ج7. أنشد:
280- يُوشكُ من فرَّ من
منيِّتِهِ
في بعضِ غِرَّاتِهِ
يوافِقُهَا( )
معنى البيت: من يفر
من( ) منيته في الحرب يوشك أن يقع فيها بسبيل الغفلة.
إعراب البيت. من:
موصولة، فر: جملة صلته( )، والمجموع اسم " يوشك "، قوله يوافقها: مضارع
خبر " يوشك ".
الاستشهاد: على( )
استعمال " يوشك " كاستعمال( ) " كاد " في قوله " يوشك من
فر " فخبرها جاء مضارعًا بلا " أن " كخبر " كاد ".
*** *** ***
أنشد:
281- تَزَوَّدْ مثلَ زادِ
أبيكَ فينا
فَنِعَم الزادُ زادُ
أبيكَ زادَا( )
أي: تزودْ مثل ما( )
تزودَ( ) أبوك( ) فنعم الزاد زاد أبيك.
إعراب البيت. تزود:
جملة فعلية، مثل: نصب بالمصدر، نعم: فعل مدح، الزاد: فاعله، زاد أبيك: مخصوص بالمدح، قوله زادًا( ) نصب بالتمييز.
الاستشهاد( ): على
جواز الجمع بين فاعل نعم المظهر وبين المميز لغرض التأكيد كما قال " نعم
الزاد زاد أبيك زادًا ".
*** *** ***
أنشد:
282- أو حُرةٌ عَيْطَلٌ
ثَبْجَاءُ مُجْفِرَةٌ( )
دعائمَ الزَّوْرِ
نِعْمَتْ زورقُ البَلَدِ( )
حرة: كريمة، عيطل:
طويل( ) العنق( )، ثبجاء: واسعة الظهر من " الثبج " وهو ما بين الكاهل
إلى الظهر( )، ناقة مجفرة( ): عظيمة الوسط( )، دعائم الزور: أى عظام(
) الصدر، الزورق: السفينة، البلد: المفازة.
معنى البيت: يصف
ناقة( ) كريمة الأصل، طويل( ) العنق، عظيمة عظام الصدر، وهي( ) في( ) البر( )
بمنزلة السفينة في البحر.
إعراب البيت. أو حرة:
صفة أو خبر مبتدأ محذوف، والبواقي كلها صفة بعد صفة( )،
قوله دعائم: نصب " بمجفرة " على التشبيه بقولك ضارب زيدًا نظيره قولك حسن
الوجه، زورق: فاعل " نعمت "، والمخصوص بالمدح محذوف أي نعمت زورق( ) البلد الناقة.
الاستشهاد: على تأنيث
" نعمت "( ) باعتبار أن الزورق مؤنث في المعنى إذ المراد به الناقة( ).
*** *** ***
أنشد:
283-.... .... .... ....
وحُبَّ بها مقتولةً
حينَ تُقْتَلُ( )
يقال( ): قتلت الشراب
أي مزجته بالماء( ).
قال الأصمعي: قولهم
" حب بفلان " معناه: ما أحبه إلىّ( ). أصله " حَبُبَ " بضم الباء ثم أسكنت فأدغمت في الثانية، أو نقلت( ) ضمتها( ) إلى الحاء
فأدغمت في الثانية( )، فعلى الأول “ حبّ " بفتح الحاء، وعلى الثاني بضمها، الضمير
في " بها " للخمر أي ما أحب الخمر إلىّ هذا كانت ممزوجة بالماء حين تمزج.
إعراب( ) البيت.
مقتولة: حال، حين: ظرف أضيف إلى الفعل.
الاستشهاد: على أنه
جاء في " حب " لغتان: فتح الحاء وضمها كما تقدم.
تم القسم الثاني في(
) الفعل ولله الحمد والمنة ويتلوه القسم( ) الثالث في الحرف.
أنشد:
284- أَزِفَ الترحُّلُ
غيرَ أنَّ ركابَنَا
لمَّا تَزُلْ
بِرِحالِنَا وكأنْ قَدِ( )
أزف: أي دنا.
معنى البيت: قرب
الرحيل وركابنا لم ترحل بعد وكأنها ترحل( ).
إعراب البيت. أزف
الترحل: جملة فعلية، قوله " أن " مع جملتها في محل جر بإضافة الغير( )
إليها، لما تزل: جملة خبر " أن "، كأن: مخففة من المثقلة، قد: حرف قد
حذف( ) فعله أي " قد تزول( ) ".
الاستشهاد: على حذف
الفعل والاقتصار بحرف " قد " كقوله " وكأن قد " أي: قد تزول(
)، فمن هذا علم جواز حذف متعلق الحرف( ).
*** *** ***
أنشد:
285- سَرَيتُ بهم حتى
تَكِلَّ( ) غُزَاتُهُمْ
وحتى الجِيادُ ما
يُقَدْنَ بأرسَانِ( )
تكل( ): أي تعيا( )،
الغزاة: جمع غاز.
معنى البيت: سريت
بهؤلاء حتى أعيا( ) غزاتهم [ و ]( ) حتى أعيت الجياد وضعفت بحيث لا يقدن بالأرسان،
أي طرحت أرسانها على أعناقها لذهاب نشاطها فلا تمشي يمينًا ولا يسارًا.
إعراب البيت. الجياك:
مبتدأ، قوله( ) " ما يقدن ": جملة خبره.
الاستشهاد: على أن
" حتى " في قوله " وحتى الجياد " ليست عاطفة بل هي حرف يبتدأ
بها، ولهذا دخلت عليها الواو العاطفة( )، ولا يعني المصنف بقوله " مبتدأ ما بعدها( ) " المبتدأَ والخبر( ) على التخصيص بل مراده( )
أنه يبتدأ بها( ) وبعدها إما جملة إسمية أو فعلية( ).
*** *** ***
أنشد:
286-.... .... .... .... سُودُ المحاجِرِ لا يقرأْنَ بالسُّوَرِ( )
سود( ): جمع "
أسود "( ). والمحاجر: جمع " محجر "( ) وهو( ) ما بدا من النقاب مما
يلي العينين.
إعراب( ) البيت. سود
المحاجر: في تقدير: هن سود المحاجر، الباء في( ) " بالسور " زائدة( )
أي: لا يقرأن السور( ).
الاستشهاد: على زيادة
الباء في المنصوب في قوله " بالسور "، نظيره قوله تعالى( ):{ ولا تلقوا
بأيدكم إلى التهلكة }( ).
*** *** ***
أنشد:
287- أَلاَ هَلْ أَتَاهَا
والحوادثُ جَمَّةٌ
بأنَّ امرَأَ القيسِ
بْنَ تَمْلِكَ بَيْقَرَا( )
جمة: أي مجتمعة، بيقر
الرجل: أقام بالحضر وترك قومه بالبادية( ).
معنى البيت: هل أتى
تلك المرأة أن امرأ القيس ترك قومه بالبادية وأقام( ) بالحضر.
إعراب البيت. ألا:
للتنبيه، هل: للاستفهام، أتاها: فعل مع مفعوله، والحوادث( ): مبتدأ، جمة: خبره،
والجملة حالية( )، بأن: الباء زائدة، امرأ القيس: اسمها( )، تملك: لا ينصرف
للعلمية ووزن الفعل( )، بيقر: فعل، فاعله مستتر، والجملة خبر " أن "( )،
وأن مع جملتها في موضع مفرد وهو فاعل " أتاها ".
الاستشهاد: على زيادة
الباء في المرفوع في قوله " بأن " وهو نظير قوله تعالى { وكفى( ) بالله
شهيدًا }( ).
*** *** ***
أنشد:
288- رُبَّ رِفْدٍ( )
هَرَقْتَهُ ذلكَ اليو
مَ وأسرَى من معشرٍ
أقْتَالِ( )
الرفد: اللبن( )
والعطاء والإناء( ). هرقته: أي أرقته( ). أسرى جمع أسير. أقتال( ): جمع " قِتْل "( ) - بالكسر - وهو الذى يحاربك في
الحرب( )، وقد يروى " أقيال "( ): جمع " قَيْل "( ): بمعنى الملك( ).
معنى البيت: رب دم
هرقته ورب أسير ملكته ذلك اليوم( ).
إعراب البيت: رب: حرف
جر، رفد( ): مجرور، هرقته: جملة صفة المجرور، قوله " وأسرى “: عطف على " رفد "، قوله " من معشر ":
يتعلق( ) بمحذوف هو صفة " أسرى "، كأنه قال: وأسرى كائنين من معشر، ولا يجوز أن يتعلق
بقوله " أسرى " لأن تقديره حيئذ: رب مأخوذين من معشر فيخلو الكلام عن الصفة( )،
فالحاصل أن تقدير الكلام: رب رفد مهراق ضممته إلى أسرى ورب أسرى كائنين من معشر أقيال(
) ملكتهم.
الاستشهاد: على حذف
فعل " رب " وذلك في قوله " رب رفد هرقته " أي: رب رفد مهراق
ضممته إلى أسرى.
*** *** ***
أنشد( ):
289- ربَّما الجاملُ
المؤبَّلُ فيهمْ
وعَنَاجِيجُ بينهنَّ
المِهارُ( )
الجامل: ذو الجمل( ).
