الثلاثاء، 30 أغسطس 2022

شرح أبيات المفصل والمتوسط للزمخشري المؤلف الشريف الجرجاني ج3.و4.

 

أنشد:

137- وإنَّ الذي حانتْ بفلج دماؤُهُم

هُمُ القومُ كُلُّ القومِ يا أمَّ خالِدٍ( )

 

حانت: أي هلكت( )، دماؤهم: أي نفوسهم، فلج: اسم موضع.

معنى البيت: يقول: الذين( ) هلكوا أو قتلوا( ) بهذا الموضع هم كانوا سادات القوم.

إعراب البيت: حانت: فعل، دماؤهم: فاعله، والجملة صلة الموصول، والمجموع: اسم " إن "، هم: مبتدأ، القوم: خبره، كل: تأكيد، والجملة خبر " إن " والتأكيد هاهنا يفيد المدح والثناء.

الاستشهاد: على جواز حذف النون من الذين( ) تخفيفًا كما في قوله: " إن الذي حانت( ) " في تقدير: إن الذين( ).

***  ***  ***

أنشد:

138- ربَّما تكرهُ النفوسُ من الأمْر( م )

لَهُ فَرْجَةٌ كَحَلِم العقالِ( )

 

الفَرجة: التفصي( )، العقال: القيد.

معنى البيت. رب شيء تكره( ) النفوس من الأمر مع سهولة الاجتناب( ) والتفصي عن ذلك كسهولة حل العقال.

إعراب البيت. رب: من الحروف الجارة، ما: بمعنى " شيء "، تكره النفوس: جملة فعلية مفعولها محذوف أي تكرهه النفوس، وهي صفة ما( )، قوله: " من الأمر " أيضًا صفة بعد صفة، قوله " له فرجة ": جملة( ) ابتدائية أيضًا صفة أخرى( ).

الاستشهاد: على وقوع " ما " موصوفة بمعنى " شيء " في قوله " ربما تكره النفوس "( ) تقديره: رب شيء تكره، ويجوز أن تكون ما هي المهيئة( ) لدخول " رب " على الجملة لكن الأول أولى إجراء لـ " رب " على بابها الشائع ولئلا يلزم حذف الموصوف وإقامة الصفة مقامه إذ التقدير حينئذ " ربما( ) تكره النفوس شيئا من الأمر ".

***  ***  ***

أنشد:

139- أَتَوْا نارِي فقلت: مَنُونَ أنتم ؟

فقالوا: الجنُّ، قلتُ: عِمُوا ظلاما( )

 

عموا: أي انعموا.

معنى البيت: يقول: أتى قوم ناري بالليل فقلت: منون( ) أنتم ؟ فقالوا: نحن الجن، فقلت: انعموا وقت ظلامكم أي( ) وقت انتشاركم إذ الغالب انتشار الجن في الظلام.

إعراب البيت: ناري: مفعول " أتوا "، منون: مبتدأ، أنتم: خبره، والجن: خبر مبتدأ محذوف( ) أي: نحن الجن، ظلاما: نصب على الظرف أو على التمييز( ).

الاستشهاد: على أن في قوله " منون أنتم " شذوذين الأول: إلحاق( ) [ الواو ] ( ) والنون بها في الوصل، والثاني تحريك النون وهي تكون ساكنة( ).

ولقائل أن يقول: هذا إيراد في غير مورده( ) لأنه قال في صدر الفصل:

" وإذا( ) استفهم الواقف بها عن( ) نكرة في لفظ الذاكر( )، وهذا ليس كذلك.

***  ***  ***

أنشد:

140- عَدَسْ ما لِعَبَّاد عليكِ إمارةٌ

أَمنْتِ وهذا تحملينَ طليقُ( )

 

عدس في الأصل: صوت يزجر به( ) البغل وقد( ) يسمي( ) البغل( ) به، عباد: اسم ملك سجستان( )، الإمارة - بكسر الهمزة - بمعنى الأمر: مصدر " أمر ".

طليق: أي مطلق من الحبس.

معنى البيت: حبس عَبَّاد هذا الشاعر فهرب وركب على بغلته فيخاطبها بأنه: ما لعباد عليكِ حكم وإمارة، والذي ركبك طليق من الحبس.

إعراب البيت. عدس: منادى تقديره " يا عدس "، وهي في الأصل مبنية على السكون، لعباد: خبر مبتدأ مقدم، إمارة: مبتدأ، قوله( ) عليك( ) يتعلق( ) بالمبتدأ، وهذا: أي( ) " الذي " تحملين: صلة، والعائد محذوف أي: الذى تحملينه، والمجموع مبتدأ، وطليق: خبره.

الاستشهاد: على أن " ذا " جاءت بمعنى " الذى " مجردة عن " ما "، وذلك مما لم يثبته( ) سيبويه.

***  ***  ***

أنشد:

141- أَلاَ تسألانِ المرءَ ماذا يحاولُ( )

أَنَحْبٌ فيقضِى أم ضلالٌ وباطِلُ( )

 

يحاول: أي يطلب. نحب: أي نذر.

معنى البيت: ماذا يطلب المرء ؟ ولِمَ يبالغ في جمع المال ؟ أنذرٌ عليه يريد أن يقضيه أم هذا الفعل ضلال( ) منه.

إعراب البيت. الهمزة: للاستفهام، ولا: نافية، المرء: مفعول " تسألان " ماذا يحاول ؟: أي: أي شيء( ) الذى يحاول( ) وهي جملة ابتدائية، قوله: " نحب ": بدل من( ) قوله " ماذا "( )، قوله " أم ضلال ": عطف عليه، قوله " فيقضي " جملة صفة، قوله " أنحب "( ) [ أو ]( ) في موضع نصب على أنه جواب  الاستفهام وليس معطوفا على الصلة( ).

الاستشهاد: على أن " ذا " من قوله " ماذا "( ) بمعنى " الذى "، والجملة بعدها صلتها.

