الله عليه و سلم ادنه أتحب أن يفعل ذلك بأختك قال لا قال فبابنتك قال لا فلم يزل يقول بكذا وكذا كل ذلك يقول لا فقال له النبي صلى الله عليه و سلم فاكره ما كره الله وأحب لأخيك ما تحب لنفسك قال يا رسول الله فادع الله أن يبغض إلي النساء قال النبي صلى الله عليه و سلم اللهم بغض إليه النساء قال فانصرف الرجل ثم رجع إليه بعد ليال فقال يا رسول الله ما من شيء أبغض إلي من النساء فائذن لي بالسياحة فقال النبي صلى الله عليه و سلم إن سياحة أمتي الجهاد في سبيل الله
18289 -
أخبرنا الإمام أبو الطيب سهل بن محمد بن سليمان رحمه الله ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب بن يوسف أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ أبي وشعيب بن الليث قالا ثنا الليث بن سعد عن بن الهاد عن سهيل بن أبي صالح عن صفوان بن أبي يزيد عن القعقاع بن أبي اللجلاج عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في جوف عبد أبدا ولا يجتمع الشح والإيمان في قلب عبد أبدا 149 باب فضل من رمى بسهم في سبيل الله عز و جل 18290 - أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران العدل وأبو عبد الله الحسين بن الحسن الغضائري ببغداد قالا أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو ثنا محمد بن عبيد الله المنادي ثنا يونس بن محمد ثنا شيبان عن قتادة ثنا سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة عن أبي نجيح السلمي رضي الله عنه قال : شهدت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم قصر الطائف فسمعت نبي الله صلى الله عليه و سلم يقول من رمى بسهم فبلغ فله درجة في الجنة فقال رجل يا نبي الله إن رميت بسهم فلي درجة في الجنة قال نعم فرمى فبلغ قال وبلغت يومئذ ستة عشر سهما قال وسمعت نبي الله صلى الله عليه و سلم يقول من شاب شيبة في سبيل الله كانت له نورا يوم القيامة ومن رمى بسهم كان له نورا يوم القيامة وأيما رجل أعتق رجلا مسلما فإن الله عز و جل جاعل وقاء كل عظم من عظامه عظما من عظام محرره من النار وأيما امرأة مسلمة أعتقت أمرأة مسلمة فإن الله جاعل وقاء كل عظم من عظامها عظما من عظام محررها من النار ورواه أيضا أسد بن وداعة عن أبي نجيح عمرو بن عبسة
18291 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني رجال من أهل العلم منهم عمرو بن الحارث عن سليمان بن عبد الرحمن عن القاسم مولى عبد الرحمن عن عمرو بن عبسة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : من رمى العدو بسهم فبلغ سهمه أخطأ أو أصاب فعدل رقبة
18292 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثني علي بن عيسى الحيري ثنا مسدد بن قطن ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا جرير عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد عن شرحبيل بن السمط قال قلنا لكعب بن مرة السلمي رضي الله عنه حدثنا واحذر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم : يقول من شاب شيبة في الإسلام كانت له نورا يوم القيامة ومن رمى بسهم في سبيل الله كان كعتق رقبة
18293 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران وأبو علي الروذباري وأبو الحسين بن القطان وأبو عبد الله الحسين بن عمر بن برهان وأبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار قالوا ثنا إسماعيل بن محمد الصفار أنبأ الحسن بن عرفة ثنا مروان بن معاوية عن هاشم بن هاشم الزهري قال سمعت سعيد بن المسيب يقول سمعت سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه يقول : نثل لي رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الحسن بن عرفة يعني نفض كنانته يوم أحد وقال ارم فداك أبي وأمي رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن محمد عن مروان بن معاوية
18294 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني ثنا حفص بن عمر ثنا قبيصة ح وأخبرنا سليمان ثنا معاذ بن المثنى ثنا مسدد ثنا يحيى بن سعيد قالا ثنا سفيان عن سعد بن إبراهيم عن عبد الله بن شداد بن الهاد عن علي رضي الله عنه قال : ما سمعت النبي صلى الله عليه و سلم جمع أبويه إلا لسعد فإنه قال ارم فداك أبي وأمي رواه البخاري في الصحيح عن قبيصة ومسدد عن يحيى عن الثوري وأخرجه مسلم من أوجه عن سعد بن إبراهيم
18295 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو محمد الحسن بن محمد بن حليم أنبأ أبو الموجه أنبأ عبدان أنبأ عبد الله أنبأ الأوزاعي عن إسحاق بن أبي طلحة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان أبو طلحة تترس مع رسول الله صلى الله عليه و سلم بترس واحد وكان أبو طلحة حسن الرمي وكان إذا رمى أشرف النبي صلى الله عليه و سلم فينظر إلى موضع نبله رواه البخاري في الصحيح عن أحمد بن محمد عن عبد الله بن المبارك 150
باب فضل المشي في سبيل الله 18296 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا محمد بن عثمان التنوخي أبو الجماهر ثنا يحيى بن حمزة ح وأنبأ أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي ثنا عبد الله بن أبي زياد الموصلي حدثني إسحاق بن زياد الخطابي وكان يسكن حران ثنا محمد بن المبارك الصوري ثنا يحيى بن حمزة حدثني يزيد بن أبي مريم أخبرني عباية بن رفاعة بن رافع حدثني أبو عبس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ما اغبرت قدما عبد في سبيل الله فتمسها النار أبدا لفظهما واحد رواه البخاري في الصحيح عن إسحاق عن محمد بن المبارك
18297 -
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر بن أحمد ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا عبد الله بن المبارك ثنا عتبة بن حكيم عن حرملة عن أبي المصبح الحمصي قال كنا نسير في صائفة وعلى الناس مالك بن عبد الله الخثعمي فأتى على جابر بن عبد الله رضي الله عنه وهو يمشي يقود بغلاله فقال ألا تركب وقد حملك الله فقال جابر رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمهما الله على النار أصلح لي دابتي وأستغني عن قومي فوثب الناس عن دوابهم فما رأيت نازلا أكثر من يومئذ 151 باب فضل الشهادة في سبيل الله عز و جل 18298 - أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة ح وأنبأ أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا أبو عامر العقدي ثنا شعبة عن قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ما أجد أحدا يدخل الجنة فيتمنى أن يخرج منها وإن له ما على الأرض من شيء إلا الشهيد فإنه يتمنى أن يرجع فيقتل عشر مرار لما رأى من الكرامة لفظ حديث العقدي وفي رواية الطيالسي ما من عبد له عند الله خير يحب أن يرجع إلى الدنيا إلا الشهيد فإنه يود لو أنه رجع فقتل عشر مرات لما يرى من فضل الشهادة أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح من حديث غندر عن شعبة
18299 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا أبو موسى أنبأ أبو معاوية ثنا الأعمش ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ جرير وعيسى بن يونس عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه : سئل عن أرواح الشهداء قال قد سألنا عن ذلك فقال أرواحهم كطير خضر لها قناديل معلقة في العرش تسرح حيث شاءت ثم تأوي إلى قناديلها فبينما هم على ذلك إذ اطلع عليهم ربك اطلاعة فيقول ما تشتهون فيقولون وما نشتهي ونحن في الجنة نسرح حيث شئنا فإذا رأوا أن لا بد من أن يسألوا قالوا ترد أرواحنا في أجسادنا فنقاتل في سبيل الله فنقتل مرة أخرى فإذا رأى أن لا يسألوه شيئا تركهم لفظ حديث أبي عبد الله وفي رواية المقرئ قال سألنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن هذه الآية { ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين } قال أما إنا قد سألنا عن ذلك ثم ذكر معناه رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى عن أبي معاوية وعن إسحاق بن إبراهيم
18300 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ثنا يحيى بن منصور الهروي ثنا محمد بن عبد الله بن نمير ثنا أسباط وأبو معاوية قالا ثنا الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق قال : سألنا عبد الله رضي الله عنه عن هذه الآية فذكرها وقال أرواحهم في جوف طير خضر رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن عبد الله بن نمير
18301 -
أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا عبد الله بن إدريس عن محمد بن إسحاق عن إسماعيل بن أمية عن أبي الزبير عن سعيد بن جبير عن بن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم في جوف طير خضر ترد أنهار الجنة تأكل من ثمارها وتأوي إلى قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم ومقيلهم قالوا من يبلغ إخواننا عنا أنا أحياء في الجنة نرزق لئلا يزهدوا في الجهاد ولا ينكلوا عند الحرب قال الله عز و جل أنا أبلغهم عنكم قال وأنزل الله عز و جل { ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء إلى آخر الآيات }
18302 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا مسدد ثنا يزيد بن زريع ثنا عوف حدثتنا حسيناء بنت معاوية قالت حدثني عمي قال قلت : يا رسول الله من في الجنة قال النبي في الجنة والشهيد والمولود والوئيد
18303 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني عبد الرحمن بن سعد عن سهل بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : إن أول ما يهراق من دم الشهيد تغفر له ذنوبه
18304 -
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا عبد الله بن المبارك ثنا صفوان بن عمرو السكسكي عن أبي المثنى المليكي عن عتبة بن عبد السلمي رضي الله عنه وكانت له صحبة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : القتلى ثلاثة رجل مؤمن خرج بنفسه وماله فلقي العدو فقاتل حتى يقتل فذلك الممتحن في خيمة الله تحت عرشه لا يفضله النبيون إلا بدرجة النبوة ورجل مؤمن فرق على نفسه من الذنوب والخطايا لقي العدو فقاتل حتى يقتل فتلك مصمصة تحت ذنوبه وخطاياه إن السيف محاء للخطايا وقيل له ادخل من أي أبواب الجنة الثمانية شئت فإنها ثمانية أبواب ولجهنم سبعة أبواب بعضها أفضل من بعض يعني أبواب الجنة ورجل منافق خرج بنفسه وماله فقاتل حتى يقتل فذاك في النار إن السيف لا يمحو النفاق
18305 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد النقري أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا عبد الواحد بن غياث ثنا حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن مرة الهمداني عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : عجب ربنا من رجلين رجل ثار عن وطائه ولحافه من بين حبه وأهله إلى صلاته رغبة فيما عندي وشفقة مما عندي ورجل غزا في سبيل الله فانهزم فعلم ما عليه في الانهزام وما له في الرجوع فرجع حتى أهريق دمه فيقول الله عز و جل لملائكته انظروا إلى عبدي رجع رغبة فيما عندي وشفقة مما عندي حتى أهريق دمه وروي في معناه عن أبي الدرداء مرفوعا
18306 -
أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا علي بن الحسن الدرابجردي ثنا عبد الله بن يزيد المقرئ ثنا سعيد حدثني محمد بن عجلان عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : الشهيد لا يجد ألم القتل إلا كما يجد أحدكم ألم القرصة
18307 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا أحمد بن الوليد ثنا حجاج قال قال بن جريج حدثني عثمان بن أبي سليمان عن علي الأزدي عن عبيد بن عمير عن عبد الله بن حبشي رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه و سلم سئل أي الأعمال أفضل قال إيمان لا شك فيه وجهاد لا غلول فيه وحجة مبرورة قيل أي الصلاة أفضل قال طول القيام قيل فأي الصدقة أفضل قال جهد من مقل قيل فأي الهجرة أفضل قال من هجر ما حرم الله عليه قيل فأي الجهاد أفضل قال من جاهد المشركين بماله ونفسه قيل فأي القتل أشرف قال من أهريق دمه وعقر جواده 152
باب الشهيد يشفع 18308 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا أحمد بن صالح ثنا يحيى بن حسان ثنا الوليد بن رباح الذماري قال حدثني عمي نمران بن عتبة الذماري قال دخلنا على أم الدرداء ونحن أيتام فقالت أبشروا فإني سمعت أبا الدرداء يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : يشفع الشهيد في سبعين من أهل بيته قال أبو داود صوابه رباح بن الوليد 153
باب فضل من يجرح في سبيل الله 18309 - أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف أنبأ أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد البصري بمكة ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا سفيان بن عيينة عن أبي الزناد وبن عجلان عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا يكلم أحد في سبيل الله والله أعلم بمن يكلم في سبيله إلا جاء يوم القيامة وجرحه يثعب دما اللون لون الدم والريح ريح المسك رواه البخاري في الصحيح عن بن يوسف عن مالك عن أبي الزناد ورواه مسلم عن الناقد وزهير عن سفيان عن أبي الزناد
18310 -
حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي أنبأ أبو القاسم عبيد الله بن إبراهيم بن بالويه المزكي ثنا أحمد بن يوسف السلمي ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة رضي الله عنه قال وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : كل كلم يكلمه المسلم في سبيل الله يكون يوم القيامة كهيئتها إذا طعنت تفجر دما فاللون لون الدم والعرف عرف المسك رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن رافع عن عبد الرزاق 154
باب فضل من قتل كافرا 18311 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا معاوية بن عمرو ح وأخبرنا أبو عبد الله أخبرني أبو عمرو الحيري وأبو بكر الوراق قالا أنبأ الحسن بن سفيان ثنا عبد الله بن عون قالا ثنا أبو إسحاق الفزاري عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا يجتمعان في النار اجتماعا يضر أحدهما قيل من هم يا رسول الله قال مؤمن قتل كافرا ثم سدد لفظ حديث عبد الله رواه مسلم في الصحيح عن عبد الله بن عون
18312 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر ثنا أبو عبد الله محمد بن نصر ثنا قتيبة بن سعيد ثنا إسماعيل بن جعفر عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا يجتمع كافر وقاتله في النار أبدا رواه مسلم في الصحيح عن قتيبة 155
باب الرجلين يقتل أحدهما صاحبه فيدخلان الجنة 18313 - أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري وأبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران قالا أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور الرمادي ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن همام بن منبه انه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : يضحك الله من رجلين يقتل أحدهما الآخر كلاهما يدخل الجنة قالوا وكيف ذاك يا رسول الله قال يقتل هذا فيلج الجنة ثم يتوب الله عز و جل على الآخر فيهديه إلى الإسلام ثم يجاهد في سبيل الله فيستشهد رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن رافع عن عبد الرزاق وأخرجه البخاري من وجه آخر عن معمر
18314 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني مالك بن أنس عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر كلاهما يدخل الجنة يقاتل هذا في سبيل الله فيقتل ثم يتوب الله على القاتل فيقاتل فيستشهد رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن يوسف عن مالك وأخرجه مسلم من حديث سفيان عن أبي الزناد 156
باب فضل من مات في سبيل الله 18315 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرنا أبو النضر الفقيه أنبأ أبو عبد الله محمد بن نصر الإمام ح وأخبرنا أبو نصر بن قتادة الأنصاري وأبو بكر محمد بن محمد بن عبد الله بن جعفر العطار الحيري وأبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي قالوا أنبأ أبو عمرو بن مطر ثنا إبراهيم بن علي قالا ثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك بن أنس عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه وكانت أم حرام تحت عبادة بن الصامت فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما فأطعمته ثم جلست تفلي رأسه فنام رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم استيقظ وهو يضحك قالت فقلت ما يضحكك يا رسول الله فقال ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله يركبون ثبج هذا البحر ملوكا على الأسرة أو مثل الملوك على الأسرة يشك أيهما قال قالت فقلت يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فدعا لها ثم وضع رسول الله صلى الله عليه و سلم رأسه فنام ثم استيقظ وهو يضحك قالت فقلت ما يضحكك يا رسول الله قال ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله كما قال في الأولى قالت فقلت يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم قال أنت من الأولين فركبت أم حرام بنت ملحان البحر في زمن معاوية فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى ورواه البخاري عن إسماعيل وغيره عن مالك
18316 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا سليمان بن حرب ثنا ح قال وأخبرني أبو الوليد ثنا أبو القاسم البغوي ثنا خلف بن هشام قالا ثنا حماد بن زيد ثنا يحيى بن سعيد ثنا محمد بن يحيى بن حبان عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال حدثتني أم حرام بنت ملحان رضي الله عنها : أن النبي صلى الله عليه و سلم قال في بيتها يوما ثم استيقظ وهو يضحك فقلت يا رسول الله ما أضحكك قال عرض علي قوم من أمتي يركبون ظهر هذا البحر كالملوك على الأسرة قلت ادع الله أن يجعلني منهم فدعا لها ثم نام ثم قام فقال مثل ذلك فقلت ادع الله أن يجعلني منهم قال أنت من الأولين فتزوجها عبادة بن الصامت فغزا بها في البحر فلما رجعوا قربت لها بغلة لتركبها فصرعتها فدقت عنقها فماتت رواه البخاري في الصحيح عن أبي النعمان عن حماد ورواه مسلم عن خلف بن هشام
18317 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس الأموي ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير ثنا محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم التيمي عن محمد بن عبد الله بن عتيك أخي بني سلمة عن أبيه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : من خرج من بيته مجاهدا في سبيل الله قال ثم ضم أصابعه الثلاث وأين المجاهدون في سبيل الله من خرج في سبيل الله فخر عن دابته فمات فقد وقع أجره على الله وإن لدغته دابة فمات فقد وقع أجره على الله ومن مات حتف أنفه قال وإنها لكلمة ما سمعتها من أحد من العرب أول من رسول الله صلى الله عليه و سلم يعني بحتف أنفه على فراشه فقد وقع أجره على الله ومن قتل قعصا فقد استوجب الجنة
18318 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا عبيد بن شريك ثنا عبد الوهاب بن نجدة ثنا عتبة عن بن ثوبان عن أبيه يرده إلى مكحول إلى بن غنم الأشعري أن أبا مالك الأشعري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الله عز و جل قال : من انتدب خارجا في سبيل الله ابتغاء وجهه وتصديق وعده وإيمانا برسالاته على الله ضامن فإما يتوفاه الله في الجيش بأي حتف شاء فيدخله الجنة وإما يسيح في ضمان الله وإن طالت غيبته ثم يرده إلى أهله سالما مع ما نال من أجر أو غنيمة قال ومن فصل في سبيل الله فمات أو قتل يعني فهو شهيد أو وقصة فرسه أو بعيره أو لدغته هامة أو مات على فراشه بأي حتف شاء الله فإنه شهيد وله الجنة
18319 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو بكر محمد بن إبراهيم البزار ثنا سماك بن عبد الصمد ثنا أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغساني ثنا إسماعيل بن عبد الله حدثني الأوزاعي حدثني سليمان بن حبيب عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ثلاثة كلهم ضامن على الله عز و جل رجل خرج غازيا في سبيل الله فهو ضامن على الله حتى يتوفاه فيدخله الجنة أو يرده بما نال من أجر أو غنيمة ورجل راح إلى المسجد فهو ضامن على الله حتى يتوفاه فيدخله الجنة أو يرده بما نال من أجر أو غنيمة ورجل دخل بيته بسلام فهو ضامن على الله
18320 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا علي بن حمشاذ العدل ثنا عبيد بن شريك البزار ثنا يحيى بن بكير ثنا الليث بن سعد عن الحارث بن يعقوب عن قيس بن رافع القيسي عن عبد الرحمن بن جبير عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أنه : مر بمعاذ بن جبل رضي الله عنه وهو قاعد على بابه يشير بيده كأنه يحدث نفسه فقال له عبد الله ما شأنك يا أبا عبد الرحمن تحدث نفسك قال وما لي يريد عدو الله أن يلهيني عن كلام سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم قال مكابد دهرك الآن في بيتك ألا تخرج إلى المجلس فتحدث وأنا سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من جاهد في سبيل الله كان ضامنا على الله ومن جلس في بيته لا يغتاب أحدا بسوء كان ضامنا على الله ومن عاد مريضا كان ضامنا على الله ومن غدا إلى المسجد وراح كان ضامنا على الله ومن دخل على إمام يعزره كان ضامنا على الله فيريد عدو الله أن يخرجه من بيتي إلى المجلس 157
باب من أتاه سهم غرب فقتله 18321 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي ثنا إسحاق بن الحسن بن ميمون ثنا حسين بن محمد ثنا شيبان عن قتادة حدثنا أنس بن مالك رضي الله عنه أن أم الربيع بنت البراء وهي أم حارثة بنت سراقة : أتت النبي صلى الله عليه و سلم فقالت يا نبي الله ألا تخبرني عن حارثة وكان قتل يوم بدر أصابه سهم غرب فإن كان في الجنة صبرت وإن كان غير ذلك اجتهدت عليه البكاء قال يا أم حارثة إنها جنان في الجنة وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى قال قتادة الفردوس ربوة في الجنة وأوسطها وأفضلها رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن عبد الله عن حسين بن محمد 158
باب من يسلم فيقتل مكانه في سبيل الله 18322 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب الحافظ ببغداد ثنا أبو العباس محمد بن أحمد بن حمدان النيسابوري ثنا محمد بن أيوب أنبأ إبراهيم بن موسى أنبأ عيسى بن يونس ثنا زكريا عن أبي إسحاق عن البراء رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأنك عبده ورسوله ثم تقدم فقاتل حتى قتل فقال النبي صلى الله عليه و سلم عمل هذا يسيرا وأجر كثيرا رواه مسلم في الصحيح عن أحمد بن جناب عن عيسى بن يونس
18323 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا عبد الله بن رجاء أنبأ إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء رضي الله عنه قال : أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم رجل مقنع بالحديد فقال يا رسول الله أقاتل أو أسلم قال لا بل أسلم ثم قاتل فأسلم فقاتل فقتل فقال هذا عمل قليلا وأجر كثيرا رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن عبد الرحيم عن شبابة عن إسرائيل
18324 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن محمد العنزي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا موسى بن إسماعيل ثنا حماد بن سلمة أنبأ محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن عمرو بن أقيش كان له ربا في الجاهلية فكره أن يسلم حتى يأخذه فجاء يوم أحد فقال أين بنو عمي فقالوا بأحد فقال أين فلان قالوا بأحد قال أين فلان قالوا بأحد فلبس لأمته وركب فرسه ثم توجه قبلهم فلما رآه المسلمون قالوا إليك عنا يا عمرو فقال إني قد آمنت فقاتل حتى جرح فحمل إلى أهله جريحا فجاءه سعد بن معاذ فقال لأخته سليه حمية لقومك أم غضبا لهم أم غضبا لله ورسوله فقال بل غضبا لله ورسوله فمات فدخل الجنة وما صلى لله صلاة 159 باب بيان النية التي يقاتل عليها ليكون في سبيل الله عز و جل 18325 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا عثمان بن سعيد الدارمي وصالح بن محمد الرازي قالا ثنا سليمان بن حرب ثنا شعبة بن الحجاج عن عمرو بن مرة عن أبي وائل عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال الرجل يقاتل للمغنم والرجل يقاتل للذكر والرجل يقاتل ليعرف فمن في سبيل الله فقال من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله رواه البخاري في الصحيح عن سليمان بن حرب وأخرجه هو ومسلم من حديث غندر عن شعبة
18326 -
حدثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد البصري بمكة ثنا سعدان بن نصر المخرمي ثنا أبو معاوية الضرير عن الأعمش عن شقيق عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : أتى النبي صلى الله عليه و سلم رجل فقال يا رسول الله الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية ويقاتل رئاء فأي ذلك في سبيل الله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله
18327 -
وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا عثمان بن عمر الضبي ثنا بن كثير ثنا سفيان ثنا الأعمش عن أبي وائل عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكره بنحوه رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن كثير ورواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة وغيره عن أبي معاوية
18328 -
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا عبيد بن شريك ثنا محمد بن وهب ثنا بقية ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو أحمد بكر بن أحمد الصيرفي بمرو ثنا أبو الأحوص محمد بن الهيثم القاضي ثنا حيوة بن شريح الحضرمي ثنا بقية بن الوليد حدثني بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن أبي بحرية عن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال : الغزو غزوان فأما من ابتغى وجه الله عز و جل وأطاع الإمام وأنفق الكريمة وباشر الشريك واجتنب الفساد فإن نومه ونبهه أجر كله وأما من غزا فخرا ورئاء وسمعة وعصى الإمام وأفسد في الأرض فإنه لن يرجع بكفاف لفظ حديث الحضرمي وفي رواية محمد بن وهب قال عن أبي بحرية عبد الله بن قيس وقال في آخره وعصى الإمام ولم ينفق الكريمة لم يرجع بالكفاف
18329 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن جعفر القطيعي ببغداد ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثني محمد بن أبي الوضاح عن العلاء بن عبد الله بن رافع بن حبان بن خارجة عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أنه قال : يا رسول الله أخبرني عن الجهاد والغزو فقال يا عبد الله بن عمرو إن قاتلت صابرا محتسبا بعثك الله صابرا محتسبا وإن قاتلت مرائيا مكاثرا بعثك الله مرائيا مكاثرا يا عبد الله بن عمرو على أي حال قاتلت أو قتلت بعثك الله على تلك الحال
18330 -
أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي الإيادي ببغداد أنبأ أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاد النصيبي ثنا الحارث بن محمد بن أبي أسامة ثنا عبد الوهاب بن عطاء أنبأ عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج أخبرني يونس بن يوسف عن سليمان بن يسار قال تفرق الناس عن أبي هريرة رضي الله عنه فقال له نابل أخو أهل الشام يا أبا هريرة حدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : أول الناس يقضى فيه يوم القيامة ثلاثة رجل استشهد أتى به فعرفه نعمه فعرفها فقال ما عملت فيها قال قاتلت في سبيلك حتى استشهدت قال كذبت إنما أردت أن يقال فلان جريء فقد قيل فأمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ورجل تعلم العلم وقرأ القرآن فأتى به فعرفه نعمه فعرفها فقال ما عملت فيها قال تعلمت العلم وقرأت القرآن وعلمته فيك قال كذبت إنما أردت أن يقال فلان عالم وفلان قارئ فقد قيل فأمر به فسحب على وجهه إلى النار ورجل آتاه الله من أنواع المال فأتى به فعرفه نعمه فعرفها فقال ما عملت فيها فقال ما تركت من شيء تحب أن ينفق فيه إلا أنفقت فيه لك قال كذبت إنما أردت أن يقال فلان جواد فقد قيل فأمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار أخرجه مسلم في الصحيح من وجهين آخرين عن بن جريج
18331 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد النقري أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن محمد يعني بن سيرين عن أبي العجفاء قال : خطب عمر رضي الله عنه الناس قال وأخرى تقولونها لمن قتل في مغازيكم هذه قتل فلان شهيدا ومات فلان شهيدا ولعله يكون قد أوقر دفتي راحلته ذهبا أو ورقا يبتغي الدنيا أو قال التجارة فلا تقولوا ذلكم ولكن قولوا كما قال النبي صلى الله عليه و سلم من قتل في سبيل الله أو مات فهو في الجنة
18332 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو العباس القاسم بن القاسم السياري ثنا عبد الله بن علي الغزال ثنا علي بن الحسن بن شقيق ثنا عبد الله بن المبارك ح وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا أبو توبة الربيع بن نافع عن بن المبارك عن بن أبي ذئب عن القاسم هو بن عباس عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن بن مكرز رجل من أهل الشام وفي رواية بن شقيق عن أيوب بن مكرز عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال : يا رسول الله رجل يريد الجهاد في سبيل الله وهو يبتغي عرضا من عرض الدنيا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا أجر له فسأله الثانية والثالثة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا أجر له لفظ حديث بن شقيق قال الشيخ وهذه الأخبار وما أشبهها تحتمل أن تكون فيمن لا ينوي بغزوه إلا الدنيا وما يرجع إلى أسبابها فأما من يبتغي الأجر ويرجو أن يصيب غنيمة فقد
18333 -
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو صالح حدثني معاوية بن صالح أن ضمرة بن حبيب حدثه عن بن زغب الإيادي قال نزل بي عبد الله بن حوالة صاحب النبي صلى الله عليه و سلم وقد بلغنا أنه فرض له في المائتين فأبى إلا مائة قال قلت له أحق ما بلغنا أنه فرض لك في مائتين فأبيت إلا مائة والله ما منعه وهو نازل على أن يقول لا أم لك أولا يكفي بن حوالة مائة كل عام ثم أنشأ يحدثنا عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعثنا على أقدامنا حول المدينة لنغنم فقدمنا ولم نغنم شيئا فلما رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي بنا من الجهد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : اللهم لا تكلهم إلي فأضعف عنهم ولا تكلهم إلى الناس فيهونوا عليهم ويستأثروا عليهم ولا تكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا عنها ولكن توحد بأرزاقهم ثم قال ليفتحن لكم الشام ثم لتقسمن كنوز فارس والروم وليكونن لأحدكم من المال كذا وكذا حتى أن أحدكم ليعطى مائة دينار فيسخطها ثم وضع يده على رأسي فقال يا بن حوالة إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة فقد أتت الزلازل والبلابل والأمور العظام والساعة أقرب إلى الناس من يدي هذه من رأسك 160
باب ما جاء في السرية تخفق وهو أن تغزو فلا تغنم شيئا 18334 - أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا العباس بن عبد الله الترقفي ثنا أبو عبد الرحمن المقرئ ثنا حيوة عن أبي هانئ عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ح وأخبرنا عبد الله بن يوسف أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي ثنا محمد بن إسماعيل ثنا أبو عبد الرحمن المقرئ ثنا حيوة وبن لهيعة قالا ثنا أبو هانئ أنه سمع أبا عبد الرحمن الحبلي يقول سمعت عبد الله بن عمرو يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : ما من غازية تغزو في سبيل الله فيصيبون غنيمة إلا تعجلوا ثلثي أجرهم من الآخرة ويبقى لهم الثلث وإن لم يصيبوا غنيمة تم لهم أجرهم ليس في حديث بن يوسف من الآخرة رواه مسلم في الصحيح عن عبد بن حميد عن المقرئ عن حيوة 161
باب تمني الشهادة ومسألتها 18335 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو محمد أحمد بن عبد الله المزني أنبأ علي بن محمد بن عيسى ثنا أبو اليمان أخبرني شعيب عن الزهري أخبرني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : والذي نفسي بيده لولا أن رجالا من المؤمنين لا تطيب أنفسهم أن يتخلفوا عني ولا أجد ما أحملهم عليه ما تخلفت عن سرية تغزو في سبيل الله والذي نفسي بيده لوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل رواه البخاري في الصحيح عن أبي اليمان
18336 -
أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني عبد الرحمن بن شريح أن سهل بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف حدثه عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه رواه مسلم في الصحيح عن أبي الطاهر وحرملة عن بن وهب وأخرجه أيضا من حديث ثابت عن أنس
18337 -
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور الرمادي ثنا عبد الرزاق أنبأ بن جريج قال قال سليمان بن موسى حدثنا مالك بن يخامر أن معاذ بن جبل رضي الله عنه حدثهم أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : من قاتل في سبيل الله من رجل مسلم فواق ناقة فقد وجبت له الجنة ومن سأل الله القتل من عند نفسه صادقا ثم مات أو قتل فله أجر شهيد ومن جرح جرحا في سبيل الله أو نكب نكبة فإنها تجيء يوم القيامة كأغزر ما كانت لونها كالزعفران وريحها كالمسك ومن خرج في سبيل الله فعليه طابع الشهداء
18338 -
وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا أحمد بن عبيد الله النرسي ثنا حجاج بن محمد ثنا بن جريج أخبرني سليمان بن موسى ثنا مالك بن يخامر عن معاذ بن جبل فذكره : بمثله وكذلك رواه أبو عاصم وروح بن عبادة عن بن جريج
18339 -
وقد أخبرنا أبو الحسن بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا أحمد بن علي الخزاز ثنا محمد بن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي ثنا إبراهيم بن محمد الفزاري عن بن جريج عن سليمان بن موسى عن عبد الله بن مالك بن يخامر عن أبيه مالك بن يخامر عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من سأل الله الشهادة صادقا من قلبه فمات أو قتل فله أجر شهيد ومن جرح جرحا في سبيل الله جاء يوم القيامة يدمى اللون لون دم والريح ريح مسك
18340 -
وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا الحسن بن سعيد الموصلي ثنا غسان بن الربيع ثنا عبد الرحمن عن أبيه عن مكحول عن مالك بن يخامر عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من قاتل في سبيل الله فواق ناقة وجبت له الجنة ثم ذكر ما بعده نحو حديث عبد الرزاق 162
باب الشجاعة والجبن 18341 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ إسماعيل بن قتيبة ثنا يحيى بن يحيى ثنا حماد ح وأخبرنا أبو عبد الله قال وثنا علي بن حمشاذ ثنا محمد بن أيوب أنبأ سليمان بن حرب ومسدد وأبو الربيع وعبد الله بن عبد الوهاب الحجبي قالوا ثنا حماد بن زيد عن ثابت عن أنس رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أحسن الناس وكان أجود الناس وكان أشجع الناس قال وفزع أهل المدينة ليلة فانطلقوا قبل الصوت قال فتلقاهم رسول الله صلى الله عليه و سلم على فرس لأبي طلحة عري ما عليه شيء والسيف في عنقه قال لن تراعوا فإذا هو قد استبرأ الخبر وسبقهم وقال وجدناه بحرا أو قال إنه لبحر قال وكان فرسا ثبطا رواه البخاري في الصحيح عن سليمان بن حرب ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى وأبي الربيع وروينا عن سعد بن أبي وقاص وأنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه كان يتعوذ من الجبن
18342 -
وأخبرنا أبو سهل محمد بن نصرويه المروزي ثنا أبو بكر أحمد بن جعفر القطيعي ثنا بشر بن موسى الأسدي ثنا أبو عبد الرحمن المقرئ ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو الحسن محمد بن أحمد بن الحسن البزاز ببغداد قالا أنبأ أبو محمد عبد الله بن محمد بن إسحاق الفاكهي بمكة ثنا أبو يحيى بن أبي مسرة ثنا المقرئ عن موسى بن علي بن رباح قال سمعت أبي يحدث عن عبد العزيز بن مروان بن الحكم قال سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : شر ما في الرجل شح هالع وجبن خالع
18343 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا علي بن حمشاذ ثنا أبو عمرو الضبي ثنا عمرو بن مرزوق أنبأ شعبة عن أبي إسحاق عن حسان بن فائد عن عمر رضي الله عنه قال : الشجاعة والجبن غرائز في الناس تلقى الرجل يقاتل عمن لا يعرف وتلقى الرجل يفر عن أبيه والحسب المال والكرم التقوى لست بأخير من فارسي ولا عجمي إلا بالتقوى 163 باب فضل الإنفاق في سبيل الله عز و جل 18344 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو محمد المزني أنبأ علي بن محمد بن عيسى ثنا أبو اليمان أخبرني شعيب عن الزهري أخبرني حميد بن عبد الرحمن أن أبا هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : من أنفق زوجين في شيء من الأشياء في سبيل الله دعى من أبواب الجنة يا عبد الله هذا خير وللجنة أبواب فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الصيام باب الريان قال أبو بكر ما على من يدعى من تلك الأبواب من ضرورة وقال يا رسول الله هل يدعى منها كلها أحد فقال نعم وأرجو أن تكون منهم يا أبا بكر رواه البخاري في الصحيح عن أبي اليمان وأخرجه مسلم من أوجه عن الزهري
18345 -
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ أبو عمرو بن السماك ثنا محمد بن عبيد الله المنادي ثنا عبد الله بن بكر السهمي ثنا هشام يعني بن حسان عن الحسن عن صعصعة بن معاوية قال : لقيت أبا ذر رضي الله عنه يقود جملا له أو يسوقه في عنقه قربة فقلت يا أبا ذر ما لك قال لي عملي فقلت يا أبا ذر ما لك قال لي عملي ثلاث مرات قال قلت ألا تحدثني شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما من مسلمين يموت لهما ثلاثة يعني من الولد لم يبلغوا الحنث إلا أدخلهما الله الجنة بفضل رحمته إياهم وما من مسلم أنفق زوجين من ماله في سبيل الله إلا ابتدرته حجبة الجنة
18346 -
وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا محمد بن عيسى الواسطي ثنا عمرو بن عون ثنا هشيم عن منصور ويونس عن الحسن فذكره : بمعناه زاد إلا استقبلته حجبة الجنة كلهم يدعوه إلى ما قبله قلت كيف ذاك قال إن كان رجالا فرجلين وإن كانت إبلا فبعيرين وإن كانت غنما فشاتين
18347 -
حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا جرير بن حازم عن بشار بن أبي سيف عن الوليد بن عبد الرحمن عن غضيف بن الحارث قال سمعت أبا عبيدة رضي الله عنه يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : من أنفق نفقة في سبيل الله فاضلة فسبعمائة ومن أنفق على نفسه أو قال على أهله أو عاد مريضا أوأماط أذى فالحسنة بعشر أمثالها والصوم جنة ما لم يخرقها ومن ابتلاه الله ببلاء في جسده فله حطة
18348 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق ثنا يزيد بن هارون أنبأ جرير بن حازم ثنا بشار بن أبي سيف عن الوليد بن عبد الرحمن عن عياض بن غطيف قال يزيد وأخبرنا هشام بن حسان عن واصل مولى أبي عيينة عن الوليد بن عبد الرحمن عن عياض بن غطيف قال دخلنا على أبي عبيدة بن الجراح في مرضه الذي مات فيه وعنده امرأته تحيفه ووجهه مما يلي الحائط فقلنا كيف بات أبو عبيدة فقالت بات بأجر فالتفت إلينا فقال ما بت بأجر فساءنا ذلك وسكتنا فقال لا تسألون عما قلت فقلنا ما سرنا ذلك فنسألك عنه فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : من أنفق نفقة فاضلة في سبيل الله فبسبعمائة ضعف ومن أنفق على نفسه أوأماط أذى عن الطريق أو تصدق بصدقة فحسنة بعشر أمثالها والصوم جنة ما لم يخرقها ومن ابتلاه الله ببلاء في جسده فهو له حطة
18349 -
وأخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا عبد الله بن محمد بن أسماء أنبأ مهدي بن ميمون ثنا واصل مولى أبي عيينة عن بن أبي سيف عن الوليد بن عبد الرحمن رجل من فقهاء أهل الشام عن عياض بن غطيف ح قال وحدثنا يوسف ثنا أبو الربيع ومحمد بن أبي بكر قالا ثنا حماد بن زيد ثنا واصل مولى أبي عيينة عن بشار بن أبي سيف عن الوليد بن عبد الرحمن عن عياض بن غطيف عن أبي عبيدة : بهذا الحديث ورواه سليم بن عامر أن غضيف بن الحارث حدثهم عن أبي عبيدة قال الوصب يكفر به من الخطايا قال البخاري الصحيح غضيف بن الحارث الشامي
18350 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان العامري ثنا أبو أسامة عن زائدة عن الأعمش عن أبي عمرو الشيباني عن أبي مسعود عقبة بن عمرو رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم بناقة مخطومة فقال هي لي يا رسول الله هذه في سبيل الله فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم لك بها يوم القيامة سبعمائة كلها مخطومة رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي أسامة
18351 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن بكير بن الأشج عن بسر بن سعيد عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا ومن خلفه في أهله بخير فقد غزا رواه مسلم في الصحيح عن سعيد بن منصور وغيره عن بن وهب وأخرجاه كما مضى
18352 -
حدثنا الشيخ الإمام أبو الطيب سهل بن محمد بن سليمان رحمه الله إملاء ثنا أبو العباس الأصم أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ أبي وشعيب بن الليث قالا أنبأ الليث عن بن الهاد عن الوليد بن أبي الوليد عن عثمان بن سراقة عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : من أظل رأس غاز أظله الله يوم القيامة ومن جهز غازيا حتى يستقل كان له مثل أجره حتى يموت أو يرجع ومن بنى مسجدا يذكر فيه اسم الله بنى الله له بيتا في الجنة
18353 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو طاهر الفقيه وأبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو العباس الشاذياخي وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب : فذكروا الحديث بمثله وزادوا قال وقال الوليد فذكرت هذا الحديث للقاسم بن محمد فقال قد بلغني هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال فذكرته لمحمد بن المنكدر ولزيد بن أسلم فكلاهما قد قال بلغني هذا عن رسول الله صلى الله عليه و سلم
18354 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو بكر محمد بن عبد الله الوراق ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا عبيدة بن حميد ثنا الأسود بن قيس عن نبيح العنزي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم : أنه أراد أن يغزو فقال يا معشر المهاجرين والأنصار إن من إخوانكم قوما ليس لهم مال ولا عشيرة فليضم أحدكم إليه الرجلين أو الثلاثة فما لأحدنا من ظهر جمل إلا عقبة كعقبة أحدهم قال فضممت إلي اثنين أو ثلاثة ما لي عقبة إلا كعقبة أحدهم 164 باب فضل الذكر في سبيل الله عز و جل 18355 - أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني يحيى بن أيوب وسعيد بن أبي أيوب عن زبان بن فائد عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن الصلاة والصيام والذكر تضاعف على النفقة في سبيل الله بسبعمائة ضعف
18356 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس الأصم أنبأ محمد بن عبد الله أنبأ بن وهب أخبرني يحيى بن أيوب عن زبان بن فائد عن سهل بن معاذ الجهني عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : من قرأ ألف آية في سبيل الله كتبه الله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين 165
باب فضل الصوم في سبيل الله 18357 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو عمرو بن أبي جعفر ثنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن ثنا إسحاق بن منصور وسلمة بن شبيب قالا ثنا عبد الرزاق أنبأ بن جريج عن يحيى بن سعيد وسهيل بن أبي صالح أنهما سمعا النعمان بن أبي عياش الزرقي يحدث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : من صام يوما في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا رواه البخاري في الصحيح عن إسحاق بن نصر عن عبد الرزاق ورواه مسلم عن إسحاق بن منصور 166
باب تشييع الغازي وتوديعه 18358 - حدثنا الشيخ الإمام أبو الطيب سهل بن محمد بن سليمان رحمه الله إملاء ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي ثنا محمد بن عثمان التنوخي ثنا الهيثم بن حميد ثنا المطعم بن المقدام عن مجاهد قال : خرجت إلى الغزو فشيعنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فلما أراد فراقنا قال إنه ليس معي ما أعطيكماه ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الله إذا استودع شيئا حفظه وأنا أستودع الله دينكما وأماناتكما وخواتيم أعمالكما
18359 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني يحيى بن أيوب عن زبان بن فائد عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : لأن أشيع مجاهدا في سبيل الله فأكنفه على رحله غدوة أو روحة أحب إلي من الدنيا وما فيها
18360 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني عبد الرحمن بن الحسن أنبأ إبراهيم بن الحسين ثنا آدم ثنا شعبة ثنا أبو الفيض رجل من أهل الشام قال سمعت سعيد بن جابر الرعيني يحدث عن أبيه : أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه شيع جيشا فمشى معهم فقال الحمد لله الذي اغبرت أقدامنا في سبيل الله فقيل له وكيف اغبرت وإنما شيعناهم فقال إنا جهزناهم وشيعناهم ودعونا لهم 167
باب ما جاء في حرمة نساء المجاهدين 18361 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا سعيد بن منصور ثنا سفيان عن قعنب عن علقمة بن مرثد عن بن بريدة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : حرمة نساء المجاهدين على القاعدين كحرمة أمهاتهم وما من رجل من القاعدين يخلف رجلا في أهله إلا نصب له يوم القيامة فقيل هذا خلفك في أهلك فخذ من حسناته ما شئت فالتفت إلينا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ما ظنكم
18362 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا سفيان ثنا قعنب التميمي وكان ثقة خيارا : فذكره بنحوه إلا أنه قال فيقال له يا فلان هذا فلان بن فلان خانك فخذ من حسناته ما شئت رواه مسلم في الصحيح عن سعيد بن منصور وأخرجه من حديث الثوري ومسعر عن علقمة عن سليمان بن بريدة عن أبيه 168
باب الاستئذان في القفول بعد النهي 18363 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا أحمد بن محمد بن ثابت المروزي حدثني علي بن حسين عن أبيه عن يزيد النحوي عن عكرمة عن بن عباس رضي الله عنهما قال : عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الآخر أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم والله عليم بالمتقين إنما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون نسختها التي في النور { إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه إن الذين يستأذنونك أولئك الذين يؤمنون بالله ورسوله فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم واستغفر لهم الله إن الله غفور رحيم } وكذلك رواه عطية بن سعد عن بن عباس وبمعناه قال قتادة قال رخص له ههنا بعد ما قال له عفا الله عنك لم أذنت لهم 169
باب الإذن بالقفول وكراهية الطرق قد مضى في ذلك حديث جابر بن عبد الله وأنس بن مالك وغيرهما في آخر كتاب الحج 18364 - أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني عمر بن محمد عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم حين قدم من غزوة قال لا تطرقوا النساء وأرسل من يؤذن الناس أنه قادم الغد 170
باب البشارة في الفتوح 18365 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن محمد بن يحيى ثنا مسدد عن يحيى عن إسماعيل بن أبي خالد حدثني قيس بن أبي حازم قال قال لي جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم : ألا تريحني من ذي الخلصة وكانوا يسمونها كعبة اليمانية قال فانطلقت في خمسين ومائة فارس من أحمس وكنت لا أثبت على الخيل فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه و سلم فضرب بيده في صدري حتى أني لأنظر إلى أثر أصابعه في صدري فقال اللهم ثبته واجعله هاديا مهديا قال فانطلق فكسرها وحرقها بالنار ثم بعث حصين بن ربيعة إلى النبي صلى الله عليه و سلم يبشره فقال والذي بعثك بالحق ما جئتك حتى تركتها مثل الجمل الأجرب فبارك رسول الله صلى الله عليه و سلم على خيل أحمس ورجالها خمس مرات رواه البخاري في الصحيح عن مسدد وأخرجه مسلم من أوجه عن إسماعيل
18366 -
وأخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن السقاء وأبو الحسن المقرئ قالا أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا محمد بن أبي بكر ثنا عمرو بن عاصم عن حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما : أن النبي صلى الله عليه و سلم خلف عثمان بن عفان وأسامة بن زيد على رقية ابنة رسول الله صلى الله عليه و سلم أيام بدر فجاء زيد بن حارثة رضي الله عنه على العضباء ناقة رسول الله صلى الله عليه و سلم بالبشارة قال أسامة فسمعت الهيعة فخرجت فإذا زيد قد جاء بالبشارة فوالله ما صدقت حتى رأينا الأسارى فضرب رسول الله صلى الله عليه و سلم لعثمان رضي الله عنه بسهمه 171
باب ما جاء في إعطاء البشراء 18367 - حدثنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ عبيد بن عبد الواحد ثنا يحيى بن بكير ثنا الليث عن عقيل عن بن شهاب عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك أن عبد الله بن كعب قائد كعب حين عمي من بنيه قال سمعت كعب بن مالك رضي الله عنه يحدث حديثه حين تخلف عن رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة تبوك : فذكر الحديث بطوله في توبته وإيذان رسول الله صلى الله عليه و سلم بتوبة الله عليه وعلى صاحبيه قال سمعت صوت صارخ أوفى على جبل سلع يا كعب بن مالك أبشر قال فخررت ساجدا وعرفت أنه قد جاء الفرج فلما جاءني الذي سمعت صوته يبشرني نزعت ثوبي فكسوتهما إياه ببشراه ووالله ما أملك غيرهما يومئذ واستعرت ثوبين فلبستهما وانطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم رواه البخاري عن يحيى بن بكير 172
باب استقبال الغزاة 18368 - أخبرنا أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أنبأ أبو أحمد بن زياد ثنا بن أبي عمر ثنا سفيان عن الزهري عن السائب بن يزيد رضي الله عنه قال : لما قدم النبي صلى الله عليه و سلم من تبوك خرج الناس يتلقونه إلى ثنية الوداع فخرجت مع الناس وأنا غلام فتلقيناه
18369 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن جعفر القطيعي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا علي بن عبد الله ثنا سفيان عن الزهري عن السائب بن يزيد رضي الله عنه قال : خرجت مع الصبيان نتلقى رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى ثنية الوداع مقدمه من غزوة تبوك وقال سفيان مرة أذكر مقدم النبي صلى الله عليه و سلم لما قدم من تبوك رواه البخاري في الصحيح عن علي بن عبد الله 173
باب الصلاة إذا قدم من سفر 18370 - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا أبو مسلم ثنا سليمان بن حرب ثنا شعبة عن محارب بن دثار قال سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : كنت مع النبي صلى الله عليه و سلم في سفر فلما قدمنا المدينة قال لي ادخل المسجد فصل ركعتين رواه البخاري في الصحيح عن سليمان بن حرب وأخرجه مسلم من وجه آخر عن شعبة وقد مضى سائر الأحاديث التي رويت في آداب السفر في آخر كتاب الحج والأحاديث التي رويت في الإعداد للجهاد في كتاب السبق والرمي وبالله التوفيق 174
باب قتال اليهود 18371 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق إملاء وقراءة أنبأ الحسن بن علي بن زياد ثنا إسحاق بن محمد الفروي ثنا مالك عن نافع عن بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : تقاتلون اليهود حتى يختبىء أحدهم وراء الحجر فيقول يا عبد الله المسلم هذا يهودي ورائي فاقتله رواه البخاري في الصحيح عن إسحاق بن محمد الفروي وأخرجه مسلم من وجه آخر عن نافع 175
باب ما جاء في فضل قتال الروم وقتال اليهود 18372 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا عبد الرحمن بن سلام ثنا حجاج بن محمد عن فرج بن فضالة عن عبد الخبير بن ثابت بن قيس بن شماس عن أبيه عن جده قال : جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه و سلم يقال لها أم خلاد وهي متنقبة تسأل عن بن لها وهو مقتول فقال لها بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم جئت تسألين عن ابنك وأنت منتقبة فقالت إن أرزأ ابني فلن أرزأ حيائي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ابنك له أجر شهيدين قالت ولم ذاك يا رسول الله قال لأنه قتله أهل الكتاب 176
باب ما جاء في قتال الذين ينتعلون الشعر وقتال الترك 18373 - أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد البصري بمكة ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم : لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا أقواما نعالهم الشعر
18374 -
حدثنا أبو محمد أنبأ أبو سعيد ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا سفيان بن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما نعالهم الشعر ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما صغار الأعين ذلف الأنوف كأن وجوههم المجان المطرقة رواهما البخاري في الصحيح عن علي بن عبد الله عن سفيان ورواهما مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة عن سفيان ورواه شعيب بن أبي حمزة عن أبي الزناد فقال حتى تقاتلوا الترك صغار الأعين حمر الوجوه
18375 -
أخبرنا أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي ثنا المنيعي ثنا محمد بن عباد ثنا سفيان فذكر الحديث الأول قال أبو عبد الله يعني محمد بن عباد بلغني : أن أصحاب بابك كانت نعالهم الشعر
18376 -
حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي رحمه الله أنبأ أبو القاسم عبيد الله بن إبراهيم بن بالويه المزكي ثنا أحمد بن يوسف السلمي ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثني أبو هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا خوزا وكرمان قوما من الأعاجم حمر الوجوه فطس الأنوف صغار الأعين كأن وجوههم المجان المطرقة رواه البخاري في الصحيح عن يحيى عن عبد الرزاق
18377 -
أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني الحسن بن سفيان ثنا شيبان بن أبي شيبة ثنا جرير هو بن حازم ثنا الحسن ثنا عمرو بن تغلب قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : تقاتلون بين يدي الساعة قوما نعالهم الشعر وتقاتلون قوما عراض الوجوه كأن وجوههم المجان المطرقة رواه البخاري في الصحيح عن سليمان بن حرب وأبي النعمان عن جرير بن حازم 177
باب ما جاء في النهي عن تهييج الترك والحبشة 18378 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا عيسى بن محمد الرملي ثنا ضمرة عن الشيباني عن أبي سكينة رجل من المحررين عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال قال : دعوا الحبشة ما ودعوكم واتركوا الترك ما تركوكم
18379 -
وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبا محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا القاسم بن أحمد البغدادي ثنا أبو عامر عن زهير بن محمد عن موسى بن جبير عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : اتركوا الحبشة ما تركوكم فإنه لا يستخرج كنز الكعبة إلا ذو السويقتين من الحبشة 178
باب ما جاء في قتال الهند 18380 - أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا بشر بن موسى ثنا خلف عن هشيم عن سيار بن أبي سيار الغنوي ح وأخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أبي علي السقاء وأبو الحسين علي بن محمد المقرئ قالا أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا مسدد ثنا هشيم عن سيار أبي الحكم عن جبر بن عبيدة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : وعدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم غزوة الهند فإن أدركها أنفق فيها مالي ونفسي فإن استشهدت كنت من أفضل الشهداء وإن رجعت فأنا أبو هريرة المحرر زاد المقرئ في روايته ثم قال مسدد سمعت بن داود يقول قال أبو إسحاق الفزاري وددت أني شهدت ما ربد بكل غزوة غزوتها في بلاد الروم
18381 -
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة وجعفر بن أحمد بن عاصم قالا ثنا هشام بن عمار ثنا الجراح بن مليح البهراني ثنا محمد بن الوليد الزبيدي عن لقمان بن عامر عن عبد الأعلى بن عدي البهراني عن ثوبان رضي الله عنه مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : عصابتان من أمتي أحرزهما الله من النار عصابة تغزو الهند وعصابة تكون مع عيسى بن مريم عليهما السلام 179 باب إظهار دين النبي صلى الله عليه و سلم على الأديان 18382 - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع قال قال الشافعي رحمه الله : قال الله تبارك وتعالى { هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون }
18383 -
أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ بن عيينة عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله رواه مسلم في الصحيح عن عمرو الناقد وغيره عن سفيان وأخرجه البخاري ومسلم من حديث يونس وغيره عن الزهري وأخرجاه من حديث جابر بن سمرة عن النبي صلى الله عليه و سلم
18384 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ جرير عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم : وذكر الحديث بمثل حديث أبي هريرة رواه البخاري في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم ورواه مسلم عن قتيبة عن جرير وروينا في ذلك حديث عدي بن حاتم عن النبي صلى الله عليه و سلم في كسرى بمعناه ومن وجه آخر في كسرى وقيصر بمعناه
18385 -
أخبرنا أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني الحسن بن سفيان ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ النضر بن شميل أنبأ إسرائيل أنبأ سعد الطائي أنبأ محل بن خليفة عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال : بينا أنا عند النبي صلى الله عليه و سلم فذكر الحديث قال فيه قال النبي صلى الله عليه و سلم ولئن طالت بك حياة لتفتحن كنوز كسرى قلت يا رسول الله كسرى بن هرمز قال كسرى بن هرمز قال عدي وكنت ممن افتتح كنوز كسرى بن هرمز رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن الحكم عن النضر بن شميل
18386 -
أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس أنبأ الربيع قال قال الشافعي رحمه الله : ولما أتي كسرى بكتاب النبي صلى الله عليه و سلم مزقة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم تمزق ملكه وحفظنا أن قيصر أكرم كتاب النبي صلى الله عليه و سلم ووضعه في مسك فقال النبي صلى الله عليه و سلم ثبت ملكه
18387 -
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا بن ملحان ثنا يحيى ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر محمد بن جعفر المزكي ثنا محمد بن إبراهيم العبدي ثنا بن بكير عن الليث عن عقيل عن بن شهاب أنه قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أخبره : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث رجلا بكتابه إلى كسرى فأمره أن يدفعه إلى عظيم البحرين يدفعه عظيم البحرين إلى كسرى فلما قرأه كسرى خرقه فحسبت أن سعيد بن المسيب قال فدعا عليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يمزقوا كل ممزق رواه البخاري في الصحيح عن يحيى بن بكير وغيره
18388 -
أخبرنا أبو سهل محمد بن نصرويه بن أحمد المروزي قدم علينا بنيسابور ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن خنب إملاء ثنا أبو إسحاق إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا إبراهيم بن حمزة ثنا إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن بن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه أخبره : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كتب إلى قيصر يدعوه إلى الإسلام وبعث بكتابه إليه مع دحية الكلبي وأمره رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يدفعه إلى عظيم بصرى ليدفعه إلى قيصر فدفعه عظيم بصرى إلى قيصر وكان قيصر لما كشف الله عنه جنود فارس مشى من حمص إلى إيلياء شكرا لما أبلاه الله فلما أن جاء قيصر كتاب رسول الله صلى الله عليه و سلم قال حين قرأه التمسوا لي ههنا أحدا من قومه أسألهم [ ص 178 ] عن رسول الله قال بن عباس فأخبرني أبو سفيان أنه كان بالشام في رجال من قريش قال أبو سفيان فوجدنا رسول قيصر ببعض الشام فانطلق بي وبأصحابي حتى قدمنا إيلياء فأدخلنا عليه فإذا هو في مجلس ملكه وعليه التاج وإذا حوله عظماء الروم فقال لترجمانه سلهم أيهم أقرب نسبا إلى هذا الرجل الذي يزعم انه نبي قال أبو سفيان فقلت أنا اقربهم إليه نسبا قال ما قرابة ما بينك وبينه قال فقلت هو بن عمي قال وليس في الركب يومئذ أحد من بني عبد مناف غيري فقال قيصر أدنوه مني ثم أمر بأصحابي فجعلوا خلف ظهري عند كتفي ثم قال لترجمانه قل لأصحابه إني سائل هذا الرجل عن الذي يزعم أنه نبي فإن كذب فكذبوه قال أبو سفيان والله لولا الحياء يومئذ أن يأثر أصحابي عني الكذب كذبت عنه حين سألني عنه ولكن استحييت أن يأثروا الكذب عني فصدقته عنه ثم قال لترجمانه قل له كيف نسب هذا الرجل فيكم قال قلت هو فينا ذو نسب قال فهل قال هذا القول أحد منكم قبله قال قلت لا قال وهل كنتم تتهمونه عن الكذب قبل أن يقول ما قال قال قلت لا قال فهل من آبائه من ملك قال قلت لا قال فأشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم قال قلت بل ضعفاؤهم قال فيزيدون أم ينقصون قال قلت بل يزيدون قال فهل يرتد أحد منهم سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه قال قلت لا قال فهل يغدر قال قلت لا ونحن الآن منه في مدة نحن نخاف أن يغدر قال أبو سفيان ولم يمكني كلمة أدخل فيها شيئا أنتقصه به لا أخاف أن تؤثر عني غيرها قال فهل قاتلتموه وقاتلكم قال قلت نعم قال فكيف كانت حربكم وحربه قال قلت كانت دولا وسجالا يدال علينا المرة وندال عليه الأخرى قال فماذا يأمركم به قال يأمرنا أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئا وينهانا عما كان يعبد آباؤنا ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والوفاء بالعهد وأداء الأمانة قال فقال لترجمانه حين قلت ذلك له قل له إني سألتك عن نسبه فيكم فزعمت أنه ذو نسب وكذلك الرسل تبعث في نسب قومها وسألتك هل قال هذا القول أحد منكم قبله فزعمت أن لا فقلت لو كان أحد منكم قال هذا القول قبله قلت رجل يأتم بقول قد قيل قبله وسألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال فزعمت أن لا فعرفت أنه لم يكن ليدع الكذب على الناس ويكذب على الله وسألتك هل كان من آبائه من ملك فزعمت أن لا فقلت لو كان من آبائه ملك قلت يطلب ملك آبائه وسألتك أشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم فزعمت أن ضعفاءهم اتبعوه وهم أتباع الرسل وسألتك هل يزيدون أم ينقصون فزعمت أنهم يزيدون وكذلك الإيمان حتى يتم وسألتك هل يرتد أحد سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه فزعمت أن لا وكذلك الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب لا يسخطه أحد وسألتك هل يغدر فزعمت أن لا وكذلك الرسل لا يغدرون وسألتك هل قاتلتموه وقاتلكم فزعمت أن قد فعل وأن حربكم وحربه يكون دولا يدال عليكم المرة وتدالون عليه الأخرى وكذلك الرسل تبتلى وتكون لها العاقبة وسألتك بماذا يأمركم فزعمت أنه يأمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وينهاكم عما كان يعبد آباؤكم ويأمركم بالصلاة والصدق والعفاف والوفاء بالعهد وأداء الأمانة وهذه صفة نبي قد كنت أعلم أنه خارج ولكن لم اظن أنه منكم وإن يكن ما قلت حقا فيوشك أن يملك موضع قدمي هاتين ولو أرجو ان أخلص إليه لتجشمت لقيه ولو كنت عنده لغسلت عن قدميه قال أبو سفيان ثم دعا بكتاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فأمر به فقرىء فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم سلام على من اتبع الهدى أما بعد فإني أدعوك بدعاية الإسلام أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين وإن توليت فعليك إثم الأريسيين و { يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون } قال أبو سفيان فلما أن قضى مقالته علت أصوات الذين حوله من عظماء الروم وكثر لغطهم فلا أدري ماذا قالوا وأمر بنا فأخرجنا فلما أن خرجت مع أصحابي وخلوت بهم قلت لهم لقد أمر أمر بن أبي كبشة هذا ملك بني الأصفر يخافه قال أبو سفيان والله ما زلت ذليلا مستيقنا بأن أمره سيظهر حتى أدخل الله قلبي الإسلام وأنا كاره رواه البخاري في الصحيح عن إبراهيم بن حمزة وأخرجه مسلم من وجه آخر عن إبراهيم بن سعد قال الشافعي رحمه الله فأغزى أبو بكر رضي الله عنه الشام على ثقة من فتحها لقول رسول الله صلى الله عليه و سلم ففتح بعضها وتم فتحها في زمن عمر رضي الله عنه وفتح عمر رضي الله عنه العراق وفارس قال الشيخ وهذا الذي ذكره الشافعي بين في التواريخ وسياق تلك القصص مما يطول به الكتاب قال الشافعي رضي الله عنه فقد أظهر الله جل ثناؤه دينه الذي بعث به رسول الله صلى الله عليه و سلم على الأديان بأن أبان لكل من سمعه أنه الحق وما خالفه من الأديان باطل وأظهره بأن جماع الشرك دينان دين أهل الكتاب ودين الأميين فقهر رسول الله صلى الله عليه و سلم الأميين حتى واتوه بالإسلام طوعا وكرها وقتل من أهل الكتاب وسبى حتى دان بعضهم الإسلام وأعطى بعض الجزية صاغرين وجرى عليهم حكمه صلى الله عليه و سلم وهذا ظهور الدين كله قال الشافعي رحمه الله وقد يقال ليظهرن الله دينه على الأديان حتى لا يدان الله إلا به وذلك متى شاء الله عز و جل
18389 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن عون عن عمير بن إسحاق قال : كتب رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى كسرى وقيصر فأما قيصر فوضعه وأما كسرى فمزقه فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال أما هؤلاء فيمزقون وأما هؤلاء فستكون لهم بقية قال الشافعي رحمه الله ووعد رسول الله صلى الله عليه و سلم الناس فتح فارس والشام
18390 -
أخبرناه أبو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان ثنا عبد الله بن يوسف ثنا يحيى بن حمزة حدثني أبو علقمة يرد الحديث إلى جبير بن نفير قال قال عبد الله بن حوالة رضي الله عنه : كنا عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فشكونا إليه العري والفقر وقلة الشيء فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أبشروا فوالله لأنا بكثرة الشيء أخوفني عليكم من قلته والله لا يزال هذا الأمر فيكم حتى يفتح الله أرض فارس وأرض الروم وأرض حمير وحتى تكونوا أجنادا ثلاثة جندا بالشام وجندا بالعراق وجندا باليمن وحتى يعطى الرجل المائة فيسخطها قال بن حوالة قلت يا رسول الله ومن يستطيع الشام وبه الروم ذوات القرون قال والله ليفتحها الله عليكم وليستخلفنكم فيها حتى يظل العصابة البيض منهم قمصهم الملحمة اقفاؤهم قياما على الرويجل الأسود منكم المحلوق ما أمرهم من شيء فعلوه وإن بها رجالا لأنتم أحقر في أعينهم من القردان في أعجاز الإبل قال بن حوالة فقلت يا رسول الله اختر لي إن أدركني ذلك قال إني أختار لك الشام فإنه صفوة الله من بلاده وإليه تجتبى صفوته من عباده يا أهل اليمن عليكم بالشام فإن من صفوة الله من أرضه الشام ألا فمن أبى فليستبق في غدر اليمن فإن الله قد تكفل لي بالشام وأهله قال أبو علقمة فسمعت عبد الرحمن بن جبير يقول فعرف أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم نعت هذا الحديث في حر بن سهيل السلمي وكان على الأعاجم في ذلك الزمان فكان إذا راحوا إلى مسجد نظروا إليه وإليهم قياما حوله فعجبوا لنعت رسول الله صلى الله عليه و سلم فيه وفيهم قال أبو علقمة أقسم رسول الله صلى الله عليه و سلم في هذا الحديث ثلاث مرات لا نعلم أنه أقسم في حديث مثله وقد مضى في هذا الكتاب عن بن زغب الأيادي عن عبد لله بن حوالة عن النبي صلى الله عليه و سلم ليفتحن لكم الشام ثم لتقسمن كنوز فارس والروم
18391 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا بن بكير عن محمد بن إسحاق بن يسار : في قصة خالد بن الوليد حين فرغ من اليمامة قال فكتب أبو بكر الصديق رضي الله عنه إلى خالد بن الوليد وهو باليمامة من عبد الله أبي بكر خليفة رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى خالد بن الوليد والذين معه من المهاجرين والأنصار والتابعين بإحسان سلام عليكم فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو أما بعد فالحمد لله الذي أنجز وعده ونصر عبده وأعز وليه وأذل عدوه وغلب الأحزاب فردا فإن الله الذي لا إله إلا هو قال { وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم } وكتب الآية كلها وقرأ الآية وعدا منه لا خلف له ومقالا لا ريب فيه وفرض الجهاد على المؤمنين فقال كتب عليكم القتال وهو كره لكم حتى فرغ من الآيات فاستتموا بوعد الله إياكم وأطيعوه فيما فرض عليكم وإن عظمت فيه المؤنة واستبدت الرزية وبعدت المشقة وفجعتم في ذلك بالأموال والأنفس فإن ذلك يسير في عظيم ثواب الله فاغزوا رحمكم الله في سبيل الله خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم كتب الآية ألا وقد أمرت خالد بن الوليد بالمسير إلى العراق فلا يبرحها حتى يأتيه أمري فسيروا معه ولا تتثاقلوا عنه فإنه سبيل يعظم الله فيه الأجر لمن حسنت فيه نيته وعظمت في الخير رغبته فإذا وقعتم بالعراق فكونوا بها حتى يأتيكم أمري كفانا الله وإياكم مهمات الدنيا والآخرة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته قال الشيخ ثم بين في التواريخ ورود كتابه عليه بالسير إلى الشام وإمداد من بها من أمراء الأجناد وما كان من الظفر للمسلمين يوم أجنادين في أيام أبي بكر الصديق رضي الله عنه وما كان من خروج هرقل متوجها نحو الروم وما كان من الفتوح بها وبالعراق وبأرض فارس وهلاك كسرى وحمل كنوزه إلى المدينة في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه
18392 -
وأخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو منصور النضروي ثنا أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا عمرو بن ثابت عن أبيه عن أبي جعفر عن جابر بن عبد الله : في قوله { ليظهره على الدين كله } قال خروج عيسى بن مريم عليهما السلام
18393 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني عبد الرحمن بن الحسن القاضي ثنا إبراهيم بن الحسين ثنا آدم بن أبي إياس ثنا ورقاء عن بن أبي نجيح عن مجاهد في قوله عز و جل : حتى تضع الحرب أوزارها يعني حتى ينزل عيسى بن مريم فيسلم كل يهودي وكل نصراني وكل صاحب ملة وتأمن الشاة الذئب ولا تقرض فأرة جرابا وتذهب العداوة من الأشياء كلها وذلك ظهور الإسلام على الدين كله
18394 -
وأخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي الإسفرائيني بن السقاء أنبأ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن بطة ثنا عبد الله بن محمد بن زكريا ثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي ثنا مسلم بن خالد عن بن أبي نجيح عن مجاهد : في قوله { ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون } قال إذا نزل عيسى بن مريم لم يكن في الأرض إلا الإسلام ليظهره على الدين كله
18395 -
أخبرنا أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني موسى هو بن العباس الجويني ثنا محمد بن يحيى الذهلي ثنا يعقوب بن إبراهيم ثنا أبي عن صالح عن بن شهاب أن سعيد بن المسيب سمع أبا هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم بن مريم حكما عدلا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد حتى تكون السجدة الواحدة خيرا من الدنيا وما فيها ثم يقول أبو هريرة اقرؤوا إن شئتم { وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته ويوم القيامة يكون عليهم شهيدا } رواه البخاري في الصحيح عن إسحاق ورواه مسلم عن الحلواني وغيره عن يعقوب
18396 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو صادق الصيدلاني قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا حجاج بن محمد قال قال بن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله رضي الله عنه يقول سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول : لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة قال وينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم تعالى صل لنا فيقول لا إن بعضكم على بعض أمراء لتكرمة الله هذه الأمة رواه مسلم في الصحيح عن الوليد بن شجاع وغيره عن حجاج
18397 -
حدثنا السيد أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي أنبأ أبو القاسم عبيد الله بن إبراهيم بن بالويه المزكي ثنا أحمد بن يوسف السلمي ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون وذلك حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا رواه البخاري في الصحيح عن إسحاق بن منصور ورواه مسلم عن محمد بن رافع كلاهما عن عبد الرزاق
18398 -
أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو علي إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفار ثنا عبد الرحمن بن محمد بن منصور ثنا معاذ بن هشام ثنا أبي عن قتادة عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه و سلم قال : إن الله عز و جل زوى لي الأرض حتى رأيت مشارقها ومغاربها وأعطاني الكنزين الأحمر والأبيض فإن ملك أمتي سيبلغ ما زوى لي منها وإني سألت ربي عز و جل ان لا يهلكهم بسنة عامة وأن لا يسلط عليهم عدوا من غيرهم فيهلكهم وأن لا يلبسهم شيعا ويذيق بعضهم بأس بعض فقال يا محمد إني إذا أعطيت عطاء فلا مرد له إني أعطيتك لأمتك أن لا يهلكوا بسنة عامة وأن لا أسلط عليهم عدوا من غيرهم فيستبيحهم ولو اجتمع عليهم من بين أقطارها حتى يكون بعضهم يهلك بعضا وبعضهم يسبي بعضا وبعضهم يفتن بعضا وأنه سيرجع قبائل من أمتي إلى الشرك وعبادة الأوثان وإن من أخوف ما أخاف الآئمة المضلين وأنه إذا وضع السيف فيهم لم يرفع إلى يوم القيامة وأنه سيخرج في أمتي كذابون دجالون قريبا من ثلاثين وأني خاتم الأنبياء لا نبي بعدي ولا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة حتى يأتي أمر الله رواه مسلم في الصحيح عن زهير بن حرب وغيره عن معاذ بن هشام
18399 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو محمد بن أبي حامد المقرئ وأبو بكر القاضي وأبو صادق بن أبي الفوارس قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ العباس بن الوليد بن مزيد أخبرني أبي قال سمعت بن جابر عن سليم بن عامر قال حدثني المقداد بن الأسود الكندي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : لا يبقى على ظهر الأرض بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله كلمة الإسلام إما بعز عزيز وإما بذل ذليل إما يعزهم الله فيجعلهم من أهله فيعزوا به وإما يذلهم فيدينون له
18400 -
وأخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر القطان ثنا أبو الأزهر ثنا عبد القدوس أبو المغيرة ثنا صفوان بن عمرو حدثني سليم بن عامر ح وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو اليمان ثنا صفوان عن سليم بن عامر الكلاعي عن تميم الداري رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز يعز به الإسلام أو ذل ذليل يذل به الكفر
18401 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن سنان القزاز ثنا عبد الله بن حمران ثنا عبد الحميد بن جعفر عن الأسود بن العلاء عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال سمعت عائشة رضي الله عنها تقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى قلت يا رسول الله إن كنت لأظن أن الله حين أنزل { هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله } ان ذلك تام قال إنه سيكون من ذلك ما شاء الله ثم يبعث الله ريحا طيبة فتوفي من كان في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان فيبقى من لا خير فيه فيرجعون إلى دين آبائهم أخرجه مسلم في الصحيح من حديث خالد بن الحارث وأبي بكر الحنفي عن عبد الحميد بن جعفر قال الشافعي رحمه الله وكانت قريش تنتاب الشام انتيابا كثيرا وكان كثير من معاشها منه وتأتي العراق فيقال لما دخلت في الإسلام ذكرت للنبي صلى الله عليه و سلم خوفها من انقطاع معاشها بالتجارة من الشام والعراق إذا فارقت الكفر ودخلت في الإسلام خلاف ملك الشام والعراق لأهل الإسلام فقال النبي صلى الله عليه و سلم إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده فلم يكن بأرض العراق كسرى يثبت له أمر بعده وقال إذا هلك قيصر فلا قيصر بعده فلم يكن بأرض الشام قيصر بعده وأجابهم على ما قالوا له وكان كما قال لهم صلى الله عليه و سلم وقطع الله الأكاسرة عن العراق وفارس وقيصر ومن قام بالأمر بعده عن الشام وقال النبي صلى الله عليه و سلم في كسرى مزق ملكه فلم يبق للأكاسرة ملك وقال في قيصر ثبت ملكه فثبت له ملك ببلاد الروم إلى اليوم وتنحى ملكه عن الشام وكل هذا موتفق يصدق بعضه بعضا
18402 -
أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع أنبأ الشافعي : فذكر هذا الكلام وما قبله في هذا الباب قال الشيخ رحمه الله وقد روي عن بن عباس في الآية تفسير آخر
18403 -
أخبرناه أبو زكريا بن أبي إسحاق أنبأ أبو الحسن الطرائفي ثنا عثمان بن سعيد ثنا عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن بن عباس رضي الله عنهما : في قوله تعالى ليظهره على الدين كله قال يظهر الله نبيه صلى الله عليه و سلم على أمر الدين كله فيعطيه إياه ولا يخفي عليه شيئا منه وكان المشركون يكرهون ذلك 73
كتاب الجزية ( 1
باب من لا تؤخذ منه الجزية من أهل الأوثان )
قال الشافعي رحمه الله قال الله جل ثناؤه { فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم } وقال { وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله }
18404 -
وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني يونس بن يزيد عن بن شهاب حدثني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة رضي الله عنه أخبره : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قال لا إله إلا الله فقد عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله رواه مسلم عن أبي الطاهر وغيره عن بن وهب وأخرجه البخاري في الصحيح من أوجه أخر عن الزهري
18405 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري الرزاز ثنا عباس بن محمد ثنا يعلى بن عبيد ثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر وعن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنهما قالا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها منعوا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله أخرجه مسلم في الصحيح من حديث حفص بن غياث عن الأعمش بالإسنادين جميعا
18406 -
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي ثنا سعدان بن نصر ثنا سفيان عن عبد الملك بن نوفل عن رجل من مزينة يقال له بن عصام عن أبيه : أن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا بعث سرية قال إذا سمعتم مؤذنا أو رأيتم مسجدا فلا تقتلوا أحدا
18407 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم المزكي أنبأ أحمد بن سلمة ثنا قتيبة بن سعيد ثنا ليث عن عقيل عن الزهري قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : لما توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم واستخلف أبو بكر رضي الله عنه بعده وكفر من كفر من العرب قال عمر بن الخطاب لأبي بكر رضي الله عنهما كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قال لا إله إلا الله عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله فقال أبو بكر رضي الله عنه والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة فإن الزكاة حق المال والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم لقاتلتهم على منعه قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه فوالله ما هو إلا أن رأيت الله قد شرح صدر أبي بكر رضي الله عنه للقتال فعرفت أنه الحق أخرجاه في الصحيح عن قتيبة أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع قال قال الشافعي رحمه الله وهذا مثل الحديثين قبله في المشركين مطلقا وإنما يراد به والله أعلم مشركو أهل الأوثان ولم يكن بحضرة رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا قربه أحد من مشركي أهل الكتاب إلا يهود بالمدينة وكانوا حلفاء الأنصار ولم تكن الأنصار استجمعت أول ما قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم إسلاما فوادعت يهود رسول الله صلى الله عليه و سلم ولم تخرج إلى شيء من عداوته بقول يظهر ولا فعل حتى كانت وقعة بدر فتكلم بعضها بعداوته والتحريض عليه فقتل رسول الله صلى الله عليه و سلم فيهم ولم يكن بالحجاز علمته إلا يهود أو نصارى قليل بنجران وكانت المجوس بهجر وببلاد البربر وفارس نائين عن الحجاز دونهم مشركون أهل الأوثان كثير
18408 -
أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي أنبأ أبو سهل بن زياد القطان ثنا عبد الكريم بن الهيثم ثنا أبو اليمان أخبرني شعيب عن الزهري أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك أظنه عن أبيه وكان بن أحد الثلاثة الذين تيب عليهم : أن كعب بن الأشرف اليهودي كان شاعرا وكان يهجو رسول الله صلى الله عليه و سلم ويحرض عليه كفار قريش في شعره وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم قدم المدينة وأهلها أخلاط منهم المسلمون الذين تجمعهم دعوة رسول الله صلى الله عليه و سلم ومنهم المشركون الذين يعبدون الأوثان ومنهم اليهود وهم أهل الحلقة والحصون وهم حلفاء للحيين الأوس والخزرج فأراد رسول الله صلى الله عليه و سلم حين قدم المدينة استصلاحهم كلهم وكان الرجل يكون مسلما وأبوه مشرك والرجل يكون مسلما وأخوه مشرك وكان المشركون واليهود من أهل المدينة حين قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم يؤذون رسول الله صلى الله عليه و سلم وأصحابه أشد الأذى فأمر الله رسوله والمسلمين بالصبر على ذلك والعفو عنهم ففيهم أنزل الله جل ثناؤه { ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا } إلى آخر الآية وفيهم أنزل الله جل ثناؤه { ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا } فلما أبى كعب بن الأشرف أن ينزع عن أذى رسول الله صلى الله عليه و سلم وأذى المسلمين أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم سعد بن معاذ رضي الله عنه أن يبعث رهطا ليقتلوه فبعث إليه سعد بن معاذ محمد بن مسلمة الأنصاري وأبا عبس الأنصاري والحارث بن أخي سعد بن معاذ في خمسة رهط وذكر الحديث في قتله قال فلما قتلوه فزعت اليهود ومن كان معهم من المشركين فغدوا على رسول الله صلى الله عليه و سلم حين أصبحوا فقالوا إنه طرق صاحبنا الليلة وهو سيد من سادتنا فقتل فذكر لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي كان يقول في أشعاره وينهاهم به ودعاهم رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى أن يكتب بينه وبينهم وبين المسلمين كتابا ينتهوا إلى ما فيه فكتب النبي صلى الله عليه و سلم بينه وبينهم وبين المسلمين عاما صحيفة كتبها رسول الله صلى الله عليه و سلم تحت العذق الذي في دار بنت الحارث فكانت تلك الصحيفة بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم عند علي بن أبي طالب رضي الله عنه
18409 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق حدثني محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت عن سعيد بن جبير أو عكرمة عن بن عباس رضي الله عنهما أنه : قال لما أصاب رسول الله صلى الله عليه و سلم قريشا يوم بدر فقدم المدينة جمع اليهود في سوق قينقاع فقال يا معشر يهود أسلموا قبل أن يصيبكم مثل ما أصاب قريشا فقالوا يا محمد لا يغرنك من نفسك أنك قتلت نفرا من قريش كانوا أغمارا لا يعرفون القتال إنك لو قاتلتنا لعرفت أنا نحن الناس وأنك لم تلق مثلنا فأنزل الله عز و جل في ذلك من قولهم قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم ببدر وأخرى كافرة يرونهم مثليهم رأي العين إلى قوله لعبرة لأولي الأبصار
18410 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس ثنا أحمد ثنا يونس عن بن إسحاق حدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم وصالح بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قالا : بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم حين فرغ من بدر بشيرين إلى أهل المدينة زيد بن حارثة وعبد الله بن رواحة فلما بلغ ذلك كعب بن الأشرف فقال ويلك أحق هذا هؤلاء ملوك العرب وسادة الناس يعني قتلى قريش ثم خرج إلى مكة فجعل يبكي على قتلى قريش ويحرض على رسول الله صلى الله عليه و سلم 2
باب من يؤخذ منه الجزية من أهل الكتاب وهم اليهود والنصارى قال الشافعي رحمه الله قال الله جل ثناؤه { قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون }
18411 -
أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري أنبأ أبو بكر محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن سليمان الأنباري ثنا وكيع عن سفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا بعث أميرا على سرية أو جيش أوصاه بتقوى الله في خاصة نفسه وبمن معه من المسلمين خيرا قال إذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى إحدى ثلاث خصال أو خلال فأيتهن أجابوك إليها فاقبل منهم وكف عنهم ادعهم إلى الإسلام فإن أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين وأعلمهم أنهم إن فعلوا ذلك أن لهم ما للمهاجرين وأن عليهم ما على المهاجرين فإن أبوا واختاروا دارهم فأعلمهم أنهم يكونون مثل اعراب المسلمين يجري عليهم حكم الله الذي كان يجري على المؤمنين ولا يكون لهم في الفيء والغنيمة نصيب إلا ان يجاهدوا مع المسلمين فإن هم أبوا فادعهم إلى إعطاء الجزية فإن أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم فإن أبوا فاستعن بالله وقاتلهم وإذا قاتلت أهل حصن فأرادوك أن تنزلهم على حكم الله فلا تنزلهم وإنكم لا تدرون ما يحكم الله فيهم ولكن أنزلوهم على حكمكم ثم اقضوا فيهم بعد ما شئتم قال سفيان قال علقمة فذكرت هذا الحديث لمقاتل بن حيان فقال حدثني مسلم هو بن هيصم عن النعمان بن مقرن رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم مثل حديث سليمان بن بريدة
18412 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله الصفار ثنا أحمد بن مهران ثنا عبيد الله بن موسى أنبأ سفيان ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن آدم ثنا سفيان الثوري عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا بعث أميرا على جيش أوصاه وذكر الحديث زاد فيه وإذا حاصرت أهل حصن وأرادوك على أن تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيك فلا تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيك ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة آبائك وذمم أصحابك فإنكم أن تخفروا ذممكم وذمم آبائكم أهون عليكم من أن تخفروا ذمة الله وذمة رسوله ولم يذكر إسناد حديث مقاتل رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة عن وكيع دون إسناد مقاتل ورواه عن إسحاق بن إبراهيم عن يحيى بن آدم وذكر فيه إسناد مقاتل
18413 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا عبد الوارث بن عبد الصمد حدثني أبي ثنا شعبة حدثني علقمة بن مرثد أن سليمان بن بريدة الأسلمي حدثه عن أبيه قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا بعث أميرا على جيش أو سرية دعاه فأوصاه في خاصة نفسه وبمن معه من المسلمين وذكر الحديث بزيادته في متنه رواه مسلم في الصحيح عن حجاج بن الشاعر عن عبد الصمد
18414 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ أبو الحسن علي بن محمد المصري ثنا روح بن الفرج ثنا يحيى بن بكير حدثني الليث بن سعد عن جرير بن حازم عن شعبة بن الحجاج : فذكره
18415 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرنا أبو محمد المزني ح وأخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو محمد أحمد بن إسحاق الهروي قالا أنبأ علي بن محمد بن عيسى ثنا أبو اليمان أخبرني شعيب عن الزهري أخبرني حميد بن عبد الرحمن أن أبا هريرة رضي الله عنه قال : بعثني أبو بكر رضي الله عنه فيمن يؤذن يوم النحر بمنى أن لا يحج بعد العام مشرك وأن لا يطوف بالبيت عريان ويوم الحج الأكبر يوم النحر وإنما قيل الحج الأكبر من أجل قول الناس الحج الأصغر فنبذ أبو بكر رضي الله عنه إلى الناس في ذلك العام فلم يحج في العام القابل الذي حج فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم حجة الوداع مشرك وأنزل الله عز و جل في العام الذي نبذ فيه أبو بكر إلى المشركين يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام إلى قوله عليم حكيم فكان المشركون يوافون بالتجارة فينتفع بها المسلمون فلما حرم الله على المشركين أن لا يقربوا المسجد الحرام وجد المسلمون في أنفسهم مما قطع عنهم من التجارة التي كان المشركون يوافون بها فقال الله تعالى { وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء } ثم أحل في الآية التي تتبعها الجزية ولم تكن تؤخذ قبل ذلك فجعلها عوضا مما منعهم من موافاة المشركين بتجاراتهم فقال { قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون } فلما أحل الله ذلك للمسلمين عرفوا أنه قد عاضهم أفضل مما كانوا وجدوا عليه مما كان المشركون يوافون به من التجارة رواه البخاري في الصحيح عن أبي اليمان إلى قوله حجة الوداع مشرك دون ما بعده وأظنه من قول الزهري
18416 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ عبد الرحمن بن الحسن القاضي ثنا إبراهيم بن الحسين ثنا آدم بن أبي إياس ثنا ورقاء عن بن أبي نجيح عن مجاهد : في قوله { قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر } إلى قوله { حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون } قال نزل هذا حين أمر النبي صلى الله عليه و سلم وأصحابه بغزوة تبوك
18417 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق قال : فلما انتهى رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى تبوك أتاه يحنة بن روبة صاحب أيلة فصالح رسول الله صلى الله عليه و سلم وأعطاه الجزية وأتاه أهل جربا وأذرح فأعطوه الجزية
18418 -
أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ أنبأ أبو عمرو بن حمدان أنبأ الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا وكيع ثنا فضيل بن عياض عن ليث عن مجاهد قال : يقاتل أهل الأوثان على الإسلام ويقاتل أهل الكتاب على الجزية 3
باب من لحق بأهل الكتاب قبل نزول الفرقان 18419 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا وهب بن جرير عن شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن بن عباس رضي الله عنهما : في قوله { لا إكراه في الدين } قال كانت المرأة من الأنصار لا يكاد يعيش لها ولد فتحلف لئن عاش لها ولد لتهودنه فلما أجليت بنو النضير إذا فيهم ناس من أبناء الأنصار فقالت الأنصار يا رسول الله أبناؤنا فأنزل الله عز و جل { لا إكراه في الدين } قال سعيد بن جبير من شاء لحق بهم ومن شاء دخل في الإسلام أخرجه أبو داود في السنن من أوجه عن شعبة ورواه أبو عوانة عن أبي بشر فأرسله
18420 -
أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو منصور النضروي أنبأ أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير : في قوله { لا إكراه في الدين } قال نزلت في الأنصار قلت خاصة قال خاصة كانت المرأة منهم إذا كانت نزرة أو مقلاة تنذر لئن ولدت ولدا لتجعلنه في اليهود تلتمس بذلك طول بقائه فجاء الإسلام وفيهم منهم فلما أجليت النضير قالت الأنصار يا رسول الله أبناؤنا وإخواننا فيهم فسكت عنهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فنزلت { لا إكراه في الدين } فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم قد خير أصحابكم فإن اختاروكم فهم منكم وإن اختاروهم فأجلوهم معهم 4
باب من قال تؤخذ منهم الجزية عربا كانوا أو عجما قال الشافعي رحمه الله أخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم الجزية من أكيدر دومة وهو رجل يقال من غسان أو كندة
18421 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد ثنا سهل بن عثمان العسكري ثنا يحيى بن زكريا ثنا محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر عن أنس بن مالك وعن عثمان بن أبي سليمان : أن النبي صلى الله عليه و سلم بعث خالد بن الوليد إلى أكيدر دومة فأخذوه فاتوا به فحقن له دمه وصالحه على الجزية
18422 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق حدثني يزيد بن رومان وعبد الله بن أبي بكر : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث خالد بن الوليد إلى أكيدر بن عبد الملك رجل من كندة كان ملكا على دومة وكان نصرانيا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لخالد إنك ستجده يصيد البقر فخرج خالد حتى إذا كان من حصنه منظر العين وفي ليلة مقمرة صافية وهو على سطح ومعه امرأته فأتت البقر تحك بقرونها باب القصر فقالت له امرأته هل رأيت مثل هذا قط قال لا والله قالت فمن يترك مثل هذا قال لا أحد فنزل فأمر بفرسه فأسرج وركب معه نفر من أهل بيته فيهم أخ له يقال له حسان فخرجوا معه بمطارفهم فتلقاهم خيل رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخذته وقتلوا أخاه حسان وكان عليه قباء ديباج مخوص بالذهب فاستلبه إياه خالد بن الوليد فبعث به إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم قبل قدومه عليه ثم إن خالدا قدم بالأكيدر على رسول الله صلى الله عليه و سلم فحقن له دمه وصالحه على الجزية وخلى سبيله فرجع إلى قريته قال الشافعي رحمه الله وأخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم الجزية من أهل ذمة اليمن وعامتهم عرب ومن أهل نجران وفيهم عرب
18423 -
أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن آدم ثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن أبي وائل عن مسروق عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : بعثني رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى اليمن وأمرني أن آخذ من كل حالم دينارا أو عدله معافر قال يحيى بن آدم وإنما هذه الجزية على أهل اليمن وهم قوم عرب لأنهم أهل كتاب ألا ترى أنه قال لا يفتن يهودي عن يهوديته يعني في روايته عن جرير عن منصور عن الحكم عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه كتب إلى معاذ بن جبل بذلك
18424 -
أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا مصرف بن عمرو اليامي ثنا يونس بن بكير أنبأ أسباط بن نصر الهمداني عن إسماعيل بن عبد الرحمن القرشي عن بن عباس رضي الله عنهما قال : صالح رسول الله صلى الله عليه و سلم أهل نجران على ألفي حلة وذكر الحديث
18425 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان قال : قال الشافعي قد أخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم الجزية من أكيدر الغساني ويروون أنه صالح رجالا من العرب على الجزية فأما عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومن بعده من الخلفاء إلى اليوم فقد أخذوا الجزية من بني تغلب وتنوخ وبهراء وخلط من خلط العرب وهم إلى الساعة مقيمون على النصرانية يضاعف عليهم الصدقة وذلك جزية وإنما الجزية على الأديان لا على الأنساب ولولا أن نأثم بتمني باطل وددنا أن الذي قال أبو يوسف كما قال وأن لا يجرى صغار على عربي ولكن الله أجل في أعيننا من أن نحب غير ما قضى به
18426 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا يحيى بن أبي بكير ثنا عبد الله بن عمر القرشي حدثني سعيد بن عمرو بن سعيد أنه سمع أباه يوم المرج يقول سمعت أبي يقول سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الله عز و جل سيمنع الدين بنصارى من ربيعة على شاطئ الفرات ما تركت عربيا إلا قتلته أو يسلم
18427 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق : في قصة ورود خالد بن الوليد من جهة أبي بكر الصديق رضي الله عنه الحيرة ومحاورة هانئ بن قبيصة إياه فقال خالد أدعوكم إلى الإسلام وإلى أن تشهدوا أن لا إله إلا الله وحده وأن محمدا عبده ورسوله وتقيموا الصلاة وتؤتوا الزكاة وتقروا بأحكام المسلمين على أن لكم مثل ما لهم وعليكم مثل ما عليهم فقال هانئ وإن لم أشأ ذلك فمه قال فإن أبيتم ذلك أديتم الجزية عن يد قال فإن أبينا ذلك قال فإن أبيتم ذلك وطئتكم بقوم الموت أحب إليهم من الحياة إليكم فقال هانئ أجلنا ليلتنا هذه فننظر في أمرنا قال قد فعلت فلما أصبح القوم غدا هانئ فقال إنه قد أجمع أمرنا على أن نؤدي الجزية فهلم فلأصالحك فقال له خالد فكيف وأنتم قوم عرب تكون الجزية والذل أحب إليكم من القتال والعز فقال نظرنا فيما يقتل منا فإذا هم لا يرجعون ونظرنا إلى ما يؤخذ منا من المال فقلما نلبث حتى يخلفه الله لنا قال فصالحهم خالد على تسعين الفا 5
باب من زعم أنما تؤخذ الجزية من العجم 18428 - أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو عمرو بن مطر ثنا محمد بن عثمان بن أبي سويد ثنا موسى بن مسعود النهدي ثنا سفيان الثوري ح وأخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا محمد بن أبي بكر ثنا يحيى بن سعيد عن سفيان عن الأعمش عن يحيى بن عمارة عن سعيد بن جبير عن بن عباس رضي الله عنهما قال : عاد رسول الله صلى الله عليه و سلم أبا طالب وعنده ناس من قريش وعند رأسه مقعد رجل فلما رآه أبو جهل قام فجلس فقال بن أخيك يذكر آلهتنا فقال أبو طالب ما شأن قومك يشكونك قال يا عم أريدهم على كلمة يدين لهم العرب وتؤدي إليهم العجم الجزية قال ما هي قال شهادة أن لا إله إلا الله فقاموا وقالوا { أجعل الآلهة إلها واحدا } قال ونزل { ص والقرآن ذي الذكر } حتى إذا بلغ { إن هذا لشيء عجاب } لفظ حديث المقرئ 6
باب ذكر كتب أنزلها الله قبل نزول القرآن قال الله تعالى { أم لم ينبأ بما في صحف موسى وإبراهيم الذي وفي } قال الشافعي رحمه الله وليس يعرف تلاوة كتاب إبراهيم وذكر زبور داود وقال وإنه لفي زبر الأولين
18429 -
أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو وأبو عبد الله الحافظ قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن علي ثنا عبد الله بن رجاء أنبأ عمران عن قتادة عن أبي المليح عن واثلة بن الأسقع أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : نزلت صحف إبراهيم أول ليلة من رمضان وأنزلت التوراة لست مضين من رمضان وأنزل الإنجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان وأنزل الزبور لثمان عشرة خلت من رمضان والقرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان وفيما روى الربيع بن صبيح عن الحسن البصري قال أنزل الله مائة وأربعة كتب من السماء 7
باب المجوس أهل كتاب والجزية تؤخذ منهم 18430 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ سفيان بن عيينة عن أبي سعد سعيد بن المرزبان عن نصر بن عاصم قال قال فروة بن نوفل الأشجعي علام تؤخذ الجزية من المجوس وليسوا بأهل كتاب فقام إليه المستورد فأخذ بلببه فقال يا عدو الله تطعن على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وعلى أمير المؤمنين يعني عليا رضي الله عنه وقد أخذوا منهم الجزية فذهب به إلى القصر فخرج علي رضي الله عنه عليهما وقال البدا فجلسا في ظل القصر فقال علي رضي الله عنه : أنا أعلم الناس بالمجوس كان لهم علم يعلمونه وكتاب يدرسونه وإن ملكهم سكر فوقع على ابنته أو أخته فاطلع عليه بعض أهل مملكته فلما صحا جاؤوا يقيمون عليه الحد فامتنع منهم فدعا أهل مملكته فلما أتوه قال تعلمون دينا خيرا من دين آدم وقد كان ينكح بنيه من بناته وأنا على دين آدم ما يرغب بكم عن دينه قال فبايعوه وقاتلوا الذين خالفوهم حتى قتلوهم فأصبحوا وقد أسرى على كتابهم فرفع من بين أظهرهم وذهب العلم الذي في صدورهم فهم أهل كتاب وقد أخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما منهم الجزية
18431 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال سمعت أبا عمرو محمد بن أحمد العاصمي يقول سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول وهم بن عيينة : في هذا الإسناد ورواه عن أبي سعد البقال فقال عن نصر بن عاصم ونصر بن عاصم هو الليثي وإنما هو عيسى بن عاصم الأسدي كوفي قال بن خزيمة والغلط فيه من بن عيينة لا من الشافعي فقد رواه عن بن عيينة غير الشافعي فقال عن نصر بن عاصم
18432 -
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني إملاء أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار سمع بحالة بن عبدة يقول : كنت كاتبا لجزء بن معاوية عم الأحنف بن قيس فأتاه كتاب عمر رضي الله عنه اقتلوا كل ساحر وفرقوا بين كل ذي محرم من المجوس ولم يكن عمر رضي الله عنه أخذ الجزية من المجوس حتى شهد عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أخذها من مجوس هجر رواه البخاري في الصحيح عن علي بن عبد الله عن سفيان
18433 -
أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ سفيان بن عيينة فذكره : بإسناده مختصرا في الجزية قال الشافعي رحمه الله حديث بجالة متصل ثابت وإنه أدرك عمر رضي الله عنه وكان رجلا في زمانه كاتبا لعماله وحديث نصر بن عاصم عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم متصل وبه نأخذ وقد روي من حديث الحجاز حديثان منقطعان بأخذ الجزية من المجوس
18434 -
أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني مالك بن أنس ح وأخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك عن جعفر بن محمد عن أبيه : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ذكر المجوس فقال ما أدري كيف أصنع في أمرهم فقال له عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول سنوا بهم سنة أهل الكتاب
18435 -
أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني مالك ح وأخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ مالك عن بن شهاب أنه بلغه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أخذ الجزية من مجوس البحرين وأن عثمان بن عفان رضي الله عنه أخذها من البربر زاد بن وهب في روايته وأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أخذها من مجوس فارس قال الشيخ وبن شهاب إنما أخذ حديثه هذا عن بن المسيب وبن المسيب حسن المرسل كيف وقد انضم إليه ما تقدم
18436 -
أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني يونس بن يزيد عن بن شهاب قال حدثني سعيد بن المسيب : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أخذ الجزية من مجوس هجر وأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أخذها من مجوس السواد وأن عثمان رضي الله عنه أخذها من مجوس بربر
18437 -
أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن مسكين اليمامي ثنا يحيى بن حسان ثنا هشيم أنبأ داود بن أبي هند عن قشير بن عمرو عن بجالة بن عبدة عن بن عباس رضي الله عنهما قال : جاء رجل من الاسبذيين من أهل البحرين وهم مجوس أهل هجر إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فمكث عنده ثم خرج فسألته ما قضى الله ورسوله فيكم قال شرا قلت مه قال الإسلام أو القتل قال وقال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قبل منهم الجزية قال بن عباس رضي الله عنهما وأخذ الناس بقول عبد الرحمن بن عوف وتركوا ما سمعت أنا من الأسبذي قال الشيخ رحمه الله نعم ما صنعوا تركوا رواية الأسبذي المجوسي وأخذوا برواية عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه على أنه قد يحكم بينهم بما قال الأسبذي ثم يأتيه الوحي بقبول الجزية منهم فيقبلها كما قال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه
18438 -
وقد أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسن بن الفضل القطان ببغداد أنبأ أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن عتاب العبدي ثنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة ثنا بن أبي أويس ثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة قال قال بن شهاب حدثني عروة بن الزبير أن المسور بن مخرمة أخبره : أن عمرو بن عوف رضي الله عنه وهو حليف بني عامر بن لؤي كان شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم أخبره أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث أبا عبيدة بن الجراح رضي الله عنه إلى البحرين يأتي بجزيتها وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم هو صالح أهل البحرين وأمر عليهم العلاء بن الحضرمي فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين فسمعت الأنصار بقدومه فوافت صلاة الصبح مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما انصرف تعرضوا له فتبسم رسول الله صلى الله عليه و سلم حين رآهم وقال أظنكم سمعتم بقدوم أبي عبيدة وأنه جاء بشيء فقالوا أجل يا رسول الله فقال أبشروا وأملوا ما يسركم فوالله ما الفقر أخشى عليكم ولكن أخشى أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها وتلهيكم كما ألهتهم رواه البخاري في الصحيح عن إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس
18439 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ثنا أبي عن صالح عن بن شهاب فذكره : بنحوه رواه مسلم في الصحيح عن الحسن الحلواني عن يعقوب بن إبراهيم
18440 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا هلال بن العلاء الرقي ثنا عبد الله بن جعفر ثنا المعتمر بن سليمان ثنا سعيد بن عبيد الله ثنا بكر بن عبد الله المزني وزياد بن جبير عن جبير بن حية قال : بعث عمر رضي الله عنه الناس من أفناء الأمصار يقاتلون المشركين فذكر الحديث في إسلام الهرمزان قال فقال إني مستشيرك في مغازي هذه فأشر علي في مغازي المسلمين قال نعم يا أمير المؤمنين الأرض مثلها ومثل من فيها من الناس من عدو المسلمين مثل طائر له رأس وله جناحان وله رجلان فإن كسر أحد الجناحين نهضت الرجلان بجناح والرأس وإن كسر الجناح الآخر نهضت الرجلان والرأس وإن شدخ الرأس ذهب الرجلان والجناحان والرأس فالرأس كسرى والجناح قيصر والجناح الآخر فارس فمر المسلمين أن ينفروا إلى كسرى فقال بكر وزياد جميعا عن جبير بن حية قال فندبنا عمر رضي الله عنه واستعمل علينا رجلا من مزينة يقال له النعمان بن مقرن رضي الله عنه وحشر المسلمين معه قال وخرجنا فيمن خرج من الناس حتى إذا دنونا من القوم وأداة الناس وسلاحهم الجحف والرماح المكسرة والنبل قال فانطلقنا نسير وما لنا كثير خيول أو مالنا خيول حتى إذا كنا بأرض العدو وبيننا وبين القوم نهر خرج علينا عامل كسرى في أربعين ألفا حتى وقفوا على النهر ووقفنا من حياله الآخر قال يا أيها الناس أخرجوا إلينا رجلا يكلمنا فأخرج إليه المغيرة بن شعبة وكان رجلا قد اتجر وعلم الألسنة قال فقام ترجمان القوم فتكلم دون ملكهم قال فقال للناس ليكلمني رجل منكم فقال المغيرة سل عما شئت فقال ما أنتم فقال نحن ناس من العرب كنا في شقاء شديد وبلاء طويل نمص الجلد والنوى من الجوع ونلبس الوبر والشعر ونعبد الشجر والحجر فبينا نحن كذلك إذ بعث رب السماوات ورب الأرض إلينا نبيا من أنفسنا نعرف أباه وأمه فأمرنا نبينا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن نقاتلكم حتى تعبدوا الله وحده أو تؤدوا الجزية فأخبرنا نبينا عن رسالة ربنا أنه من قتل منا صار إلى جنة ونعيم لم ير مثله قط ومن بقي منا ملك رقابكم قال فقال الرجل بيننا وبينكم بعد غد حتى نأمر بالجسر يجسر قال فافترقوا وجسروا الجسر ثم إن أعداء الله قطعوا إلينا في مائة ألف ستون ألفا يجرون الحديد وأربعون ألفا رماة الحدق فأطافوا بنا عشر مرات قال وكنا اثني عشر الفا فقالوا هاتوا لنا رجلا يكلمنا فأخرجنا المغيرة فأعاد عليهم كلامه الأول فقال الملك أتدرون ما مثلنا ومثلكم قال المغيرة ما مثلنا ومثلكم قال مثل رجل له بستان ذو رياحين وكان له ثعلب قد آذاه فقال له رب البستان يا أيها الثعلب لولا أن تنتن حائطي من جيفتك لهيأت ما قد قتلك وأنا لولا أن تنتن بلادنا من جيفتكم لكنا قد قتلناكم بالأمس قال له المغيرة هل تدري ما قال الثعلب لرب البستان قال ما قال له قال قال له يا رب البستان أن أموت في حائطك ذا بين الرياحين أحب إلي من أن أخرج إلى أرض قفر ليس بها شيء وإنه والله لو لم يكن دين وقد كنا من شقاء العيش فيما ذكرت لك ما عدنا في ذلك الشقاء أبدا حتى نشارككم فيما أنتم فيه أو نموت فكيف بنا ومن قتل منا صار إلى رحمة الله وجنته ومن بقي منا ملك رقابكم قال جبير فأقمنا عليهم يوما لا نقاتلهم ولا يقاتلنا القوم قال فقام المغيرة إلى النعمان بن مقرن رضي الله عنه فقال يا أيها الأمير إن النهار قد صنع ما ترى والله لو وليت من أمر الناس مثل الذي وليت منهم لألحقت الناس بعضهم ببعض حتى يحكم الله بين عباده بما أحب فقال النعمان ربما أشهدك الله مثلها ثم لم يندمك ولم يخزك ولكني شهدت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم كثيرا كان إذا لم يقاتل في أول النهار انتظر حتى تهب الأرواح وتحضر الصلاة ألا أيها الناس إني لست لكلكم أسمع فانظروا إلى رايتي هذه فإذا حركتها فاستعدوا من أرادأن يطعن برمحه فلييسره ومن أرادأن يضرب بعصاه فلييسر عصاه ومن أراد أن يطعن بخنجره فلييسره ومن أراد أن يضرب بسيفه فلييسر سيفه ألا أيها الناس إني محركها الثانية فاستعدوا ثم إني محركها الثالثة فشدوا على بركة الله فإن قتلت فالأمير أخي وإن قتل أخي فالأمير حذيفة فإن قتل حذيفة فالأمير المغيرة بن شعبة قال وقد حدثني زياد أن أباه قال قتلهم الله فنظرنا إلى بغل موقر عسلا وسمنا قد كدست القتلى عليه فما أشبهه إلا كوما من كوم السمك ملقى بعضه على بعض فعرفت انه إنما يكون القتل في الأرض ولكن هذا شيء صنعه الله وظهر المسلمون وقتل النعمان وأخوه وصار الأمر إلى حذيفة فهذا حديث زياد وبكر
18441 -
قال وحدثنا أبو رجاء الحنفي قال : كتب حذيفة إلى عمر رضي الله عنهما أنه أصيب من المهاجرين فلان وفلان وفيمن لا يعرف أكثر فلما قرأ الكتاب رفع صوته ثم بكى وبكى فقال بل الله يعرفهم ثلاثا رواه البخاري في الصحيح مختصرا عن الفضل بن يعقوب عن عبد الله بن جعفر الرقي وفيه دلالة على أخذ الجزية من المجوس والله أعلم فقد كان كسرى وأصحابه مجوسا
18442 -
أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا أحمد بن سنان الواسطي ثنا محمد بن بلال عن عمران القطان عن أبي جمرة عن بن عباس رضي الله عنهما قال : إن أهل فارس لما مات نبيهم كتب لهم إبليس المجوسية 8
باب الفرق بين نكاح نساء من يؤخذ منه الجزية وذبائحهم 18443 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ الأصبهاني أنبأ أبو عمرو بن حمدان أنبأ الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا وكيع ثنا سفيان عن قيس بن مسلم عن الحسن بن محمد بن علي قال : كتب رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى مجوس هجر يعرض عليهم الإسلام فمن أسلم قبل منه ومن أبى ضربت عليه الجزية على أن لا تؤكل لهم ذبيحة ولا تنكح لهم امرأة هذا مرسل وإجماع أكثر المسلمين عليه يؤكده ولا يصح ما روي عن حذيفة في نكاح مجوسية والرواية في نصارى بني تغلب عن عمر وعلي رضي الله عنهما ترد في موضعها إن شاء الله تعالى 9
باب كم الجزية 18444 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن أبي وائل عن مسروق عن معاذ بن جبل رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعثه إلى اليمن وأمره أن يأخذ من البقر من كل ثلاثين تبيعا ومن كل أربعين بقرة مسنة ومن كل حالم دينارا أو عدله ثوب معافر
18445 -
وأخبرنا أبو علي الروذباري ثنا محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا عبد الله بن محمد النفيلي ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي وائل عن معاذ رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه و سلم لما وجهه إلى اليمن أمره أن يأخذ من البقر من كل ثلاثين تبيعا أو تبيعة ومن كل أربعين مسنة ومن كل حالم يعني محتلم دينارا أو عدله من المعافري ثياب تكون باليمن
18446 -
قال وحدثنا النفيلي ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش عن إبراهيم عن مسروق عن معاذ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم : مثله قال أبو داود في بعض النسخ هذا حديث منكر بلغني عن أحمد أنه كان ينكر هذا الحديث إنكارا شديدا قال الشيخ إنما المنكر رواية أبي معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن مسروق عن معاذ فأما رواية الأعمش عن أبي وائل عن مسروق فإنها محفوظة قد رواها عن الأعمش جماعة منهم سفيان الثوري وشعبة ومعمر وجرير وأبو عوانة ويحيى بن سعيد وحفص بن غياث وقال بعضهم عن معاذ وقال بعضهم إن النبي صلى الله عليه و سلم لما بعث معاذا إلى اليمن أو ما في معناه وأما حديث الأعمش عن إبراهيم فالصواب كما
18447 -
أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن المؤمل ثنا أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري ثنا أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب أنبأ يعلى بن عبيد ثنا الأعمش عن شقيق عن مسروق والأعمش عن إبراهيم قالا قال معاذ رضي الله عنه : بعثني رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى اليمن فأمرني أن آخذ من كل أربعين بقرة ثنية ومن كل ثلاثين تبيعا أو تبيعة ومن كل حالم دينارا أو عدله معافر هذا هو المحفوظ حديث الأعمش عن أبي وائل شقيق بن سلمة عن مسروق وحديثه عن إبراهيم منقطع ليس فيه ذكر مسروق وقد روينا عن عاصم بن أبي النجود عن أبي وائل عن مسروق عن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه و سلم
18448 -
أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ إبراهيم بن محمد أخبرني إسماعيل بن أبي حكيم عن عمر بن عبد العزيز : أن النبي صلى الله عليه و سلم كتب إلى أهل اليمن أن على كل إنسان منكم دينارا كل سنة أو قيمته من المعافر يعني أهل الذمة منهم
18449 -
وأخبرنا أبو زكريا وأبو بكر قالا ثنا أبو العباس أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أخبرني مطرف بن مازن وهشام بن يوسف بإسناد لا أحفظه غير : أنه حسن أن النبي صلى الله عليه و سلم فرض على أهل الذمة من أهل اليمن دينارا كل سنة فقلت لمطرف بن مازن فإنه يقال وعلى النساء أيضا فقال ليس أن النبي صلى الله عليه و سلم أخذ من النساء ثابتا عندنا
18450 -
أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن آدم ثنا جرير بن عبد الحميد الضبي عن منصور عن الحكم قال : كتب رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى معاذ بن جبل رضي الله عنه باليمن على كل حالم أو حالمة دينارا أو قيمته ولا يفتن يهودي عن يهوديته قال يحيى ولم أسمع أن على النساء جزية إلا في هذا الحديث قال الشيخ وهذا منقطع وليس في رواية أبي وائل عن مسروق عن معاذ حالمة ولا في رواية إبراهيم عن معاذ إلا شيئا روى عبد الرزاق عن معمر عن الأعمش عن أبي وائل عن مسروق عن معاذ ومعمر إذا روى عن غير الزهري يغلط كثيرا والله أعلم وقد حمله بن خزيمة إن كان محفوظا على أخذها منها إذا طابت بها نفسا ورواه أبو شيبة إبراهيم بن عثمان عن الحكم موصولا وأبو شيبة ضعيف
18451 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو علي الحافظ إملاء أنبأ حامد بن شعيب ثنا منصور بن أبي مزاحم ثنا أبو شيبة عن الحكم بن عتيبة عن مقسم عن بن عباس رضي الله عنهما : أن النبي صلى الله عليه و سلم كتب إلى معاذ بن جبل رضي الله عنه أن من أسلم من المسلمين فله ما للمسلمين وعليه ما عليهم ومن أقام على يهوديته أو نصرانيته فعلى كل حالم دينار أو عدله من المعافر ذكرا أو أنثى حرا أو مملوكا وفي كل ثلاثين من البقر تبيع أو تبيعة وفي كل أربعين بقرة مسنة وفي كل أربعين من الإبل ابنة لبون وفيما سقت السماء أوسقي فيحا العشر وفيما سقي بالغرب نصف العشر هذا لا يثبت إلا بهذا الإسناد
18452 -
أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع أنبأ الشافعي قال فسألت محمد بن خالد وعبد الله بن عمرو بن مسلم وعددا من علماء أهل اليمن فكلهم حكى لي عن عدد مضوا قبلهم يحكون عن : عدد مضوا قبلهم كلهم ثقة أن صلح النبي صلى الله عليه و سلم لهم كان لأهل ذمة اليمن على دينار كل سنة ولا يثبتون أن النساء كن فيمن يؤخذ منه الجزية وقال عامتهم ولم تؤخذ من زروعهم وقد كانت لهم زروع ولا من مواشيهم شيئا علمناه وقال لي بعضهم قد جاءنا بعض الولاة فخمس زروعهم أو أرادها فأنكر ذلك عليه فكل من وصفت أخبرني أن عامة ذمة أهل اليمن من حمير قال وسألت عددا كثيرا من ذمة أهل اليمن متفرقين في بلدان اليمن فكلهم أثبت لي لا يختلف قولهم أن معاذا أخذ منهم دينارا عن كل بالغ منهم وسموا البالغ حالما قالوا وكان في كتاب النبي صلى الله عليه و سلم مع معاذ أن على كل حالم دينارا
18453 -
أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني مسلمة بن علي عن المثنى بن الصباح عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم فرض الجزية على كل محتلم من أهل اليمن دينارا دينارا
18454 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق قال حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال : هذا كتاب رسول الله صلى الله عليه و سلم عندنا الذي كتبه لعمرو بن حزم حين بعثه إلى اليمن فذكره وفي آخره وأنه من أسلم من يهودي أو نصراني إسلاما خالصا من نفسه فدان دين الإسلام فإنه من المؤمنين له مالهم وعليه ما عليهم ومن كان على نصرانية أو يهودية فإنه لا يفتن عنها وعلى كل حالم ذكر أو أنثى حر أو عبد دينار واف أو عرضه من الثياب فمن أدى ذلك فإن له ذمة الله وذمة رسوله ومن منع ذلك فإنه عدو الله ورسوله والمؤمنين هذا منقطع وليس في الرواية الموصولة
18455 -
وروي من وجه آخر منقطعا أخبرناه أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو جعفر البغدادي ثنا أبو علاثة ثنا أبي ثنا بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة قال : هذا كتاب من محمد صلى الله عليه و سلم إلى أهل اليمن فذكر الحديث بنحو من حديث بن حزم
18456 -
وأخبرنا أبو سهل محمد بن نصرويه بن أحمد المروزي ثنا أبو عبد الله محمد بن صالح المعافري ثنا أبو يزن الحميري إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز بن عفير بن عبد العزيز بن عفير بن زرعة بن سيف بن ذي يزن حدثني عمي أحمد بن حبيش بن عبد العزيز حدثني أبي عفير حدثني أبي عبد العزيز حدثني أبي عفير حدثني أبي زرعة بن سيف بن ذي يزن قال كتب إلي رسول الله صلى الله عليه و سلم كتابا هذا نسخته فذكرها وفيها : ومن يكن على يهوديته أو على نصرانيته فإنه لا يفتن عنها وعليه الجزية على كل حالم ذكر أو أنثى حر أو عبد دينار أو قيمته من المعافر وهذه الرواية في رواتها من يجهل ولم يثبت بمثلها عند أهل العلم حديث فالذي يوافق من ألفاظها وألفاظ ما قبلها رواية مسروق مقول به والذي يزيد عليها وجب التوقف فيه وبالله التوفيق
18457 -
أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم ثنا الحسن بن علي ثنا يحيى بن آدم ثنا إبراهيم بن أبي يحيى عن أبي الحويرث قال : ضرب رسول الله صلى الله عليه و سلم على نصارى بمكة دينارا لكل سنة
18458 -
وأخبرنا أبو بكر بن الحسن القاضي ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ إبراهيم بن محمد عن أبي الحويرث : أن النبي صلى الله عليه و سلم ضرب على نصراني بمكة يقال له موهب دينارا كل سنة وأن النبي صلى الله عليه و سلم ضرب على نصارى أيلة ثلاثمائة دينار كل سنة وأن يضيفوا من مر بهم من المسلمين ثلاثا وأن لا يغشوا مسلما
18459 -
قال وأخبرنا إبراهيم أنبأ إسحاق بن عبد الله : أنهم كانوا ثلاثمائة فضرب عليهم النبي صلى الله عليه و سلم يومئذ ثلاثمائة دينار كل سنة قال الشافعي رحمه الله ثم صالح أهل نجران على حلل يؤدونها إليه فدل صلحه إياهم على غير الدنانير على أنه يجوز ما صولحوا عليه
18460 -
أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا مصرف بن عمرو ثنا يونس يعني بن بكير ثنا أسباط بن نصر الهمداني عن إسماعيل بن عبد الرحمن القرشي عن بن عباس رضي الله عنهما قال : صالح رسول الله صلى الله عليه و سلم أهل نجران على ألفي حلة النصف في صفر والنصف في رجب يؤدونها إلى المسلمين وعارية ثلاثين درعا وثلاثين فرسا وثلاثين بعيرا وثلاثين من كل صنف من أصناف السلاح يغزون بها المسلمون ضامنون لها حتى يردوها عليهم إن كان باليمن كيد
18461 -
قال الشافعي رحمه الله وقد : سمعت بعض أهل العلم من المسلمين ومن أهل الذمة من أهل نجران يذكر أن قيمة ما أخذ من كل واحد أكثر من دينار 10
باب الزيادة على الدينار بالصلح 18462 - أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الفضل محمد بن عبد الله بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا محمد بن عبد الله بن نمير ثنا أبي ثنا عبيد الله ثنا نافع عن أسلم مولى عمر أنه أخبره : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كتب إلى أمراء أهل الجزية أن لا يضعوا الجزية إلا على من جرت أو مرت عليهم المواسي وجزيتهم أربعون درهما على أهل الورق منهم وأربعة دنانير على أهل الذهب وعليهم أرزاق المسلمين من الحنطة مدين وثلاثة أقساط زيت لكل إنسان كل شهر ومن كان من أهل الشام وأهل الجزية ومن كان من أهل مصر إردب لكل إنسان كل شهر ومن الودك والعسل شيء لم نحفظه وعليهم من البز التي كان يكسوها أمير المؤمنين الناس شيء لم نحفظه ويضيفون من نزل بهم من أهل الإسلام ثلاثة أيام وعلى أهل العراق خمسة عشر صاعا لكل إنسان وكان عمر رضي الله عنه لا يضرب الجزية على النساء وكان يختم في أعناق رجال أهل الجزية
18463 -
أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الأصبهاني الحافظ أنبأ أبو عمرو بن حمدان أنبا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا عبد الرحيم بن سليمان عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن أسلم مولى عمر بن الخطاب : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كتب إلى عماله أن لا يضربوا الجزية على النساء والصبيان ولا يضربوها إلا على من جرت عليه المواسي ويختم في أعناقهم ويجعل جزيتهم على رؤوسهم على أهل الورق أربعين درهما ومع ذلك أرزاق المسلمين وعلى أهل الذهب أربعة دنانير وعلى أهل الشام منهم مدي حنطة وثلاثة أقساط زيت وعلى أهل مصر إردب حنطة وكسوة وعسل لا يحفظه نافع كم ذلك وعلى أهل العراق خمسة عشر صاعا حنطة قال عبيد الله وذكر كسوة لا أحفظها
18464 -
أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو عمرو بن مطر أنبأ محمد بن يحيى بن سليمان ثنا عاصم بن علي ثنا شعبة ح وأخبرنا الشريف أبو الفتح ناصر بن الحسين العمري أنبأ عبد الرحمن بن أبي شريح ثنا أبو القاسم البغوي ثنا علي بن الجعد ثنا شعبة أخبرني الحكم قال سمعت عمرو بن ميمون يحدث عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه : فذكره قال ثم أتاه عثمان بن حنيف فجعل يكلمه من وراء الفسطاط يقول والله لئن وضعت على كل جريب من أرض درهما وقفيزا من طعام وزدت على كل رأس درهمين لا يشق ذلك عليهم ولا يجهدهم قال نعم فكان ثمانية وأربعين فجعلها خمسين وروى الشافعي رحمه الله في القديم عن إبراهيم بن سعد عن بن شهاب أن عمر رضي الله عنه كان إذا استغنى أهل السواد زاد عليهم وإذا افتقروا وضع عنهم وهذا منقطع
18465 -
أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ أنبأ أبو عمرو بن حمدان أنبأ الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا علي بن مسهر عن الشيباني عن أبي عون محمد بن عبد الله الثقفي قال : وضع عمر بن الخطاب رضي الله عنه يعني في الجزية على رؤوس الرجال على الغني ثمانية وأربعين درهما وعلى الوسط أربعة وعشرين وعلى الفقير اثني عشر درهما وكذلك رواه قتادة عن أبي مخلد عن عمر وكلاهما مرسل 11
باب الضيافة في الصلح قد مضى حديث أبي الحويرث عن النبي صلى الله عليه و سلم منقطعا أنه جعل على نصارى أيلة جزية دينار على كل إنسان وضيافة من مر بهم من المسلمين والاعتماد في ذلك على ما
18466 -
أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك ح وأخبرنا أبو أحمد عبد الله بن محمد بن الحسن المهرجاني أنبا أبو بكر محمد بن جعفر المزكي ثنا محمد بن إبراهيم البوشنجي ثنا بن بكير ثنا مالك عن نافع عن أسلم مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ضرب الجزية على أهل الذهب أربعة دنانير وعلى أهل الورق أربعين درهما ومع ذلك أرزاق المسلمين وضيافة ثلاثة أيام
18467 -
أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ سفيان بن عيينة عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه فرض على أهل السواد ضيافة يوم وليلة فمن حبسه مرض أو مطر أنفق من ماله قال الشافعي وحديث أسلم بضيافة ثلاث أشبه لأن رسول الله صلى الله عليه و سلم جعل الضيافة ثلاثا وقد يجوز أن يكون جعلها على قوم ثلاثا وعلى قوم يوما وليلة ولم يجعل على آخرين ضيافة كما يختلف صلحه لهم فلا يرد بعض الحديث بعضا
18468 -
أخبرنا محمد بن أبي المعروف الإسفرائيني بها أنبأ أبو سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الرازي ثنا محمد بن أيوب أنبأ مسلم ثنا هشام ثنا قتادة عن الحسن عن الأحنف بن قيس : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يشترط على أهل الذمة ضيافة يوم وليلة وأن يصلحوا قناطر وإن قتل بينهم قتيل فعليهم ديته وقال غيره عن هشام وإن قتل رجل من المسلمين بأرضهم فعليهم ديته 12 ==========================
==================
ج36. كتاب : سنن البيهقي الكبرى أحمد بن الحسين بن علي بن موسى أبو بكر البيهقي
18469 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا أبو الوليد الطيالسي قال ليث بن سعد حدثنا عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي شريح العدوي رضي الله عنه قال سمعت أذناي وأبصرت عيناي رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يقول : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرمن جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته قيل يا رسول الله وما جائزته قال يوم وليلة والضيافة ثلاثة أيام فما كان أكثر من ذلك فهو صدقة ولا يثوي عنده حتى يحرجه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت رواه البخاري في الصحيح عن أبي الوليد ورواه مسلم عن قتيبة عن الليث بن سعد
18470 -
أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود قال قرئ على الحارث بن مسكين وأنا شاهد حدثكم أشهب قال : وسئل مالك عن قول النبي صلى الله عليه و سلم جائزته يوم وليلة قال يكرمه ويتحفه ويحفظه يوما وليلة وثلاثة أيام ضيافة
18471 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنبأ إسماعيل الصفار ثنا أحمد بن منصور ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن سعيد الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه و سلم قال حق : الضيافة ثلاثة أيام فما زاد على ذلك فهو صدقة
18472 -
وأخبرنا علي بن محمد المقرئ أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا محمد بن أبي بكر ثنا يحيى بن سعيد عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : الضيافة ثلاثة أيام فما زاد على ذلك فهو صدقة 13
باب ما جاء في ضيافة من نزل به 18473 - أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا الحارث بن محمد ثنا يونس بن محمد ثنا ليث ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن شاذان وأحمد بن سلمة قالا ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال قلنا : يا رسول الله إنك تبعثنا فننزل بقوم فلا يقروننا فما ترى فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن نزلتم بقوم فأمروا لكم بما ينبغي للضيف فاقبلوا فإن لم يفعلوا فخذوا منهم حق الضيف الذي ينبغي لهم رواه البخاري ومسلم في الصحيح عن قتيبة بن سعيد
18474 -
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر بن أحمد الأصبهاني ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا شعبة عن منصور قال سمعت الشعبي يحدث عن أبي كريمة رضي الله عنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول : ليلة الضيف حق على كل مسلم من أصبح الضيف بفنائه فهو عليه حق أو قال دين إن شاء اقتضاه وإن شاء تركه
18475 -
أخبرنا أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة أخبرني أبو الجودي الشامي قال سمعت سعيد بن المهاجر يحدث عن المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه وكانت له صحبة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ما من رجل ضاف قوما وأصبح الضيف محروما إلا كان على كل مسلم نصره حتى يأخذ بقرى ليلته من زرعه وماله
18476 -
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا عباس بن عبد الله الترقفي حدثني يحيى بن يعلى ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن وأبو سعيد محمد بن موسى قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا يحيى بن يعلى بن الحارث المحاربي ثنا أبي ثنا غيلان بن جامع عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب : قال خرج قوم من الأنصار من الكوفة إلى المدينة فأتوا على حي من بني أسد وقد ارملوا فسألوهم البيع وقد راح عليهم مال لهم حسن قالوا ما عندنا بيع فسألوهم القرى قالوا ما نطيق قراكم فلم يزل بينهم وبين الأعراب حتى اقتتلوا فتركت لهم الأعراب البيوت وما فيها فأخذوا لكل عشرة منهم شاة قال فأتوا عمر رضي الله عنه فذكروا ذلك له فقام فحمد الله وأثنى عليه وقال لو كنت تقدمت في هذا لفعلت كذا وكذا ثم كتب إلى أهل الأمصار وأهل الذمة بنزل ليلة للضيف قال قيس فأخبرني عبد الرحمن بن أبي ليلى أن أباه أخبره أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قسم غنما بين أصحابه فأعطى كل عشرة شاة وأنها كانت سنة قال وقد أمر رسول الله بالقدور يومئذ فأكفئت وهو يومئذ بخيبر قال قيس وأخبرني بن أبي ليلى أن عمر رضي الله عنه كتب بنزل ليلة في المسلمين والمعاهدين قال بن أبي ليلى قد أذكر أن أهل الأرض كانوا يستقبلوننا بنزل ليلة نقول بالفارسية شام قال الترقفي في روايته يقولون شام أي عشاء
18477 -
أخبرنا أبو طاهر الفقيه ثنا أبو بكر القطان ثنا إبراهيم بن الحارث ثنا يحيى بن أبي بكير ثنا إسماعيل بن عياش حدثني الأحوص بن حكيم وأبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم عن حكيم بن عمير قال : كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى امراء الأجناد فذكره قال وأيما رفقة من المهاجرين آواهم الليل إلى قرية من قرى المعاهدين من مسافرين فلم يأتوهم بالقرى فقد برئت منهم الذمة
18478 -
أخبرنا أبو الحسن المقرئ أنبأ الحسن بن محمد ثنا يوسف بن يعقوب ثنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن سلمة عن أبي عمران الجوني عن جندب بن عبد الله قال : كنا نصيب من ثمار أهل الذمة وأعلافهم ولا نشاركهم في نسائهم ولا أموالهم وكنا نسخر العلج يهدينا إلى الطريق
18479 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عمرو بن مطر ثنا يحيى بن محمد ثنا عبد الله بن معاذ ثنا أبي ثنا شعبة عن أبي إسحاق عن زيد بن صعصعة قال : قلت لابن عباس إنا نأتي القرية بالسواد فنستفتح الباب فإن لم يفتح لنا كسرنا الباب فأخذنا الشاة فذبحناها قال ولم تفعلون ذاك قال قلت إنا نراه لنا حلالا قال فتلا هذه الآية ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون وهذا إن كان في المعاهدين فلأنهم لم يصالحوهم على الضيافة فلم يحل لهم تناولها والله أعلم 14
باب من يرفع عنه الجزية قد مضى حديث معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه أمره أن يأخذ من كل حالم يعني محتلم دينارا
18480 -
أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن آدم ثنا زهير بن معاوية عن الحسن بن الحر عن نافع عن أسلم عن عمر رضي الله عنه : أنه كتب إلى امراء أهل الجزية أن لا يضربوا الجزية إلا على من جرت عليه المواسي قال وكان لا يضرب الجزية على النساء والصبيان قال يحيى وهذا المعروف عند أصحابنا
18481 -
وأخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الأصبهاني أنبأ أبو عمرو بن حمدان أنبأ الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا عبدة بن سليمان عن عبيد الله عن نافع عن أسلم مولى عمر قال : كتب عمر رضي الله عنه إلى امراء الجزية أن لا يضعوا الجزية إلا على من جرت عليه المواسي ولا يضعوا الجزية على النساء والصبيان وكان عمر رضي الله عنه يختم أهل الجزية في أعناقهم 15
باب الذمي يسلم فيرفع عنه الجزية ولا يعشر ماله إذا اختلف بالتجارة 18482 - أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن محبور الدهان أنبأ أبو حامد بن بلال البزاز ثنا أبو الأزهر ثنا محمد بن الصلت ثنا أبو كدينة عن قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه عن بن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ليس على مؤمن جزية ولا يجتمع قبلتان في جزيرة العرب وكذلك رواه جرير عن قابوس
18483 -
أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار ببغداد أنبأ الحسين بن يحيى بن عياش القطان ثنا يحيى بن السري ثنا جرير عن عطاء بن السائب عن حرب بن هلال ح وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا مسدد ثنا أبو الأحوص ثنا عطاء بن السائب عن حرب بن عبيد الله عن جده أبي أمه عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إنما العشور على اليهود والنصارى وليست على المسلمين عشور لفظ حديث أبي الأحوص وفي رواية جرير قال عن حرب بن هلال عن أبي أمه رجل من بني تغلب أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ليس على المسلمين عشور إنما العشور على اليهود والنصارى
18484 -
ورواه عبد السلام بن حرب عن عطاء عن حرب بن عبيد الله بن عمير الثقفي عن جده رجل من بني تغلب قال : أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فأسلمت وعلمني الإسلام وعلمني كيف آخذ الصدقة من قومي ممن أسلم ثم رجعت إليه فقلت يا رسول الله كل ما علمتني قد حفظت إلا الصدقة أفأعشرهم قال لا إنما العشر على النصارى واليهود أخبرناه أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن إبراهيم البزاز ثنا أبو نعيم ثنا عبد السلام فذكره
18485 -
وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن عبيد المحاربي ثنا وكيع عن سفيان عن عطاء بن السائب عن حرب بن عبيد الله عن النبي صلى الله عليه و سلم : بمعنى حديث أبي الأحوص إلا أنه قال خراج مكان العشور ورواه أبو نعيم عن سفيان عن عطاء عن حرب عن خال له عن النبي صلى الله عليه و سلم
18486 -
وأخبرنا أبو علي أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن بشار ثنا عبد الرحمن ثنا سفيان عن عطاء عن رجل من بكر بن وائل عن خاله قال قلت : يا رسول الله أعشر قومي قال إنما العشور على اليهود والنصارى ورواه حماد بن سلمة عن حرب بن عبيد الله عن رجل من أخواله
18487 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس هو الأصم ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا أحمد بن يونس ثنا أبو بكر بن عياش عن نصير عن عطاء بن السائب عن حرب بن عبيد الله عن أبيه عن أبي حمدة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ليس على المسلمين عشور إنما العشور على اليهود والنصارى قال العباس هكذا قال أحمد بن يونس عن أبي حمدة قال الإمام أحمد رحمه الله ورواه البخاري في التاريخ عن أحمد بن يونس عن أبي بكر عن نصير عن عطاء عن حرب بن عبيد الله عن أبي حمدة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال وقال أبو حمزة عن عطاء بن الحارث الثقفي أن أباه أخبره وكان ممن وفد إلى النبي صلى الله عليه و سلم وهذا إن صح فإنما أراد والله أعلم تعشير أموالهم إذا اختلفوا بالتجارة فإذا أسلموا رفع ذلك عنهم
18488 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ أبو الحسن محمد بن محمد بن الحسن الكارزي أنبأ علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد قال ثنا بن مهدي عن حماد بن سلمة عن عبيد الله بن رواحة حدثني مسروق : أن رجلا من الشعوب أسلم فكانت تؤخذ منه الجزية فأتى عمر رضي الله عنه فأخبره فكتب أن لا يؤخذ منه الجزية قال أبو عبيد الشعوب العجم ههنا جماع أبواب الشرائط التي يأخذها الإمام على أهل الذمة وما يكون منهم نقضا للعهد 16 باب يشترط عليهم أن لا يذكروا رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا بما هو أهله 18489 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا عثمان بن أبي شيبة وعبد الله بن الجراح عن جرير عن مغيرة عن الشعبي عن علي رضي الله عنه : أن يهودية كانت تشتم النبي صلى الله عليه و سلم وتقع فيه فخنقها رجل حتى ماتت فأبطل رسول الله صلى الله عليه و سلم دمها
18490 -
أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي أنبأ إبراهيم بن عبد الله الأصفهاني ثنا محمد بن سليمان بن فارس ثنا محمد بن إسماعيل قال قال نعيم بن حماد ثنا المبارك أنبأ حرملة بن عمران حدثني كعب بن علقمة أن عرفة بن الحارث الكندي : مر به نصراني فدعاه إلى الإسلام فتناول النبي صلى الله عليه و سلم وذكره فرفع عرفة يده فدق أنفه فرفع إلى عمرو بن العاص فقال عمرو أعطيناهم العهد فقال عرفة معاذ الله أن نكون أعطيناهم على أن يظهروا شتم النبي صلى الله عليه و سلم إنما أعطيناهم على أن نخلي بينهم وبين كنائسهم يقولون فيها ما بدا لهم وأن لا نحملهم ما لا يطيقون وإن أرادهم عدو قاتلناهم من ورائهم ونخلي بينهم وبين أحكامهم إلا أن يأتوا راضين بأحكامنا فنحكم بينهم بحكم الله وحكم رسوله وإن غيبوا عنا لم نعرض لهم فيها قال عمرو صدقت وكان عرفة له صحبة 17
باب يشترط عليهم أن أحدا من رجالهم إن أصاب مسلمة بزنا أو اسم نكاح أو قطع الطريق على مسلم أو فتن مسلما عن دينه أو أعان المحاربين على المسلمين فقد نقض عهده قال الشافعي في رواية أبي عبد الرحمن البغدادي عنه لم يختلف أهل السيرة عندنا بن إسحاق وموسى بن عقبة وجماعة من روى السيرة أن بني قينقاع كان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه و سلم موادعة وعهد فأتت امرأة من الأنصار إلى صائغ منهم ليصوغ لها حليا وكانت اليهود معادية للأنصار فلما جلست عند الصائغ عمد إلى بعض حدائده فشد به أسفل ذيلها وجيبها وهي لا تشعر فلما قامت المرأة وهي في سوقهم نظروا إليها منكشفة فجعلوا يضحكون منها ويسخرون فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم فنابذهم وجعل ذلك منهم نقضا للعهد وذكر حديث بني النضير وما صنع عمر بن الخطاب رضي الله عنه في اليهودي الذي استكره المرأة فوطئها
18491 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا إسماعيل بن محمد الشعراني ثنا جدي ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي ثنا محمد بن فليح عن موسى بن عقبة قال قال بن شهاب : هذا حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم حين خرج إلى بني النضير يستعينهم في عقل الكلابيين وكانوا زعموا قد دسوا إلى قريش حين نزلوا بأحد في قتال رسول الله صلى الله عليه و سلم فحضوهم على القتال ودلوهم على العورة فلما كلمهم رسول الله صلى الله عليه و سلم في عقل الكلابيين قالوا اجلس أبا القاسم حتى تطعم وترجع بحاجتك ونقوم فنتشاور ونصلح أمرنا فيما جئتنا له فجلس رسول الله صلى الله عليه و سلم ومن تبعه من أصحابه في ظل جدار ينتظر أن يصلحوا أمرهم فلما جلسوا والشيطان معهم لا يفارقهم ائتمروا بقتل رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالوا لن تجدوه أقرب منه الآن فاستريحوا منه تأمنوا في دياركم ويرفع عنكم البلاء فقال رجل إن شئتم ظهرت فوق البيت ودليت عليه حجرا فقتلته فأوحى الله إليه فأخبره بما ائتمروا من شأنه فعصمه الله فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم كأنه يريد يقضي حاجة وترك أصحابه في مجلسهم وانتظر أعداء الله فراث عليهم وأقبل رجل من أهل المدينة فسألوه عنه فقال لقيته قد دخل أزقة المدينة فقالوا لأصحابه عجل أبو القاسم أن يقيم أمرنا في حاجته التي جاء بها ثم قام أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فرجعوا ونزل القرآن والله أعلم بالذي جاء أعداء الله فقال { يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم واتقوا الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون } فلما أظهر الله رسوله على ما أرادوا به وعلى خيانتهم لله ولرسوله أمر بإجلائهم وإخراجهم من ديارهم وأمرهم أن يسيروا حيث شاؤوا إلى آخر الحديث
18492 -
وأخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن القاضي وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر ثنا بن وهب حدثني جرير بن حازم الأزدي عن مجالد عن عامر الشعبي عن سويد بن غفلة قال : كنا مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو أمير المؤمنين بالشام فأتاه نبطي مضروب مشجج مستعدي فغضب غضبا شديدا فقال لصهيب انظر من صاحب هذا فانطلق صهيب فإذا هو عوف بن مالك الأشجعي فقال له إن أمير المؤمنين قد غضب غضبا شديدا فلو أتيت معاذ بن جبل فمشى معك إلى أمير المؤمنين فإني أخاف عليك بادرته فجاء معه معاذ فلما انصرف عمر من الصلاة قال أين صهيب فقال أنا هذا يا أمير المؤمنين قال أجئت بالرجل الذي ضربه قال نعم فقام إليه معاذ بن جبل فقال يا أمير المؤمنين إنه عوف بن مالك فاسمع منه ولا تعجل عليه فقال له عمر ما لك ولهذا قال يا أمير المؤمنين رأيته يسوق بامرأة مسلمة فنخس الحمار ليصرعها فلم تصرع ثم دفعها فخرت عن الحمار ثم تغشاها ففعلت ما ترى قال ائتني بالمرأة لتصدقك فاتى عوف المرأة فذكر الذي قال له عمر رضي الله عنه قال أبوها وزوجها ما أردت بصاحبتنا فضحتها فقالت المرأة والله لأذهبن معه إلى أمير المؤمنين فلما أجمعت على ذلك قال أبوها وزوجها نحن نبلغ عنك أمير المؤمنين فأتيا فصدقا عوف بن مالك بما قال قال فقال عمر لليهودي والله ما على هذا عاهدناكم فأمر به فصلب ثم قال يا أيها الناس فوا بذمة محمد صلى الله عليه و سلم فمن فعل منهم هذا فلا ذمة له قال سويد بن غفلة وإنه لأول مصلوب رأيته تابعه بن أشوع عن الشعبي عن عوف بن مالك 18
باب يشترط عليهم أن لا يحدثوا في أمصار المسلمين كنيسة ولا مجمعا لصلاتهم ولا صوت ناقوس ولا حمل خمر ولا إدخال خنزير 18493 - أخبرنا أبو علي الروذباري وأبو عبد الله الحسين بن عمر بن برهان وأبو الحسين بن الفضل القطان قالوا ثنا إسماعيل بن محمد الصفار ثنا الحسن بن عرفة ثنا عبد الله بن المبارك عن معمر عن زيد بن رفيع عن حرام بن معاوية قال : كتب إلينا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن أدبوا الخيل ولا يرفعن بين ظهرانيكم الصليب ولا يجاورنكم الخنازير
18494 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا إبراهيم بن عبد الله أبو مسلم ح وأنبأ أبو منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي الإمام وأبو القاسم عبد الرحمن بن علي بن حمدان الفارسي وأبو نصر عمر بن عبد العزيز بن قتادة قالوا ثنا أبو عمرو إسماعيل بن نجيد السلمي أنبأ أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري ثنا سليمان التيمي عن حنش عن عكرمة عن بن عباس رضي الله عنهما قال : كل مصر مصره المسلمون لا يبنى فيه بيعة ولا كنيسة ولا يضرب فيه بناقوس ولا يباع فيه لحم خنزير 19
باب لا تهدم لهم كنيسة ولا بيعة 18495 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا مصرف بن عمرو اليامي ثنا يونس بن بكير أنبأ أسباط بن نصر الهمداني عن إسماعيل بن عبد الرحمن القرشي عن بن عباس رضي الله عنهما قال : صالح رسول الله صلى الله عليه و سلم أهل نجران على ألفي حلة فذكر الحديث كما مضى قال فيه على أن لا تهدم لهم بيعة ولا يخرج لهم قس ولا يفتنون عن دينهم ما لم يحدثوا حدثا أو يأكلوا الربا
18496 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أبو قلابة ثنا أبي ثنا معتمر بن سليمان قال سمعت أبي يحدث عن حنش عن عكرمة عن بن عباس رضي الله عنهما قال : أيما مصر أعده العرب فليس للعجم أن يبنوا فيه بيعة أو قال كنيسة ولا يضربوا فيه ناقوسا ولا يدخلوا فيه خمرا ولا خنزيرا وأيما مصر اتخذه العجم فعلى العرب أن يفوا لهم بعهدهم فيه ولا يكلفوهم ما لا طاقة لهم به 20
باب الإمام يكتب كتاب الصلح على الجزية 18497 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو الحسن علي بن محمد بن سختويه ثنا أبو بكر بن يعقوب بن يوسف المطوعي ثنا الربيع بن ثعلب ثنا يحيى بن عقبة بن أبي العيزار عن سفيان الثوري والوليد بن نوح والسري بن مصرف يذكرون عن طلحة بن مصرف عن مسروق عن عبد الرحمن بن غنم قال : كتبت لعمر بن الخطاب رضي الله عنه حين صالح أهل الشام بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب لعبد الله عمر أمير المؤمنين من نصارى مدينة كذا وكذا إنكم لما قدمتم علينا سألناكم الأمان لأنفسنا وذرارينا وأموالنا وأهل ملتنا وشرطنا لكم على أنفسنا أن لا نحدث في مدينتنا ولا فيما حولها ديرا ولا كنيسة ولا قلاية ولا صومعة راهب ولا نجدد ما خرب منها ولا نحيي ما كان منها في خطط المسلمين وأن لا نمنع كنائسنا أن ينزلها أحد من المسلمين في ليل ولا نهار وأن نوسع أبوابها للمارة وبن السبيل وأن ننزل من مر بنا من المسلمين ثلاثة أيام ونطعمهم وأن لا نؤمن في كنائسنا ولا منازلنا جاسوسا ولا نكتم غشا للمسلمين ولا نعلم أولادنا القرآن ولا نظهر شركا ولا ندعو إليه أحدا ولا نمنع أحدا من قرابتنا الدخول في الإسلام إن أراده وأن نوقر المسلمين وأن نقوم لهم من مجالسنا إن أرادوا جلوسا ولا نتشبه بهم في شيء من لباسهم من قلنسوة ولا عمامة ولا نعلين ولا فرق شعر ولا نتكلم بكلامهم ولا نتكنى بكناهم ولا نركب السروج ولا نتقلد السيوف ولا نتخذ شيئا من السلاح ولا نحمله معنا ولا ننقش خواتيمنا بالعربية ولا نبيع الخمور وأن نجز مقاديم رؤوسنا وأن نلزم زينا حيث ما كنا وأن نشد الزنانير على أوساطنا وأن لانظهر صلبنا وكتبنا في شيء من طريق المسلمين ولا أسواقهم وأن لا نظهر الصليب على كنائسنا وأن لا نضرب بناقوس في كنائسنا بين حضرة المسلمين وأن لا نخرج سعانينا ولا باعونا ولا نرفع أصواتنا مع أمواتنا ولا نظهر النيران معهم في شيء من طريق المسلمين ولا نجاوزهم موتانا ولا نتخذ من الرقيق ما جرى عليه سهام المسلمين وأن نرشد المسلمين ولا نطلع عليهم في منازلهم فلما أتيت عمر رضي الله عنه بالكتاب زاد فيه وأن لا نضرب أحدا من المسلمين شرطنا لهم ذلك على أنفسنا وأهل ملتنا وقبلنا منهم الأمان فإن نحن خالفنا شيئا مما شرطناه لكم فضمناه على أنفسنا فلا ذمة لنا وقد حل لكم ما يحل لكم من أهل المعاندة والشقاوة 21
باب يشترط عليهم أن يفرقوا بين هيأتهم وهيأة المسلمين 18498 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد ثنا قبيصة بن عقبة عن سفيان عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن أسلم قال : كتب عمر رضي الله عنه إلى أمراء الأجناد أن اختموا رقاب أهل الجزية في أعناقهم واحتج أصحابنا في ذلك أيضا بما
18499 -
حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي رحمه الله إملاء أنبا أبو حامد بن الشرقي ثنا أحمد بن حفص حدثني أبي حدثني إبراهيم بن طهمان عن موسى بن عقبة عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : يسلم الصغير على الكبير والمار على القاعد والقليل على الكثير أخرجه البخاري في الصحيح فقال وقال إبراهيم بن طهمان
18500 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ الحارث بن أبي أسامة ثنا روح بن عبادة ثنا بن جريج أخبرني زياد أن ثابتا مولى عبد الرحمن بن زيد أخبره عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : يسلم الراكب على الماشي والماشي على القاعد والقليل على الكثير قال بن جريج وأخبرني أبو الزبير أنه سمع جابرا يقول الماشيان إذا اجتمعا فأيهما بدأ بالسلام فهو أفضل رواه البخاري في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم عن روح دون قول جابر ورواه مسلم عن محمد بن مرزوق عن روح به
18501 -
أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا أحمد بن يوسف السلمي ثنا محمد بن يوسف الفريابي قال ذكر سفيان عن عبد الله بن دينار عن بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إنكم لاقون اليهود غدا فلا تبدؤوهم بالسلام فإن سلموا عليكم فقولوا وعليك أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح من حديث سفيان
18502 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر ثنا بن وهب أخبرني مالك عن عبد الله بن دينار عن بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : إن اليهود إذا سلم عليكم أحدهم إنما يقول السام عليك فقل وعليك رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن يوسف عن مالك
18503 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنبأ إسماعيل الصفار ثنا أحمد بن منصور ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت : دخل رهط من اليهود على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالوا السام عليكم فقالت عائشة ففهمتها فقلت عليكم السام واللعنة قالت فقال النبي صلى الله عليه و سلم مهلا يا عائشة إن الله يحب الرفق في الأمر كله قالت فقلت يا رسول الله ألم تسمع ما قالوا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم قد قلت عليكم رواه مسلم في الصحيح عن عبد بن حميد عن عبد الرزاق وأخرجه البخاري من وجه آخر عن معمر قال أصحابنا وهذه السنن لا يمكن استعمالها إلا بعد المعرفة بهم وليس كل أحد يعرفهم فلا بد من غيار يتميزون به عن المسلمين
18504 -
أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر ثنا بن وهب حدثني عاصم بن حكيم عن يحيى بن أبي عمرو السيباني عن أبيه عن عقبة بن عامر الجهني : أنه مر برجل هيئته هيئة رجل مسلم فسلم فرد عليه عقبة وعليك ورحمة الله وبركاته فقال له الغلام أتدري على من رددت فقال أليس برجل مسلم فقالوا لا ولكنه نصراني فقام عقبة فتبعه حتى أدركه فقال إن رحمة الله وبركاته على المؤمنين لكن أطال الله حياتك وأكثر مالك وروينا عن بن عمر معناه في الابتداء بالسلام 22
باب لا يأخذون على المسلمين سروات الطرق ولا المجالس في الأسواق 18505 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا أحمد بن يوسف السلمي ثنا محمد بن يوسف قال ذكر سفيان عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إذا لقيتم المشركين في الطريق فلا تبدؤوهم بالسلام واضطروهم إلى أضيقه أخرجه مسلم من وجه آخر عن سفيان
18506 -
وأخبرنا أبو طاهر الزيادي أنبا حاجب بن أحمد الطوسي ثنا عبد الرحيم بن منيب ثنا جرير بن عبد الحميد أنبأ سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إذا لقيتموهم فلا تبدؤوهم بالسلام واضطروهم إلى أضيق الطريق قال هذا للنصارى في النعت ونحن نراه للمشركين رواه مسلم في الصحيح عن زهير بن حرب عن جرير 23
باب لا يدخلون مسجدا بغير إذن 18507 - أخبرنا أبو القاسم زيد بن جعفر بن محمد بن علي العلوي وأبو القاسم عبد الواحد بن محمد بن النجار المقرئ بالكوفة قالا أنبأ أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم ثنا أحمد بن حازم ثنا عمرو بن حماد عن أسباط عن سماك عن عياض الأشعري عن أبي موسى رضي الله عنه : أن عمر رضي الله عنه أمره أن يرفع إليه ما أخذ وما أعطى في أديم واحد وكان لأبي موسى كاتب نصراني يرفع إليه ذلك فعجب عمر رضي الله عنه وقال إن هذا لحافظ وقال إن لنا كتابا في المسجد وكان جاء من الشام فادعه فليقرأ قال أبو موسى إنه لا يستطيع أن يدخل المسجد فقال عمر أجنب هو قال لا بل نصراني قال فانتهرني وضرب فخذي وقال أخرجه وقرأ { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين } وذكر الحديث 24
باب لا يأخذ المسلمون من ثمار أهل الذمة ولا أموالهم شيئا بغير أمرهم إذا أعطوا ما عليهم وما ورد من التشديد في ظلمهم وقتلهم 18508 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن عيسى ثنا أشعث بن شعبة أنبأ أرطأة بن المنذر قال سمعت حكيم بن عمير أبا الأحوص يحدث عن العرباض بن سارية السلمي رضي الله عنه قال : نزلنا مع النبي صلى الله عليه و سلم خيبر ومعه من معه من أصحابه وكان صاحب خيبر رجلا ماردا منكرا فأقبل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا محمد ألكم أن تذبحوا حمرنا وتأكلوا ثمارنا وتضربوا نساءنا فغضب النبي صلى الله عليه و سلم وقال يا بن عوف اركب فرسك ثم ناد إن الجنة لا تحل إلا لمؤمن وأن اجتمعوا للصلاة قال فاجتمعوا ثم صلى بهم النبي صلى الله عليه و سلم ثم قام فقال أيحسب أحدكم متكئا على أريكته قد يظن ان الله عز و جل لم يحرم شيئا إلا ما في هذا القرآن ألا وإني والله قد أمرت ووعظت ونهيت عن أشياء إنها لمثل القرآن أو أكثر وإن الله عز و جل لم يحل لكم أن تدخلوا بيوت أهل الكتاب إلا بإذن ولا ضرب نسائهم ولا أكل ثمارهم إذا أعطوكم الذي عليهم
18509 -
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا محمد بن شاذان الجوهري ثنا معاوية بن عمرو ثنا زائدة ثنا منصور عن هلال بن يساف عن رجل من ثقيف عن رجل من جهينة من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إنكم لعلكم تقاتلون قوما وتظهرون عليهم فيفادونكم بأموالهم دون أنفسهم وأبنائهم وتصالحوهم على صلح فلا تصيبوا منهم فوق ذلك فإنه لا يحل لكم قال الثقفي صحبت الجهني في غزاة أو سفر وكان من أعف الناس عن الأعداء أخرجه أبو داود من حديث أبي عوانة عن منصور
18510 -
وأخبرنا أبو علي ثنا محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا مسدد وسعيد بن منصور قالا ثنا أبو عوانة عن منصور عن هلال عن رجل من ثقيف عن رجل من جهينة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لعلكم تقاتلون قوما فتظهروا عليهم فيتقونكم بأموالهم دون أنفسهم وأبنائهم قال سعيد في حديثه فيصالحونكم على صلح ثم اتفقا فلا تصيبوا منهم فوق ذلك فإنه لا يصلح لكم
18511 -
أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني أبو صخر المدني أن صفوان بن سليم أخبره عن ثلاثين من أبناء أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم عن آبائهم دنية عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ألا من ظلم معاهدا وانتقصه وكلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس منه فأنا حجيجه يوم القيامة وأشار رسول الله صلى الله عليه و سلم بأصبعه إلى صدره ألا ومن قتل معاهدا له ذمة الله وذمة رسوله حرم الله عليه ريح الجنة وإن ريحها لتوجد من مسيرة سبعين خريفا
18512 -
أخبرنا أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي قال أخبرني المنيعي والحسن بن سفيان قالا ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أبو معاوية عن الحسن بن عمرو عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من قتل معاهدا بغير حق لم يرح رائحة الجنة وإنه ليوجد ريحها من مسيرة أربعين عاما رواه البخاري في الصحيح عن قيس بن حفص عن عبد الواحد بن زياد عن الحسن بن عمرو وكذلك رواه عمرو بن عبد الغفار عن الحسن وخالفه مروان بن معاوية الفزاري فرواه
18513 -
عن الحسن بن عمرو عن مجاهد عن جنادة بن أبي أمية عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من قتل قتيلا من أهل الذمة لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها لتوجد من كذا وكذا أخبرنا أبو عمرو الأديب أنبا أبو بكر الإسماعيلي أخبرني أبو أحمد بن زياد ثنا بن أبي عمر ثنا مروان بن معاوية ثنا الحسن بن عمرو فذكره
18514 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبا أبو الحسن علي بن محمد المصري ثنا عبد الله بن أبي مريم ثنا محمد بن يوسف الفريابي ثنا سفيان الثوري عن يونس بن عبيد حدثني الحكم بن الأعرج عن الأشعث بن ثرملة العجلي عن أبي بكرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من قتل نفسا معاهدة بغير حلها فقد حرم الله عليه الجنة أن يشم ريحها 25
باب النهي عن التشديد في جباية الجزية 18515 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني يونس بن يزيد عن بن شهاب عن عروة : أن هشام بن حكيم رضي الله عنه وجد رجلا وهو على حمص يشمس ناسا من القبط في أداء الجزية فقال ما هذا إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا رواه مسلم في الصحيح عن أبي الطاهر عن بن وهب
18516 -
أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن آدم ثنا جعفر الأحمر ثنا عبد الملك بن عمير أخبرني رجل من ثقيف قال : استعملني علي بن أبي طالب رضي الله عنه على بزرج سابور فقال لا تضربن رجلا سوطا في جباية درهم ولا تبيعن لهم رزقا ولا كسوة شتاء ولا صيف ولا دابة يعتملون عليها ولا تقم رجلا قائما في طلب درهم قال قلت يا أمير المؤمنين إذا أرجع إليك كما ذهبت من عندك قال وإن رجعت كما ذهبت ويحك إنما أمرنا أن نأخذ منهم العفو يعني الفضل
18517 -
وأخبرنا أبو سعيد ثنا أبو العباس ثنا الحسن ثنا يحيى ثنا سفيان بن عيينة عن معمر عن بن طاوس عن أبيه عن بن عباس رضي الله عنهما : أن إبراهيم سأله ما في أموال أهل الذمة فقال بن عباس رضي الله عنهما العفو يعني الفضل 26
باب لا يأخذ منهم في الجزية خمرا ولا خنزيرا 18518 - أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا إبراهيم بن بشار ثنا سفيان عن عبد الملك بن عمير عمن سمع بن عباس رضي الله عنهما يقول : دخلت على عمر رضي الله عنه وهو يقلب يده هكذا فقلت له ما لك يا أمير المؤمنين قال عويمل لنا بالعراق خلط في فيء المسلمين أثمان الخمر وأثمان الخنازير ألم تعلم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لعن الله اليهود حرمت عليهم الشحوم أن يأكلوها فجملوها فباعوها وأكلوا أثمانها قال سفيان يقول لا تأخذوا في جزيتهم الخمر والخنازير ولكن خلوا بينهم وبين بيعها فإذا باعوها فخذوا أثمانها في جزيتهم 27
باب الوصاة بأهل الذمة 18519 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني حرملة بن عمران التجيبي عن عبد الرحمن بن شماسة المهري قال سمعت أبا ذر رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إنكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيرا فإن لهم ذمة ورحما فإذا رأيتم رجلين يقتتلان على موضع لبنة فاخرج منها قال فمر بربيعة وعبد الرحمن ابني شرحبيل بن حسنة يتنازعان في موضع لبنة فخرج منها رواه مسلم في الصحيح عن هارون الأيلي عن بن وهب
18520 -
أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر محمد بن أحمد بن محمويه العسكري ثنا جعفر بن محمد القلانسي ثنا آدم بن أبي إياس ثنا شعبة ثنا أبو جمرة قال سمعت جويرية بن قدامة التميمي يقول : حججت فأتيت المدينة فسمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يخطب فقال إني رأيت ديكا نقرني نقرة أو نقرتين قال فما كانت إلا جمعة أو نحو ذلك حتى أصيب ثم أذن لأصحاب النبي صلى الله عليه و سلم ثم أذن لأهل المدينة ثم أذن لأهل الشام ثم أذن لأهل العراق فكنا في آخر من دخل فإذا عمامة سوداء أو برد أسود قد عصب على طعنته وإذا الدم يسيل فقلنا أوصنا يا أمير المؤمنين فقال أوصيكم بكتاب الله فإنكم لن تضلوا ما اتبعتموه وأوصيكم بالمهاجرين فإن الناس يكثرون ويقلون وأوصيكم بالأنصار فإنهم شعب الإسلام الذي نجا إليه وأوصيكم بالأعراب فإنهم أصلكم ومادتكم وقال مرة أخرى فإنهم إخوانكم وعدو عدوكم وأوصيكم بذمة الله فإنهم ذمة نبيكم صلى الله عليه و سلم ورزق عيالكم ثم قال قوموا عني رواه البخاري في الصحيح عن آدم بن أبي إياس
18521 -
أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن آدم ثنا أبو بكر بن عياش عن حصين بن عبد الرحمن عن عمرو بن ميمون عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه : قال اوصي الخليفة من بعدي بأهل الذمة خيرا أن يوفي لهم بعهدهم وأن يقاتل من ورائهم وأن لا يكلفوا فوق طاقتهم أخرجه البخاري في الصحيح عن أحمد بن يونس عن أبي بكر بن عياش 28
باب لا يقرب المسجد الحرام وهو الحرم كله مشرك قال الله تبارك وتعالى { إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا }
18522 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو محمد المزني أنبأ علي بن محمد بن عيسى ثنا أبو اليمان أخبرني شعيب عن الزهري أخبرني حميد بن عبد الرحمن أن أبا هريرة رضي الله عنه قال : بعثني أبو بكر رضي الله عنه فيمن يؤذن يوم النحر بمنى أن لا يحج بعد العام مشرك وأن لا يطوف بالبيت عريان ويوم الحج الأكبر يوم النحر وإنما قيل الحج الأكبر من أجل قول الناس الحج الأصغر فنبذ أبو بكر رضي الله عنه إلى الناس في ذلك العام فلم يحج في العام القابل الذي حج فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم حجة الوداع مشرك وأنزل الله في العام الذي نبذ فيه أبو بكر رضي الله عنه إلى المشركين { يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا } الآية وذكر باقي الحديث رواه البخاري في الصحيح عن أبي اليمان
18523 -
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا الحسن بن موسى ثنا أبو خيثمة زهير ثنا أبو إسحاق عن زيد بن يثيع عن علي رضي الله عنه قال : أرسلت إلى أهل مكة بأربع لا يطوفن بالكعبة عريان ولا يقربن المسجد الحرام مشرك بعد عامه ولا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة ومن كان له عند رسول الله صلى الله عليه و سلم عهد فعهده إلى مدته
18524 -
وأخبرنا أبو نصر ثنا أبو منصور النضروي ثنا أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا سفيان عن أبي إسحاق الهمداني عن زيد بن يثيع قال : سألنا عليا رضي الله عنه بأي شيء بعثت قال بأربع فذكرهن إلا أنه قال ولا يجتمع مسلم ومشرك بعد عامهم هذا في الحج وزاد ومن لم يكن له عهد فأربعة أشهر 29
باب لا يسكن أرض الحجاز مشرك 18525 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو محمد الحسن بن محمد بن إسحاق الإسفرائيني ثنا موسى بن هارون ثنا المرار بن حمويه الهمذاني ثنا محمد بن يحيى الكناني قال موسى وهو أبو غسان الكناني عن مالك عن نافع عن بن عمر رضي الله عنهما قال : لما فدعت بخيبر قام عمر رضي الله عنه خطيبا في الناس فقال إن رسول لله صلى الله عليه و سلم عامل يهود خيبر على أموالها وقال نقركم ما أقركم الله وإن عبد الله بن عمر خرج إلى ماله هناك فعدي عليه في الليل ففدعت يداه وليس لنا عدو هناك غيرهم وهم تهمتنا وقد رأيت إجلاءهم فلما أجمع على ذلك أتاه أحد بني أبي الحقيق فقال يا أمير المؤمنين تخرجنا وقد أقرنا محمد وعاملنا على الأموال وشرط ذلك لنا فقال عمر رضي الله عنه أظننت أني نسيت قول رسول الله صلى الله عليه و سلم كيف بك إذا أخرجت من خيبر تعدو بك قلوصك ليلة بعد ليلة فأجلاهم وأعطاهم قيمة مالهم من الثمر مالا وإبلا وعروضا من أقتاب وحبال وغير ذلك رواه البخاري في الصحيح عن أبي أحمد وهو مرار بن حمويه
18526 -
أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله البسطامي أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أنبأ القاسم بن زكريا ثنا بن بزيع وأبو الأشعث قالا ثنا الفضيل بن سليمان أنبأ موسى بن عقبة أخبرني نافع عن بن عمر : أن عمر رضي الله عنه أجلى اليهود والنصارى من أرض الحجاز وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم لما ظهر على خيبر أراد إخراج اليهود منها وكانت الأرض إذ أظهر عليها لله ولرسوله وللمسلمين فسأل اليهود رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يقرهم بها على أن يكفوا العمل ولهم نصف الثمر فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أقركم على ذلك ما شئنا فأقروا بها وأجلاهم عمر رضي الله عنه في إمارته إلى تيماء وأريحا رواه البخاري في الصحيح عن أبي الأشعث أحمد بن المقدام
18527 -
حدثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني إملاء أنبأ أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد البصري بمكة ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا سفيان بن عيينة عن سليمان بن أبي مسلم قال سمعت سعيد بن جبير يقول سمعت بن عباس رضي الله عنهما يقول : يوم الخميس وما يوم الخميس ثم بكى ثم قال اشتد وجع رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ائتوني أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده أبدا فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع فقال ذروني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه وامرهم بثلاث فقال أخرجوا المشركين من جزيرة العرب وأجيزوا الوفد بنحو مما كنت أجيزهم والثالثة نسيتها رواه البخاري في الصحيح عن قتيبة وغيره عن سفيان ورواه مسلم عن سعيد بن منصور وقتيبة وغيرهما عن سفيان
18528 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن عبد الله ح وحدثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف أنبأ أبو محمد عبد الرحمن بن يحيى الزهري القاضي بمكة ثنا محمد بن إسماعيل الصائغ قالا ثنا روح بن عبادة قال ثنا سفيان الثوري عن أبي الزبير عن جابر رضي الله عنه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لئن عشت لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أترك فيها إلا مسلما رواه مسلم في الصحيح عن زهير بن حرب عن روح
18529 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا محمد بن أبي بكر ثنا يحيى بن سعيد عن إبراهيم بن ميمون ثنا سعد بن سمرة بن جندب عن أبيه عن أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه قال : آخر ما تكلم به رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أخرجوا يهود الحجاز وأهل نجران من جزيرة العرب واعلموا أن شر الناس الذين اتخذوا قبورهم مساجد
18530 -
أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن محمد بن الحسن المهرجاني العدل أنبأ أبو بكر محمد بن جعفر المزكي ثنا محمد بن إبراهيم ثنا يحيى بن بكير ثنا مالك عن إسماعيل بن أبي حكيم أنه سمع عمر بن عبد العزيز يقول بلغني أنه : كان من آخر ما تكلم به رسول الله صلى الله عليه و سلم أن قال قاتل الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد لا يبقين دينان بأرض العرب
18531 -
قال وحدثنا مالك عن بن شهاب أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا يجتمع دينان في جزيرة العرب قال مالك قال بن شهاب ففحص عن ذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه حتى أتاه الثلج واليقين عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال : لا يجتمع دينان في جزيرة العرب فأجلى يهود خيبر قال مالك قد أجلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه يهود نجران وفدك
18532 -
أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا سليمان بن داود العتكي ثنا جرير عن قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه عن بن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا يكون قبلتان في بلد واحد وروينا عن أبي كدينة عن قابوس بن أبي ظبيان بإسناده لا يجتمع قبلتان في جزيرة العرب قال الشيخ رحمه الله وقد أجلى رسول الله صلى الله عليه و سلم يهود بني النضير ثم يهود المدينة ورويناه في حديث بن جريج عن موسى بن عقبة عن نافع عن بن عمر رضي الله عنه
18533 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو السري محمد بن أحمد بن حامد بالطابران ثنا أحمد بن داود الحنظلي ثنا سويد بن سعيد ثنا حفص بن ميسرة عن موسى بن عقبة عن نافع عن بن عمر رضي الله عنهما : أن يهود بني النضير وقريظة حاربوا رسول الله صلى الله عليه و سلم فأجلى رسول الله صلى الله عليه و سلم بني النضير وأقر قريظة وذكر الحديث قال وأجلى رسول الله صلى الله عليه و سلم يهود المدينة كلهم بني قينقاع وهم قوم عبد الله بن سلام وبني حارثة وكل يهودي كان بالمدينة وكان اليهود والنصارى ومن سواهم من الكفار لا يقرون فيها فوق ثلاثة أيام على عهد عمر ولا أدري أكان يفعل ذلك بهم أم لا
18534 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر الخولاني قال قرئ على شعيب بن الليث أخبرك أبوك قال حدثني سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه : قال بينما نحن جلوس في المسجد إذ خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال انطلقوا إلى يهود فخرجنا معه حتى جئنا إلى بيت المدراس فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم فناداهم فقال يا معشر يهود أسلموا تسلموا قالوا قد بلغت يا أبا القاسم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم ذلك أريد أسلموا تسلموا قالوا قد بلغت يا أبا القاسم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم ذلك أريد ثم قالها الثالثة وقال اعلموا أن الأرض لله ولرسوله وأني أريد أن أجليكم من هذه الأرض فمن وجد منكم شيئا من ماله فليبعه وإلا فاعلموا أنما الأرض لله ولرسوله أخرجه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن يوسف وأخرجه مسلم عن قتيبة كلاهما عن الليث بن سعد 30
باب ما جاء في تفسير أرض الحجاز وجزيرة العرب 18535 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبا محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمود بن خالد ثنا عمر بن عبد الواحد قال قال سعيد بن عبد العزيز : جزيرة العرب ما بين الوادي إلى أقصى اليمن إلى تخوم العراق إلى البحر
18536 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ أبو الحسن الكارزي أنبأ علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد عن أبي عبيدة قال : جزيرة العرب ما بين حفر أبي موسى إلى أقصى اليمن في الطول وأما العرض فما بين رمل يبرين إلى منقطع السماوة قال وقال الأصمعي جزيرة العرب من أقصى عدن أبين إلى ريف العراق في الطول وأما العرض فمن جدة وما والاها من ساحل البحر إلى أطراف الشام
18537 -
أخبرنا أبو الحسن بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا بشر بن موسى قال قال أبو عبد الرحمن يعني المقرئ : جزيرة العرب من لدن القادسية إلى لدن قعر عدن إلى البحرين
18538 -
أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود قال قرئ على الحارث بن مسكين وأنا شاهد أخبرك أشهب بن عبد العزيز قال قال مالك : عمر رضي الله عنه أجلى أهل نجران ولم يجلوا من تيماء لأنها ليست من بلاد العرب فأما الوادي فإني أرى أنما لا يجلى من فيها من اليهود إنهم لم يروها من أرض العرب
18539 -
أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع قال قال الشافعي وإن سأل من يؤخذ منه الجزية أن يعطيها ويجري عليه الحكم على أن يسكن الحجاز لم يكن ذلك له والحجاز مكة والمدينة واليمامة ومخاليفها كلها : قال الشافعي ولم أعلم أحدا أجلي من أهل الذمة من اليمن وقد كانت بها ذمة وليست اليمن بحجاز فلا يجليهم أحد من اليمن ولا بأس أن يصالحهم على مقامهم باليمن قال الشيخ قد جعلوا اليمن من أرض العرب والجلاء وقع على أهل نجران وذمة أهل الحجاز دون ذمة أهل اليمن لأنها ليست بحجاز لا لأنهم لم يروها من أرض العرب والجلاء في الحديث تخصيص وفي حديث سمرة عن أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه دليل أو شبه دليل على موضع الخصوص والله أعلم
18540 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن أحمد الأصبهاني ثنا الحسن بن الجهم ثنا الحسين بن الفرج ثنا الواقدي حدثني عبد الرحمن بن عبد العزيز عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم من خيبر إلى وادي القرى فذكر الحديث في فتح وادي القرى قال فأقام رسول الله صلى الله عليه و سلم بوادي القرى أربعة أيام وقسم ما أصاب على أصحابه بوادي القرى وترك الأرض والنخل بأيدي يهود وعاملهم عليها فلما كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه أخرج يهود خيبر وفدك ولم يخرج أهل تيماء ووادي القرى لأنهما داخلتان في أرض الشام ونرى أن ما دون وادي القرى إلى المدينة حجاز وأن ما وراء ذلك شام قال الشيخ هذا الكلام الأخير أظنه من قول الواقدي
18541 -
أخبرنا أبو عبد الله قال سمعت أبا زكريا يحيى بن محمد العنبري يقول سمعت أحمد بن محمد بن صالح يعني النيسابوري يقول سمعت علي بن الحسين الرازي يقول سمعت عبد العزيز بن يحيى المدني يقول سمعت مالك بن أنس يقول : جزيرة العرب المدينة ومكة واليمن فأما مصر فمن بلاد المغرب والشام من بلاد الروم والعراق من بلاد فارس 31
باب الذمي يمر بالحجاز مارا لا يقيم ببلد منها أكثر من ثلاث ليال 18542 - أخبرنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة أنبأ أبو عمرو إسماعيل بن نجيد ثنا محمد بن إبراهيم البوشنجي ثنا بن بكير ثنا مالك عن نافع عن أسلم مولى عمر بن الخطاب : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ضرب لليهود والنصارى والمجوس بالمدينة إقامة ثلاثة أيام يتسوقون بها ويقضون حوائجهم ولا يقيم أحد منهم فوق ثلاث ليال 32
باب ما يؤخذ من الذمي إذا اتجر في غير بلده والحربي إذا دخل بلاد الإسلام بأمان 18543 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبا أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال ثنا يحيى بن الربيع المكي ثنا سفيان عن هشام عن أنس بن سيرين قال : بعثني أنس بن مالك رضي الله عنه على العشور فقلت تبعثني على العشور من بين غلمتك فقال ألا ترضى أن أجعلك على ما جعلني عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمرني أن آخذ من المسلمين ربع العشر ومن أهل الذمة نصف العشر وممن لا ذمة له العشر
18544 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا سعدان بن نصر ثنا معاذ بن معاذ عن بن عون عن أنس بن سيرين قال : أرسل إلي أنس بن مالك رضي الله عنه فأبطأت عليه ثم أرسل إلي فأتيته فقال إن كنت لأرى أني لو أني أمرتك أن تعض على حجر كذا وكذا ابتغاء مرضاتي لفعلت اخترت لك خير عمل فكرهته إني أكتب لك سنة عمر قلت فاكتب لي سنة عمر رضي الله عنه قال فكتب من المسلمين من كل أربعين درهما درهم ومن أهل الذمة من كل عشرين درهما درهم وممن لا ذمة له من كل عشرة دراهم درهم قال قلت من لا ذمة له قال الروم كانوا يقدمون الشام
18545 -
وأخبرنا أبو طاهر الفقيه ثنا أبو العباس أحمد بن هارون الفقيه ثنا بشر بن موسى ثنا المقرئ ثنا أبو حنيفة عن الهيثم وكان صيرفيا بالكوفة عن أنس بن سيرين أخي محمد بن سيرين قال : جعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنس بن مالك على صدقة البصرة فقال لي أنس بن مالك أبعثك على ما بعثني عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقلت لا أعمل ذلك حتى تكتب لي عهد عمر بن الخطاب الذي عهد إليك فكتب لي أن خذ من أموال المسلمين ربع العشر ومن أموال أهل الذمة إذا اختلفوا للتجارة نصف العشر ومن أموال أهل الحرب العشر
18546 -
أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك عن بن شهاب عن سالم عن أبيه : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يأخذ من النبط من الحنطة والزيت نصف العشر يريد بذلك أن يكثر الحمل إلى المدينة ويأخذ من القطنية العشر
18547 -
قال وأنبأ الشافعي أنبأ مالك عن بن شهاب عن السائب بن يزيد أنه قال : كنت عاملا مع عبد الله بن عتبة على سوق المدينة في زمان عمر بن الخطاب رضي الله عنه فكان يأخذ من النبط العشر
18548 -
أخبرنا أبو أحمد المهرجاني أنبأ أبو بكر بن جعفر المزكي ثنا محمد بن إبراهيم أنبأ بن بكير ثنا مالك أنه : سأل بن شهاب على أي وجه أخذ عمر بن الخطاب رضي الله عنه من النبط العشر فقال كان ذلك يؤخذ منهم في الجاهلية فألزمهم ذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه
18549 -
أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن آدم ثنا عبد الله بن المبارك عن معمر عن الزهري عن السائب بن يزيد قال : كنت أعاشر مع عبد الله بن عتبة زمان عمر بن الخطاب رضي الله عنه فكان يأخذ من أهل الذمة أنصاف عشور أموالهم فيما تجروا فيه
18550 -
أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس ثنا الحسن ثنا يحيى ثنا قيس عن عاصم الأحول عن الحسن قال : كتب أبو موسى إلى عمر رضي الله عنهما أن تجار المسلمين إذا دخلوا دار الحرب أخذوا منهم العشر قال فكتب إليه عمر خذ منهم إذا دخلوا إلينا مثل ذلك العشر وخذوا من تجار أهل الذمة نصف العشر ومن المسلمين من مائتين خمسة وما زاد فمن كل أربعين درهما درهما
18551 -
وأخبرنا أبو سعيد ثنا أبو العباس ثنا الحسن ثنا يحيى ثنا قيس بن الربيع عن مغلس عن مقاتل بن حيان عن أبي مجلز عن زياد بن حدير قال : كتبت إلى عمر في أناس من أهل الحرب يدخلون أرضنا أرض الإسلام فيقيمون قال فكتب إلي عمر رضي الله عنه إن أقاموا ستة أشهر فخذ منهم العشر وإن أقاموا سنة فخذ منهم نصف العشر
18552 -
وأخبرنا أبو سعيد ثنا أبو العباس ثنا الحسن ثنا يحيى ثنا سفيان بن سعيد عن خالد بن عبد الله العبسي عن عبد الله بن معقل عن زياد بن حدير قال : ما كنا نعشر مسلما ولا معاهدا قال قلت فمن كنتم تعشرون قال تجار أهل الحرب كما يعشرونا إذا أتيناهم
18553 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا أحمد بن يونس ثنا أبو بكر بن عياش عن نصير عن عطاء بن السائب عن حرب بن عبيد الله عن أبيه عن أبي حمدة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ليس على المسلمين عشور إنما العشور على اليهود والنصارى قال العباس هكذا قال أحمد بن يونس في هذه الرواية عن أبيه عن أبي حمدة وذكرها البخاري في التاريخ دون ذكر أبيه وقد مضى سائر طرقه وذكرنا حديث عمر بن عبد العزيز في ذلك في كتاب الزكاة 33
باب لا يؤخذ منهم ذلك في السنة إلا مرة واحدة إلا أن يقع الصلح على أكثر منها 18554 - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن آدم ثنا أبو بكر بن عياش عن أبي حصين عن زياد بن حدير قال : كنت أعشر بني تغلب كلما أقبلوا وأدبروا فانطلق شيخ منهم إلى عمر فقال إن زيادا يعشرنا كلما أقبلنا أو أدبرنا فقال تكفى ذلك ثم أتاه الشيخ بعد ذلك وعمر رضي الله عنه في جماعة فقال يا أمير المؤمنين أنا الشيخ النصراني فقال عمر رضي الله عنه وأنا الشيخ الحنيف قد كفيت قال وكتب إلي أن لا تعشرهم في السنة إلا مرة
18555 -
وأخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو عمرو بن نجيد ثنا محمد بن إبراهيم ثنا بن بكير ثنا مالك عن يحيى بن سعيد عن رزيق بن حيان : أن عمر بن عبد العزيز كتب إليه ومن مر بك من أهل الذمة فخذ مما يديرون من التجارات من أموالهم من كل عشرين دينارا دينارا فما نقص فبحساب ذلك حتى يبلغ عشرة دنانير فإن نقصت ثلث دينار فدعها ولا تأخذ منها شيئا واكتب لهم بما تأخذ منهم كتابا إلى مثله من الحول 34
باب السنة أن لا يقتل الرسل 18556 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق قال فحدثني سعد بن طارق عن سلمة بن نعيم بن مسعود عن أبيه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم حين جاءه رسولا مسيلمة الكذاب بكتابه ورسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لهما وأنتما تقولان مثلما يقول فقالا نعم فقال أما والله لولا أن الرسل لا تقتل لضربت أعناقكما
18557 -
أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن كثير أنبأ سفيان عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب أنه : أتى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فقال ما بيني وبين أحد من العرب حنة وإني مررت بمسجد لبني حنيفة فإذا هم يؤمنون بمسيلمة فأرسل إليهم عبد الله فجيء بهم فاستتابهم غير بن النواحة قال له سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لولا أنك رسول لضربت عنقك فأنت اليوم لست برسول فأمر قرظة بن كعب فضرب عنقه في السوق ثم قال من أراد أن ينظر إلى بن النواحة قتيلا بالسوق
18558 -
أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا محمد بن يحيى ثنا أبو عاصم عن سفيان عن عاصم عن أبي وائل عن عبد الله رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لابن النواحة لولا أنك رسول لقتلتك
18559 -
أخبرنا أبو طاهر أنبأ أبو بكر ثنا محمد بن يحيى ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا المسعودي عن عاصم عن أبي وائل عن عبد الله رضي الله عنه قال : مضت السنة أن لا تقتل الرسل 35
باب الحربي إذا لجأ إلى الحرم وكذلك من وجب عليه حد 18560 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ إسماعيل بن قتيبة ثنا يحيى بن يحيى قال قلت لمالك بن أنس حدثك بن شهاب عن أنس بن مالك رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه و سلم دخل مكة عام الفتح وعلى رأسه مغفر فلما نزعه جاءه رجل فقال بن خطل متعلق بأستار الكعبة فقال اقتلوه قال نعم رواه مسلم عن يحيى بن يحيى ورواه البخاري عن عبد الله بن يوسف عن مالك
18561 -
أخبرناه أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو أحمد محمد بن إسحاق العدل الصفار ثنا أحمد بن محمد بن نصر ثنا عمرو بن طلحة القناد ثنا أسباط بن نصر عن السدي عن مصعب بن سعد عن أبيه قال : لما كان يوم فتح مكة أمن رسول الله صلى الله عليه و سلم الناس إلا أربعة نفر وامرأتين وقال اقتلوهم وإن وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة عكرمة بن أبي جهل وعبد الله بن خطل ومقيس بن صبابة وعبد الله بن سعد بن أبي سرح
18562 -
وأخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا إبراهيم بن حماد ثنا علي بن حرب بن محمد ثنا زيد بن الحباب ثنا عمر بن عثمان بن عبد الرحمن بن سعيد المخزومي حدثني أبي عن جده : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يوم فتح مكة أربعة لا أؤمنهم في حل ولا في حرم الحويرث بن معبد ومقيس وهلال بن خطل وعبد الله بن أبي سرح فأما الحويرث فقتله علي رضي الله عنه وأما مقيس فقتله بن عم له لحا وأما هلال بن خطل فقتله الزبير رضي الله عنه وأما عبد الله بن أبي سرح فاستأمن له عثمان بن عفان رضي الله عنه وكان أخاه من الرضاعة وقينتين كانتا لمقيس تغنيان بهجاء رسول الله صلى الله عليه و سلم قتلت إحداهما وأفلتت الأخرى وأسلمت
18563 -
أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني الحسن بن سفيان ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث بن سعد عن سعيد المقبري عن أبي شريح العدوي : أنه قال لعمرو بن سعيد وهو يبعث البعوث إلى مكة ائذن لي أيها الأمير أحدثك قولا قام به رسول الله صلى الله عليه و سلم الغد من يوم الفتح سمعته أذناي ووعاه قلبي وأبصرته عيناي حين تكلم به حمد الله وأثنى عليه ثم قال إن مكة حرمها الله ولم يحرمها الناس فلا يحل لامرىء يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك فيها دما ولا يعضد بها شجرة وإن أحد ترخص لقتال رسول الله صلى الله عليه و سلم فقولوا إن الله قد أذن لرسوله ولم يأذن لكم وإنما أذن لي ساعة من نهار وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس وليبلغ الشاهد الغائب فقيل لأبي شريح ما قال لك عمرو فقال قال عمرو أنا أعلم بذلك منك يا أبا شريح إن الحرم لا يعيذ عاصيا ولا فارا بدم ولا فارا بخربة رواه البخاري ومسلم في الصحيح عن قتيبة بن سعيد
18564 -
أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع قال قال الشافعي رضي الله عنه إنما معنى ذلك والله اعلم انها لم يحلل أن ينصب عليها الحرب حتى تكون كغيرها فقد أمر النبي صلى الله عليه و سلم عندما قتل عاصم بن ثابت وخبيب بقتل أبي سفيان في دار بمكة غيلة إن قدر عليه وهذا في الوقت الذي كانت فيه محرمة فدل على أنها لا تمنع أحدا من شيء وجب عليه وأنها إنما يمنع من أن ينصب عليها الحرب كما ينصب على غيرها :
18565 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ محمد بن أحمد بن بطة الأصبهاني ثنا الحسن بن الجهم ثنا الحسين بن الفرج ثنا الواقدي حدثني إبراهيم بن جعفر عن أبيه قال الواقدي وحدثنا عبد الله بن أبي عبيدة عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري ح قال وحدثنا عبد الله بن جعفر عن عبد الواحد بن أبي عون وزاد بعضهم على بعض : فذكر قصة في بعث أبي سفيان من يقتل محمدا صلى الله عليه و سلم غيلة وأن الله تعالى أطلع عليه نبيه وأسلم الرجل قال فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لعمرو بن أمية الضمري وسلمة بن أسلم بن حريش اخرجا حتى تأتيا أبا سفيان بن حرب فإن أصبتما منه غرة فاقتلاه ثم ذكر قصة في رؤية معاوية عمرا وإخباره إياه بذلك وأن عمرو بن أمية وسلمة بن أسلم أسندا في الجبل وتغيبا في غار ثم إن عمرو بن أمية خرج فقتل عبيد الله بن مالك بن أخي طلحة بن عبيد الله وجاء إلى خبيب بن عدي وهو مصلوب فأنزله وأهال عليه التراب ثم ذكر رجوعهما منفردين إلى المدينة
18566 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو ثنا محمد بن عبد الله بن يزيد ثنا إسحاق الأزرق ثنا زكريا عن الشعبي عن الحارث بن مالك بن برصاء قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم فتح مكة لا تغزى بعدها إلى يوم القيامة
18567 -
أخبرنا عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن بن طاوس عن أبيه عن بن عباس رضي الله عنهما قال : من قتل أو سرق في الحل ثم دخل في الحرم فإنه لا يجالس ولا يكلم ولا يؤذي ويناشد حتى يخرج فإذا خرج أقيم عليه ما أصاب فإن قتل أو سرق في الحل ثم أدخل الحرم فأرادوا أن يقيموا عليه ما أصاب أخرجوه من الحرم إلى الحل وإن قتل أو سرق في الحرم أقيم عليه في الحرم قال الشيخ رحمه الله وهذا من رأي بن عباس رضي الله عنهما وقد تركناه بالظواهر التي وردت في إقامة الحدود دون تخصيص الحرم بتركها فيه من صاحب الشريعة والله أعلم 36
باب ما جاء في هدايا المشركين للإمام 18568 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو سهل أحمد بن محمد بن زياد القطان ثنا يحيى بن جعفر ثنا عبد الوهاب أنبأ سعيد عن قتادة عن أنس رضي الله عنه : أن أكيدر دومة أهدى إلى النبي صلى الله عليه و سلم جبة فلبسها وذكر الحديث أخرجه البخاري في الصحيح فقال وقال سعيد عن قتادة
18569 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن إسحاق أنبأ علي بن عبد العزيز ثنا عارم ثنا معتمر ح وأنبأ أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا محمد بن نصر المروزي ثنا عبيد الله بن معاذ ثنا المعتمر بن سليمان ثنا أبي عن أبي عثمان قال حدث عن عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاثين ومائة فقال النبي صلى الله عليه و سلم هل مع أحد منكم طعام فإذا مع رجل صاع من طعام أو نحوه فعجن ثم جاء رجل مشرك مشعان طويل بغنم يسوقها قال أبيع أو عطية أو قال أم هبة فقال بل بيع قال فاشترى منها شاة فصنعت فأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بسواد البطن أن يشوى وايم الله مامن الثلاثين والمائة إلا قد حز له رسول الله صلى الله عليه و سلم حزة من سواد بطنها إن كان شاهدا أعطاه وإن كان غائبا خبأ له قال وجعل منها قصعتين قال فأكلنا أجمعون وشبعنا وفضل في القصعتين فحملناه على البعير أو كما قال رواه البخاري في الصحيح عن عارم ورواه مسلم عن عبيد الله بن معاذ
18570 -
أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو الحسن أحمد بن محمد العنزي إملاء ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا سهل بن بكار ثنا وهيب عن عمرو بن يحيى الأنصاري عن العباس الساعدي عن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه قال : سافرت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى تبوك فذكر الحديث قال فيه وأهدى ملك الأيلة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم بغلة بيضاء فكساه النبي صلى الله عليه و سلم بردة وكتب له ببحرهم وذكر الحديث رواه البخاري في الصحيح عن سهل بن بكار وأخرجه مسلم من وجه آخر عن وهيب
18571 -
أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا أبو توبة الربيع بن نافع ثنا معاوية بن سلام عن زيد أنه سمع أبا سلام قال حدثني عبد الله الهوزني قال : لقيت بلالا مؤذن رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت يا بلال حدثني كيف كانت نفقة رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر الحديث قال فيه فإذا إنسان يسعى يدعو يا بلال أجب رسول الله صلى الله عليه و سلم فانطلقت حتى أتيته فإذا أربع ركائب مناخات عليهن أحمالهن فاستأذنت فقال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم أبشر فقد جاءك الله بقضائك ثم قال ألم تر إلى الركائب المناخات الأربع فقلت بلى فقال إن لك رقابهن وما عليهن فإن عليهن كسوة وطعاما أهداهن إلي عظيم فدك فاقبضهن واقض دينك ففعلت
18572 -
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا يزيد بن هارون أنبأ إسرائيل عن ثوير بن أبي فاختة عن أبيه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : أهدى كسرى إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقبل منه وأهدى قيصر إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقبل منه وأهدت له الملوك فقبل منهم قال الشافعي رحمه الله في القديم قد أهدى أبو سفيان بن حرب إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم أدما فقبل منه وأهدى إليه صاحب الإسكندرية مارية أم إبراهيم فقبلها وغيرهما قد أهدى إليه ولم يجعل ذلك بين المسلمين
18573 -
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبا عبد الله بن جعفر بن أحمد ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا عمران عن قتادة عن يزيد بن عبد الله عن عياض بن حمار رضي الله عنه : قال أهديت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ناقة أو هدية فقال أسلمت قلت لا قال إني نهيت عن زبد المشركين وأخبرنا أبو بكر ثنا عبد الله ثنا يونس ثنا أبو داود ثنا حماد بن زيد ثنا أبو التياح ثنا الحسن عن عياض بن حمار رضي الله عنه قال أهديت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم هدية أو قال ناقة فقال لي أسلمت قلت لا فأبى أن يقبلها وقال إنا لا نقبل زبد المشركين قلت للحسن ما زبد المشركين قال رفدهم قال الشيخ يحتمل رده هديته التحريم ويحتمل التنزيه وقد يغيظه برد هديته فيحمله ذلك على الإسلام والأخبار في قبول هداياهم أصح وأكثر وبالله التوفيق 37
باب نصارى العرب تضعف عليهم الصدقة 18574 - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو الصيرفي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن آدم ثنا أبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق الشيباني عن السفاح عن داود بن كردوس قال : صالح عمر بن الخطاب رضي الله عنه بني تغلب على أن يضاعف عليهم الصدقة ولا يمنعوا أحدا منهم أن يسلم وأن لا يغمسوا أولادهم
18575 -
وأخبرنا أبو سعيد ثنا أبو العباس ثنا الحسن بن علي ثنا يحيى بن آدم ثنا أبو معاوية عن أبي إسحاق الشيباني عن السفاح عن داود بن كردوس عن عمر رضي الله عنه : أنه صالح بني تغلب على أن لا يصبغوا في دينهم صبيا وعلى أن عليهم الصدقة مضاعفة وعلى أن لا يكرهوا على دين غير دينهم فكان داود يقول ما لبني تغلب ذمة قد صبغوا
18576 -
وأخبرنا أبو سعيد ثنا أبو العباس ثنا الحسن ثنا يحيى ثنا عبد السلام بن حرب عن أبي إسحاق عن السفاح عن داود بن كردوس عن عبادة بن النعمان التغلبي أنه قال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه : يا أمير المؤمنين إن بني تغلب من قد علمت شوكتهم وإنهم بإزاء العدو فإن ظاهروا عليك العدو اشتدت مؤنتهم فإن رأيت أن تعطيهم شيئا قال فافعل قال فصالحهم على أن لا يغمسوا أحدا من أولادهم في النصرانية وتضاعف عليهم الصدقة قال وكان عبادة يقول قد فعلوا ولا عهد لهم
18577 -
أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس أنبأ الربيع قال قال الشافعي عقيب هذا الحديث وهكذا حفظ أهل المغازي وساقوه أحسن من هذا السياق فقالوا : رامهم على الجزية فقالوا نحن عرب لا نؤدي ما يؤدي العجم ولكن خذ منا كما يأخذ بعضكم من بعض يعنون الصدقة فقال عمر رضي الله عنه لا هذا فرض على المسلمين فقالوا فزد ما شئت بهذا الاسم لا باسم الجزية ففعل فتراضى هو وهم على أن ضعف عليهم الصدقة 38
باب ما جاء في ذبائح نصارى بني تغلب 18578 - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ إبراهيم بن محمد عن عبد الله بن دينار عن سعد الجاري أو عبد الله بن سعد مولى عمر بن الخطاب عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : ما نصارى العرب بأهل كتاب وما يحل لنا ذبائحهم وما أنا بتاركهم حتى يسلموا أو أضرب أعناقهم قال الشافعي وإنما تركنا أن نجبرهم على الإسلام أو نضرب أعناقهم لأن رسول الله صلى الله عليه و سلم أخذ الجزية من نصارى العرب وأن عمر وعثمان وعليا رضي الله عنهم قد أقروهم وإن كان عمر قد قال هذا لذلك لا يحل لنا نكاح نسائهم لأن الله جل ثناؤه إنما أحل لنا من أهل الكتاب الذي عليهم نزل
18579 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الحسن محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن مكرم ثنا عثمان بن عمر السهمي أنبأ هشام عن محمد هو بن سيرين عن عبيدة قال : سألت عليا رضي الله عنه عن ذبائح نصارى بني تغلب فقال لا تأكلوه فإنهم لم يتعلقوا من دينهم بشيء إلا بشرب الخمر
18580 -
أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو أنبأ أبو عبد الله الصفار ثنا أحمد بن مهران الأصبهاني ثنا أبو نعيم ثنا شريك عن إبراهيم بن المهاجر البجلي عن زياد بن حدير الأسدي قال قال علي رضي الله عنه : لئن بقيت لنصارى بني تغلب لأقتلن المقاتلة ولأسبين الذرية فإني كتبت الكتاب بين النبي صلى الله عليه و سلم وبينهم على أن لا ينصروا أبناءهم
18581 -
أخبرنا أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ أنبأ إسماعيل بن موسى الحاسب ثنا جبارة حدثني عبد الحميد بن بهرام حدثني شهر بن حوشب حدثني بن عباس رضي الله عنهما قال : نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن ذبيحة نصارى العرب هذا إسناد ضعيف وقد روي عن بن عباس رضي الله عنهما بخلافه
18582 -
أخبرنا أبو أحمد المهرجاني أنبا أبو بكر بن جعفر المزكي ثنا محمد بن إبراهيم ثنا بن بكير ثنا مالك عن ثور بن زيد الديلي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه : سئل عن ذبائح نصارى العرب فقال لا بأس بها وتلا هذه الآية { ومن يتولهم منكم فإنه منهم }
18583 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن بالويه ثنا أحمد بن علي الجزار ثنا خالد بن خداش ثنا عبد الله بن وهب أخبرني مالك عن ثور بن زيد عن عكرمة عن بن عباس رضي الله عنهما فذكره : بمثله
18584 -
أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي قال والذي يروى من حديث بن عباس في إحلال ذبائحهم إنما هو من حديث عكرمة أخبرنيه بن الدراوردي وبن أبي يحيى عن ثور الديلي عن عكرمة عن بن عباس : رضي الله عنهما أنه سئل عن ذبائح نصارى العرب فقال قولا حكياه هو إحلالها وتلا { ومن يتولهم منكم فإنه منهم } ولكن صاحبنا سكت عن اسم عكرمة وثور لم يلق بن عباس قال الشيخ رحمه الله يعني بصاحبنا مالك بن أنس لم يذكر عكرمة في أكثر الروايات عنه وكأنه كان لا يرى أن يحتج به وثور الديلي إنما رواه عنه عن بن عباس فلا ينبغي أن يحتج به والله أعلم كذا قال بن عباس فيما روى عنه عكرمة ونحن إنما رغبنا عنه لقول عمر وعلي رضي الله عنهما 39
باب ما جاء في تعشير أموال بني تغلب إذا اختلفوا بالتجارة 18585 - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس هو الأصم ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن آدم ثنا شريك عن إبراهيم بن مهاجر عن زياد بن حدير قال : بعثني عمر رضي الله عنه إلى نصارى بني تغلب وأمرني أن آخذ منهم نصف عشر أموالهم ونهاني أن أعشر مسلما أو ذا ذمة يؤدي الخراج قال يعني فيما أظن بقوله مسلما يقول من أسلم منهم لأنه إنما أرسل إلى نصارى بني تغلب وقوله أو ذا ذمة يؤدي الخراج يقول إن أهل الذمة لا يعرض لهم في مواشيهم ولا في عشر زروعهم وثمارهم إلا بني تغلب لأنهم صولحوا على ذلك قال الشيخ ويحتمل أنه لم يكن في صلح أولئك الذين كانوا في ولايته من أهل الذمة تعشير أموالهم التي يتجرون بها
18586 -
وأخبرنا أبو سعيد ثنا أبو العباس ثنا الحسن ثنا يحيى ثنا أبو بكر عن أبي إسحاق الشيباني عن جامع بن شداد عن زياد بن حدير قال : كتب إلي عمر أن لا تعشر بني تغلب في السنة إلا مرة 40
باب المهادنة على النظر للمسلمين 18587 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر أحمد بن جعفر القطيعي ثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد الرزاق عن معمر قال الزهري أخبرني عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم يصدق حديث كل واحد منهما صاحبه قالا : خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم زمن الحديبية في بضع عشرة مائة من أصحابه حتى إذا كانوا بذي الحليفة قلد رسول الله صلى الله عليه و سلم الهدي وأشعره وأحرم بالعمرة وبعث بين يديه عينا له من خزاعة يخبره عن قريش وسار رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى إذا كان بوادي الأشطاط قريب من عسفان أتاه عينه الخزاعي فقال إني تركت كعب بن لؤي وعامر بن لؤي قد جمعوا لك الأحابش قال أحمد بن حنبل وقال يحيى بن سعيد عن بن المبارك قد جمعوا لك الأحابيش وجمعوا لك جموعا وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت فقال النبي صلى الله عليه و سلم أشيروا علي أترون أن نميل إلى ذراري هؤلاء الذين أعانوهم فنصيبهم فإن قعدوا قعدوا موتورين محزونين وإن نجوا تكن عنقا قطعها الله أو ترون أن نؤم البيت فمن صدنا عنه قاتلناه فقال أبو بكر رضي الله عنه الله ورسوله أعلم يا نبي الله إنما جئنا معتمرين ولم نجيء نقاتل أحدا ولكن من حال بيننا وبين البيت قاتلناه فقال النبي صلى الله عليه و سلم فروحوا إذا قال الزهري وكان أبو هريرة يقول ما رأيت أحدا قط كان أكثر مشورة لأصحابه من رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الزهري في حديث المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم فراحوا حتى إذا كان ببعض الطريق قال النبي صلى الله عليه و سلم إن خالد بن الوليد بالغميم في خيل لقريش طليعة فخذوا ذات اليمين فوالله ما شعر بهم خالد حتى إذا هو بغبرة الجيش فانطلق يركض نذيرا لقريش وسار رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى إذا كان بالثنية التي يهبط عليهم منها بركت به راحلته فقال الناس حل حل فألحت فقالوا خلأت القصواء خلأت القصواء فقال النبي صلى الله عليه و سلم [ ص 219 ] ما خلأت القصواء وما ذاك لها بخلق ولكن حبسها حابس الفيل ثم قال والذي نفسي بيده لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها ثم زجرها فوثبت به قال فعدل عنها حتى نزل بأقصى الحديبية على ثمد قليل الماء إنما يتبرضه الناس تبرضا فلم يلبثه الناس أن نزحوه فشكي إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم العطش فانتزع سهما من كنانته ثم أمرهم أن يجعلوه فيه قال فوالله ما زال يجيش لهم بالري حتى صدروا عنه قال فبينا هم كذلك إذ جاء بديل بن ورقاء الخزاعي في نفر من قومه وكانوا عيبة نصح رسول الله صلى الله عليه و سلم من أهل تهامة فقال إني تركت كعب بن لؤي وعامر بن لؤي قال أحمد حدثناه يحيى بن سعيد عن بن المبارك وقال إني تركت كعب بن لؤي وعامر بن لؤي نزلوا أعداد مياه الحديبية معهم العوذ المطافيل وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إنا لم نجيء لقتال أحد لكنا جئنا معتمرين وإن قريشا قد نهكتهم الحرب وأضرت بهم فإن شاؤوا ماددتهم مدة ويخلوا بيني وبين الناس فإن أظهر فإن شاؤوا أن يدخلوا فيما دخل فيه الناس فعلوا وإلا فقد جموا وإن أبوا فوالذي نفسي بيده لأقاتلنهم على أمري هذا حتى تنفرد سالفتي أو لينفذن الله امره قال بديل سأبلغهم ما تقول فانطلق حتى أتى قريشا فقال إنا قد جئناكم من عند هذا الرجل وسمعناه يقول قولا فإن شئتم نعرضه عليكم فقال سفهاؤهم لا حاجة لنا في أن تحدثنا عنه بشيء وقال ذوو الرأي منهم هات ما سمعته يقول قال سمعته يقول كذا وكذا فحدثهم بما قال النبي صلى الله عليه و سلم فقام عروة بن مسعود الثقفي فقال أي قوم ألستم بالولد قالوا بلى قال أو لست بالوالد قالوا بلى قال أولست بالولد قالوا بلى قال فهل تتهموني قالوا لا قال ألستم تعلمون أني استنفرت أهل عكاظ فلما جمحوا علي جئتكم بأهلي وولدي ومن أطاعني قالوا بلى قال فإن هذا قد عرض عليكم خطة [ ص 220 ] رشد فاقبلوها ودعوني آته فقالوا ائته فأتاه فجعل يكلم النبي صلى الله عليه و سلم فقال له نحوا من قوله لبديل فقال عروة عند ذلك أي محمد أرأيت إن استأصلت قومك هل سمعت بأحد من العرب اجتاح أصله قبلك وإن تكن الأخرى فوالله إني لأرى وجوها وأرى أوباشا من الناس خلقاء أن يفروا ويدعوك فقال له أبو بكر رضي الله عنه امصص بظر اللات أنحن نفر عنه وندعه فقال من ذا فقال أبو بكر قال أما والذي نفسي بيده لولا يد كانت لك عندي لم أجزك بها لأجبتك وجعل يكلم النبي صلى الله عليه و سلم فلما كلمه أخذ بلحيته والمغيرة بن شعبة قائم على رأس النبي صلى الله عليه و سلم ومعه السيف وعليه المغفر فكلما أهوى عروة بيده إلى لحية النبي صلى الله عليه و سلم ضرب يده بنعل السيف وقال أخر يدك عن لحية رسول الله صلى الله عليه و سلم فرفع عروة يده فقال من هذا قالوا المغيرة بن شعبة قال أي غدر أو لست أسعى في غدرتك وكان المغيرة صحب قوما في الجاهلية فقتلهم وأخذ أموالهم ثم جاء وأسلم فقال النبي صلى الله عليه و سلم أما الإسلام فأقبل وأما المال فلست منه في شيء ثم إن عروة جعل يرمق النبي صلى الله عليه و سلم بعينه قال فوالله ما تنخم رسول الله صلى الله عليه و سلم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده وإذا أمرهم ابتدروا أمره وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه وإذا تكلموا خفضوا أصواتهم وما يحدون النظر إليه تعظيما له فرجع إلى أصحابه فقال أي قوم والله لقد وفدت على الملوك ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي والله إن رأيت ملكا قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد محمدا والله إن تنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده وإذا أمرهم ابتدروا أمره وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه وإذا تكلموا خفضوا أصواتهم عنده وما يحدون إليه النظر تعظيما له وإنه قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها فقال رجل من بني كنانة دعوني آته قالوا ائته فلما اشرف على النبي صلى الله عليه و سلم وأصحابه قال النبي صلى الله عليه و سلم هذا فلان وهو من قوم يعظمون البدن فابعثوها له فبعثت له واستقبله القوم يلبون فلما رأى ذلك قال سبحان الله ما ينبغي لهؤلاء أن يصدوا عن البيت فلما رجع إلى أصحابه قال رأيت البدن قد قلدت وأشعرت فلم أر أن يصدوا عن البيت فقام رجل منهم يقال له مكرز بن حفص فقال دعوني آته فقالوا ائته فلما اشرف عليهم قال النبي صلى الله عليه و سلم هذا مكرز وهو رجل فاجر فجعل يكلم النبي صلى الله عليه و سلم فبينا هو يكلمه صلى الله عليه و سلم إذ جاء سهيل بن عمرو قال معمر فأخبرني أيوب عن عكرمة أنه لما جاء سهيل قال النبي صلى الله عليه و سلم قد سهل لكم أمركم قال الزهري في حديثه فجاء سهيل بن عمرو فقال هات اكتب بيننا وبينكم كتابا فدعا الكاتب فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم اكتب بسم الله الرحمن الرحيم فقال سهيل أما الرحمن فوالله ما أدري ما هو ولكن اكتب باسمك اللهم كما كنت تكتب فقال المسلمون لا نكتبها إلا بسم الله الرحمن الرحيم فقال النبي صلى الله عليه و سلم اكتب باسمك اللهم ثم قال هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله فقال سهيل والله لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك ولكن اكتب محمد بن عبد الله فقال النبي صلى الله عليه و سلم إني لرسول الله وإن كذبتموني أكتب محمد بن عبد الله قال الزهري وذلك لقوله لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها فقال النبي صلى الله عليه و سلم على أن تخلوا بيننا وبين البيت فنطوف به فقال سهيل والله لا تتحدث العرب أنا أخذنا ضغطة ولكن لك من العام المقبل فكتب فقال سهيل على أن لا يأتيك منا رجل وإن كان على دينك إلا رددته إلينا فقال المسلمون سبحان الله كيف يرد إلى المشركين وقد جاء مسلما فبينما هم كذلك إذ جاء أبو جندل بن سهيل بن عمرو يرسف وقال يحيى عن بن المبارك يرصف في قيوده وقد خرج من أسفل مكة حتى رمى بنفسه بين أظهر المسلمين فقال سهيل هذا يا محمد أول ما أقاضيك عليه أن ترده إلي فقال النبي صلى الله عليه و سلم إنا لم نقض الكتاب بعد قال فوالله إذا لا نصالحك على شيء أبدا فقال النبي صلى الله عليه و سلم فأجزه لي قال ما أنا بمجيزه قال بلى فافعل قال ما أنا بفاعل قال مكرز بلى قد اجزناه لك فقال أبو جندل أي معاشر المسلمين أرد إلى المشركين وقد جئت مسلما ألا ترون ما قد أتيت وكان قد عذب عذابا شديدا في الله عز و جل فقال عمر رضي الله عنه فأتيت النبي صلى الله عليه و سلم فقلت ألست نبي الله قال بلى قلت ألسنا على الحق وعدونا على الباطل قال بلى قلت فلم نعطى الدنية في ديننا إذا قال إني رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري قلت أو ليس كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت فنطوف به قال بلى فأخبرتك أنك تأتيه العام قلت لا قال فإنك آتيه ومطوف به قال فأتيت أبا بكر رضي الله عنه فقلت يا أبا بكر أليس هذا نبي الله حقا قال بلى قلت ألسنا على الحق وعدونا على الباطل قال بلى قلت فلم نعطى الدنية في ديننا إذا قال أيها الرجل إنه رسول الله ولن يعصي ربه وهو ناصره فاستمسك بغرزه حتى تموت فوالله إنه لعلي الحق قلت أو ليس كان يحدثنا أنه سيأتي البيت ويطوف به قال بلى أفأخبرك أنك تأتيه العام قلت لا قال فإنك آتيه فتطوف به قال الزهري قال عمر فعملت لذلك أعمالا قال فلما فرغ من قضية الكتاب قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لأصحابه قوموا فانحروا ثم احلقوا قال فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات فلما لم يقم منهم أحد قام فدخل على أم سلمة فذكر لهاما لقي من الناس فقالت أم سلمة يا رسول الله أتحب ذلك اخرج ثم لا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك فقام فخرج فلم يكلم أحدا منهم حتى فعل ذلك ونحر هديه ودعا حالقه يعني فحلقه فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا حتى كاد بعضهم يقتل بعضا غما ثم جاءه نسوة مؤمنات فأنزل الله عز و جل يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات حتى بلغ بعصم الكوافر قال فطلق عمر يومئذ امرأتين كانتا له في الشرك فتزوج [ ص 221 ] إحداهما معاوية بن أبي سفيان والأخرى صفوان بن أمية ثم رجع إلى المدينة فجاءه أبو بصير رجل من قريش وهو مسلم وقال يحيى عن بن المبارك فقدم عليه أبو بصير بن أسيد الثقفي مسلما مهاجرا فاستأجر الأخنس بن شريق رجلا كافرا من بني عامر بن لؤي ومولى معه وكتب معهما إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم يسأله الوفاء قال فأرسلوا في طلبه رجلين فقالوا العهد الذي جعلت لنا فيه فدفعه إلى الرجلين فخرجا به حتى بلغا به ذا الحليفة فنزلوا يأكلوا من تمر لهم فقال أبو بصير لأحد الرجلين والله إني لأرى سيفك يا فلان هذا جيدا فاستله الآخر فقال أجل والله إنه لجيد لقد جربت به ثم جربت قال أبو بصير أرني أنظر إليه فأمكنه منه فضربه به حتى برد وفر الآخر حتى أتى المدينة فدخل المسجد يعدو فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لقد رأى هذا ذعرا فلما انتهى إلى النبي صلى الله عليه و سلم قال قتل والله صاحبي وإني لمقتول فجاء أبو بصير فقال يا نبي الله قد والله أوفى الله ذمتك قد رددتني إليهم ثم أنجاني الله منهم فقال النبي صلى الله عليه و سلم ويل أمه مسعر حرب لو كان له أحد فلما سمع ذلك عرف أنه سيرده إليهم فخرج حتى أتى سيف البحر قال وينفلت أبو جندل بن سهيل فلحق بأبي بصير فجعل لا يخرج من قريش رجل قد أسلم إلا لحق بأبي بصير حتى اجتمعت منهم عصابة قال فوالله ما يسمعون بعير خرجت لقريش إلى الشام إلا اعترضوا لها فقتلوهم وأخذوا أموالهم فأرسلت قريش إلى النبي صلى الله عليه و سلم تناشده الله والرحم لما أرسل إليهم فمن أتاه فهو آمن فأرسل النبي صلى الله عليه و سلم إليهم فأنزل الله عز و جل { وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم } حتى بلغ { حمية الجاهلية } وكانت حميتهم أنهم لم يقروا أنه نبي الله ولم يقروا ببسم الله الرحمن الرحيم وحالوا بينهم وبين البيت رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن محمد عن عبد الرزاق
18588 -
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ أبو بكر محمد بن عبد الله بن عتاب ثنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة ثنا بن أبي أويس أنبأ إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة فذكر معنى هذه القصة زاد ثم : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم دعا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليرسله إلى قريش وهو ببلدح فقال له عمر يا رسول الله لا ترسلني إليهم فإني أتخوفهم على نفسي ولكن أرسل عثمان بن عفان فأرسل إليهم فلقي أبان بن سعيد بن العاص فأجاره وحمله بين يديه على الفرس حتى جاء قريشا فكلمهم بالذي أمره به رسول الله صلى الله عليه و سلم فأرسلوا معه سهيل بن عمرو ليصالحه عليهم وبمكة يومئذ من المسلمين ناس كثير من أهلها فدعوا عثمان بن عفان رضي الله عنه ليطوف بالبيت فأبى أن يطوف وقال ما كنت لأطوف به حتى يطوف به رسول الله صلى الله عليه و سلم فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ومعه سهيل بن عمرو وقد أجاره ليصالح رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر قصة الصلح وكتابته قال ثم بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم بالكتاب إلى قريش مع عثمان بن عفان رضي الله عنه ثم ذكر قصة فيما كان بين الفريقين من الترامي بالحجارة والنبل وارتهان المشركين عثمان بن عفان رضي الله عنه وارتهان المسلمين سهيل بن عمرو ودعا رسول الله صلى الله عليه و سلم المسلمين إلى البيعة فلما رأت قريش ذلك رعبهم الله فأرسلوا من كانوا ارتهنوه ودعوا إلى الموادعة والصلح فصالحهم رسول الله صلى الله عليه و سلم وكاتبهم 41
باب ما جاء في مدة الهدنة قال الشافعي رحمه الله وكانت الهدنة بينه وبينهم عشر سنين
18589 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق قال حدثني الزهري عن عروة بن الزبير عن مروان بن الحكم والمسور بن مخرمة : في قصة الحديبية قال فدعت قريش سهيل بن عمرو فقالوا اذهب إلى هذا الرجل فصالحه ولا يكونن في صلحه إلا أن يرجع عنا عامة هذا لا تحدث العرب أنه دخلها علينا عنوة فخرج سهيل بن عمرو من عندهم فلما رآه رسول الله صلى الله عليه و سلم مقبلا قال قد أراد القوم الصلح حين بعثوا هذا الرجل فلما انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم جرى بينهما القول حتى وقع [ ص 222 ] الصلح على أن توضع الحرب بينهما عشر سنين وأن يا من الناس بعضهم من بعض وأن يرجع عنهم عامهم ذلك حتى إذا كان العام المقبل قدمها خلوا بينه وبين مكة فأقام بها ثلاثا وأنه لا يدخلها إلا بسلاح الراكب والسيوف في القرب وأنه من أتانا من أصحابك بغير إذن وليه لم نرده عليك وانه من أتاك منا بغير إذن وليه رددته علينا وأن بيننا وبينك عيبة مكفوفة وأنه لا إسلال ولا إغلال وذكر الحديث
18590 -
وروى عاصم بن عمر بن حفص العمري وهو ضعيف جدا عن عبد الله بن دينار عن بن عمر رضي الله عنهما قال : كانت الهدنة بين النبي صلى الله عليه و سلم وأهل مكة عام الحديبية أربع سنين أخبرناه أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي ثنا القاسم بن مهدي ثنا يعقوب بن كاسب ثنا عبد الله بن نافع عن عاصم بن عمر فذكره المحفوظ هو الأول وعاصم بن عمر هذا يأتي بما لا يتابع عليه ضعفه يحيى بن معين والبخاري وغيرهما من الأئمة 42 باب نزول سورة الفتح على رسول الله صلى الله عليه و سلم مرجعه من الحديبية 18591 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا جعفر بن أحمد الشاماتي ثنا نصر بن علي وأبو الأشعث قالا ثنا خالد بن الحارث ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة أن أنس بن مالك رضي الله عنه حدثهم قال : لما نزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه و سلم إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر مرجعهم من الحديبية وهم يخالطهم الحزن والكآبة وقد نحر الهدي فقال لقد أنزلت علي آيات هي أحب إلي من الدنيا فقالوا يا رسول الله قد علمنا ما يفعل الله بك فما يفعل بنا قال فنزلت { ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار } حتى بلغ رأس الآية رواه مسلم في الصحيح عن نصر بن علي
18592 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو أحمد يعني بن إسحاق الحافظ أنبأ أبو عروبة ثنا محمد بن يزيد الأسفاطي ثنا عثمان بن عمر ثنا شعبة عن قتادة عن أنس رضي الله عنه : إنا فتحنا لك فتحا مبينا قال فتح الحديبية فقال رجل هنيئا مريئا يا رسول الله هذا لك فما لنا فأنزل الله عز و جل { ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار } قال شعبة فقدمت الكوفة فحدثتهم عن قتادة عن أنس رضي الله عنه ثم قدمت البصرة فذكرت ذلك لقتادة فقال أما الأول فعن أنس واما الثاني { ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار } فعن عكرمة رواه البخاري في الصحيح عن أحمد بن إسحاق عن عثمان بن عمر
18593 -
أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا علي بن الحسن بن أبي عيسى ثنا يعلى بن عبيد ثنا عبد العزيز بن سياه ح قال وأخبرني أبو عمرو بن أبي جعفر نا أبو يعلى ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا عبد الله بن نمير ثنا عبد العزيز بن سياه ثنا حبيب بن أبي ثابت عن أبي وائل قال : قام سهل بن حنيف رضي الله عنه يوم صفين فقال أيها الناس اتهموا أنفسكم لقد كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم الحديبية ولو نرى قتالا لقاتلنا وذلك في الصلح الذي كان بين رسول الله صلى الله عليه و سلم وبين المشركين قال فأتى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال يا رسول الله ألسنا على حق وهم على باطل قال بلى قال أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار قال بلى قال ففيم نعطى الدنية في أنفسنا ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم قال يا بن الخطاب إني رسول الله ولن يضيعني الله قال فانطلق بن الخطاب ولم يصبر متغيظا فأتى أبا بكر رضي الله عنه فقال يا أبا بكر ألسنا على حق وهم على باطل قال بلى قال أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار قال بلى قال فعلى ما نعطى الدنية في ديننا ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبينهم قال يا بن الخطاب إنه رسول الله ولن يضيعه الله أبدا قال فنزل القرآن على محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم فأرسل إلى عمر فأقرأه إياه فقال يا رسول الله أو فتح هو قال نعم قال فطابت نفسه ورجع رواه البخاري في الصحيح عن أحمد بن إسحاق السلمي عن يعلى بن عبيد ورواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة قال الشافعي رحمه الله قال بن شهاب فما كان في الإسلام فتح أعظم منه كانت الحرب قد اجحرت الناس فلما أمنوا لم يكلم بالإسلام أحد يعقل إلا قبله فلقد أسلم في سنتين من تلك الهدنة أكثر ممن أسلم قبل ذلك
18594 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق قال حدثني الزهري عن عروة عن مروان والمسور بن مخرمة : في قصة الحديبية وفيها مدرجا ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه و سلم راجعا فلما أن كان بين مكة والمدينة نزلت عليه سورة الفتح من أولها إلى آخرها إنا فتحنا لك فتحا مبينا فكانت القضية في سورة الفتح وما ذكر الله من بيعة رسوله تحت الشجرة فلما أمن الناس وتفاوضوا لم يكلم أحد بالإسلام إلا دخل فيه ولقد دخل في تينك السنتين في الإسلام أكثر مما كان فيه قبل ذلك وكان صلح الحديبية فتحا عظيما
18595 -
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا عبد الله بن رجاء أنبأ إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء رضي الله عنه قال : تعدون أنتم الفتح فتح مكة وقد كان فتح مكة فينا فتحا ونعد نحن الفتح بيعة الرضوان نزلنا يوم الحديبية وهي بئر فوجدنا الناس قد نزحوها فلم يدعوا فيها قطرة فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم فجلس رسول الله صلى الله عليه و سلم فدعا بدلو فنزع منها ثم أخذ منه بفيه فمجه فيها ودعا الله فكثر ماؤها حتى صدرنا وركائبنا ونحن أربع عشرة مائة رواه البخاري في الصحيح عن مالك بن إسماعيل وغيره عن إسرائيل 43
باب مهادنة الأئمة بعد رسول رب العزة إذا نزلت بالمسلمين نازلة 18596 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبا أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا محمد بن الصباح ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إنما الإمام جنة يقاتل به
18597 -
أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أنبأ عبد الله بن محمد بن ناجية ثنا محمد بن المثنى ثنا الوليد بن مسلم عن عبد الله بن العلاء بن زبر قال سمعت بسر بن عبيد الله الحضرمي يحدث أنه سمع أبا إدريس الخولاني يقول سمعت عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه يقول : أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة تبوك وهو في قبة من آدم فقال لي يا عوف اعدد ستا بين يدي الساعة موتي ثم فتح بيت المقدس ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم ثم استفاضة المال فيكم حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطا ثم فتنة لا تبقي بيتا من العرب إلا دخلته ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غاية تحت كل غاية اثني عشر ألفا قال الوليد فذاكرنا هذا الحديث شيخا من شيوخ المدينة في قوله ثم فتح بيت المقدس فقال الشيخ أخبرني سعيد عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه كان يحدث بهذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ويقول مكان فتح بيت المقدس عمران بيت المقدس رواه البخاري في الصحيح عن الحميدي عن الوليد بن مسلم دون إسناد أبي هريرة رضي الله عنه
18598 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو عبد الله السوسي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ العباس بن الوليد بن مزيد أنبأ أبي أخبرني الأوزاعي حدثني حسان بن عطية قال مال مكحول وبن أبي زكريا إلى خالد بن معدان فملت معهم قال فحدثنا خالد عن جبير بن نفير أنه قال له انطلق بنا إلى ذي مخبر رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم قال فأتيناه فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : سيصالحكم الروم صلحا أمنا ثم تغزون أنتم وهم عدوا فتنصرون وتسلمون وتغنمون ثم تنصرفون فتنزلون بمرج ذي تلول فيرفع رجل من النصرانية الصليب فيقول غلب الصليب فيغضب رجل من المسلمين فيقوم إليه فيدقه فعند ذلك تغضب الروم ويجمعون للملحمة 44
باب المهادنة إلى غير مدة 18599 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي حدثنا عبد الرزاق أنبأ بن جريج عن موسى بن عقبة عن نافع عن بن عمر : أن عمر رضي الله عنه أجلى اليهود والنصارى من أرض الحجاز وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم لما ظهر على خيبر أراد أخراج اليهود منها فكانت الأرض حين ظهر عليها لله ولرسوله وللمسلمين فأراد إخراج اليهود منها فسألت اليهود رسول الله صلى الله عليه و سلم ليقرهم على أن يكفوه عملها ولهم نصف الثمر فقال لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم نقركم بها على ذلك ما شئنا فقروا بها حتى أجلاهم عمر رضي الله عنه إلى تيماء وأريحا رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن رافع وإسحاق بن منصور عن عبد الرزاق وأخرجه البخاري فقال وقال عبد الرزاق وكذلك رواه الفضيل بن سليمان عن موسى بن عقبة نقركم على ذلك ما شئنا وكذلك رواه أسامة بن زيد عن نافع أقركم فيها على ذلك ما شئنا وفي رواية عبيد الله بن عمر عن نافع ما بدا لرسول الله صلى الله عليه و سلم وفي رواية مالك عن نافع عن بن عمر عن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم نقركم ما أقركم الله وكذلك في رواية بن شهاب عن سعيد بن المسيب عن النبي صلى الله عليه و سلم مرسلا أقركم ما أقركم الله ورواه صالح بن أبي الأخضر عن بن شهاب عن سعيد عن أبي هريرة رضي الله عنه موصولا وقد مضت هذه الروايات بأسانيدها قال الشافعي رحمه الله فإن قيل فلم لا تقول أقركم ما أقركم الله يعني كل إمام بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم قيل الفرق بينه وبين رسول الله صلى الله عليه و سلم في أن أمر الله كان يأتي رسوله بالوحي ولا يأتي أحدا غيره بوحي 45
باب مهادنة من يقوى على قتاله 18600 - أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو عمرو بن السماك ثنا حنبل بن إسحاق ثنا سعدويه ثنا عباد بن العوام ثنا سفيان بن حسين عن الحكم عن مقسم عن بن عباس رضي الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث أبا بكر رضي الله عنه على الموسم وأمره أن ينادي بهؤلاء الكلمات قال فبينا أبو بكر نازل في بعض الطريق إذ سمع رغاء ناقة رسول الله صلى الله عليه و سلم القصواء فخرج فزعا وظن أنه رسول الله صلى الله عليه و سلم فإذا علي رضي الله عنه فدفع إليه كتاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فأتى علي الموسم وأمر عليا أن ينادي بهؤلاء الكلمات فانطلقا فحجا فقام علي رضي الله عنه فنادى في وسط أيام التشريق إن الله ورسوله بريء من كل مشرك { فسيحوا في الأرض أربعة أشهر واعلموا أنكم غير معجزي الله } لا يحجن بعد العام مشرك ولا يطوفن بالبيت عريان ولا يدخل الجنة إلا مؤمن كان ينادي بهذا فإذا بح قام أبو هريرة رضي الله عنه فنادى بها
18601 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو محمد بن أبي حامد المقرئ وأبو صادق محمد بن أحمد العطار قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا عثمان بن عمر ثنا شعبة عن المغيرة عن الشعبي عن المحرر بن أبي هريرة عن أبيه أنه قال : كنت مع علي رضي الله عنه حين بعثه النبي صلى الله عليه و سلم ببراءة إلى أهل مكة قال فكنت أنادي حتى صحل صوتي فقيل له بأي شيء كنت تنادي فقال أمرنا أن ننادي أنه لا يدخل الجنة إلا مؤمن ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه و سلم عهد فأجله إلى أربعة أشهر فإذا مضت الأشهر فإن الله بريء من المشركين ورسوله ولا يطوف بالبيت عريان ولا يحج بعد العام مشرك وقد مضى في حديث زيد بن يثيع عن علي رضي الله عنه في هذا الحديث ومن كان له عهد فعهده إلى مدته ومن لم يكن له عهد فأربعة أشهر قال الشافعي رضي الله عنه وجعل رسول الله صلى الله عليه و سلم لصفوان بن أمية بعد فتح مكة تسيير أربعة أشهر قال الشيخ قد مضى هذا في حديث بن شهاب الزهري في كتاب النكاح 46
باب لا خير في أن يعطيهم المسلمون شيئا على أن يكفوا عنهم قال الشافعي رحمه الله لأن القتل للمسلمين شهادة وأن الإسلام أعز من أن يعطى مشرك على أن يكف عن أهله لأن أهله قاتلين ومقتولين ظاهرون على الحق قال الشيخ قد روينا في حديث المغيرة بن شعبة في قصة الأهواز أنه قال فأخبرنا نبينا عن رسالة ربنا أنه من قتل منا صار إلى جنة ونعيم لم ير مثله قط ومن بقي منا ملك رقابكم
18602 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس ثنا عثمان بن سعيد ثنا موسى بن إسماعيل ثنا همام عن إسحاق بن عبد الله قال حدثني أنس بن مالك رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث خاله وكان اسمه حرام أخا أم سليم في سبعين رجلا فقتلوا يوم بئر معونة وكان رئيس المشركين عامر بن الطفيل وكان أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال أخيرك بين ثلاث خصال أن يكون لك أهل السهل ولي أهل المدر وأكون خليفتك من بعدك أو أغزوك بغطفان بألف أشقر وألف شقراء قال فطعن في بيت امرأة من بني فلان فقال غدة كغدة البكر في بيت امرأة من بني فلان ائتوني بفرسي فركبه فمات على ظهر فرسه فانطلق حرام أخو أم سليم ورجلان معه رجل أعرج ورجل من بني فلان قال كونا يعني قريبا مني حتى آتيهم فإن أمنوني كنت كذا وإن قتلوني أتيتم أصحابكم فأتاهم حرام فقال أتؤمنوني أبلغكم رسالة رسول الله صلى الله عليه و سلم قالوا نعم فجعل يحدثهم وأوموا إلى رجل فأتاه من خلفه فطعنه قال همام أحسبه قال فأنفذه بالرمح فقال الله أكبر فزت ورب الكعبة فلحق الرجل فقتل كلهم إلا الأعرج كان في رأس الجبل قال إسحاق فحدثني أنس بن مالك قال انزل عليه ثم كان من المنسوخ أنا قد لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا فدعا رسول الله صلى الله عليه و سلم سبعين صباحا على رعل وذكوان وبني لحيان وعصية عصت الله ورسوله رواه البخاري في الصحيح عن موسى بن إسماعيل
18603 -
أخبرنا أبو عمرو الأديب أنبا أبو بكر الإسماعيلي أخبرني الحسن بن سفيان ثنا حبان أنبأ عبد الله أنبأ معمر حدثني ثمامة بن عبد الله بن أنس سمع أنس بن مالك رضي الله عنه يقول : لما طعن حرام بن ملحان وكان خاله يوم بئر معونة فقال بالدم هكذا ينضحه على وجهه ورأسه ثم قال فزت ورب الكعبة رواه البخاري في الصحيح عن حبان
18604 -
أخبرنا أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أنبأ أبو عبد الله الصوفي ثنا خلف هو بن سالم المخرمي ثنا أبو أسامة ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها : استأذن أبو بكر رضي الله عنه النبي صلى الله عليه و سلم في الخروج من مكة فذكر الحديث في الهجرة وتبعهما عامر بن فهيرة قال فقتل عامر بن فهيرة يوم بئر معونة وأسر عمرو بن أمية الضمري فقال له عامر بن الطفيل من هذا وأشار إلى قتيل فقال له عمرو بن أمية هذا عامر بن فهيرة فقال لقد رأيته بعد ما قتل رفع إلى السماء حتى أني لأنظر إلى السماء بينه وبين الأرض قال فأتى النبي صلى الله عليه و سلم خبرهم فنعاهم وقال إن أصحابكم أصيبوا وإنهم قد سالوا ربهم فقالوا ربنا أخبر عنا إخواننا بما رضينا عنك ورضيت عنا قال فأخبرهم عنهم قال وأصيب منهم يومئذ عروة بن أسماء بن الصلت سمي به عروة ومنذر بن عمر وسمي به منذر رواه البخاري في الصحيح عن عبيد بن إسماعيل عن أبي أسامة وجعل آخر الحديث من قول عروة
18605 -
أخبرنا أبو نصر محمد بن علي بن محمد الفقيه ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عمرو الحرشي ثنا سعيد بن منصور ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا يزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك رواه مسلم في الصحيح عن سعيد بن منصور وغيره 47
باب الرخصة في الإعطاء في الفداء ونحوه للضرورة 18606 - أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا مسدد ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن عمران بن حصين رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه و سلم فدى رجلا برجلين أخرجه مسلم في الصحيح كما مضى ومضى حديث سلمة بن الأكوع في المرأة التي استوهبها رسول الله صلى الله عليه و سلم منه وبعث بها إلى مكة وفي أيديهم أسرى ففداهم بتلك المرأة
18607 -
حدثنا أبو سعيد محمد بن منصور الرئيس الجرجاني أنبأ أبو أحمد محمد بن أحمد العبدي أنبأ أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي ثنا محمد بن كثير أنبأ سفيان عن منصور ح وأخبرنا أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا جرير عن منصور عن أبي وائل عن أبي موسى رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : اطعموا الجائع وفكوا العاني وعودوا المريض قال سفيان والعاني الأسير رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن كثير وعن قتيبة عن جرير
18608 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن السقاء وأبو الحسن علي بن محمد المقرئ قالا أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا عمرو بن مرزوق ثنا زهير عن مطرف عن عامر عن أبي جحيفة قال : قلت لعلي رضي الله عنه يا أمير المؤمنين هل عندكم من الوحي شيء قال لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما أعلمه إلا فهما يعطيه الله عز و جل رجلا وما في الصحيفة قلت وما في الصحيفة قال العقل وفكاك الأسير ولا يقتل مؤمن بقتل مشرك وقال زهير فقلت لمطرف وما فكاك الأسير قال أن يفك من العدو وجرت بذلك السنة قال مطرف العقل العقلة رواه البخاري في الصحيح عن أحمد بن يونس عن زهير بن معاوية 48
باب الهدنة على أن يرد الإمام من جاء بلده مسلما من المشركين 18609 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر أحمد بن سلمان بن الحسن ثنا أحمد بن محمد بن عيسى ثنا أبو حذيفة ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن البراء رضي الله عنه قال : صالح النبي صلى الله عليه و سلم المشركين يوم الحديبية على ثلاثة أشياء على أن من أتاه من المشركين رده إليهم ومن أتاهم من المسلمين لم يردوه وعلى أن يدخلها من قابل فيقيم بها ثلاثة أيام ولا يدخلها إلا بجلبان السلاح السيف والقوس ونحوه فجاء أبو جندل يحجل في قيوده فرده إليهم رواه البخاري في الصحيح عن أبي حذيفة
18610 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا هدبة بن خالد ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لما صالح قريشا يوم الحديبية قال لعلي رضي الله عنه اكتب بسم الله الرحمن الرحيم فقال سهيل بن عمرو عمرو لا نعرف الرحمن الرحيم اكتب باسمك اللهم فقال النبي صلى الله عليه و سلم لعلي رضي الله عنه اكتب باسمك اللهم فقال النبي صلى الله عليه و سلم لعلي رضي الله عنه اكتب هذا ما صالح عليه محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال سهيل بن عمرو لو نعلم أنك رسول الله صلى الله عليه و سلم لصدقناك ولم نكذبك اكتب اسمك واسم أبيك فقال النبي صلى الله عليه و سلم لعلي رضي الله عنه اكتب محمد بن عبد الله وكتب من أتانا منكم رددناه عليكم ومن أتاكم منا تركناه عليكم فقالوا يا رسول الله نعطيهم هذا قال من أتاهم منا فأبعده الله ومن اتانا منهم فرددناه عليهم جعل الله عز و جل له فرجا ومخرجا أخرجه مسلم في الصحيح من حديث عفان عن حماد بن سلمة
18611 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق حدثني الزهري عن عروة عن مروان والمسور بن مخرمة : في قصة الحديبية وخروج سهيل بن عمرو إلى النبي صلى الله عليه و سلم وأنه لما انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم جرى بينهما القول حتى وقع الصلح على أن توضع الحرب بينهما عشر سنين وأن يأمن الناس بعضهم من بعض وأن يرجع عنهم عامهم ذلك حتى إذا كان العام المقبل قدمها خلوا بينه وبين مكة فأقام بها ثلاثا وأن لا يدخلها إلا بسلاح الراكب والسيوف في القرب وأنه من أتانا من أصحابك بغير إذن وليه لم نرده عليكم وأنه من أتاكم منا بغير إذن وليه رددته علينا وذكر الحديث في كتبة الصحيفة قال فإن الصحيفة لتكتب إذ طلع أبو جندل بن سهيل بن عمرو يرسف في الحديد وقد كان أبوه حبسه فأفلت فلما رآه سهيل قام إليه فضرب وجهه وأخذ بلبته فتله وقال يا محمد قد ولجت القضية بيني وبينك قبل أن يأتيك هذا قال صدقت وصاح أبو جندل بأعلى صوته يا معشر المسلمين أأرد إلى المشركين يفتنوني في ديني فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لأبي جندل أبا جندل اصبر واحتسب فإن الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجا ومخرجا إنا قد صالحنا هؤلاء القوم وجرى بيننا وبينهم العهد وإنا لا نغدر فقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه يمشي إلى جنب أبي جندل وأبوه يتله وهو يقول أبا جندل أصبر واحتسب فإنما هم المشركون وإنما دم أحدهم دم كلب وجعل عمر رضي الله عنه يدني منه قائم السيف فقال عمر رضي الله عنه رجوت أن يأخذه فيضرب به أباه فضن بأبيه ثم ذكر الحديث في التحلل من العمرة والرجوع قالا ولما قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة واطمأن بها أفلت إليه أبو بصير عتبة بن أسيد بن جارية الثقفي حليف بني زهرة فكتب إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فيه الأخنس بن شريق والأزهر بن عبد عوف وبعثا بكتابهما مع مولى لهما ورجل من بني عامر بن لؤي استأجراه ليرد عليهما صاحبهما أبا بصير فقدما على رسول الله صلى الله عليه و سلم فدفعا إليه كتابهما فدعا رسول الله صلى الله عليه و سلم أبا بصير فقال له يا أبا بصير إن هؤلاء القوم قد صالحونا على ما قد علمت وإنا لا نغدر فالحق بقومك فقال يا رسول الله تردني إلى المشركين يفتنوني في ديني ويعبثون بي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم اصبر يا أبا بصير واحتسب فإن الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين من المؤمنين فرجا ومخرجا قال فخرج أبو بصير وخرجا حتى إذا كانوا بذي الحليفة جلسوا إلى سور جدار فقال أبو بصير للعامري أصارم سيفك هذا يا أخا بني عامر قال نعم قال أنظر إليه قال إن شئت فاستله فضرب به عنقه وخرج المولى يشتد فطلع على رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو جالس في المسجد فلما رآه رسول الله صلى الله عليه و سلم قال هذا رجل قد رأى فزعا فلما انتهى إليه قال ويحك ما لك قال قتل صاحبكم صاحبي فما برح حتى طلع أبو بصير متوشحا السيف فوقف على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله وفت ذمتك وأدى الله عنك وقد امتنعت بنفسي عن المشركين أن يفتنوني في ديني وأن يعبثوا بي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ويل أمه محش حرب لو كان معه رجال فخرج أبو بصير حتى نزل بالعيص وكان طريق أهل مكة إلى الشام فسمع به من كان بمكة من المسلمين وبما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فيه فلحقوا به حتى كان في عصبة من المسلمين قريب من الستين أو السبعين فكانوا لا يظفرون برجل من قريش إلا قتلوه ولا تمر عليهم عير إلا اقتطعوها حتى كتبت فيها قريش إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم يسألونه بأرحامهم لما آواهم فلا حاجة لنا بهم ففعل رسول الله صلى الله عليه و سلم فقدموا عليه المدينة
18612 -
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ أبو بكر بن عتاب العبدي ثنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة ثنا بن أبي أويس أنبأ إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة فذكر هذه القصة قال فيها فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ويل أمه مسعر حرب لو كان معه أحد وجاء أبو بصير بسلبه إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال خمس يا رسول الله قال إني إذا خمسته لم أوف لهم بالذي عاهدتهم عليه ولكن شأنك بسلب صاحبك واذهب حيث شئت فخرج أبو بصير معه خمسة نفر كانوا قدموا معه من المسلمين من مكة حتى كانوا بين العيص وذي المروة من أرض جهينة على طريق عيرات قريش مما يلي سيف البحر لا يمر بهم عير لقريش إلا أخذوها وقتلوا أصحابها وانفلت أبو جندل بن سهيل بن عمرو في سبعين راكبا أسلموا وهاجروا فلحقوا بأبي بصير وكرهوا أن يقدموا على رسول الله صلى الله عليه و سلم في هدنة المشركين ثم ذكر ما بعده بمعنى ما تقدم وأتم منه 49
باب نقض الصلح فيما لا يجوز وهو ترك رد النساء إن كن دخلن في الصلح 18613 - أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا عبيد بن شريك ثنا يحيى ثنا الليث عن عقيل عن بن شهاب أنه قال بلغنا أنه : قاضى رسول الله صلى الله عليه و سلم مشركي قريش على المدة التي جعل بينه وبينهم يوم الحديبية أنزل الله فيما قضى به بينهم فأخبرني عروة بن الزبير أنه سمع مروان بن الحكم والمسور بن مخرمة يخبران عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لما كاتب سهيل بن عمرو يومئذ كان فيما اشترط سهيل بن عمرو على رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه لا يأتيك منا أحد وإن كان على دينك إلا رددته إلينا فخليت بيننا وبينه فكره المؤمنون ذلك وألغطوا به أو قال كلمة أخرى قال الإمام أحمد رحمه الله لم يقم شيخنا هذه الكلمة ورايته في نسخة وامتعظوا وأبى سهيل إلا ذلك فكاتبه رسول الله صلى الله عليه و سلم ورد يومئذ أبا جندل إلى أبيه سهيل بن عمرو ولم يأته أحد من الرجال إلا رده في تلك المدة وأن كان مسلما وجاءت المؤمنات وكانت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط ممن خرج إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم يومئذ وهي عاتق فجاء أهلها يسألون رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يرجعها إليهم فلم يرجعها إليهم لما أنزل الله فيهن إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهن فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن قال عروة فأخبرتني عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يمتحنهن بهذه الآية يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن الآية قال عروة قالت عائشة رضي الله عنها فمن أقر بهذا الشرط منهن قال لها رسول الله صلى الله عليه و سلم قد بايعتك كلاما يكلمها به والله ما مست يده يد امرأة قط في المبايعة ما بايعهن إلا بقوله رواه البخاري في الصحيح عن يحيى بن بكير
18614 -
أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن عبيد أن محمد بن ثور حدثهم عن معمر عن الزهري عن عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة قال : خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم زمن الحديبية فذكر الحديث بمعنى ما مضى زاد ثم جاء نسوة مؤمنات مهاجرات الآية فنهاهم الله أن يردوهن وأمرهم أن يردوا الصداق
18615 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق حدثني الزهري قال : دخلت على عروة بن الزبير وقد كتب إليه بن أبي هنيد يسأله عن قول الله عز و جل { إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن } فكتب إليه عروة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان صالح أهل الحديبية وشرط لهم أنه من أتاه بغير إذن وليه رده عليهم فلما هاجر المسلمات إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم أمره الله بامتحانهن فإن كن جئن رغبة في الإسلام لم يردهن عليهم قال الله عز و جل فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار فحبس رسول الله صلى الله عليه و سلم النساء ورد الرجال
18616 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس عن محمد بن إسحاق قال حدثني الزهري وعبد الله بن أبي بكر قالا : هاجرت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم عام الحديبية فجاء أخواها الوليد وفلان ابنا عقبة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم يطلبانها فأبى أن يردها عليهما وقد مضى في رواية معمر عن الزهري في صلح حديبية فقال سهيل على أن لا يأتيك منا رجل وإن كان على دينك إلا رددته إلينا وفي ذلك دلالة على أن النساء لم يدخلن في هذا الشرط 50
باب من جاء من عبيد أهل الهدنة مسلما 18617 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أحمد بن محمد النسوي ثنا حماد بن شاكر ثنا محمد بن إسماعيل حدثني إبراهيم بن موسى أنبأ هشام عن بن جريج قال قال عطاء عن بن عباس رضي الله عنهما : وإن هاجر عبد أو امة للمشركين أهل العهد لم يردوا وردت أثمانهم أخرجه محمد في الصحيح 51
باب من جاء من عبيد أهل الحرب مسلما 18618 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو عبد الله بن قانع قاضي الحرمين ببغداد أنبأ أبو شعيب عبد الله بن الحسن الحراني ثنا عبد العزيز بن يحيى الحراني ثنا محمد بن سلمة الحراني عن محمد بن إسحاق عن أبان بن صالح عن منصور بن المعتمر عن ربعي بن حراش عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : خرج عبدان إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم الحديبية قبل الصلح فكتب إليه مواليهم قالوا يا محمد والله ما خرجوا إليك رغبة في دينك وإنما خرجوا هربا من الرق فقال ناس صدقوا يا رسول الله ردهم إليهم فغضب رسول الله صلى الله عليه و سلم وقال ما أراكم تنتهون يا معشر قريش حتى يبعث الله عليكم من يضرب رقابكم على هذا وأبى أن يردهم وقال هم عتقاء الله عز و جل
18619 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق عن عبد الله بن المكدم الثقفي قال : لما حاصر رسول الله صلى الله عليه و سلم أهل الطائف خرج إليه رقيق من رقيقهم أبو بكرة وكان عبدا للحارث بن كلدة والمنبعث ويحنس ووردان في رهط من رقيقهم فأسلموا فلما قدم وفد أهل الطائف على رسول الله صلى الله عليه و سلم فأسلموا قالوا يا رسول الله رد علينا رقيقنا الذين أتوك فقال لا أولئك عتقاء الله عز و جل ورد على كل رجل ولاء عبده فجعله إليه هذا منقطع
18620 -
وقد أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى السكري ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا سعدان بن نصر ثنا أبو معاوية عن الحجاج عن الحكم عن مقسم عن بن عباس رضي الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم اعتق من خرج إليه يوم الطائف من عبيد المشركين
18621 -
وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إسماعيل القاضي ثنا حجاج بن منهال وسليمان بن حرب قالا ثنا حماد بن سلمة عن الحجاج عن الحكم عن مقسم عن بن عباس رضي الله عنهما : أن أربعة اعبد وثبوا إلى النبي صلى الله عليه و سلم زمن الطائف فأعتقهم
18622 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الوليد الفقيه ثنا عبد الله بن محمد ثنا أبو كريب ثنا حفص بن غياث ثنا الحجاج عن الحكم عن مقسم عن بن عباس رضي الله عنهما : أن عبدين خرجا من الطائف فأسلما فاعتقهما رسول الله صلى الله عليه و سلم أحدهما أبو بكرة
18623 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أحمد بن محمد النسوي ثنا حماد بن شاكر ثنا محمد بن إسماعيل حدثني إبراهيم بن موسى أنبأ هشام عن بن جريج قال قال عطاء عن بن عباس رضي الله عنهما قال : وإن هاجر عبد منهم يعني أهل الحرب أو أمة فهما حران ولهما ما للمهاجرين أخرجه البخاري في الصحيح 52
باب ما يستدل به على أنه إنما أعتقهم بالإسلام والخروج من بلاد منصوب عليها الحرب 18624 - أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ محمد بن أيوب أنبأ قتيبة بن سعيد ثنا الليث عن أبي الزبير عن جابر رضي الله عنه قال : جاء عبد فبايع النبي صلى الله عليه و سلم على الهجرة ولم يشعر أنه عبد فجاء سيده يريده فقال له النبي صلى الله عليه و سلم بعنيه فاشتراه بعبدين أسودين ثم لم يبايع أحدا بعد حتى يسأله أعبد هو رواه مسلم في الصحيح عن قتيبة وغيره قال الشافعي رحمه الله ولو كان الإسلام يعتقه لم يشتر منه حرا ولكنه أسلم غير خارج من بلاد منصوب عليها الحرب 53
باب الوفاء بالعهد إذا كان العقد مباحا وما ورد من التشديد في نقضه (
قال الله تبارك وتعالى يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود 18625 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان العامري ثنا عبد الله بن نمير عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كان فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها إذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا وعد أخلف وإذا خاصم فجر رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن عبد الله بن نمير عن أبيه وأخرجاه من حديث الثوري عن الأعمش
18626 -
أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا القعنبي عن مالك عن عبد الله بن دينار عن بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ح وأخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا محمد بن عمرو كشمرد ثنا يحيى بن يحيى أنبأ إسماعيل بن جعفر عن عبد الله بن دينار أنه سمع عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن الغادر ينصب له لواء يوم القيامة فيقال هذه غدرة فلان هذا لفظ حديث إسماعيل وفي رواية مالك إن الغادر ينصب له لواء يوم القيامة فيقال هذه غدرة فلان بن فلان رواه البخاري في الصحيح عن القعنبي ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى
18627 -
أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا حفص بن عمر النمري ثنا شعبة عن أبي الفيض عن سليم بن عامر رجل من حمير قال : كان بين معاوية وبين الروم عهد وكان يسير نحو بلادهم حتى إذا انقضى العهد غزاهم فجاء رجل على فرس أو برذون وهو يقول الله أكبر الله أكبر وفاء لا غدر فنظروا فإذا عمرو بن عبسة رضي الله عنه فأرسل إليه معاوية رضي الله عنه فسأله فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من كان بينه وبين قوم عهد فلا يشد عقدة ولا يحلها حتى ينقضي أمدها أو ينبذ إليهم على سواء فرجع معاوية
18628 -
وأخبرنا أبو الحسن المقرئ أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا حفص بن عمر ثنا شعبة عن أبي الفيض عن سليم بن عامر قال : كان بين معاوية وبين الروم عهد فذكره وكذلك رواه يحيى بن سعيد القطان ويحيى بن أبي بكير وأبو داود الطيالسي وسليمان بن حرب وجماعة عن شعبة
18629 -
حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا عيينة يعني بن عبد الرحمن بن جوشن عن أبيه عن أبي بكرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : من قتل معاهدا في غير كنهه حرم الله عليه الجنة
18630 -
أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق أنبأ أبو محمد عبد الله بن إسحاق بن الخرساني ثنا الحسن بن سلام ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو جعفر محمد بن علي الشيباني ثنا أحمد بن حازم الغفاري قالا ثنا عبيد الله بن موسى أنبأ بشير بن مهاجر عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ما نقض قوم العهد قط إلا كان القتل بينهم ولا ظهرت الفاحشة في قوم قط إلا سلط الله عليهم الموت ولا منع قوم الزكاة إلا حبس الله عنهم القطر خالفه الحسين بن واقد فرواه عن عبد الله بن بريدة عن بن عباس رضي الله عنهما من قوله أتم منه وروي في ذلك عن بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم
18631 -
أخبرنا أبو الخير جامع بن أحمد بن محمد بن مهدي الوكيل أنبأ أبو طاهر المحمد اباذي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا أبو هلال عن قتادة عن أنس رضي الله عنه قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له 54
باب لا يوفى من العهود بما يكون معصية 18632 - استدلالا بما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني مالك بن أنس عن طلحة بن عبد الملك الأيلي عن القاسم بن محمد عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه و سلم عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال : من نذر أن يطيع الله فليطعه ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه رواه البخاري في الصحيح عن أبي نعيم وغيره عن مالك قال الشافعي رحمه الله وأسر المشركون امرأة من الأنصار وأخذوا ناقة للنبي صلى الله عليه و سلم فانفلتت الأنصارية على ناقة النبي صلى الله عليه و سلم فنذرت إن نجاها الله عليها أن تنحرها فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم فقال لا نذر في معصية ولا فيما لا يملك بن آدم
18633 -
أخبرناه أبو زكريا بن أبي إسحاق ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ عبد الوهاب بن عبد المجيد ثنا أيوب عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن عمران بن حصين فذكر : معناه أخرجه مسلم كما مضى قال الشافعي وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فليأت الذي هو خير وليكفر عن يمينه
18634 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا الأسفاطي يعني العباس بن الفضل ثنا إسماعيل بن أبي أويس ثنا عبد العزيز بن المطلب عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فليأت الذي هو خير وليكفر عن يمينه رواه مسلم في الصحيح عن زهير بن حرب عن إسماعيل بن أبي أويس قال الشافعي فاعلم أن طاعة الله أن لا يفي باليمين إذا كان غيرها خيرا وأن يكفر بما فرض الله من الكفارة وكل هذا يدل على أنه إنما يوفى بكل عقد نذر وعهد لمسلم أو مشرك كان مباحا لا معصية لله فيه 55
باب نقض أهل العهد أو بعضهم العهد 18635 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن داود بن سفيان حدثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم : في قصة بني النضير وما اجمعوا عليه من المكر بالنبي صلى الله عليه و سلم قال فلما كان الغد غدا عليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم بالكتائب فحصرهم فقال لهم إنكم والله لا تأمنون عندي إلا بعهد تعاهدوني عليه فأبوا أن يعطوه عهدا فقاتلهم يومهم ذلك ثم غدا على بني قريظة بالكتائب وترك بني النضير ودعاهم إلى أن يعاهدوه فعاهدوه فانصرف عنهم وغدا إلى بني النضير بالكتائب فقاتلهم حتى نزلوا على الجلاء فهذا عهد بني قريظة
18636 -
وأما نقضهم العهد ففيما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق قال وحدثني يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير قال وحدثني يزيد بن زياد عن محمد بن كعب القرظي وعثمان بن يهوذا أحد بني عمرو بن قريظة عن رجال من قومه قالوا : كان الذين حزبوا الأحزاب نفر من بني النضير ونفر من بني وائل وكان من بني النضير حيي بن أخطب وكنانة بن الربيع بن أبي الحقيق وأبو عمار ومن بني وائل حي من الأنصار من أوس الله وحوح بن عمرو ورجال منهم خرجوا حتى قدموا على قريش فدعوهم إلى حرب رسول الله صلى الله عليه و سلم فنشطوا لذلك ثم ذكر القصة في خروج أبي سفيان بن حرب والأحزاب قال وخرج حيي بن أخطب حتى أتى كعب بن أسد صاحب عقد بني قريظة وعهدهم فلما سمع به كعب أغلق حصنه دونه فقال ويحك يا كعب افتح لي حتى ادخل عليك فقال ويحك يا حيي إنك امرؤ مشؤوم وإنه لا حاجة لي بك ولا بما جئتني به إني لم أر من محمد إلا صدقا ووفاء وقد وادعني موادعة فدعني وارجع عني فقال والله إن غلقت دوني إلا عن خشيتك أن آكل معك منها فاحفظه ففتح له فلما دخل عليه قال له ويحك يا كعب جئتك بعز الدهر بقريش معها قادتها حتى أنزلتها برومة وجئتك بغطفان على قادتها وسادتها حتى انزلتها إلى جانب أحد جئتك ببحر طام لا يرده شيء فقال جئتني والله بالذل ويلك فدعني وما أنا عليه فإنه لا حاجة لي بك ولا بما تدعوني إليه فلم يزل حيي بن أخطب يفتله في الذروة والغارب حتى أطاع له وأعطاه حيي العهد والميثاق لئن رجعت قريش وغطفان قبل أن يصيبوا محمدا لأدخلن معك في حصنك حتى يصيبني ما أصابك فنقض كعب العهد وأظهر البراءة من رسول الله صلى الله عليه و سلم وما كان بينه وبينه قال بن إسحاق حدثني عاصم بن عمر بن قتادة قال لما بلغ رسول الله صلى الله عليه و سلم خبر كعب ونقض بني قريظة بعث إليهم سعد بن عبادة وسعد بن معاذ وخوات بن جبير وعبد الله بن رواحة ليعلموا خبرهم فلما انتهوا إليهم وجدوهم على أخبث ما بلغهم قال بن إسحاق حدثني عاصم بن عمر بن قتادة عن شيخ من بني قريظة فذكر قصة سبب إسلام ثعلبة وأسيد ابني سعية وأسد بن عبيد ونزولهم عن حصن بني قريظة وإسلامهم وخرج في تلك الليلة فيما زعم بن إسحاق عمرو بن سعدي القرظي فمر بحرس رسول الله صلى الله عليه و سلم وعليه محمد بن مسلمة تلك الليلة فلما رآه قال من هذا قال أنا عمرو بن سعدي وكان عمرو قد أبى أن يدخل مع بني قريظة في غدرهم وقال لا أغدر بمحمد أبدا فقال محمد بن مسلمة حين عرفه اللهم لا تحرمني عثرات الكرام ثم خلى سبيله فخرج حتى بات في مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم تلك الليلة ثم ذهب فلم يدر أين ذهب من الأرض فذكر شأنه لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ذلك رجل نجاه الله بوفائه وذكر موسى بن عقبة في هذه القصة أن حييا لم يزل بهم حتى شأمهم فاجتمع ملؤهم على الغدر على أمر رجل واحد غير أسد وأسيد وثعلبة خرجوا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم
18637 -
أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن يحيى بن فارس ثنا عبد الرزاق أنبأ بن جريج عن موسى بن عقبة عن نافع عن بن عمر رضي الله عنهما أن : يهود النضير وقريظة حاربوا رسول الله صلى الله عليه و سلم فأجلى رسول الله صلى الله عليه و سلم بني النضير وأقر قريظة ومن عليهم حتى حاربت قريظة بعد ذلك فقتل رجالهم وقسم نساءهم وأموالهم وأولادهم بين المسلمين إلا بعضهم لحقوا برسول الله صلى الله عليه و سلم فأمنهم وأسلموا أخرجاه في الصحيح كما مضى قال الشافعي رحمه الله وكذلك أن نقض رجل منهم فقاتل كان للإمام قتال جماعتهم قد أعان على خزاعة وهم في عقد النبي صلى الله عليه و سلم ثلاثة نفر من قريش فشهدوا قتالهم فغزا النبي صلى الله عليه و سلم قريشا عام الفتح بغدر النفر الثلاثة وترك الباقين معونة خزاعة وإيوائهم من قاتل خزاعة
18638 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق قال حدثني الزهري عن عروة بن الزبير عن مروان بن الحكم والمسور بن مخرمة أنهما حدثاه جميعا قالا : كان في صلح رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم الحديبية بينه وبين قريش أنه من شاء أن يدخل في عقد محمد وعهده دخل ومن شاء أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فتواثبت خزاعة فقالوا نحن ندخل في عقد محمد وعهده وتواثبت بنو بكر فقالوا نحن ندخل في عقد قريش وعهدهم فمكثوا في تلك الهدنة نحو السبعة أو الثمانية عشر شهرا ثم إن بني بكر الذين كانوا دخلوا في عقد قريش وعهدهم وثبوا على خزاعة الذين دخلوا في عقد رسول الله صلى الله عليه و سلم وعهده ليلا بماء لهم يقال له الوتير قريب من مكة فقالت قريش ما يعلم بنا محمد وهذا الليل وما يرانا أحد فأعانوهم عليهم بالكراع والسلاح فقاتلوهم معهم للضغن على رسول الله صلى الله عليه و سلم وأن عمرو بن سالم ركب إلى رسول الله عندما كان من أمر خزاعة وبني بكر بالوتير حتى قدم المدينة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم يخبره الخبر وقد قال أبيات شعر فلما قدم على رسول الله صلى الله عليه و سلم أنشده إياها
(
اللهم إني ناشد محمدا ... حلف أبينا وأبيه الأتلدا )
(
كنا والدا وكنت ولدا ... ثمت أسلمنا ولم ننزع يدا )
(
فانصر رسول الله نصرا عتدا ... وادعوا عباد الله يأتوا مددا )
(
فيهم رسول الله قد تجردا ... ان سيم خسفا وجهه تربدا )
(
في فيلق كالبحر يجري مزبدا ... إن قريشا أخلفوك الموعدا )
(
ونقضوا ميثاقك المؤكدا ... وزعموا أن لست أدعو أحدا )
(
فهم أذل وأقل عددا ... قد جعلوا لي بكداء مرصدا )
(
هم بيتونا بالوتير هجدا ... فقتلونا ركعا وسجدا ) فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم نصرت يا عمرو بن سالم فما برح حتى مرت عنانة في السماء فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ان هذه السحابة لتستهل بنصر بني كعب وأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم الناس بالجهاز وكتمهم مخرجه وسأل الله أن يعمي عليهم قريش خبره حتى يبغتهم في بلادهم
18639 -
وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ أبو بكر بن عتاب العبدي ثنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة ثنا بن أبي أويس أنبأ إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة قال : ثم إن بني نفاثة من بني الديل أغاروا على كعب وهم في المدة التي بين رسول الله صلى الله عليه و سلم وبين قريش وكانت بنو كعب في صلح رسول الله صلى الله عليه و سلم وكانت بنو نفاثة في صلح قريش فأعانت بنو بكر بني نفاثة وأعانتهم قريش بالسلاح والرقيق واعتزلتهم بنو مدلج وأوفوا بالعهد قال ويذكرون أن ممن أعانهم صفوان بن أمية وشيبة بن عثمان وسهيل بن عمرو فأغارت بنو الدليل على بني عمرو وعامتهم زعموا أن النساء والصبيان وضعفاء الرجال فأثخنوهم وقتلوا منهم حتى أدخلوهم دار بديل بن ورقاء بمكة قال فخرج ركب من بني كعب حتى أتوا رسول الله صلى الله عليه و سلم وذكروا له الذي أصابهم وما كان من قريش عليهم في ذلك والذي أعانوا به عليهم ثم ذكر جهاز النبي صلى الله عليه و سلم ودخول أبي بكر رضي الله عنه عليه قال فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أتريد أن تخرج مخرجا قال نعم قال لعلك تريد بني الأصفر قال لا قال أفتريد أهل نجد قال لا قال فلعلك تريد قريشا قال نعم قال أليس بينك وبينهم مدة قال ألم يبلغك ما صنعوا ببني كعب وأذن رسول الله صلى الله عليه و سلم في الناس بالغزو وأما الحكم بين المعاهدين فقد مضى ذكره في كتاب الحدود والغصب وغيره 56
باب كراهية الدخول على أهل الذمة في كنائسهم والتشبه بهم يوم نيروزهم ومهرجانهم 18640 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر القطان ثنا أحمد بن يوسف السلمي ثنا محمد بن يوسف ثنا سفيان عن ثور بن يزيد عن عطاء بن دينار قال قال عمر رضي الله عنه : لا تعلموا رطانة الأعاجم ولا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم فإن السخطة تنزل عليهم
18641 -
وأخبرنا أبو بكر الفارسي أنبأ أبو إسحاق الأصفهاني ثنا أبو أحمد بن فارس ثنا محمد بن إسماعيل قال قال لي بن أبي مريم ثنا نافع بن يزيد سمع سليمان بن أبي زينب وعمرو بن الحارث سمع سعيد بن سلمة سمع أباه سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : اجتنبوا أعداء الله في عيدهم
18642 -
أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر القطان ثنا أحمد بن يوسف ثنا محمد بن يوسف قال ذكر سفيان عن عوف عن الوليد أو أبي الوليد عن عبد الله بن عمرو قال : من بنى ببلاد الأعاجم وصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت وهو كذلك حشر معهم يوم القيامة قال الشيخ الإمام رحمه الله قال الشيخ أبو سليمان رحمه الله بنى هو الصواب
18643 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا أبو أسامة ثنا عوف عن أبي المغيرة عن عبد الله بن عمرو قال : من بنى في بلاد الأعاجم وصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت وهو كذلك حشر معهم يوم القيامة وهكذا رواه يحيى بن سعيد وبن عدي وغندر وعبد الوهاب عن عوف عن أبي المغيرة عن عبد الله بن عمرو من قوله
18644 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا أبو أسامة عن حماد بن زيد عن هشام عن محمد بن سيرين قال : أتي علي رضي الله عنه بهدية النيروز فقال ما هذه قالوا يا أمير المؤمنين هذا يوم النيروز قال فاصنعوا كل يوم فيروز قال أبو أسامة كره أن يقول نيروز قال الشيخ وفي هذا كالكراهة لتخصيص يوم بذلك لم يجعله الشرع مخصوصا 74
كتاب الصيد والذبائح ( * - * بسم الله الرحمن الرحيم قال الله جل ثناؤه يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات وما علمتم من الجوارح مكلبين تعلمونهن مما علمكم الله فكلوا مما أمسكن عليكم 18645 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه ثنا محمد بن شاذان الجوهري ثنا معلى بن منصور ثنا بن أبي زائدة عن محمد بن إسحاق عن أبان بن صالح عن القعقاع بن حكيم عن سلمى أم أبي رافع عن أبي رافع قال : أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم بقتل الكلاب فقال الناس يا رسول الله ما أحل لنا من هذه الأمة التي أمرت بقتلها فأنزل الله عز و جل يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات وما علمتم من الجوارح مكلبين
18646 -
أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو الحسن علي بن محمد المصري ثنا محمد بن عمرو بن خالد ثنا أبي ثنا موسى بن أعين ح وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا أبو شعيب الحراني ثنا جدي ثنا موسى بن أعين عن إسماعيل بن أبي خالد عن المجالد عن الشعبي عن عدي بن حاتم قال قلت : يا رسول الله إن لي كلابا أصطاد بها فقال انظروا هذه الجوارح علموهن مما علمكم الله وكلوا مما أمسكن عليكم
18647 -
أخبرنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد الطرائفي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن بن عباس رضي الله عنهما : في قوله { وما علمتم من الجوارح } قال من الكلاب المعلمة والبازي وكل طير يعلم للصيد وفي قوله مكلبين قال يقول ضواري وروينا عن مجاهد أنه قال الجوارح الطير والكلاب وعن قتادة في قوله { مكلبين } قال يكالبون الصيد وروينا عن مجاهد في قوله تناله أيديكم قال يعني النبل ويقال أيديكم أيضا صغار الصيد الفراخ والبيض ورماحكم يقال كبار الصيد 1
باب الأكل مما أمسك عليك المعلم وإن قتل 18648 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم المزكي ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ جرير عن منصور عن إبراهيم عن همام بن الحارث عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال قلت : يا رسول الله إنا نرسل الكلاب المعلمة فيمسكن علي وأذكر اسم الله قال إذا أرسلت كلبك المعلم وذكرت اسم الله فكل قلت وإن قتلن قال وإن قتلن ما لم يشركها كلب ليس معها قلت له فإني أرمي بالمعراض الصيد فأصيب قال إذا رميت بالمعراض فخرق فكله وإن أصابه بعرضه فلا تأكله رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم وأخرجه البخاري من وجهين آخرين عن منصور
18649 -
أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه قال قرئ على أحمد بن محمد بن عيسى البرتي ثنا أبو نعيم ثنا زكريا عن الشعبي عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال : سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم عن صيد الكلب فقال ما أمسك عليك فكل فإن أخذه ذكاته وإن أصبت مع كلبك أو كلابك كلبا غيره فلا تأكل فإنما ذكرت أسم الله على كلبك ولم تذكره على كلاب غيرك رواه البخاري في الصحيح عن أبي نعيم وأخرجه مسلم من وجه آخر عن زكريا بن أبي زائدة
18650 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو سعيد بن أبي عمرو وقالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا عارم محمد بن الفضل ثنا سعيد بن يزيد ثنا علي بن الحكم البناني : أن نافع بن الأزرق سأل بن عباس رضي الله عنهما فقال يا بن عباس أرأيت إذا أرسلت كلبي فسميت فقتلت الصيد آكله قال نعم قال نافع يقول الله إلا ما ذكيتم تقول أنت وإن قتل قال ويحك يا بن الأزرق أرأيت لو أمسك علي سنور فأدركت ذكاته كان يكون علي بأس والله إني لأعلم في أي كلاب نزلت نزلت في كلاب بني نبهان من طيىء ويحك يا بن الأزرق وليكونن لك نبأ 2
باب المعلم يأكل من الصيد الذي قد قتل 18651 - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله ثنا سليمان بن حرب ثنا شعبة عن عبد الله بن أبي السفر عن الشعبي قال سمعت عدي بن حاتم رضي الله عنه قال : سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم عن المعراض فقال إذا أصاب بحده فكل وإذا أصاب بعرضه فقتل فإنه وقيذ فلا تأكل قال قلت إني أرسل كلبي قال إذا أرسلت كلبك وذكرت اسم الله فكل قال قلت فإن أكل قال فلا تأكل فإنما حبس على نفسه ولم يحبس عليك قال قلت أرسل كلبي وأجد معه كلبا آخر قال لا تأكل فإنما سميت على كلبك ولم تسم على الآخر رواه البخاري في الصحيح عن سليمان بن حرب وأخرجه مسلم من أوجه أخر عن شعبة
18652 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ أبو الحسن علي بن محمد المصري ثنا مالك بن يحيى أبو غسان ثنا يزيد بن هارون أنبأ زكريا بن أبي زائدة وعاصم الأحول عن الشعبي عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال : سألت النبي صلى الله عليه و سلم عن صيد المعراض فقال ما أصاب بحده فكل وما أصاب بعرضه فهو وقيذ وسألته عن صيد الكلب فقال إذا أرسلت كلبك وذكرت اسم الله وأمسك عليك فكل وإن أكل منه فلا تأكل وإن وجدت معه كلبا غير كلبك فخشيت أن يكون قد أخذه معه وقد قتله فلا تأكل فإنه إنما ذكرت اسم الله على كلبك ولم تذكره على غيره
18653 -
وأخبرنا أبو الحسين بن بشران أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا محمد بن عبيد الله بن يزيد ثنا إسحاق بن يوسف الأزرق ثنا زكريا عن الشعبي عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال : سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم عن صيد الكلب فقال ما أمسك عليك ولم يأكل منه فكله فإن أخذه ذكاته وإن وجدت عنده كلبا غيره فخشيت أن يكون أخذه معه وقد قتله فلا تأكله فإنك إنما ذكرت اسم الله على كلبك ولم تذكره على غيره وسألته عن صيد المعراض فقال ما أصبت بحده فكله وما أصبت بعرضه فهو وقيذ
18654 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو عمرو بن أبي جعفر ثنا عبد الله بن محمد ثنا الحسن بن عيسى أنبأ بن المبارك أنبأ عاصم عن الشعبي عن عدي بن حاتم رضي الله عنه أنه سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الصيد فقال : إذا أرسلت كلبك فاذكر اسم الله فإن أدركته ولم يقتل فاذبح واذكر اسم الله وإن أدركته قد قتل ولم يأكل فكل فقد أمسكه عليك فإن وجدته قد أكل منه فلا تطعم منه شيئا فإنما أمسكه على نفسه وذكر الحديث أخرجاه في الصحيح من حديث زكريا وعاصم ورواه مسلم عن يحيى بن أيوب عن بن المبارك
18655 -
أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب أنبا أبو بكر الإسماعيلي أخبرني المنيعي والحسن بن سفيان قالا ثنا أبو بكر هو بن أبي شيبة ثنا بن فضيل عن بيان عن الشعبي عن عدي رضي الله عنه قال : سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم قلت إنا قوم نصيد بهذه الكلاب قال إذا أرسلت كلابك المعلمة وذكرت اسم الله عليها فكل مما أمسكن عليك وان قتلن إلا أن يأكل الكلب فإن أكل فلا تأكل فإني أخاف أن يكون إنما أمسك على نفسه وإن خالطها كلاب من غيرها فلا تأكل رواه البخاري في الصحيح عن قتيبة وغيره عن محمد بن فضيل ورواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة
18656 -
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن الحارث الفقيه أنبأ أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان ثنا بن الجنيد ثنا أحمد بن حفص ثنا أبي ثنا إبراهيم بن طهمان عن الأعمش عن إبراهيم عن همام عن عدي رضي الله عنه قال قلت : يا رسول الله إن أكل منه قال إن أكل منه فلا تأكل فإنه ليس بمعلم
18657 -
أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبا الربيع قال قال الشافعي ويحتمل القياس أن يأكل وإن أكل منه الكلب وهذا قول بن عمر وسعد بن أبي وقاص وبعض أصحابنا وإنما تركنا هذا للأثر الذي ذكر الشعبي عن عدي بن حاتم رضي الله عنه : أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول فإن أكل فلا تأكل وإذا ثبت الخبر عن النبي صلى الله عليه و سلم لم يجز تركه لشيء قال الشيخ رحمه الله وأما الرواية فيه عن بن عمر
18658 -
فأخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا بن نمير عن عبيد الله عن نافع عن بن عمر رضي الله عنهما قال : إذا أرسل أحدكم كلبه المعلم وذكر اسم الله فليأكل مما أمسك عليه أكل منه أو لم يأكل وأما الرواية فيه عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه فقد ذكرها عنه مالك في الموطأ منقطعا
18659 -
وأخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الحسن السراج أنبأ أبو خليفة ثنا أبو عمر الحوضي عن شعبة عن عبد ربه بن سعيد عن بكير بن عبد الله عن سعد قال كل : وإن أكل نصفه يعني الكلب وهذا أيضا مرسل
18660 -
وقد أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم الأردستاني أنبأ أبو نصر العراقي ثنا سفيان بن محمد الجوهري ثنا علي بن الحسن الهلالي ثنا عبد الله بن الوليد ثنا سفيان عن بن أبي ذئب عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن رجل يقال له حميد بن مالك قال سألت سعدا قلت : إن لنا كلابا ضواري فيمسكن علينا ويأكلن ويبقين قال كل وإن لم يبقين إلا نصفه وهذا موصول وروي فيه عن علي وسلمان الفارسي وأبي هريرة رضي الله عنهم وروي عن بن عباس رضي الله عنه بخلاف أقاويلهم
18661 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا محمد بن بشر عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب أن سلمان الفارسي رضي الله عنه كان يقول : إذا أرسلت كلبك المعلم فأكل ثلثيه وبقي ثلثه فكل ما بقي وعن سعيد عن قتادة أن بن عباس رضي الله عنهما كان يكره ذلك ويقول لو كان معلما ما أكل وروي في إباحة أكله عن النبي صلى الله عليه و سلم إن صح الحديث
18662 -
أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن عيسى ثنا هشيم أنبأ داود بن عمرو عن بسر بن عبيد الله عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ثعلبة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه و سلم في صيد الكلب : إذا أرسلت كلبك وذكرت اسم الله فكل وإن أكل منه وكل ما ردت يدك أو قال كل ما ردت عليك يدك
18663 -
وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن المنهال الضرير ثنا يزيد بن زريع ثنا حبيب المعلم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده : أن أعرابيا يقال له أبو ثعلبة رضي الله عنه قال يا رسول الله إن لي كلابا مكلبة فأفتني في صيدها فقال النبي صلى الله عليه و سلم إذا كان لك كلاب مكلبة فكل مما أمسكن عليك قال ذكي أو غير ذكي قال وإن أكل منه قال وإن أكل منه هذا موافق لحديث داود بن عمرو إلا أن حديث أبي ثعلبة رضي الله عنه مخرج في الصحيحين من حديث ربيعة بن يزيد الدمشقي عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ثعلبة وليس فيه ذكر الأكل وحديث الشعبي عن عدي أصح من حديث داود بن عمرو الدمشقي ومن حديث عمرو بن شعيب والله أعلم وقد روى شعبة عن عبد ربه بن سعيد عن عمرو بن شعيب عن رجل من هذيل أنه سأل النبي صلى الله عليه و سلم عن الكلب يصطاد قال كل أكل أو لم يأكل فصار حديث عمرو بهذا معلولا 3
باب البزاة المعلمة إذا أكلت 18664 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا عبد الله بن نمير ثنا مجالد عن الشعبي عن عدي بن حاتم رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ما علمت من كلب أو باز ثم أرسلته وذكرت اسم الله فكل مما أمسك عليك قلت وإن قتل قال إذا قتله ولم يأكل منه شيئا فإنما أمسكه عليك فجمع بينهما في المنع إلا أن ذكر البازي في هذه الرواية لم يأت به الحفاظ الذين قدمنا ذكرهم عن الشعبي وإنما أتى به مجالد والله أعلم ويذكر عن سعيد بن المسيب عن سلمان الفارسي رضي الله عنه أنه قال إذا أرسلت كلبك أو بازك أو صقرك على الصيد فاكل منه فكل وإن أكل نصفه فهذا جمع بينهما في الإباحة ويذكر عن سعيد بن جبير عن بن عباس رضي الله عنهما قال إذا أكل الكلب فلا تأكل وإذا أكل الصقر فكل لأن الكلب تستطيع أن تضربه والصقر لا تستطيع فهذا فرق بينهما والله أعلم وفي حديث الثوري عن سالم الأفطس عن سعيد بن جبير قال إذا أكل البازي فلا تأكل وهذا بخلاف الأول وروي عن الربيع بن صبيح في البازي أو الصقر إذا أكل قال كرهه عطاء وعن عكرمة قال إذا أكل الباز والصقر فلا تأكل
18665 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن يوسف الرفاء أنبأ عثمان بن محمد بن بشر ثنا إسماعيل القاضي ثنا بن أبي أويس ثنا بن أبي الزناد عن أبيه عن الفقهاء الذين ينتهي إلى قولهم من أهل المدينة : كانوا يقولون ما قتل الكلب أو الصقر أو البازي المعلم فهو حلال وإن أكل منه 4
باب تسمية الله عند الإرسال 18666 - أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني الحسن هو بن سفيان ثنا حبان بن موسى أنبأ عبد الله أنبأ عاصم عن الشعبي عن عدي بن حاتم رضي الله عنه أنه سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الصيد قال : إذا أرسلت كلبك فاذكر اسم الله فإن أدركته لم يقتل فاذبح واذكر اسم الله وإن أدركته قد قتل ولم يأكل فقد أمسكه عليك فإن وجدته قد أكل منه فلا تطعم منه شيئا فإنما أمسك على نفسه فإن خالط كلبك كلاب فقتلن ولم يأكلن فلا تأكل منه فإنك لا تدري أيها قتل وإذا رميت سهمك فاذكر اسم الله وذكر الحديث رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن أيوب عن عبد الله بن المبارك وأخرجه البخاري من وجه آخر عن عاصم 5
باب من ترك التسمية وهو ممن تحل ذبيحته 18667 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا يوسف بن موسى ثنا سليمان بن حيان ومحاضر المعنى عن هشام بن عروة ح وأخبرنا أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني إبراهيم الخوزي ثنا يوسف ثنا أبو خالد الأحمر ومحاضر قال أبو خالد سمعت هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالوا : يا رسول الله إن ههنا أقواما حديث عهد بشرك يأتوننا بلحمان لا ندري يذكرون اسم الله عليها أم لا فقال النبي صلى الله عليه و سلم اذكروا اسم الله وكلوا رواه البخاري في الصحيح عن يوسف بن موسى عن أبي خالد سليمان بن حيان الأحمر وأخرجه أيضا من حديث محمد بن عبد الرحمن الطفاوي وأبي أسامة بن حفص عن هشام موصولا قال وتابعهم الدراوردي عن هشام قال الشيخ وتابعهم أيضا حاتم بن إسماعيل وعبد الرحيم بن سليمان ومسلمة بن قعنب ويونس بن بكير وعبد الله بن الحارث الجمحي وعبد الله بن عاصم كلهم عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها
18668 -
وأخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الوهاب أنبأ جعفر بن عون أنبأ هشام عن أبيه قال : كان ناس من أهل البادية يأتون بلحمان قد ذبحوها فسألوا رسول الله صلى الله عليه و سلم كيف يصنعون فقال سموا عليها اسم الله وكلوها وكذلك رواه مالك بن أنس وحماد بن سلمة عن هشام مرسلا دون ذكر عائشة بمعنى رواية من رواه موصولا
18669 -
أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ الحسين بن الحسن بن أيوب الطوسي ثنا أبو حاتم الرازي ثنا محمد بن يزيد ثنا معقل بن عبيد الله عن عمرو عن عكرمة عن بن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : المسلم يكفيه اسمه فإن نسي أن يسمي حين يذبح فليذكر اسم الله وليأكله كذا رواه مرفوعا ورواه غيره عن عمرو بن دينار عن جابر بن زيد عن عين وهو عكرمة عن بن عباس موقوفا
18670 -
أخبرناه أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة أنبأ أبو منصور العباس بن الفضل بن زكريا النضروي ثنا أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا سفيان عن عمرو عن جابر بن زيد عن عين عن بن عباس رضي الله عنهما : فيمن ذبح ونسي التسمية قال المسلم فيه اسم الله وإن لم يذكر التسمية
18671 -
وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو بكر الحميدي ثنا سفيان ثنا عمرو عن أبي الشعثاء وهو جابر بن زيد قال أخبرني عين عن بن عباس رضي الله عنه قال : إذا ذبح المسلم ونسي أن يذكر اسم الله فليأكل فإن المسلم فيه اسم من أسماء الله يعني بعين عكرمة
18672 -
وأخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو منصور النضروي ثنا أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا العباس بن الفضل ثنا خالد بن عبد الله عن يزيد بن أبي زياد عن عطاء عن بن عباس رضي الله عنهما قال : من ذبح فنسي أن يسمي فليذكر اسم الله عليه وليأكل ولا يدعه للشيطان إذا ذبح على الفطرة
18673 -
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد الماليني أنبأ أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ ثنا عبدان ثنا يحيى بن يزيد والحسن بن الحارث قالا ثنا أبو همام عن مروان بن سالم عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله أرأيت الرجل منا يذبح وينسى أن يسمي فقال النبي صلى الله عليه و سلم اسم الله على كل مسلم قال أبو أحمد عامة حديث مروان بن سالم مما لا يتابعه الثقات عليه قال الشيخ مروان بن سالم الجزري ضعيف ضعفه أحمد بن حنبل والبخاري وغيرهما وهذا الحديث منكر بهذا الإسناد
18674 -
وفيما روى أبو داود في المراسيل عن مسدد عن عبد الله بن داود عن ثور بن يزيد عن الصلت قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ذبيحة المسلم حلال ذكر اسم الله أو لم يذكر إنه إن ذكر لم يذكر إلا اسم الله أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد أنبأ أبو الحسين الفسوي ثنا أبو علي اللؤلؤي ثنا أبو داود فذكره 6 باب سبب نزول قول الله عز و جل ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه 18675 - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إسماعيل القاضي ثنا محمد بن أبي بكر ثنا عمران بن عيينة عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن بن عباس رضي الله عنهما قال : خاصمت اليهود النبي صلى الله عليه و سلم فقالت تأكل مما قتلنا ولا تأكل مما قتل الله فأنزل الله عز و جل ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه
18676 -
أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن كثير ثنا إسرائيل ثنا سماك عن عكرمة عن بن عباس رضي الله عنهما في قوله عز و جل : وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم قالوا يقولون ما ذبح الله فلا تأكلوه وما ذبحتم أنتم فكلوه فأنزل الله عز و جل ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه 7
باب الإرسال على الصيد يتوارى عنك ثم تجده مقتولا 18677 - فيما روى أبو داود السجستاني في المراسيل عن النفيلي عن زهير عن عطاء بن السائب عن عامر : أن أعرابيا أهدى لرسول الله صلى الله عليه و سلم ظبيا فقال من أين أصبت هذا قال رميته أمس فطلبته فأعجزني حتى أدركني المساء فرجعت فلما أصبحت اتبعت أثره فوجدته في غار أو في أحجار وهذا مشقصي فيه أعرفه قال بات عنك ليلة ولا آمن أن تكون هامة أعانتك عليه لا حاجة لي فيه
18678 -
وعن نصر بن علي عن جرير عن موسى بن أبي عائشة عن أبي رزين قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم بصيد فقال إني رميته من الليل فأعياني ووجدت سهمي فيه من الغد وقد عرفت سهمي فقال الليل خلق من خلق الله عز و جل عظيم لعله أعانك عليه شيء انبذها عنك أخبرنا بهما أبو بكر محمد بن محمد أنبأ أبو الحسن الفسوي ثنا أبو علي اللؤلؤي ثنا أبو داود فذكرهما
18679 -
وأخبرنا أبو الحسن أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا الباغندي ثنا قبيصة ثنا سفيان عن موسى بن أبي عائشة عن عبد الله بن أبي رزين عن أبي رزين عن النبي صلى الله عليه و سلم : إذا غاب عنك الصيد فصادفته وذكر هوام الأرض وأبو رزين هذا اسمه مسعود مولى شقيق بن سلمة وليس بأبي رزين مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم والحديث مرسل قاله البخاري
18680 -
أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن عبد الملك بن الحارث بن الرحيل حدثه أن عمرو بن ميمون حدثه عن أبيه أن أعرابيا أتى إلى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما وميمون عنده فقال أصلحك الله : إني أرمي الصيد فأصمي وأنمي فكيف ترى فقال بن عباس رضي الله عنهما كل ما أصميت ودع ما أنميت
18681 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عمرو بن مطر ثنا يحيى بن محمد ثنا عبيد الله بن معاذ ثنا أبي عن شعبة عن الحكم عن عبد الله بن أبي الهذيل قال : أمرني ناس من أهلي أن أسأل لهم عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عن أشياء فكتبتها في صحيفة فأتيته لأسأله فإذا عنده ناس يسألونه فسألوه حتى سألوه عن جميع ما في صحيفتي وما سألته عن شيء فسأله رجل أعرابي فقال إني مملوك أكون في إبل أهلي فيأتيني الرجل يستسقيني فأسقيه قال لا قال فإن خشيت أن يهلك قال فاسقه ما يبلغه ثم أخبر به أهلك قال فإني رجل أرمي فأصمي وأنمي قال ما أصميت فكل وما أنميت فلا تأكل قلت للحكم ما الإصماء قال الإقعاص قلت فما الإنماء قال ما توارى عنك وقد روي هذا من وجه آخر عن بن عباس رضي الله عنهما مرفوعا وهو ضعيف
18682 -
أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع بن سليمان قال : قال الشافعي ما أصميت ما قتلته الكلاب وأنت تراه وما أنميت ما غاب عنك مقتله قال الشافعي رحمه الله ولا يجوز عندي فيه إلا هذا إلا أن يكون جاء عن النبي صلى الله عليه و سلم شيء فإني أتوهمه فيسقط كل شيء خالف أمر النبي صلى الله عليه و سلم ولا يقوم معه رأي ولا قياس فإن الله قطع العذر لقوله صلى الله عليه و سلم قال الشيخ وهذا الذي توهمه الشافعي رحمه الله فيما
18683 -
أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني حمدان بن عمرو الموصلي ثنا غسان هو بن الربيع الموصلي ثنا ثابت هو بن يزيد ثنا عاصم عن الشعبي عن عدي بن حاتم رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : إذا أرسلت كلبك فسميت فأمسك عليك فقتل فكل فإن أكل منه فلا تأكل فإنما أمسك على نفسه وإذا خالط كلابا لم تذكر اسم الله عليها فأمسكن وقتلن فلا تأكل فإنك لا تدري أيها قتل وإن رميت الصيد فوجدته بعد يوم أو يومين ليس به إلا أثر سهمك فإن شئت أن تأكل فكل وإن وقع في الماء فلا تأكل رواه البخاري في الصحيح عن موسى بن إسماعيل عن ثابت بن يزيد
18684 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو عمرو بن أبي جعفر ثنا عبد الله بن محمد ثنا الحسن بن عيسى أنبأ بن المبارك أنبأ عاصم عن الشعبي عن عدي بن حاتم رضي الله عنه أنه : سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الصيد فذكر الحديث قال فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا رميت بسهمك فاذكر اسم الله فإن أدركته فكل إلا أن تجده قد وقع في ماء فإنك لا تدري الماء قتله أو سهمك فإن وجدته بعد ليلة أو ليلتين فلم تجد فيه أثرا غير أثر سهمك فشئت أن تأكل منه فكل رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن أيوب عن عبد الله بن المبارك وبمعناه رواه خالد الحذاء عن الشعبي قال البخاري وقال عبد الأعلى عن داود عن عامر عن عدي
18685 -
فذكر ما أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني أبو يعلى ثنا عبيد الله القواريري ثنا عبد الأعلى ثنا داود هو بن أبي هند عن عامر هو الشعبي عن عدي بن حاتم رضي الله عنه أنه قال : يا رسول الله إن أحدنا يرمي فيقتفي أثره اليوم واليومين فيجده ميتا وفيه سهمه أيأكل قال نعم ان شاء أو قال يأكل إن شاء
18686 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو الحسن علي بن محمد المصري ثنا سليمان بن شعيب ثنا عبد الرحمن بن زياد ثنا شعبة أخبرني عبد الملك بن ميسرة ح وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا محمد بن الفرج الأزرق ثنا أبو النضر ثنا شعبة عن عبد الملك بن ميسرة قال سمعت سعيد بن جبير يحدث عن عدي بن حاتم الطائي رضي الله عنه قال : يا رسول الله إني أرمي الصيد فاطلب الأثر بعد ليلة قال إذا رأيت أثر سهمك فيه لم يأكل منه سبع فكل قال شعبة فذكرت ذلك لأبي بشر فقال قال بن جبير عن عدي بن حاتم رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال إذا رأيت سهمك فيه لم تر فيه أثرا غيره وتعلم أنه قتله فكله
18687 -
وأخبرنا بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا أحمد بن علي الجزار ثنا علي بن الجعد الجوهري ثنا شعبة فذكره بنحوه إلا أنه قال قال شعبة فحدثت به أبا بشر فقال إنما قال سعيد بن جبير عن عدي بن حاتم رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم : إذا عرفت سهمك فيه ولم تر فيه أثر غيره وتعلم أنه قتله فكل
18688 -
وأخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة وهشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال قلت : يا رسول الله أرمي الصيد فأجده من الغد فيه سهمي قال إذا وجدت فيه سهمك وعلمت أنه قتله ولم تر فيه أثر سبع فكل
18689 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن جعفر القطيعي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا حماد بن خالد ثنا معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إذا رميت سهمك فغاب ثلاث ليال فأدركته فكل ما لم ينتن رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن مهران الرازي عن حماد بن خالد الخياط
18690 -
أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله بن يعقوب ثنا أحمد بن سهل بن بحر ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ح وأخبرنا أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ أبو محمد بن حيان ثنا بن أبي داود ثنا عبد الله بن نصر الأنطاكي قالا ثنا معن بن عيسى ثنا معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم : في الذي يدرك صيده بعد ثلاث قال يأكله إلا أن ينتن رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن أحمد بن أبي خلف عن معن
18691 -
أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن المنهال الضرير ثنا يزيد بن زريع ثنا حبيب المعلم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن أعرابيا يقال له أبو ثعلبة قال : يا رسول الله أفتني في قوسي قال كل ما ردت عليك قوسك قال ذكي وغير ذكي قال وإن تغيب عني قال وإن تغيب عنك ما لم يصل أو تجد فيه أثر غير سهمك قال أفتني في آنية المجوس إذا اضطررت إليها قال اغسلها وكل فيها
18692 -
أخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه أنبأ أبو محمد بن حيان الأصبهاني أنبأ بن أبي عاصم ثنا أبو موسى ثنا الأنصاري ثنا عبيد الله بن الأخنس حدثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن أبي ثعلبة رضي الله عنه قال قلت : يا رسول الله أفتني في قوسي قال كل ما ردت عليك قوسك قلت فإن توارى عني قال وإن توارى عنك بعد أن لا ترى فيه إلا أثر سهمك أو يصل قال أبو موسى يعني يتغير قال الشيخ رحمه الله وبلغني عن أبي سليمان الخطابي رحمه الله أنه قال قوله ما لم يصل فإنه يريد ما لم ينتن وتتغير ريحه يقال صل اللحم واصل لغتان وهذا على معنى الاستحباب دون التحريم لأن تغير ريحه لا يحرم أكله قال وقد روي أن النبي صلى الله عليه و سلم أكل أهالة سنخة وهي المتغيرة الريح
18693 -
أخبرناه أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي ثنا عباس بن محمد الدوري ثنا الحسن بن الأشيب ثنا شيبان بن عبد الرحمن عن قتادة عن أنس رضي الله عنه قال : لقد دعي رسول الله صلى الله عليه و سلم على خبز شعير وإهالة سنخة أخرجه البخاري من حديث هشام عن قتادة كما أخرجاه في كتاب الرهن وفي حديث البهزي في حمار الوحش العقير وفي الظبي الحاقف فيه سهم قد مضى في كتاب الحج وغيره
18694 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا أبو الربيع ومحمد بن أبي بكر قالا ثنا حماد بن زيد ثنا يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم عن عيسى بن طلحة عن عمير بن سلمة الضمري : أن النبي صلى الله عليه و سلم خرج حتى أتى الروحاء رأى حمارا عقيرا زاد محمد بن أبي بكر في حديثه في بعض أفنائها وقالا جميعا فقيل يا رسول الله هذا حمار عقير قال رسول الله صلى الله عليه و سلم دعوه فإن الذي أصابه سيجيء فجاء رجل من بهز قال يا رسول الله إني أصبت هذا فشأنكم به فأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم أبا بكر رضي الله عنه فقسمه بين الرفاق ثم سار حتى إذا كان بالإثابة بين العرج والرويثة إذا ظبي حاقف في ظل فيه سهم فأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم رجلا أن يقيم عنده حتى يجيز آخر الناس لا يعرض له
18695 -
وأخبرنا أبو الحسن المقرئ أنبأ الحسن بن محمد ثنا يوسف بن يعقوب ثنا محمد بن أبي بكر ثنا عبد الوهاب الثقفي قال سمعت يحيى بن سعيد يقول أخبرني محمد بن إبراهيم عن عيسى بن طلحة أن عمير بن سلمة الضمري أخبره عن البهزي : أن النبي صلى الله عليه و سلم خرج وهو محرم حتى إذا كان ببعض أفناء الروحاء إذا حمار وحش عقير فذكره القوم لرسول الله صلى الله عليه و سلم قال وذكر الحديث 8
باب الرجل يدرك صيده حيا أخبرنا 18696 - أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله بن يعقوب حدثني محمد بن النضر يعني الجارودي ثنا أبو همام الوليد بن شجاع ثنا علي بن مسهر عن عاصم عن الشعبي عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم : إذا أرسلت كلبك فاذكر اسم الله فإن أمسك عليك فأدركته حيا فاذبحه وإن أدركته قد قتل ولم يأكل منه فكله وإن وجدت مع كلبك كلبا غيره وقد قتل فلا تأكل فإنك لا تدري أيهما قتله وإن رميت سهمك فاذكر اسم الله وإن غاب عنك يوما فلم تجد فيه إلا أثر سهمك فكل إن شئت وإن وجدته غريقا في الماء فلا تأكل رواه مسلم في الصحيح عن الوليد بن شجاع 9
باب غير المعلم إذا أصاب صيدا 18697 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي وأبو عبد الرحمن السلمي قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني حيوة بن شريح أنه سمع ربيعة بن يزيد الدمشقي يقول سمعت أبا إدريس الخولاني يحدث أنه سمع أبا ثعلبة الخشني رضي الله عنه يقول : أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت يا رسول الله إن أرضنا أرض صيد أصيد بالكلب المكلب وبالكلب الذي ليس بمكلب فأخبرني ماذا يحل لنا مما يحرم علينا من ذلك فقال أما ما صاد كلبك المكلب فكل مما أمسك عليك واذكر اسم الله واما ما صاد كلبك الذي ليس بمكلب فأدركت ذكاته فكل منه وما لم تدرك ذكاته فلا تأكل منه رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن يزيد المقرئ عن حيوة ورواه مسلم عن أبي الطاهر عن بن وهب وقال عبد الله بن المبارك عن حيوة في هذا الحديث أصيد بكلبي المعلم وبكلبي الذي ليس بمعلم 10
باب المسلم يرسل كلبه المعلم على صيد فخالطه ما لم يرسله مسلم 18698 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني عبد الرحمن بن الحسن القاضي ثنا إبراهيم بن الحسين ثنا آدم بن أبي إياس ثنا شعبة ثنا عبد الله بن أبي السفر عن الشعبي عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال : سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الصيد فقلت أرسل كلبي فأجد مع كلبي كلبا آخر لا أدري أيهما أخذ فقال لا تأكله فإنك إنما سميت على كلبك ولم تسم على غيره رواه البخاري في الصحيح عن آدم وأخرجه مسلم من أوجه عن شعبة
18699 -
أخبرنا أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة عن الحكم عن الشعبي عن عدي رضي الله عنه قال قلت : يا رسول الله أرسل كلبي على الصيد فذكره أخرجه مسلم من حديث غندر عن شعبة
18700 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو عمرو بن أبي جعفر ثنا عبد الله بن محمد ثنا الحسن بن عيسى أنبأ بن المبارك أنبأ عاصم عن الشعبي عن عدي بن حاتم رضي الله عنه أنه : سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الصيد فذكر الحديث قال فيه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فإن خالط كلبك كلابا فقتلن ولم يأكلن فلا تأكل منه شيئا فإنك لا تدري أيها قتل رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن أيوب عن بن المبارك 11
باب من رمى صيدا أو طعنه أو أرسل كلبا فقطعه قطعتين أو قطع رأسه أو بطنه أو صلبه 18701 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو عتبة أحمد بن الفرج ثنا بقية بن الوليد حدثني الزبيدي حدثني يونس بن سيف حدثني أبو إدريس عائذ الله عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه قال : أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فقلت يا رسول الله إنا في أرض صيد فأرمي بقوسي فمنه ما أدرك ذكاته ومنه ما لا أدرك ذكاته وأرسل كلبي المكلب فمنه ما أدرك ذكاته ومنه ما لم أدرك ذكاته فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما ردت عليك قوسك وكلبك ويدك فكل ذكي وغير ذكي
18702 -
أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن عمرو بن شعيب حدثه أن مولى لشرحبيل بن حسنة حدثه أنه سمع عقبة بن عامر الجهني وحذيفة بن اليمان صاحبي رسول الله صلى الله عليه و سلم يقولان قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : حل ما ردت عليك قوسك 12
باب ما قطع من الحي فهو ميتة 18703 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن إسحاق أنبأ هاشم بن القاسم ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي واقد الليثي رضي الله عنه قال : لما قدم النبي صلى الله عليه و سلم المدينة والناس يجبون أسنمة الإبل ويقطعون أليات الغنم فقال النبي صلى الله عليه و سلم ما قطع من البهيمة وهي حية فهو ميتة 13
باب ما جاء في صيد المجوسي 18704 - أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق أنبأ أبو الحسن الطرائفي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن بن عباس رضي الله عنهما قال : كل من صيد أهل الكتاب ولا تأكل من صيد المجوس
18705 -
وأخبرنا أبو الحسن بن أبي المعروف الإسفرائيني بها أنبأ بشر بن أحمد أنبأ أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي ح وأنبأ أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ أبو محمد بن حيان حدثني الصوفي يعني أحمد بن الحسن بن عبد الجبار ثنا أبو مسلم أحمد بن علي المؤدب ثنا شريك عن حجاج عن القاسم بن أبي بزة عن سليمان اليشكري عن جابر رضي الله عنه قال : نهينا عن صيد كلب المجوسي وطائره ورواه أيضا وكيع عن شريك غير أن الحجاج بن أرطأة لا يحتج به والله أعلم ورواه يحيى بن أبي بكير عن شريك عن الحجاج بن أرطأة عن القاسم بن أبي بزة وأبي الزبير عن سليمان اليشكري عن جابر رضي الله عنه قال نهى عن ذبيحة المجوسي وصيد كلبه وطائره في هذا الإسناد من لا يحتج به والله أعلم 14
باب ما جاء في ذكاة ما لا يقدر على ذبحه إلا برمي أو سلاح 18706 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا سعيد بن عامر عن شعبة عن سعيد بن مسروق عن عباية بن رفاعة بن رافع بن خديج عن جده رافع بن خديج رضي الله عنه قال قلنا : يا رسول الله إنا لاقو العدو غدا ليس معنا مدى قال ما أنهر الدم وذكر اسم الله فكل ليس السن والظفر أما السن فعظم وأما الظفر فمدى الحبشة قال وأصاب رسول الله صلى الله عليه و سلم نهبا فند منها بعير فسعوا له فلم يستطيعوه فرماه رجل بسهم فحبسه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن لهذه الإبل أو قال النعم أوابد كأوابد الوحش فما عليكم بها فاصنعوا بها هكذا وتردى بعير في بئر فلم يستطيعوا أن ينحروه إلا من قبل شاكلته فاشترى منه بن عمر عشيرا بدرهمين وقال لنا أبو عبد الله وأبو سعيد في الفوائد تعشيرا أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح من حديث شعبة وغيره
18707 -
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا زائدة بن قدامة الثقفي ثنا سعيد بن مسروق الثوري عن عباية بن رفاعة بن رافع بن خديج عن جده رافع رضي الله عنه قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم بذي الحليفة من تهامة وقد جاع القوم فأصابوا إبلا وغنما فانتهى إليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم وقد نصبت القدور فأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بالقدور فاكفئت ثم قسم بينهم فعدل عشرا من الغنم ببعير قال فند بعير من أبل القوم وليس في القوم إلا خيل يسيرة فرماه رجل بسهم فحبسه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن لهذه الإبل أوابد كأوابد الوحش فما غلبكم منها فاصنعوا به هكذا وعن عباية عن رافع قال قلنا يا رسول الله إنا لاقوا العدو غدا وليس معنا مدى أفنذبح بالقصب فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما انهر الدم وذكرت اسم الله عليه فكل ما خلا السن والظفر وسأخبرك عن ذلك أما السن فعظم وأما الظفر فمدى الحبشة أخرجه مسلم في الصحيح من حديث زائدة
18708 -
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا الباغندي ثنا قبيصة ثنا سفيان عن أبيه عن عباية بن رفاعة بن رافع بن خديج عن رافع بن خديج رضي الله عنه قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم بذي الحليفة فأصاب الناس إبلا وغنما وذكر الحديث بنحوه قال عباية ثم إن ناضحا تردى بالمدينة فذبح من قبل شاكلته فأخذ منه بن عمر عشيرا بدرهمين رواه البخاري في الصحيح عن قبيصة حديث السن وأخرجاه بطوله من وجه آخر عن سفيان
18709 -
أخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه أنبا أبو محمد بن حيان الأصبهاني ثنا محمد بن يحيى ثنا أبو مروان ثنا عبد العزيز الدراوردي عن حرام عن عبد الرحمن ومحمد ابني جابر عن أبيهما أنه قال : مرت علينا بقرة ممتنعة نافرة لا تمر على أحد إلا نطحته وشدت عليه فخرجنا عليه نكدها حتى بلغنا الصماء ومعنا غلام قبطي لبني حرام ومعه مشتمل فشدت عليه لتنطحه فضربها أسفل من المنحر وفوق مرجع الكتف فركبت ردعها فلم يدرك لها ذكاة قال جابر فأخبرت رسول الله صلى الله عليه و سلم شأنها فقال إذا استوحشت الإنسية وتمنعت فإنه يحلها ما يحل الوحشية ارجعوا إلى بقرتكم وكلوها فرجعنا إليها فاجتزرناها
18710 -
أخبرنا الإمام أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الإسفرائيني أنبأ أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي ببغداد ثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي ثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي ثنا حماد بن سلمة عن أبي العشراء الدارمي عن أبيه أنه قال : يا رسول الله أما تكون الذكاة إلا في الحلق واللبة قال وأبيك لو طعنت في فخذها لأجزأ عنك قال الشيخ وهذا في المتردي وأشباهه
18711 -
أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم الأردستاني أنبأ أبو نصر العراقي ثنا سفيان بن محمد ثنا علي بن الحسن ثنا عبد الله بن الوليد ثنا سفيان عن خالد الحذاء عن عكرمة عن بن عباس رضي الله عنهما قال : ما أعجزك من البهائم فهو بمنزلة الصيد أن ترميه
18712 -
قال وحدثنا سفيان ثنا حبيب بن أبي ثابت قال : جاء رجل إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال إن بعيرا لي ند فطعنته برمح فقال أهد لي عجزه
18713 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الوهاب أنبأ جعفر بن عون أنبأ أبو عميس عن غضبان هو بن يزيد البجلي عن أبيه قال : قدم الناس الكوفة فأعرس رجل من الحي فاشترى جزورا فندت فذهبت ثم اشترى أخرى فخشي أن تند فعرقبها وذكر اسم الله فماتت فأتوا عبد الله رضي الله عنه فسألوه فأمرهم أن يأكلوا فوالله ما طابت أنفس الحي أن يأكلوا منها شيئا حتى جعلوا له منها بضعة ثم أتوه بها فأكل ورجع الحي إلى طعامهم فأكلوا 15
باب ما يذكى به 18714 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو زكريا بن أبي اسحاق وأبو بكر بن الحسن القاضي وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ سفيان بن عيينة عن بن سعيد بن مسروق وفي رواية أبي سعيد عن عمر بن سعيد بن مسروق عن أبيه عن عباية بن رفاعة عن رافع بن خديج رضي الله عنه قال قلت : يا رسول الله إنا لاقو العدو غدا وليست معنا مدى أنذكي بالليط فقال النبي صلى الله عليه و سلم ما أنهر الدم وذكر عليه اسم الله فكلوا إلا ما كان من سن أو ظفر فإن السن عظم من الإنسان والظفر مدى الحبش
18715 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن سهل بن بحر ثنا بن أبي عمر ثنا سفيان عن إسماعيل بن مسلم عن سعيد بن مسروق عن عباية بن رفاعة عن جده قال قلنا : يا رسول الله إنا لاقو العدو غدا وليس معنا مدى أفنذكي بالليط فقال ما انهر الدم وذكر اسم الله فكلوا إلا ما كان من ظفر أو سن فإن السن عظم من الإنسان والظفر مدى الحبش قال وأصبنا إبلا وغنما فكنا نعدل البعير بعشر من الغنم فند علينا بعير منها فرميناه بالنبل حتى وهضناه قال فسألنا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال إن لهذه الإبل أوابد كأوابد الوحش فإذا ند منها شيء فاصنعوا به ذلك وكلوا رواه مسلم في الصحيح عن بن أبي عمر
18716 -
أخبرنا أبو الحسن المقرئ أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ح وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبا محمد بن بكر ثنا أبو داود قالا ثنا مسدد ثنا أبو الأحوص ثنا سعيد بن مسروق عن عباية بن رفاعة عن أبيه عن جده رافع بن خديج رضي الله عنه قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت يا رسول الله إنا نلقى العدو غدا وليس معنا مدى فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أرن أو أعجل ما انهر الدم وذكر اسم الله عليه فكلوا ما لم يكن سن أو ظفر وسأحدثك عن ذلك أما السن فعظم وأما الظفر فمدى الحبشة وتقدم سرعان الناس فتعجلوا فأصابوا من المغانم ورسول الله صلى الله عليه و سلم في آخر الناس فنصبوا قدورا فمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بالقدور فأمر بها فأكفئت وقسم بينهم فعدل بعيرا بعشر شياه وند بعير من إبل القوم ولم يكن معهم خيل فرماه رجل بسهم فحبسه الله فقال النبي صلى الله عليه و سلم إن لهذه الإبل أوابد كاوابد الوحش وإذا فعل منها هذا فافعلوا به مثل هذه رواه البخاري في الصحيح عن مسدد كذا قال أبو الأحوص عن أبيه عن جده وسائر الرواة عن سعيد قالوا عن عباية عن جده وقد وافق حسان بن إبراهيم الكرماني أبا الأحوص على روايته
18717 -
أخبرناه أبو الحسن المقرئ أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا محمد بن أبي بكر ح وأخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبا علي بن الفضل بن محمد بن عقيل الخزاعي أنبأ أبو شعيب الحراني ثنا علي بن عبد الله قالا ثنا حسان بن إبراهيم الكرماني ثنا سعيد بن مسروق عن عباية بن رفاعة عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه و سلم : نحوه 16
باب الصيد يرمى فيقع على الأرض 18718 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق وعبد الله بن محمد قالا ثنا هناد بن السري ثنا عبد الله بن المبارك أنبأ حيوة بن شريح قال سمعت ربيعة بن يزيد الدمشقي يقول أخبرني أبو إدريس عائذ الله قال سمعت أبا ثعلبة الخشني رضي الله عنه يقول : أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر الحديث قال فيه وأما ما ذكرت بأرض الصيد فما أصبت بقوسك فاذكر اسم الله ثم كل رواه مسلم في الصحيح عن هناد بن السري وأخرجه البخاري من وجه آخر عن بن المبارك
18719 -
أخبرنا أبو بكر الأردستاني أنبا أبو نصر العراقي ثنا سفيان ثنا الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق قال قال عبد الله : إذا رمى أحدكم صيدا فتردى من جبل فمات فلا تأكلوا فإني أخاف أن يكون التردي قتله أو وقع في ماء فمات فلا تأكله فإني أخاف أن يكون الماء قتله 17
باب الصيد يرمى فيقع على جبل ثم يتردى منه أو يقع في الماء 18720 - أخبرنا أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ أبو محمد بن حيان ثنا حامد بن شعيب ثنا شريح ثنا عبد الله بن المبارك عن عاصم عن الشعبي عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال : سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الصيد قال إذا رميت سهمك فاذكر اسم الله فإن وجدته قد قتل فكل وإن وجدته قد وقع في الماء فمات فإنك لا تدري الماء قتله أو سهمك فلا تأكل رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن أيوب عن بن المبارك
18721 -
أخبرنا أبو بكر الاردستاني أنبأ أبو نصر العراقي ثنا سفيان بن محمد ثنا علي بن الحسن ثنا عبد الله بن الوليد ثنا سفيان ثنا الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق قال قال عبد الله : إذا رمى أحدكم صيدا فتردى من جبل فمات فلا تأكلوا فإني أخاف أن يكون التردي قتله أو وقع في ماء فمات فلا تأكله فإني أخاف أن يكون الماء قتله 18
باب الصيد يرمى بحجر أو بندقة 18722 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عمرو عثمان بن أحمد بن عبد الله الدقاق ببغداد ثنا الحسن بن مكرم ثنا عثمان بن عمر ثنا كهمس ح وأخبرنا أبو عبد الله أخبرني أبو الوليد ثنا الحسن بن سفيان ثنا عبيد الله بن معاذ ثنا أبي ثنا كهمس عن بن بريدة قال : رأى عبد الله بن مغفل رضي الله عنه رجلا من أصحابه يخذف فقال لا تخذف فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يكره أو قال ينهى عن الخذف فإنه لا يصطاد به الصيد ولا ينكأ به العدو ولكنه يكسر السن ويفقأ العين ثم رآه بعد ذلك يخذف فقال له أخبرك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يكره أو ينهى عن الخذف ثم أراك تخذف لا أكلمك كلمة كذا وكذا رواه مسلم في الصحيح عن عبيد الله بن معاذ وعن أبي داود سليمان بن معبد عن عثمان بن عمر وأخرجه البخاري من وجه آخر عن كهمس
18723 -
حدثنا أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا شعبة عن قتادة سمع عقبة بن صهبان عن عبد الله بن مغفل المزني رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى عن الخذفة وقال لا يصاد بها صيد ولا ينكأ بها عدو وإن الخذفة تكسر السن وتفقأ العين أخرجاه في الصحيح من حديث شعبة بمعناه وهذا اللفظ أبين فيما قصدناه
18724 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي أنبأ أبو الحسن محمد بن محمد بن الحسن الكارزي ثنا علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد ثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش قال : قدمت المدينة فخرجت في يوم عيد فإذا رجل متلبب أعسر أيسر يمشي مع الناس كأنه راكب وهو يقول هاجروا ولا تهجروا واتقوا الأرنب أن يحذفها أحدكم بالعصا ولكن ليذك لكم الأسل الرماح والنبل قال أبو عبيد قوله هاجروا ولا تهجروا يقول أخلصوا النية في الهجرة ولا تشبهوا بالمهاجرين على غير نية منكم فهذا هو التهجر قال وكلام العرب أعسر أيسر وهو الذي يعمل بيديه جميعا سواء
18725 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر بن الحسن وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا أبو عامر عن زهير عن زيد بن أسلم عن بن عمر رضي الله عنهما أنه كان يقول : في المقتولة بالبندقة تلك الموقوذة
18726 -
وأخبرنا أبو أحمد المهرجاني أنبأ أبو بكر محمد بن جعفر المزكي ثنا محمد بن إبراهيم ثنا بن بكير ثنا مالك عن نافع أنه قال : رميت طائرين بحجر قال فأصبتهما فاما أحدهما فمات فطرحه عبد الله بن عمر رضي الله عنه وأما الآخر فذهب عبد الله يذكيه بقدوم فمات قبل أن يذكيه فطرحه أيضا 19
باب صيد المعراض 18727 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر بن الحسن القاضي وأبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني سفيان الثوري ورجل آخر عن منصور عن النخعي عن همام بن الحارث عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال : سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم عن المعراض فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا رميت فسميت فخرق فكل وإن قتل وإذا أصبت بعرضه فقتل فلا تأكل رواه البخاري في الصحيح عن قبيصة عن سفيان وأخرجه مسلم كما مضى
18728 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا محمد بن عبد الملك بن مروان ثنا يزيد بن هارون أنبأ عاصم وزكريا بن أبي زائدة عن الشعبي عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال : سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم عن صيد المعراض فقال ما أصبت بحده فكل وما أصبت بعرضه فهو وقيذ أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح من حديث عاصم الأحول وزكريا بن أبي زائدة وغيرهما 20 باب تفسير قوله عز و جل { حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام } 18729 - أخبرنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم المزكي ثنا أبو الحسن أحمد بن محمد الطرائفي ثنا عثمان بن سعيد ثنا عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن بن عباس رضي الله عنهما : في هذه الآية قال وما أهل لغير الله به يعني ما أهل للطواغيت كلها والمنخنقة التي تنخنق فتموت والموقوذة التي تضرب بالخشب حتى تقذها فتموت والمتردية التي تتردى من الجبل فتموت والنطيحة الشاة تنطح الشاة وما أكل السبع يقول ما أخذ السبع فما أدركت من هذا كله فتحرك له ذنب أو تطرف له عين فاذبح واذكر اسم الله عليه فهو حلال وقال في موضع آخر من هذا التفسير قال هي الأصنام وفي قوله وأن تستقسموا بالأزلام يعني القداح كانوا يستقسمون بها في الأمور ذلكم فسق يعني من أكل من ذلك كله فهو فسق 21
باب ما ذبح لغير الله 18730 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو الحسن علي بن محمد بن سختويه أنبأ علي بن عبد العزيز أن معلى بن أسد العمي ثنا عبد العزيز بن المختار ثنا موسى بن عقبة أخبرني سالم أنه سمع عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يحدث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم : أنه لقي زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل بلدح وذلك قبل أن ينزل على رسول الله صلى الله عليه و سلم الوحي فقدم إليه سفرة فيها لحم فأبى أن يأكل منها ثم قال إني لا آكل مما تذبحون على أنصابكم ولا آكل إلا مما ذكر اسم الله عليه رواه البخاري في الصحيح عن معلى بن أسد
18731 -
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا عمرو هو بن مرزوق أنبأ شعبة عن القاسم بن أبي بزة عن أبي الطفيل قال : سئل علي رضي الله عنه هل خصكم رسول الله صلى الله عليه و سلم بشيء قال ما خصنا بشيء لم يعم به الناس كافة إلا ما كان في قراب سيفي هذا قال فأخرج صحيفة فإذا فيها لعن الله من ذبح لغير الله ولعن الله من سرق منار الأرض ولعن الله من لعن والديه ولعن الله من آوى محدثا أخرجه مسلم في الصحيح من حديث غندر عن شعبة 22
باب ما جاء في البهيمة تريد أن تموت فتذبح 18732 - أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا سعدان بن نصر ثنا أبو معاوية عن يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان عن محمد بن زيد : أن رجلا ذبح شاة وهو يرى أنها قد ماتت فتحركت فسأل أبا هريرة رضي الله عنه له فقال كلها فسأل زيد بن ثابت فقال له لا تأكلها فإن الميتة قد تتحرك
18733 -
أخبرنا أبو أحمد المهرجاني أنبأ أبو بكر بن جعفر المزكي ثنا محمد بن إبراهيم ثنا بن بكير ثنا مالك عن يحيى بن سعيد عن أبي مرة مولى عقيل أنه : سأل أبا هريرة رضي الله عنه عن شاة ذبحت فتحرك بعضها فأمره أن يأكلها ثم سأل زيد بن ثابت رضي الله عنه عن ذلك فقال زيد إن الميتة أظنه قال لتتحرك ونهاه عن ذلك وكذلك رواه سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد وقد روي فيه حديث مرفوع عن زيد
18734 -
كما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن بالويه ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة قال سمعت حاضر بن مهاجر أبا عيسى الباهلي قال سمعت سليمان بن يسار يحدث عن زيد بن ثابت رضي الله عنه : أن ذئبا نيب في شاة فذكوها بمروة فرخص النبي صلى الله عليه و سلم بأكلها
18735 -
وكما أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا سهل بن عمار ثنا محمد بن عمر الواقدي ثنا ربيعة بن عثمان عن زيد بن أبي عتاب عن سليمان بن يسار عن زيد بن ثابت قال : سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن شاة نيب فيها الذئب فأدركت وبها حياة فذكيت فأمر النبي صلى الله عليه و سلم بأكلها
18736 -
أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا قتيبة بن سعيد ثنا يعقوب عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن رجل من بني حارثة : أنه كان يرعى لقحة بشعب من شعاب أحد فأخذها الموت فلم يجد شيئا ينحرها به فأخذ وتدا فوجأ به في لبتها حتى أهريق دمها ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم فأخبره بذلك فامره بأكلها
18737 -
حدثنا الإمام أبو الطيب سهل بن محمد بن سليمان رحمه الله إملاء أنبأ أبو عمرو محمد بن جعفر بن محمد بن مطر العدل ثنا محمد بن عثمان بن أبي سويد البصري ثنا عبد الله بن رجاء أنبأ إسرائيل عن أبي إسحاق عن عمرو بن شرحبيل عن عائشة رضي الله عنها قالت : كانت لنا شاة أرادت أن تموت فذبحناها فقسمناها فجاء النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا عائشة ما فعلت شاتكم قالت أرادت أن تموت فذبحناها فقسمناها ولم يبق عندنا منها إلا كتف قال الشاة كلها لكم إلا الكتف ويذكر عن الزهري عن بن المسيب أنه كان يقول الذكاة بحق العين تطرف والذنب يتحرك والرجل ترتكض وبمعناه قال عبيد بن عمير وطاوس وقتادة 23
باب الحيتان وميتة البحر 18738 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني عبد الله بن محمد الكعبي ثنا محمد بن أيوب أنبأ علي بن المديني ثنا سفيان قال الذي حفظناه من عمرو بن دينار قال سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنه يقول : بعثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم في ثلاثمائة راكب أميرنا أبو عبيدة بن الجراح نرصد عير قريش فأقمنا بالساحل وقال سفيان مرة أخرى فأتينا الساحل فأقمنا به نصف شهر فأصابنا جوع شديد حتى أكلنا الخبط قال فسمي ذلك الجيش جيش الخبط قال فألقى لنا البحر دابة يقال لها العنبر فأكلنا منه نصف شهر وادهنا من ودكه حتى ثابت إلينا أجسامنا قال فأخذ أبو عبيدة ضلعا من أضلاعه فنصبه وعمد إلى أطول رجل معه قال سفيان مرة أخرى وأخذ أبو عبيدة ضلعا من أضلاعه فنصبه وأخذ رجلا وبعيرا فمر من تحته قال جابر وكان رجل من القوم نحر ثلاث جزائر ثم نحر جزائر ثم نحر ثلاث جزائر ثم إن أبا عبيدة نهاه رواه البخاري في الصحيح عن علي بن المديني ورواه مسلم عن عبد الجبار بن العلاء عن سفيان ورواه الحميدي عن سفيان فلم يذكر الساحل وقال وأخذ أبو عبيدة ضلعا من أضلاعه فنصبه ثم نظر أطول رجل وأعظم جمل في الجيش فأمره أن يركب الجمل ثم يمر تحته ففعل فمر تحته فأتينا النبي صلى الله عليه و سلم فأخبرناه فقال هل معكم منه شيء قلنا لا
18739 -
أخبرناه أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن إسحاق أنبأ بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا سفيان : فذكره
18740 -
أخبرناه أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن محمد ثنا مسدد ثنا يحيى عن بن جريج أخبرني عمرو بن دينار أنه سمع جابر بن عبد الله رضي الله عنه يقول : غزونا جيش الخبط وأميرنا أبو عبيدة بن الجراح فجعنا جوعا شديدا فألقى البحر حوتا ميتا لم ير مثله يقال له العنبر فأكلنا منه نصف شهر فأخذ أبو عبيدة رضي الله عنه عظما من عظامه فمر الراكب تحته قال بن جريج وأخبرني أبو الزبير أنه سمع جابرا رضي الله عنه يقول فقال أبو عبيدة كلوا فلما قدمنا ذكرنا ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم فقال كلوا رزقا أخرجه الله أطعمونا إن كان معكم فاتاه بعضهم فأكله رواه البخاري في الصحيح عن مسدد مع زيادة أبي الزبير هكذا
18741 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إسماعيل القاضي ثنا أحمد بن عبد الله بن يونس ثنا زهير ثنا أبو الزبير عن جابر ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا أبو عبد الله محمد بن نصر ثنا يحيى بن يحيى أنبأ أبو خيثمة عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : بعثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم وأمر علينا أبا عبيدة بن الجراح نتلقى عيرا لقريش وزودنا جرابا من تمر لم يجد لنا غيره فكان أبو عبيدة يعطينا تمرة تمرة فقلنا كيف كنتم تصنعون بها قال نمصها كما يمص الصبي ثم نشرب عليها من الماء فيكفينا يومنا إلى الليل وكنا نضرب الخبط بعصينا ثم نبله بالماء فنأكله فأصبنا على ساحل البحر مثل الكثيب الضخم دابة تدعى العنبر فقال أبو عبيدة ميتة ثم قال لا بل نحن رسل رسول الله صلى الله عليه و سلم وفي سبيل الله وقد اضطررتم فكلوا فاكلنا منه شهرا ونحن ثلاثمائة حتى سمنا ولقد كنا نغترف من وقب عينيه بالقلال الدهن ونقطع منه الفدر كالثور ولقد أخذ أبو عبيدة منا ثلاثة عشر رجلا فأقامهم في وقب عينيه وأخذ ضلعا من أضلاعه فأقامها ثم رحل أعظم بعير فمر تحتها وتزودنا من لحمه وشائق فلما قدمنا المدينة أتينا رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكرنا ذلك له فقال هو رزق أخرجه الله لكم فهل معكم من لحمه شيء فتطعمونا فأرسلنا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم منه فاكل منه لفظ حديث يحيى بن يحيى وفي رواية أحمد بن يونس قال وانطلقنا على ساحل البحر فرفع لنا على ساحل البحر كهيئة الكثيب الضخم فأتيناه فإذا دابة العنبر وقال لقد رأيتنا نغترف من عينه بالقلال الدهن ونقتطع منه الفدر كالثور أو كقدر الثور وقال فأقعدهم في عينيه وقال في آخره فأرسلنا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأكل رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى وأحمد بن يونس
18742 -
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب الخوارزمي الحافظ ببغداد أنبأ أبو العباس محمد بن أحمد النيسابوري ثنا الحسن بن علي هو بن زياد السري ثنا بن أبي أويس حدثني مالك عن وهب بن كيسان عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أنه : قال بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم بعثا قبل الساحل وأمر أبا عبيدة بن الجراح وهم ثلاثمائة قال جابر وأنا فيهم فخرجنا حتى إذا كنا ببعض الطريق فني الزاد فأمر أبو عبيدة بأزواد ذلك الجيش فجمع فكان مزودي تمر قال فكان يقوتنا كل يوم يعني قليلا قليلا حتى فني فلم يكن يصيبنا كل يوم إلا تمرة فقلت ما تغني تمرة فقال لقد وجدنا فقدها حين فنيت ثم انتهينا إلى البحر فإذا بحوت مثل الظرب فأكل منه ذلك الجيش ثمان عشرة ليلة ثم أمر أبو عبيدة بضلعين من أضلاعه فنصبا ثم أمر براحلة فرحلت ثم مرت تحتها ولم يصبها رواه البخاري في الصحيح عن إسماعيل بن أبي أويس وأخرجه مسلم من وجه آخر عن مالك
18743 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو جعفر محمد بن عبد الحميد الحارثي ثنا أبو أسامة عن الوليد يعني بن كثير قال سمعت وهب بن كيسان يقول سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنه يقول : بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم سرية أنا فيهم إلى سيف البحر فأزملنا الزاد حتى حميناها مع كل إنسان فجعلناه واحدا حتى كان يعطي كل إنسان قدر ما يصيبه حتى ما كان يصيب إنسانا إلا تمرة كل يوم فقال رجل لجابر يا أبا عبد الله وما تغني عن رجل تمرة قال يا بن أخي قد وجدنا فقدها حين فنيت قال جابر فبينا نحن على ذلك إذ رأينا سوادا فلما غشينا إذا دابة من البحر قد خرجت من البحر فأناخ عليها العسكر ثمان عشر ليلة فيأكلون منها ما شاؤوا حتى أربعوا رواه مسلم في الصحيح عن أبي كريب عن أبي أسامة
18744 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن وأبو زكريا يحيى بن إبراهيم قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني مالك بن أنس عن صفوان بن سليم عن سعيد بن سلمة مولى الأزرق أن المغيرة بن أبي بردة وهو من بني عبد الدار أخبره أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول : سأل رجل رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله إنا نركب البحر ونحمل معنا القليل من الماء فإن توضأنا به عطشنا أفنتوضأ من ماء البحر فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم هو الطهور ماؤه الحل ميتته
18745 -
حدثنا أبو عبد الرحمن السلمي إملاء ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ثنا يحيى بن محمد بن يحيى ثنا أحمد بن حنبل ثنا أبو القاسم بن أبي الزناد حدثني إسحاق بن حازم عن بن مقسم يعني عبيد الله عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه و سلم سئل عن البحر فقال هو الطهور ماؤه الحل ميتته
18746 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن منقذ حدثني إدريس بن يحيى حدثني المفضل بن المختار عن عبيد الله بن موهب عن عصمة بن مالك الخطمي عن حذيفة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن الله ذكى لكم صيد البحر هذا إسناد غير قوي وقد روي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه
18747 -
أخبرنا أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا إبراهيم بن محمد المعمري ثنا عباد بن يعقوب ثنا شريك عن بن أبي بشير عن عكرمة عن بن عباس رضي الله عنهما قال سمعت أبا بكر رضي الله عنه يقول : إن الله ذبح لكم ما في البحر فكلوه كله فإنه ذكي وروى حماد بن سلمة عن عمرو بن دينار قال سمعت شيخا يكني أبا عبد الرحمن قال سمعت أبا بكر الصديق رضي الله عنه يقول ما في البحر من شيء إلا قد ذكاه الله لكم
18748 -
أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا بن نمير عن عبيد الله بن عمر عن عمرو بن دينار عن أبي الطفيل : أن أبا بكر رضي الله عنه سئل عن ميتة البحر فقال هو الطهور ماؤه الحل ميتته وروي عن عمرو بن دينار وأبي الزبير سمعا شريحا رجلا أدرك النبي صلى الله عليه و سلم قال كل شيء في البحر مذبوح وروى ذلك عن أبي الزبير عن شريح مرفوعا وروى عن جابر وعبد الله بن سرجس مرفوعا وفي بعض ما ذكرنا إسناده كفاية وبالله التوفيق 24
باب السمك يصطاده يهودي أو نصراني أو مجوسي أو وثني 18749 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا روح بن أسلم ثنا زائدة عن سماك بن حرب عن عكرمة عن بن عباس رضي الله عنهما قال : كل ما ألقى البحر وما صيد منه صاده يهودي أو نصراني أو مجوسي قال وطعامه ما ألقى
18750 -
وأخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أحمد بن إسحاق بن شيبان بن البغدادي الهروي أنبأ معاذ بن نجدة ثنا بشر بن آدم أنبأ أبو الأحوص عن سماك بن حرب عن عكرمة عن بن عباس رضي الله عنهما قال : كل السمك ولا يضرك من صاده من الناس 25
باب ما لفظ البحر وطفا من ميتة 18751 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر أحمد بن الحسن وأبو عبد الرحمن السلمي قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني عمر بن محمد أن نافعا حدثه أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : غزونا فجعنا حتى ان الجيش يقتسم التمرة والتمرتين فبينا نحن على شط البحر إذ رمى بحوت ميت فاقتطع الناس منه ما شاؤوا من لحمه أو شحمه وهو مثل الظرب فبلغني أن الناس لما قدموا على رسول الله صلى الله عليه و سلم أخبروه فقال لهم أمعكم منه شيء
18752 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن شيبان الرملي ثنا سفيان ثنا عمرو سمع جابر بن عبد الله رضي الله عنه يقول : بعثنا النبي صلى الله عليه و سلم في ثلاثمائة راكب وأميرنا أبو عبيدة بن الجراح يطلب عير قريش فأقمنا على الساحل حتى فني زادنا فاكلنا الخبط ثم إن البحر ألقى لنا دابة يقال لها العنبر فأكلنا منه نصف شهر حتى صلحت أجسامنا وأخذ أبو عبيدة ضلعا من أضلاعه فنصبه ونظر إلى أطول بعير في الجيش وأطول رجل فحمله عليه فجاز تحته وقد كان رجل نحر ثلاث جزائر ثم ثلاثا ثم نهاه أبو عبيدة وكان يرويه قيس بن سعد أخرجاه في الصحيح كما مضى
18753 -
أخبرنا أبو بكر بن الحارث الأصبهاني الفقيه أنبأ علي بن عمر الحافظ حدثني أبو بكر النيسابوري ثنا عبد الرحمن بن بشر ثنا عبد الرحمن بن مهدي ح قال وحدثني أبو بكر النيسابوري حدثني يوسف بن سعيد ثنا أبو نعيم قالا ثنا سفيان عن عبد الملك بن أبي بشير عن عكرمة عن بن عباس رضي الله عنهما قال : أشهد على أبي بكر رضي الله عنه أنه قال السمكة الطافية حلال لمن أراد أكلها
18754 -
أخبرنا أبو بكر بن الحارث أنبأ علي بن عمر ثنا محمد بن نوح ثنا هارون بن إسحاق ثنا وكيع عن سفيان بهذا قال : السمكة الطافية على الماء حلال
18755 -
أخبرنا أبو الحسن محمد بن أبي المعروف الفقيه أنبأ أبو سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الرازي بنيسابور ثنا محمد بن أيوب أنبأ مسلم بن إبراهيم ثنا هشام ثنا قتادة عن جابر بن زيد أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : الجراد والنون ذكي كله
18756 -
أخبرنا أبو بكر الاردستاني أنبأ أبو نصر العراقي ثنا سفيان بن محمد الجوهري ثنا علي بن الحسن ثنا عبد الله بن الوليد ثنا سفيان عن جعفر عن أبيه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : الحيتان والجراد ذكي كله
18757 -
أخبرنا أبو حامد أحمد بن علي الحافظ الإسفرائيني بها أنبأ أبو علي زاهر بن أحمد ثنا أبو بكر بن زياد النيسابوري ثنا يزيد بن سنان ثنا عبد الصمد ثنا عبد الله بن مثنى عن ثمامة عن أنس عن أبي أيوب رضي الله عنه أنه : ركب في البحر في رهط من أصحابه فوجدوا سمكة طافية على الماء فسألوه عنها فقال أطيبة هي لم تغير قالوا نعم قال فكلوها وارفعوا نصيبي منها وكان صائما هكذا رواه زاهر ورواه الدارقطني عن أبي بكر فقال عن ثمامة بن أنس عن أبي أيوب وهو ثمامة بن عبد الله بن أنس فيشبه أن تكون رواية زاهر أصح والله أعلم ورواه أيضا جبلة بن عطية عن أبي أيوب ويذكر عن مريخ وبشر بن الخولاني أحدهما أو كلاهما أن أبا أيوب وأبا صرمة الأنصاري أكلا الطافي
18758 -
أخبرنا أبو سعد الماليني أنبا أبو أحمد بن عدي الحافظ أنبأ زكريا الساجي ثنا بندار ثنا محمد يعني بن جعفر ثنا شعبة عن أجلح عن عبد الله بن أبي الهذيل عن بن عباس رضي الله عنهما قال : لا بأس بالطافي من السمك
18759 -
أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن محمد بن الحسن المهرجاني أنبأ أبو بكر محمد بن جعفر المزكي ثنا محمد بن إبراهيم البوشنجي ثنا بن بكير ثنا مالك عن أبي الزناد عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة وزيد بن ثابت رضي الله عنهما أنهما : كانا لا يريان بأكل ما لفظ البحر بأسا
18760 -
أخبرنا أبو بكر الاردستاني أنبأ أبو نصر العراقي ثنا سفيان بن محمد الجوهري ثنا علي بن الحسن ثنا عبد الله بن الوليد ثنا سفيان عن أبي الزناد عن أبي سلمة عن ثويب قال : رمى البحر بسمك كبير ميتا فأتينا أبا هريرة رضي الله عنه فاستفتيناه فأمرنا بأكله فرغبنا عن فتيا أبي هريرة فأتينا مروان فأرسل إلى زيد بن ثابت رضي الله عنه فسأله فقال حلال فكلوه
18761 -
أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو منصور النضروي ثنا أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا أبو عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قدمت البحرين فسألني أهل البحرين عما يقذف البحر من السمك فامرتهم بأكله فلما قدمت سألت عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن ذلك فقال ما أمرتهم قلت أمرتهم بأكله فقال لو قلت غير ذلك لعلوتك بالدرة ثم قرأ عمر بن الخطاب رضي الله عنه { أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم } قال صيده ما اصطيد وطعامه ما رمى به
18762 -
أخبرنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ثنا محمد بن عبد الوهاب أنبأ جعفر بن عون أنبأ يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : أقبلت من البحرين حتى إذا كنت بالربذة سألني ناس من أهل العراق وهم محرمون عن صيد وجدوه على الماء طاف فسألوني عن اشترائه وأكله فأمرتهم أن يشتروه ويأكلوه وهم محرمون ثم قدمت المدينة فكأنه وقع في قلبي شك مما أمرتهم فذكرت ذلك لعمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال وما أمرتهم به قال أمرتهم به أن يشتروه ويأكلوه قال لو أمرتهم بغير ذلك لفعلت أي كأنه توعده
18763 -
أخبرناه أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا يحيى بن أبي طالب أنبأ علي بن عاصم أنبأ سليمان التيمي عن أبي مجلز عن بن عباس رضي الله عنهما : في قوله { أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم } قال صيده ما صيد وطعامه ما قذف
18764 -
وأخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو منصور العباس بن الفضل النضروي ثنا أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا خلف بن خليفة ثنا حصين عن سعيد بن جبير عن بن عباس رضي الله عنهما قال : صيده ما اصطيد وطعامه ما لفظ به البحر
18765 -
أخبرنا أبو أحمد المهرجاني أنبأ أبو بكر بن جعفر المزكي ثنا محمد بن إبراهيم ثنا بن بكير ثنا مالك عن نافع أن عبد الرحمن بن أبي هريرة : سأل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عما لفظ البحر فنهاه عن أكله قال نافع ثم انقلب عبد الله بن عمر فدعا بالمصحف فقرأ أحل لكم صيد البحر وطعامه قال نافع فأرسلني عبد الله بن عمر إلى عبد الرحمن بن أبي هريرة إنه لا بأس به فكله
18766 -
وأخبرنا أبو أحمد أنبأ أبو بكر ثنا محمد ثنا بن بكير ثنا مالك عن زيد بن أسلم عن سعد الحارثي مولى عمر بن الخطاب أنه قال : سألت عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن الحيتان يقتل بعضها بعضا أو تموت صردا فقال ليس بها بأس قال سعد ثم سألت عبد الله بن عمرو بن العاص فقال مثل ذلك 26
باب من كره أكل الطافي 18767 - أخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا محمد بن إبراهيم بن فيروز ثنا محمد بن إسماعيل الحساني ثنا بن نمير ثنا عبيد الله بن عمر عن أبي الزبير عن جابر رضي الله عنه أنه كان يقول : ما ضرب به البحر أو جزر عنه أو صيد فيه فكل وما مات فيه ثم طفا فلا تأكل وبمعناه رواه أيوب السختياني وبن جريج وزهير بن معاوية وحماد بن سلمة وغيرهم عن أبي الزبير عن جابر موقوفا وعبد الرزاق وعبد الله بن الوليد العدني وأبو عاصم ومؤمل بن إسماعيل وغيرهم عن سفيان الثوري وخالفهم أبو أحمد الزبيري فرواه عن الثوري مرفوعا وهو واهم فيه
18768 -
أخبرناه أبو الحسن بن عبدان أنبأ سليمان بن أحمد اللخمي ثنا علي بن إسحاق الأصبهاني ثنا نصر بن علي ثنا أبو أحمد الزبيري ثنا سفيان عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : إذا طفا السمك على الماء فلا تأكله وإذا جزر عنه البحر فكله وما كان على حافته فكله قال سليمان لم يرفع هذا الحديث عن سفيان إلا أبو أحمد
18769 -
وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا أحمد بن عبده ثنا يحيى بن سليم الطائفي ثنا إسماعيل بن أمية عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ما ألقى البحر أو جزر عنه فكلوه وما مات فيه وطفا فلا تأكلوه قال أبو داود روى هذا الحديث سفيان الثوري وأيوب وحماد عن أبي الزبير وقفوه على جابر قال وقد أسند هذا الحديث أيضا من وجه ضعيف عن بن أبي ذئب عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال الشيخ رحمه الله يحيى بن سليم الطائفي كثير الوهم سيىء الحفظ وقد رواه غيره عن إسماعيل بن أمية موقوفا ورواه أبو عيسى الترمذي من حديث بن أبي ذئب عن الحسين بن يزيد الكوفي عن حفص بن غياث عن بن أبي ذئب عن أبي الزبير عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ما اصطدتموه وهو حي فكلوه وما وجدتم ميتا طافيا فلا تأكلوه قال أبو عيسى سألت محمدا يعني البخاري عن هذا الحديث فقال ليس هذا بمحفوظ ويروى عن جابر خلاف هذا ولا أعرف لابن أبي ذئب عن أبي الزبير شيئا قال الشيخ رحمه الله وقد رواه أيضا يحيى بن أبي أنيسة عن أبي الزبير مرفوعا ويحيى بن أبي أنيسة متروك لا يحتج به ورواه عبد العزيز بن عبيد الله عن وهب بن كيسان عن جابر مرفوعا وعبد العزيز ضعيف لا يحتج به ورواه بقية بن الوليد عن الأوزاعي عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا ولا يحتج بما ينفرد به بقية فكيف بما يخالف فيه وقول الجماعة من الصحابة على خلاف قول جابر مع ما روينا عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال في البحر هو الطهور ماؤه الحل ميتته وبالله التوفيق 27
باب ما جاء في أكل الجراد 18770 - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا أبو مسلم ثنا سليمان بن حرب ح وأخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله البسطامي أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أنبأ الفضل بن الحباب ثنا أبو الوليد والحوضي قالوا ثنا شعبة عن أبي يعفور سمع بن أبي أوفى رضي الله عنه يقول : غزوت مع النبي صلى الله عليه و سلم سبع غزوات نأكل معه الجراد هذا لفظ حديث البسطامي وفي رواية بن عبدان قال سمعت بن أبي أوفى رضي الله عنه سئل عن الجراد فقال غزوت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ست غزوات أو سبع غزوات كنا نأكله رواه البخاري في الصحيح عن أبي الوليد وقال سبع غزوات أو ست
18771 -
أخبرنا أبو صالح بن أبي طاهر العنبري أنبأ جدي يحيى بن منصور القاضي ثنا محمد بن النضر بن سلمة الجارودي ثنا محمد بن بشار بن عثمان ثنا محمد وهو بن جعفر ثنا شعبة عن أبي يعفور قال : سألت شريكي عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه وأنا معه عن الجراد قال لا بأس به وقد غزوت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم سبع غزوات فكنا نأكله رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن بشار
18772 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر أحمد بن الحسن قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني سفيان بن عيينة عن أبي يعفور عن عبد الله بن أبي أوفى قال : غزونا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم سبع غزوات أو ستا فكنا نأكل الجراد رواه مسلم في الصحيح عن بن أبي عمر وغيره عن سفيان
18773 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا علي بن حمشاذ إملاء أنبأ محمد بن موسى بن أبي موسى ثنا محمد بن الفرج مولى بني هاشم ح وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن الفرج البغدادي ثنا بن الزبرقان ثنا سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن سلمان رضي الله عنه قال : سئل النبي صلى الله عليه و سلم عن الجراد فقال أكثر جنود الله لا آكله ولا أحرمه قال أبو داود رواه المعتمر عن أبيه عن أبي عثمان عن النبي صلى الله عليه و سلم لم يذكر سلمان قال الشيخ رحمه الله كذلك رواه الأنصاري عن سليمان
18774 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنبأ إسماعيل الصفار ثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله ثنا الأنصاري محمد بن عبد الله حدثني سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أكثر جنود الله في الأرض الجراد لا آكله ولا أحرمه
18775 -
أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا نصر بن علي وعلي بن عبد الله قالا ثنا زكريا بن يحيى بن عمارة عن أبي العوام الجزار عن أبي عثمان النهدي عن سلمان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم سئل فقال : مثله وقال أكثر جند الله قال على اسمه فائد يعني أبا العوام قال أبو داود ورواه حماد بن سلمة عن أبي العوام عن أبي عثمان عن النبي صلى الله عليه و سلم لم يذكر سلمان قال الشيخ رحمه الله إن صح هذا ففيه أيضا دلالة على الإباحة فأنه إذا لم يحرمه فقد أحله وإنما لم يأكله تقذرا والله أعلم
18776 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : حلت لنا ميتتان ودمان الميتتان الحوت والجراد والدمان أحسبه قال الكبد والطحال ورواه إسماعيل بن أبي أويس عن عبد الرحمن وعبد الله وأسامة بني زيد بن أسلم عن أبيهم هكذا مرفوعا ورواه سليمان بن بلال عن زيد بن أسلم عن عبد الله بن عمر أنه قال أحلت لنا ميتتان وهذا هو الصحيح
18777 -
أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن وأبو عبد الرحمن السلمي قالوا أنبا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب قال سمعت حيوة بن شريح يقول سمعت سنان بن عبد الله الأنصاري يقول : سألت أنس بن مالك رضي الله عنه عن الجراد فقال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى خيبر ومع عمر بن الخطاب رضي الله عنه قفعة فيها جراد قد احتقبها وراءه فيرد يده وراءه فيأخذ منها فيناولنا ويأكل ورسول الله صلى الله عليه و سلم ينظر قال أنس ثم رجعنا إلى المدينة فكنا نؤتى به فنشتريه ونكثر ونجففه فوق الأجاجير فنأكل منه زمانا
18778 -
أخبرنا أبو زكريا وأبو بكر قالا ثنا أبو العباس أنبأ محمد أنبأ بن وهب أخبرني مالك عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر أنه قال : سئل عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن الجراد فقال وددت أن عندنا قفعة نأكل منها
18779 -
وأخبرنا أبو زكريا وأبو بكر قالا ثنا أبو العباس أنبأ محمد أنبأ بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن اللجلاج حدثه : أن وهب بن عبد الله المعافري حدثه أنه دخل هو وعبد الله بن عمر على زينب زوج رسول الله صلى الله عليه و سلم فقربت إليهم جرادا مقلوا بسمن فقالت كل يا مصري من هذا لعل الصير أحب إليك من هذا قال قلت إنا لنحب الصير فقالت كل يا مصري إن نبيا من الأنبياء سأل الله لحم طير لا ذكاة له فرزقه الله الحيتان والجراد أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو عتبة أحمد بن الفرج ثنا بقية ثنا نمير بن يزيد القيني عن أبيه قال سمعت صدي بن عجلان أبا امامة الباهلي رضي الله عنه يقول أن النبي صلى الله عليه و سلم قال إن مريم بنت عمران سألت ربها أن يطعمها لحما لا دم له فأطعمها الجراد فقالت اللهم أعشه بغير رضاع وتابع بينه بغير شياع قلت يا أبا الفضل ما الشياع قال الصوت
18780 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو صادق العطار وأبو عبد الرحمن السلمي من أصله وأبو حامد أحمد بن محمد أميرك النيسابوري وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن علي بن إبراهيم بن معاوية العطار قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الحسن بن مكرم ثنا يزيد بن هارون أنبأ أبو سعد البقال عن أنس رضي الله عنه قال : كن أزواج رسول الله صلى الله عليه و سلم يأكلن الجراد ويتهادينه بينهن قال يزيد فقلت لسعيد سمعته من أنس قال نعم
18781 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا علي بن إبراهيم الواسطي أنبأ يزيد بن هارون أنبأ داود بن أبي هند عن سعيد بن المسيب أن عمر وبن عمر والمقداد بن سويد وصهيبا رضي الله عنهم : أكلوا جرادا فقال عمر لو أن عندنا منه قفعة أو قفعتين قال أبو عبيد القفعة شيء شبيه بالزنبيل ليس بالكبير يعمل من خوص وليست له عرى وقد روينا عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي رضي الله عنه أنه قال الحيتان والجراد ذكي كله
18782 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد الصيرفي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الربيع بن سليمان ثنا بن وهب عن سليمان بن بلال عن عبد الواحد بن أبي عون عن يعقوب بن عتبة بن الأخنس عن سعد بن إسحاق عن زينب بنت كعب بن عجرة أن أبا سعيد الخدري رضي الله عنه : كان يراهم يأكلون الجراد بنيه وأهله فلا ينهاهم ولا يأكل هو قالت زينب أراه كان يقذره 28
باب ما جاء في الضفدع 18783 - أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا بن أبي ذئب عن سعيد بن خالد بن قارظ عن سعيد بن المسيب عن عبد الرحمن بن عثمان قال : سأل طبيب النبي صلى الله عليه و سلم عن ضفدع يجعلها في دواء فنهاه النبي صلى الله عليه و سلم عن قتلها 75
كتاب الضحايا (
بسم الله الرحمن الرحيم قال الله جل ثناؤه فصل لربك وانحر 18784 - أخبرنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد الطرائفي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن بن عباس رضي الله عنهما : في قوله وانحر قال يقول فاذبح يوم النحر وروينا عن الحسن ومجاهد وسعيد بن جبير وعكرمة معناه وقد قيل في تفسيره غير ذلك وقد مضى ذلك في كتاب الصلاة
18785 -
أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري وأبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان قالا أنبأ أبو بكر محمد بن أحمد بن محمويه العسكري ثنا جعفر بن محمد القلانسي ثنا آدم بن أبي إياس ثنا شعبة ثنا عبد العزيز بن صهيب قال سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يقول : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يضحي بكبشين قال أنس وأنا أضحي بكبشين رواه البخاري في الصحيح عن آدم
18786 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا أبو عمر الحوضي ح قال وحدثنا محمد بن أيوب أنبأ أبو عمر الحوضي ثنا هشام عن قتادة عن أنس : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ضحى بكبشين أقرنين أملحين يسمي ويكبر ويضع رجله على صفاحهما ويذبحهما بيده رواه البخاري في الصحيح عن أبي عمر الحوضي مختصرا
18787 -
وأخبرنا أبو علي الروذباري وعلي بن أحمد بن عبدان قالا أنبأ محمد بن أحمد بن محمويه ثنا جعفر بن محمد ثنا آدم ثنا شعبة ثنا قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : ضحى رسول الله صلى الله عليه و سلم بكبشين أملحين أقرنين واضعا قدمه على صفاحيهما يسمي ويكبر فذبحهما يعني بيده رواه البخاري في الصحيح عن آدم وأخرجه مسلم من وجهين آخرين عن شعبة
18788 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن يونس الضبي ثنا أبو عامر العقدي ثنا زهير بن محمد العنبري عن عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب عن علي بن الحسين لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه قال ذبح هم ذابحوه حدثني أبو رافع : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان إذا ضحى اشترى كبشين سمينين أملحين أقرنين فإذا خطب وصلى ذبح أحد الكبشين بنفسه بالمدية ثم يقول اللهم هذا عن أمتي جميعا من شهد لك بالتوحيد وشهد لي بالبلاغ ثم أتى بالآخر فذبحه ثم قال اللهم هذا عن محمد وآل محمد ثم يطعمهما المساكين ويأكل هو وأهله منهما فمكثنا سنين قد كفانا الله الغرم والمؤنة ليس أحد من بني هاشم يضحي وبمعناه رواه عبيد الله بن عمرو الرقي وقيس بن الربيع عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن علي بن الحسين عن أبي رافع عن النبي صلى الله عليه و سلم
18789 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا عثمان بن عمر بن فارس أنبأ بن عون أنبأنا أبو رملة أنبأنا مخنف بن سليم قال : بينا نحن مع رسول الله صلى الله عليه و سلم وقوف بعرفة فقال إن على كل أهل بيت في كل عام أضحاة وعتيرة هل تدري ما العتيرة قال فلا أدري ما ردوا قال هي التي يقول لها الناس الرجبية
18790 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد عن هشام عن حفصة عن امرأة من آل الأشعث عن عجوز لهم قالت أخبرنا وفدنا وفد غامد حيث قدموا من عند النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : على كل أهل بيت من المسلمين ضحية وعتيرة
18791 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ الحسن بن يعقوب العدل ثنا يحيى بن أبي طالب ثنا زيد بن الحباب عن عبد الله بن عياش المصري عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من وجد سعة لأن يضحي فلم يضح فلا يحضر مصلانا وكذلك رواه حيوة بن شريح ويحيى بن سعيد العطار عن عبد الله بن عياش القتباني بلغني عن أبي عيسى الترمذي انه قال الصحيح عن أبي هريرة موقوف قال ورواه جعفر بن ربيعة وغيره عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة موقوفا وحديث زيد بن الحباب غير محفوظ قال الشيخ رحمه الله كذلك رواه عبيد الله بن أبي جعفر عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه موقوفا وبن وهب عن عبد الله بن عياش عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه موقوفا
18792 -
ورواه بن وهب أيضا عن عبد الله بن عياش عن عيسى بن عبد الرحمن بن فروة الأنصاري عن بن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : من وجد سعة فلم يضح فلا يقربنا في مسجدنا موقوف أخبرناه أبو بكر بن الحارث أنبا علي بن عمر الحافظ ثنا أبو بكر النيسابوري ثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب حدثني عمي ثنا عبد الله بن عياش فذكره
18793 -
حدثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الله الجرجاني أنبأ عبد الله بن محمد أظنه البغوي ثنا داود بن رشيد ثنا محمد بن ربيعة ثنا إبراهيم بن يزيد عن عمرو بن دينار عن طاوس عن بن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ما أنفقت الورق في شيء أفضل من نحيرة في يوم عيد تفرد به محمد بن ربيعة عن إبراهيم الخوزي وليسا بالقويين
18794 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا المسيبي يعني محمد بن إسحاق المدني حدثني عبد الله بن نافع عن أبي المثنى سليمان بن يزيد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ما عمل آدمي من عمل يوم النحر أحب إلى الله من إهراق دم وإنه ليأتي يوم القيامة في قرنه بقرونها وأشعارها وأظلافها وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع في الأرض فطيبوا بها نفسا قال البخاري فيما حكى أبو عيسى عنه هو حديث مرسل لم يسمع أبو المثنى من هشام بن عروة قال الشيخ أحمد رواه بن خزيمة عن يونس بن عبد الأعلى عن بن وهب عن أبي المثنى عن إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها وعن عمه موسى بن عقبة هكذا بالشك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ما عمل آدمي من عمل يوم النحر أحب إلى الله من إهراقه دم ثم ذكره
18795 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا هشام بن علي السيرافي ثنا هدبة بن خالد ثنا سلام بن مسكين عن عائذ الله عن أبي داود عن زيد بن أرقم رضي الله عنه أن هم قالوا لرسول الله صلى الله عليه و سلم : ما هذه الأضاحي قال سنة أبيكم إبراهيم عليه السلام قالوا ما لنا فيها من الأجر قال بكل قطرة حسنة
18796 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر محمد بن عبد الله البزاز ببغداد ثنا محمد بن سلمة الواسطي ثنا يزيد بن هارون أنبأ سلام بن مسكين عن عائذ الله بن عبد الله المجاشعي عن أبي داود السبيعي عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال قلنا : يا رسول الله ما هذه الأضاحي قال سنة أبيكم إبراهيم عليه السلام قال قلنا فما لنا فيها قال بكل شعرة حسنة قال قلنا يا رسول الله فالصوف قال بكل شعرة من الصوف حسنة
18797 -
أخبرنا أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي قال سمعت بن حماد يقول قال البخاري عائذ الله المجاشعي عن أبي داود روى عنه سلام بن مسكين لا يصح حديثه قال أبو أحمد هذا الحديث يعرف بعائذ الله وليس يرويه عنه غير سلام بن مسكين وأبو داود لم يسم هو نفيع بن الحارث :
18798 -
أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن محمود الأصبهاني قدم علينا أنبأ أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين ببغداد أنبأ محمد بن محمد بن سليمان الباغندي ثنا علي بن سعيد يعني بن مسروق الكندي ثنا المسيب بن شريك عن عبيد المكتب ح وأخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث الأصبهاني قالا أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا محمد بن يوسف بن سليمان الخلال ثنا الهيثم بن سهل ثنا المسيب بن شريك ثنا عبيد المكتب عن عامر عن مسروق عن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : نسخ الأضحى كل ذبح وصوم رمضان كل صوم والغسل من الجنابة كل غسل والزكاة كل صدقة قال علي خالفه المسيب بن واضح عن المسيب بن شريك وكلاهما ضعيف والمسيب بن شريك متروك
18799 -
أخبرنا أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ أنبأ الحسن بن سفيان ثنا المسيب بن واضح ثنا المسيب بن شريك عن عتبة بن اليقظان عن الشعبي عن مسروق عن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : نسخت الزكاة كل صدقة في القرآن ونسخ غسل الجنابة كل غسل ونسخ صوم رمضان كل صوم ونسخ الأضحى كل ذبح
18800 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث الأصبهاني قالا أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا بن مبشر ثنا أحمد بن سنان ثنا يعقوب بن محمد الزهري ثنا رفاعة بن هدير حدثني أبي عن عائشة رضي الله عنها قالت قلت : يا رسول الله أستدين وأضحي قال نعم فإنه دين مقضي قال علي هذا إسناد ضعيف وهدير هو بن عبد الرحمن بن رافع بن خديج ولم يسمع من عائشة رضي الله عنها ولم يدركها 1
باب الأضحية سنة نحب لزومها ونكره تركها 18801 - أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري أنبأ أبو بكر محمد بن أحمد بن محمويه العسكري ثنا جعفر بن محمد القلانسي ثنا آدم بن أبي إياس ثنا شعبة ثنا الأسود بن قيس قال سمعت جندب بن سفيان البجلي رضي الله عنه يقول : شهدت رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم النحر يقول من ذبح قبل أن يصلي فليعد مكانها ومن لم يذبح فليذبح رواه البخاري في الصحيح عن آدم وأخرجه مسلم من وجهين آخرين عن شعبة
18802 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا علي بن عيسى بن إبراهيم ثنا محمد بن عمرو بن النضر الحرشي ثنا يحيى بن يحيى ثنا هشيم عن داود عن الشعبي عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن خاله أبا بردة بن نيار : ذبح قبل أن يذبح النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله إن هذا يوم اللحم فيه مكروه وإني عجلت نسيكتي لأطعم أهلي وجيراني وأهل داري فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أعد نسكا فقال يا رسول الله إن عندي عناقا لهي خير من شاتي لحم فقال هي خير نسيكتك ولا تجزي جذعة عن أحد بعدك رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى واستشهد به البخاري
18803 -
أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو الحسن علي بن محمد بن سختويه أخبرني أبو المثنى أن مسددا حدثهم قال ثنا إسماعيل أنبأ أيوب عن محمد بن سيرين عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال يوم النحر : من كان ذبح قبل الصلاة فليعد فقام رجل فقال يا رسول الله هذا يوم يشتهى فيه اللحم وذكر هنة من جيرانه كأن رسول الله صلى الله عليه و سلم صدقه وعندي جذعة أحب إلي من شاتي لحم قال فرخص له قال فلا أدري أبلغت الرخصة من سواه أم لا
18804 -
أخبرنا أبو عبد الله أخبرني أبو عمرو بن أبي جعفر أنبأ أبو يعلى ثنا زهير بن حرب ثنا بن علية فذكره : بإسناده مثله زاد ثم انكفأ رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى كبشين فذبحهما فقام الناس إلى غنيمة فتوزعوها أو قال تجزعوها رواه البخاري في الصحيح عن صدقة بن الفضل عن إسماعيل بن علية بطوله وعن مسدد مختصرا ورواه مسلم عن زهير بن حرب
18805 -
أخبرنا أبو أحمد المهرجاني أنبأ أبو بكر بن جعفر المزكي ثنا محمد بن إبراهيم ثنا بن بكير ثنا مالك عن يحيى بن سعيد عن عباد بن تميم أن عويمر بن أشقر : ذبح ضحيته قبل ان يغدو يوم الأضحى وأنه ذكر لرسول الله صلى الله عليه و سلم ذلك فأمره أن يعود لضحية أخرى وبإسناده قال ثنا مالك عن يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار أن أبا بردة بن نيار رضي الله عنه ذبح ضحيته قبل أن يذبح رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم الأضحى فزعم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أمره أن يعود لضحية أخرى فقال أبو بردة لا أجد إلا جذعا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم وإن لم تجد إلا جذعا فاذبح ذكر الشافعي رحمه الله هذين الحديثين عن مالك رحمه الله
18806 -
ثم قال ما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبا الربيع بن سليمان قال : قال الشافعي رحمه الله فاحتمل أن يكون إنما أمره أن يعود لضحية أن الضحية واجبة واحتمل أمره أن يكون أمره أن يعود إن أراد أن يضحي لأن الضحية قبل الوقت ليست بضحية تجزيه فيكون من عداد من ضحى فوجدنا الدلالة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أن الضحية ليست بواجبة لا يحل تركها وهي سنة نحب لزومها ونكره تركها لا على إيجابها فإن قيل فأين السنة التي دلت على أن ليست بواجبة قيل أخبرنا سفيان عن عبد الرحمن بن حميد عن سعيد بن المسيب عن أم سلمة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا دخل العشر فأراد أحدكم أن يضحي فلا يمس من شعره ولا من بشره شيئا قال الشافعي رحمه الله وفي هذا الحديث دلالة على أن الضحية ليست بواجبة لقول رسول الله صلى الله عليه و سلم فأراد أحدكم أن يضحي ولو كانت الضحية واجبة أشبه أن يقول فلا يمس من شعره حتى يضحي قال الشيخ وفي الحديث الثابت عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم النحر فقال إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن نصلي ثم نرجع فننحر فمن فعل ذلك فقد أصاب سنتنا وذلك مذكور في باب وقت الأضحية
18807 -
أخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا أبو بكر النيسابوري ثنا يونس بن عبد الأعلى ثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث وعبد الله بن عياش وسعيد بن أبي أيوب أن عياش بن عباس حدثهم عن عيسى بن هلال الصدفي حدثهم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : أمرت بيوم الأضحى عيدا جعله الله لهذه الأمة فقال الرجل فإن لم أجد إلا منيحة أبي أو شاة أبي وأهلي ومنيحتهم أذبحها قال لا ولكن قلم أظفارك وقص شاربك واحلق عانتك فذلك تمام أضحيتك عند الله عز و جل
18808 -
وأنبأني أبو عبد الله إجازة ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب فذكره : بإسناده مثله
18809 -
أخبرنا أبو علي الروذباري وأبو الحسين بن بشران قالا أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا سعدان بن نصر ثنا أبو بدر ثنا أبو جناب الكلبي عن عكرمة عن بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ثلاث هن علي فرائض ولكم تطوع النحر والوتر وركعتا الضحى
18810 -
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا تمتام ثنا بن بنت السدي ح وأخبرنا أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ أبو محمد بن حيان ثنا أبو يعلى ثنا إسماعيل بن موسى وهو بن بنت السدي ثنا شريك عن سماك عن عكرمة عن بن عباس رضي الله عنهما رفعه قال : كتب علي النحر ولم يكتب عليكم زاد الأصبهاني في روايته وأمرت بصلاة الضحى ولم تؤمروا بها كذا قالا عن سماك
18811 -
وأخبرنا أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ ثنا بن ناجية ثنا إسماعيل السدي ثنا شريك عن جابر عن عكرمة عن بن عباس رضي الله عنهما رفعه قال : كتب علي النحر ولم يكتب عليكم وأمرت بصلاة الضحى ولم تؤمروا بها ورواه الحسن بن صالح وقيس بن الربيع عن جابر هو بن يزيد الجعفي عن عكرمة عن بن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم والله أعلم
18812 -
واحتج بعض أصحابنا بما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني يحيى بن عبد الله بن سالم ويعقوب بن عبد الرحمن عن عمرو مولى المطلب عن المطلب بن عبد الله وعن رجل من بني سلمة أنهما حدثاه أن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أخبرهما : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم صلى للناس يوم النحر فلما فرغ من خطبته وصلاته دعا بكبش فذبحه هو بنفسه وقال بسم الله والله أكبر اللهم عني وعمن لم يضح من أمتي وروي ذلك عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة وأنس بن مالك رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه و سلم بمعناه قال الشافعي رحمه الله وبلغنا أن أبا بكر الصديق وعمر رضي الله عنهما كانا لا يضحيان كراهية أن يقتدى بهما فيظن من رآهما أنها واجبة
18813 -
أخبرناه أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو الحسن علي بن محمد المصري ثنا بن أبي مريم ثنا الفريابي ثنا سفيان عن أبيه ومطرف وإسماعيل عن الشعبي عن أبي سريحة الغفاري قال : أدركت أبا بكر أو رأيت أبا بكر وعمر رضي الله عنهما كانا لا يضحيان في بعض حديثهم كراهية أن يقتدى بهما أبو سريحة الغفاري هو حذيفة بن أسيد صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم
18814 -
أخبرناه أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار ببغداد أنبأ أبو عبد الله الحسين بن يحيى بن عياش القطان ثنا أبو الأشعث ثنا المعتمر بن سليمان قال سمعت إسماعيل بن أبي خالد عن مطرف عن عامر عن حذيفة بن أسيد قال : لقد رأيت أبا بكر وعمر رضي الله عنهما وما يضحيان عن أهلهما خشية أن يستن بهما فلما جئت بلدكم هذا حملني أهلي على الجفاء بعد ما علمت السنة كذا قاله معتمر بن سليمان عن عامر وأخطأ فيه
18815 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي فيما قرأت عليه أنبأ أبو إسحاق البزاري ثنا أبو الحسين الغازي ثنا عمرو بن علي قال قلت ليحيى بن سعيد إن معتمرا حدثنا قال ثنا إسماعيل ثنا مطرف عن الشعبي عن أبي سريحة فقال هذا مثل حديثه عن الشعبي عن عمرو الجملي يريد عمرو بن مرة حدثنا إسماعيل أنبأ عامر : فذكره يريد يحيى أنه أخطأ في هذا كما أخطأ في ذلك ورواية سفيان الثوري تؤكد قول يحيى قال الشافعي وعن بن عباس
18816 -
فذكر معنى ما أخبرنا أبو صالح بن أبي طاهر العنبري أنبأ جدي يحيى بن منصور ثنا محمد بن عمرو أخبرنا القعنبي ثنا سلمة بن بخت عن عكرمة مولى بن عباس عن بن عباس رضي الله عنهما : كان إذا حضر الأضحى أعطى مولى له درهمين فقال اشتر بهما لحما وأخبر الناس أنه أضحى بن عباس
18817 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنبا أبو الحسن علي بن محمد المصري ثنا بن أبي مريم ثنا محمد بن يوسف الفريابي ثنا سفيان عن الأعمش عن أبي وائل عن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه قال : إني لأدع الأضحى وإني لموسر مخافة أن يرى جيراني أنه حتم علي
18818 -
وأخبرنا بن بشران أنبأ أبو الحسن المصري ثنا بن أبي مريم ثنا الفريابي عن سفيان عن منصور وواصل عن أبي وائل عن أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري قال : لقد هممت أن أدع الأضحية وإني لمن أيسركم مخافة أن تحسب النفس أنها عليها حتم واجب
18819 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا وهب بن جرير ثنا شعبة عن عقيل بن طلحة عن أبي الخصيب رجل من بني قيس بن ثعلبة قال : شهدت بن عمر رضي الله عنهما وسأله رجل عن شيء من أمر الأضحى فقال أكره أو اجتنب شك وهب العور البين عورها والعرجاء البين عرجها والمريضة البين مرضها والمهزولة البين هزالها ثم قال له بن عمر لعلك تحسب حتما قلت لا ولكنه أجر وخير وسنة قال نعم قال الشافعي رحمه الله ولا يعدو القول في الضحايا هذا أو تكون واجبة فهي على كل أحد صغير وكبير لا يجزئ غير شاة عن كل واحد 2
باب سنة لمن أراد أن يضحي أن لا يأخذ من شعره ولا من ظفره إذا أهل هلال ذي الحجة حتى يضحي 18820 - أخبرنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي ثنا القاضي أبو محمد يحيى بن منصور ثنا إبراهيم بن أبي طالب ثنا بن أبي عمر ثنا سفيان عن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن أنه سمع سعيد بن المسيب يحدث عن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : إذا دخل العشر وأراد أحدكم أن يضحي فلا يمس من شعره ولا بشره شيئا قيل لسفيان فإن بعضهم لا يرفعه قال لكني أرفعه رواه مسلم في الصحيح عن بن أبي عمر
18821 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة القاضي ببغداد وأبو أحمد بكر بن محمد بن حمدان بمرو قالا ثنا أبو قلابة الرقاشي ح وأخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ثنا أبو محمد عبد الله بن إسحاق الخرساني ثنا عبد الملك بن محمد يعني الرقاشي ثنا يحيى بن كثير ثنا شعبة عن مالك بن أنس عن عمرو بن مسلم عن سعيد بن المسيب عن أم سلمة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إذا دخل العشر فأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره رواه مسلم في الصحيح عن حجاج بن يوسف عن يحيى بن كثير العنبري وأخرجه أيضا من حديث غندر عن شعبة إلا أنه قال عمر أو عمرو بن مسلم ورواه بن وهب وعثمان بن عمر وغيرهما عن مالك عن عمر بن مسلم موقوفا على أم سلمة ورواه محمد بن عمرو بن علقمة الليثي وسعيد بن أبي هلال عن عمر بن مسلم الجندعي مرفوعا
18822 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ النضر بن شميل أنبأ محمد بن عمرو ثنا عمر بن مسلم بن عمارة بن أكيمة قال : كنا في الحمام قبل الأضحى فاطلى فيه أناس فقال بعضهم بعض أهل الحمام إن سعيد بن المسيب يكره هذا وينهى عنه فلقيت سعيد بن المسيب فذكرت ذلك له فقال يا بن أخي هذا حديث قد نسي وترك حدثتني أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه و سلم عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من كان عنده ذبح يريد أن يذبحه فإذا أهل هلال ذي الحجة فلا يمس من شعره ولا ظفره شيئا حتى يضحي أخرجه مسلم في الصحيح من حديث معاذ بن معاذ وأبي أسامة عن محمد بن عمرو قال معاذ عمر وقال أبو أسامة عمرو وساق أبو أسامة القصة بطولها
18823 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان قال : قال الشافعي فإن قال قائل ما دل على أنه اختيار لا واجب يعني الأخذ من الشعر والظفر قيل له روى مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن عمرة عن عائشة رضي الله عنها قالت أنا فتلت قلائد هدي رسول الله صلى الله عليه و سلم بيدي ثم قلدها رسول الله صلى الله عليه و سلم بيده ثم بعث بها مع أبي فلم يحرم على رسول الله صلى الله عليه و سلم شيء أحل الله له حتى نحر الهدي قال الشافعي رحمه الله وفي هذه دلالة على ما وصفت وعلى أن المرء لا يحرم بالبعثة بهديه يقول البعثة بالهدي أكثر من إرادة الضحية
18824 -
أخبرنا بالحديث الذي احتج به أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني مالك بن أنس عن عبد الله بن أبي بكر عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : انا فتلت قلائد هدي رسول الله صلى الله عليه و سلم بيدي ثم قلدها رسول الله صلى الله عليه و سلم بيديه ثم بعث بها مع أبي بكر رضي الله عنه ثم لم يحرم على رسول الله صلى الله عليه و سلم شيء كان أحله الله له حتى نحر الهدي أخرجاه في الصحيح من حديث مالك 3
باب الرجل يضحي عن نفسه وعن أهل بيته 18825 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا أحمد بن صالح ثنا عبد الله بن وهب أخبرني حيوة حدثني أبو صخر عن بن قسيط عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أمر بكبش أقرن يطأ في سواد وينظر في سواد ويبرك في سواد فاتي به ليضحي به فقال يا عائشة هلمي المدية ثم قال اشحذيها بحجر ففعلت فأخذها وأخذ الكبش وأضجعه وذبحه وقال بسم الله اللهم تقبل من محمد وآل محمد ومن أمة محمد ثم ضحى به أخرجه مسلم في الصحيح عن هارون بن معروف عن بن وهب
18826 -
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ سليمان بن أحمد الطبراني ثنا بن أبي مريم ثنا الفريابي عن سفيان عن بن عقيل ح وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا هشام بن علي ثنا أبو حذيفة ثنا سفيان عن عبد الله بن محمد عن أبي سلمة عن عائشة أو عن أبي هريرة رضي الله عنهما قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا ضحى أتي بكبشين أقرنين أملحين موجوئين فيذبح أحدهما عن أمته من شهد لله بالتوحيد وشهد له بالبلاغ ويذبح الآخر عن محمد وآل محمد وفي رواية الفريابي إذا ضحى اشترى كبشين سمينين أقرنين أملحين موجوئين فذكره ورواه حماد بن سلمة عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن عبد الرحمن بن جابر عن أبيه ورواه زهير بن محمد عن عبد الله عن علي بن الحسين عن أبي رافع فكأنه سمعه منهما
18827 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الوهاب الفراء ثنا عارم بن الفضل ثنا حماد بن سلمة عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله عن أبيه : أن النبي صلى الله عليه و سلم أتي بكبشين أملحين أقرنين عظيمين موجوءين فأضجع أحدهما فقال بسم الله والله أكبر اللهم هذا عن محمد ثم أضجع الآخر فقال بسم الله والله أكبر اللهم هذا عن محمد وأمته ممن شهد لك بالتوحيد وشهد لي بالبلاغ فذبحه
18828 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو أحمد بكر بن محمد بن حمدان الصيرفي بمرو ثنا أبو قلابة ثنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو العقدي ثنا زهير بن محمد عن بن عقيل عن علي بن الحسين عن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا ضحى اشترى كبشين سمينين أملحين أقرنين فإذا خطب وصلى قام في مصلاه فذبح أحد الكبشين هو بنفسه بالحربة ويقول هذا عن أمتي جميعا من شهد لك بالتوحيد وشهد لي بالبلاغ ثم أتى بالآخر فذبحه قال اللهم هذا عن محمد وآل محمد ثم يطعمها جميعا للمساكين ويأكل هو وأهله منهما فمكثنا سنين قد كفى الله المؤنة والغرم برسول الله صلى الله عليه و سلم ليس أحد من بني هاشم يضحي
18829 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو عتبة ثنا بقية ثنا عثمان بن زفر الجهني حدثني أبو الأسد السلمي عن أبيه عن جده قال : كنت سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فأمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم فجمع كل رجل منا درهما فاشترينا أضحية بسبعة دراهم فقلنا يا رسول الله لقد أغلينا بها فقال النبي صلى الله عليه و سلم إن أفضل الضحايا أغلاها وأنفسها فأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم رجلا يأخذ بيد ورجلا بيد ورجلا برجل ورجلا بقرن ورجلا بقرن وذبحها السابع وكبرنا عليها جميعا
18830 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو أسامة ثنا موسى بن أيوب النصيبي كنيته أبو عمران ثنا بقية بن الوليد قال : سألني حماد بن زيد ويزيد بن هارون بمكة منذ عشرين سنة قال بقية وسمعته قبل أن أحدثهما بأربعين سنة فقلت حدثني عثمان بن زفر قال حدثني أبو الأسد السلمي عن أبيه عن جده قال كنت سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فأمرنا فجمع كل رجل منا درهما فاشترينا أضحية بسبعة دراهم وأمر أن يأخذ وذكر الحديث قال بقية قلت لحماد بن زيد من السابع قال لا أدري قلت رسول الله صلى الله عليه و سلم
18831 -
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا عباس بن عبد الله الترقفي ثنا أبو عبد الرحمن المقرئ ثنا سعيد هو بن أبي أيوب حدثني أبو عقيل زهرة بن معبد عن جده عبد الله بن هشام وكان قد أدرك النبي صلى الله عليه و سلم : فذهبت به أمه زينب بنت حميد إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت يا رسول الله بايعه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم هو صغير فمسح رأسه ودعا له قال وكان يضحي بالشاة الواحدة عن جميع أهله رواه البخاري في الصحيح عن المقرئ
18832 -
أخبرنا أبو أحمد المهرجاني العدل أنبأ أبو بكر محمد بن جعفر المزكي ثنا محمد بن إبراهيم البوشنجي ثنا بن بكير ثنا مالك عن عمارة بن صياد عن عطاء بن يسار أن أبا أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال : كنا نضحي بالشاة الواحدة فيذبحها الرجل عنه وعن أهل بيته ثم تباهى الناس بعد فصارت مباهاة
18833 -
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان حدثني عيسى بن محمد أنبأ عمرو بن الربيع بن طارق عن رشدين بن سعد عن عقيل عن بن شهاب عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه : أنه كان يضحي عن أهل بيته بشاة
18834 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ أبو الحسن علي بن محمد المصري ثنا بن أبي مريم ثنا الفريابي ثنا سفيان عن بيان عن الشعبي عن أبي سريحة الغفاري حذيفة بن أسيد رضي الله عنه قال : حملني أهلي على الجفاء بعد ما علمت من السنة كان أهل البيت يضحون بالشاة فالآن يبخلنا جيراننا يقولون إنه ليس عليه ضحية
18835 -
أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو عثمان البصري ثنا محمد بن عبد الوهاب أنبا يعلى بن عبيد ثنا سفيان عن خالد عن عكرمة قال : كان أبو هريرة رضي الله عنه يجيء بالشاة فيقول أهله وعنا فيقول وعنكم 4
باب لا يجزئ الجذع إلا من الضأن وحدها ويجزي الثني من المعز والإبل والبقر 18836 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن سلمان ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا أحمد بن يونس ثنا زهير ثنا أبو الزبير عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا تذبحوا إلا مسنة إلا أن يعسر عليكم فتذبحوا جذعة من الضأن رواه مسلم في الصحيح عن أحمد بن يونس
18837 -
أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري بطوس ثنا أبو بكر بن محمويه العسكري ثنا جعفر بن محمد القلانسي ثنا آدم بن أبي إياس ثنا شعبة ثنا زبيد الأيامي قال سمعت الشعبي يحدث عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن نصلي ثم نرجع فننحر فمن فعل ذلك فقد أصاب السنة ومن نحر قبل الصلاة فإنما هو لحم قدمه لأهله ليس من النسك في شيء فقال رجل من الأنصار يقال له أبو بردة بن نيار يا رسول الله إني قد ذبحت وعندي جذعة خير من مسنة فقال له اجعلها مكانها ولن توفي أو لن تجزي عن أحد بعدك رواه البخاري في الصحيح عن آدم وأخرجه مسلم من وجه آخر عن شعبة
18838 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب حدثني محمد بن عبد السلام ثنا يحيى بن يحيى أنبأ خالد بن عبد الله عن مطرف عن عامر عن البراء رضي الله عنه قال : ضحى خالي أبو بردة قبل الصلاة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم تلك شاة لحم فقال يا رسول الله إن عندي جذعة من المعز فقال ضح بها ولا تصلح لغيرك رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى
18839 -
وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا مسدد ثنا خالد فذكره بإسناده نحوه إلا أنه قال فقال : يا رسول الله إن عندي داجن جذعة من المعز فقال اذبحها ولا يصلح لغيرك رواه البخاري في الصحيح عن مسدد
18840 -
أخبرنا أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو أحمد بكر بن محمد الصيرفي بمرو ثنا عبد الصمد بن الفضل البلخي ثنا مكي بن إبراهيم قالا ثنا هشام عن يحيى بن أبي كثير عن بعجة الجهني عن عقبة بن عامر قال : قسم رسول الله صلى الله عليه و سلم أضاحي بين أصحابه فصارت لعقبة جذعة فقلت يا رسول الله إنه صارت لي جذعة فقال ضح بها لفظ حديث مكي رواه البخاري في الصحيح عن معاذ بن فضالة عن هشام وأخرجه مسلم من وجه آخر عن هشام
18841 -
أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني الحسن بن سفيان ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : أعطاني رسول الله صلى الله عليه و سلم غنما أقسمها ضحايا على أصحابه فبقي منها عتود فذكرته لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ضح بها أنت رواه البخاري في الصحيح عن قتيبة وغيره قال أبو عبيد العتود من أولاد المعز وهو ما قد شب وقوي قال الشيخ رحمه الله وهذا إذا كان من المعز فالجذعة من المعز لا تجزي لغيره فكأنها كانت رخصة له وقد روي ذلك في حديث الليث
18842 -
وذلك فيما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه وأبو بكر بن جعفر المزكي قالا ثنا أبو عبد الله البوشنجي ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير ثنا الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير مرثد بن عبد الله اليزني عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : أعطاني رسول الله صلى الله عليه و سلم غنما أقسمها ضحايا بين أصحابي فبقي عتود منها قال ضح بها أنت ولا أرخصه لأحد فيها بعد فهذه الزيادة إذا كانت محفوظة كانت رخصة له كما رخص لأبي بردة بن نيار
18843 -
وعلى مثل هذا يحمل ما أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين العلوي أنبأ محمد بن الحسين القطان ثنا أبو الأزهر السليطي ثنا أحمد بن خالد الوهبي ثنا محمد بن إسحاق ح وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن صدران ثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى ثنا محمد بن إسحاق حدثني عمارة بن عبد الله بن طعمة عن سعيد بن المسيب عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال : قسم رسول الله صلى الله عليه و سلم في أصحابه غنما فأعطاني عتودا جذعا فقال ضح به فقلت إنه جذع من المعز أضحي به قال نعم ضح به فضحيت به لفظ حديث الوهبي وليس في رواية أبي داود من المعز
18844 -
وقد أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو الحسن علي بن محمد المصري ثنا بن أبي مريم ثنا الفريابي ثنا سفيان عن أسامة بن زيد عن رجل عن سعيد بن المسيب عن رجل من جهينة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : الجذع من الضأن يجزئ في الأضاحي
18845 -
وأخبرنا أبو الحسين بن بشران أنبأ أبو الحسن المصري ثنا يحيى بن عثمان بن صالح ثنا سعيد بن أبي مريم ثنا بكر بن مضر ثنا عمرو بن الحارث عن بكير بن عبد الله عن معاذ بن عبد الله حدثه عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : ضحينا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم بجذاع من الضأن ورواه وكيع وبن وهب عن أسامة بن زيد الليثي عن معاذ بن عبد الله بن خبيب الجهني قال سألت سعيد بن المسيب عن الجذع من الضأن فقال ضح به
18846 -
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا الباغندي ثنا قبيصة ثنا سفيان عن عاصم بن كليب عن أبيه قال كنا في غزاة معنا أو علينا مجاشع بن مسعود صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم فعزت الغنم فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : يوفي الجذع مما يوفي منه الثني
18847 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنبأ أبو الحسن المصري ثنا بن أبي مريم ثنا الفريابي ثنا سفيان عن عاصم بن كليب عن أبيه عن رجل قال كان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم : أنهم كانوا مع مجاشع السلمي فعزت الأضاحي فقام رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول يوفي الجذع من الضأن ما توفي الثنية أراه قال من المعز شك سفيان كذا في هذه الرواية
18848 -
وقد أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ عبد الرحمن بن حمدان الجلاب ثنا هلال بن العلاء الرقي ثنا أبو حذيفة ثنا سفيان عن عاصم بن كليب عن أبيه قال : كنا في غزاة مع رجل من بني سليم يقال له مجاشع فعزت الغنم فأمر مناديا فنادى إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الجذع من الضأن يفي ما تفي منه الثنية أخرجه أبو داود في كتاب السنن من حديث عبد الرزاق عن الثوري
18849 -
وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا تمتام ثنا أبو حذيفة ثنا سفيان عن عاصم بن كليب عن أبيه قال كان رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم يقال له مجاشع بن مسعود السلمي عزت الغنم فأمر مناديا فنادى إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : إن الجذع من الضأن يوفي مما توفي منه الثنية
18850 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا وهب بن جرير ثنا شعبة عن عاصم بن كليب عن أبيه عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم من جهينة أو مزينة : أنهم كانوا مع النبي صلى الله عليه و سلم قبل الأضحى بيوم أو يومين فكانوا يعطون الشاتين بالثنية قال رسول الله صلى الله عليه و سلم الجذعة تجزي مما تجزي منه الثنية
18851 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ ثنا الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا محمد بن أبي بكر ثنا يحيى بن سعيد ثنا محمد بن أبي يحيى حدثتني أمي عن أم بلال أمرأة من أسلم وكان أبوها يوم الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه و سلم قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ضحوا بالجذع من الضأن فإنه جائز
18852 -
ورواه أبو ضمرة عن محمد بن أبي يحيى عن أمه قالت أخبرتني أم بلال بنت هلال أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : يجوز الجذعة من الضان أضحية
18853 -
أخبرناه أبو بكر بن الحارث أنبأ أبو محمد بن حيان ثنا عبيد الله بن محمد بن سواد ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي ثنا أبو ضمرة : فذكره
18854 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا سعدان بن نصر ثنا وكيع أنبأ عثمان بن واقد العمري أنبأ كدام بن عبد الرحمن بن كدام عن أبي كباش قال : جلبت غنما جذعانا إلى المدينة فكسدت علي فلقيت أبا هريرة رضي الله عنه فأخبرته فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول نعم أو نعمت الأضحية الجذع من الضأن قال فانتهبها الناس بلغني عن أبي عيسى الترمذي أنه قال قال البخاري رواه غير عثمان بن واقد عن أبي هريرة موقوفا
18855 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الحسن علي بن محمد بن عقبة الشيباني بالكوفة ثنا محمد بن أحمد بن برد الأنطاكي ثنا إسحاق بن إبراهيم الحنيني قال ذكره هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه و سلم يوم الأضحى فقال كيف رأيت نسكنا هذا قال لقد باهى به أهل السماء واعلم يا محمد أن الجذع من الضأن خير من الثنية من الإبل والبقر ولو علم الله ذبحا أفضل منه لفدى به إبراهيم عليه السلام ورواه أيضا أبو جعفر السمناني عن إسحاق زاد فيه والجذع من الضأن خير من الثنية من المعز وإسحاق ينفرد به وفي حديثه ضعف
18856 -
أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الحميد الحارثي ثنا أبو أسامة عن الوليد بن كثير حدثني يزيد بن عبد الله بن قسيط أن سعيد بن المسيب حدثه أن بعض أزواج رسول الله صلى الله عليه و سلم كانت تقول : لأن أضحي بجذع من الضأن أحب إلي من أضحي بمسنة من المعز ورواه محمد بن إسحاق بن يسار عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن بن المسيب عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه و سلم
18857 -
أخبرنا الفقيه أبو الفتح أنبأ عبد الرحمن الشريحي أنبأ أبو القاسم البغوي ثنا عبد الأعلى بن حماد ثنا حماد بن سلمة عن قتادة عن مطرف عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال : لو يرد علينا ألف من الشاء لما أضحي إلا بجذع من الضأن
18858 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني أنبأ إسماعيل بن خليل أنبأ علي بن مسهر أنبأ محمد يعني بن أبي ليلى عن الحكم عن عباد بن أبي الدرداء عن أبيه قال : أهدي لرسول الله صلى الله عليه و سلم كبشان جذعان أملحان فضح بهما
18859 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا محمد بن أبي بكر ثنا عبد الكبير الحنفي ثنا عبد الله بن نافع عن أبيه عن بن عمر رضي الله عنهما : أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يضحي بالمدينة بالجزور أحيانا وبالكبش إذا لم يجد جزورا
18860 -
حدثنا أبو عبد الرحمن السلمي إملاء أنبأ جدي أبو عمرو يعني إسماعيل بن نجيد السلمي أنبا أبو مسلم الكجي ثنا أبو عاصم النبيل عن سفيان عن بن أبي ليلى عن الحكم عن مقسم عن بن عباس رضي الله عنهما : أن النبي صلى الله عليه و سلم أهدي مائة بدنة فيها جمل لأبي جهل بن هشام في أنفه برة من فضة قد مضى سائر طرقه في آخر كتاب الحج وفيه إن ثبت دلالة على جواز الذكر في الهدايا والضحايا والله أعلم 5
باب ما جاء في أفضل الضحايا قال الشافعي رحمه الله إذا كانت الضحايا إنما هو دم يتقرب به فخير الدماء أحب إلي وقد زعم بعض المفسرين أن قول الله عز و جل { ذلك ومن يعظم شعائر الله } استسمان الهدي واستحسانه قال الشافعي رحمه الله وسئل رسول الله صلى الله عليه و سلم أي الرقاب أفضل فقال أغلاها ثمنا وأنفسها عند أهلها
18861 -
أخبرناه أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو بكر محمد بن الحسن بن الحسين القطان ثنا علي بن الحسن بن أبي عيسى ثنا عبيد الله بن موسى ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن أبي مراوح الغفاري عن أبي ذر رضي الله عنه قال : سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم أي العمل أفضل قال إيمان بالله وجهاد في سبيله قلت أي الرقاب أفضل قال أغلاها ثمنا وأنفسها عند أهلها قال قلت فإن لم أفعل قال تعين صانعا أو تصنع لأخرق قلت فإن لم أفعل قال تدع الناس من الشر فإنها صدقة تصدق بها على نفسك رواه البخاري في الصحيح عن عبيد الله بن موسى وأخرجه مسلم من وجه آخر عن هشام
18862 -
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا محمد بن خلف بن هشام ثنا خلف ثنا بقية بن الوليد عن عثمان بن زفر أخبرني أبو الأسود الأنصاري عن أبيه عن جده قال خلف وسماه بقية قال : كنت سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر الحديث في الأضحية قال فقال يعني النبي صلى الله عليه و سلم إن أحب الضحايا إلى الله أغلاها وأسمنها
18863 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني عبد الله بن محمد الصيدلاني ثنا إسماعيل بن قتيبة ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن عطاء عن بن عباس رضي الله عنهما : ثمانية أزواج من الضأن اثنين ومن المعز اثنين قال الأزواج الثمانية من الإبل والبقر والضأن والمعز على قدر الميسرة فما عظمت فهو أفضل 6
باب ما يستحب أن يضحى به من الغنم 18864 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا إسماعيل بن أحمد أنبأ محمد بن الحسن بن قتيبة ثنا حرملة أنبأ بن وهب أنبأ حيوة أخبرني أبو صخر عن بن قسيط عن عروة بن الزبير عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه و سلم : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أمر بكبش أقرن يطأ في سواد وينظر في سواد ويبرك في سواد فاتي به ليضحي به وذكر الحديث رواه مسلم في الصحيح عن هارون بن معروف عن بن وهب
18865 -
أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب أنبا أبو بكر الإسماعيلي أخبرني أبو القاسم البغوي ثنا خلف بن هشام ثنا عبد الوهاب عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم انكفأ إلى كبشين أقرنين أملحين فذبحهما بيده رواه البخاري في الصحيح عن قتيبة عن عبد الوهاب
18866 -
أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن أنبأ محمد بن علي بن دحيم ثنا محمد بن الحسين الحنيني ثنا عمر بن حفص بن غياث ثنا أبي ح وأخبرنا أبو بكر القاضي أنبأ محمد بن علي ثنا محمد بن الحسين ثنا الفضل بن دكين ثنا حفص يعني بن غياث عن جعفر بن محمد عن أبيه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : ضحى رسول الله صلى الله عليه و سلم بكبش أقرن فحيل يأكل في سواد ويشرب في سواد وينظر في سواد ويمشي في سواد ويبطن في سواد لفظ حديث الفضل
18867 -
أخبرنا أبو علي الروذباري أنبا محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا إبراهيم بن موسى الرازي ثنا عيسى ثنا محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي عياش عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : ذبح النبي صلى الله عليه و سلم يوم الذبح كبشين أقرنين أملحين موجئين
18868 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ محمد بن غالب ثنا أبو حذيفة ثنا سفيان عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة رضي الله عنها أو أبي هريرة رضي الله عنه الشك من سفيان : قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا ضحى دعا بكبشين عظيمين سمينين أملحين موجئين أقرنين فذبح أحدهما عن أمته من شهد له بالبلاغ وشهد لله بالتوحيد ويذبح الآخر عن محمد وآل محمد
18869 -
أخبرنا أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ أبو محمد بن حيان حدثني بيان بن أحمد القطان ثنا داود بن رشيد ثنا الوليد عن عفير بن معدان ثنا سليم بن عامر عن أبي أمامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : خير الضحايا الكبش الأقرن وروي عن عبادة بن نسي عن أبيه عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال خير الضحايا الكبش الأقرن وخير الكفن الحلة وقد مضى في كتاب الجنائز
18870 -
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا عبيد بن شريك ثنا أبو الجماهر ثنا عبد العزيز عن أبي ثفال المري عن رباح بن عبد الله عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : دم عفراء أحب إلى الله من دم سوداوين ورواه الثوري عن توبة العنبري عن سلمى يعني بن عتاب قال سمعت أبا هريرة رضي الله عنه قال لدم بيضاء أحب إلي من دم سوداوين قال البخاري ويرفعه بعضهم ولا يصح
18871 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا عمرو بن مرزوق أنبأ شعبة عن أبي إسحاق سمع هبيرة وعمارة بن عبد قالا سمعنا عليا رضي الله عنه وهو يقول : ثنيا فصاعدا واستسمن فإن أكلت أكلت طيبا وإن أطعمت أطعمت طيبا
18872 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا علي بن حمشاذ أخبرني يزيد بن الهيثم أن إبراهيم بن الليث حدثهم ثنا الأشجعي عن سفيان عن عاصم بن سليمان عن محمد بن سيرين عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال : الثني أحب إلي من الهرم الله أحق بالفتاء والكرم أحبه إلي من الثني أحبه إلى أن أضحي به هذا موقوف
18873 -
وقد أخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه أنبأ أبو محمد بن حيان ثنا إبراهيم بن متويه ثنا أحمد بن منيع ثنا عباد بن العوام ثنا عمر بن عامر ثنا الحجاج بن الحجاج عن سلمة بن جنادة عن سنان بن سلمة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : الله أحق بالفتاء والوفاء اشترها جذعة سمينة فأنسك بها عنك يعني ضح 7
باب ما ورد النهي عن التضحية به 18874 - أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان ثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك بن أنس عن عمرو بن الحارث عن عبيد بن فيروز عن البراء بن عازب رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم سئل ماذا يتقى من الضحايا فأشار بيده فقال أربعا وكان البراء يشير بيده ويقول ويدي أقصر من يد رسول الله صلى الله عليه و سلم العرجاء البين ظلعها والعوراء البين عورها والمريضة البين مرضها والعجفاء التي لا تنقى
18875 -
أخبرنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن قتادة أنبا علي بن الفضل بن محمد بن عقيل الخزاعي أنبأ أبو شعيب الحراني ثنا علي بن المديني قال عبيد بن فيروز هذا من أهل مصر ولم ندر ألقيه عمرو بن الحارث أم لا فنظرنا فإذا عمرو بن الحارث لم يسمعه من عبيد بن فيروز :
18876 -
أخبرنا أبو نصر أنبأ علي أنبأ أبو شعيب ثنا علي قال فحدثنا روح بن عبادة ثنا أسامة بن زيد عن عمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب عن عبيد بن فيروز قال علي : ثم نظرنا فإذا يزيد بن أبي حبيب لم يسمعه من عبيد بن فيروز حدثنا عبد الأعلى عن محمد بن إسحاق أنه حدثهم عن يزيد بن أبي حبيب عن سليمان بن عبد الرحمن عن عبيد بن فيروز قال علي فإذا الحديث يدور علي حديث شعبة
18877 -
يريد ما أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر بن أحمد ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة عن سليمان بن عبد الرحمن قال سمعت عبيد بن فيروز قال : سألت البراء بن عازب رضي الله عنه ما كره رسول الله صلى الله عليه و سلم أو نهى عنه من الأضاحى فقال قام رسول الله صلى الله عليه و سلم هكذا ويدي أقصر من يده أربع لا يجزين العوراء البين عورها والمريضة البين مرضها والعرجاء البين ظلعها والكسيرة التي لا تنقى قلت إني أكره أن يكون في السن نقص أو في الأذن نقص فقال فما كرهت منه فدعه ولا تحرمه على أحد
18878 -
أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبا علي بن الفضل الخزاعي أنبأ أبو شعيب ثنا علي بن المديني ثنا يحيى بن سعيد ثنا شعبة حدثني سليمان بن عبد الرحمن عن عبيد بن فيروز : فذكر الحديث بنحوه ولم يذكر سماع سليمان بن عبد الرحمن من عبيد قال علي ثم نظرنا فإذا سليمان بن عبد الرحمن لم يسمعه من عبيد بن فيروز
18879 -
أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ علي أنبأ أبو شعيب ثنا علي ح وأخبرنا أبو الحسن بن أبي المعروف الإسفرائيني بها أنبأ بشر بن أحمد ثنا أحمد بن الحسين بن نصر الحذاء ثنا علي بن عبد الله ثنا عثمان بن عمر ثنا ليث بن سعد ثنا سليمان بن عبد الرحمن عن القاسم مولى خالد بن يزيد بن معاوية عن عبيد بن فيروز قال : سألت البراء رضي الله عنه قلت حدثني ما كره رسول الله صلى الله عليه و سلم من الضحايا قال أربع ويدي أقصر من يد رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أربع لا تجوز العوراء البين عورها والمريضة البين مرضها والعرجاء البين ظلعها والعجفاء التي لا تنقى قال علي فإذا الحديث حديث ليث قال علي قال عثمان فقلت لليث بن سعد يا أبا الحارث إن شعبة يروي هذا الحديث عن سليمان بن عبد الرحمن سمع عبيد بن فيروز قال لا إنما حدثنا به سليمان عن القاسم مولى خالد عن عبيد بن فيروز قال عثمان بن عمر فلقيت شعبة فقلت إن ليثا حدثنا بهذا الحديث عن سليمان بن عبد الرحمن عن القاسم عن عبيد بن فيروز وجعل مكان الكسير التي لا تنقى العجفاء التي لا تنقى قال فقال شعبة هكذا حفظته كما حدثت به كذا رواه عثمان بن عمر عن ليث بن سعد
18880 -
وقد أخبرنا عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة أنبأ أبو الحسن بن عبدة ثنا محمد بن إبراهيم العبدي ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير حدثني الليث بن سعد عن سليمان بن عبد الرحمن عن عبيد بن فيروز مولى بني شيبان عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال : سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم ما يتقى من الضحايا فقال أربع وأشار بيده فقال يدي أقصر من يد رسول الله صلى الله عليه و سلم العوراء البين عورها والعرجاء البين ظلعها والمريضة البين مرضها والعجفاء التي لا تنقى قال فقلت للبراء فإني أكره النقص في القرن والأذن والسن قال فاكره لنفسك ما شئت ولا تحرم ذلك على أحد وكذلك رواه أبو الوليد الطيالسي عن الليث بن سعد لم يذكر القاسم في إسناده وكذلك رواه يزيد بن أبي حبيب وشعبة بن الحجاج عن سليمان بن عبد الرحمن وذكر شعبة سماع سليمان من عبيد بن فيروز وفيما بلغني عن أبي عيسى الترمذي عن محمد بن إسماعيل البخاري انه كان يميل إلى تصحيح رواية شعبة ولا يرضى رواية عثمان بن عمر والله أعلم
18881 -
أخبرنا أبو علي الروذباري أنبا محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا إبراهيم بن موسى ح قال وحدثنا علي بن بحر ثنا عيسى هو بن يونس المعني عن ثور حدثني أبو حميد الرعيني أخبرني يزيد ذو مصر قال أتيت عتبة بن عبد السلمي فقلت يا أبا الوليد : إني خرجت ألتمس الضحايا فلم أجد شيئا يعجبني غير ثرماء فكرهتها فما تقول قال أفلا جئتني بها قلت سبحان الله تجوز عنك ولا تجوز عني قال نعم إنك تشك ولا أشك إنما نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن المصفرة والمستأصلة والبخقاء والمشيعة والكسراء فالمصفرة التي تستأصل أذنها حتى يبدو صماخها والمستأصلة التي استؤصل قرنها من أصله والبخقاء التي تبخق عينها والمشيعة التي لا تتبع الغنم عجفا وضعفا والكسراء الكسير
18882 -
أخبرنا الحسين بن محمد الروذباري ثنا عبد الله بن عمر بن أحمد بن شوذب بواسط ثنا شعيب بن أيوب ثنا ح وأخبرنا أبو بكر بن الحسن القاضي أنبأ أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم ثنا أحمد بن حازم أنبا عبيد الله بن موسى أنبأ إسرائيل عن إسحاق عن شريح بن النعمان عن علي رضي الله عنه قال : أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن نستشرف العين والأذن وأن لا نضحي بمقابلة ولا مدابرة ولا شرقاء ولا خرقاء قال المقابلة ما قطع طرف أذنها والمدابرة ما قطع من جانب الأذن والشرقاء المشقوقة والخرقاء المثقوبة الأذنين
18883 -
أخبرنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة أنبأ أبو الحسن محمد بن الحسن بن أحمد بن إسماعيل السراج ثنا أبو شعيب الحراني أخبرني أحمد بن عبد الملك بن واقد الحراني ثنا زهير ثنا أبو إسحاق عن شريح بن النعمان قال أبو إسحاق وكان رجلا صدوقا عن علي رضي الله عنه فذكره : بمثله زاد وأن لا نضحي بالعوراء قال زهير قلت لأبي إسحاق وذكر عضباء قال قلت ما المقابلة قال يقطع طرفا الأذن قلت ما المدابرة قال يقطع مؤخرا الأذن قلت ما الشرقاء قال تشق الأذن قلت ما الخرقاء قال تخرق أذنها السمة
18884 -
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة عن قتادة عن جري بن كليب سمع عليا رضي الله عنه يقول : نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يضحى بعضباء الأذن والقرن قال قتادة وسالت سعيد بن المسيب عن العضب فقال النصف فما زاد
18885 -
وأخبرنا أبو بكر أنبا عبد الله ثنا يونس ثنا أبو داود عن أبي عوانة عن جابر عن عبد الله بن نجي عن علي رضي الله عنه قال : نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن عضباء الأذن والقرن كذا في هاتين الروايتين والأولى أمثلهما والأخرى أضعفهما وقد روي عن علي رضي الله عنه موقوفا خلاف ذلك في القرن
18886 -
أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ عبد الله بن عمر بن أحمد بن شوذب ثنا شعيب بن أيوب ثنا قبيصة ثنا سفيان عن سلمة بن كهيل عن حجية بن عدي قال حجية : كنا عند علي رضي الله عنه فأتاه رجل فقال البقرة فقال عن سبعة قال القرن قال لا يضرك قال العرج قال إذا بلغت المنسك أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن نستشرف العين والأذن
18887 -
وأخبرنا أبو علي أنبأ بن شوذب ثنا شعيب ثنا يحيى بن آدم عن حسن بن صالح ثنا سلمة بن كهيل عن حجية بن عدي عن علي رضي الله عنه : أنه سئل عن البقرة فقال من سبعة قال مكسورة القرن قال لا تضرك قال العرجاء قال إذا بلغت المنسك أمرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن نستشرف العين والأذن فهذا يدل على أن المراد بالأول إن صح التنزيه في القرن قال الشافعي رحمه الله وليس في القرن نقص يعني ليس في نقصه أو فقده نقص في اللحم 8
باب ما جاء في الصغيرة الأذن 18888 - أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبا أبو الحسن الكارزي ثنا علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد ثنا هشيم أنبأ أبو حمزة عن بن عباس رضي الله عنهما أنه : كان لا يرى بأسا أن يضحى بالصمعاء قال أبو عبيد قال الأصمعي الصمعاء هي الصغيرة الأذن 9
باب وقت الأضحية 18889 - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله ثنا سليمان بن حرب ثنا شعبة عن زبيد عن الشعبي عن البراء رضي الله عنه قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه و سلم في يوم نحر فقال إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن نصلي ثم نرجع فننحر فمن فعل ذلك فقد أصاب سنتنا ومن ذبح قبل أن يصلي فإنما هو لحم عجله لأهله ليس من النسك في شيء يعني فقام خالي أبو بردة بن نيار فقال يا رسول الله أنا ذبحت قبل أن أصلي وعندي جذعة خير من مسنة فقال أجعلها مكانها أو قال اذبحها ولن توفي عن أحد بعدك
18890 -
وأخبرنا علي أنبأ أحمد ثنا أبو مسلم ثنا حجاج بن منهال ثنا شعبة : فذكره بإسناده نحوه وقال اجعلها مكانها ولن تجزي أو توفي عن أحد بعدك رواه البخاري في الصحيح عن سليمان بن حرب وحجاج بن منهال وأخرجه مسلم من وجه آخر عن شعبة
18891 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبا عبد الصمد بن علي بن مكرم البزاز ثنا محمد بن غالب ثنا موسى بن إسماعيل أنبأ أبو عوانة أنبأ فراس عن عامر عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال : صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم فقال من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا فلا يذبح حتى ينصرف فقام أبو بردة بن نيار فقال يا رسول الله فعلت فقال هو شيء عجلته قال فإن عندي جذعة هي خير من مسنتين ءأذبحها قال نعم ولا تجزي عن إنسان بعدك قال عامر فهي خير نسيكتين رواه البخاري في الصحيح عن موسى بن إسماعيل
18892 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه ثنا محمد بن أيوب أنبأ مسدد ثنا أبو الأحوص ثنا منصور بن المعتمر عن الشعبي عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم النحر بعد الصلاة فقال : من صلى صلاتنا ونسك منسكنا فقد أصاب النسك ومن نسك قبل الصلاة فتلك شاة لحم فقام أبو بردة بن دينار فقال يا رسول الله والله لقد نسكت قبل أن اخرج إلى الصلاة وقد عرفت أن اليوم يوم أكل وشرب فتعجلت وأكلت وأطعمت أهلي وجيراني فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم تلك شاة لحم قال فإن عندي عناقا جذعة خير من شاتي لحم فهل تجزي عني قال نعم ولن تجزي عن أحد بعدك رواه البخاري في الصحيح عن مسدد ورواه مسلم عن قتيبة وهناد عن أبي الأحوص
18893 -
وأخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا علي بن إبراهيم الواسطي ثنا يزيد بن هارون أنبا داود بن أبي هند عن عامر عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : لا يذبحن أحد قبل أن يصلي فقام إليه خالي فقال يا رسول الله إن هذا اليوم فيه اللحم كثير وإني ذبحت نسيكتي ليأكل أهلي وجيراني وإن عندي عناق لبن خير من شاة لحم فأذبحها قال نعم ولا تجزي جذعة عن أحد بعدك وهي خير نسيكتك أخرجه مسلم في الصحيح من وجهين آخرين عن داود واستشهد به البخاري
18894 -
وقال مطرف عن عامر الشعبي عن البراء رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه و سلم : من ضحى قبل الصلاة فإنما ذبح لنفسه ومن ذبح بعد الصلاة فقد تم نسكه وأصاب سنة المسلمين
18895 -
أخبرناه أبو عبد الله الحافظ أنبا أبو عبد الله محمد بن يعقوب حدثني محمد بن عبد السلام ثنا يحيى بن يحيى أنبا خالد بن عبد الله عن مطرف : فذكره رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى ورواه البخاري عن مسدد عن خالد
18896 -
أخبرناه أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة عن سلمة بن كهيل قال سمعت أبا جحيفة يحدث عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال : ذبح أبو بردة قبل الصلاة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أبدلها فقال يا رسول الله ليس عندي إلا جذعة خير من مسنة قال اجعلها مكانها ولن تجزي أو توفي عن أحد بعدك أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح من حديث شعبة
18897 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو الحسن علي بن محمد بن سختويه ثنا تميم بن محمد ثنا محمد يعني بن عبيد بن حساب ثنا حماد ثنا أيوب وهشام عن محمد عن أنس بن مالك رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم صلى ثم خطب فأمر من كان ذبح قبل الصلاة أن يعيد ذبحا قال فقام رجل من الأنصار فقال إن جيراني بهم فاقة أو قال خصاصة فذبحت قبل الصلاة وعندي عناق هي أحب إلي من شاتي لحم قال فرخص له فإن كانت رخصة له كان ذلك وإلا فلا علم لي ثم انكفأ إلى كبشين أملحين يعني فذبحهما وتفرق الناس إلى غنيمة فتجزعوها رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن عبيد بن حساب ورواه البخاري عن حامد بن عمر عن حماد بن زيد إلى قوله فرخص له
18898 -
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني ثنا أبو سعيد بن الأعرابي وأنبا أبو الحسين بن بشران أنبا إسماعيل بن محمد الصفار قالا ثنا سعدان بن نصر ثنا سفيان بن عيينة عن الأسود بن قيس قال سمعت جندب بن سفيان رضي الله عنه يقول : شهدت الأضحى مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فقام رجل فقال إن ناسا ذبحوا قبل الصلاة فقال من ذبح منكم قبل الصلاة فليعد ذبيحته ومن لا فليذبح على اسم الله لفظ حديث بن الأعرابي وفي رواية الصفار فعلم أن ناسا وقال فليعد أضحيته ومن لم يكن فليذبح على اسم الله رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم وبن أبي عمر عن سفيان ففي هذه الأخبار دلالة على أن من ذبح قبل صلاة النبي صلى الله عليه و سلم فليس من النسك في شيء
18899 -
وقد أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا أحمد بن حنبل ثنا أبو المغيرة ثنا صفوان ثنا يزيد بن خمير الرحبي قال : خرج عبد الله بن بسر صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم مع الناس في يوم عيد فطر أو أضحى فأنكر إبطاء الإمام وقال إنا كنا فرغنا ساعتنا هذه وذلك حين التسبيح وروينا عن الحسن البصري أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يغدو إلى الأضحى والفطر حين تطلع الشمس فيتتام طلوعها فالنبي صلى الله عليه و سلم كان يصلي صلاة العيد في أول الوقت فمن كان ذبح قبل صلاة النبي صلى الله عليه و سلم وأكل وأطعم أهله وجيرانه كما روينا في حديث أبي بردة بن نيار كان ذبحه واقعا قبل أن يحل وقته وذلك لا يجوز فلذلك أمر بالإعادة فمن ضحى بالوقت الذي يحل فيه الصلاة ويمضي مقدار صلاة النبي صلى الله عليه و سلم وخطبته أجزأت أضحيته إن شاء الله 10
باب من شاء من الآئمة ضحى في مصلاه ومن شاء في منزله 18900 - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا عبيد بن شريك ثنا يحيى بن بكير ثنا الليث حدثني كثير بن فرقد عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يذبح وينحر بالمصلى رواه البخاري في الصحيح عن يحيى بن بكير
18901 -
أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو حامد بن بلال ثنا أبو الأزهر ثنا أبو أسامة ثنا أسامة بن زيد عن ح وأخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان العامري ثنا أبو أسامة عن أسامة بن زيد الليثي قال حدثنا نافع عن بن عمر رضي الله عنهما قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يذبح أضحيته بالمصلى قال نافع وكان بن عمر يفعله لفظ حديث العامري وفي حديث أبي الأزهر أن النبي صلى الله عليه و سلم كان
18902 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا إبراهيم بن إسماعيل العنبري ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ خالد بن الحارث الهجيمي ثنا عبيد الله عن نافع قال : كان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ينحر في المنحر قال عبيد الله منحر رسول الله صلى الله عليه و سلم قال عبيد الله وكان القاسم ينحر في أهله رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن أبي بكر المقدمي وإسحاق بن إبراهيم عن خالد بن الحارث دون فعل القاسم 11
باب الذكاة في المقدور عليه ما بين اللبة والحلق 18903 - أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر أحمد بن الحسن قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب قال سمعت سفيان بن سعيد يحدث عن أيوب بن أبي تميمة السختياني عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه : قال الذكاة في الحلق واللبة
18904 -
أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم الاردستاني أنبا أبو نصر العراقي ثنا سفيان بن محمد الجوهري ثنا علي بن الحسن ثنا عبد الله بن الوليد ثنا سفيان عن أيوب عن عبد الله بن سعيد عن سعيد بن جبير عن بن عباس رضي الله عنهما قال : الذكاة في الحلق واللبة
18905 -
وبإسناده ثنا سفيان عن أيوب عن يحيى بن أبي كثير عن فرافصة الحنفي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه : قال الذكاة في الحلق واللبة ولا تعجلوا الأنفس أن تزهق وقد روي هذا من وجه ضعيف مرفوعا وليس بشيء
18906 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا تمتام ثنا محمد بن مقاتل المروزي ح وأخبرنا أبو عثمان سعيد بن محمد بن محمد بن عبدان النيسابوري ثنا أبو الحسن محمد بن محمد بن الحسن الكارزي إملاء أنبأ أبو عبد الله محمد بن علي بن زيد الصائغ ثنا محمد بن مقاتل ثنا بن المبارك عن معمر عن عمرو بن عبد الله عن عكرمة عن بن عباس وأبي هريرة رضي الله عنهما قالا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا تأكلوا الشريطة فإنها ذبيحة الشيطان
18907 -
وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا الحسن بن عيسى مولى بن المبارك عن بن المبارك بهذا الإسناد قال : نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن شريطة الشيطان وهي التي تذبح فيقطع الجلد ولا تفرى الأوداج ثم تترك حتى تموت
18908 -
أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن زحر عن القاسم مولى عبد الرحمن عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : كل ما أفرى الأوداج ما لم يكن قرض ناب أو حز ظفر قال أبو العباس ليس في كتابي عن علي بن يزيد قال الشيخ رحمه الله وفي هذا الإسناد ضعف 12
باب الذبح في الغنم والبقر والفرس والطائر والنحر في الإبل قد مضت أحاديث في ذبح الغنم 18909 - أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن أبي المعروف الفقيه الإسفرائيني بها ثنا أبو سهل بشر بن أحمد الإسفرائيني ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار ثنا علي بن المديني أنبأ زهير أنبا أبو الزبير عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا تذبحوا إلا مسنة إلا أن تعسر عليكم فتذبحوا جذعة من الضأن رواه مسلم في الصحيح عن أحمد بن يونس عن زهير
18910 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو عثمان سعيد بن محمد بن محمد بن عبدان النيسابوري قالا ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن عبد الله أنبأ يعلى بن عبيد ثنا عبد الملك عن عطاء عن جابر رضي الله عنه قال : كنا نتمتع مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فنذبح البقرة عن سبعة أخرجه مسلم من وجه آخر عن عبد الملك بن أبي سليمان
18911 -
أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أنبأ محمد بن علوية ثنا هارون بن إسحاق ثنا عبدة عن هشام عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت : ذبحنا فرسا على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم ونحن بالمدينة فأكلنا رواه البخاري في الصحيح عن إسحاق عن عبدة بن سليمان
18912 -
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة وبن عيينة وحديث بن عيينة أتم عن عمرو بن دينار عن صهيب مولى بن عامر عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : من قتل عصفورا بغير حقه سأله الله يوم القيامة عنه قيل وما حقه قال يذبحه فيأكله ولا يقطع رأسه فيرمي به
18913 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ ثنا السري بن خزيمة ثنا موسى بن إسماعيل ثنا وهيب عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس رضي الله عنه فذكر الحديث في الإهلال وقال : ونحر رسول الله صلى الله عليه و سلم سبع بدنات بيده قائما وذبح بالمدينة كبشين أملحين أقرنين رواه البخاري في الصحيح عن موسى بن إسماعيل 13
باب جواز النحر فيما يذبح والذبح فيما ينحر استدلالا بما روينا عن عمر وبن عباس الذكاة في الحلق واللبة وقال عطاء بن أبي رباح يجزئ الذبح من النحر والنحر من الذبح في البقر والإبل
18914 -
وأخبرنا أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي ثنا عمران هو بن موسى ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا جرير وعبدة بن سليمان ح وأخبرنا أبو عمرو أنبأ أبو بكر أخبرني الحسن بن سفيان ثنا بن نمير ثنا أبي وحفص ووكيع كلهم عن هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت : نحرنا فرسا على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم فأكلناه وقال عبدة ذبحنا رواه البخاري في الصحيح عن قتيبة عن جرير قال وتابعه وكيع وبن عيينة عن هشام في النحر وأخرجه من حديث الثوري عن هشام في النحر وعن إسحاق عن عبدة في الذبح ورواه مسلم عن محمد بن عبد الله بن نمير عن ثلاثتهم في النحر وقد مضى في كتاب الحج عن عمرة عن عائشة رضي الله عنها في قصة الحج قالت فدخل علينا يوم النحر بلحم بقر فقلت ما هذا فقالوا نحر رسول الله صلى الله عليه و سلم عن أزواجه وفي رواية ذبح وكذلك اختلفت الرواية فيه عن أبي الزبير عن جابر ففي رواية نحر النبي صلى الله عليه و سلم عن أزواجه وفي رواية ذبح عن نسائه بقرة وفي رواية ذبح عن عائشة رضي الله عنها بقرة 14
باب كراهة النخع والفرس 18915 - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع بن سليمان قال قال الشافعي رحمه الله : ونهى عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النخع وأن تعجل الأنفس أن تزهق قال الشافعي رحمه الله والنخع ان تذبح الشاة ثم يكسر قفاها من موضع الذبح لنخعه ولمكان الكسر فيه أو تضرب ليعجل قطع حركتها فأكره هذا وقال ولم يحرمها ذلك لأنها ذكية
18916 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي ثنا أبو الحسن الكارزي ثنا علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد ثنا مروان بن معاوية عن هشام الدستوائي وحجاج بن أبي عثمان عن يحيى بن أبي كثير عن المعرور الكلبي عن عمر رضي الله عنه أنه : نهى عن الفرس في الذبيحة قال أبو عبيد قال أبو عبيدة الفرس هو النخع يقال منه فرست الشاة ونخعتها وذلك أن ينتهي بالذبح إلى النخاع وهو عظم في الرقبة ويقال أيضا بل هو الذي يكون في فقار الصلب شبيه بالمخ وهو متصل بالقفا يقول فنهى أن ينتهي بالذبح إلى ذلك قال أبو عبيد أما النخع فهو على ما قال أبو عبيدة وأما الفرس فقد خولف فيه يقال هو الكسر وإنما نهى أن يكسر رقبة الذبيحة قبل ان تبرد ومما يبين ذلك أن في الحديث ولا تعجلوا الأنفس حتى تزهق
18917 -
أخبرنا أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ ثنا إسماعيل بن موسى الحاسب ثنا جبارة حدثني عبد الحميد بن بهرام حدثني شهر هو بن حوشب عن بن عباس رضي الله عنهما : نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الذبيحة أن تفرس قبل أن تموت وهذا إسناد ضعيف 15
باب الذكاة بالحديد وبما يكون أخف على المذكي وما يستحب من حد الشفار ومواراته عن البهيمة وإراحتها 18918 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ إسماعيل بن قتيبة ح وأخبرنا الأستاذ أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الإسفرائيني أنبأ محمد بن محمد بن رزمويه ثنا أبو زكريا يحيى بن محمد بن غالب النسوي قالا ثنا يحيى بن يحيى أنبأ هشيم عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي الأشعث الصنعاني عن شداد بن أوس رضي الله عنه قال : حفظت من رسول الله صلى الله عليه و سلم خصلتين قال إن الله تبارك كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى
18919 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبا أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ عبد الوهاب بن عبد المجيد ثنا خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي الأشعث الصنعاني عن شداد بن أوس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : إن الله محسان كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبح أحدكم فليحسن ذبحته وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق الحنظلي وروينا في حديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه و سلم حين أتي بالكبش ليضحي به يا عائشة هلمي المدية ثم قال اشحذيها بحجر
18920 -
أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق ثنا أبو الأسود النضر بن عبد الجبار ثنا بن لهيعة عن عقيل عن بن شهاب عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه رضي الله عنه قال : أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بحد الشفار وأن توارى عن البهائم ثم قال إذا ذبح أحدكم فليجهز كذا رواه بن لهيعة موصولا جيدا
18921 -
وقد أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبا بن وهب أخبرني قرة بن عبد الرحمن المعافري عن بن شهاب أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بحد الشفار وأن توارى عن البهائم وقال إذا ذبح أحدكم فليجهز
18922 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا عبد الله بن جعفر الفارسي ثنا يعقوب بن سفيان حدثني يوسف بن عدي حدثني عبد الرحيم بن سليمان عن عاصم الأحول عن عكرمة عن بن عباس رضي الله عنهما قال : قام رسول الله صلى الله عليه و سلم على رجل واضع رجله على صفحة شاة وهو يحد شفرته وهي تلحظ إليه ببصرها فقال أفلا قبل هذا أتريد أن تميتها موتا تابعه حماد بن زيد عن عاصم وقال أتريد أن تميتها موتات ورواه معمر عن عاصم فأرسله لم يذكر فيه بن عباس
18923 -
أخبرنا أبو أحمد المهرجاني أنبا أبو بكر بن جعفر المزكي ثنا محمد بن إبراهيم العبدي ثنا بن بكير ثنا مالك عن عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب : أن رجلا حد شفرة وأخذ شاة ليذبحها فضربه عمر رضي الله عنه بالدرة وقال أتعذب الروح ألا فعلت هذا قبل أن تأخذها
18924 -
أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو عمرو بن نجيد أنبأ أبو مسلم ثنا عبد الرحمن بن حماد ثنا بن عون عن محمد بن سيرين : أن عمر رضي الله عنه رأى رجلا يجر شاة ليذبحها فضربه بالدرة وقال سقها لا أم لك إلى الموت سوقا جميلا 16
باب الذكاة بما أنهر الدم وفرى الأوداج والمذبح ولم يثرد إلا الظفر والسن 18925 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني سفيان بن سعيد عن أبيه عن عباية عن رافع بن خديج رضي الله عنه أنه : قال لرسول الله صلى الله عليه و سلم إنا لنرجوا ونخشى أن نلقى العدو وليس معنا مدى أفنذبح بالقصب فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكلوه إلا السن والظفر رواه البخاري في الصحيح عن قبيصة عن سفيان وأخرجاه من حديث يحيى القطان عن سفيان
18926 -
أخبرنا أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة عن سماك بن حرب قال سمعت مري بن قطري يقول سمعت عدي بن حاتم رضي الله عنه يحدث أنه سأل النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله إني أجد الصيد فلا أجد ما أذبحه به إلا المروة والعصا قال امرر الدم بما شئت واذكر اسم الله
18927 -
وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار أنبأ أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله ثنا حجاج هو بن منهال ثنا حماد هو بن سلمة عن سماك بن حرب قال سمعت مري بن قطري عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال قلت : يا رسول الله إن أحدنا إذا أصاب صيدا وليس معه شفرة أيذكي بمروة أو شقة العصا قال أمرر الدم بما شئت واذكر اسم الله عز و جل
18928 -
أخبرنا أبو بكر بن الحسن القاضي وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب عن أبي بكر بن عبد الله عن أبي الزناد عن عبد الله بن عامر بن ربيعة العدوي عن عدي بن حاتم رضي الله عنه أنه قال قلت : يا رسول الله إن أحدنا يصيد الصيد وليس معه شيء يذكيه به إلا مروة أو شقة عصا فقال امرر الدم بما شئت واذكر اسم الله عز و جل
18929 -
أخبرنا أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني القاسم بن زكريا ثنا بن عبد الأعلى ثنا المعتمر بن سليمان قال سمعت عبيد الله بن عمر عن نافع أنه سمع بن كعب بن مالك يخبر عبد الله بن عمر عن أبيه رضي الله عنه أخبره : أن جارية لهم كانت ترعى بسلع فرأت شاة من غنمها بها موت فكسرت حجرا فذبحتها به فقال لأهله لا تأكلوا منها حتى آتي النبي صلى الله عليه و سلم فأسأله أو قال أرسل إليه من يسأله فأتى النبي صلى الله عليه و سلم فسأله عن ذلك أو رسوله فقال يا نبي الله إن جارية لنا كانت ترعى بسلع فأبصرت شاة من غنمها بها موت فكسرت حجرا فذبحتها به فأمره النبي صلى الله عليه و سلم بأكلها رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن أبي بكر عن معتمر بن سليمان
18930 -
أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا قتيبة بن سعيد ثنا يعقوب عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن رجل من بني حارثة : أنه كان يرعى لقحة بشعب من شعاب أحد فأخذها الموت فلم يجد شيئا ينحرها به فأخذ وتدا فوجأ به في لبتها حتى أهريق دمها ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم فأخبره بذلك فأمره بأكلها
18931 -
ورواه جرير بن حازم قال سمعت زيد بن أسلم قال حدثني عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : أن ناقة كانت لرجل من الأنصار في قبل أحد فعرض لها فنحرها بوتد فسأل النبي صلى الله عليه و سلم عن أكلها فامره بأكلها
18932 -
أخبرناه أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ أبو سهل بن زياد القطان ثنا محمد بن غالب ثنا سليمان بن حرب ثنا جرير بن حازم : فذكره ورواه حبان بن هلال عن جرير بن حازم زاد فقلت له حديد قال لا بل خشب يعني الوتد
18933 -
وأخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ أبو الحسن الكارزي أنبأ علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد ثنا بن عليه عن أيوب عن عكرمة عن بن عباس رضي الله عنهما أنه : سئل عن الذبيحة بالعود فقال كل ما أفرى الأوداج غير مثرد قال أبو عبيد قال أبو زياد الكلابي التثريد أن تذبح الذبيحة بشيء لا حد له فلا ينهر الدم ولا يسيله قال أبو عبيد وقوله ما أفرى الأوداج يعني ما شققها وأسال منها الدم قال أبو عبيد وقد تأول بعض الناس هذا الحديث أن قوله كل من الأكل وهذا خطأ ولو أراد من الأكل لوقع المعنى على الشفرة لأن الشفرة هي التي تفري وإنما معنى الحديث أن كل شيء افرى الأوداج من عود أو حجر بعد أن يفريها فهو ذكي 17
باب ما جاء في طعام أهل الكتاب قال الله جل ثناؤه { وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم } قال الشافعي رحمه الله وكان طعامهم عند بعض من حفظنا عنه من أهل التفسير ذبائحهم وكانت الآثار تدل على احلال ذبائحهم
18934 -
أخبرنا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد الطرائفي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن بن عباس رضي الله عنهما قال : طعامهم ذبائحهم وروينا عن مجاهد ومكحول
18935 -
أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا أحمد بن محمد بن ثابت المروزي حدثني علي بن حسين عن أبيه عن يزيد النحوي عن عكرمة عن بن عباس رضي الله عنهما قال : فكلوا مما ذكر اسم الله عليه ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه فنسخ واستثنى من ذلك فقال طعام { الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم } 18
باب ما جاء في طعامهم وإن كانوا حربا 18936 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا تميم بن محمد ثنا شيبان بن فروخ ثنا سليمان ثنا حميد هو بن هلال عن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه قال : أصبت جرابا من شحم يوم خيبر فالتزمته فقلت لا أعطي أحدا اليوم من هذا شيئا فالتفت فإذا رسول الله صلى الله عليه و سلم متبسم رواه مسلم في الصحيح عن شيبان
18937 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن فضيل ثنا الحسن بن صالح عن سماك عن عكرمة عن بن عباس رضي الله عنهما قال : إنما أحلت ذبائح اليهود والنصارى لأنهم آمنوا بالتوراة والإنجيل 19
باب ما جاء في ذبيحة من أطاق الذبح من امرأة وصبي من المسلمين أو من أهل الكتاب 18938 - أخبرنا أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني الحسن بن سفيان ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ عبدة ثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن كعب بن مالك عن أبيه رضي الله عنه : أن امرأة ذبحت شاة بحجر فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه و سلم فلم ير بها بأسا رواه البخاري في الصحيح عن صدقة بن الفضل عن عبدة
18939 -
أخبرنا أبو أحمد المهرجاني أنبأ أبو بكر محمد بن جعفر المزكي ثنا محمد بن إبراهيم العبدي ثنا بن بكير ثنا مالك عن نافع مولى عبد الله بن عمر عن رجل من الأنصار عن معاذ بن سعد أو سعد بن معاذ أخبره : أن جارية لكعب بن مالك رضي الله عنه كانت ترعى غنما له بالسلع فأصيبت شاة منها فأدركتها فذبحتها بحجر فسئل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن ذلك فقال لا بأس بها فكلوها رواه البخاري في الصحيح عن بن أبي أويس عن مالك
18940 -
أخبرنا أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ ثنا صدقة بن منصور ثنا أبو معمر ثنا عبد الله بن معاذ قال أبو أحمد وأخبرني الحسن بن سفيان ثنا أبو معمر عن عبد الله بن معاذ عن معمر عن جابر عن الشعبي عن جابر رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه و سلم رخص في ذبيحة المرأة والصبي أو الغلام إذا ذكروا اسم الله هذا إسناد فيه ضعف وقد تابعه الواقدي في ذبيحة الغلام وهو أيضا ضعيف
18941 -
أخبرناه عبد الخالق بن علي بن عبد الخالق المؤذن أنبأ بكر بن محمد الصيرفي ثنا محمد بن الفرج ثنا الواقدي ثنا معمر عن جابر الجعفي عن عامر عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أمر بذبيحة الغلام أن تؤكل إذا سمى الله وروينا عن مجاهد أنه قال لا بأس بذبيحة الصبي والمرأة من المسلمين وأهل الكتاب 20
باب ما يستحب للمرء من أن يتولى ذبح نسكه أو يشهده 18942 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ محمد بن القاسم العتكي ثنا جعفر بن سوار ثنا قتيبة بن سعيد ثنا أبو عوانة عن قتادة عن أنس رضي الله عنه قال : ضحى رسول الله صلى الله عليه و سلم بكبشين أملحين أقرنين وذبحهما بيده وسمى وكبر ووضع رجله على صفاحهما رواه البخاري في الصحيح عن قتيبة بن سعيد
18943 -
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا يزيد بن هارون أنبأ سعيد بن زيد ثنا عمرو بن خالد عن محمد بن علي عن آبائه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لفاطمة : يا فاطمة قومي فأشهدي أضحيتك أما إن لك بأول قطرة تقطر من دمها مغفرة لكل ذنب أما إنه يجاء بها يوم القيامة بلحومها ودمائها سبعين ضعفا حتى توضع في ميزانك فقال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه يا رسول الله أهذه لآل محمد خاصة فهم أهل لما خصوا به من خير أو لآل محمد والناس عامة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم بل هي لآل محمد والناس عامة عمرو بن خالد ضعيف
18944 -
وأخبرنا أبو الحسن بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا إبراهيم بن عبد الله أبو مسلم ثنا معقل بن مالك ثنا النضر بن إسماعيل عن أبي حمزة الثمالي عن سعيد بن جبير عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : يا فاطمة قومي فأشهدي أضحيتك فإنه يغفر لك بأول قطرة تقطر من دمها كل ذنب عملتيه وقولي { إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين } قلت يا رسول الله هذا لك ولأهل بيتك خاصة فأهل ذلك أنتم أم للمسلمين عامة قال بل للمسلمين عامة ورواه أيضا عمرو بن قيس الملائي عن عطية عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لفاطمة فذكر معناه ويذكر عن أبي موسى رضي الله عنه أنه أمر بناته أن يضحين بأيديهن 21
باب النسيكة يذبحها غير مالكها قال الشافعي رحمه الله اجزأت لأن النبي صلى الله عليه و سلم نحر بعض هديه ونحر بعضه غيره
18945 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني مالك بن أنس عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نحر بعض هديه بيده ونحر بعضه غيره
18946 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا سعدان بن نصر ثنا سفيان بن عيينة عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت : ضحى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن نسائه بالبقر أخرجاه في الصحيح من حديث سفيان قال الشافعي رحمه الله وأهدي هديا وإنما نحره من أهداه معه
18947 -
أخبرناه أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو عمرو بن أبي جعفر ثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن يحيى القطعي ثنا عبد الأعلى ثنا سعيد عن قتادة عن سنان بن سلمة عن بن عباس رضي الله عنهما أن ذؤيبا أبا قبيصة حدثه : أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يبعث معه بالبدن ثم يقول إن عطب منها شيء فخشيت عليها موتا فانحرها ثم اغمس نعلها في دمها ثم اضرب به صفحتها ولا تطعمها أنت ولا أحد من أهل رفقتك رواه مسلم في الصحيح عن أبي غسان عن عبد الأعلى قال الشافعي رحمه الله غير أني أكره أن يذبح من النسائك مشرك
18948 -
أخبرنا أبو بكر الاردستاني أنبأ أبو نصر العراقي ثنا سفيان بن محمد الجوهري ثنا علي بن الحسن ثنا عبد الله بن الوليد ثنا سفيان حدثني جعفر عن أبيه عن علي رضي الله عنه أنه : قال لا يذبح نسيكة المسلم اليهودي والنصراني
18949 -
وبإسناده حدثنا سفيان حدثني قابوس عن أبي ظبيان عن بن عباس رضي الله عنهما : أنه كره أن يذبح نسيكه المسلم اليهودي والنصراني
18950 -
وأخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا أحمد بن يونس ثنا زهير ثنا قابوس بن أبي ظبيان أن أباه حدثه قال قال بن عباس رضي الله عنهما : لا يذبح أضحيتك إلا مسلم وإذا ذبحت فقل بسم الله اللهم منك ولك اللهم تقبل من فلان قال الشافعي فإن ذبحها مشرك تحل ذكاته أجزأت مع كراهيتي لها قال الشيخ وهذا لما مضى في إحلال ذبائحهم وروينا عن عطاء بن أبي رباح أنه لم ير به بأسا 22
باب ذبائح نصارى العرب 18951 - أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن قالا ثنا أبو العباس هو الأصم أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ إبراهيم بن أبي يحيى عن عبد الله بن دينار عن سعد الفلحة مولى عمر أو بن سعد الفلحة أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : ما نصارى العرب بأهل كتاب وما تحل لنا ذبائحهم وما أنا بتاركهم حتى يسلموا أو أضرب أعناقهم
18952 -
وأخبرنا أبو زكريا وأبو بكر قالا ثنا أبو العباس أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ الثقفي عن أيوب عن بن سيرين عن عبيدة السلماني عن علي رضي الله عنه أنه : قال لا تأكلوا ذبائح نصارى بني تغلب فإنهم لم يتمسكوا من دينهم إلا بشرب الخمر 23
باب ما جاء في ذبيحة المجوس 18953 - أخبرنا أبو نصر بن قتادة وأبو بكر المشاط قالا ثنا أبو عمرو بن مطر ثنا إبراهيم بن علي الذهلي ثنا يحيى بن يحيى أنبأ وكيع عن سفيان عن قيس بن مسلم عن الحسن بن محمد بن الحنفية قال : كتب رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى مجوس هجر يعرض عليهم الإسلام فمن أسلم قبل منه ومن أبى ضربت عليهم الجزية على أن لا تؤكل لهم ذبيحة ولا تنكح لهم امرأة هذا مرسل وإجماع أكثر الأمة عليه يؤكده
18954 -
وأخبرنا أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ أبو محمد بن حيان ثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ثنا أحمد بن سنان ثنا عبد الله بن نمير عن يحيى بن سلمة بن كهيل عن أبيه عن عبد الله بن الخليل الحضرمي عن علي رضي الله عنه قال : لا بأس بطعام المجوس إنما نهي عن ذبائحهم رواه بن خزيمة عن يوسف بن موسى عن بن نمير وعن محمد بن ميمون المكي عن أبي سعيد مولى بني هاشم عن يحيى بن سلمة محتجا به ويحيى بن سلمة فيه ضعف وقد قيل عنه عن أبيه عن عبد الله بن الخليل عن أبيه عن علي رضي الله عنه وروي عن قيس بن الربيع عن سلمة بن كهيل عن عبد الله بن أبي الخليل الحضرمي عن علي رضي الله عنه 24
باب السنة في أن يستقبل بالذبيحة القبلة قاله الزهري وقال إن جهل فلا بأس أن يأكل إذا ذكر اسم الله عليها وروينا في حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال ذبح النبي صلى الله عليه و سلم كبشين أقرنين أملحين يوم العيد فلما وجههما قال وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا فذكره وذلك يرد وفي رواية أخرى وجههما إلى القبلة حين ذبح 18955 - وأخبرنا أبو بكر الاردستاني أنبأ أبو نصر العراقي ثنا سفيان الجوهري ثنا علي بن الحسن ثنا عبد الله بن الوليد ثنا سفيان عن بن جريج عن نافع عن بن عمر رضي الله عنهما أنه : كان يستحب أن يستقبل القبلة إذا ذبح ورواه غيره عن بن جريج وقال في الحديث كان يستقبل بذبيحته القبلة وروي فيه حديث مرفوع عن غالب الجزري عن عطاء عن عائشة رضي الله عنها وإسناده ضعيف 25
باب التسمية على الذبيحة 18956 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو أحمد الحافظ أنبأ أبو عروبة ثنا بندار ومحمد بن المثنى ويحيى بن حكيم قالوا ثنا بن أبي عدي عن سعيد عن قتادة عن أنس رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يضحي بكبشين ويضع رجله على صفاحهما فيذبحهما بيده ويقول بسم الله والله أكبر رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن المثنى 26 باب الصلاة على رسول الله صلى الله عليه و سلم عند الذبيحة 18957 - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع بن سليمان قال : قال الشافعي رحمه الله والتسمية على الذبيحة بسم الله فإن زاد بعد ذلك شيئا من ذكر الله فالزيادة خير ولا أكره مع تسميته على الذبيحة أن يقول صلى الله على رسول الله بل أحبه له وأحب إلي أن يكثر الصلاة عليه فصلى الله عليه في كل الحالات لأن ذكر الله والصلاة عليه إيمان بالله وعبادة له يؤجر عليها إن شاء الله من قالها وقد ذكر عبد الرحمن بن عوف أنه كان مع النبي صلى الله عليه و سلم
18958 -
فذكر معنى ما أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا أحمد بن إبراهيم بن ملحان ثنا بن بكير ثنا الليث عن بن الهاد عن عمرو هو بن أبي عمرو عن عبد الرحمن بن الحويرث عن محمد بن جبير عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال : دخلت المسجد فرأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم خارجا من المسجد فاتبعته أمشي وراءه ولا يشعر حتى دخل نخلا فاستقبل القبلة فسجد فأطال السجود وأنا وراءه حتى ظننت أن الله عز و جل قد توفاه فأقبلت أمشي حتى جئته فطأطأت رأسي أنظر في وجهه فرفع رأسه فقال ما لك يا عبد الرحمن فقلت له لما أطلت السجود يا رسول الله خشيت ان يكون الله عز و جل قد توفى نفسك فجئت أنظر فقال إني لما دخلت النخل لقيت جبريل عليه السلام فقال إني أبشرك أن الله عز و جل يقول من سلم عليك سلمت عليه ومن صلى عليك صليت عليه وروي ذلك أيضا عن بن أبي سندر الأسلمي عن مولى لعبد الرحمن بن عوف عن عبد الرحمن رضي الله عنه قال الشافعي رحمه الله وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم من نسي الصلاة علي خطىء به طريق الجنة
18959 -
أخبرناه أبو سهل أحمد بن محمد بن إبراهيم المهراني أنبأ أبو محمد عبد الله بن محمد بن موسى بن كعب التاجر ثنا محمد بن سليمان ثنا عمر بن حفص بن غياث حدثني أبي عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من نسي الصلاة علي خطىء به طريق الجنة
18960 -
أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي وأبو بكر بن الحسن وغيرهما قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ بن عيينة عن بن أبي نجيح عن مجاهد : في قوله ورفعنا لك ذكرك لا أذكر إلا ذكرت أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله
18961 -
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ أبو سهل بن زياد القطان ثنا جعفر يعني بن هاشم ثنا سهل بن عثمان حدثني يحيى بن أبي زائدة حدثني المبارك عن الحسن ورفعنا لك ذكرك قال : إذا ذكر الله ذكر رسول الله صلى الله عليه و سلم
18962 -
وأما الحديث الذي أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب الفقيه أنبأ إسماعيل بن قتيبة ثنا يحيى بن يحيى أنبأ سليمان بن عيسى أخبرني عبد الرحيم بن زيد العمي عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا تذكروني عند ثلاث تسمية الطعام وعند الذبح وعند العطاس فهذا منقطع وعبد الرحيم وأبوه ضعيفان وسليمان بن عيسى السجزي في عداد من يضع الحديث ولو عرف يحيى بن يحيى حاله لما استجاز الرواية عنه وهو فيما ذكره شيخنا أبو عبد الله الحافظ رحمه الله ونسبه أبو أحمد بن عدي الحافظ أيضا إلى وضع الحديث فيما أخبرنا أبو سعد الماليني عنه
18963 -
وأخبرنا أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي قال سمعت محمد بن حماد يقول قال السعدي وهو إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني سليمان بن عيسى الذي يروي آداب سفيان كذاب مصرح : 27
باب قول المضحي اللهم منك وإليك فتقبل مني وقول المضحي عن غيره اللهم تقبل من فلان 18964 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا إسماعيل بن أحمد أنبأ محمد بن الحسن بن قتيبة ثنا حرملة أنبأ بن وهب ح وأخبرنا أبو عبد الله أنبأ أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا هارون بن معروف ثنا بن وهب قال قال حيوة أخبرني أبو صخر عن يزيد بن قسيط عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أمر بكبش أقرن يطأ في سواد ويبرك في سواد وينظر في سواد فأتي به ليضحي به قال يا عائشة هلمي المدية أشحذيها بحجر ففعلت ثم أخذها وأخذ الكبش فأضجعه ثم ذبحه ثم قال بسم الله اللهم تقبل من محمد وآل محمد ومن أمة محمد ثم ضحى به رواه مسلم في الصحيح عن هارون بن معروف
18965 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الحكم القطري ثنا سعيد بن منصور ثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن عمرو بن أبي عمرو عن المطلب عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : شهدت أضحى مع رسول الله صلى الله عليه و سلم بالمصلى فلما قضى خطبته ونزل عن منبره أتي بكبشه فذبحه وقال بسم الله والله أكبر هذا عني وعمن لم يضح من أمتي
18966 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو زرعة الدمشقي ثنا أحمد بن خالد الوهبي عن محمد بن إسحاق ح وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا إبراهيم بن موسى الرازي ثنا عيسى ثنا محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي عياش عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : ذبح النبي صلى الله عليه و سلم يوم الذبح كبشين أقرنين املحين موجئين فلما وجههما قال إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض على ملة إبراهيم حنيفا وما أنا من المشركين إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين اللهم منك ولك عن محمد وأمته بسم الله والله أكبر ثم ذبح صلى الله عليه و سلم لفظ حديث عيسى بن يونس وفي رواية الوهبي ذبح رسول الله صلى الله عليه و سلم كبشين يوم العيد فلما وجههما قال فذكر الدعاء ثم قال اللهم منك ولك عن محمد وأمته وسمى وذبح ورواه إبراهيم بن طهمان عن محمد بن إسحاق وقال في الحديث وجههما إلى القبلة حين ذبح وقيل عن محمد بن إسحاق عن يزيد عن خالد بن أبي عمران عن أبي عياش عن جابر رضي الله عنه قال الشافعي رحمه الله وقد روي عن النبي صلى الله عليه و سلم من وجه لا يثبت مثله أنه ضحى بكبشين فقال في أحدهما بعد ذكر الله اللهم عن محمد وآل محمد وفي الآخر اللهم عن محمد وأمة محمد
18967 -
قال الشيخ وإنما أراد ما أخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ أبو الحسن علي بن محمد المصري حدثني جامع بن سوادة ثنا أبو حازم الحسين بن دينار ثنا سفيان ح وأنبأ علي بن أحمد بن عبدان أنبأ سليمان بن أحمد اللخمي ثنا بن أبي مريم ثنا الفريابي عن سفيان عن عبد الله عن محمد بن عقيل عن أبي سلمة عن عائشة أو عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يضحي بكبشين أقرنين موجئين فيبدأ بأحدهما فيقول بسم الله والله أكبر اللهم منك ولك عن محمد وأمته من شهد لك بالتوحيد وشهد لي بالبلاغ ويذبح الآخر ويقول بسم الله والله أكبر اللهم منك ولك عن محمد وآل محمد لفظ حديث بن بشران وفي رواية بن عبدان كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا ضحى اشترى كبشين سمينين أقرنين أملحين موجئين فذبح أحدهما عن أمته من شهد لله بالتوحيد وشهد له بالبلاغ والآخر عن محمد وآل محمد هكذا رواه جماعة عن سفيان الثوري ورواه زهير بن محمد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن علي بن الحسين عن أبي رافع رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم ورواه حماد بن سلمة عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن عبد الرحمن بن جابر عن أبيه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال البخاري لعله سمع من هؤلاء قال الشيخ وفيما ذكرنا قبل حديثه كفاية
==============

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ج3.وج4.مشكاة المصابيح - التبريزي{ من 3864 الي6285}

  3. مشكاة المصابيح - التبريزي 3864 - [ 4 ] ( صحيح ) وعن سلمة بن الأكوع قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على قوم من أسلم يتناضل...