المؤبل: الذى ملك إبلاً كثيرًا( ). العناجيج: جمع " عنجوج " وهو الفرس الجواد( ). المِهار: جمع " مُهْر "
وهو الحَوْلِيّ من الخيل( ).
معنى البيت: رب صاحب
جمل كثير وخيل( ) جياد بين هؤلاء القوم، أي ليسوا فقراء.
إعراب البيت. "
ما " في " ربَّما "( ): كافة، " الجامل ": مبتدأ، "
المؤبل ": بدل عنه( )، قوله " فيهم ": خبر المبتدأ، وعناجيج: رفع
عطفًا( ) على المبتدأ، بينهن: ظرف وقع موقع خبر المبتدأ( ) وهو( ) قوله "
المهار "، والجملة صفة " عناجيج ".
الاستشهاد: على لحوق(
) " ما " الكافة بـ " رب " في قوله " ربما " ولذلك كفتها عن دخولها على النكرة المفردة
وحينئذ تدخل( ) على الجمل( ) مطلقًا.
*** *** ***
أنشد:
290- غَدَتْ مِنْ عليهِ
بعدَمَا تَمَّ ظِمْؤُهَا
تَصِلُّ وعنْ قَيْضٍ(
) ببَيْدَاءَ مَجْهَلِ( )
من عليه: أي من فوقه(
). الظمء: يقال ظَمِئ ظَمَأً( ) أي عِطِشَ( )،
والاسم الظِمْء بالكسر، والظِمْء أيضًا ما بين الوردين( )، وهو حبس الإبل عن الماء
إلى غاية الورد( )، وهذا هو المراد في البيت( ). تصلّ: أي تصوِّت( ). القيض( ): ما تفلق( ) من قشور البيض( ). ببيداء: أي بمفازة. مجهل: أي يجهل
فيها الناس الطريق.
معنى البيت: يصف
القطا( ). يعني غدت من فوق هذا الموضع بعدما تم مدة( ) نوبة وردها الأول وتصوت( )
عن( ) غاية العطش وأيضًا غدت عن فرخ لها بهذه المفازة.
إعراب البيت. اسم
" غدت " مستتر يعود إلى " القطا "، " ما " في
" بعدما ": مصدرية أي بعد تمام ظمئها، قوله " تصل ": جملة خبر قوله " غدت "، قوله " وعن قيض
": عطف على قوله " من عليه"، ببيداء: جار ومجرور في محل صفة "
قيض "، مجهل: صفة ببيداء( ) وهو إما( ) مصدر( ) وصف به أو اسم مكان( ).
الاستشهاد: على مجيء
" على " اسمًا كما في قوله " من عليه ".
*** *** ***
أنشد:
291- يضحكْنَ عنْ
كالبَرَدِ المُنْهَمِّ( )
المنهمّ( ):
المنَضَّد( ).
شبه( ) الأسنان
بالبرد لبياضها وصفائها( ).
إعراب البيت. النون:
فاعل " يضحكن "، عن كالبرد: أي عن مثل البرد وهو صفة موصوف محذوف أي عن
أسنان مثل البرد، البرد: جر بالإضافة، المنهم: صفته( ).
الاستشهاد: على
استعمال الكاف اسمًا في قوله " عن كالبرد ".
*** *** ***
أنشد:
292- نَحًّى الذّنابابات(
) شِمَالا كَثَبَا
وأمَّ أو عالٍ كَهَا
أو أقْرَبَا( )
الذنابات( ): مكان
بعينه( )، وأم أوعال( ): هضبة بعينها( )، الكثب: القريب. مصدر وصف به ؛ يقال: رماه من كثب( )، وفي( ) " نحى
" ضمير [ مستتر يعود ]( ) لحمار الوحش. يقول: إنه مضى في عدوه ناحية من
الذنابات( )، فكأنه نحاها عن( ) طريقه وهي عن شماله بالقرب من الموضع الذى عدا( )
فيه، وأم أوعال كها: أي كالذنابات( ) منه أو أقرب إليه منها( ).
إعراب البيت: فاعل “
نحى “: ضمير حمار( ) الوحش، الذنابات( ): مفعوله، شمالا: مفعوله الثاني: كثبا:
صفته على تقدير: "جعل الذنابات( ) ناحية شماله قريبة منه "، قوله " وأم أوعال ": مبتدأ، قوله “
كها “: خبره، أو أقرب: عطف على الضمير المجرور من غير إعادة الجار، ويجوز( ) أن
يكون " أم أوعال " منصوبا عطفا على الذنابات( ) وقوله( ) " كها
" عطف( ) على المفعول( ) الثاني وقوله " أو أقرب " عطف على محل
الجار والمجرور على معنى:وجعل أم أوعال كالذنابات أو أقرب.
الاستشهاد: على دخول
كاف التشبيه على المضمر في قوله " كها " وذلك قليل.
*** *** ***
أنشد:
293- حَاشَا( ) أبى ثوبانَ
إنَّ بِهِ
ضِنًّا عن( )
المَلْحَاةِ والشتْمِ( )
أبو ثوبان: كنية رجل،
ضنا( ): أي بخلا، الملحاة( ): اللوم.
يقول الشاعر: أنا
أهجو وألوم( ) [ هؤلاء القوم ]( ) غير أبى ثوبان لأنه ممن يبخل عليه باللوم
والهجاء( ).
إعراب البيت: حاشا(
): للاستثناء، أبى ثوبان جر بـ " حاشا "( ) لأنه من حروف الجر هاهنا،
إن: بمعنى لأن، ضنا: اسمها، خبرها تقدم( ) عليه( ) وهو الجار والمجرور.
الاستشهاد( ): على
مجيء " حاشا "( ) للتنزيه والاستثناء كما في قوله: " حاشا( ) أبى
ثوبان".
*** *** ***
أنشد:
294- ومنَّا الذى اخْتِيرَ
الرجالَ سماحةً
وجودًا إذا هبَّ
الرياحُ الزعازعُ( )
الرياح الزعازع:
الشديدة. يقول: الذى قد اختير من الرجال للسماحة والجود هو منا.
إعراب البيت: اختير:
جملة صلة الموصول، قوله الرجال: نصب بنزع الخافض أي من الرجال، سماحة: مفعول من
أجله، وجودا: عطف عليه، والموصول مع صلته مبتدأ، وخبره الجار والمجرور المتقدم( )
عليه، الرياح: فاعل " هب "،
والزعازع صفته( ) والجملة ظرفية.
الاستشهاد: على جواز
حذف حرف الجر ونصب المجرور كقوله " اختير الرجال " أي اختير من الرجال،
نظيره قوله تعالى { واخْتَارَ موسىَ قَوْمَهُ }( ) أي: من قومه.
*** *** ***
أنشد:
295- أَمَرْتُكَ الخيرَ
فافْعَلْ ما( ) أُمِرْتَ بِهِ
فقد تركْتُكَ ذا مالٍ
وذا نَشَبِ( )
النشب: المال من
الذهب والفضة( ).
يعنى: أمرتك بالخير
فافعل ذلك فإنه يزيد في مالك.
إعراب البيت: أمرتك:
جملة فعلية، الخير: نصب بحذف حرف( ) الجر أي: بالخير، لأن الأمر يعدى( ) بالباء،
قوله " ما أمرت به " موصول مع صلته( ) وذلك في محل مفعول: " فافعل
"( )، قوله: " ذا مال " نصب بأنه مفعول ثان لقوله " تركتك "( )، وذا نشب: عطف عليه.
الاستشهاد: على حذف
حرف الجر ونصب المجرور( ) في قوله " الخير " أي بالخير.
*** *** ***
أنشد:
296- تَحَلَّلْ وعَالِجْ
ذاتَ نفسِكَ وانظُرَنْ
أَبَا جُعْلٍ
لَعَلَّمَا أنتَ حالِمُ( )
تحلل: أى اخرج إلى
الحل. أبو جُعَل: كنية رجل. حالم: أى نائم.
معنى البيت: اخرج إلى
الحل( ) بالكفارة من من جهة قسمك على مقاتلتنا، وعالج نفسك فإن ذلك من مرض بك أو
كأنك ترى قصدك( ) لمقاتلتنا في المنام.
إعراب البيت: ذات
نفسك: مفعول " عالج "، وانظرن: فعل فاعله مستتر، والنون للتأكيد،والمفعول
محذوف أي انظر( ) إلى( ) حالك، أبا جعل: منادى مضاف( ) حرف ندائه محذوف، و " ما( ) " في " لعلما ": كافة
كفت " لعل " عن العمل، أنت: مبتدأ، حالم: خبره.
*** *** ***
أنشد:
297- أَعِدْ نَظَرًا يا
عبدَ قيسٍ لعلّما
أضاءتْ لك النارُ
الحمارَ المقيَّدَا( )
أعد نظرا: أي أمعن( )
في النظر وكرره( ).
يهجو الشاعر عبد قيس
بأنه يجامع الأتن ويقيدها ليأتيها وهذا من أقبح الهجاء( ).
إعراب البيت: أعد:
أمر من " أعاد( ) "، نظرا( ): مفعوله، النار: فاعل( ) “ أضاءت "،
الحمار: مفعوله، المقيد: صفته.
الاستشهاد بالبيتين:
على لحوق " ما “ الكافة بـ “ لعل “ في قوله: “ لعلما( ) “ فكفتها عن العمل( ).