***  ***  ***

أنشد:

142- فقد دَجَا( ) الليلُ فهيَّا هيَّا( )

 

دجا( ): أظلم. هيا: أسرع( ).

إعراب البيت. الليل: فاعل " دجا "( )، هيا: اسم فعل بمعنى( ) " أسرع "، و " هيا " الثاني: للتأكيد اللفظي.

الاستشهاد: على مجيء " هيا " بمعنى الأمر في قوله " فهيا هيا "( ).

***  ***  ***

أنشد:

143- بِحَيَّهَلاً( ) يُزْجُونَ كلَّ مَطِيَةٍ

أمامَ المطايا سَيْرُها المتقاذفِ( )

 

يزجون: أي يسوقون( )، المطية: واحدة المطايا وهي الحمولة( ) من الجمال( )، المتقاذف( ): المتتابع( ).

معنى البيت: يسوقون( ) جمالهم بقول( ) بعضهم بعضا( ): أسرعوا، قوله " سيرها المتقاذف ": إشارة إلى كثرة سيرها أي كأن كل سير منها يتبع سيرًا آخر.

إعراب البيت: الباء في قوله " بحهيلا "( ): جارة دخلت على سبيل الحكاية، " كل مطية ": مفعول " يزجون "،  وفاعله الواو، سيرها: مبتدأ، المتقاذف: صفته( )، قوله: " أمام المطايا ": ظرف خبر المبتدأ، والجملة صفة قوله " كل مطية ".

الاستشهاد: على أن " حيهلاً " بالفتح والتنوين في قوله " بحيهلاً "( ) لغة من لغات " حيهل " منقولة( ) في كلام العرب.

***  ***  ***

أنشد:

144- وهيَّجَ الحيَّ من دارٍ( ) فظلَّ لهمْ

يومٌ كثيرٌ تناديهِ وحيَّهَلُهْ( )

 

هَيَّج: من الهيجان.

معنى البيت: ارتحل الحي من ديارهم في( ) يوم كثير تنادى ذلك اليوم وحيهله، يعني كثر نداء الحي بعضهم بعضًا وكثر قولهم " حيهل "( ) في ذلك اليوم.

إعراب البيت. الحي: مفعول " هيج "، وفاعله مستتر يعود إلى مذكور( ) قبله، يوم: فاعل " ظل " وهو من باب " نهاره صائم " لأن الظلول( ) في الحقيقة للقوم لا  لليوم( )، كثير: صفة يوم، تناديه( ): في تقدير الرفع بفاعل( ) " كثير "، وهو من باب " ويوم( ) شهدناه " أي كثير( ) التنادي( ) في ذلك اليوم، قوله " وحيهله ": كلام إضافي رفع بأن عطف على " تناديه "، وليس ذلك بضم إذ ليس( ) من لغاته( ) الضم.

الاستشهاد: قيل لا معنى لإنشاد هذا البيت ها هنا لأنه ليس بدليل على لغة من لغات بنائه ولا على التعدية( ) بحرف الجر. هذا معنى كلام ابن الحاجب( ).

***  ***  ***

أنشد:

145- أَلاَ أبْلِغَا  ليلَى وقُولاَ( ) لها هَلاَ

فقد ركبتْ  أمْرًا أغرَّ( ) مُحَجَّلاَ( )

 

هلا: أي أسرعي( )، أمرًا أغر( ): أي مشهورًا وكذا محجلاً.

معنى البيت: يقول: يا خليلي أبلغا ليلى فقولا لها أسرعي إلىّ، فقد ركبت أمرًا مشهورًا يريد به كناية عن الأير وقد( ) يروى " ركبت أيرا( ) "، هجاها النابغة بذلك( ) فأجابته( ) ليلى بقولها:

أَعَيَّرْتَنِي( ) داءً بأمِّكَ مثلُهُ

وأيُّ جَوَادٍ لا يُقالُ له هَلاَ( )

 

إعراب البيت. ألا: للتنبيه، أبلغا: فعل مع فاعله، ليلى: مفعوله، وقولا لها: أيضًا جملة فعلية عطف على الأولى، قوله " أمرًا ": مفعول " ركبت "، وفاعله مستتر، أغر( ): صفته، محجلاً: صفة أخرى.

الاستشهاد: على( ) استعمال " هلا " وحده من حيهلا " بمعنى الفعل في قوله [  قولا ]( ) لها هلا “.

***  ***  ***

أنشد:

146- تَذَرُ  الجماجمَ ضاحِيًا  هاماتُهَا

بَلْهَ الأكفَّ  كأنَّها لمْ تُخْلَقِ( )

 

تذر: تترك.الجمجمة: عظم الرأس المشتمل على الدماغ، ضاحيًا: ظاهرًا. هاماتها: أوساطها( )، بله الأكف: أي ترك الأكف، [ الأكف ]( ) جمع كف.

معنى البيت: يصف سيوفًا أي تترك السيوف( ) رءوس الأعداء مشقوقة تركها( ) الأكف مقطوعة( ) كأنها( ) لم تخلق على الساعد( ).

إعراب البيت. فاعل " تذر " ضمير( ) السيوف،، الجماجم مفعوله، ضاحيًا: مفعوله الثاني( )، هاماتها: فاعل اسم الفاعل، قوله " بله الأكف ": بمعنى ترك الأكف: مصدر مضاف إلى المفعول به( )، ويجوز " بله الأكفَّ " بالنصب( ) على أنه بمعنى " اترك "، قوله " لم تخلق ": جملة خبر " كأن "، والجملة: حالية.

الاستشهاد: على استعمال " بله " بمعنى المصدر المضاف إلى مفعوله في قوله " بله الأكف ".

***  ***  ***

أنشد:

147- قَالتْ له ريحُ الصَّبَا قَرْقَارِ

[ واخْتَلَطَ المعروفُ بالإنكارِ ]( )

 

قرقار ( ): بمعنى قَرْقِر( )   أي صوِّت، له: للسحاب.