*** *** ***
أنشد:
298- قالتْ ألا ليتَمَا
هذا الحمامُ لنا
إلى حمامَتِنَا
ونصفَهُ فَقَدِ( )
إلى حمامتنا: أي مع
حمامتنا، فقد: أي فحسب( ).
معنى البيت: قالت
الزرقاء - وهي امرأة يضرب بها المثل في حدة البصر - ليت هذا الحمام ونصفه مع
حمامتي لي.
وحديث الحمامة أن تلك
المرأة نظرت يوما إلى قطا يطير( ) بين الجبلين فقالت:
ليتَ الحمامَ لِيَهْ( )
ونِصْفَهُ قَدِيَهْ
إلى حمامَتِيْهْ
تمّ( ) الحمامُ
مِيَهْ( )
ثم اتبع أحد( ) تلك
القطا إلى أن وردت الماء فعدها فإذا عددها( ) ستة وستون.
إعراب البيت: قالت:
فاعله ضمير " الزرقاء "، ألا: للتنبيه، " ما " في " ليتما ": كافة، هذا الحمام - بالنصب -: اسم ليت على جعل "
ما " زائدة غير ملغاة( )، قوله " لنا ": خبره، إلى حمامتنا: أي مع
حمامتنا( )، ويجوز " هذا الحمام " بالرفع وهو مبتدأ على أن " ما
" كافة ملغاة( ) لـ " ليت “ عن العمل، ولنا: خبره، قوله " ونصفه
": عطف( ) على قوله " هذا الحمام " على كلا وجهيه، قوله " فقد
": أصله البناء على السكون وكسرها للشعر ( ) وهو في محل خبر مبتدأ محذوف( )
أي فذلك قد( ).
الاستشهاد( ): على
جواز أن يكون " ما " في " ليتما " ملغاة ( )" ليت (
)" عن عملها أو غير ملغاة( ) عنه.
*** *** ***
أنشد:
وكنتُ أُرَى زيدًا
كما قِيل سيدًا
إذا أَنه عبدُ
القَفَا واللهازِمِ( )
قد تقدم الكلام فيه.
الاستشهاد( ): به
هاهنا على جواز قوله " إذا أنه " بكسر الهمزة وفتحها وقد سبق بيانه.
*** *** ***
أنشد:
299-.... .... .... ....
ولكنَّنِي مِن
حُبِّها لَعَمِيدُ( )
العميد: مَن انكسر
قلبه بالمودة( ).
إعراب البيت: أصل
" لكنني ": " لكن إنني " - ولذلك دخلت اللام في( ) خبرها - ثم نقلت
حركة الهمزة إلى نون( ) " لكن " ثم حذفت الهمزة فاجتمعت النونات( )
فحذفت الأولى فصار( ) " لكنني( ) “، فالضمير( ) اسم " إن "، قوله " لعميد ": خبرها، واللام
للتأكيد.
الاستشهاد( ) بذلك
على أن الأصل في " لكنني ": " لكن إنني " بدليل دخول اللام في
خبرها، ونظير ذلك في النقل والحذف قوله تعالى { لكنا هو الله ربي }( ) أصله:
" لكن أنا( ) " فنقلت حركة الهمزة إلى نون( ) " لكن " ثم حذفت الهمزة
وأدغمت فصارت " لكنا( ) ".
*** *** ***
أنشد:
300- إن امْرَأً خَصَّنِي
عَمْدًا مَوَدَّتَهُ
على التنائي
لَعِنْدِي غَيرُ مَكْفُورِ( )
التنائي: البعد.
يعني: إني لا أكفر
إحسان هذا المرء وإنعامه في حقي وإن بعد عني.
إعراب البيت: قوله
" خصني مودته ": جملة في محل النصب صفة النكرة، قوله عمدا: تمييز أو
مصدر في موقع الحال أي: عامدا( )، من " عمد( ) الحب ": أي كسره( )، قوله
" غير مكفور "( ): خبر " إن ".
الاستشهاد: على دخول
لام الابتداء فيما توسط بين اسم " إن " وخبرها وذلك في قوله "
لعندي غير مكفور".
*** *** ***
أنشد:
301- إنَّ الخلافةَ
والمروءةَ فيهمُ
والمكرماتُ وسادةٌ
أطهارُ( )
سادة: جمع سيد.
أطهار: جمع طاهر كـ " أنصار " جمع ناصر.
معنى البيت: مدح
لقريش.
إعراب البيت: قوله
" فيهم " خبر إن، قوله " والمكرمات ": عطف على محل اسم "
إن ".
الاستشهاد: على مجيء
العطف على محل اسم " إن " في قول الشاعر وذلك قوله: " والمكرمات
وسادة( ) ".
*** *** ***
أنشد:
بَدَا لِيَ أنِّي
لستُ مُدِْكَ ما مَضَى
ولا سابقٍ شيئًا إذا
كان جائِيَا( )
قد تقدم شرحه.
وغرض( ) الاستشهاد به
هاهنا: من حيث إن من جوز " إنهم أجمعون ذاهبون " فقد قدر " هم
" معمول الابتداء كما قدر الشاعر دخول الباء في خبر " ليس " فعطف( ) على المجرور تقديرا في قوله " ولا سابق ".
*** *** ***
أنشد:
302- وإلاّ فاعْلَمُوا
أنّا وأنتمْ
بُغَاةٌ ما بَقِينَا
في شقاقِ( )
البغاة: جمع "
باغ " من البغي بمعنى الطلب( )، والشقاق: العداوة( ).
سبب هذا الشعر أن بعض
بني( ) طيئ قد جزوا( ) نواصي قوم من آل بدر فغضبت( ) بنو أسد لأجل ما صنع بآل بدر( ) فقال بِشر هذه القصيدة، وقبل هذا
البيت:
إذا جُزَّت( ) نواصي
آلِ بَدْرٍ
فأدُّوها( ) وأسرَى
في الوَثَاقِ( )
يعني: ردوا نواصيهم
وأطلقوا( ) من أسرتم( ) منهم، وإلا فاعلموا أن كل واحد منا من بعد هذه القضية( )
يطلب صاحبه وخصمه ويبقى( ) أبدا متعادين( ).
إعراب( ) البيت: أنا:
الضمير اسم " أن "، قوله " بغاة ": خبر المعطوف و " أنّ " وإنْ( ) كانت مفتوحة الهمزة فهي مكسورتها( ) في الحقيقة(
): لأنها وما عملت فيه بتأويل الجملة لوقوعها بعد فعل( )، وإنما فتحت( ) لفظا
إشعارا بأنها في موضع المفعول لفظا، " ما " - في قوله ما بقينا - للدوام
قوله " في شقاق ": في محل خبر بعد خبر تقديره أنا وأنتم بغاة في شقاق ما
بقينا.
الاستشهاد: على العطف
على محل اسم " إن " المكسورة بعد مضي الخبر تقديرا كما في قوله "
أنا وأنتم بغاة( ) " وقد تقدم تقديره( ).
*** *** ***
أنشد:
303- فلو أَنْكِ في يومِ
الرخاءِ سألتِني
فراقَكِ لم أبخلْ
وأنتِ صديقُ( )
معنى البيت: يصف
نفسه( ) بالجود حتى لوسأل( ) الحبيب الفراق مع إفراط محبته( ) إياه لأجابه إلى ذلك
كراهة رد السائل( ). والرواية بتذكير الضمائر في البيت( ).
إعراب البيت: أنْكِ:
تخفيف " أنَّك "، والضمير اسمها، وسألتني: جملة خبر أن، فراقك: نصب
مفعول( ) ثان( ) لقوله " سألتني( ) "، لم أبخل: جملة جواب " لو
" ومفعوله محذوف( ) أي أبخل بسؤالك( )، قوله( ): " وأنت صديق "، جملة ابتدائية وقعت حالا.
الاستشهاد: على مجيء
إعمال “ أن “ المخففة كما في قوله “ فلو أنك في يوم الرخاء سألتني “.
*** *** ***
أنشد:
304- بالله ربِّكَ إن
قتلتَ لَمُسْلِمًا
وَجَبَتْ عليكَ
عقوبةُ المتعمِّدِ( )
يعني: أنك إن( ) قتلت
مسلما وجبت علك عقوبة المتعمد.
إعراب البيت: ربك( ):
صفة المجرور وهو قوله “ بالله “، إن: مخففة من المثقلة( )، مسلما: مفعول “ قتلت
"، قوله عقوبة: رفع بفاعل " وجبت ".
الاستشهاد: على دخول
“ إن “ المخففة على فعل ليس من أفعال المبتدأ والخبر، وذلك متمسك الكوفيين على
مذهبهم( ).
*** *** ***
أنشد:
305- في فِتيةٍ كسيوفِ
الهندِ قد عَلِمُوا
أن هالكٌ كلُّ من
يحفَى وينتعلُ( )
يريد( ) بـ " من
يحفى ": الفقير، وبـ " من ينتعل "( ): الغنى.
أي في( ) فتية
كالسيوف( ) في مضائهم( ) في الأمور قد علموا أن الإنسان هالك سواء كان غنيا أو
فقيرا( ).
إعراب البيت: قوله
" كسيوف الهند ": جار ومجرور كلام إضافي في محل صفة " فتية "، قد علموا: أيضًا جملة صفة لها، أن: مخففة من المثقلة( )،
كل من يحفى: مبتدأ مضاف إلى الموصول والصلة، وخبره " هالك "، قوله
" وينتعل ": عطف على الصلة، والجملة في موضع مفعولي " علموا "( ).
الاستشهاد( ): على
تخفيف " أن " في قوله " أن هالك " وإلغائه( ) عن العمل.
*** *** ***
أنشد:
306- بَكَرَ العواذلُ في
الصبا
ويَقُلْنَ شيبٌ قد
عَلاَ
حِ يَلُمْنَنِي
وألومُهُنَّهْ
كَ وقد كَبِرْتَ
فقلتُ إِنَّْ( )
يعني: لامني العواذل
ولمتهن، وقلن لي: شبت( ). فقلت: نعم.
إعراب البيت. قوله
" يلمنني ": جملة فعلية وقعت حالاً عن " العواذل "، وألومهنه: أيضًا جملة معطوفة عليها، والهاء
الساكنة فيها: هاء السكت، قوله " ويقلن ": جملة فعلية عطف على قوله " بكر العواذل "، أو
عطف على الجملة الحالية، قوله " شيب "( ): مبتدأ خبره محذوف أي: "
بك شيب "، قوله( ) " قد علاك ": جملة صفة النكرة ، قوله " وقد
كبرت ": جملة معطوفة على الجملة الابتدائية، قوله " إنه ": مقول
" قلت " والهاء للسكت.
الاستشهاد: على مجيء
" إن " بمعنى " نعم " كما في قوله " فقلت إنه "( ).
*** *** ***
أنشد:
307- ونَحْرٍ مُشرِقِ
اللونِ
كَأَنْ ثدياهُ حقانِ( )
النحر: الصدر( )،
وحُقَّان: تثنية " حُقَّة " بحذف التاء كـ " خصيان "( ).
أي رب صدر يلوح لونه،
وثدياه كحقين( ) في الاستدارة والصغر.
إعراب البيت. قوله
" ونحر ": جار ومجرور، " مشرق اللون ": كلام إضافي إضافة
لفظية وهو جر بصفة المجرور( )، كأن: مخففة من الثقيلة، ثدياه: رفع بالابتداء،
حقان: رفع بخبره، ولما خففت " كأن " جاز إبطال عملها فلهذا جاز بعدها
المبتدأ والخبر، والجملة: صفة " نحر ".
الاستشهاد: على تخفيف
" كأن " وإلغاء عملها( ) كقوله " كأن ثدياه حقان ".
*** *** ***
أنشد:
308- كَأَنْ وَرِيدَيْهِ(
) رِشَاءَا( ) خُلْبِ( )
الوريدان: هما عرقان
في العنق. الرشاء: الحبل. الخلب: الليف( ).
يصف دقة وريدي رقبة
أحد( ).
إعراب البيت. كأن:
مخففة من الثقيلة، قوله وريديه: اسمها، رشاءا( ) خلب: كلام إضافي في خبرها.
الاستشهاد: على تخفيف
كأن وإعمالها مع ذلك وذلك( ) في قوله " كأن وريديه رشاءا( ) خلب".
*** *** ***
أنشد:
309- ويومٍ توافينَا بوجهٍ
مقَسَّمٍ
كَأَنْ ظبية تعطُو
إلى ناضِرِ السَّلَمْ( )
الموافاة: الإتيان.
المقسم: المحسّن. تعطو: أي تتناول( ). الناضر: الحسن الطري، السلم: شجر( ).
أي: رب يوم تأتينا
فيه تلك المرأة بوجه حسن كظبية تأتي إلى هذه الشجرة وتتناول أوراقها( ) الطرية.
إعراب البيت: ويوم:
جار ومجرور( )،توافينا: فعل( ) فاعله ضمير امرأة( )،
بوجه: الباء فيه للمصاحبة، أي: مع وجه حسن( )، مقسم: صفته( )، قوله " كأن ظبية
" النصب فيه( ) باسم " كأن "، وتعطو: جملة خبرها، والرفع فيه على تقدير(
) إلغاء " كأن " المخففة( )، والجر على أن الكاف( ) في “ كأن " جارة، و" أن ": زائدة. أي كظبية.
الاستشهاد: على أن( )
في " كأن ظبية( ) " يجوز الحركات الثلاث كما تقدم.
ج8.
أنشد:
يا ليتَ أيامَ
الصِّبَا رواجِعَا( )
وقدتقدم شرحه.
وغرض( ) الاستشهاد به
هاهنا على أن( ) مذهب الفراء فيه أن " ليت " يقتضى( ) مفعولين فلذلك نصبهما في قوله " يا ليت أيام الصبا رواجعا
"، ومذهب الكسائي( ) في ذلك على إضمار " كان "( ) أي: ليت أيام
الصبا كانت رواجع( )، الصحيح في ذلك مذهب البصريين( ) وقد تقدم.
*** *** ***
أنشد:
310- لعلكَ يومًا أن
تُلِمَّ مُلِمَّةً
عليكَ من اللاتي
يَدَعْنَكَ أجْدَعَا( )
الإلمام: النزول،
ملمة: أي نازلة، اللاتي: عبارة عن الدواهي، الأجدع: المقطوع الأنف - وهو( ) يستعمل في الذل، وإنما خص الذل بالأنف لأنه يُتَكَبَّر(
) به.
أي لعلك أن( ) تنزل
عليك داهية من الدواهي اللاتي يتركنك( ) ذليلا.
إعراب البيت: قوله
" لعلك أن تلم ملمة " مثل قولك( ) " عساك أن تفعل، قوله " ملمة ": رفع بفاعل " تلم "، قوله " أجدعا( )
": نصب بأنه مفعول( ) " يدعنك "، والجملة صلة موصول.
الاستشهاد: على
استعمال " لعل " مثل استعمال " عسى ".
*** *** ***
أنشد:
311- هَا إنَّ تَا
عِذْرَةٌ إن لم تكنْ قُبِلَتْ
فإنّ صاحِبَهَا قد
تَاهَ في البَلَدِ( )
العذرة: اسم من
الاعتذار. تاه: بمعنى تحير.
قد هجا النابغة
النعمان فاعتذر إليه بهذه القصيدة. يقول إن تلك القصيدة( ) من اعتذاري( ) فإن لم
تقبل عذري فقد تحيرت.
إعراب البيت: ها: حرف
التنبيه، تا: اسم " إن "، عذرة: خبرها، قوله " قبلت ": جملة خبر " كان "، واسمها مستتر فيها يعود إلى العذرة، قد تاه:
جملة خبر " إن "، و " إن " مع جملتها جزاء الشرط.
*** *** ***
أنشد:
312- نحنُ اقْتَسَمْنَا
المالَ نِصْفَيْنِ بينَنَا
فقلتُ( ) لهم: هَذَا
لَهَا هَا( ) وَذَ الِيَا( )
يعني: اقتسمنا( )
المال نصفين: لنا نصف ولتلك القبيلة نصف آخر.
إعراب البيت: نحن:
مبتدأ، اقتسمنا المال: جملة خبره، هذا: مبتدأ، لها: خبره، ها: حرف التنبيه، قوله " ذا ": مبتدأ، و " ليا(
) ": خبره، والجملة معطوفة على الأولى.
*** *** ***
أنشد:
313- أَلاَ يا اصْبَحَانِي
قبلَ غارةِ سِنْجَالِ( )
وقبلَ مَنَايَا
غادياتٍ وآجَالِ( )
سنجال: بلد بأذربيجان(
)، منايا: جمع " منية "، غاديات: من " الغدو( ) "، وآجال( ):
جمع " أجل ".
معنى البيت: يا خليلي
اسقياني الخمر بالصبوح( ) قبل غارة هذا الموضع وقبل مقاتلتنا( ) مع أهله.
إعراب البيت: ألا:
للتنبيه، يا: حرف نداء مناداه محذوف أي: يا خليلي( )، اصبحاني: جملة فعلية، قوله
" غاديات ": صفة " منايا ".
*** *** ***
أنشد:
314- أَمَا والذى أبْكَى
وأَضْحَكَ والذى
أَمَاتَ وأَحْيَا
والذى أَمْرُهُ الأَمْرُ( )
يقسم( ) بالله تعالى
الذى أبكى وأضحك إلى آخره.
إعراب البيت: أما:
للتنبيه، والذى: الواو للقسم، والبواقي كلها صلات لموصولاتها.
الاستشهاد: على أن “
ها “ في البيتين الأولين “ وألا( ) “ و “ أما “ في البيتين الآخرين جاء( ) بمعنى(
) التنبيه.
*** *** ***
أنشد:
315- وقُلْنَ على
الفِردوسِ أولُ مَشْرَبً
أَجَلْ جَيْرِ إنْ
كانتْ( ) أُبيحتْ دَعَاثِرُهْ( )
الفردوس: موضع من بلاد
العرب( )، الدعاثر: جمع " دعثور " وهو الحوض المتثلم( ).
معنى البيت: قالت
النسوة: لنا أول مشرب في هذا الموضع، فأجبن بأنه يكون كذلك لو( ) كانت حياض هذا
الموضع مباحة( ) لكل( ) واحد( ).