معنى البيت( ): قالت( ) الريح للسحاب( ): صوِّت بالرعد( ).

إعراب البيت: ريح الصبا: فاعل " قالت "، قرقار: مفعول( ) " قالت ".

الاستشهاد: على مجيء " قرقار " من الرباعي على طريقة بناء " فعالِ " من الثلاثي  بمعنى الأمر.

***  ***  ***

أنشد:

148-....   ....   ....     ....

يدعُو وليدُهُمُ بها عَرْعَارِ( )

 

الوليد: اسم شخص( )، عرعار: بمعنى " عرعروا " أي : أخرجوا( ). المعنى( ): يدعو ( )وليدهم( ) الصبيان بتلك الأرض " عرعار " أي اخرجوا للملاعبة.

إعراب البيت. وليدهم: فاعل " يدعو "، عرعار: مفعول " يدعو ".

الاستشهاد: على بناء " عرعار " من الرباعي بمعنى الأمر في قوله " عرعار ".

***  ***  ***

أنشد:

149- وكنتُ إذا مُنِيتُ بخَصْمٍ سَوْءٍ

دَلَفْتُ له( ) فأكويهِ وَقَاعِ( )

 

منيت: أي  قُدِّرت( ). دَلَفت: أي  تقدمت. أكويه: من الكي. [ وقاع: اسم كية ]( ) على الجاعرتين وهما طرفا الوركين المشرفان على الفخذين وقيل في طول الرأي من( ) مقدمه إلى مؤخره.

معنى البيت: إذا ابتليت بخصم سيء في الحرب أكويه هذه الكية التي اسمها " وقاع ".

إعراب البيت. كنت: " كان " مع اسمها، إذا: ظرف فيه معنى الشرط، منيت: فعل( ) ماض  مجهول والتاء فيه( ): معموله( )، دلفت له: جملة فعلية خبر " كان "، قوله: " فأكويه ": عطف على ذلك، و " كان " مع جملتها جواب الشرط( ).

الاستشهاد: على استعمال " وقاع " بمعنى تلك الكية المخصوصة.

***  ***  ***

أنشد:

150- ومرّ دهرٌ على وبارِ

فَهَلَكَتْ جهرةً وبارُ( )

 

وبار: اسم قبيلة، وقيل اسم مدينة يسكنها( ) الجن، جهرة: عيانًا.

إعراب البيت. دهر: فاعل " مرّ "، قوله " وبار " - بالرفع - فاعل " هلكت "، جهرة: مصدر في موضع الحال، والجملة الثانية عطف على الأولى( ).

***  ***  ***

أنشد:

151- تذكَّرتَ أيامًا مضينَ من الصِّبا

فهيهاتِ هيهاتٍ إليكَ رجوعُهَا( )

 

معنى البيت: تذكرت أيام الشباب التي مضت( ) على سبيل أنك تمنيت رجوعها فهيهات رجوعها إليك.

إعراب البيت. أيامًا: مفعول " تذكرت "، وفاعله التاء، مضين: جملة صفة( ) " أيام "، والنون هي الفاعل( )، فهيهات: الفاء عاطفة، وهيهات: بمعنى " بعد وهو تأكيد للأول( )، رجوعها: فاعله( )، إليك: يتعلق بقوله: رجوعها.

الاستشهاد: على مجيء الكسر بلا تنوين والكسر مع التنوين في قوله: " فهيهاتِ " بالكسر و " هيهات " بالكسر( ) مع التنوين وهما لغتان فيه.

***  ***  ***

أنشد( ):

152- يُصبِحنَ بالقفراءِ ثاوياتِ( )

هيهاتَ من مُصبَحِها هيهاتِ( )

 

القفراء( ): البرية. مصبحها: مصدر ميمي( ) بمعنى إصباحها. ثاويات( ): أي مقيمات. هيهات: أي بعُد.

معنى البيت: تصبح( ) الغواني( ) مقيمات بالبيداء ثم ينتقلن منها إلى أخرى ومع إصباحهن هكذا كيف ترجى( ) ملاقاتهن.

إعراب البيت. يصبحن:  النون فيها اسمها، والجار والمجرور في موضع( ) خبرها أي: يصبحن نازلة( ) بالقفراء، ثاويات( ): نصب بالحال( ) أو هي خبر " يصبحن "، والجار والمجرور في محل النصب بالمفعول فيه، هيهات: اسم فعل مبني على الفتح( )، والثاني  مبني على الكسر، وفاعله غير مذكور أي( ): بعُد وصالهن، من مصبحها في محل النصب بالمفعول له أي بعد وصالهن( ) لأجل إصباحهن( ) هكذا.

الاستشهاد: على مجيء الفتح والكسر لغتين( ) في " هيهات " كما قال: " هيهات من مصبحها هيهات "( ).

***  ***  ***

أنشد:

153- شتَّانَ ما يومِي على كُورِها

ويومُ حيانَ أخي  جابِرِ( )

 

شتان: أصله من " شت "( ) ويستعمل بمعنى: تباين( ) وتفاوت. الكور : كور( ) الإبل. حيان: اسم( ) شخص [ من بني حنيفة ينادم الأعشى ]( ).

معنى البيت: وجدت تفاوتًا كثيرًا بين يومي( ) على كور الإبل وبين يومي( ) عند هذا الرجل( ) فالأول  يوم سيء والثاني يوم نعمى( ).

إعراب البيت. شتان: اسم فعل بمعنى " تباين "، ما: زائدة، يومي: في تقدير الرفع بفاعله، ويوم حيان: كلام إضافي عطف على الأول أي على اليوم الأول وهو الفاعل على( ) " يومي "( )، والإضافة للملابسة، أخي جابر: جر( ) بعطف بيان أو بدل.

الاستشهاد: على مجيء " شتان " بمعنى " تباين " في أسماء الأفعال في قوله: " شتان ما يومي ".

***  ***  ***

أنشد:

154- شتانَ هذا والعِناقُ والنومْ

والمشربُ الباردُ في ظلّ الدَّوْمْ( )

 

العناق: المعانقة، والدوم: شجر( ) المقل.