إعراب البيت: أول
مشرب: مبتدأ خبره محذوف( ) أي: لنا أول مشرب، قوله " أجل "، " وجير “: كلاهما بمعنى الإيجاب كرره للتأكيد، إن: - بكسر الهمزة - للشرط،
قوله:دعاثره: اسم " كان "، أبيحت: جملة في موضع خبرها المتقدم عليه( ). أي: تحقق ذلك قولهن لنا أول مشرب بهذا الشرط، ويجوز " أن "
- بفتح الهمزة - أي تحقق لأجل أن كانت الحياض مباحة، والضمير في " دعاثره " للفردوس.
الاستشهاد: على مجيء
" أجل "، و " جير " بمعنى التصديق والإيجاب في قوله "
أجل وجير ".
*** *** ***
أنشد:
316- ما إنْ رأيتُ ولا
سمعتُ بِهِ
كاليومِ هَانىءَ( )
أيْنُقٍ( ) جُرْبِ( )
هنأ البعير بالقطران:
طلاه( )، أينق: وزنه: " أعفل"( ) بالقلب وهو جمع " ناقة( ) "،
جرب: جمع أجرب.
يعني: ما رأيت ولا
سمعت طالي( ) ناقة كطالٍ أراه اليوم.
إعراب البيت: ما:
نافية، إن: زائدة، ولا سمعت: جملة معطوفة على ما قبلها، الأصل ما رأيت كطال( )
أراه اليوم طالي( ) أينق ثم جعل الفعل لليوم حتى كأنه الطالي اتساعا، ومثل ذلك قد
سبق في قوله " كاليوم مطلوبا ولا طالبا( ) "،قوله
" هانىء " منصوب بمفعول " رأيت "، جرب: صفة " أينق ".
الاستشهاد: على زيادة
" إن " في قوله " ما إن رأيت ".
*** *** ***
أنشد:
317- في بئرِ لا حُورٍ
سَرَى ومَا شَعَرْ( )
الحور: الهُلك( )،
سرى: ذهب.
أي: ذهب( ) في بئر
هلك( ) وما علم، وقيل( ) هي بئر يسكنها الجن( ).
إعراب البيت: بئر:
مضاف، وقد( ) زيدت " لا "، وحور( ): مضاف إليه، سرى( ): فعل فاعله مستتر يعود إلى شخص( )، وما شعر: أيضا جملة معطوفة على ما قبلها.
الاستشهاد: على زيادة
" لا " مع المضاف في قوله " في( ) بئر لا حور( ) ".
*** *** ***
أنشد:
318- وتَرْمِينَنَي
بالطَّرْفِ أيْ أنتَ مُذْنِبٌ
وتَقْلينَنِي لكنَّ
إيَّاكِ لا أَقْلِى( )
قوله تقلينني:من
" القِلَى " بمعنى العداوة( ).
يعني: لا( ) تنظرين(
) إلى لجرمي( ) وتبغضينني وأنا لا أبغضك.
إعراب البيت: أي:
مفسرة لمضمون( ) الجملة( ) المتقدمة أعنى " وترمينني "، يعني( ) يفسر أنها معللة بالذنب( )، أنت:
مبتدأ، مذنب: خبره، وتقلينني: جملة معطوفة على قوله " وترمينني "، لكن: أصله " لكنه
" مع ضمير الشأن فحذف( ) على ضعف( ) للضرورة( )، إياك: مفعول( ) " لا أقلي
" قدم( ) عليه، أصله: لا أقليك، فإذا تقدم الضمير المتصل على عامله صار
منفصلا.
الاستشهاد: على مجيء
" أي من حرفي( ) التفسير في( ) قوله( ) " أي أنت ".
*** *** ***
أنشد:
319- يسرُّ المرءَ ما ذهبَ
الليالي
وكانَ ذَهَابُهُنَّ
لهُ ذَهَابَا( )
يعني: يسر المرء مرور
الأيام وذلك سبب موته وفنائه.
إعراب البيت: المرء:
مفعول " يسر "، ما: مصدرية، الليالي: فاعل " ذهب "، والجملة في تقدير مصدر( ) هو فاعل " يسر(
) ". أي ذهاب الليالي، ذهابا: خبر " كان ".
الاستشهاد: على أن
" ما " في قوله " ما ذهب الليالي ": مصدرية.
*** *** ***
أنشد:
320- أنْ تَقرآنِ على
أسماءَ وَيْحَكُمَا
منِّى السلامَ وألاَّ
تُشعِرَا أحدَا( )
يعنى: حاجتي( )
إليكما أن تقرآن( ) سلامي على حبيبتي أسماء، والخطاب( ) مع( ) خليليه( ).
إعراب البيت: أن
مصدرية، تقرآن: فعل( ) في( ) تأويل المصدر، السلام: مفعوله( )، قوله: " وألا تشعرا ": جملة معطوفة على قوله( )
" أن تقرآن "، أحدًا( ): مفعول قوله: " أن لا( ) تشعرا “.
الاستشهاد: على مجيء
الفعل بعد " أن " المصدرية مرفوعًا وإن كانت هي( ) من الحروف ( )الناصبة
للفعل المضارع، وإنما جاء كذلك تشبيهًا بأختها " ما "، وذلك في قوله( ):
" أن تقرآن "( ) والقياس: " أن تقرآ".
*** *** ***
أنشد:
321 - تَعُدُّونَ
عقْرَ النِّيبِ( ) أفضلَ مجدِكُمْ
بَنِي ضَوْطَرَى لولا
الكَمِىَّ المُقَنَّعَا( )
الضيطر: الرجل الضخم
الذى لا غناء عنده، وكذلك " الضوطر "( ) و " الضوطري "( )، العقر: النحر، الكمي: الشجاع( )، النيب: النوق
المسنة( )، المقنَّع: الذى غطى وجهه( ) كما هو عادة الأبطال في المعركة.
معنى البيت: أنكم
تفتخرون بعقر النوق ؛ لم لا تفتخرون بمقاتلة( ) الأبطال، وهذا حث على الحرب.
إعراب البيت. عقر:
مفعول " تعدون "( )، أفضل: هو مفعوله( ) الثاني( )، بنى: نصب بمنادى مضاف حرف ندائه محذوف، لولا:
حرف التحضيض، الكمى: نصب بفعل مقدر تقديره: لولا تعدون.
الاستشهاد: على
استعمال " لولا " للتحضيض( ) في قوله " لولا الكمى "( ).
*** *** ***
أنشد:
أزف الترحل... إلى
أخره( ).
قد تقدم شرحه.
والاستشهاد به هاهنا
من حيث إن الفعل الذى يدخل عليه " قد " قد يحذف( ) كما في قوله "
كأن قد " أي: كأن قد تزول( ).
*** *** ***
أنشد:
322- عَسَى طَيِّئ بعدَ
هذهِ
سَتُطْفئُ غُلاَّتِ
الكُلَى والجَوَانِحِ( )
طَيِّئ: قبيلة، غلات:
جمع غلة وهي حرارة الحقد( ) التي في صدورهم( ).
إعراب البيت. طَيِّئ:
اسم " عسى "، قوله ستطفئ: مضارع خبر " عسى "، وفاعله مضمر
راجع إلى طَيِّئ " غلات: مفعوله، الجوانح: عطف على الكلى.
الاستشهاد: على أن
الشاعر استعمل بالسين( ) التي هي من حروف الاستقبال مكان " أن " في خبر
عسى فقال " ستطفئ "( ).
*** *** ***
أنشد:
323- أ أَنْ تَرَسَّمْتَ
مِن خَرْقَاءَ مَنْزِلَةً
ماءُ الصبابةِ مِن
عينيكَ مسجومُ؟( )
تَرَسَّمَ الدارَ: أي
تأمَّل رسمَها، وهو ما بقي من أثرها بعد انهدامها( ). خرقاء: اسم امرأة.
يعني( ): هل( ) بكت
عينك( ) وسَجَم دمعها( ) لنظرك إلى رسم دار الحبيبة ؟
إعراب البيت. الهمزة للاستفهام،
أن: مصدرية، ما بعدها في تقدير المصدر( )،
ولام التعليل( ) مقدرة أي: لأن ترسمت في تقدير: ألترسمك( )، منزلة: مفعول " ترسمت "، والتاء فاعله، ما ء: مبتدأ، مسجوم: خبره.
الاستشهاد: على أن
بني تميم وأسد( ) ينشدون( ) هذا البيت " أعن " بقلب همزة " أن
" عينًا وهي تسمى عنعنة بني تميم( ).
*** *** ***
أنشد:
324- سَائلْ فوارسَ
يَرْبوعٍ بشِّدَّتنا
أَهَلْ رَأَوْنَا
بسَفْحِ القاعِ ذِى الأكَمِ( )
يربوع: اسم قبيلة،
بشدتنا: أي( ) بقوتنا، بسفح القاع: موضع، الأكم: جمع " أكمة "( ).
يعني: سائل فوارس هذه
القبيلة عن قوة حملتنا بهذا الموضع.
إعراب البيت. فوارس :
مفعول " سائل "، قوله بشدتنا: في محل مفعوله الثاني.
الاستشهاد: على أن
الهمزة دخلت( ) على " هل " في قوله " أهل رأونا " و " هل
": بمعنى " قد “ ها هنا( ).
*** *** ***
أنشد:
325- لَعَمْرُكَ مَا( )
أدرِى وإنْ كنتُ داريًا بَسَبْعٍ رَمَيْتُ( ) الجَمْرَ أَمْ بِثَمَانِ( )
وهذا( ) من غاية عشقي
وولهي بالحبيبة( ).
إعراب البيت. لعمرك:
مبتدأ خبره محذوف أي: لعمرك قسمي، ما أدري: جواب القسم، قوله بسبع: في موضع مفعول(
) " ما أدري ".
الاستشهاد: على( )
حذف همزة الاستفهام من قوله " بسبع " أي: أبسبع، وذلك اعتمادًا على
القرينة( ).
*** *** ***
أنشد:
326- وإنْ أتاهُ خليلٌ
يومَ مَسْغَبَة
يقولُ لا غائبٌ مَا
ليِ ولا حَرَمُ( )
يوم مسغبة: أي يوم
قحط، خليل: أي فقير( ) من " الخَلَّة " وهي القلة( ).
يقول: إن أتاه فقير(
) ليسأله( ) يعطه( ) ولا يرده.
إعراب البيت. أتاه:
فعل ومفعوله( )، خليل: فاعله، والجملة شرطية، يوم: ظرف، يقول: جزاء الشرط، لا: بمعنى ليس، غائب: اسمها، مالي: خبرها، ولا
حرم: عطف على اسم " ليس "، والحرم - بكسر الراء - مصدر كالسرق،
والحرم: بمعنى الحرمان( ).
الاستشهاد: على أن
قوله " يقول ": مضارع وقع جزاء للشرط( ) وهو مرفوع غير مجزوم( ).
*** *** ***
أنشد:
327- مَنْ يَفْعَلِ
الحَسَنَاتِ اللهُ يَشْكُرُهَا
والشرُّ بالشرِّ عندَ
اللهِ سيَّانِ( )
سيان( ): أي مثلان.
يعني: من يعمل عملا
صالحا فالله تعالى يثيبه به( ) ومن يعمل عملا سيئا فالله تعالى يجزيه بالعقاب.
إعراب البيت: من:
شرطية، يفعل: مجزوم وكسرته عارضة لالتقاء الساكنين، الله: مبتدأ، يشكرها: جملة
خبره، والجملة جزائية، الشر: مبتدأ، سيان خبره.
الاستشهاد: على أن
الجزاء جملة اسمية والقياس أن يكون مع الفاء وقد حذفت( ) الفاء( ) وذلك شاذ
للضرورة( ). =
أنشد:
328- لَئِن عادَ لي عبدُالعزيزِ بِمِثْلِهَا
وأمكنني منها( ) إذنْ لا أُقِيلُهَا( )
يعني: لو وعد لي عبد العزيز مرة أخرى بمثل تلك العدة لا أعفو( ) ولا أقيلها.
إعراب البيت: اللام في " لئن " هي الموطئة للقسم أي: والله لئن، إذن لا أقيلها: جواب القسم، وجواب الشرط محذوف دل عليه القسم.
الاستشهاد: على أن " لا أقيلها " فعل مضارع وليس بمنصوب وإن( ) وقع بعد إذن( ) لأنه( ) معتمد على ما قبلها من حيث إنه جواب القسم المقدم( ).
*** *** ***
أنشد:
329- فقالتْ: أَكُلَّ الناسِ أصبَحْتَ مانحًا
لسانَكَ كَيْمَا أنْ تَغُرَّ وتَخْدَعَا( )
معنى البيت: أتتكلم( ) مع كل الناس بكلام حلو حتى تغرهم وتخدعهم ؟
إعراب البيت: الهمزة: للاستفهام، كل الناس: مفعول أول لقوله " مانحا "، ومانحا: نصب بخبر " أصبحت "، والتاء: اسمها، ولسانك: هو المفعول الثاني( )، " ما " - في " كيما " - زائدة( )، مفعول " تغر وتخدع ": محذوف أي: تغرهم وتخدعهم.
الاستشهاد: على أن الشاعر أظهر “ كي “ وبعدها “ أن( ) “ في قوله “ كيما أن تغر “.
*** *** ***
أنشد:
330- ذاكَ خَليلي وذُو( ) يُعَاتِبُنِي
يَرْمِي وَرَائي بِامْسَهْمِ وَامْسَلِمَهْ ( )
السلمة: واحدة السِّلام( ) " بمعنى الحجارة( ).
يعني: هو( ) خليلي يذب عنى( ) أعدائي( ) في غيبتي بالسهم والحجر( ).
إعراب البيت: ذاك: مبتدأ، خليلي: خبره، وذو( ): أيضا مبتدأ، يعاتبني: جملة فعلية خبره، والجملة( ) معطوفة على الأولى، ورائي( ): في تقدير النصب بالظرف( ).
الاستشهاد: على مجيء الميم مكان لام( ) التعريف في قوله: " بامسهم وامسلمه "، وهي لغة أهل اليمن( ).
*** *** ***
أنشد:
331- حَلَفْتُ لَهَا باللهِ حَلْفَةَ فَاجِرٍ
لَنَامُوا فَمَا إِنْ مِنْ حديثٍ ولا صَالِ( )
من حديث( ): أي من ذي حديث، أو من محادث كشريك بمعنى مشارك( )، الصالي: المستدفيء( ) بالنار( ).
معنى البيت: يؤنس من خوف الرقباء حين طرقته( ) ؛ أي حلفت لنام الناس كلهم فما بقى [ أحد ]( ) ممن يحدث( ) بالسمر( ) ولا ممن يصطلى( ) بالنار.
إعراب البيت: حلفة: منصوب( ) بالمفعول المطلق، قوله " لها ": في محل المفعول من أجله، بالله: في محل المفعول به، لناموا( ): جواب القسم، فاعله الواو، إن: زائدة، صال: في تقدير الجر معطوف على قوله “ من حديث “. أي ما بقى من ذي( ) حديث أي( ) محادث ولا من صال جواب ما مر( ).
الاستشهاد: على مجيء لام جواب القسم داخلة على الماضي كما في قوله " لناموا( ) ".
*** *** ***
أنشد:
332- محمدُ تفْدِ( ) نَفْسَكَ كًلُ نفسٍ
إذا ما خِفْتَ مِن أمْرٍ تَبَالاَ( )
التبال: الفساد( ).
يعني: يا محمد( ) لتفد( ) نفسَك كلُّ نفس( )، حينما( ) خفت من( ) فساد في شيء.
إعراب البيت: محمد: منادى مضموم حذف حرف ندائه أي يا محمد، نفسك: مفعول( ) " تفد "، وفاعله: " كل نفس "، إذا: ظرف، ما( ): زائدة، تبالا: مفعول " خفت "، وفاعله التاء.
الاستشهاد: على جواز حذف لام الأمر كما في قوله " تفد " أي: لتفد( ).
*** *** ***
أنشد:
333- أَقِلِّي اللَّومَ عاذِلَ والعِتَابَنْ( )
وقُولي إن أَصَبْتُ لقدْ أصابَنْ( )
يعني( ): لا تعذليني يا عاذلة وصوِّبيني فيما أفعله.
إعراب البيت: أقلي: أمر من الأقلال من القلة، اللوم: مفعوله، عاذل: ترخيم " يا عاذلة " وهو منادى مضموم ومرخم حذف( ) حرف ندائه، والعتابن: عطف على المفعول، وقولي: جملة معطوفة على " أقلي "، لقد أصابن: جملة فعلية فاعلها مستتر وهي مقول القول.
الاستشهاد: على أن النون الساكنة في قوله " والعتابن( ) " و " أصابن " هي تنوين الترنم جيء بها للترنم والغناء( )، وإلا فقياسه( ): " العتابا " و " أصابا " بالألف للإطلاق( ).
*** *** ***
أنشد:
334- وَقَاتِمِ الأَعماقِ خَاوِى المُخْتَرَقْنْ( )
القاتم: المظلم من كثرة الغبارة( )، [ خاو: أي ]( ) خال طريقه( ).
إعراب البيت: قوله " وقاتم الأعماق ": جار ومجرور كلام إضافي بالإضافة اللفظية، ولهذا دخلت عليه واو " رب "، خاوي المخترقن: أيضا كلام إضافي إضافة لفظية ومجرور بصفة المجرور، وذلك في الحقيقة صفة موصوف محذوف أي: ومهمهٍ قاتم الأعماق.
الاستشهاد( ): على أن النون الساكنة في قوله " المخترقن " هي التنوين الغالي، والغرض من إلحاقها الدلالة على الوقف فإن الشعر يسكن( ) آخره وقفا ووصلا فإذا لحقت( ) هذه التنوين( ) دلت على أنك واقف لا واصل( ) ولهذا لا يلحق إلا القافية المقيدة( ) أي الساكنة ليظهر فائدتها دون القافية المطلقة وتسميتها بالغالي لمجاوزتها الوزن والغلو المجاوزة( ).
*** *** ***
أنشد:
335- فَأَلْفَيْتُهُ غيرَ مُستَعْتَبٍ
ولا ذَاكِرِ اللهَ إلا قَليلاَ( )
ألفيته: أي وجدته، استعتب: طلب العتاب.
أي: وجدته غير طلب( ) العتاب، وغير أن يذكر الله إلا قليلا.
إعراب البيت: غير مستعتب: مفعول ثان لقوله " ألفيته( ) "، ولا ذاكر: عطف على مستعتب( )، الله: نصب بمفعول " ذاكر "، إلا( ): للاستثناء( )، قليلا: مستثنى.
الاستشهاد: على حذف التنوين من قوله " ولا ذاكر الله " من غير موجب له لضرورة الشعر( ).