معنى البيت: أرى  تباينًا شديدًا بين هذا - إشارة إلى التعب( ) في إنشاء الشعر( ) - وبين عناق الحبيبة والنوم والمشرب البارد في ظل هذه الشجرة.

إعراب البيت. هذا: فاعل شتان، و " العناق "، وما بعده( ): عطف عليه.

الاستشهاد: على  استعمال " شتان " بمعنى الفعل في قوله " شتان هذا ".

***  ***  ***

أنشد:

155- لَشتَّانَ ما بينَ اليزيدينِ في الندَى

يزيدِ سُلَيْمٍ والأَغَرِّ ابْنِ( ) حاتِمِ( )

 

الندى: العطاء.

معنى البيت: لتفاوت كثير( ) بين هذين الشخصين في الجود( ).

إعراب البيت. شتان: بمعنى الفعل أي: تباين، ما: زائدة( )، بين: ظرف، قوله " يزيد " بدل عن " اليزيدين وكذا قوله( ) " والأغر "، وابن: جر بصفة " الأغر ".

الاستشهاد: على استعمال " شتان " في أسماء الأفعال وقد أباه( ) الأصمعي( ) لأن " شتان  " بمعنى: " شت( ) وتباين " فينبغي أن يقع بعده فاعله وهو متعدد وها هنا أعني في( ) البيت ليس كذلك( ) ولم يستبعده بعض العلماء( ) نظرًا إلى أن " ما " موصولة فهي فاعله و " ما "( ) معناه هنا متعدد.

***  ***  ***

أنشد:

156- مَهلاً فِداءٍ لكَ الأقوامُ كلُّهُمُ

......  .......  ..............( )

 

مهلاً: أي امهل.

يعني: ارفق ليفدك( ) الأقوام كلهم.

إعراب  البيت. مهلاً: اسم فعل بمعنى " ارفق "، فداء( ): أيضًا اسم فعل بمعنى( ) " ليفدك "، الأقوام: فاعله، كلهم: تأكيد.

الاستشهاد: على أن فداءٍ - بالكسر والتنوين - في قوله “ فداءٍ لك “ اسم فعل( ) لقولنا( ): " ليفدك "( ).

***  ***  ***

أنشد:

157- سألتُهَا الوصلَ فقالت مِضِّ

وحرَّكتْ لي رأسَهَا بالنَّغضِ( )

 

مض: كلمة تستعمل( ) بمعنى " لا " وهي مع ذلك مطمعة( )، النغض: تحرك( ) الرأس( ) من التعجب( ).

معنى البيت: سألت الحبيبة وصلها فأجابتني( ) بمض وتعجبت مني( ).

إعراب البيت. سألتها: جملة فعلية، الوصل: هو المفعول الثاني، فقالت: فعل  فاعلها( ) مستتر، مض: مقول( ) " قالت "، والجملة عطف على الأولى، وكذا قوله: " وحركت رأسها “ جملة معطوفة.

الاستشهاد: على أنه( ) استعمل " مض " بمعنى صوت يرد( ) به المحتاج وذلك هو تصويت باللسان والغار الأعلى.

***  ***  ***

أنشد:

158- وصارَ وصلُ الغانياتِ إِخَّا( )

 

إخ: صوت يصوت( ) به عند التكره( ).

يعني:  صار وصل الغواني شديد التحصيل ذا مشقة، يقول الرجل عند ذلك " إخ "( )، وروي( ) كِخَّا بإبدال الهمزة كافًا.

إعراب البيت. وصل: رفع باسم " صار "، إخا: خبرها.

الاستشهاد: على( ) مجيء لفظة " إخ "( ) عند التكره.

***  ***  ***

أنشد:

159- دَعاهُنَّ رِدفِي فارْعوينَ لصوتِهِ

كما رُعْتَ بالجَوْتِ الظماءَ الصوادِيَا( )

 

فارعوين: أي رجعن، راع: إذا جذب( )، جوت: دعاء الإبل( ) إلى الشرب، الظماء: العطاش، وكذا “ الصوادي “ بمعنى “ العطاش “.

معنى البيت. يقول: دعا رديفي( ) تلك النسوة فأجبنه ورجعن فجذبهن كما جذبتَ الإبل الصادية إلى الماء بقولك( ) " جوت ".

إعراب البيت. دعاهن: فعل مع مفعوله، ردفي: فاعله، فارعوين جملة فعلية فاعلها النون وهي عطف على( ) الأولى، كما. ما: مصدرية، رعت: فعل فاعله التاء، الظماء: مفعوله وهو صفة موصوف( ) محذوف أي الإبل الظماء، الصواديا: صفة بعد صفة، والفعل بعد " ما " في تقدير مصدر مجرور بالكاف( ).

الاستشهاد: على إدخال الألف واللام في " جوت " في قوله: " كما رعت بالجوت( ) ".

***  ***  ***

أنشد:

160- سَفَرَتْ فقلتُ لها ههَجٍ فتبرقعتْ

فذكرتُ حينَ تبرقعتْ ضَبَّارَا( )

 

سفرت المرأة وجهها: أي( ) كشفته( )، هج: خسء( ) للكلب أي طرد( ) له، تبرقعت: لبست البرقع، ضبار، اسم كلب( ).

معنى البيت. يهجو امرأة يقول( ): كشفت عن( ) وجهها فطردتها كالكلب بـ " هج " وسترت وجهها بالبرقع فذكرت كلبًا لأنها أشبهته.

إعراب البيت. سفرت: فعل فاعله مستتر ومفعوله محذوف، هج: مقول( ) القول( )، ضبارا: مفعول " ذكرت ".

الاستشهاد: على استعمال " هج " لطرد الكلب في قوله: " فقلت لها هج ".