*** *** ***
أنشد:
336- رُبَّمَا أَوْفَيْتُ في عَلَمٍ
تَرْفَعَنْ( ) ثَوْبِي شَمَالاَتُ( )
أوفيت: نزلت( )، العلم: الجبل.
أي: ربما نزلت وحططت رحلي( ) في جبل مرتفع ترفع رياح شمالات ذلك الجبل ثوبي لارتفاعه( ).
إعراب البيت: " ما " في " ربما " كافة، أوفيت: جملة فعلية، ترفعن( ): فعل، ثوبي: مفعوله، شمالات: فاعله، والجملة: صفة " علم ".
الاستشهاد: على إلحاق( ) النون الخفيفة( ) المؤكدة في فعل يشبه( ) فعل النهي، وإنما أشبه( ) لأنه وقع في حيز( ) " رب " التي هي للتقليل، والتقليل يقرب( ) النفي( )، والنفي( ) يشبه( ) النهي( ) في كون كل واحد منهما غير واجب وذلك في قوله " ترفعن( ) ".
تم( ) القسم الثالث في الحروف ويتلوه( ) الرابع في المشترك( ).
[ شرح أبيات القسم الرابع: أبيات الوقف ]( )
أنشد:
337- تَحْفِزُهَاَ( ) الأوتارُ والأيدِي الشُّعُرْ
والنَّبْلُ سِتُونَ كأنَّهَا الجَمُرْ( )
تحفزها( ): أي تحركها( )، الأوتار: جمع وتر، الشُّعْر: جمع شَعْراء بمعنى كثيرة الشعر، النَبْل: السهام( )، ويقال في اصطلاح الرماة: فلان يرمي من ستين:أي يضم أصابعه عند الرمي كما يعقد المحاسب أصابعه عند عقد( ) الستين( ).
يعني: تحرك القوس الأوتار( ) والأيدي الكثيرة الشعر في حال رمي سهام( ) كأنها جمرات تحرق الموضع الذي تصيبه( ) تلك السهام.
إعراب البيت: الأوتار: رفع بفاعل " تحفزها( ) "، والأيدي: في تقدير الرفع عطف عليه، والهاء: مفعوله، الشعر: رفع بصفة " الأيدي "، النبل: مبتدأ، ستون خبره، والجملة حالية، كأنها الجمر: جملة في محل( ) صفة( ) " ستون "، الجمر: خبر كأن.
الاستشهاد: على نقل حركة الحرف الموقوف عليه إلى الحرف( ) الذي قبله وذلك في قوله: " الشعر، و " الجمر "، أصلهما( ): الشَعْرُ و " الجَمْرُ " بسكون وسطهما( ) لكن لما كانت( ) حركة آخرهما الضمة، لأنهما( ) في حالة الرفع نقلت تلك الضمة إلى ما قبل آخرهما.
*** *** ***
أنشد:
338- عَجِبْتُ والدَّهْرُ كثيرٌ عَجَبُهْ
مِنْ عَنَزِي سَبَّنِي لم أَضْربُهْ( )
العنزة( ): - بالتحريك - أبو حي من ربيعة وهو عنزة بن أسد بن ربيعة ( ) بن نزار( )، سبني: [ أي ]( ) شتمني.
معنى( ) البيت: عجبت من شخص منسوب إلى هذه القبيلة قد شتمني وما ضربته.
إعراب البيت: الدهر: مبتدأ، كثير، خبره، عجبه: رفع بفاعل " كثير "، والجملة في محل حال، من عنزي، جار ومجرور في محل نصب بمفعول " عجبت "، سبني: فعل فاعله مستتر يعود إلى " عنزي ".
الاستشهاد: على أن قوله " لم أضربُهْ " أصله " لم أضربْهُ " نقلت حركة الهاء إلى الباء لأنه حكم من أحكام الوقف فصار " لم أضربه( ) ".
*** *** ***
أنشد:
339- فَقَرِّبَنْ هَذَا وهَذَا زَحِّلُهْ( )
التزحيل( ): الإبعاد( ).
إعراب( ) البيت: فقربن: فعل أمر( ) فاعله مستتر، والنون المخففة فيه( ) للتأكيد، " هذا( ) ": مفعوله، قوله( ): " وهذا ": منصوب بفعل مقدر يفسره ما بعده، ونصبه مختار لأنه من باب الإضمار على شريطة التفسير وقرينة النصب( ) المختار معه، زحله: جملة فعلية وهي تفسير الفعل المحذوف والجملة الفعلية معطوفة على الجملة الفعلية الأولى على سبيل( ) التناسب وهذا هو المراد بقرينة( ) النصب المختار، ويجوز أن يكون " هذا " في محل الرفع بالابتداء، وما بعده خبره، والجملة الاسمية تكون معطوفة على الفعلية مع عدم التناسب، وذلك غير مرضي عندهم( ).
الاستشهاد: على أن قوله " زَحِّلُهْ " كان أصله: " زَحِّلْهُ( ) " - بصيغة الأمر من " زَحَّل " - ثم نقلت حركة الهاء إلى اللام الساكنة ليكون علامة للوقف.
*** *** ***
أنشد:
340-............ وَبَعْـ
ـضُ القومِ يَخْلُقُ ثم لا يَفْرِ( )
لا يفري( ): أي لا يقطع.
يعني: بعض القوم يصلح ثم لا يفسد( ).
إعراب البيت: بعض القوم: مبتدأ، يخلق: جملة خبره، ثم لا يفر: جملة معطوفة عليها.
*** *** ***
أنشد:
341- لا يُبْعِدِ اللهُ إخوانًا تَرَكْتُهُمُ
لمْ أَدْرِ بعدَ غَدَاةِ البَيْنِ ما صَنَعُ( )
أبعد: إذا أهلك( ). من " بَعِدَ ": إذا هلك( ).
يعني: لا يهلك الله إخوانا تركتهم ولم أعلم ما صنعوا بعد التفرق( ).
إعراب البيت: إخوانا: مفعول " لا يبعد "، تركتهم: جملة في محل صفته، ما: موصولة( )، صنعوا: جملة صلته، والموصول مع الصلة: مفعول " لم أدر ".
الاستشهاد بالبيتين على أن الياء في قوله( ) " لا يفري( ) "، والواو في قوله " ما صنعوا " قد حذفا عن( ) اللفظ ليدل حذفهما على أنك واقف لا واصل، والياء والواو الملفوظ( ) بهما في قوله " لا يفرِ "، و “ صنعُ( ) " هما لإطلاق( ) الشعر( )، لأن القصيدة سبقت قوافيها يائية وواوية.
*** *** ***
أنشد:
342- بَلْ جَوْزَ تَيْهَاءَ كَظَهْرِ الحَجَفَتْ( )
الجوز: الوسط( )، التيهاء: المفازة، الحجفة: ترس من جلد لا خشب فيه( ).
يعني( ): لا( ) تبكي عيني إذا رأت دار سلمى بل( ) تبكي إذا رأت وسط كل مفازة خالية كظهر الترس( ).
إعراب البيت: جوز: عطف على منصوب تقدم( )، تيهاء: جر بالإضافة وهي غير منصرف( ) لألف التأنيث الممدودة، قوله " كظهر الحجفت( ) ": جار ومجرور كلام إضافي في محل الجر بصفة " تيهاء ".
الاستشهاد: على الوقف بتاء التأنيث تاءً لا هاءً، في قوله " الجَحَفَتْ( ) " والقياس قلبها هاء.
*** *** ***
أنشد:
343- مِثْلَ الحَريقِ وافقَ القَصَبَّا( )
أي مثل النار وافقت( ) القصب( ) أي أصابته( ).
إعراب( ) البيت: فاعل " وافق " مستتر يعود إلى " مثل "، القصبا: مفعوله.
الاستشهاد( ): على أنه شدد الباء في( ) قوله: " القصبا " في حال الوصل، والتشديد من أحكام الوقف، إجراء للوصل مجرى الوقف( ).
*** *** ***
أنشد:
344- وَمِنْ شانِئٍ كاسِفٍ وَجْهُهُ( )
إذا مَا( ) انْتَسَبْتُ لَهُ أَنْكَرَنْ( )
الشانئ: العدو، كاسف: أي عابس.
يعني: إذا لقينى العدو عبس وجهه وإذا أظهرت( ) له نسبي( ) أنكرني.
إعراب البيت: كاسف:صفة " شانيء "، وجهه: فاعل " كاسف "، إذا: للشرط، أنكرن: جزاء الشرط.
الاستشهاد: على أن قوله " أنكرن " أصله:" أنكرني " فحذفت الياء للوقف( ) على لغة من أسكن الياء في الوصل ثم سكنت نون الوقاية فصار " أنكرن( ) "
*** *** ***
أنشد:
345-............
ولا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ واللهَ فَاعْبُدَا( )
إعراب البيت: لا تعبد: نهى( ) فاعله مستتر [ فيه( ) ] أي( ): " أنت "، الشيطان: مفعوله، قوله " والله ": مفعول مقدم( )، فاعبدا: أمر فاعله مستتر والجملة معطوفة على الأولى.
الاستشهاد: على جواز قلب نون التوكيد الخفيفة ألفا في حالة( ) الوقف كما في قوله " فاعبدا " أصله " فاعبدن ".