***  ***  ***

[ شرح أبيات تضمنها الظروف ]( )

أنشد:

161- فساغَ لي الشرابُ وكنتُ قَبْلاً

أكادُ أَغَضُّ بالماءِ الفُراتِ( )

 

ساغ( ): [ أي ]( ) استمرأ. أغض( ) بالماء: أي أشرق( ) به. الفرات: العذب.

معنى البيت: كان للشاعر مُتَعَلَّق( ) فقتل فانغمّ( ) فلما( ) قتل( ) قاتله أنشد( ) بقوله( ): ساغ  لي الشراب اليوم وكنت أشرق بالماء( ) العذب السهل السوغ( ) قبله( ).

إعراب البيت. الشراب: فاعل " ساغ "، كنت: التاء اسم " كان "( )، قبلاً: ظرف منصوب، اسم " أكاد ": مستتر أي: أكاد   أنا، أغص: فعل مضارع فاعله مستتر  وهو( ) خبر “ كاد "( )، والجملة: خبر  " كان "، الفرات: صفة الماء.

الاستشهاد: على حذف المضاف إليه لـ " قبل " ولم يَنْوِهِ فلذلك( ) أعربه( ) في قوله " وكنت قبلاً "( )، ولو كان محذوفًا منويًا لكان مبنيًا على الضم كقوله تعالى: { لله( ) الأمر من قبل ومن بعد }( ).

***  ***  ***

أنشد:

162- رُدُّوا علينا شيخَنا ثم بَجَلْ( )

 

بجل( ): بمعنى  حسب( ).

يعني: ردوا شيخنا فحسب( ).

إعراب البيت. الواو: فاعل " ردوا "، شيخنا: مفعوله، علينا: في محل( ) مفعوله الثاني، ثم بجل: تقديره: ثم ذلك بجل، فـ " ذلك " مبتدأ، وبجل: خبره وهو مبني على السكون كما هو الأصل  به بخلاف الغايات( ) فإن السكون فيها يؤدي( ) إلى التقاء الساكنين( ).

الاستشهاد: على مجيء " بجل " بمعنى حسب في قوله " ثم بجل ".

***  ***  ***

أنشد:

163- أَمَا تَرَى حيثُ سُهَيْلٍ( ) طالِعَا( )

 

يعني( ): أما ترى مكان سهيل طالعًا؟

إعراب البيت. الهمزة: للاستفهام، وما: نافية، حيث: ظرف( )، سهيل:  جر بالإضافة، طالعًا: نصب بمفعول " ترى "( ).

الاستشهاد: على أن " حيث " قد أضيف إلى المفرد في قوله " حيث سهيل [ طالعا ]( ) مؤولاً( ) بمعنى مكان( ).

***  ***  ***

أنشد:

164- ونحنُ سَقَينا الموتَ بالشامِ مَعْقِلاً

وقد كانَ منهمْ حيثُ  لَيِّ العمائمِ( )

 

مَعْقِل: اسم( ) شخص، اللي( ): مصدر " لوى العمامة( ) "، العمائم: جمع عمامة( ).

معنى البيت: نحن قتلنا معقلاً بالشام وقد كان رأس القبيلة ورئيسهم.

إعراب البيت. الموت: مفعول " سقينا "، معقلاً: هو مفعوله الثاني( )، كان: اسمها مضمر فيه( )، قوله: حيث لي العمائم: خبرها.

الاستشهاد: على إضافة " حيث " إلى المفرد الذى هو( ) " ليّ  " في قوله: " حيث ليّ( ) العمائم( ) " والقياس إضافته إلى الجملة.

***  ***  ***

أنشد:

165-  إذا الرجالُ بالرجالِ التَفَّتِ( )

 

التفت: من اللف.

الإعراب( ). إذا: ظرف، الرجال: فاعل فعل محذوف يفسره ما بعده، تقديره: إذا التفت الرجال التفت.

الاستشهاد: على مجيء " إذا " ظرفًا( ) والاسم( ) بعدها مرفوع بفعل محذوف يفسره الظاهر كما في قوله  " إذا الرجال " تقديره: إذا التفت الرجال.

***  ***  ***

أنشد:

166- إذْ( ) ما دخلتَ على الرسول فقلْ لهُ

يا خيرَ مَن ركبَ المطيَّ ومَن مَشَى

حقًّا عليكَ إذا اطْمَأنَّ( ) المجلِسُ

فوقَ الترابِ إذا تُعَدُّ( ) الأَنْفُسُ( )

 

اطمأن( ): سكن، المطي: واحدها " مطية "( ).

معنى البيت: يقول لشخص( ): إذا دخلت على رسول الله - عليه السلام( ) - فقل له إذا سكن المجلس وخلا: يا خير من ركب المطايا ويا خير من مشى على الأرض.

إعراب البيت. إذما( ): للمجازاة( )، دخلت: فعل فاعله  التاء، فقل له: جملة فعلية جزائية، حقًا: نصب بالمصدر تقديره: حق القول عليك حقًا، إذا: ظرف لما قبلها،  المجلس: رفع بفاعل " اطمأن "( )، يا: حرف النداء، خير( ): منادى مضاف، من: موصولة، ركب المطي: جملة صلتها، ومن مشى: عطف على الموصول والصلة، فوق: ظرف، إذا: ظرف، تعد( ): مضارع  مجهول، الأنفس: معموله.

الاستشهاد: على جواز المجازاة بـ " إذ "( ) إذا اتصلت " ما " بها كما في قوله " إذ( )  ما دخلت".

***  ***  ***

أنشد:

167- وكنتُ أُرَى زيدًا كما قيلَ سيدًا

إذا أنَّهُ( ) عبدُ القَفَا واللّهازِمِ( )

 

اللهزمة( ): طرف الحلقوم( )، أرى: أُعلم.

معنى البيت: كنت أُعلم زيدًا  سيدًا كما قيل، إذا أنه ذليل خسيس عبد البطن( ).

إعراب البيت: أرى( ): فعل مجهول مفعوله الأول أقيم مقام فاعله( )، زيدا: هو مفعوله( ) الثاني، سيدا: هو مفعوله( ) الثالث، كما: الكاف للتشبيه، ما: للمصدرية، قيل: أي قيل ذلك، إذا للمفاجأة، أنه: بفتح الهمزة على إرادة مفرد هو مبتدأ خبره( ) محذوف والتقدير: “ إذا عبوديته، للقفا حاصلة( )، أو بكسرها على إرادة الجملة، واللهازم: عطف عل " القفا ".

الاستشهاد  على وقوع “ إذا “ بمعنى المفاجأة كما( ) في قوله “ إذا أنه عبد القفا “( ).

***  ***  ***

أنشد:

168- فَبَيْنَا( ) نحن نَرْقُبُهُ( ) أتانَا

معلِّق وَفْضَةٍ وزِنَادِ رَاعِ( )

 

نرقبه: ننتظره( )، الوفضة: الجَعْبَة( )، زناد: جمع زند( ).

معنى البيت: نحن نرقبه إذا جاءنا في حال كونه معلق( ) جعبة الفقراء( ) وزند الراعي.

إعراب البيت: قوله بينا: وزنه " فَعْلى " أصله " بين " أشبعت فتحتها فصارت ألفا وقد زيدت عليه “ ما " فيقال " بينما " والمعنى واحد وذلك( ) بين أوقات رقبتنا( ) إياه، والجمل( ) مما( ) أضيف أسماء الزمان إليها( ) مثل: " أتيتك( ) زمن الحجاج أمير ثم حذف( ) المضاف الذى هو " أوقات " وولى " بين " الجملة التي أقيمت مقام المضاف إليها( )، قوله " معلق وفضة ": نصب على الحال من الضمير المستتر في " أتانا "، قوله " وزناد ": جر عطف على المضاف إليه( ).

الاستشهاد: على رأي الأصمعي في طرحه “ إذا “ و “ إذ “( ) في جواب “ بينا “ و “ بينما “، ولذلك جاء " بينا " في البيت من غير " إذا و " إذ "( ).

***  ***  ***

أنشد:

169- لَدُنْ غُدوةً حتى ألاذَ بخُفِّها

بقيةُ منقوصٍ من الظِلِّ قالصِ( )

 

ألاذ: أي لصق واتصل( ). أصله من اللوذ بمعنى العوذ( )، ظل قالص: أي ناقص في وقت الزوال.

معنى البيت. يقول: سرنا من أول النهار إلى أن نقص الظل حتى لم يبق ظل( ) الناقة إلا بقدر ما يقع عند [ خف الناقة ولم يتعد ظل ]( ) خفها( ) يعني إلى وقت الزوال.

إعراب البيت. نصب " غدوة " بـ " لدن "، بقية: هي فاعل " ألاذ "، قالص: صفة بعد صفة( )، قوله منقوص: صفة موصوف( ) محذوف أي بقية شيء منقوص، قوله " من الظل ": أيضا في محل الصفة.

الاستشهاد: على نصب " غدوة " بعد " لدن " في قوله " لدن غدوة ".

***  ***  ***

أنشد:

170- لقَدْ رأيتُ عجبًا مُذْ أَمْسَا

عجائزًا مثلَ السعالِي خَمْسَا( )

 

عجائز: جمع " عجوز "، السعالي: جمع السعلاة( ) وهي الغول( ).

معنى البيت: يقول: رأيت عجبا أمس، وذلك هو خمس من العجائز مثل خمس من السعالي.

إعراب البيت. عجبا: مفعول " رأيت "، مذ: لابتداء الزمان وهو حرف جر هاهنا( )، أمس: مفتوح في حال جره( ) لأنه غير منصرف في هذه اللغة للعلمية والعدل، عجائزا: بدل من( ) قوله " عجبا "، مثل السعالي: صفته( )، قوله: " خمسا ": صفة بعد صفة.

الاستشهاد: على جواز مجيء " أمس " غير منصرف( ) بالعلمية والعدل كما هو( ) لغة بني تميم. في قوله " مذ أمسا "( ) والألف للإطلاق.

***  ***  ***

أنشد:

171- رضيعَيْ لَبَانٍ ثديَ أمٍّ تَقَاسَمَا

بأسحَمَ داجٍ عَوْضُ لا نتفرَّقُ( )

 

اللبان( ): كالرضاع، يقال: رضع( ) رضاعا كـ: " سمع سماعا "، يقال [ هو ]( ) رضيعي كـ: " أكيلي "( )، تقاسما: أي تحالفا. بأسحم( ): بأسود، داج: أي( ) مظلم. عوض: بمعنى أبدا.

معنى البيت: الممدوح والكرم تحالفا في ليل مظلم على أنهما لا يتفرقان( ) أبدا.

إعراب البيت: رضيعي: نصب بعامل ذكر قبله، ويحتمل أن يكون على المدح، ثدي أم( ): نصب بمفعول " لبان "( )، تقاسما: فعل( ) مع فاعله البارز والجملة صفة قوله " رضيعي "، بأسحم: صفة موصوف محذوف أي " بليل أسحم " والباء بمعنى: " في "، داج: صفة أخرى، عوض: تأكيد لنفي المضارع( ).

الاستشهاد: على وقوع " عوض " تأكيد للمضارع المنفي في قوله: " عوض لا نتفرق ".

***  ***  ***

أنشد:

172- أنَّى ومِن أينَ آبَكَ الطربُ

من حيثُ لا صَبْوةٌ( ) ولا لَعِبُ( )

 

آبك: رجعك، يريد بالصبوة: الشباب.

معنى البيت: من أين رجعك الطرب والنشاط وقد كبرت وشبت( ) ؟

إعراب البيت: أنى: بمعنى " كيف "، آبك: فعل ومفعوله، والطرب: فاعله، لا صبوة: لا بمعنى “ ليس “ صبوة: اسمها، وخبرها محذوف أي: لا صبوة لك، ولا لعب: عطف عليه.

الاستشهاد: على مجيء استعمال " أنى " بمعنى " كيف " كما في قوله " أنى ومن أين "( ) أي: كيف ومن أين( ).

***  ***  ***

أنشد:

173- فأصبحتَ أنَّى تأتِها تلتبسْ بها

كِلا مركَبَيْهَا تحتَ رِجليْكَ شاجِرُ( )

 

تلتبس: أي تختلط، شاجر( ): أي متحرك مضطرب، يريد بقوله " كلا مركبيها: قدامها وخلفها.

معنى البيت: كيف أتيت( ) هذه الخطة الشنيعة التي وقعت فيها وتلتبس بمكروهها وشرها.

إعراب البيت: أنى تأتها: جملة شرطية، تلتبس جزم بجوابها( )، كلا مركبيها: رفع بالابتداء، شاجر: خبره( ).

الاستشهاد: على جواز المجازاة بـ " أنى " دون " كيف " كما جاء في البيت، وهو قوله " أنى تأتها تلتبس "( ).

***  ***  ***

أنشد:

174- نَحْمِي حقيقَتَنَا وبعْـ

ـضُ القومِ يَسقطُ بيَن بَيْنَا( )

 

نحمي: نحفظ، حقيقة الرجل : ما يحق عليه مراعاته كالأهل والأقارب( ).

معنى البيت: يقول: نحن( ) نحفظ أولادنا وأقاربنا، وبعض القوم يسقط ضعيفا.

إعراب البيت: حقيقتنا: مفعول " نحمي "، وبعض: مبتدأ، يسقط: فعل( ) فاعله ضمير المبتدأ، والجملة خبر المبتدأ، قوله " بين بين "( ) في محل حال عن ضمير في " يسقط ".

الاستشهاد: على أن قوله( ) " بين بين "( ) مركب مبني بكلا( ) جزأيه والأصل( ): بين هذا وبين هذا ".

***  ***  ***

أنشد:

175- بَغْرَةَ نجمٍ هاجَ ليلاً فانكدَرْ( )

 

يقال: بغر النجم أي هاج بالمطر( ). يعني( ) مثل بغرة نجم هاج بالمطر ليلا، فانكدر الليل أي أظلم.

إعراب البيت: بغرة نصب بالمصدر( )، هاج( ): فعل( ) فاعله مستتر، والجملة صفة مجرور، فانكدر: من ضمير يعود إلى " الليل " وهو فاعله، والجملة معطوفة على الجملة الأولى.

الاستشهاد: على أن " بغر " من قولهم " شغر( ) بغر " مأخوذ من " بغر النجم " بمعنى: هاج بالمطر، وما في البيت من قوله " بغرة نجم هاج " شاهد ذلك.

***  ***  ***

أنشد:

176- رَعِيَتُها أكرَمَ عُودٍ عُودَا

الصِّلَّ والصِّفْصِلَّ واليَعْضِيدَا( )

والخازِ بازِ السَّنِمَ المَجُودَا

بحيثُ يدعو عامرٌ مسعودَا( )

 

الصل: نبت( )، وكذا الصفصل( ) واليعضيدا( )، والخاز باز: بمعنى العشب( )، السنم: المرتفع، المجود: الذى بله المطر( ).

معنى البيت: رعيت الناقة هذه( ) النباتات والخازباز المرتفع المجود، الذى بله المطر بحيث يدعو عامر مسعودًا للفرح( ) به، وعامر ومسعود راعيان.

إعراب البيت. رعيتها: فعل مع فاعله ومفعوله، وضمير المفعول للناقة( )، أكرم: نصب بمفعوله( ) الثاني، عودًا: نصب على التمييز( )، " الصل " وما بعده: بدل عن قوله " أكرم عود "( )، أو عطف بيان له، قوله: " السنم ": صفة " الخازباز "، المجود. صفة أخرى، والخازباز: عطف على قوله: أكرم عود( ). [ وفي " خازباز " سبع لغات ذكرت في المفصل ]( ).

الاستشهاد: على مجيء " الخازباز "( ) بمعنى العشب في البيت وذلك قوله: " والخازباز السنم المجودا".

***  ***  ***

أنشد:

177- تَفَقَّأَ فوقَ القَلَعُ السوارِي

وجُنَّ( ) الخازِبازِ بِهِ جُنونَا( )

 

تفقَّأ: بمعنى تشقَّق( )، القَلَعَة: قطعة عظيمة من السحاب( )، السواري: جمع سارية، الخازباز: المذباب( ) في العشب.

معنى البيت: يصف موضعًا يقول: تشقق( ) السحاب فوق ذلك الموضع ومُطِر( )، وكثر صوت الخازباز بذلك الموضع لكثرة العشب فيه بالمطر.

إعراب البيت. القلع: فاعل " تشقق "( )، السواري: صفته، وجن:  عطف عليه ويستعمل صيغة " جن " على لفظ المبني  للمفعول كقولهم " حُضِر الرجل يُحضَر "( ) - الخازباز: فاعله، جنونا: مفعول مطلق.

الاستشهاد: على استعمال الخازباز بمعنى ذباب( ) في العشب كقوله: " وجن الخازباز ".

***  ***  ***

أنشد:

178- يا خازِبازِ( ) أَرْسِل اللهازمَا

إني أخافُ أن تكونَ( ) لازِمَا( )

 

" خازباز " هنا( ) بمعنى داء( )، اللهازم: جمع لهزمة( ) وهي طرف( ) الحلقوم.

معنى البيت: يا داء أرسل واترك( ) هذا الموضع فإني أخاف أن لا تفارقه( ).

إعراب البيت. يا خازباز: منادى، اللهازما: مفعول " أرسل "، الضمير اسم " إن "( )، أخاف: فعل( ) مع فاعله المستتر:، والجملة خبر إن، قوله " لازما " خبر كان، واسمها مضمر مستتر، والجملة في محل منصوب( ) مفرد بمفعول " أخاف "( ) تقديره " أخاف( ) كونك( ) لازما ".

الاستشهاد: على مجيء " خازباز " بمعنى: " داء في اللَّهْزِمة "( )، وذلك في قوله " يا خازباز أرسل اللهازما ".

***  ***  ***

أنشد:

179- كمْ نالَني منهمُ فضلاً على عدمٍ

إذْ لا أكادُ من الإقتارِ( ) أَحتمِلُ( )

 

نالني: أصابني( )، العدم( ): الفقر، الإقتار( ): الافتقار.

معنى البيت: كم فضل أصابني منهم حين كنت لا أقدر على حمل شيء لفقري( ) وعدم ركائبي( ).

إعراب البيت. كم: خبرية، فضلاً: تمييزها( ) - وقياسه( ) أن( ) يكون مجرورًا، لكن لما فصل بينها وبينه نصب  احترازًا عن أن يقع بين المضاف والمضاف إليه فاصل، نالني: فعل مع مفعوله، وفاعله مستتر يعود إلى " كم "، والجملة خبر " كم "، و " كم " ها هنا في محل الرفع بالابتداء( )، ، إذ: ظرف لما قبها، اسم " أكاد "( ) مستتر في " أكاد "( )، أحتمل: خبرها.

الاستشهاد: على جواز نصب تمييز( ) " كم " الخبرية إذا فصل بينها وبينه كما جاء في قوله: " كم نالني منهم فضلاً ".

***  ***  ***

أنشد:

180- تؤمُّ سِنانًا وكمْ دونَهُ

من الأرضِ محدودِ بًا غارُهَا( )

 

تؤم: [ أي ]( ) تقصد( )، سنانًا: أي ممدوحًا. محدودبًا: أي مرتفعًا من حدبة الظهر.

معنى البيت: تقصد ناقتى هذا الممدوح وكم بينه وبينها من الأرض المختلفة( ).

إعراب البيت. فاعل " تؤم " ضمير مستتر فيه يعود إلى ناقته( )، سنانًا: مفعوله، كم: خبرية، دونه: ظرف( )، محدودبًا: مميز " كم [ الخبرية ]( ) "، ونصب للفصل بين " كم " وبينه، غارها: معمول " محدودبًا ".

الاستشهاد: على نصب مميز " كم " الخبرية للفصل كما في قوله " وكم دونه محدودبًا( ) " وقياسه الجر.

***  ***  ***

أنشد:

181- كمْ في بني سعدِ بنِ بكرٍ سيدٍ

ضخمِ الدَّسِيعةِ ماجدٍ نفَّاعِ( )

 

الدسيعة:العطية( ). ماجد: ذو مجد. نفاع: كثير النفع.

معنى البيت: كم سيد ضخم العطية كثير النفع ماجد( ) في القبيلة.

إعراب البيت. كم: خبرية، سيد: جرّ به( ) مميزها، والبواقي صفته( ).

الاستشهاد: على أنه جر مميز كم( ) الخبرية وإن وقع( ) بينها وبين مميزها( ) فصل كما جاء في البيت فإن المميز فيه وهو قوله " سيد " جاء مجرورًا وإن فصل بين " كم " وبينه  بقوله( ) " في بني سعد بن بكر " وذلك لا يجوز( ) إلا على لغة( ) من يجيز الفصل بين المضاف والمضاف إليه بالظرف.

***  ***  ***

أنشد:

182- كم عمةًٌ لكَ يا جريرُ وخالةًٌٍ

فدعاءَُ قد حَلَبتْ عليَّ عِشارِي( )

 

الفدعاء: المرأة التي اعوجت إصبعها( ) من كثرة حلبها( )، العشار: جمع " العُشَرَاء "( ) وهي الناقة التي أتت عليها( ) من زمان حبلها( ) عشرة أشهر.

معنى البيت: كم عمة وخالة لك فدعاء قد خدمتني وحلبت نوقى.

إعراب البيت. كم: إما خبرية وإما استفهامية، ويجوز في " عمة " مع " خالة "( ) المعطوفة عليها الحركات الثلاث: أما الجر فعلى أنها( ) " كم " الخبرية وقوله " عمة " مميزها، وأما النصب فلأنها مميز " كم " الاستفهامية والاستفهام على سبيل الاستهزاء والتهكم، وأما الرفع فيها فعلى أنها وقعت مبتدأة وصفت بقوله " لك " ومميز " كم " على هذا محذوف وذلك المحذوف إما أن يقدر مجرورًا فيكون( ) هي( ) الخبرية، تقديره: كم مرةٍ، وإما أن يقدر( ) منصوبًا فيكون( ) هي( ) الاستفهامية على ما ذُكر( ) تقديره: كم مرةً، وخبر المبتدأ قوله " قد حلبت " و " كم " على( ) هذين التقديرين في محل النصب بالظرف( ) والعامل فيه " قد حلبت "، وكون( ) الفعل خبرًا لا يمنعه ذلك من أن يعمل فيما قبل المبتدأ بدليل صحة قولهم: " يوم الجمعة زيد ضرب "، وهي في الوجهين الأولين تكون( ) في محل الرفع بالابتداء وقوله " قد حلبت " خبرها.

قوله " فدعاء: صفة لقوله " وخالة " و " خالة "( ) عطف على "عمة "، قوله " عشاري " في تقدير النصب على أنه مفعول " حلبت "، قوله " حلبت( ) عليَّ " معناه: حلبت( ) على كره مني؛ وهذا كما يقال: باع القاضي عليه داره، أي كنت أستكره وأستنكف أن تحلب أمثالها عشارى، ويشهد لذلك المعنى قوله " فدعاء ".

الاستشهاد: على أن بيت الفرزدق يجوز فيه الحركات الثلاث بوجوه( ) مختلفة كما تقدمت( ). 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ج3.وج4.مشكاة المصابيح - التبريزي{ من 3864 الي6285}

  3. مشكاة المصابيح - التبريزي 3864 - [ 4 ] ( صحيح ) وعن سلمة بن الأكوع قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على قوم من أسلم يتناضل...