*** *** ***
أنشد:
346- تَاللهِ يَبْقَى على الأيامِ مُبْتَقَلٌ( )
جَوْنُ السَّرَاةِ رباعٍ سِنُّهُ غَرِدُ( )
ابتقل البعير( ): رعي البقل، الجون: الأسود والأبيض [ - من الأضداد -، وسراة الشيء: وسطه وظهره ]( )، رباع: كـ " ثمان( ) " وهو الذي يلقى رباعيته وذلك يكون في السنة الرابعة وهي السن( ) التي بين الثنية والناب( )، غرد: أي تغنى( ).
معنى البيت: يصف أيام قحط، أي( ): لم يبق حمار( ) ذو نشاط سقط رباعيته( ).
إعراب البيت: تالله: قسم، يبقى: جوابه، مبتقل: فاعله، والبواقي صفات " مبتقل "، قوله “ سنه ": معمول " رباع ".
الاستشهاد: علىجواز حذف حرف( ) النفي من جواب القسم كما قال: " تالله يبقى " بمعنى: " لا يبقى ".
*** *** ***
أنشد:
347- لِلهِ يَبْقَى على الأيامِ ذُو حِيَدٍ
بِمُشْمَخَرٍّ بِهِ الظَّيَّانُ والآسُ( )
الحيد: - بكسر الحاء وفتح الياء - جمع حيدة وهي: عقدة( ) في قرن الوعل( )، ويريد بـ " ذي حيد " الوعل، المشمخر: العالي من الجبال( )، الظيان: ياسمين البر( ).
يعني: والله لا يبقى أحد في الدنيا حتى الوعل( ) في شاهق الجبال.
إعراب البيت: لله: بمعنى " والله "، يبقى: أي لا يبقى - كما مر آنفا - وهو جواب القسم، ذو حيد: رفع بفاعل " يبقى "، بمشمخر: جار ومجرور في محل المفعول فيه، والباء: بمعنى " في “ أي في مشمخر، الظيان: مبتدأ، والآس: معطوف عليه، قوله " به ": جار ومجرور في محل الرفع بخبر المبتدأ المتقدم، والجملة: صفة " مشمخر ".
الاستشهاد: على جواز اللام بمعنى القسم حيث( ) جئت( ) في الكلام بمعنى( ) التعجب كقوله: " لله يبقى [ على الأيام ذو حيد ]( ) " بمعنى: والله لا( ) يبقى [ على الأيام ]( )
*** *** ***
أنشد:
348- أَلاَ نادتْ أُمَامَةُ باحتمالٍ( )
لِتَحْزُنَنِي فَلا بِكِ لا أُبَالِي( )
يعني: قد أمرت تلك المرأة بالارتحال لتحزنني فبحقك لا أبالي به.
إعراب البيت: ألا: حرف تنبيه، أمامة: فاعل " نادت "، لتحزنني: فعل مضارع منصوب بلام " كي "، " لا " - في " فلا ": زائدة، بك: الباء: للقسم: لا أبالي: جوابه.
الاستشهاد: على جواز دخول باء القسم على المضمر في قوله " بك( ) " كدخوله على المظهر( ).
*** *** ***
أنشد:
349- باللهِ ربِّكَ إنْ دخلتَ فَقُلْ لَهُ
هذا ابْنُ هَرْمَةَ واقِفا بالبابِ( )
ابن هرمة: اسم الشاعر.
يعني: أسألك بحق نعمة الله عليك أن تقول له: ابن هرمة واقف بالباب.
إعراب البيت: بالله: قسم، ربك: صفته، وجوابه محذوف، إن دخلت: جملة شرطية، فقل له: جواب الشرط، هذا: مبتدأ، ابن هرمة: خبره، والجملة مقول القول، واقفا: حال عن المفعول المعنوي والعامل فيها معنى الفعل كما تقول( ): هذا زيد قائما.
*** *** ***
أنشد:
350- بِدِينِكَ هل ضَمَمْتَ إليكَ نُعْمَى
قُبَيْلَ الصُّبْحِ أو قَبَّلْتَ فَاهَا( )
يعنى: [ أسألك( ) ] بحق دينك أن تعرفني هل عانقت نعمى قبيل الصبح أو قبلت فمها.
إعراب البيت: بدينك: قسم، هل ضممت: جواب( ) القسم، نعمى: مفعول " ضممت "، قبيل: نصب بالظرف، قوله " فاها ": مفعول " قبلت " والجملة معطوفة على قوله " هل ضممت ".
الاستشهاد: بالبيتين: على أن باء القسم فيهما على سبيل الاستعطاف والسؤال كما تقدم المعنى( ).
*** *** ***
أنشد:
351- أَلاَ رُبَّ مَنْ قلبِي لَهُ اللهَ ناصِحُ
............( )
يعني: رب من نصحه قلبي.
إعراب البيت: ألا: للتنبيه، رب: حرف جر للتقليل، من: في معنى مفرد نكرة أي: رب شخص( )، قلبي: مبتدأ، ناصح: خبره، والجملة صفة " من "، قوله " له ": يتعلق بالخبر أي بخبر المبتدأ وهو " ناصح ".
*** *** ***
أنشد:
فقلت( ) يمين الله أبرح قاعدا
............( )
إعراب البيت: يمين الله: نصب بفعل القسم المقدر أي أقسم يمين الله، ويجوز رفعه بالابتداء وخبره محذوف أي يمين الله قسمي، أبرح: أي لا أبرح وهو جواب القسم، قاعدا: منصوب بخبر " لا أبرح " واسمها مضمر فيها.
*** *** ***
أنشد:
352- إذَا ما الخُبْزَ تَأْدِمُهُ بلحمٍ
فذاكَ أمانةُ اللهِ الثَّرِيدُ( )
تأدمه: من الإدام وهو ما يؤتدم( ) به، الثريد: بمعنى المثرود( ).
يعني( ): إذا أكلت الخبز مع اللحم فإنك أكلت الثريد.
إعراب البيت: إذا: للشرط، ما: زائدة، الخبز: منصوب بفعل مضمر يفسره ما بعده، فذاك: مبتدأ، أمانة الله: نصب بفعل القسم المقدر، ويجوز " أمانة الله " بالرفع على أنه مبتدأ خبره محذوف أي " أمانة الله قسمي "، الثريد: خبر المبتدأ، والجملة جزائية.
الاستشهاد بالأبيات الثلاثة: على جواز حذف باء القسم من المقسم به وتعدية فعل القسم إلى المقسم به فلذلك نصبه به، تقديره " أقسم الله( ) " أي: أقسم بالله( )، وأقسم( ) يمين الله [ أي ]( ) بيمين( )، وأقسم أمانة( ) الله، ويجوز الرفع في الأخيرين( ) بالابتداء وقد تقدم( ).
*** *** ***
أنشد:
353- رَاحَتْ بِمَسْلَمَةَ البِغَالُ عَشِيَّةً
فَارْعَىْ فَزَارَةُ لا هَنَاكِ المَرْتَعُ( )
مسلمة: اسم شخص( )، فارعى: أمر مخاطبة من الرعي، فزارة: اسم قبيلة.
يعني: قد ركب مسلمة البغال وذهب، فارعى يا فزارة في المرتع لا هناك ذلك، دعاء( ) عليها.
إعراب البيت: راحت: فعل، " البغال ": فاعله، بمسلمة: جار ومجرور مفعوله، عشية: مفعول فيه، فارعى: فعل( )، فاعله( ) مستتر( )، فزارة: أي يا فزارة( )، المرتع: فاعل " هناك".
*** *** ***
أنشد:
354- سَالَتْ( ) هُذَيْلُ رسولَ اللهِ فاحشةً
ضَلَّتْ هُذَيْلُ( ) بما قالتْ ولم تُصِبِ( )
سالت: أي سألت بالهمزة، فاحشة: أي( ) الزنا، هذيل: اسم قبيلة، تصب: من الإصابة( ).
يعني: سألت هذيل رسول الله عليه السلام( ) أن( ) يبيح لهم( ) الزنا، ضلت هذيل: بهذا القول( ) والسؤال.
إعراب البيت: هذيل( ): فاعل " سالت " وهي غير منصرف( ) للتأنيث والعلمية، رسول الله: مفعوله، فاحشة: مفعوله الثاني، ضلت: فعل، هذيل: فاعله، بما: الباء للسبببية( )، و " ما ": مصدرية أي بسبب قولها، قوله " ولم تصب ": جملة معطوفة على قوله " ضلت هذيل".
*** *** ***
أنشد:
355- وكُنْتَ أَذَلَّ مِنْ وَتِدٍ بِقَاعٍ
يُشَجِّجُ رَأْسَهُ بالفِهْرِ( ) وَاجِي( )
[ واجئ( ) ]: أي داقّ( ).
يعني: كنت أذل من وتد بأرض صلبة يدق رأسه بالحجر. تهجو هذه المرأة أباها لأنه ذكر مساويء الخلفاء فقالت: كنت ذليلا وصرت عزيزا مكرما من قبل الخلفاء( ).
إعراب البيت: أذل: خبر " كان "، قوله " واجي ": فاعل " يشجج "، والجملة صفة " وتد".
الاستشهاد بالأبيات الثلاثة: على إبدال الهمزة فيها حرف لين كقوله( ): " سالت": بالألف في " سألت( ) "، و " هناك( ) " في: " هنأك( ) " وواجئ " بالياء الساكنة في " واجئ( )".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق