الثلاثاء، 30 أغسطس 2022

ج9. وج10. شرح أبيات المفصل والمتوسط للزمخشري المؤلف الشريف الجرجاني

 

أنشد:

فَيَا ظَبْيَةَ الوَعْسَاءِ بينَ جُلاجِلٍ

وبينَ النَّقَا آأنتِ أَمْ أُمُّ سَالمِ( )

 

وقد تقدم شرحه.

وغرض( ) الاستشهاد به هاهنا من حيث إنه أدخل بين الهمزتين ألفًا كراهة لاجتماعهما( ) فقال: " آأنت ".

*** *** ***

أنشد( ):

356- حُزُقٌّ إذا مَا القومُ أَبْدَوْا فُكاهَةً

تَفَكَّرَ آإِيَّاهُ يَعْنُونَ أمْ قِرْدَا( )

 

الحزق: الغليظ القصير الذي يقارب الخطو( ). أبدوا: أظهروا. فكاهة: أي مزاحًا.

يعني: هو قصير غليظ يشبه القرد بحيث( ) لو تمازح القوم بذكر القرد لظن أن القوم يعنون به( ) نفسه( ).

إعراب البيت: حزق: أي هو حزق( )، إذا : للشرط،  ما: زائدة، القوم: فاعل فعل مضمر يفسره ما بعده، فكاهة: مفعول " أبدوا "، تفكر: جملة جزاء الشرط،  آإياه: الهمزة الأولى( ) للاستفهام، إياه: مفعول " يعنون " وتقدم عليه، قردًا: عطف على المفعول.

الاستشهاد: على  الفصل بين الهمزتين المحققتين( ) بالألف( ) وذلك في قوله " آإياه "( ).

*** *** ***

[ شرح الأبيات التي تضمنها التقاء الساكنين ]( )

أنشد:

357- عَجِبتُ لمولودٍ وليسَ لَهُ أَبٌ( )

وذي وَلَدٍ لمْ يَلْدَهُ أَبَوَانِ( )

 

المراد بالمصراع الأول: عيسى عليه السلام وبالثاني( ) آدم عليه السلام.

إعراب البيت: أب( ): اسم " ليس "، و " له ": خبرها المتقدم( )، والجملة صفة لـ " مولود "( )، قوله " وذي ولد " عطف على( ) قوله " لمولود "، وأبوان: فاعل " لم يلده "، أصله " لم يَلِدْه " فسكنت اللام من " يلده " كما سكنت العين من " كَبِد " تشبيهًا له به، ثم( ) التقى الساكنان( ): اللام والدال فحرك الدال بالفتح دون اللام لئلا يبطل الغرض الأول( ).

*** *** ***

أنشد:

358- فَغُضَّ الطَّرْفَ إنَّكَ نُمَيْرٍ

فَلاَ كَعْبًا بَلَغْتَ وَلاَ كِلاَبَا( )

 

يعني: اخفض الطرف ولا تفتخر فإنك من قبيلة نمير، ونمير لا تبلغ قبيلة كعب وكلاب في الافتخار( ).

إعراب البيت:  غض: أمر فاعله مستتر فيه( ) يعني أنت، الطرف مفعوله، إنك: الكاف اسم إن، من غير: جار ومجرور خبرها( )، و " إنّ " هنا( ) خرجت مخرج التعليل كقوله عليه السلام: " الهرة ليست بنجسة ؛ إنها من الطوافين والطوافات عليكم "( )، كعبًا: مفعول " بلغت " وقد تقدم( )، ولا كلابا: عطف عليه.

الاستشهاد: على أنه( ) فتح الساكن الأول في التقاء الساكنين مع أن أصله( ) الكسر( ).

*** *** ***

أنشد:

ذُمَّ المنازلَ.... إلى( ) آخره

 

وقد تقدم شرحه.

الاستشهاد به [ ها هنا ]( ) كالاستشهاد بالبيت المتقدم قبله من حيث إنه فتح الساكن الأول وهو الميم من  قوله " ذم المنازل " مع أن أصله الكسر( ).

*** *** ***

أنشد:

359- إذا جَاوَزَ الإثنَيْنِ سِرٌّ فإنَّهُ

................ ( )

 

إعراب البيت: جاوز: فعل ماض، الاثنين: مفعوله، سرٌ: فاعله.

الاستشهاد: على إثبات همزة الوصل في الوصل في قوله( ): " الاثنين " وذلك شاذ لا يجيء إلا لضرورة( ) الشعر.

*** *** ***

أنشد:

360-.......................

فَقُلْتُ أَهْىَ سَرَتْ أَمْ عَادَنىِ حُلُمُ( )

 

يعني: رأيت الحبيبة في المنام وظننت أنها أتتني  فلما تيقظت قلت أهي أتتني أم أتاني  خيالها في النوم( ) ؟

إعراب البيت: أهي: الهمزة: للاستفهام، هي: فاعل فعل محذوف تقديره: أسرت [ هي ]( )، فلما حذف الفعل وجيء بالمفسر بعده فصار الضمير( ) المتصل منفصلاً فقال " أهي "( )، سرت:فعل يفسر( ) المحذوف، أم: حرف عطف( )، عادني: فعل مع مفعوله، حلم: فاعله( )، والجملة معطوفة على الأولى.

الاستشهاد: على إسكان هاء " أَهْىَ " إذا دخلت عليها( ) الهمزة وذلك في قوله " أَهْىَ "( ).

*** *** ***

 

[ شرح أبيات تضمنها القول في زيادة الحروف ]( )

أنشد:

361- إذا( ) الأمهات قَبَحْنَ الوجوهَ

فَرَجْتَ( ) الظلامَ بأُمَّاتِكَا( )

 

يقال: " قَبَحَهُ( ) الله ": أي نَحَّاه( ) عن( ) الخير فهو من المقبوحين( ) فرجت( ): أي نزلت( ).

يعني: لو كان انتساب بعض الناس إلى أمهاتهم يؤدي إلى دناءة، فأنت تتشرف بالانتساب إليهن.

إعراب البيت: إذا: ظرف، الأمهات: مبتدأ، قبحن الوجوه: فعل مع فاعله ومفعوله، والجملة خبر المبتدأ، فرجت( ) الظلام: أيضًا جملة فعلية مظروف  " إذا ".

الاستشهاد: على  أن زيادة الهاء في " أم " غير مطردة بدليل استعمال الشاعر " أُمًّا " بزيادتها وبغير( ) زيادتها في قوله " الأمهات "، و " بأماتكا "( ).

*** *** ***

أنشد:

362- أُمَّهَتِى خِنْدِفُ وَالْيَاسُ أَبِى( )

 

خندف، وإلياس - بكسر الهمزة - قبيلتان( ).

إعراب البيت: أمهتي: مبتدأ، خندف: خبره، وإلياس أبي: أيضًا جملة ابتدائية( ) معطوفة على الأولى( ).

وقد ارتكب الشاعر شذوذين في هذا البيت: أما الأول فمن جهة حذفه الهمزة من  " إلياس  "( )، وأما ثانيًا فمن جهة زيادة الهاء في " أم " في قوله " أمهتي ". وهذا( ) هو المراد بالاستشهاد( ).

*** *** ***

أنشد:

363-................

وَهَلْ يَعِطُ الضِّلِّيلَ إِلا أُولاَلِكَا( )

 

يعظ: من الوعظ، الضلِّيل: كثير( ) الضلال.

إعراب البيت: هل: للاستفهام، يعظ: فعل مضارع، الضليل: مفعوله، أولالك: في محل النصب بالمستثنى، والمستثنى منه محذوف وهو فاعل " يعظ "( ). أي هل يعظ الضليل أحد إلا أولالك، ولو قيل: إن " أولالك "( ) في محل الرفع بفاعل " يعظ " على أن المستثنى مفرغ والاستفهام بمعنى النفي لم يكن بعيدًا( ) تقديره: ما يعظ الضليل إلا أولالك، كقولك( ): " ما جاءني إلا زيد ".

الاستشهاد: على زيادة اللام في قوله " إلا أولالك ".

[ شرح أبيات تضمنها إبدال الحروف ]( )

أنشد:

364- ضَرَبَتْ صَدْرَهَا إلىَّ( ) وقالتْ

يا  عَدِىُّ لَقَدْ وَقَتْكَ الأَوَاقِى( )

 

الأواقي: جمع واقية من الوقاية( ).

يعني: ضربت الحبيبة صدرها في ميلها إلىّ، ودعت لي بقولها لقد وقتك الأواقي،  أي حفظتك الحوافظ.

إعراب البيت: فاعل " ضربت ": ضمير الحبيبة، صدرها: مفعوله، وقالت: جملة معطوفة على الجملة الأولى، يا عدي: منادى مضموم، الأواقي: في تقدير الرفع بأنه فاعل " وقتك ".

الاستشهاد( ): على إبدال الواو الأولى( ) همزة في " الأواقي "، وأصله( ): " الوواقي "( ).

*** *** ***

أنشد:

365- فَخِنْدِفٌ هَامَةُ هَذَا العَألَمِ( )

 

خندف: اسم قبيلة( )، الهامة: الرأس.

إعراب البيت: خندف: مبتدأ ونونه لضرورة الشعر( )، هامة: خبره.

الاستشهاد: على أنه همز( ) ألف( ) " العألم " بهمزة ساكنة( ).

*** *** ***

أنشد:

366- يا دارَ مَيٍّ بِدَكَادِيكِ البُرَق

صَبْرًا فَقَدْ هَيَّجْتِ شَوْقَ المشْتَئِقْ( )

 

ميّ( ): اسم حبيبته، الدكاديك: جمع " دَكْدَاك " وهو( ) الرمل المتراكم( ). البرق: جمع بُرْقَة وهي أرض غليظة فيها حجارة ورمل( )، صبرًا: أي أعطينى( ) صبرًا( ).

معنى البيت: يقول: يا دار الحبيبة أعطيني( ) صبرًا، فقد زدتِ شوق المشتاق، يريد به نفسه.

إعراب البيت. يا دار ميّ: منادى مضاف، صبرًا: نصب بفعل مقدر تقديره أعطينى( ) صبرًا، شوق المشتاق( ).

*** *** ***

أنشد:

367- وَبَلْدَةٍ قَالصةٍ أَمْوَاؤُها

مَا صِحَةٍ رَأْدَ الضحَى أفْيَاؤُهَا( )

 

قالصة: أي غائرة من " قَلَص الظل " أي( ) ارتفع ؛ لأنها إذا ارتفعت فإنها غارت( )، ما صحة: من " مَصَح الظل " أي ذهب وقَصُر( )، رأد الضحى: أي ارتفاعه إلى أن يذهب أثره ذلك وهو حر الشمس( )، الأفياء : جمع " فيء "( ) وهو الظل( ).

أي: رب بلدة غائرة مياهها ذاهبة ظلالها.

إعراب البيت: قوله: وبلدة: جار ومجرور، وقالصة: صفة المجرور، وقوله( ): " أمواؤها ": رفع بـ " قالصة "، وكذا " أفياؤها ": مرفوع بقوله " ماصحة "، وماصحة: صفة أخرى للمجرور، قوله: “ رأد الضحى  “: نصب بالمصدر.

الاستشهاد: على " ماء "( ) و " أمواء "( ) بالهمزة في الشعر وذلك في قوله " أمواؤها "، وأصل تلك الهمزة هاء بدليل " مياه وأمواه "( ).

*** *** ***

أنشد:

368- أُبَابُ بَحْرٍ ضَاحكٍ زَهُوقِ( )

 

أباب: أصله " عباب " وهو معظم الماء وارتفاعه( )، وضحك البحر: كناية عن امتلائه( ) وتموجه( )، زهوق: أي عميق. يقال بئر زهوق: أي بعيدة القعر( ).

إعراب البيت: قوله ضاحك: صفة " بحر "، وكذا " زهوق ": أيضًا صفته( ).

الاستشهاد: على إبدال العين همزة في قوله " أباب بحر "، أصله: عباب بحر( ).

*** *** ***

أنشد:

369- نَزُورُ امْرَأً أمَّا الإلهَ فيتَّقِى

وأمَّا بفعلِ الصالحينَ فَيَأْتَمِى( )

 

يعني: نزور امرأ يتقي( ) الله ويقتدي بفعل الصالحين.

إعراب البيت: نزور: فعل فاعله مستتر أي نزور نحن، امرأ: مفعوله، أما: للتفصيل وفيه معنى الشرط، فيتقى: فعل فاعله مستتر يعود( ) إلى " امرأ "، الإله: مفعوله المقدم عليه( )، والجملة جزاء الشرط، والشرط مع جزائه في موضع صفة " امرأ "، قوله " وأما بفعل الصالحين “ أيضًا جملة شرطية مع جزائها معطوفة على الأولى( ).

الاستشهاد: على أن قوله " فيأتمي " أصله: " يأتمم "( ). بمعنى يقتدي فقلبت الميم الثانية ياء كما قيل( ): " تظنيت " في( ) " تظننت "( ).

*** *** ***

أنشد:

370- وَايْتَصَلَتْ بِمِثْلِ ضَوْءِ الفَرْقَدِ( )

 

ايتصلت( ): أي اتصلت، الفرقد: الكوكب.

إعراب البيت: وايتصلت( ): فعل( ) فاعله( ) ضمير مستتر( )، قوله " بمثل ضوء الفرقد ": كلام إضافي في محل مفعول " ايتصلت ".

الاستشهاد: على قلب إحدى التاءين من " اتصلت "( ) ياء في قوله " وايتصلت "( ).

*** *** ***

أنشد:

371- وَمَنهَلٍ ليسَ لهُ حَوَازقُ

ولِضَفَادِى جَمِّهِ نَقَانِقُ( )

 

المنهل: المشرب. الحوازق: جمع حازقة وهي الجانب( ). الجم: اما اجتمع من ماء البئر( ). النقانق: جمع " نقنقة " وهي( ) الصوت( ).

معنى البيت: رب( ) مشرب ماء ليس له جوانب تمنع الواردة إليه ولضفادع مائه المجتمع أصوات.

إعراب البيت: قوله: ومنهل: جار ومجرور، حوازق: اسم " ليس "، وخبرها هو الجار والمجرور المتقدم، والجملة: صفة المجرور، قوله " ولضفادي جمه ": كلام إضافي جار  ومجرور وهو خبر مبتدأ متقدم، ونقانق : هو المبتدأ، والجملة معطوفة على الجملة الواقعة صفة.

الاستشهاد: على أن قوله " ولضفادي جمه " أصله( ): ولضفادع جمه، قلبت العين ياء( ).

*** *** ***

أنشد:

372- لَهَا أَشَارِيرُ( ) مِنْ لَحْمٍ مُتَمَّرَةٍ

من الثَّعَالي( ) وَوَخْزٌ مِنْ أَرَانِيَها( )

 

الأشارير( ): قطع قديد( )، متمرة: أي مقطعة( )، الثعالي( ): أي الثعالب جمع ثعلب، الوخز: الشيء القليل( )، أرانيها: أي أرانبها: جمع الأرنب.

معنى البيت: يقول: للعقاب قطع لحوم مقطعة مقددة( ) من لحوم الثعالب وشيء قليل من لحوم الأرانب( ).

إعراب البيت: لها: خبر مبتدأ متقدم، أشارير( ): هو المبتدأ، قوله من لحم: صفة المبتدأ، وكذا متمرة، وكذا قوله: " من الثعالي ": صفة أخرى، قوله " ووخز ": عطف على المبتدأ، ومن أرانيها: في محل صفته.

الاستشهاد: على قلب الباء من الثعالب والأرانب( ) ياء كما في قوله: " من الثعالي "، وقوله: “ من أرانيها "( ).

*** *** ***

أنشد:

373- إذا ما عُدَّ أَرْبَعَةٌ فِسَالٌ

فَزَوْجُك خامسٌ وأبوكِ سَادِى( )

 

الفِسال: جمع " فَسْل "( ) وهو الرجل الخسيس الرَّذْل( ).

يعني( ):إذا عد أربعة من رُذالة القوم فزوجك خامسها( ) وأبوك سادسها( ).

إعراب البيت: إذا: للشرط، ما: زائدة، أربعة: معمول( ) " عُدَّ "، فسال: صفته، فزوجك: مبتدأ، خامس: خبره، والجملة جزائية، والفاء: علامة الجزاء، قوله " أبوك سادي ": جملة ابتدائية عطف على الجزاء.

الاستشهاد: على قلب السين ياء في قوله " سادي " وأصله سادس( ).

*** *** ***

أنشد:

374- قَدْ مَرَّ يَوْمانِ وهَذَا الثَّالِى

وأَنْتَ بالهِجْرَانِ لا تُبَالِى( )

 

يعني: مضي يومان وهذا هو الثالث وأنت لا تبالي بالهجران.

إعراب البيت: قد: حرف التقريب يقرب الماضي من( ) الحال، يومان: فاعل  " مر "، وهذا( ) الثالي: أي وهذا( ) الثالث وهو مرفوع( ) بالعطف على الفاعل، أنت: مبتدأ( )، لا تبالي: جملة خبره، قوله " بالهجران " يتعلق بقوله " لا تبالي ".

الاستشهاد: على قلب الثاء ياء في قوله " هذا الثالي ": أي هذا الثالث( ).

*** *** ***

أنشد:

375- يا هَالَ ذَاتَ المَنْطِقِ التَّمْتَامِ

وَكَفِّكِ المُخَضَّبِ البَنَامِ( )

 

هال: أصله " هالة " وهي اسم امرأة، التمتام: الذي يكثر( ) التاء في كلامه( )، المخضب: من الخضاب.

يعني: يا هاله: ذات الكلام الذي يكثر( ) فيه التاء  وذات الكف( ) التي بنانها مخضوبة.

إعراب البيت. يا هال:  منادى مرخم، ذات المنطق: منصوب بصفة المنادى المضافة، التمتام: صفة " المنطق "، وكفك: عطف على " المنطق "، المخضب: صفته، البنام: جر بالإضافة اللفظية.

الاستشهاد: على إبدال النون ميمًا( ) في قوله " البنام " وأصله( ) البنان.

*** *** ***

أنشد:

376- فَبَادَرَتْ شَاتَهَا عَجْلَى مُثَابِرَةً

حتَّى اسْتَقَتْ دُونَ مَحْنَى جِيدِهَا نُغَمَا( )

 

بادرت: سارعت. مثابرة: أي مواظبة، المحنى: المعطف( )، نُغَمًا: أصله نُغَبًا جمع نغبة وهي الجُرْعَة( ).

أي( ): سارعت تلك المرأة إلى شاتها فحلبتها عوضًا من أن تذبحها.

إعراب البيت: فاعل " بادرت ": ضمير امرأة، شاتها: أي إلى شاتها، عجلى: في تقدير النصب( ) بالحال، وكذا: " مثابرة ": حال، دون: ظرف، جيدها: جر بالإضافة، نغما: نصب بمفعول " استقت "، وفاعله مستتر يعود إلى المرأة.

الاستشهاد: على إبدال الباء ميمًا في قوله " نُغَمَا "( ) وأصله: " نُغَبَا "( ).

*** *** ***

أنشد:

377- يَا قَاتَلَ اللهُ بَنِى السِّعْلاَةِ( )

عَمْرَو بْنَ يَرْبُوعٍ شَرارَ النَّاتِ

غَيْرَ أَعِفَّاءَ وَلاَ أَكْيَاتِ( )

 

يعني: يا قوم، قاتل الله هؤلاء الجماعة ؛ فإنهم غير أعفاء - جمع " عفيف ": من " العفة " - وغير أكياس.

إعراب البيت: يا: حرف نداء مناداه محذوف أي : " يا قوم "، قاتل الله: فعل وفاعل، بني السعلاة( ): مفعوله، قوله عمرو بن يربوع: كلام إضافي بدل أو عطف بيان للمفعول( )، شرار: صفة " عمرو "( )، قوله غير أعفاء: نصب بالحال، أعفاء: جر بالإضافة وهو غير منصرف لألف التأنيث( ) الممدودة، ولا أكيات: عطف على " أعفاء ".

الاستشهاد: على قلب السين تاء في قوله: “ شرار النات "( ): أي شرار الناس، وكذا في قوله: " ولا أكيات ": أي " ولا أكياس "( ).

*** *** ***

أنشد:

378- وَتَرَكْنَ نَهْدًا عُيَّلاً أبناؤُهَا

وبني كِنَانَة كاللُّصُوتِ المُرْدِ( )

 

نهد: اسم قبيلة( )، عيلا: جمع " عائل " من العويل بمعنى البكاء( )، المرد: جمع مارد( ).

أي: تركن تلك القبيلة باكيا( ) أبناؤها.

إعراب( ) البيت: وتركن: فعل فاعله النون، نهدا: مفعوله، عيلا: صفة( ) " نهدا " أو مفعول( ) ثان لـ " تركن "، أبناؤها: معمول( ) " عيلا( ) "، قوله( ) " وبني كنانة " معطوف على قوله( ) " نهدا( ) ".

الاستشهاد: على أن قوله " كاللُّصوت " أصله " كاللصوص " فأبدل الصاد تاء( ).

*** *** ***

أنشد:

379- أَتَى( ) صَوَاحِبَهَا فَقُلنَ هَذَا الَّذي

مَنَحَ المَوَدَّةَ غَيْرَنَا وجَفَانَا( )

 

يعني: اتى ذلك الرجل نساءً صواحب حبيبة له فقلن: أذا الذي أحب غيرنا وآذانا بذلك ؟.

إعراب البيت: فاعل " أتى ": ضمير رجل، صواحبها: مفعوله( )، هذا: أصله " أذا ": الهمزة للاستفهام، و " ذا ": بمعنى الإشارة، منح المودة: جملة صلة الموصول، غيرنا: مفعول " منح “، قوله " وجفانا ": عطف على الصلة.

الاستشهاد: على إبدال الهمزة هاء في قوله " هذا الذي " وأصله: أذا الذي( ).

*** *** ***

أنشد:

380- إنْ تُرَوِّهَا فَمَهْ( )

 

ترِّوها: من التروية من الري.

إعراب البيت: إن: حرف شرط، لم تروها: فعل  فاعله( ) مستتر وهو ضمير المخاطب أي أنت، فمه: الفاء للجزاء، ما: للاستفهام، وفعلها محذوف أي فما تصنع، وضمير المفعول في قوله " تروها “: للإبل.

الاستشهاد: على( ) إبدال ألف( ) " ما " هاء  في قوله( ): " فمه( ) ".

*** *** ***

أنشد:

381- لَقَدْ رَابَنِي قَوْلُهَا يَا هَنَا

هُ وَيْحَكَ أَلْحَقْتَ شَرًّا بِشَرْ( )

 

رابني: أي شككني، يا هناه: كناية عن اسم جنس( ).

يعني: لقد شككني( ) قول تلك المرأة لي( ) زدت شرا على شر.

إعراب البيت: رابني: فعل مع مفعوله، وفاعله: " قولها "، يا هناه مع ما بعده مقول القول.

الاستشهاد: على أن الهاء، في قوله " يا هناه " مبدلة من ألف منقلبة عن واو وأصله " هناو "، على وزن " فعال "، قلبت واوه ألفا( ) كما قلبت في " كساء " وإنما لم تقلب همزة( ) لئلا يلتبس بـ " فعال “ من التهنئة( )، وأسكنت( ) الهاء على طريقة البناء( ) وليست هذه الهاء هاء السكت( ) كما قد قيل( ) لأن هاء السكت لا يكون في الدَرَج.

*** *** ***

أنشد:

382- وَقَفْتُ فِيهَا أُصيْلاَلاً أُسَائِلُهَا

عَيَّتْ( ) جَوَابًا وما بِالرَّبْعِ مِنْ أَحَدِ( )

 

فيها: أي في دار الحبيبة، الأصيلال: جمع( ) " أصيل " وهو الوقت الذي بعد( ) العصر إلى المغرب، وجمعه " آصال "، وقد يجيء جمع على " فعلان( ) " كـ " رغيف ورغفان " فـ " أصيلال " أصله: " أصيلان( ) " على وزن " فعلان( ) " ثم صغر وهو على بناء جمع الكثرة على الشاذ( ) فصار " أصيلان( ) " ثم قلبت نونه لاما وهو المراد بالاستشهاد به( ) هاهنا فصار “ أصيلالا( ) “.

المعنى: وقفت بدار الحبيبة أحيانا( ) وسألتها عن الحبيبة ؛ فعجزت عن الجواب، وما بها أحد يجيبني.

إعراب البيت: أصيلالا: نصب بالظرف، أسائلها: جملة فعلية، عيت( ): فعل فاعله( ) ضمير مستتر للدار، جوابا: نصب بالتمييز أو بالمصدر أو بنزع الخافض أي عن الجواب( )، " من " في قوله “من أحد": زائدة( ).

الاستشهاد: على إبدال النون لاما في قوله: “ أصيلالا “ وأصله( ): “ أصيلان “ كما تقدم.

*** *** ***

أنشد:

383- مَالَ( ) إلَى أَرْطَاةِ حِقْفٍ فَالْطَجَعْ( )

 

أرطاة( ): شجرة( )، الحقف: الرمل( )، فالطجع: أي فاضطجع( ).

أي( ): مال الذئب إلى هذه الشجرة فاضطجع.

إعراب البيت: مال: فعل فاعله ضمير الذئب( )، قوله فالطجع: جملة معطوفة الجملة الأولى.

الاستشهاد: على أن الضاد من " اضطجع " قد أبدلت لاما وذلك في قوله " فالطجع( ) ".

*** *** ***

أنشد:

384- فقلتُ لصاحبِي لا تَحْبِسَانَا( )

بِنَزْعِ أُصُولِهِ وَاجْدَزَّ شِيحَا( )

 

اجدز: من " جز " بمعنى قطع( )، الشيح: نوع من الكلأ( ).

يعني: قلت لصاحبي لا تمكث بنزع أصول الكلأ بل قطِّع( ) الكلأ فَحَسْب( ) دون أصوله، خاطب الواحد خطاب الاثنين لغرض المبالغة والتأكيد( ).

إعراب البيت: لا تحبسانا( ) - من الحبس - وهو فعل مع فاعله ومفعوله وذلك مقول القول، قوله " واجدز " أمر من باب " افتعل( ) " المضاعف وفاعله مستتر، شيحا: مفعوله( )، والجملة عطف على قوله " لا تحبسانا ".

الاستشهاد: على إبدال التاء دالا في " اجدز " وأصله: " اجتز( ) ".

*** *** ***

أنشد:

385- خَالِي عُوَيفٌ وأبو عَلِجِّ

المُطْعِمَان الشَّحْمَ بالعَشِجِّ

وبالغَدَاةِ كتل البَرْنِجِّ

يُقْلَعُ بِالوَدِّ وبِالصِّيصِجِّ( )

 

قوله عويف: اسم رجل، أبو علجّ: أصله " أبو علي"، العشجّ: أصله( ) " العشي "، الكتلة: القطعة من التمر وغيره وهاهنا يريد به التمر، البرنج: أصله " البرني( ) " وهو من التمر جيده( )، الود( ): الوتد، الصيصج:  أصله " الصيصي( ) " وهو القرن( ).

معناه( ) يقول: خالي( ) هذان الشخصان اللذان يطعمان الضيف بالعشي( ) الشحم وبالغداة التمر  الذي يقلع بالوتد.

إعراب البيت: خالي : في تقدير الرفع بالابتداء، عويف: خبره، وأبو علج: عطف عليه، المطعمان: صفة " عويف وأبو علي " والألف واللام فيه بمعنى الموصول( ) أي اللذان يطعمان، قوله الشحم: منصوب بمفعول( ) اسم الفاعل ، قوله كتل: نصب بأنه معطوف على المفعول( )، يقلع - بالياء( ) للبرنج( )، وبالتاء( ) للكتل( )، وهو جملة صفة المضاف( ) أو المضاف( ) إليه.

الاستشهاد: على إبدال الياء المشددة جيما في قوله " أبو علج، وبالعشج( )، والبرنج( )، وبالصيصج " كما تقدم( ).

*** *** ***

أنشد:

386- كأنَّ في( ) أذْنَابِهِنَّ الشُّوَّلِ

مِنْ عَبَسِ الصَّيْفِ قُرُونَ الأُجَّلِ( )

 

الأذناب: جمع ذَنَب، الشول: جمع شائل وهو المرتفع " فاعل " بمعنى " مفعول( ) "، العبس( ): ما( ): التصق بذنب البعير من البعر( ) في الصيف، فتجف عليها( )، الأجل: أصله " أيل( ) " بالياء وهو الوعل.

معنى البيت: شبه البعرات الملتصقة بأذناب الإبل في الصيف بقرون الأيل.

إعراب البيت: قوله: " في أذنابهن( ) ": جار ومجرور كلام إضافي في محل الرفع بخبر " كأن " المتقدم على اسمها، الشول: صفة المجرور، قوله: " قرون الأجل( ) " كلام إضافي منصوب باسم " كأن ".

الاستشهاد: على قلب الياء جيما في قوله " الأجل " وأصله: " الأيل( ) ".

*** *** ***

أنشد:

387- لاَ هُمَّ إنْ كُنْتَ قَبِلتَ حِجَّتِجْ

فلا يَزَالُ شَاحِجٌ يأتيكَ بِجْ

أَقمَرُ نَهَّاتٌ( ) يُنَزِّي وَفْرَتِجْ( )

 

لاهم:بمعنى " اللهم " حجتج: أي حجتي، وشحيج البغل والغراب: صوتهما( )، وعنى بالشاحج: الحمار( )، أقمر( ): أبيض( )، النهات: من النهيت( ) وهو للحمار( ) كالزئير للأسد( )، ينزي: أي يحرك( )،  الوفرة: الشعر( ).

إعراب البيت: حجتج: في تقدير النصب بمفعول( ) " قبلت "، والجملة: خبر " كان "، والتاء: اسمها، شاحج: اسم " لا يزال "، قوله " يأتيك بج ": جملة خبر " لا يزال "، قوله " أقمر ": صفة " شاحج "، ما بعده: صفة له.

الاستشهاد( ): على إبدال الياء الغير مشددة( ) جيما في قوله: " حجتج " و " بج " و " فرتج( )".

*** *** ***

أنشد:

388- حتى إِذَا مَا أَمْسَجَتْ وأَمَسَجَا( )

 

الاستشهاد( ): على إبدال( ) الياء التي تنقلب ألفا جيما( ) في قوله " أمسجت " وأصله: أمسيت، " أمسجا" أصله: أمسيا( ).

*** *** ***

أنشد:

389- هكَذَا فَزْدِي أَنَهْ( )

 

قوله( ): فزدي: أي فصدي( ).

معنى البيت: قيل إن حاتما كان( ) أسيرا في بلاد عنزة( )، فأمرته أم المنزل أن يفصد ناقة( )، فقام حاتم، إليها فنحرها ؛ فلامته المرأة، فقال حاتم: هكذا فزدي( ) أنه، أي هكذا فصد الكرام( ).

إعراب البيت: فزدي: في تقدير الرفع بالابتداء، وخبره مقدم عليه، قوله " أنه " أصله: " أنا " فلحقها هاء علامة للوقف، وذلك تأكيد للضمير المجرور في قوله:" فزدي( ) ".

*** *** ***

أنشد:

390- وَدَعْ ذَا الهَوى قَبْلَ القِلَى تَرْكُ ذِي الهَوَى

مَتِينَ القُوَى خيرٌ من الصَّرْمِ مَزْدَرَا( )

 

القلى: العداوة، الصرم: الهجر( )، مزدرا: أي مصدرا( ).

معنى البيت: يقول( ) اقطع( ) عمن( ) أحبك وواصلك قبل أن يبغضك فإن ترك المحب حال كونه شديد الحب خير( ) مصدرا من تركه في حال( ) وقوع العداوة.

إعراب البيت: قوله دع: أمر فاعله مستتر، ذا الهوى: مفعوله، ترك: مبتدأ، متين القوى: كلام إضافي بالإضافة اللفظية، وهو نصب بالحال عن " ذي الهوى "، والعامل فيها المصدر، خير: خبر المبتدأ، قوله: " مصدرا( ) ": نصب بالتمييز.

الاستشهاد بالبيتين: على إبدال الصاد زايا( ) في قوله " فزدي " أي فصدي، وفي قوله " مزدرا " أي مصدرا( ).

*** *** ***

أنشد:

391-............

أَعَارَتْ عَيْنُهُ أَمْ لَمْ تَعَارَا( )

 

عارت: من عَوَر العين( ).

إعراب البيت: الهمزة: للاستفهام، عارت: فعل، فاعله قوله: " عينه( ) "، أم: حرف عطْف عطَف الجملة على الجملة، لم تعارا: جازم ومجزوم لكن لما( ) تحركت الراء للشعر عادت الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين( )، وألفه لإطلاق الشعر.

الاستشهاد: على قلب الواو ألفا في قوله " عارت " والقياس تصحيحها لأنه في معنى: " اعْوَرَّ( ) "

*** *** ***

أنشد:

392- حتى تَذَكَّرَ بَيْضَاتٍ وَهَيَّجَهُ

يَوْمُ رَذَاذٍ عليهِ الدَّجْنُ مَغْيُومُ( )

 

الرذاد: المطر الضعيف( ). الدجن: إلباس الغيم السماء( )، يقال غامت السماء تغيم( ).

يعني: حتى( ) تذكر الظليم بيضاته وهيجه يوم مطر مغيوم.

إعراب البيت: فاعل  " تذكر ": ضمير الظليم( )، بيضات: مفعوله، قوله " وهيجه ": فعل مع مفعوله، يوم رذاذ: فاعله، والجملة معطوفة على الأولى، قوله " عليه الدجن ": جملة صفة " يوم "، قوله " مغيوم": صفة أخرى.

الاستشهاد: على مجيء " مغيوم " على أصله قبل الإعلال وقياسه: مغيم( ).==

الفهارس

( ) سورة المطففين 83 الآيتان 9، 20.

( ) سقطت من ك هـ.

( ) سورة الإسراء 17/100 وقال البيضاوى فى تفسيره ص 285: " أنتم: مرفوع بفعل يفسره ما بعده كقول حاتم " لو ذات سوار لطمتنى " وفائدة هذا الحذف والتفسير المبالغة مع الإيجاز والدلالة على الاختصاص ".

( ) سورة محمد 47/4.

( ) هـ: " لقوله يا أسفاه ". تحريف

( ) سورة يوسف 12/84.

( ) سورة محمد 47/38.

( ) هـ: " وأهل " تحريف.

( ) فى هامش س: " التى ".

والآية فى سورة يوسف 12/82.

( ) سورة المائدة 5/117. ويجوز أن يعرب توكيدا لضمير الرفع المتصل. انظر شرح المفصل 3/110.

( ) ساقطة من ك.

( ) " خزائن رحمة ربي ": ساقط من س ك، " رحمة ربي ": ساقط من د.

وهي من سورة الإسراء 17 / 100.

( ) سورة البقرة 2 / 68 ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

( ) سورة التحريم 66 / 4.

( ) س ك: " كفى " بإسقاط الواو.

( ) وردت في عدة آيات منها النساء 4 / 79 و 166 والفتح 48 / 28 وانظر المعجم المفهرس 613 و 614.

( ) ساقط من ك.

( ) "خزائن رحمة ربي ". زيادة انفردت بها هـ.

وهي من سورة الإسراء 17/ 100

( ) وضع هذه العلامة " * " يعني أنني شرحت اللفظ في هامش التحقيق.

( ) وضع هذه العلامة: " * " يعني أن الشارح ذكر جزءا من البيت وأكمله في التحقيق

ووضع القافية بين قوسين (.....) يعني أنها من تكملتي للبيت.

ووضع اسم الشاعر بين علامتي ".... " يعني ذكر الشارح له.

( ) انظر " عيناها " .

( ) قدم الشارح عجز البيت على صدره .

( ) انظر " باردا " .

( ) انفرد الشارح بعدِّه بيتًا شعريًا ، ويحتمل أن يكون شطرًا من مجزوء الرمل . وانظر التعليق عليه في هامش ص @ ==

مقدمة:

الحمد لله الذى نزل القرآن بلسان عربى مبين، وتكفل بحفظه، فحفظ لغة العرب إلى يوم الدين.

والصلاة والسلام على النبى العربى الصادق الأمين، أفصح من نطق بالضاد فى العالمين، وسيد الأولين والآخرين، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وأصحابه الغر الميامين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

وأدعو الله تعالى أن يلهمنى الرشاد والصواب، كما أسأله تعالى الإعانة والتوفيق إلى ما يحبه ويرضاه، وأن يتقبل هذا العمل الذى قصدت به وجهه الكريم، خدمة للغة كتابه، ورغبة فى جزيل ثوابه، فإن كنت قد أصبت فبفضله وتوفيقه، وإن كنت قد أخطأت فبتقصيرى وقلة علمى،  فاللهم علمنا، وانفعنا بما علمتنا، ولا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، إنك على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير، يا نعم المولى ويا نعم النصير.

وبعد:

فإن ثروتنا الحضارية التى ورثناها عن الأسلاف غزيرة ومتنوعة فى شتى العلوم وخصوصا علم العربية، ولكن معظم هذه الثروة ما زال متناثرا فى خزائن الكتب، فى مختلف أرجاء المعمورة، مطمورا بين الأرفف ينتظر من يستخرج كنوزه وجواهره المكنون.

لقد قام أساتذتنا الأعلام بجهد جبار فى مجال تحقيق التراث، وأخرجوا لنا الكثير من هذه المخطوطات، فقدموا لقراء العربية أجل الخدمات بإخراج هذه المخطوطات إلى النور، فجزاهم الله عن العربية وأهلها خير الجزاء.

ولكن ما زال هناك الكثير من المخطوطات القابعة فى المكتبات تنتظر أن يجيء عليها الدور فى الخروج إلى النور، ليتعرفها الناس ويفيدوا من العلم الكامن بين دفاتها.

وكان هذا هو الدافع لاختيارى مجال التحقيق، فأخذت أبحث عن كتاب مخطوط أدرسه وأحققه، وتعرفت من خلال رسالة دكتوراه عن شروح الشواهد النحوية - على كتابنا هذا: " شرح أبيات المفصل للشريف الجرجانى " فتحمست لاختياره نظرا لأهمية كتاب المفصل ومكانة مؤلفه الزمخشرى فى علم العربية، هذه الأهمية وتلك المكانة التى جعلت كتاب المفصل يحظى بعناية العلماء فألفوا عليه الشروح والحواشى والتعليقات وقد أحصيت من هذه الشروح قرابة الخمسين، وقلما حظى كتاب نحوى بمثل هذا الاهتمام، بعد كتاب سيبويه.

وهناك سبب آخر شجعنى على اختيار الكتاب، هو أن مؤلفه لم ينل حقه من التعريف، فأردت أن ألقى مزيدا من الضوء على هذا العالم الموسوعى الذى تنوعت مؤلفاته لتشمل التفسير والحديث والبلاغة والنحو والصرف والفلسفة والمنطق... وغير ذلك.

وقد واجهتنى صعوبات متعددة أثناء تلك الدراسة كانت أولاها مقابلة نسخ الكتاب فقد حصلت على النسختين الموجودتين بدار الكتب فكانت إحداهما رديئة الخط مع قلة تحريفاتها، والثانية حافلة بالتحريفات رغم جودة خطها نسبيا، وعلمت بوجود نسختين أخريين فى المكتبة الظاهرية بدمشق، وبعد محاولات ومراسلات تمت الموافقة على إرسال ميكروفيلم من النسختين، ثم يسر الله لى الحصول على مصورتين لهما عن طريق أحد الإخوة الفضلاء، وقد كان مسافرا إلى سوريا وقتئذ، فأعطيته صورة من مراسلاتى مع المكتبة، وكذا مخاطبة من الكلية بهذا الشأن، فوافقت المكتبة مشكورة على تصوير النسختين وقام الأخ مشكورا بإحضارها لى فساعدنى هذا كثيرا فى قراءة الكتاب من النسخ الأربعة بدلا من نسختين حافلتين بالعقبات التى لا يكاد يخلو منها سطر.

كما واجهتنى صعوبة تخريج الكثير من الأبيات الشعرية من مصادرها المختلفة - خصوصا إذا علمنا أن الجرجانى لم يهتم بنسبة الأبيات إلا نادرا - والكثير منها غير مفهرس مما اضطرنى أحيانا إلى قراءة هذه الكتب من أولها إلى آخرها بحثا عما فيها من أبيات المفصل.

وهناك صعوبة أخرى وهى النقول التى نقلها الجرجانى ولم يصرح بذكر مصادرها أو صرح باسم صاحبها ولم يحدد اسم الكتاب، فحاولت قدر المستطاع أن أبحث فى المصادر التى أتمكن من الحصول عليها، وإذا لم تتيسر لى المصادر نفسها بحثت عن مصادر وسيطة أوردت هذه النقول ونصصت عليها.

كما أن هناك صعوبة أخرى تتمثل فى الكم الكبير من المفردات اللغوية التى شرحها المؤلف وضرورة توثيقها من المعاجم وكتب اللغة.

ويضاف إلى ما سبق، وجود بعض الأخطاء فى الكتاب مما يستدعى الرجوع إلى المصادر اللغوية والنحوية وشروح الشواهد الأخرى لتصويبها.

وفى الوقت نفسه لم أجد أية دراسات سابقة عن الكتاب أو مؤلفه ؛ لأسترشد بها أو أسير على ضوئها باستثناء رسالة الدكتوراه السابق ذكرها وهى بعنوان: " شروح الشواهد النحوية - دراسة لغوية تحليلية ؛ مع تحقيق كتاب شرح أبيات الجمل لابن سيده " وهى من إعداد. محمود محمد أحمد العامودى،  وتحت إشراف أستاذنا الدكتور رمضان عبد التواب سنة 1990 من جامعة عين شمس.

وقد أفدت من هذه الرسالة فى التعرف على الكتاب، ونسخه المخطوطة، حيث تناولته بالدراسة الموجزة ضمن عدد من شروح الشواهد النحوية التى اتخذها الباحث موضوعا لدراسته.

وقد أفدت كثيرا من الخبرة النظرية والعملية التى أمدنى بها أستاذنا الدكتور رمضان عبد التواب، سواء من خلال كتابه القيم: " مناهج تحقيق التراث بين القدامى والمحدثين "، أو الكتب التى قام سيادته بتحقيقها، والتى تعد نموذجا أعلى لكافة الدارسين فى هذا المجال، أو من خلال نصائحه وإرشاداته التى لم يبخل بها يوما على أو على أى مسترشد، فجزاه الله عنى خير ما جزى تلميذا عن أستاذه.

ومنهج البحث فى هذه الرسالة يحتوى على قسمين - عقب هذه المقدمة - تليهما خاتمة وفهارس متنوعة.

أما القسم الأول فهو خاص بدراسة المؤلف ودراسة كتابه، وتتناول  الدراسة الأولى حياة الجرجانى وتحقيق اسمه ونسبه ومولده ووفاته وشيوخه وتلاميذه، وذكر طرف من حياته ومناظراته ومؤلفاته وآراء العلماء فيه من المعاصرين والخالفين.

فى حين تتناول الدراسة الثانية الكتاب فتعالج مصادره، ما نص عليها المؤلف وما لم ينص، كما تتحدث عن منهج الكتاب وطريقة عرضه للشواهد وشرحها وذكر وجه الاستشهاد بها، ثم تعالج آراء المؤلف واتجاهاته وثقافته من خلال الكتاب، وموقفه من بعض القضايا النحوية واللغوية كالسماع والقياس واللهجات والمعرب والاستشهاد بالحديث النبوى الشريف، ثم تنقد الكتاب وتعرض بعض أخطائه، وتنتهى ببيان أثر الكتاب فى الخالفين.

وأما القسم الثانى فهو مخصص لتحقيق النص: ويبدأ بتوثيق نسبة الكتاب إلى مؤلفه، ووصف المخطوطات المعتمدة فى تحقيقه، ثم بيان منهج التحقيق الذى يتلخص في: مقابلة النسخ المخطوطة بعضها ببعض لاختيار القراءة الصحيحة، وتحرير النص وفق القواعد الإملائية الحديثة، وتخريج الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، والشعر والأمثال والأقوال الوارادة بالنص من المصادر المختلفة، وتحرير النص من الأخطاء والأوهام بتوثيقه من المصادر النحوية المتعددة، والتعريف الموجز بالأعلام الوارد ذكرهم فى الكتاب، وتوثيق الكلمات المشروحة بالرجوع إلى المعاجم مع التعليق على المشكل من كلام المؤلف.

وسيتم عرض النص المحقق، وفق هذه القواعد السابقة الذكر، إن شاء الله تعالى.

ثم يلى ذلك الخاتمة: وتحتوى على أهم النتائج التى توصلت إليها هذه الدراسة.

ثم تأتى الفهارس فى النهاية لتشتمل على فهارس الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة واللغة والشعر والأمثال والأعلام والمصادر والمراجع والموضوعات.

وفى ختام هذا العرض الموجز يسرنى أن أتقدم بوافر الشكر والتقدير إلى أستاذ الأساتذة ورائد منهج التحقيق العلمى،  أستاذنا الدكتور رمضان عبد التواب الذى شرفنى بموافقته على انضمامى إلى المدرسة الرمضانية تلميذا ناشئا فى طور التدريب، وإنها لمفخرة لى أرانى دونها بكثير - فقد منحنى من علمه الغزير، ووقته الثمين ويسر لى الاطلاع على مكتبته العامرة بالمراجع النادرة، التى  يصعب الحصول عليها من أية مكتبة أخرى.

كما أشكر له نصائحه وإرشاداته القيمة، طوال فترة إشرافه على الرسالة، بداية من جمع المادة ومقابلة النسخ، ومرورا بالمسودات والمبيضات، وانتهاء بتجارب الطبع، فقد ألفيت فيه القلب الكبير الذى يتسع لكل مريديه، والأذن المصغية لكل تساؤلاتهم دون تبرم أو ملل، والعين الناقدة لأى خطأ مهما دق، واللسان العذب الذى ينبه ويصوب دون تجريح أو توبيخ ؛ مهما بلغ جهل التلميذ ؛ فقد قام بمتابعة هذه الرسالة فى جميع مراحلها وقراءاتها كلمة كلمة وتسجيل الملاحظات القيمة عليها حتى استوت على سوقها فى الشكل الذى بين أيدينا الآن.

كما أشكر أستاذى الدكتور محمد عبد الرحمن، لمشاركته فى الإشراف، ومد يد العون فى هذا العمل، ولنصائحه وإرشاداته القيمة التى أفدت منها كثيرا، وقد فتح لى قلبه وبيته، ومنحنى من وقته وجهده الكثير، ورأيت منه تواضع الأستاذ مع تلميذه فى أسمى صوره، كما رأيت منه إخلاصه وحرصه على أن يظهر هذا العمل فى أكمل صورة ممكنة، وما أجمل شعاره الذى يردده دائما: " إن العلم رَحِمٌ بين أهله " ؛ فأدعو الله أن يربطنا دائما بهذه الرحم التى تضاهى رحم النسب وربما تفوقها.

كما أشكر أستاذى الدكتور محمد عامر - الذى شرفت بالتلمذة على يديه فى مرحلة الليسانس - لقبوله المشاركة فى لجنة المناقشة، وأيضا لرعايته المستمرة ومتابعته لى خلال الدراسة، وتشجيعه لى على العمل فى مجال التحقيق الذى كان ينادى به ؛ لتخرج كنوز التراث المطمورة إلى النور، وقد كانت كلمات التشجيع التى يتحفنى بها كلما لقيته، من أهم الدوافع التى دفعتنى إلى مواصلة العمل، والتغلب على مصاعبه.

كما أشكر الأستاذ الدكتور حسام البهنساوى لقبوله المشاركة فى لجنة المناقشة، وقد سعدت بالتعرف عليه منذ سنوات، من خلال مناقشته لأحد الزملاء فى المدرسة الرمضانية، وقد كانت مناقشة مفيدة وبناءة استفدت منها كثيرا أنا وجميع الحاضرين، وأعجبنا بعلمه الغزير وبديهته الحاضرة وملاحظاته القيمة.

كما أسجل شكرى للأخ الفاضل الأستاذ إبراهيم آل درويش، بالمملكة العربية السعودية الشقيقة الذى قام مشكورا بتصوير مخطوطتى المكتبة الظاهرية بدمشق، وتجشم فى سبيل ذلك المشاق.

كما أسجل شكرى للعاملين فى مكتبات أخميم، وسوهاج الثقافية، وكلية الآداب بسوهاج، ودار الكتب، والقاهرة الكبرى، والمصطفى الخيرية، ومكتبة الأسد بدمشق، على ما قدموه من تعاون صادق وخدمات جليلة.

كما أقدم خالص دعواتى  بالرحمة والرضوان إلى روح والدى - رحمه الله - فقد غرس فى قلبى حب العلم منذ الصغر، وكم كنت أود أن يتم هذا العمل فى حياته ولكنها مشيئة الله.

وأقدم شكرى وتقديرى أيضا إلى والدتى العزيزة التى منحتنى من عطفها ودعائها ما يعجز اللسان عن التعبير عنه فأدعو لها بالشفاء وتمام العافية.

كما أقدم شكرى إلى زوجتى،  التى بدأت معى الطريق، ولم تبخل بوقت أو جهد فى سبيل إنجاز هذا العمل وبذلت كل ما فى وسعها لتهيئة المناخ المناسب للبحث والدراسة.

كما لا يفوتنى أن أقدم خالص الشكر والتقدير، لكل الإخوة والأصدقاء الذين عاونوا فى إنجاز هذا العمل، كل قدر استطاعته، فجزاهم الله عنى خير الجزاء.

وأخيرا أدعو الله أن يهييء لنا من أمرنا رشدا، ويوفقنا إلى ما فيه خير دنيانا وأخرانا، كما أسأله تعالى أن يصلى ويسلم ويبارك على خير الأنام محمد وآله وصحبه الكرام وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


القسم الأول

دراسة عن المؤلف والكتاب

أولا: ترجمة المؤلف:

اسمه:

تتفق المصادر([1]) التى ترجمت له على أن اسمه: على بن محمد بن على الحسينى الجرجانى،  وكنيته أبو الحسن، ويلقب بالسيد الزين أو زين الدين أو شريف الدين ويعرف بالسيد الشريف أو السيد السند.

وانفرد السخاوى([2]) برواية له عن ابن سبطه، وهى أن اسمه: على بن على بن حسين، ولكنه أضاف: " والأول أعرف ".

وأضاف الشوكاني([3]): " وهو من أولاد محمد بن زيد الداعى،  بينه وبينه ثلاثة عشر أبا ".


مولده ووفاته:

تتفق المصادر السابقة على أنه ولد سنة 740 هـ سبعمائة وأربعين للهجرة، بقرية: طاغو([4]) (أو: تاكو) من أعمال أستراباذ، وقيل: ولد بجرجان([5]).

وتوفى يوم الأربعاء سادس ربيع الآخر سنة 816 هـ ثمانمائة وست عشرة، ودفن بتربة " وقب " داخل سور شيراز([6]).

وانفرد العينى بتأريخ وفاته فى سنة 814 ثمانمائة وأربع عشرة وذكره فى وفيات هذه السنة([7]).


شيوخه:

من شيوخه الذين تذكرهم المصادر:

أكمل الدين محمد بن محمود البابرتى - نسبة إلى بابرتا وهى قرية من نواحى بغداد - أخذ الفقه عن قوام الدين محمد بن محمد السكاكى،  وله تصانيف منها: شرح الهداية المسمى بالعناية فى الفقه، وحواشى الكشاف، وشرح الفرائض السراجية، والأنوار والتقرير فى الأصول، وشرح تجريد الطوسى،  وشرح ألفية ابن معطٍ ، ولد سنة بضع عشرة وسبعمائة ثم رحل إلى حلب وأخذ عن علمائها ثم رحل إلى القاهرة بعد سنة 740 هـ فأخذ عن شمس الدين الأصفهانى وأبى حيان([8]). وقد أخذ عنه الشريف الجرجانى العلوم الشرعية بالقاهرة، وقرأ مع الشريف المولى شمس الدين محمد الفنارى وبدر الدين محمود بن إسرائيل الشهير بابن قاضى سماوة([9]) (ت: 818 هـ) ذكر ذلك فى الضوء اللامع 5/328 والبدر الطالع 1/488 ومفتاح السعادة 2/288.

خواجة علاء الدين محمد بن محمد العطار البخارى عن تلامذة خواجة بهاء الدين نقشبند، توفى ليلة الأربعاء العشرين من رجب سنة 80 هـ. وقد أخذ عنه الشريف علم الصوفية، وقال عنه: " لم نعرف الحق سبحانه وتعإلى كما ينبغى،  ما لم نصل إلى خدمة العطار البخاري.

قطب الدين محمد بن محمد أبو عبدالله الرازى المعروف بالقطب التحتانى،  من تصانيفه: شرح الحاوى الصغير، وحواش على الكشاف إلى سورة طه، وشرح المطالع فى المنطق، وشرح الشمسية، وشرح الإشارات، ورسالة فى التصور والتصديق معروفة بالرسالة القطبية توفى فى ذى القعدة سنة 766 هـ([10]). حضر الشريف مجلسه بهراة ليقرأ عليه شروحه للرسالة الشمسية، وشرح المطالع ذكر ذلك فى البدر الطالع 1/489 والفوائد البهية 126 وروضات الجنات 5/302 و 307  و 308 والكنى والألقاب 2/358.

مبارك شاه المنطقى مولى القطب الرازى وتلميذه وكان متوطنا بمصر، رحل إليه الشريف بتوجيه من القطب الرازي([11]). ذكر ذلك فى الضوء اللامع 5/328 والبدر الطالع 1/490 والفوائد البهية 127 ومفتاح السعادة 1/299.

مخلص الدين أبى الخير (أو ابن أبى الخير) على (؟) أخذ عنه شرح المفتاح للقطب. ذكر ذلك فى الضوء اللامع 5/328 والبدر الطالع 1/490.

مسعود بن عمر بن عبد الله: الشيخ سعد الدين التفتازانى،  نسبة إلى تفتازان وهى بلدة بخراسان، ولد فيها فى صفر سنة 722 هـ وتوفى بسمرقند يوم الإثنين 22 من المحرم سنة 792 هـ، له كتب منها: شرح الهداية للسروجى،  وفتاوى الحنفية، وشرح تلخيص الجامع الكبير، والتلويح حاشية التوضيح، شرح التنقيح فى أصول الفقه لصدر الشريعة، وشرحان على تلخيص المفتاح كبير وصغير، وحواش على الكشاف لم تتم وشرح العقائد فى أصول الدين، وشرح التصريف للزنجانى،  وشرح الشمسية، وشرح تصريف العزى فى الصرف، والإرشاد فى النحو، أخذ عن القطب والعضد([12]). أخذ عنه الشريف فى مبدأ تأليفه واعترف بفضله ؛ إلى أن وقع بينهما المنافرة والمشاجرة فى مجلس تيمور لنك. ذكر ذلك فى الفوائد البهية 136.

النور الطاووسى شارح المفتاح (؟) . أخذ عنه الشريف شرح المفتاح وبعض الزهراوين من الكشاف مع الكشف للسراج عمر البهيماني. ذكر ذلك فى الضوء اللامع 5/328.

وهناك جمال الدين محمد بن محمد الأقسرائى شارح الموجز فى الطب، الذى ارتحل إليه الشريف ليأخذ عنه شرحه للإيضاح، ولكنه لم يأخذ عنه لأنه مات عند وصول الشريف. ذكر ذلك فى الفوائد البهية 127.

تلاميذه:

من تلاميذه الذين تذكرهم المصادر:

أبو الفتوح نور الدين أحمد بن عبدالله الأبرقوهى الشيرازى الطاووسى (؟) أخذ عن الشريف شرح التلخيص مع حاشية على المطول وشرح المفتاح. ذكر ذلك فى الضوء 5/328 والروضات 5/308.

أحمد بن عبد العزيز الشيرازى الملقب همام الدين (؟) ذكره فى الروضات 5/303.

أسعد بن محمد الصديقى الكازرونى (؟) ذكره فى الروضات 5/308 والكنى والألقاب 2/358.

السيد شمس الدين محمد ( ابن الشريف الجرجانى ): قرأ على والده وبرع، وصنف شرح الإرشاد فى النحو للتفتازانى،  وكمل حاشية أبيه على المتوسط شرح الكافية([13])، كما عرب رسالتى أبيه الصغرى والكبرى فى المنطق اللتين ألفهما بالفارسية. توفى سنة 838 هـ ذكر ذلك فى الفوائد 132 والضوء 5/330.

السيد محمد الشهير بنور بخش الذى صرح بأن الشريف من أعاظم عرفاء الشيعة الإمامية، ذكر ذلك فى الروضات 5/302.

الشريف نور الدين على بن إبراهيم الشيرازى توفى سنة 863 هـ ذكر ذلك فى كشف الظنون 2/1376.

جلال الدين الدوانى (؟) ذكره فى الروضات 5/303 و 308.

جلال الدين محمد بن عبد العزيز بن يوسف بن الحسين الحلوائى الشافعى (؟) ذكره فى الروضات 5/308 والكنى والألقاب 2/358.

سيد على العجمى (؟) ذكره فى الفوائد 130.

شمس الدين محمد بن مرهم الدين الشيروانى (؟) ذكره فى الروضات 5/308.

فتح الله الشروانى (؟) ذكره فى الفوائد 130.

فخر الدين العجم: كانت له مشاركة تامة فى العربية والأدب والكلام والحكمة، أتى بلاد الروم فى دولة السلطان محمد سنة 820 هـ وصار مفتيا فى زمن السلطان مراد خان بن محمد خان وكانت وفاته بمدينة أدرنة([14])، ذكر ذلك فى الفوائد 132.

محمد حاجى ابن الشيخ السعيد عمر بن محمد (؟): قرأ على الشريف شرح الكافية للرضى الأستراباذى،  وأجازه أن يرويه عنه مع سائر ما سمعه منه، وذكر نص هذه الإجازة البغدادى فى مقدمة الخزانة 1/29.

مظهر الدين محمد الكازرونى (؟) ذكره فى الروضات 5/308.

منصور بن الحسن الكازرونى (؟) ذكره فى الروضات 5/308 والكنى والألقاب 2/358.


حياته وتنقلاته:

اشتغل الشريف فى بلاده بطلب العلم وقدم القاهرة لهذا السبب وأقام بسعيد السعداء([15]) أربع سنين ثم خرج إلى بلاد الروم([16])، ثم توطن شيراز وفوض إليه السلطان شجاع الدين مظفر تدريس دار الشفاء بعد أن عرف علمه وفضله، فأقام الشريف هناك عشر سنين يفيد ويدرس، ولما فتح تيمور لنك شيراز سنة 789 هـ أمر الشريف أن يذهب إلى سمرقند فأقام هناك مدة إلى أن مات تيمور فرجع الشريف إلى شيراز وأقام بها إلى أن مات سنة 816 هـ([17]).

وكانت له خلال تلك التنقلات وقائع ومناظرات ذكرتها كتب التراجم منها ما حدث فى مجلس السلطان شجاع الدين مظفر، وكذلك فى مجلس تيمور لنك حيث تغلب على سعد الدين التفتازاني.

وعن هذه المناظرة يقول صاحب الفوائد ص 128: " وكان سعد الدين التفتازانى صدر صدور مجالس تيمور، وكان حبرا غواصا فى بحار المعارف، وكان تيمور يرجح السيد ويقول: فرضنا أنهما سيان فى الأصل والعرفان فللسيد شرف النسب، فانشرح صدر السيد ، وأقدم على إفحام التفتازانى،  وجرى بينهما بحث فى اجتماع الاستعارة التبعية والتمثيلية فى كلام صاحب الكشاف فى قوله تعالى:{أولئك على هدى من ربهم}([18])، وكان الحكم بينهما نعمان الدين الخوارزمى المعتزلى([19]) فرجح السيد فاشتهر عند الخواص والعوام غلبة السيد بالإفحام، فاغتم لذلك التفتازانى،  فلم يبق بعد هذه الواقعة إلا قليلا ومات يوم الاثنين الثانى والعشرين من المحرم سنة 792 هـ وكانت واقعة البحث سنة 791 هـ ".

وأما المناظرة الأولى فقد وقعت سنة 787 هـ - كما ذكرها فى الروضات 5/302 نقلا عن روضة الصفا فقال: " لما نزل السلطان جلال الدين شاه شجاع بن مظفر الخوافى بساحة قصر زرد أستراباذ فتوجه الشريف إلى معسكره ليعرفه منزلته من العلم والفضل، فلما وصل إلى موكب الملك رأى سعد الدين الذى كان صدرًا من تلك الدولة يجهز نفسه للدخول على السلطان فسأله أن يطلب له الإذن فى الدخول، فلما دخل عليه أخرج كراريس كان قد جمع فيها مناقشاته مع أرباب التصانيف فى أصناف العلوم، فلما طالعها كرمه وعظمه، ثم طلب الشريف الإذن فى مناظرة سعد الدين فأذن له فناظره وغلبه إلى أن جر جميع البسط من تحت قدمى الرجل، فزاد السلطان فى تكريمه وحمله معه إلى أن ورد ماء شيراز ففوض إليه تدريس دار الشفاء التى هى  من مستحدثاته".انتهى ملخصًا.

وأضاف صاحب الروضات أيضًا 5/303 قوله: " واتفق خلال تلك الأحوال بينه وبين المولى سعد الدين مناظرات طويلة، كان معه الحق فى جميعها، من جهة تمامية فضله وذكائه ".

وذكر أمر هذه المناظرات العينى فى عقد الجمان 27/484، كما ذكرها السخاوى فى الضوء 5/329 بقوله: " وكانت بينه وبين التفتازانى مباحثات ومحاورات فى مجلس تمرلنك تكرر استظهار السيد فيها عليه غير مرة، وآخر من علمته ممن حضرها العلاء الرومى ".

وأضاف الشوكانى فى البدر 1/489 قوله: " واختلف الناس فى عصرهما وفيما بعده من العصور من المحق منهما، ومازال الاختلاف بين العلماء فى ذلك دائرًا فى جميع الأزمنة ولا سيما علماء الروم فإنهم يجعلون من جملة أوصاف أكابر علمائهم أنه كان يميل إلى ترجيح جانب الشريف أو إلى ترجيح جانب السعد، لما لهم بهما وبما جرى بينهما من الشغلة ".

شعره:

لم أجد له شعرًا بالعربية، ولكن أورد له صاحب الروضات 5/307 عدة أبيات بالفارسية وله كذلك فى الكنى والألقاب 2/358 عدة أبيات بالفارسية.

كتبه:

ذكر العينى فى العقد 27/484 أن مصنفاته تزيد على الخمسين وكذا ذكر فى الضوء 5/328 والبغية 2/196 والبدر 1/488 وقد جمعت هذه الكتب من مصادرها المختلفة ورتبتها ترتيبًا هجائيًا وأشرت إلى المطبوع منها والمخطوط إن وجد منها، ومنها:

الأجوبة عن أسئلة اسكندر سلطان تبريز ذكر فى الضوء 5/329 والكشف 1/12 (نقلا عنه). حاشية على تحرير الطوسى لكتاب إقليدس فى أصول الهندسة والحساب ذكر فى الضوء 5/329 والكشف 1/139.

الأصول المنطقية: ذكر فى الفوائد 130باسم: " شرح مختصر الأبهرى الشهير بـ " إيساغوجى " طبع مط المؤيد بالقاهرة 1321هـ/1903م بعنوان " ميراساغوجى "، وبتصحيح محيى الدين الكردى مط كردستان بالقاهرة 1328هـ/1910م ضمن مجموعة بعنوان " رسائل تراثية ". ذكر فى معجم المطبوعات العربية لسركيس 1/678 والمعجم الشامل للتراث العربى المطبوع لصالحية 2/50.

الإرشادات والتنبيهات: ذكر فى هدية العارفين 1/728.

إعراب العوامل: أعرب فيه العوامل المائة لعبد القاهر الجرجانى منه عدة نسخ مخطوطة بالظاهرية بأرقام 9480 و 1771 عام و 1707 عام.

الترجمان فى لغات القرآن: ذكر فى الروضات 5/301.

التعريفات: فى مصطلحات الفقهاء والمحدثين والمفسرين والنحاة وغيرهم، مرتبة على حروف الهجاء، ذكر فى البدر 1/488 وكشف الظنون 1/422، وفى الروضات 5/301 باسم: " تعريفات العلوم وتحديدات الرسوم"، وفى الفوائد 131 باسم: " رسالة فى تعريفات الأشياء، ومنه نسخة مخطوطة بالظاهرية فى  مجموع رقم 1605، وهو مطبوع عدة طبعات منها: ط استانبول 1253هـ/1837م، وبعناية جوستاف فلوجل نشر ليبسك 1845م وملحق به اصطلاحات الشيخ محيى الدين بن العربى،  ومط الوهبية بالقاهرة 1283هـ/1866م، ومط الخيرية بالقاهرة 1306هـ/1888م، واستانبول 1307هـ/1889م، ومط المحمدية بالقاهرة 1321هـ/1903م، وبتصحيح محمد الزهرى الغمراوى مط اليمنية بالقاهرة 1321هـ/1903م، وط استانبول 1327هـ/1909م، وبتصحيح أحمد سعد على مط الحلبى بالقاهرة 1357هـ/1938م، ط مكتبة لبنان ببيروت 1969م، وبتحقيق إبراهيم الإبيارى ط دار الريان بالقاهرة 1403هـ، وط3  دار الكتب العلمية ببيروت 1408هـ/1988م، وط الدار التونسية بتونس د.ت   انظر معجم المطبوعات العربية لسركيس 1/678 والمعجم الشامل للتراث العربى المطبوع لصالحية 2/50.

تفسير الزهراوين (سورة البقرة وسورة آل عمران): ذكر فى الضوء 5/329 وفى الكشف 319.

حاشية التجريد: على تجريد الكلام للطوسى (فى العقائد) ذكر فى الضوء 5/329 والكشف 1/347، وفى العقد 27/484: شرح التجريد للطوسى،  وتعقبه فى الفوائد 133 بقوله: " فيه مسامحة فإن حاشيته على شرح تجريد الطوسى للأصفهانى لا على تجريد الطوسى كما لا يخفى على من طالعه ".

حاشية المشكاة وهى خلاصة حاشية الطيبى عليها: ذكر فى الفوائد 131، وفى الضوء 5/329: حاشية على المشكاة والخلاصة للطيبى فى أصول الحديث.

حاشية على أوائل شرح مختصر المنتهى للعضد: ذكر فى البدر 1/488 وفى الضوء 5/329: " حاشية على المختصر "، وفى البغية 2/196: " حاشية على المختصر "، وفى الروضات 5/301: " شرح مختصر العضدى"، وفى الفوائد 131: " حاشية شرح مختصر ابن الحاجب للعضد ".

حاشية على أول تفسير الكشاف للزمخشري: وصل فيها إلى قوله تعالى: { إن الله لا يستحيى أن يضرب مثلا...} ذكر فى بغية الوعاة 2/196 والبدر 1/488 والكشف 2/1479 مط البهية بالقاهرة 1345 هـ/1926 م، وبتصحيح لجنة من المصححين مط الحلبى 1385 هـ/1966 م على حاشية كتاب الكشاف وكذلك ط2  1399 هـ/1980 م، وط1دار الفكر 1397 هـ/1977 م بهامش الكشاف. انظر معجم المطبوعات 1/679 والمعجم الشامل 2/51.

حاشية على التحفة الشاهية فى الهيئة للقطب الشيرازي: ذكر فى الضوء 5/329 والكشف 1/368.

حاشية على التلويح فى كشف حقائق التنقيح ذكر فى الكشف 1/497 وفى الضوء 5/329 باسم حاشية على التلويح أو التوضيح وفى البدر 1/488 باسم حاشية على التلويح والتوضيح، ( والتوضيح فى حل غوامض التنقيح لعبيد الله المحبوبى البخارى وهو شرح لكتابه تقيح الأصول. انظر الكشف 1/497).

حاشية على الخلاصة فى أصول الحديث للطيبى ذكر فى الضوء 5/329 والبدر 1/488 والكشف 1/849 (وقد يكون المسمى: " ظفر الأمانى " الآتى بعد، وانظر الفوائد 131).

حاشية على العوامل المائة لعبد القاهر الجرجاني: ذكر فى الضوء 5/329 والكشف 1/1179 منه نسخة مخطوطة بالمكتبة الظاهرية رقم 9934 باسم " شرح العوامل فى النحو ".

حاشية على المتوسط فى شرح الكافية للسيد ركن الدين الأستراباذى الحسيني: (وهو المسمى بالوافية) ذكر فى الضوء 5/329 وقال فى البغية 1/196 إن ابنه محمدًا كملها، وكذا فى الكشف 2/1372 والروضات 5/303، أما فى الفوائد فقال 125: " قيل إنه علق على الواقية شرح الكافية فى صباه " ومنه نسخة مخطوطة بالظاهرية برقم 6615 عام

حاشية على المقدمات الأربع من التوضيح ( السالف الذكر ) ذكر فى الكشف 1/498 (وانظر: حاشية على التلويح).

حاشية على الموشح فى شرح الكافية لأبى بكر الخبيصي: ذكر فى الضوء 5/329 والكشف 2/1375.

حاشية على النصاب فى لغة العجم: ذكر فى الضوء 5/329، و أورده فى الكشف 2/1954 باسم: تعليقة على: نصاب  الصبيان فى اللغة منظوم فى مائتى بيت لأبى نصر الأديبى السنجرى الفراهى ت640هـ.

حاشية على الهداية للحنفية: كذا ذكر فى الضوء 5/329 والبدر 1/488، والكشف 2/2038: " شرح الشريف على الهداية فى الفروع للمرغينانى الحنفي".

حاشية على تحرير القواعد المنطقية: ذكر فى الكشف 1/1063 باسم: " حاشية الشريف على تحرير القواعد المنطقية فى شرح الشمسية للقطب التحتانى وهى التى يقال لها حاشية كوجك ". وقد طبع بتصحيح لجنة من علماء الأزهر مط الحلبى بالقاهرة 1367 هـ/1948 م وحاشية على كتاب:  " تحرير القواعد المنطقية فى شرح الرسالة الشمسية للرازى ". المعجم الشامل 2/51.

حاشية على تفسير البيضاوي: ذكر فى الضوء 5/329 والكشف 1/193 (نقلا عنه)، وفى البدر 1/488: حاشية على أوائل البيضاوي.

حاشية على حكمة الإشراق. ذكر فى الضوء 5/329 والبدر 1/488.

حاشية على رسالة  الوضع: ذكر فى الضوء 5/329 والبدر 1/488 وهدية العارفين 1/729.

حاشية على شرح  العضد: ذكر فى الضوء 5/329.

حاشية على شرح البخارى لحكمة العين للقزوينى (فى المنطق) ذكر فى الضوء 5/329 والكشف 1/685.

حاشية على شرح القطب الرازى على شمسية القزوينى (منطق) ذكر فى الضوء 5/329 والبدر 1/488، ومنه نسخ مخطوطة فى الظاهرية فى مجموع رقم 3123 عام ومجموع رقم 3500 عام ومجموع رقم 3503 عام فى مجموعة رقم 91 لكناو (الهند) ومط الشيخ يحيى بالآستانة 1289 هـ موسوعة بحاشية السيد الشريف على التصورات ثم على التصديقات. معجم المطبوعات 1/678 وذكرها فى المعجم الشامل 2/51 باسم: " حاشية على التصورات والتصديقات مط محرم أفندى باستانبول 1288 هـ/1871 م.

حاشية على شرح الكافية للرضي: ذكر فى الضوء 5/329 والبدر 1/488 والكشف 2/1371، وهو مطبوع بهامش شرح الرضى ط دار الكتب العلمية ببيروت مصورًا عن مطبعة الشركة الصحافية العثمانية 1310هـ باسم تعليقات السيد الشريف، وهى تعليقات مقتضبة على بعض العبارات الواردة فى الشرح وأحيانًا على الأبيات الشواهد.

حاشية على شرح شك الإرشادات للطوسي: ذكر فى الضوء 5/329 والبدر 1/488 والفوائد 132 (عنه).

حاشية على شرح طوالع الأصبهاني: ذكر فى الضوء 5/329 والبدر 1/488.

حاشية على شرح مبارك شاه على حكمة العين - مخطوط - بمكتبة الظاهرية فى مجموع رقم 3123 عام، ومعه حاشية الشريف على شرح القطب الرازى على الرسالة الشمسية للكاتب القزوينى،  وحاشيته على شرح القطب للشمسية المنسوبة إلى الشريف.

حاشية على شرح مختصر المنتهى لابن الحاجب فى مفتاح السعادة 2/188:" حاشية على مختصر منتهى السؤال والأمل لابن الحاجب " طبع حجر بالآستانة د . ت انظر معجم المطبوعات 1/678.

حاشية على شرح نفركار: ذكر فى الضوء 5/329.

حاشية على شرح هداية الحكمة: ذكر فى الضوء 5/329 والبدر 1/488، وفى الكشف 2/2029: " حاشية على شرح قاضى مير على هداية الحكمة للأبهرى فى المنطق والطبيعى والإلهى ".

حاشية على طوالع الأنوار للقاضى البيضاوى (مختصر فى الكلام): ذكر فى الكشف 1/1116.

حاشية على عوارف المعارف فى التصوف للسهروردي: ذكر فى الضوء 5/329 وفى الكشف 1/1177 باسم تعليقة على عوارف... إلخ.

حاشية على قصيدة كعب بن زهير (بانت سعاد): ذكر فى الضوء 5/329 و إيضاح المكنون 2/229: " شرح الشريف على شرح بانت سعاد عبدالله الكازرونى ".

حاشية على لوامع الأسرار للقطب الرازى فى شرح مطالع الأنوار (فى المنطق) لسراج الدين الآرموى ذكر فى الكشف 3/1716 (وأضاف: " وكتبها حين قرأ على مبارك شاه المنطق") وكذا فى الفوائد 133، وأما فى الضوء 5/329 فقال: حاشية على المطالع، وتعقبه فى الفوائد 133 بقوله: " وفيه مسامحة فإن حاشيته على شرح المطالع للقطب الرازى لا على المطالع ". وفى الظاهرية نسخة مخطوطة فى مجموع رقم 2931 عام بعنوان" حاشية الشريف على مطالع الأنظار ".

حاشية على متن أشكال التأسيس: ذكر فى الضوء 5/329 والبدر 1/488.

حاشية على مشكاة المصابيح للشيخ ولى الدين الخطيب (فى فقه الحنفية): ذكر فى الضوء 5/329 والكشف 2/1700.

حواشى السيد على المطول للتفتازانى ذكر فى بغية الوعاة 2/196 والكشف 1/474 ط الآستانة 1241 هـ و 1289 هـ و 1310 هـ. معجم المطبوعات 1/679.

الرسالة الحرفية: تحقيق لويس شيخو مجلة المشرق بيروت مجلد 22 _ العدد الأول 1924م. المعجم الشامل 2/51.

الرسالة الشريفية: فى آداب البحث ذكر فى الكشف باسم: شرح على متن آداب العلامة عضد الدين عبد الرحمن بن أحمد الأيجى ت 756 هـ، وفى الفوائد 131 باسم: " رسالة فى المناظرة مشتهرة بالشريفية". معجم المطبوعات 1/679.

رسالة القدر: ذكر فى إيضاح المكنون 1/567 وقال:" إنها من التصانيف المشهورة ".

الرسالة المرآتية: ذكر فى الكشف 1/889.

الرسالة الولدية فى علم المنطق: ألفها لولده بالفارسية وعربها عصام الدين إبراهيم بن عرب شاه الإسفرايينى  ت944، منه نسخة مخطوطة فى الظاهرية فى مجموع رقم 3507 عام.

رسالة فى الأنفس والآفاق: ذكر فى الضوء 5/329 وأضاف: " يعني:{ سنريهم آياتنا فى الآفاق وفى أنفسهم }([20]) وبهذا يتضح أنه كتاب واحد لا كتابان كما ظن صاحب الكشف فأورده فى موضعين الأول 1/849 بعنوان: رسالة فى الأنفس والآفاق والثانى 1/854 بعنوان: رسالة فى تفسير قوله سبحانه وتعالى {سنريهم آياتنا فى الآفاق وفى أنفسهم }.

رسالة فى الحرف: ذكر فى الضوء 5/329 وفى البغية 2/196: " رسالة فى تحقيق معنى الحرف"، ومنه نسخة مخطوطة بالظاهرية فى مجموع رقم 1606 باسم:" الرسالة الحرفية " فى اللغة.

رسالة فى الصرف بالفارسية مشتهرة بـ " صرف مير ": ذكر فى الروضات 5/301 والفوائد 130 وربما كانت هى التى ذكرها فى الضوء باسم مقدمة فى الصرف بالعجمية.

رسالة فى الصوت (كذا): ذكر فى الضوء 5/329.

رسالة فى الفرق بين العلة الغائية والغرض المقصود: منه نسخة مخطوطة فى الظاهرية فى مجموع رقم 3531 عام.

رسالة فى الموجودات  ومراتبها: ذكر فى الكشف 1/894.

رسالة فى النحو بالفارسية مشهورة بـ " نحو مير " ذكر فى الفوائد 130.

رسالة فى الوجود والعدم وهما بالعجمى " بهست ونيست ": ذكر فى الضوء 5/329.

رسالة فى الوجود: ذكر فى الكشف 1/897، وفى الضوء 5/329 بعنوان: " رسالة للوجود وأخرى للوجود فى الموجود بحسب القسمة العقلية "، وفى الفوائد 130 " رسالة فى الوجود على أصل الصوفية".

رسالة فى تقسيم العلوم: ذكر فى الكشف 1/856.

رسالة فى علم  الأدوار: ذكر فى الضوء 5/329.

رسالة فى فن أصول الحديث: مجموعة رقم 52، وفى مقدمة كتاب جامع الترمذى ط دهلى 1328 هـ.

رسالة فى مناقب الشيخ بهاء  الدين الملقب بخواجه نقشبند: ذكر فى الضوء 5/329 والكشف 2/1842.

شرح أبيات المفصل للزمخشري: وهو هذا  الكتاب الذى حققته وسأفرد له حديثا خاصا.

شرح التذكرة النصيرية فى الهيئة للطوسي: ذكر فى الضوء 5/329 والكشف 1/319.

شرح السراجية ( أو شرح الفرائض السراجية للسجاوندى ) ذكر فى الضوء 5/329 والبدر 1/488 والكشف 2/1248 مط شركة إسلام - طهران 1266 هـ/1849 م، ومط عامرة - استانبول 1269 هـ/1852 م، ط قازان 1307 هـ/1889 و 1320 هـ/1902 م، ومط عامرة استانبول 1322 هـ/1904، وبتحقيق محمد محيى الدين عبد الحميد مط الحلبى القاهرة 1363 هـ/1943 م، ومط فرج الله زكى _ القاهرة، د . ت انظر معجم المطبوعات 1/680 والمعجم الشامل 2/51.

شرح العقائد العضدية للقاضى عضد الدين الأيجي: ذكر فى الكشف 1/1144.

شرح الكافية بالعجمية: ذكر فى الضوء 5/329 والبدر 1/488، وفى الروضات 5/301: " شرح فارسى على كافية ابن الحاجب يسمونه " بكبائى " بالكاف الفارسى ".

شرح المفتاح للسكاكي: ذكر فى الضوء 5/329 والبدر 1/488 وفى البغية 2/196 " شرح القسم الثالث من المفتاح " وفى الروضات 5/301: " شرح فنون البلاغة بالخصوص من مفتاح العلوم مع حواش منه عليه كثيرة ".

شرح الملخص فى الهيئة البسيطة للجغمينى الخوارزمي: ذكر فى الضوء 5/329 والكشف 2/1819 ومفتاح السعادة 1/373 ومنه نسختان مخطوطتان بالظاهرية فى مجموع رقم 78، 3107 عام.

شرح المواقف لعضد الدين الأيجى ( أو شرح السيد على المواقف ) ذكر فى الضوء 5/329 والكشف 2/1891 مط عامرة بالآستانة 1239 هـ/1823 م، طبع حجر - لكناو 1260 هـ/1844 م، وبتصحيح محمد قطة العدوى بالقاهرة، وليبسيك 1848 م، ومط عامرة استانبول 1311 هـ/1893 م، ومع حاشية عليه لحسن جلبى بن محمد الفنارى وتعليقات عليها لعبد الله بن حسن الكنغرى ط بولاق 1841 م، ومط محرم أفندى البوسنوى آستانة 1239 هـ و 1286 هـ، وبتصحيح محمد بدر الدين النعسانى مط السعادة بالقاهرة 1325 هـ/1907 م ضمت حاشية السيالكوتى وحاشية حسن جلبي. انظر معجم المطبوعات 1/680 والمعجم الشامل 2/52.

شرح الوقاية: ذكر فى الضوء 5/329 والبدر 1/488، وأورده فى الكشف باسم: حاشية على وقاية الرواية فى مسائل الهداية للمحبوبى الحنفي.

شرح على التصريف العزى ( شرح على رسالة عز الدين الزنجانى ): تصحيح مصطفى أفندى،  استانبول، شركة خيرية صحافية 1280 هـ و 1292 هـ و 1301 هـ و 1318 هـ. معجم المطبوعات 1/680 والمعجم الشامل 2/51.

شرح كنز الدقائق فى الفروع: ذكر فى هدية العارفين 1/729.

شرح منتهى السؤل والأمل  فى علمى الأصول والجدل لابن الحاجب: ذكر فى الكشف 2/1854.

الشريفية: شرح الكافية بالفارسية: ذكر فى الفوائد 131.

الصغرى فى المنطق: لكناو 1843 م. معجم المطبوعات 1/680.

ظفر الأمانى فى مختصر الجرجاني: ( مصطلح الحديث ) ذكر فى الفوائد 131 بهذا الاسم، وانظر: حاشية على الخلاصة للطيبى،  طبع مع مقدمة ابن الصلاح بالهند 1304 هـ، والشرح للإمام أبى الحسنات محمد عبد الحى اللكنوى طبع بتحقيق د. تقى الدين الندوى نشر الجامعة الإسلامية بالهند ودار القلم  دبى - الإمارات العربية المتحدة. ط1 سنة 1415 هـ/1995 م وانظر معجم المطبوعات 1/680.

فن المعمّى وتصاريفه وأعماله: ذكر فى الروضات 5/301، وفى هدية العارفين 1/728 باسم: " ألفية فى المعمى والألغاز ".

الكبرى فى المنطق: لكناو 1844 م. معجم المطبوعات 1/680.

الكبرى والصغرى فى المنطق  ذكر فى الضوء 5/329 باسم: رسالة فى الصغرى والكبرى فى المنطق بالعجمية وعربهما ابن السيد الشمس محمد، وفى الروضات 5/301:" ترجمهما بالعربية ورسمهما بـ " الدرة " و " الغرة" ولده السيد شمس الدين مجمد "  لكناو 1264 هـ. معجم المطبوعات ( نقلا عن اكتفاء القنوع).

كليات فى ماهيات الأشياء: ذكر فى هدية العارفين 1/729.

المصباح فى شرح المفتاح: ذكر فى هدية العارفين 1/729 وانظر شرح المفتاح.

مقدمة فى الصرف بالعجمية: ذكر فى الضوء 5/329 والبدر 1/488 وانظر: رسالة فى الصرف.

ومن خلال هذا العرض يتبين لنا تنوع ثقافة الجرجانى بتأليفه فى مختلف العلوم والفنون كالفلسفة والبلاغة والحديث والتفسير والفقه والعربية.. وغيرها وقد صنفت كل كتاب منها فى الفن الذى ينتمى إليه إلا القليل الذى لم تسعفنى فيه المصادر.

كما يتبين لنا أن معظم مؤلفاته شروح وحواش وتعليقات ويبرر ذلك الأستاذ إبراهيم الإبيارى فى مقدمة تحقيقه لكتاب التعريفات ص 15 - بأن " العصر الذى أظل الجرجانى أو سبقه بقليل كان عصر شروح وحواشٍ ؛ فقد كان يواجه تراثًا ضخمًا مغلقًا أو شبه مغلق، يستعصى فهمه واستيعابه على رجال ذاك العصر أو ما قبله بقليل، وما بعده كذلك "([21]).

وقد حاولت قدر المستطاع أن أنسق هذه العناوين من المصادر والمراجع المذكورة ونصصت على اختلاف التسمية بين المراجع، حتى لا يتكرر كتاب واحد بأكثر من عنوان، وذلك عندما أجد دليلاً على اختلاف التسمية، فإذا لم أجد الدليل تركت كل عنوان على حدة حيث لا مجال للظن أو التخمين.

آراء العلماء فيه:

وصفه العينى فى العقد 27/484 بقوله: " عالم المشرق "، وكذا السخاوى فى الضوء 5/328 وأضاف: " وصفه العفيف الجرهى فى مشيخته، بالعلامة فريد عصره ووحيد دهره، سلطان العلماء العاملين، افتخار أعاظم المفسرين، ذى الخَلْق والخُلُق والتواضع مع الفقراء، وقال أبو الفتوح الطاووسى وهو ممن أخذ عنه بعد أن عظمه جدًا: شهرته تغنينى عن ذكر نسبه، وصيت مهارته فى العلوم يكفينى فى بيان حسبه..، وقد تصدى للإقراء والتصنيف والفتيا، وتخرج به أئمة نحارير، وكثرت أتباعه وطلبته، واشتهر ذكره، وبعُد صيته، وكان له أتباع يبالغون فى تعظيمه، ويفرطون فى إطرائه كعادة العجم... ووُصف بأنه كان شيخًا أبيض اللحية نيرًا وضيئًا، ذا فصاحة وطلاقة وعبارة رشيقة، ومعرفة بطرق المناظرة والمباحثة والاحتجاج، ذا قوة فى المناظرة وطول روح وعقل تام، ومداومة على الأشغال والاشتغال، وربما رجح على السعد التفتازانى ".

وقال عنه السيوطى فى البغية 2/196: " عالم بلاد الشرق، كان علامة دهره وله تصانيف مفيدة ".

وقال عنه الشوكانى فى البدر 1/488: " كان إمامًا فى جميع العلوم العقلية وغيرها، متفردًا بها، مصنفًا فى جميع أنواعها، متبحرًا فى دقيقها وجليلها، وطار صيته فى الآفاق، وانتفع الناس بمصنفاته فى جميع البلاد، وهى مشهورة فى كل فنّ، يحتج بها أكابر العلماء، وينقلون منها ويوردون ويصدرون عنها... وتصدى للإقراء والإفتاء، وأخذ عنه الأكابر وبالغوا فى تعظيمه... وقد كان أهل عصره يفتخرون بالأخذ عنه، ثم صار من بعدهم يفتخرون بالأخذ عن تلامذته... ومصنفاته نافعة، كثيرة المعانى،  واضحة الألفاظ، قليلة التكلف والتعقيد الذى يوقع فيه عجمة اللسان، كما يقع فى مصنفات كثير من العجم " وذكر ما كان بينه وبين السعد واختلاف العلماء فى ترجيح أحدهما على الآخر كما سبق ذكره، ولنا وقفة عند وصف مصنفاته بالوضوح وقلة التكلف والتعقيد... الخ سنذكرها عند الحديث عن الكتاب.

أما البغدادى فقد استدل على قيمة كتاب شرح الكافية للرضى بقوله فى مقدمة الخزانة 1/2: " وكفاه من الشرف والمجد ما اعترف به السيد والسعد لما فيه من أبحاث أنيقة وأنظار دقيقة.. " ثم ذكر حديث السيد الشريف عن الكتاب ومؤلفه، وعقب بذكر صورة إجازة الشريف لتلميذ قرأ عليه هذا الشرح. انظر مقدمة الخزانة 1/29.

وأما صاحب كشف الظنون فعدّه من المؤلفين الذين " لهم فى العلم ملكة تامة ودربة كافية وتجارب وثيقة وحدس صائب وفهم ثاقب، فتصانيفهم عن قوة تبصرة ونفاذ فكر وسداد رأي... وهم يجمعون إلى تحرير المعانى تهذيب الألفاظ وهؤلاء أحسنوا إلى الناس كما أحسن الله سبحانه و تعالى إليهم، وتصانيفهم لا يستغنى عنها أحد " ثم أردف قائلاً: " وروى أن المولى خواجه زاده كان يقول: ما نظرت فى كتاب أحد بعد تصانيف السيد الشريف الجرجانى بنية الاستفادة ". الكشف 1/38 و 39

وكذا قال صاحب أبجد العلوم 1/193 و 195 وكان يسميه تارة السيد السند 1/196 و 222.. وغيرها وتارة أخرى العلامة الشريف 1/30 و 49 و 52..... وغيرها.

وقد وصفه صاحب الفوائد البهية بقوله ص 125: " عالم نحرير، قد حاز قصبات السبق فى التحرير، فصيح العبارة دقيق الإشارة، نظّار فارس فى البحث والجدل... صرف مناه نحو العربية فى صباه ووصل إلى أقصى مداه حتى قيل إنه علق على الوافية شرح الكافية فى صباه، ثم صنف كتبًا فى النحو بالفارسية، ثم فى العلوم العقلية والنقلية ".

كما وصفه صاحب الروضات بقوله 5/300: " كان متكلمًا بارعًا عجيب التصرف، كثير التحقيق جميل التدقيق، صاحب فهم عميق ونظر دقيق، ماهرًا فى فنون الحكمة وعلوم العربية، له مصنفات طريفة، ومؤلفات ظريفة، ومعلقات لطيفة... قال صاحب مجالس المؤمنين:  جميع أرباب الفضل الذين أتوا إلى بادية من بوادى مراتب الكمال عيال على مصنفاته الشريفة، ولم تخل حلقة من حلق دروس جميع الأفنان منذ زمنه إلى هذا الزمان من فوائد معلقاته المنيفة... فاق على كل محقق مرضى ".ثم انتقل إلى مناقشة كونه من الشيعة الإمامية وانتهى إلى الجزم بأنه كان حنفيًا. انظر الروضات 5/304.

وكذا فعل صاحب الكنى والألقاب فقد مدحه وذكر بعض مصنفاته ثم ذكر الآراء الدالة على كونه من حكماء الشيعة وعلمائها. انظر الكنى 2/358.

وأما صاحب مفتاح السعادة فقد مدحه وذكر بعض مصنفاته ثم قال 1/209: " ونقل السيوطى عن شيخه محمد الكافيجى أنه قال: السيد الشريف وقطب الدين الرازى التحتانى لم يرزقا علم العربية بل كانا حكيمين. قلت: وهذا الكلام خروج عن الإنصاف، ولا يلزم من عدم انفرادها بعلم العربية، ومشاركتهما لسائر العلوم، عدم معرفتهما، فانظر بالإنصاف فى تصانيفهما مباحث تتعلق بالعربية، قد عجز عنها القدماء من أرباب العلوم العربية".

وكذا قال صاحب أبجد العلوم 1/58.

ونستخلص من استعراض هذه الآراء أن الجميع متفقون على مكانة الرجل العلمية وتبحره فى مختلف العلوم والفنون وإن كان هناك من يرى أنه هو وأستاذه الرازى لم يرزقا علم العربية.

وإننى أميل إلى تأييد هذا الرأى استنادًا إلى الأدلة التى سأسوقها بعد.

مركزه العلمي:

استعرضنا آراء العلماء فى الشريف الجرجانى وثناءهم  عليه واتفاقهم على مكانته العلمية فى مختلف العلوم، والتى تشهد لها مؤلفاته التى سبق استعراضها فقد اتسع مجالها وشملت العلوم الدينية كالتفسير والحديث والفقه والعقائد، والعلوم العقلية كالفلسفة والمنطق والمناظرة إضافة إلى العلوم البلاغية واللغوية، وهذه الأخيرة لنا وقفة معها.

فقد ذكرت أننى أميل إلى ترجيح الرأى القائل بأنه لم يرزق علم العربية، أو بمعنى أصح لم يكن له تميّز واضح فيه ؛ والدليل على ذلك كتبه التى ألفها فى العربية، وعددهالا يتجاوز أصابع اليدين، وإذا استثنينا منها الكتب المؤلفة بالعجمية - وهى نصفها - ويبدو من عناوينها أنها للمبتدئين، يتبقى أمامنا بضعة رسائل وحواشٍ منها حاشية على شرح الكافية للرضى وهى حاشية مقتضبة جدًا - وهى مطبوعة مع الشرح وقد قرأتها - اقتصر فيها على بعض التعليقات اليسيرة التى لا تسمن ولا تغنى من جوع، ومنها حاشيته على الوافية التى لم يكملها وأكملها ابنه محمد، ومنها شرح العوامل المائة وإعراب العوامل المائة لعبدالقاهر الجرجانى،  وهما مخطوطتان، ولم أطلع عليهما، ولعلهما كتاب واحد، ومنها شرح أبيات المفصل الذى هو موضوع هذه  الدراسة، وهو فى جملته بمزاياه وعيوبه لا يرقى إلى مستوى شروح الشواهد المبسوطة كالخزانة أو شرح أبيات الكتاب و شرح شواهد الإيضاح وشرح أبيات الجمل  والمقاصد النحوية وشرح شواهد المغنى وغيرها.

ولكن هذا لا يغض من قدر الرجل فتميزه فى بقية العلوم واضح وإسهاماته متعددة فربما كان هذا التعدد وعدم التفرغ لعلم العربية سببًا فى نقص بضاعته فيه، وربما كان عجمة اللسان سببًا آخر فى ذلك. وعلى أية حال فلكل عالم هفوة كما يقولون، ولكن هذه الهفوات لا تنقص قدرهم ولا تحط من قيمتهم.


ثانيًا: دراسة كتاب " شرح أبيات المفصل "

بين شروح الشواهد النحوية

عنى النحاة بالاستشهاد منذ بدء الدرس النحوى،  استدلالاً على صحة قاعدة استنتجوها أو تأييدًا لرأى ذهبوا إليه.

وكثرت الاستشهادات فى كتبهم وتنوعت لتشمل القرآن الكريم بقراءاته، والحديث النبوى الشريف والشعر والنثر، بشروط وضعوها لكل منها، وبعضها متفق عليه وبعضها مختلف فيه، وليس هذا مجالنا للحديث عنها.

وزاد الاهتمام بالشواهد الشعرية بصفة خاصة، نظرًا لأن الشعر ديوان العرب، " حتى تخصصت كلمة الشاهد فيما بعد، وأصبحت مقصورة على الشعر فقط ؛ ولذلك نجد كتب الشواهد لا تحوى غير الشعر، ولا تهتم بما عداه "([22]).

وتبع هذا الاهتمام بالشواهد الحاجة إلى شرحها. وبيان وجه الاستشهاد بها، فشرحت الشواهد النحوية: تارة من خلال كتب النحو نفسها وشروحها وحواشيها، وتارة أخرى من خلال كتب مستقلة وضعت خصيصًا من أجلها وسميت باسم كتب شروح الشواهد.

ومن أهم الكتب التى اهتم العلماء بشرحها: الكتاب لسيبويه، والجمل للزجاجى،  والإيضاح لأبى على الفارسى،  والمفصل للزمخشرى،  وشروح الكافية لابن الحاجب، وشروح الألفية لابن مالك، والمغنى لابن هشام.

ويحتل مفصل الزمخشرى مكانًا متميزًا من الناحية التاريخية فقد جاء  بعد خمود الحرب بين المدرستين النحويتين البصرية والكوفية وظهور طبقة تأخذ وتنتقى من كل مدرسة أنسب آرائها وتستقل أحيانًا بآراء تنفرد بها عن المدرستين التقليديتين، واستقرت كذلك المصطلحات النحوية واكتمل بناء المنهج النحوى وتم استقراء وحصر جميع الظواهر اللغوية والنحوية والصرفية تقريبًا.

وإذا تحدثنا عن مؤلفه فهو جارالله أبو القاسم محمود بن عمر بن محمد بن عمر الزمخشرى الخوارزمى المعتزلى،  ولد بزمخشر إحدى قرى خوارزم سنة 467هـ ثم قدم بغداد وسافر إلى مكة وجاور بها ثم عاد إلى خوارزم وتوفى بها سنة 538هـ ومن أهم مصنفاته: الكشاف عن حقائق التنزيل (فى التفسير) وأساس البلاغة (فى اللغة) والمفصل فى صنعة الإعراب، وغيرها([23]).

وقد قسم كتابه المفصل على أربعة أقسام: الأول فى الأسماء تناول فيه المرفوعات والمنصوبات والمجرورات والنسب والتصغير والمشتقات، والقسم الثانى فى الأفعال تحدث فيه عن أنواعها وإعرابها، والقسم الثالث فى الحروف تحدث فيه عن حروف الجر والنصب والعطف.. الخ، والقسم الرابع فى المشترك تحدث فيه عن الإمالة والوقف والإبدال والإعلال والإدغام.

ونظرًا لمكانة المؤلِّف وأهمية المؤلَّف فقد حظى المفصل بعناية العلماء الذين ألفوا فى شرحه وشرح شواهده واختصاره ونظمه والرد عليه، ومن هذه المؤلفات (نقلاً عن كشف الظنون 2/1774):

1- الأنموذج للزمخشري: وهو مختصر للمفصل.

2- المناهي: حواشى للزمخشرى فى بعض مشكلات المفصل. ذكر فى الكشف وإقليد الخزانة 114.

3- الإيضاح فى شرح المفصل: لابن الحاجب ت 646هـ وهو مطبوع.

4- الإيضاح أو المحصل فى شرح المفصل لأبى البقاء العكبرى ت 616هـ.

5- شرح ابن مالك ت 672هـ.

6- شرح فخر الدين الرازى ت 606هـ.

7- تعليقه لأبى على الشلوبين الإشبيلى ت 645هـ.

8- شرح بدر الدين بن قاسم المرادى الخاورانى ت 749هـ.

9- شرح أبى العباس المقدسى ت 638هـ.

10- شرح ابن عمرون الحلبى ت 649هـ.

11- شرح ابن النجار البغدادى ت 643هـ.

12- التخمير فى شرح المفصل لصدر الأفاضل القاسم بن الحسين الخوارزمى (وهو مطبوع) ت 617هـ.

13- شرح وسيط لصدر الأفاضل (وسماه ياقوت السبيكة).

14- شرح مختصر لصدر الأفاضل سماه المجمرة.

15- الموصل لعلم الدين اللورقى الأندلسى ت 661هـ.

16- شرح جمال الدين القفطى ت 646هـ.

17- المفضل لعلم الدين السخاوى ت 643هـ.

18- سفر السعادة وسفير الإفادة للسخاوى أيضًا.

19- شرح  منتخب الدين الهمدانى ت 643هـ.

20- شرح موفق الدين بن يعيش ت 643هـ (وهو مطبوع).

21- المحصل لمحمد بن سعد الدباجى المروزى ت 609هـ.

22- الإقليد لتاج الدين الجَنَدى (؟)

23- الموصل لحسام الدين السغناقى ت 710هـ، جمع فيه بين الإقليد والمقتبس.

24- تعليقة لمحمد بن عبدالله المريسى ت 655هـ أخذ على الزمخشرى 70 موضعًا أقام على خطئه البرهان.

25- إثبات المحصِّل فى  نسبة أبيات المفصل لابن المستوفى الإربلى ت 638هـ.

26- شرح أبياته لرضى الدين الصغانى ت 605هـ.

27- نظم المفصل لأبى نصر الخضراوى القصرى ت 663هـ.

28- نظم المفصل لأبى شامة عبدالرحمن بن إسماعيل الدمشقى ت 665هـ.

29- مختصر المفصل لشمس الدين القونوى ت 788هـ.

30- مختصر المفصل لعبدالكريم بن عطاء الله الإسكندرانى ت 612هـ.

31- التنبيه على أغلاط الزمخشرى فى المفصل لأبى الحجاج القيسى الأندلسى ت 625هـ.

32- المكمل فى شرح المفصل لمظهر الدين محمد. فرغ منه 659هـ.

33-  شرح أبياته وأوله: الحمد لله الذى فضل الإنسان بفضيلة البيان. الخ (وهو كتاب الجرجاني).

34- غاية المحصل فى شرح المفصل أوله: الحمد لله المرتفع بالفاعلية. الخ.

35- المقتبس فى توضيح ما التبس لأبى عاصم الفخر الاسفندرى ت 698هـ اقتبسه من التخمير والإيضاح والعقارب والمحصل.

وأضاف صاحب إيضاح المكنون 4/530:

36- المفضل على المفصل فى دراية المفصل لكمال الدين عبدالواحد الأنصارى خطيب زملكان ت 651هـ.

37- المفضل شرح أبيات المفصل لبدر الدين أبى فراس النعسانى الحلبى فرغ منه 1323هـ. مطبوع مع المفصل.

وأضاف البغدادى فى الخزانة (نقلاً عن إقليد الخزانة 113 وما بعدها)

38- أمالى ابن الحاجب على أبياته (مطبوع باسم الأمالى النحوية).

39- الإقليد: شرح المفصل للتاج أحمد بن محمود البخجندي.

40- شرح المظفري.

41- شرح المظهري.

42- شرح أبياته لبعض فضلاء العجم (وهو الخوارزمي) واسمه التخمير وأورده أحيانًا بلفظ إعراب أبيات المفصل، وهو مختلف عن التخمير فى شرح المفصل لصدر الأفاضل الخوارزمى أيضًا.

43- شرح الموشح

وقد رأيت عدة شروح لأبياته وهى مخطوطة بدار الكتب وهى:

44- شرح أبيات المفصل للشيخ أحمد بن عطا البخارى برقم 387 نحو طلعت وذكر فيه أنه هذب المنخل شرح أبيات المفصل لعز الدين المراغى وأوله: " الحمد لله المتردى بالعظمة والجلال المتصف بالإنعام والإفضال... ".

45- شرح أبيات المفصل تأليف بعض الفضلاء أوله: " الحمد لله وهو بالحمد جدير على أن يسر على ما هو عسير... برقم 105 مجاميع.

وهذا العدد الكبير من المؤلفات على المفصل يدلنا على مدى اهتمام العلماء به، ولعل هذا الاهتمام هو الذى دفع الجرجانى إلى أن ينضم إلى هذا الركب فيؤلف كتابه الذى بين أيدينا فى شرح أبيات المفصل.

وبالطبع لم يكن الجرجانى سابقًا إلى هذا العمل، فالقرون الثلاثة التى مضت بعد الزمخشرى كانت حافلة بالمؤلفات عن المفصل كما لاحظنا من تواريخ وفيات مؤلفيها ؛ كما لا يمكننا أن نجزم بأن الجرجانى قد اطلع على جميع المؤلفات السابقة أو معظمها، إضافة إلى أنه لم يصرح بالنقل عن سابقين إلا نادرا، فضلا عن أن معظم هذه المؤلفات مفقود ولم يبق لنا إلا اسمه، والقليل المتبقى مخطوط متناثر فى مكتبات العالم يصعب الحصول عليه، وأقل القليل ما طبع أو حقق وأمكنه رؤيته والاطلاع عليه.

وكل ذلك يجعل من دراستنا لمسألة التأثير والتأثر أمرًا  عسيرًا يصعب استنتاجه كما يصعب الجزم به، وليس أمامنا سوى جمع القرائن وضم الأدلة بعضها إلى بعض لنرجح فى النهاية وجود تأثير أو تأثر.

فلنتجه الآن إلى بحث مصادر الكتاب التى استقى منها مادته، سواء أصرّح بذلك أم لم يصرح والثانى هو الأغلب.

مصادر الكتاب:

يمكننا أن نعد  المفصل أهم المصادر التى اعتمد عليها الجرجانى فى كتابه، فمن البدهى لمن يشرح أبيات المفصل أن يعتمد عليه فى نقل هذه الأبيات، وبيان وجه الاستشهاد بها كما ذكر الزمخشرى نفسه، وهذا وحده لا يعد تأثرًا إذ إنه تحقيق للهدف الذى ألف الكتاب من أجله.

ولكن صاحبنا لم يكتف بذكر البيت كما أورده المصنف وإردافه بذكر وجه الاستشهاد الذى أورده المصنف من أجله، بل إنه يكاد يلتزم التزامًا حرفيّا بكل ما قاله الزمخشرى ولم يعترض عليه سوى مرتين فى البيتين رقم 139 و 250.

فى حين أن هناك من العلماء من ألف كتبًا فى الرد على الزمخشرى والاعتراض على بعض آرائه، ووصلت الاعتراضات فى بعضها إلى 70 موضعًا كما سبق ذكره.

وهو أيضًا فى روايته للأبيات يلتزم برواية الزمخشرى لها، فإذا روى الزمخشرى البيت كاملاً رواه الجرجانى كاملاً وإذا روى أحد شطريه التزم أيضًا بروايته ولم يكمل البيت إلا نادرًا([24]).

كما أنه يشرح القاعدة ويدلل عليها بأسلوب الزمخشرى بل إنه يورد فى شرحه أمثلة من عبارات الزمخشرى كتمثيله بقوله: " مررت برجل قليل من لا سبب بينه وبينه "([25]). ولم يذكر أنه من أمثلة الزمخشرى،  وقد توقفت عنده طويلاً، إلى أن عثرت عليه فى المفصل فى موضع بعيد عن الموضع الذى أورده فيه الجرجاني.

وأما المصادر الأخرى غير المفصل فيمكننا أن نقسمها قسمين:

مصادر لغوية ومصادر نحوية:

فأما المصادر اللغوية فعلى رأسها الصحاح للجوهرى،  الذى اعتمده الجرجانى مصدرًا رئيسيًا فى تفسير مفردات الأبيات، وقد صرح فى موضع واحد بالنقل عنه وأورد عبارته كاملة فى هذا الموضع([26]).

والدليل على اعتماده عليه فى تفسير المفردات مقارنة عبارته بعبارة الصحاح، وملاحظة التطابق بين العبارتين فى معظم المواضع ؛ وقد ينفرد الصحاح ببعض التفسيرات فنجدها بنصها عند الجرجانى،  ولننظر على سبيل المثال شرح الأبيات رقم 27 و 321 و 330.

كما نقل الجرجانى عن الأصمعى وأبى عبيدة فى عدة مواضع ونص على ذلك، ولكننا نلاحظ أنه اعتمد على الصحاح  أيضًا كمصدر وسيط لهذه النقول ولننظر فى الأبيات رقم 27 و 168 و 283.

وأما مصادره النحوية فتتمثل فى نقوله عن القدامى والمتأخرين من النحاة بدءًا من يونس وسيبويه والكسائى،  ثم الأخفش والمبرد والفراء، ومرورًا بالفارسى،  وانتهاء بصدر الأفاضل وابن الحاجب ؛ وقد بينت ذلك فى مواضعه من التحقيق ولاحظت أنه نادرًا ما ينقل النص بالمقتبس بتمامه بل يكتفى عادة بنقل خلاصته أو ما يؤدى معناه.

وأبرز تأثر لاحظته من الجرجانى هو تأثره الواضح بصدر الأفاضل الذى أورد اسمه فى موضع واحد ثم اعترض على كلامه([27]).

وقد لاحظت هذا التأثر عند اطلاعى على كتاب التخمير لصدر الأفاضل (وهو شرحه البسيط للمفصل وله شرحان غيره أحدهما وسيط والآخر صغير)  وقد تعرض فيه لشرح معظم أبيات المفصل شرحًا موجزًا، فلفت نظرى منذ  البداية تطابق شرحه مع شرح الجرجانى  فى كثير من المواضع، ومنها ما ينفرد به صدر الأفاضل فأجد الجرجانى قد تبعه ولنضرب مثالاً على ذلك بالشاهد رقم 198 وهو قوله:

 

فلا مُزْنَةٌ وَدَقَتْ وَدْقَهَا

 

ولا أرض أبقَل إبقالَهَا([28])

فقد قال الجرجانى عند شرح البيت: " يصف لمعان خلخال تلك المرأة ". واستوقفتنى تلك العبارة وهذا التفسير الذى لم أجده عند أحد من شراح الشواهد.

ثم رأيت تفسيره فى التخمير 2/386 حيث يقول: " يقول لما أغرت عليهم هربت الجارية تعدو، فسمع صوت خلخالها، وشبهت عدوها بمعنى السحاب ، فلا سحابة مطرت مطر هذه السحابة التى بها شبهت الجارية، ولا أرضًا أخرجت بقلاً مثل الأرض التى أصابها مطر هذه السحابة، وقبله....  ".

ومثال آخر فى الشاهد رقم 303 وهو قوله:

فلو أنْكِ فى يومِ الرخاءِ سألتِنِى

 

فراقَكِ لم أبخلْ وأنتِ صديقُ

فقد قال الجرجانى فى شرحه له: " الرواية بتذكير الضمائر "([29]).

وبالرجوع إلى التخمير وجدته يقول 4/59: " كنت قد سمعت: " أنكَ " و " سألتَنى " و " فراقَكَ " بفتح القاف والتاء ثم أخبرنى مُسمِعى بعد كذا وعشرين سنة أنها بالكسر... ".

وهذا يرجح تأثر الجرجانى بصدر الأفاضل، ويشير من ناحية أخرى إلى أن هذا التأثر ليس بكتابه التخمير، الذى ألفه فى أخريات حياته، بل بكتاب آخر له ليس بين أيدينا، قد يكون أحد شرحيه الآخرين للمفصل أعنى " السبيكة " و " المجمرة "، وقد يكون شرحًا للشواهد لم يذكر فى مصنفاته، أورد فيه رواية تذكير الضمائر قبل أن تبلغه الرواية الصحيحة بتأنيثها.

وهناك أمثلة أخرى كثيرة لهذا التأثر، أشرت إليها فى مواضعها من التحقيق، بعضها رأيته فى التخمير، وبعضها أورده البغدادى فى الخزانة فى رواية بعض أفاضل العجم عن صدر الأفاضل.

أما تأثر الجرجانى بابن الحاجب فهو أقل بكثير من تأثره بصدر الأفاضل وقد نقل عنه فى موضع واحد ونص عليه([30]). ولم ألاحظ تأثرًا يذكر سواه.

منهج الكتاب:

تختلف شروح الشواهد من حيث المنهج الذى تسير عليه فمنها ما يميل إلى الناحية اللغوية كشرح أبيات سيبويه لابن السيرافى وتحصيل عين الذهب للأعلم وشرح شواهد الإيضاح لابن بري.

ومنها ما يميل إلى الجانب النحوى ويبرز الآراء النحوية وبعض المسائل الخلافية مثل شرح أبيات المغنى للبغدادى والدرر اللوامع على همع الهوامع للشنقيطي.

ومنها ما يهتم بنسبة الشاهد لصاحبه وذكر قصيدة البيت ومناسبته مثل شرح شواهد المغنى للسيوطي([31]).

ومنها ما يتناول معظم  الجوانب السابقة مثل خزانة الأدب للبغدادى،  ونستطيع أن نصنف كتاب الجرجانى من الكتب التى تتجه الاتجاه الإعرابى التفصيلى لمعظم مفردات الشواهد.

وقد بدأ الجرجانى كتابه بمقدمة ذكر فيها سبب وضعه لهذا الشرح وهو التماس إخوانه من مقتبسى العلم وتكرار هذا الالتماس أن يكتب عن أبيات المفصل بعض ما يترجم عن مضموناتها بعض الترجمة على وجه يفيد كل مستفيد([32]).

ثم بدأ إنشاد الأبيات وإعرابها دون أن يحدد لنا المنهج الذى يسير عليه، ولكننا نستطيع أن نحدد ملامح منهجه هذا من خلال دراسة الكتاب ويتمثل فيما يلي:

- يذكر البيت المستشهد به طبقًا لرواية المفصل.

- ثم يفسر الكلمات الغريبة أو ما يظن بها ذلك.

- ثم يشرح المعنى الإجمالى للبيت.

- ثم يعرب مفردات البيت إعرابًا تفصيليًا.

- ثم يذكر وجه الاستشهاد بالبيت.

ويكاد يلتزم التزامًا تامًا بهذه الخطوات بنفس ترتيبها من أول الكتاب إلى آخره إلا ما ندر.

ونلاحظ على هذا المنهج من خلال دراسة الكتاب ما يلي:

1- إغفال شرح بعض الأبيات الشواهد، فهو لم يشرح جميع أبيات المفصل - كما يفترض - بل أغفل أكثر من 20 بيتًا.

2- الالتزام بترتيب الأبيات كما وردت فى المفصل ولم يخالف هذا الترتيب إلا مرة واحدة ص 335 ر 251.

3- التنبيه على الأبيات المكررة بقوله:" تقدم شرحه " ثم يذكر وجه الاستشهاد فيقول: " وموضع الاستشهاد به هنا.... " انظر ر301 و 309 و355 @@@@@@@

ولم يكرر الشرح والإعراب إلا مرة واحدة 421 بعد 351@@@@@@@@@، وربما كان هذا بسبب اختلاف الرواية.

4- الالتزام برواية الزمخشرى للأبيات، فعندما يروى الزمخشرى بيت امرئ القيس:

فقلتُ لها تاللهِ أبرحُ قاعدًا

 

ولو قطعوا رأسى لديك وأوصالي

هكذا، ثم يعود مرة أخرى ويرويه هكذا:

فقلت يمين الله أبرح قاعدًا... البيت.

نجد الجرجانى يرويه فى كل موضع منها بنفس رواية الزمخشرى له وانظر ص 357 رقم 275 و 421 بعد رقم 351.

5- عدم ذكر مناسبة البيت إلا نادرًا، وانظر الأبيات رقم 33 و 62 و 65 و 407 وكذلك عدم ذكر أبيات القصيدة التى منها البيت الشاهد، وذكر الروايات المختلفة فى البيت أحيانًا مثل الأبيات رقم 2 و 8 و 15 .

6- عدم ذكر اسم الشاعر إلا نادرًا، وذلك عندما يذكر مناسبة البيت فيذكر فى سياقها اسم الشاعر. انظر الأبيات رقم 62 و 65 و 82 و 407.

7- شرح ألفاظ مستعملة شائعة كقوله: " بات: من البيتوتة " البيت رقم 2 وقوله " دعوا: من الدعاء"، " كهول ": جمع كهل " البيت رقم 4.

وقوله: " بلغن: من التبليغ.. التلاقي: من اللقاء " البيت رقم 27.

فنجد أنه فى هذه الأمثلة - وغيرها كثير - لم يضف إضافة ذات بال، بل فسر الماء بعد الجهد بالماء.

كما نجد شرحًا مبتورًا فى بعض المواضع كقوله: " نداماي: جمع ندمان بمعنى النديم ". اكتفى بذلك دون أن يوضح معنى النديم. البيت رقم 27 ونجده أحيانًا يسكت عن ألفاظ حقها أن  تشرح مثل: " الأوابد " فى البيت رقم 56.

وأغرب من ذلك كله أن يشرح لفظًا واضحًا مستعملاً بلفظ غير مستعمل، كقوله: " الخب: الخدَّاع والجربز " - البيت رقم 68 - ولو اكتفى بلفظ " الخداع " لكان خيرًا، ولكنه أراد أن يزيده وضوحًا فقال " الجربز " فاستعمل هذه الكلمة المعربة التى يخفى معناها على الكثير، وكما قيل: يريد أن يعربه فيعجمه.

على أننا نلتمس له العذر فى ذلك بالفاصل الزمنى بين عصرنا وعصره والذى يزيد عن ستة قرون ؛ فقد تكون هناك كلمات مألوفة فى عصره وهى غير مألوفة فى عصرنا، والعكس صحيح.

8- عدم تحرى الدقة أحيانًا فى شرح المفردات كقوله: " اللوثة: القوة والضعف. من الأضداد “ البيت رقم 16، وقوله: " المطية: الحمول من الإبل " البيت رقم 67 وغير ذلك من المواضع التى بينتها فى  التحقيق.

9- وجود أخطاء فى شرح المعنى الإجمالى لبعض الأبيات ناشئة عن عدم الاطلاع على الأبيات السابقة للبيت الشاهد وكذلك اللاحقة وقد نبهت على هذه الأخطاء فى مواضعها، ومنها على سبيل المثال. الأبيات رقم 28 و 85 و 103 و 128

10- الالتزام بإعراب معظم مفردات البيت إعرابًا تفصيليًا وهو منهج متميز قلّ أن نراه فى كتب شروح الشواهد الأخرى، وهو إعراب موجز فى الغالب يقتصر على الأرجح من وجوه الإعراب، ولكنه أحيانًا يسهب فيستوفى أوجه الإعراب الممكنة فى الكلمة ويرجح أحدها ، كما نرى فى الأبيات رقم 1 و 5 و 42 و 53.

كما يعرج أحيانًا على الخلاف بين البصريين والكوفيين كما فعل فى الأبيات رقم 2 و 12 و 13 و 14 و 21 و 32 و 76 و 116 وغيرها.

11- إهمال شرح البيت وإعرابه فى موضع واحد ص 451،  ولعل ذلك نتيجة سهو منه أو من النساخ.

12- ذكر وجه الاستشهاد بالبيت عقب إعرابه والالتزام بذلك فى جميع الأبيات باستثناء موضعين لم يذكر فيها الاستشهاد ص 426 و 433 ولعله سهو منه أيضًا أو من النساخ كذلك.

وفى حالة تكرار البيت نجد النص على وجه الاستشهاد به فى كل موضع على حدة، وقد يدمج بيتين أو أكثر إذا كان وجه الاستشهاد واحدًا، فيقول مثلاً: " والاستشهاد بالبيتين (أو بالأبيات الثلاثة) على أنه... " انظر البيتين 74 و 75 والأبيات 85 و 86 و 87  والبيتين 88 و 89 والبيتين 95 و 96، وغيرها.

ونجده أحيانًا لا يذكر وجه الاستشهاد مستقلاً بل فى  ثنايا الإعراب وينص على أن موضع الاستشهاد، وقد كثر ذلك فى الجزء الأخير من الكتاب. انظر ص 430 و 459 إلى آخر الكتاب.

13- انفراده بإنشاد: " هكذا فزدى أنه " ص 451 على أنه بيت شعرى،  ولم يشر أى مصدر من المصادر التى أوردت هذا القول إلى أنه بيت، وإن كان الوزن لا يمنع ذلك، وقد ناقشت هذه المسألة عند إيراده للبيت ‌‌‌‌@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@

14 إيراده بيتًا لأبى نواس - وهو بعد عصر الاحتجاج - تابعًا للزمخشرى الذى ذكره للتمثيل به لا للاستشهاد، وهو قوله:

كأن صُغرى وكُبرى من فواقِعِها

 

حَصْبَاءُ دُرِّ على أرضٍ من الذهبِ

وهو البيت الوحيد الذى يعد مثالاً لا شاهدًا فى الكتاب كله، ولعل هذا هو السبب فى تسميته الكتاب: " شرح أبيات المفصل " وليس: " شرح شواهد المفصل ".

آراء المؤلف واتجاهاته وثقافته من خلال الكتاب:

تظهر لنا ثقافة المؤلف ودراسته الفلسفية والمنطقية من  خلال مطالعتنا للكتاب بدءًا من المقدمة التى علل فيها تفضيل الله للإنسان وتمييزه له على سائر الموجودات بشرف النطق وفصاحة اللسان ومزية الإدراك.

ثم نجده يستعمل العلل المنطقية، فمثلاً عند شرحه لبيت امرئ القيس([33]):

فلو أنما أسعى لأدنى معيشة

 

كفانى ولم أطلب قليل من المال

يقول: " ليس هذا من باب تنازع الفعلين فى معمول واحد ظاهر بعدهما، والدليل على ذلك أن " لو " تدل على امتناع الشيء لامتناع غيره فلو كان ما بعدها مثبتًا لفظًا لكان منفيًا فى المعنى لأنه يدل على امتناعه وامتناع النفى إثبات، إذا ثبت هذا فلو كان " لم أطلب " فى حيز جواب " لو " على تقدير تنازع الفعلين لكان امرؤ القيس نافيًا للسعى لطلب القليل لأن " ما أسعى " مثبت لفظًا فيكون منفيًا معنى. ومثبتًا للسعى لطلب القليل لأن " لم أطلب " منفى  لفظًا فيكون مثبتًا معنى، " وكفانى " جواب  " لو " مثبت لفظًا فيكون منفيًا معنى، فيحصل من ذلك أنه ناف ومثبت لشيء واحد فى حالة واحدة، وهذا ظاهر الفساد ".

ويفيض الإعراب بهذه العلل كقوله عند إعراب: " إذا قال غاوٍ... البيت رقم (4) " قال: فعل ماض، غاو: فى تقدير الرفع ب:فاعله " وكذلك عند إعراب: وقبلى مات الخالدان.. البيت رقم 10 يقول: " إذن لقام بنصرى معشر خشن.. البيت رقم 16 يقول: " معشر: رفع بفاعله ".

وعند إعراب قوله: إذا دعوا كيسان كانت كهولهم... البيت رقم 4 يقول: " كهولهم: كلام إضافى مرفوع بأنه اسم كان ".

وعند إعراب قوله: أنا أبو النجم... البيت رقم 19 يقول: " أنا: فى محل الرفع بالابتداء، أبو النجم: رفع بالخبر ".

كما نجد النصب بأنه خبر كان: البيت رقم 4، والنصب بمفعوله: البيت رقم 8، والنصب بالحال: البيت رقم 8، والنصب باسم كأن. البيت رقم 12، والنصب بالمصدر: البيت رقم 255.

إلى غير ذلك من النماذج التى تلاحظها عند قراءة إعراب الأبيات.

وأما عن مذهبه النحوى فهو متأثر كما قلنا بالزمخشرى يحذو حذوه ويقتفى خطاه أينما سار.

فإذا كاان الزمخشرى قد عُدّ فى عداد المدرسة البغدادية - كما اعتبره الدكتور شوقى ضيف فى كتابه المدارس النحوية ص 283 - وصاحبنا يتجه نفس اتجاه الزمخشرى،  فيمكننا أن نسلك الجرجانى أيضًا فى هذه المدرسة التى " تنهج نهجًا جديدًا يقوم على الانتخاب من آراء المدرستين البصرية والكوفية،...

وقد نزع أصحابه إلى آراء المدرسة البصرية وهو الاتجاه الذى ساد  فيما بعد فى جميع البيئات التى عنيت بدراسة النحو، وقد يقفون مع الكوفيين حسبما يقتضيه اجتهادهم، وقد يخالفون الجميع حسب ما صح عندهم من الرأى الصائب "([34]).

ولسنا فى مجال مناقشة هذا التصنيف الذى هو محل خلاف عميق بين الدارسين والباحثين قديمًا وحديثًا، ولكن الذى يهمنا فى الأمر، هو أن الزمخشرى ومن سار خلفه ومنهم الجرجانى ينهجون هذا النهج الذى ينتخب من آراء المدرستين البصرية والكوفية ويميل غالبًا إلى الأولى وقليلاً إلى الثانية وقد ينفرد كل عالم بآراء تختلف عمن عداه، وسواء أسُمِّى هؤلاء بالبغداديين أو غير ذلك، فهذا هو النهج الغالب عليهم.

فمن الآراء التى اتجه فيها الجرجانى الاتجاه البصري:

1- إعمال العامل الثانى فى باب التنازع: انظر الأبيات رقم 2 و 12 و 75.

2- رفع الاسم التالى لأداة الشرط بفعل محذوف يفسره ما بعده: انظر الأبيات رقم 13 و 16 و 199 و 203 و 455 وانظر الإنصاف 2/615 وكذلك نصب الاسم التالى لأداة الشرط أو أداة النفى على المفعول به: انظر الأبيات رقم 40 و 41 و 42 و 43.

3- العطف على تضمين العامل معنى يشترك فيه المعطوف والمعطوف عليه كقوله: علفتها تبنًا وماء باردًا، وقوله يا ذا الضافرالعنس برفع الضامر. انظر البيت رقم 32.

4- تجريد المضاف من الأعداد من حرف التعريف: انظر البيتين رقم 74 و 75.

5- الميم فى " اللهم " عوض عن " يا " وأصلها: " يا ألله " حذف حرف النداء وعوض عنه بالميم المشددة فى آخرها: انظر البيت رقم 116.

6- العطف على الضمير المتصل المرفوع من غير تأكيد بمنفصل جائز فى الضرورة انظر البيت رقم 118 وانظر الإنصاف 2/474.

إلى غير ذلك من الأمثلة التى نلاحظها عند قراءة الكتاب.

ومن الآراء التى ذهب فيها إلى مذهب الكوفيين ما يلي:

1- إذا جاءت " أنّ " بعد " لو " تؤول مع جملتها مصدرًا ويكون هذا المصدر فاعلاً لفعل محذوف تقديره: " لو ثبت " لأن " لو " يأتى بعدها الفعل: وانظر البيت رقم 186.

2- إعمال العامل الأول فى باب التنازع: انظر البيتين رقم 13 و ص 465

3- تقديم جواب الشرط عليه: انظر الأبيات 43 و 62 و 149 و 201 و 203.

وانظر الإنصاف 2/623 وما بعدها.

ونجده قد انفرد بآراء نحوية منها:

1- إدخال الواو بين الصفة والموصوف لتأكيد إلحاقها به وجعل منه قوله:

ويأوِى إلى نسوةٍ عُطَّلٍ         وشُعْثًا.... البيت رقم 38.

كما مثل له بقول الشاعر:

إلى الملك القَرْمِ وابن الهُمَامِ

 

وليثِ الكتيبةِ فى المُزْدَحَمْ([35])

وهو تابع هنا للزمخشرى الذى قال فى الكشاف 1/133 عند تفسير قوله تعالى: { والذين يؤمنون بما أنزل إليك.... } - سورة البقرة 2/4: " وسط العاطف كما يوسط بين الصفات فى قولك: هو الشجاع والجواد، وفى قوله إلى الملك القرم وابن الهمام.. البيت ".

وقد علق الجرجانى نفسه فى حاشيته على الكشاف فى هذا الموضع بقوله: " أشار لتوسط العاطف بين الصفات إلى أن عطف بعض الصفات على بعض كثير فى الكلام بناء على تغاير المفهومات وإن كانت متحدة فى الذات.. " ثم شرح  البيت السابق.

2- " إن " تخرج مخرج التعليل: انظر البيت ص 427.

3- جواز تقديم الصفة على الموصوف: عند إعراب قوله:

.... .... ..............             ولها فى مفارق الرأس طيبا البيت رقم 25

حيث قال: " وقوله " لها " حال أو صفة، تقديره ترى طيبا ثابتًا لها ".

4- الفعل المضارع خبر " كاد " وأخواتها، وليس الخبر بالجملة الفعلية: انظر البتين رقم 124 و 161.

ونجده أيضًا قد انفرد بتفسيرات لغوية مثل:

1- قوله " بخله عنه: أى أبعده عنه ". فى البيت رقم 34  وهو مناسب لمعنى البيت ولكننى لم أجده فيما بين يدى من المصادر.

2- قوله: " المطية: الحمول من الإبل " فى البيت رقم 67، والذى ورد فى المعاجم: هى التى تمطو فى سيرها، وهو  مأخوذ من المطو وهو المد. انظر مادة (مطا) فى اللسان 6/4226 والقاموس 4/390.

3- قوله: " المتثلم: اسم واد " فى البيت رقم 87، ورغم وروده فى المعاجم بهذا المعنى فلا يتناسب مع معنى البيت.

4- قوله: " راع إذا جذب " فى البيت رقم 159، وهو مناسب لمعنى البيت، ولم أجده فيما بين يدى من المصادر.

وغير ذلك من الأمور التى نبهت عليها فى مواضعها.

 

 

موقفه من السماع والقياس:

يذهب الجرجانى غالبًا مذهب الزمخشرى فى المفصل، فنجده يقول مثلاً: " جاء عن العرب صمَت يصمِت على وزن: ضرب يضرب، وإن كان قليلاً ويؤيده إيراد المصنف ذلك فى كتابه لأنه لو لم يطلع على مجيئه فى كلامهم لما أورده فيه " (انظر شرح البيت رقم 2).

فدليل السماع عنده مبنى على استدلال الزمخشري.

ويقول أيضًا: " والدليل على علمية ذلك (زوبر) مجيئه عن العرب غير منصرف للعلمية والتأنيث المعنوى " انظر شرح البيت رقم 5.

ويكثر أيضًا من ذكر القياس - تابعًا للزمخشرى - كقوله: " والقياس حذفه (أى التنوين بين العلمين) انظر شرح البيت رقم 30، وقوله: " والقياس: تطيب نفسًا " انظر شرح البيت رقم 55، وانظر كذلك الأبيات رقم 183 و 184 و 192 و 194 و 195 و 268 و 327 و 342 ,

موقفه من اللهجات:

يكثر من ذكر اللهجات، وأحيانًا ينص عليها كقوله " اللغة الحجازية " فى شرح البيت رقم 22 وقوله " اللغة  الطائية " فى شرح البيت رقم 135 و " لغة بنى تميم " فى شرح البيت رقم 170 و " لغة هذيل " البيت رقم 193 و " تميم وأسد " البيت رقم 323.

وأحيانًا لا ينص عليها كقوله: " على لغة يا غلاما " فى شرح البيت رقم 37، وقوله: " اللغة الكثيرة واللغة القليلة " فى شرح البيت رقم 69.

موقفه من المعرّب:

استعمل المعرّب مرتين فى شرحه، وذلك فى قوله: " الخب: الخدّاع والجربز " فى شرح البيت رقم 68، ونلاحظ أنه لم ينص على أنه معرب ولم يورد أصله الأعجمى،  وكذا " ديدبان " فى شرح البيت رقم 112 .

موقفه من الحديث النبوي:

استشهد بحديث واحد فقط وهو حديث الهرة:  " إنها ليست بنجس... " ص 427.

أخطاء الكتاب:

وردت بعض الأخطاء فى الكتاب، وقد نبهت عليها فى مواضعها وهذه أمثلة منها:

1- فى قول الشاعر: لا يبعد الله التلبب والغارات ... البيت رقم 17 رواه برفع " يبعد " وقال  فى إعرابه: ناف ومنفى،  وروى: " فى الغارات " مخالفًا بذلك سائر المصادر التى أوردت البيت.

2- فى قول الشاعر: يا لعطافنا ويالرياح... البيت رقم 28

قال فى شرحه: " يستغيث الشاعر هولاء الجماعة ". و الصواب: أنه يرثيهم.

3- فى قوله الشاعر: إلى الحول ثم اسم السلام عليكما... البيت رقم 85 قال فى شرحه: “ يخاطب الشاعر خليليه بقوله: بكيت إلى سنة كاملة من فراقكما ثم سلمت عليكما... ".

والصواب أنه يخاطب ابنتيه عندما حضرته الوفاة ويطلب منهما أن تبكياه حولاً كاملاً، وقد نبه العينى  على هذا الخطأ - كما ذكرت انظر شرح شواهده بهامش الأشمونى 1/494.

4- قوله فى شرح البيت رقم 96: " العلالة: أول جرى الفرس، والبداهة ثانى جريه " والصواب العكس كما  فى اللسان (بده) 1/234.

ولعل هذه زلة قلم.

5- فى  قول الشاعر: (البيت رقم 103)

فأدرك إبقاء العرادة ظلعها

 

وقد جعلتنى من حزيمة إصبعا

قال: "... حزيمة: قبيلة. يقول: عرج هذه العرادة أدرك إبقاءها فى الطريق " وهنا خطآن: الأول أن حزيمة اسم رجل طارده الشاعر، والثاني: أن الإبقاء فى البيت هو بقية جرى الفرس. انظر شرح البيت والتعليق عليه  ص 181 ر 103.@@@@@@@

6- فى قول الشاعر على أنها تعفو الكلوم... البيت رقم 128 قال: " كان للشاعر ابنان فقُتل واحد منهما "

والصواب أن الذى قُتل هو الشاعر لا ابنه، وانظر شرح البيت والتعليق عليه ص 211 ر 128.@@@@

7- فى قول الشاعر: يدعو وليدهم بها عرعار (البيت رقم  148) قال: " الوليد: اسم شخص "

والصواب أنه فى البيت ليس علمًا بل المراد: " صبى " كما يقتضيه سياق البيت، وانظر شرح البيت والتعليق عليه ص 233.@@@@@@@@@

8- فى قول الشاعر: يصبحن بالقفر أتاويات (البيت رقم 152) رواه: يصبحن بالقفراء ثاويات.

ثم أخطأ فى شرحه فقال: " تصبح الغوانى مقيمات بالبيداء ثم ينتقلن منها... ".

والصواب: " أتاويات " أى غريبات، ويصف الشاعر إبلاً قطعت بلادًا حتى صارت فى القفار غريية من صواحبها. وانظر شرحه للبيت والتعليق على الشرح ص 236.@@@@@@@

6- فى قول الشاعر: فهم أهلات حول قيس بن عاصم.. البيت رقم  194 قال: " هم أهل لأن يكونوا حول هذه القبيلة ".

والصواب أن قيس بن عاصم اسم رجل وهو صحابى وليس اسم قبيلة، كما أن " أهل " ليس بمعنى " مستحق " كما يفهم من تفسيره. انظر  ص 279.@@@@@@@@

10- تقديم عجز البيت على صدره كما فى البيت رقم 211.

11- فى قول الشاعر: ونأخذ بعده بذناب عيش... البيت رقم 230 قال: " يرثى شخصًا... ".

والصواب أنه ليس رثاء لأن الشاعر يقول قبله:

فإن يهلك أبو قابوس يهلك

 

ربيع الناس والبلد الحرام

12- فى قول الشاعر: لقد كان لى عن ضرتين عدمتني... البيت 265

قال: معناه: " لقد عدمتنى عن زوجتين أى نجوت عنهما وعما ألاقى منهما " ثم قال فى إعرابه: " لى  عن ضرتين يتعلق بقوله عدمتنى،  تقديره: لقد عدمتنى عن ضرتين لى "، وصواب المعنى: " لقد كان لى  متزحزح عن الجمع بين ضرتين "، كما أن صواب الإعراب أن " لى " خبر كان مقدم و " عن ضرتين " يتعلق بـ " متزحزح ": و " عدمتنى " جملة معترضة بين كان واسمها. انظر ص 348.@@@@@@@@

13- فى قول الشاعر: فلو أنك فى يوم الرخاء سألتنى فراقك لم أبخل.. البيت رقم 303 قال: " يصف نفسه بالجود... الخ " وقال: " والرواية بتذكير الضمائر "

والصواب أنه يخاطب زوجته فى طلبها الطلاق. وانظر ص 382.

14- فى قول الشاعر: وكنت أذل من وتد بقاع... البيت رقم 355

قال: " تهجو هذه المرأة أباها " لأنه يذكر مساوئ الخلفاء.."

والصواب أنه لعبدالرحمن بن حسان يهجو عبدالرحمن بن الحكم الذى افتخر عليه بأقاربه الخلفاء الأمويين.

15- فى قول الشاعر: أمهتى خندف وإلياس أبى  ص 430

قال: " خندف وإلياس قبيلتان " وكرره ص 432 فقال: " خندف قبيلة "

والصواب أن خندف جدته وإلياس جده.

16- فى قول الشاعر: غداة طفت علماء بكر بن وائل ص 479 @@@@@@@

قال: " غلبت هذه القبيلة على الماء ".

والصواب أنهم قتلوا فطفت جثثهم على الماء.

هذا بالإضافة إلى بعض الأخطاء الأسلوبية: كاستعمال لفظ " أحد " فى الإثبات كقوله: "شبه تمنى أحد بتمنى جابر " ص 217@@@@@@@

وقوله: " ثم اتبع أحد تلك القطا " ص 377 @@@@@@@

وقوله:" يصف دقة وريدى أحد " ص 386@@@@@@@

- والاضطراب فى استعمال الضمائر كقوله: يقال: " اختبطنى فلان إذا جاءك يطلب معروفك " فى شرح البيت رقم 15 (والصواب اختبطك)، وكقوله: " ما تذر: ما يترك... إن أقمت فالله تعالى يحفظ ما يقبل عليه وما تعرض عنه " فى شرح البيت رقم 64 (والصواب استعمال ضمائر الخطاب فى الموضعين).

- والاضطراب أيضًا فى استعمال التذكير والتأنيث: " كقوله: " يروى مشددة مرفوعة " مع البيت رقم 3 وفيه أيضًا: " حمير وهو قبيلة "، وقوله: " من هذا القبيلة " فى شرح البيت رقم 27، وقوله: " حرف النداء دخلت على ذى اللام " فى شرح البيت رقم 34.

- وعدم الدقة فى استعمال الحروف والظروف كقوله: " الثابت من العرب " فى شرح البيت رقم 2، وقوله: " بدل عما قبله... بدل عن الزيد " فى شرح البيت رقم 9 وقوله: " الخطاب مع بيت الحبيبة " فى شرح البيت رقم 24، وقوله: " فقل نداماى " فى شرح البيت رقم 27.

- واستعمال المبنى للمجهول بدلاً من المبنى للمعلوم: كقوله: " فقيل يا راكبًا " فى شرح البيت رقم 27، وقوله: " فقيل قيس " فى شرح البيت رقم 30 وقوله: " فسمَّى به شخصًا " فى شرح البيت رقم 68.

- واستعمال المفرد بدلاً من الجمع كقوله: " الضمير فى منهم لقوم مخصوص " فى شرح البيت رقم 9، وقوله: " وبناته الفقيرات التي... " فى شرح البيت رقم 38.

وهذا كله على سبيل المثال لا الحصر، وقد اكتفين بذلك هنا خشية الإطالة، وسائر الأخطاء والملاحظات مذكورة فى هوامش التحقيق.

على أن هذه الأخطاء، قد يرجع السبب فى كثير منها إلى النساخ، الذين لم يكن لديهم العلم الكافى بالعربية ؛ فحفلت النسخ بالتحريفات والتصحيفات، وللأسف لم أعثر على نسخة بخط المؤلف أو مقروءة عليه، أو بخط أحد العلماء المعروفين أو مقيد عليها سماع أو إجازة من أحد العلماء، لم أجد للأسف أية نسخة بهذه الشروط، وبالتالى لا نجزم بنسبة جميع الأخطاء السابقة إلى المؤلف، بل نرجح أن كثيرًا منها بفعل النساخ.

وبقية الأخطاء التى ليس مردها التصحيف والتحريف، لا تغض من شأن المؤلف فكما قلت سابقًا: لكل عالم هفوة، ولو أخذنا نتتبع أعمال السالفين والخالفين لنرصد أخطاءهم ما أحصينا عددها، وقد نبه العلماء قديمًا وحديثًا على أخطاء سابقيهم بل ألفت كتب خاصة بهذا الموضوع، ويكفى أن ترجع إلى كتاب أستاذنا الدكتور رمضان عبدالتواب: " مناهج تحقيق التراث " الذى عقد فيه فصلاً خاصًا بالحديث عن مسألة التصحيف والتحريف وتحدث عن مؤلفات العلماء فيها. انظر ص 124- 148 من " مناهج تحقيق التراث ".

وقد استخرجت بنفس - أثناء هذه الدراسة - أخطاء لكثير من العلماء، ومنهم ثقات كابن يعيش والعينى والبغدادى وغيرهم، فليس بدعًا أن يخطئ الجرجانى الذى لم يكن متفرغًا للعربية فقط كما سبق أن ذكرنا.

أثر الكتاب فى الخالفين:

لم يرد ذكر الكتاب صراحة فيما اطلعت عليه فى المؤلفات التالية لعصر المؤلف، ولكن وردت إشارات إليه بقولهم: " ذكر بعض شراح أبيات المفصل كذا... " ويكون المذكور هو نفس ما ذُكر فى كتابنا، وأحيانًا بقولهم: " ذكر بعضهم كذا " أو " قاله بعضهم " إلى غير ذلك من العبارات المبهمة التى لا تقطع بوجود تأثير للكتاب فى الكتب المؤلفة بعده.

ولعل ذلك يرجع إلى عدم تميز الكتاب بين الكتب المؤلفة فى موضوعه، وخصوصًا شروح  المفصل وشروح  أبياته، وقد سبق بيان هذه الكتب وعددها الكبير الذى لم يتوفر لكتاب آخر غير المفصل، وهذا العدد الكبير يقلل فرصة الظهور لغير المتميز منها.

وقد يرجع السبب كذلك إلى الأخطاء الواردة فى الكتاب والتى قد تقلل أهميته بالمقارنة بغيره، ولعل هذه الأخطاء هى التى جعلت بعضهم يذكر الكتاب دون أن ينسبه للشريف الجرجانى ترفعًا به عن أن يقع فى مثل هذه الأخطاء مع ما يعرف عنه من مكانة علمية مرموقة فى مختلف العلوم والفنون.

كما نلاحظ اختفاء اسم المؤلف من معظم نسخ الكتاب - حيث وجدته فى نسخة واحدة فقط - وبعضها متقدم يرجع إلى ما بعد وفاة المؤلف بنحو أربعين سنة، وهذا الاختفاء المبكر لاسم المؤلف جعل البعض يعدُّهُ مجهول المؤلف، وبالتالى قلل قيمته.

على أن هناك من المؤلفين من يغفل ذكر المصادر التى اعتمد عليها فى تأليف كتابه سهوًا أو عمدًا، أو ظنًا منه بعدم أهمية ذكرها، أو رغبة فى استئثاره بالفضل، وحتى لا يُظن أنه نقل من الآخرين دون أن ينفرد عنهم بمزية، ونلاحظ فى كتب العينى والسيوطى وغيرهما.

بل إننا نجد البغدادى - المعروف بدقة نقوله وحرصه على عزو كل قول إلى صاحبه - كثيرًا ما يغفل ذكر مصادره فيقول: " ذكر فى بعض الشروح... " و "رأيته فى بعض الحواشى " و " قال بعضهم... " وأغرب من هذا أنه تعمد إغفال أحد المؤلفين وأشار إليه بقوله: " ذكر بعض فضلاء العجم فى شرح أبيات المفصل... " وسماه مرة " الخوارزمى " وسمى شرحه " التخمير "، وقد أورده فى الخزانة أكثر من خمسين مرة وانظر إقليد الخزانة ص 116 و 117.

وعلى الرغم من عدم ورود ذكر كتاب الجرجانى بالاسم فى المؤلفات اللاحقة فقد جمعت بعض النصوص التى ترجح إن لم تؤكد تأثير الكتاب فيمن  جاء بعده.

وقد وجدت جُلّ هذا التأثير عند العينى،  وكذا عند السيوطى الذى ربما تأثر بالجرجانى مباشرة أو بواسطة العيني.

والذى جعلنى أرجح بل أكاد أؤكد هذا التأثير تقارب عبارة الجرجانى - بل وتطابقها أحيانًا - مع عبارة العينى والسيوطى فى كثير من المواضع سواء فى الشرح - وهو الغالب - أو فى الإعراب وأحيانًا فى الاستشهاد.

ولنقرأ على سبيل المثال شرح الجرجانى للبيت رقم 3 ونقارنه بشرح العينى للبيت نفسه فى المقاصد النحوية بهامش الخزانة 1/398 (وقد نقلت النص فى هامش  التحقيق لتتم المقارنة).

ومثال آخر فى شرح الجرجانى للبيت رقم 23 - الذى تأثر فيه بصدر الأفاضل وذكر كلامه ثم اعترض على بعضه - فيأتى العينى ويورد عبارة الشارح بنصها تقريبًا - دون ذكر صدر الأفاضل أو الجرجانى - فى فرائد القلائد 106 وبهامش الأشمونى 1/211 (وقد نقلت نص العينى أيضًا فى هامش التحقيق) ثم يأتى السيوطى ويشرحه بنفس العبارة تقريبًا فى شرح شواهد المغنى 2/582 دون ذكر صدر الأفاضل أو الجرجانى أو العيني.

أما  فى البيت السادس فنلاحظ تقارب عبارة الجرجانى فى شرح البيت مع عبارة السيوطى فى شرح شواهد المغنى 1/165.

وكذلك فى البيت الثامن الذى تقارب  شرحه مع شرح السيوطى أيضًا فى شرح شواهد المغنى 1/164.

وأما عن البيت رقم 27 فنجد فى شرح شواهدالمغنى 2/676: " وقال بعض شراح أبيات المفصل: هو من " عرض الرجل " إذا أتى العروض، وهى مكة والمدينة وما حولهما ". وهذا المعنى نفسه عند الجرجانى فهل يقصده بهذا ؟

وكذلك إعراب البيت رقم 90 الذى قال عنه السيوطى فى شرح شواهد المغنى 2/919: "
 وذهب بعضهم إلى أن " هنا " خبر " لات "... الخ " وهو نفس إعراب الجرجانى للبيت فلعله يعنيه بقوله: " ذهبت بعضهم ".

كما نلاحظ تأثر العينى والسيوطى فى البيت رقم 303 حيث نقلا شرح الجرجانى بتمامه: " ويصف نفسه بالجود حتى إن الحبيب لو سأله الفراق لأجابه إلى ذلك كراهة رد السائل وإن كان فى يوم الرخاء... " وقد كان مع هذا حذرين فلم  ينزلقا وراء الجرجانى فى الخطأ بل قالا: " والخطاب فى البيت لمؤنث " انظر شواهد العينى بهامش الأشمونى 1/248 وشرح شواهد المغنى 1/105.

وهنا قد يكون السيوطى تأثر بالجرجانى مباشرة أو بالعينى المتأثر بالجرجانى ولكن هذا التأثر إيجابى حيث لم يشتمل على الخطأ الذى وقع فيه الجرجاني.


القسم الثانى

التحقيق

أ - توثيق نسبة الكتاب للمؤلف:

لم يرد ذكر هذا الكتاب فى أى من المصادر التى ترجمت للجرجانى وذكرت كثيرًا من مؤلفاته.

ولكن هذا لا يعنى الشك فى هذه النسبة ؛ لأن " عدم ذكر الكتاب فى كتب التراجم والطبقات، لا يصح وحده أن يكون مؤديًا إلى الشك فى نسبة الكتاب إلى مؤلفه ؛ إذ لم تدَّعِ كتب التراجم يومًا أنها أحصت جميع مؤلفات العلماء الذين يرد لهم ذكر فيها "([36]).

وقد ذكره صاحب كشف الظنون بدون نسبة فقال فى  أثناء حديثه عن المفصل 2/1776: " ومن شروح أبياته شرح أوله: الحمد لله الذى فضل الإنسان بفضيلة البيان الخ " وهى نفس مقدمة كتابنا هذا فربما كانت النسخة التى رآها خالية من اسم المؤلف، وربما تعمد إخفاء اسمه، نظرًا للأخطاء الموجودة فى الكتاب وحتى لا ينسب هذه الأخطاء إلى عالم له قدره كالشريف الجرجانى،  وربما كان هناك سبب آخر لا يعلمه إلا الله.

وكانت بداية معرفتى بالكتاب من خلال رسالة دكتوراه بعنوان " شروح الشواهد النحوية. دراسة لغوية تحليلية مع تحقيق كتاب شرح أبيات الجمل لابن  سيده " إعداد: محمود محمد أحمد العامودى تحت إشراف أستاذنا الدكتور رمضان عبدالتواب سنة 1990م.

حيث تناولت الرسالة عددًا من شروح الشواهد النحوية بالدراسة والتحليل ومن بينها كتابنا هذا الذى ذكر بنفس الاسم: " شرح أبيات المفصل للشريف الجرجانى " وذكرت مخطوطات الكتاب الموجودة بدار الكتب المصرية والمكتبة الظاهرية بدمشق بأرقامها.

ورجعت إلى فهارس دار الكتاب فوجدت فى " نشرة المخطوطات التى اقتنتها الدار من سنة 1936م إلى سنة 1955م - القسم الثانى ش - ل. تصنيف: فؤاد سيد. امين المخطوطات بالدار، ط دار الكتب سنة 1382هـ/1962م ص 7: " شرح أبيات المفصل لجارالله الزمخشري. تأليف: السيد الشريف على  بن محمد الجرجانى ت816هـ، أوله: الحمد لله الذى فضل الإنسان بفضيلة البيان... الخ، نسخة بقلم تعليق فى 117  ورقة مسطرتها 15 سطرًا 15 × 21 سم تحت رقم 5246هـ ".

هذا نص ما ورد فى الفهرس المذكور،  ثم طلبت تصوير النسخة المذكورة فوجدت عنوانها كما ورد بالفهرس وهذا نص العنوان المسجل على الصفحة الأولى من الكتاب: هذا الكتاب شرح أبيات للمفصل والمتوسط لمولانا العالم الفاضل الكامل سيد شريف

ثم صورت النسخة الثانية الموجودة بالدار - وقد عرفت رقمها من خلال رسالة الدكتوراه المذكورة: " شرح الشواهد النحوية " - فلم أجد عليها اسم المؤلف، وقد ورد ذكرها فى فهرس دار الكتب: الكتب العربية الموجودة بدار الكتب المصرية لغاية شهر سبتمبر 1925 جـ 2 ص 120 وفيه " شرح أبيات المفصل لجار الله الزمخشرى تأليف أحد الفضلاء أوله الحمد لله الذى فضل الإنسان بفضيلة البيان.... الخ وهو مخطوط رقم 176 نحو ".

وعرفت من خلال الرسالة المذكورة أيضًا وجود نسختين أخريين بالمكتبة الظاهرية بدمشق، وقد يسر الله لى الحصول على  مصورتين  لهما عن طريق أحد الإخوة الفضلاء الذى قام مشكورًا بتصويرهما وإحضارهما لى،  وكانت النسختان أيضًا خاليتين من ذكر اسم المؤلف، ورجعت إلى فهارس المكتبة الظاهرية فوجدتهما مذكورتين بنفس أرقامهما بدون ذكر اسم المؤلف أيضًا، وانظر فهرس النحو من مخطوطات دار الكتب الظاهرية. وضع: أسماء حمصي. طبع مجمع اللغة العربية بدمشق سنة 1973 ص 302 و 303.

فنستطيع استنادًا إلى ذكر اسم المؤلف فى المخطوطة المذكورة، ووروده فى فهارس دار الكتب، وكذلك شروح الشواهد النحوية جـ 1 ص 163 وما بعدها، نستطيع أن نطمئن إلى صحة نسبة الكتاب إلى الشريف الجرجاني.

وقد ذكره محقق التخمير فى مقدمته 1/57 وقال: " أحلت عليه بالهوامش باسم زين العرب ، لأنه هو الذى يترجح عندى أنه مؤلفه " ولم يذكر مصدره فى هذه التسمية التى أرجح أنها تحريف لـ " زين الدين " وهو لقب الشريف الجرجانى كما سبق .

ب - وصف النسخ المخطوطة للكتاب:

توجد أربع نسخ خطية للكتاب: اثنتان منها فى دار الكتب المصرية واثنتان فى المكتبة الظاهرية بدمشق (أو مكتبة الأسد حاليًا)

وقد وفقنى الله فى الحصول على مصورة لكل منها.

وليس من بينها نسخة بخط المؤلف أو مقروءة عليه أو منقولة عن نسخة المؤلف أو مقابلة بنسخته أو مكتوبة فى حياته.

كذلك ليس من بينها نسخة بخط أحد العلماء المشهود لهم بالدقة والضبط أو نسخة مقروءة أو مجازة من أحد هؤلاء.

وأما عن تاريخ النسخ، فقد احتفظت لنا به نسخة وحيدة، وهى النسخة التى رمزت لها بالرمز " س "، وتم نسخها سنة 854هـ، فى حين خلت بقية النسخ من  تاريخ النسخ، فلن نستطيع بالتالى أن نرتب هذه النسخ ترتيبًا تاريخيًا أو نحدد أقدمها.

ومن ثم ليس أمامنا نسخة أم، نتخذها أصلاً لعدم توافر الشروط اللازمة لذلك([37]) والسابق ذكرها فلا توجد مزية لإحداها على الأخرى فضلاً عن كثرة التصحيف والتحريف فى جميع النسخ.

وبناء على ما تقدم ستتم المقابلة بين جميع النسخ دون تمييز، وبالتالى اختيار القراءة الصحيحة فى أى منها مع ذكر الفروق فى هامش التحقيق.

ولنبدأ الآن فى وصف هذه النسخ ونردف الوصف بصور لبعض صفحاتها.

1- النسخة: " ك " وهى موجودة فى دار الكتب المصرية برقم 176 نحو، وعدد أوراقها 70 ورقة ومساحة الورقة 20سم × 13سم. وعدد الأسطر 22 سطرًا بمتوسط 15 كلمة فى السطر، ومساحة المسطرة 14سم × 7سم.

وعلى حرف الكتاب الأسفل يوجد العنوان: " أبيات مفصل شرحى "، وفى الصفحة الأولى تملك باسم: " مصطفى بن رجب الخفير " ومكتوب بجواره: " من كتب الفقير مصطفى أرسلان عفى عنه " وفى الجانب المقابل: " من كتب لى يحيى رستم بن أحمد الشروانى " وبجوارها: " شرح أبيات المفصل " وأسفل منها: " 10 " وإلى جانبها: " 3249 "

وفى الصفحة الثانية خاتم مكتوب فيه " وقف يوسف كاه ابن سليمان بناه 1210 " وقد أخبرنى الأستاذ الدكتور أحمد هريدى رئيس قسم المخطوطات بالدار أن هذا الكتاب كان من وقف مسجد الإمام الحسين ثم تم نقله إلى الدار.

وأما الصفحة الأخيرة فمكتوب فيها بخط معكوس وهو خط  الناسخ نفسه - هذه العبارة: " من نعم الله  على عبده الفقير إليه تعالى عبدالله الحسينى المدعو (كلمة عسيرة القراءة) عفى عنه " وفى وسط الصفحة خاتم: الكتبخانة الخديوية المصرية " وفى أسفلها عبارة ممحوة يبدو أنها محيت بفعل فاعل ربما كان فيها اسم الناسخ أو المؤلف أو نحو ذلك، والصفحة خالية من الكتابة فيما عدا ذلك

وأما فى الصفحة قبل الأخيرة فمكتوب فيها بعد ذكر  الاستشهاد: " تم الكتاب بعون الله تعالى وحسن توفيقه وأصلى على النبى محمد وآله الطيبين الطاهرين برحمتك يا أرحم الراحمين. آمين " ولم يذكر اسم الناسخ ولا تاريخ النسخ ولا مكانه.

وقد وضعت خطوط باللون الأحمر فوق الكلمات: " أنشد " و " المعنى " و " الإعراب ".

كما توجد تعقيبة بعد كل أربع ورقات.

والكتاب مجلد تجليدا قديمًا ولا توجد به ترميمات، ولكن هناك آثار للأرضة ومعظمها فى الهوامش.

والنسخة خالية من الضبط تمامًا ومن النقط كثيرًا، وتكتب الهمزة فيها ياء مثل " الذيب " لوحة 20، كما تكتب الألف المقصورة ياء مثل: " الصبَى " لوحة 25، والتاء المفتوحة مربوطة مثل “ أشارة ".

كما توجد بها بعض الاختصارات مثل " تعا " اختصارًا لـ " تعالى ".

وأما عن التصحيفات والتحريفات فهى قليلة نسبيًا، ولولا رداءة الخط وصعوبة قراءة بعض  الكلمات لكانت أفضل النسخ.

2- النسخة " هـ " وهى موجودة فى دار الكتب المصرية أيضًا برقم 5246 هـ وعدد أوراقها 117 ورقة، ومساحة الورقة 21سم × 15سم وعدد الأسطر 15 سطر بمتوسط 13 كلمة فى السطر ومساحة المسطرة 14سم × 8سم.

والعنوان فى الصفحة الأولى هكذا:

" هذا الكتاب شرح أبيات المفصل للمفصل وللمتوسط

لمولانا العالم الفاضل الكامل سيد شريف "

وقد كتبت الكلمات الآتية باللون الأحمر وهي: " قال المنشد " و " معنى البيت " و " الإعراب " و " الاستشهاد ".

وقد التُزم بالتعقيبة فى كل أوراقها.

والنسخة بها ترميمات حديثة ومجلدة تجليدًا يبدو قديمًا.

وخاتمة النسخة - بعد ذكر الاستشهاد - " والله أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، تمت بعون الله والحمد لله ".

والنسخة حافلة بالتصحيفات والتحريفات، ويبدو أن ناسخها تركى فقد استعمل كلمات تركية وأدخلها فى متن النص كما فى اللوحة 46 واللوحة 67، وقد يتدارك الخطأ أثناء النسخ فيكتب “ أى " ثم يكتب الصواب كما كتب: " لضغمة أى بصفة " لوحة 50 وكذلك فى اللوحات 53  و 55 و 69.

كما كتبت الألف المقصورة ياء مثل: " الصبَى " لوحة 49

وكتبت التاء المفتوحة مربوطة مثل: " أشارة لوحة 51

كما توجد اختصارات مثل " عام " اختصارًا لـ "عليه السلام "، و " صاتع " اختصارًا لـ " صلى الله تعالى عليه " و " صلعم " اختصارًا لـ " صلى الله عليه وسلم ".

وهى خالية من الضبط إلا قليلاً من الكلمات، وأحيانًا يكون الضبط غير صحيح.

3- النسخة " س " وهى موجودة فى مكتبة الأسد بدمشق برقم 9852 عام (وهى منقولة من المكتبة الظاهرية بنفس الرقم) وعدد أوراقها 81 ورقة، وعدد الأسطر 23 سطر بمتوسط 10 كلمات فى السطر ومساحة المسطرة (كما فى المصورة التى حصلت عليها) 14سم  × 8سم .

وأما الصفحة الثانية ففيها العنوان: " شواهد المفصل " (بخط مختلف عن خط الناسخ) يليه البسملة ثم مقدمة الكتاب.

وأما الصفحة الأخيرة ففيها بعد ذكر الاستشهاد: " والله أعلم بالصواب تم الكتاب، بعون الملك الوهاب، على يد أضعف الطلاب، عبدالله بن أحمد بن يوسف الخطيب بمسجد القاضى حلبى طال بقاه، وأسعدنا بيمن لقاه، مؤرخًا بيوم الاثنين الرابع عشر من شهر شوال سنة أربع وخمسين وثمانمائة من الهجرة النبوية الرسولية " وبجوارها تملكات غير واضحة.

وأما عن التصحيفات والتحريفات فهى قليلة إلى  حد ما بالمقارنة بغيرها.

وتوجد اختصارات مثل " صلعم " اختصارًا لـ " صلى الله عليه وسلم "،  و " علم "  اختصارًا لـ " عليه السلام ".

وتكتب الهمزة على الياء مثل " الذيب "، كما تكتب الألف المقصورة ياء أحيانًا مثل " الصبَى ".

ويهتم الناسخ بالضبط كثيرًا، وخصوصًا فى الأبيات والمفردات، وإن كان غير دقيق فى حالات كثيرة، كما وُضعت عناوين الفصول فى الحاشية مثل: " شرح أبيات تضمنها القول فى العلم "، وقد اعتمدت عليها فى وضع عناوين الفصول ووضعتها بين معقوفين [   ] لأنها من الحاشية لا من المتن وأشرت إلى ذلك فى هوامش التحقيق.

4- النسخة " د ": وهى موجودة فى  مكتبة الأسد أيضًا برقم 8322 عام (وهى منقولة من المكتبة الظاهرية بنفس الرقم) وعدد أوراقها 91 ورقة، وعدد الأسطر غير ثابت فهو يتراوح بين 16 و 18 سطر ثم يصل فى الصفحات الأخيرة إلى 22 سطرًا بمتوسط 12 كلمة فى السطر، يزيد فى الصفحات الأخيرة إلى نحو 16 كلمة، ومساحة المسطرة 12سم × 9سم (كما فى المصورة التى حصلت عليها).

وهى مخرومة من أولها حيث سقطت المقدمة، وبدأت فى الورقة الأولى بذكر الشاهد الأول: " نبئت أخوالى ... البيت، وفى الورقة الأخيرة بعد الاستشهاد: " تم الكتاب بعون  الله وحسن توفيقه " وعلى الجهة اليمنى: " وقع الفراغ من كتابته وقت العصر فى دار السلطنة تبريز فى المدرسة المسماة بداؤدية " وعلى الجهة اليسرى " الحمد لله على التمام وللرسول أفضل السلام " ولم  يذكر اسم الناسخ ولا تاريخ النسخ.

ولا توجد تملكات ظاهرة، وربما كانت فى الصفحة الأولى الناقصة.

أما التصحيفات والتحريفات فهى أكثر من النسخة " س "، والأبيات مضبوطة وكذلك بعض المفردات ولكن الضبط غير دقيق غالبًا، وتوجد اختصارات مثل: " صلعم " و " علم "،  و " أخ " اختصارًا لـ " إلى آخره " لوحة 60، كما كتبت الهمزة على الياء مثل " الذيب " لوحة 27 و 28، والألف المقصورة ياء مثل: " الصبَى ".

كما توجد فى الحاشية بعض التعليقات بشرح كلمة أو تصويب خطأ أو تعليق على بيت أو عنوان لفصل، وبعضها بخط مخالف لخط الناسخ وبعضها عسير القراءة وقد ذكرت ما وجدته مفيدًا فى هوامش التحقيق.

ملاحظة:

التزمت النسختان " س " و " د " بالعناوين الجزئية بهذا الشكل: " أنشد " - " معنى البيت " - " إعراب البيت " - " الاستشهاد ".

والتزمت النسخة " ك " بنفس النهج فى البداية، ثم تغير الشكل بدءًا من اللوحة 38 ليصبح: " البيت " بدلاً من " أنشد "، و " المعنى " بدلاً من " معنى البيت "، وكذلك " الإعراب " بدلاً من: " إعراب البيت " وظل هكذا إلى آخر الكتاب إلا القليل.

أما النسخة " هـ " فقد اضطربت بين النهجين  فتارة نجد الشكل الأول وتارة نجد الثاني.

وقد سرت فى التحقيق على النهج الأول الذى التزمت به النسختان " س " و " د " ولم أشر إلى اختلاف النسخ فى الهوامش فى هذه النقطة حتى لا تكتظ الهوامش بما لا طائل من ورائه، واكتفيت بإيراد ذلك هنا.

جـ - منهج التحقيق:

يتلخص منهج تحقيق الكتاب فى النقاط التالية:

- مقابلة النسخ المخطوطة بعضها ببعض لاختيار القراءة الصحيحة وذكرها فى المتن، ووضع اختلافات النسخ فى الهامش مع التعليق عليها عند وجود تصحيف أو تحريف أو زيادة أو نقص، وعدم التعليق يعنى جواز كونها رواية أخرى.

- التعليق على ما يوجد فى بعض النسخ أو كلها من تصحيف أو تحريف، والأول: تغيير نقط الحروف المتماثلة فى الشكل كالباء والتاء والثاء والنون والياء، والثانى تغيير فى شكل الحروف. انظر مناهج تحقيق التراث 124 وما بعدها.

- عدم التدخل لإصلاح ما اتفقت عليه جميع النسخ إلا بقرينة قاطعة، احترامًا للنص وحتى لا ينسب للمؤلف  كلام لم يقله، وقد أثبتّ الكثير من الأخطاء الواردة التى اتفقت عليها جميع النسخ ؛ لاحتمال كونها من قول المؤلف لا من تحريف النساخ، ثم علقت عليها فى الهامش.

وشبيه بذلك وجود زيادة انفردت بها إحدى النسخ، فإذا وجدتها ضرورية لا يستغنى عنها النص ذكرتها فى المتن واعتبرتها ساقطة من بقية النسخ، وإذا لم يتقبلها النص فمكانها فى الهامش، أما إذا كانت تحتمل الذكر والحذف  فالأنسب - فى رأيى - وضعها فى المتن بين معقوفين، ولم أضف أية عناوين من عندى احترامًا للنص أيضًا، وسأستعيض عن ذلك بوضع فهرس مفصل للموضوعات.

- إضافة بعض الكلمات الضرورية التى لا يستقيم المعنى بدونها، ووضعها بين معقوفين [   ] مع النص على ذلك فى الهامش.

- تحرير النص وفق القواعد الإملائية المعمول بها الآن مع التنبيه على الكلمات التى تحتمل قراءة أخرى حسب رسمها القديم .

- تخريج الآيات القرآنية الواردة بالنص بذكر اسم السورة ورقمها ثم رقم الآية، وتخريج القراءات من كتب القراءات المختلفة.

- تخريج الأحاديث الواردة بالنص من كتب السنة مع النص على اختلاف الرواية إن وجد.

- تخريج الأبيات الشعرية من الدواوين - إن وجدت - والمصادر الأدبية واللغوية والنحوية مع النص على نسبتها لقائليها وذكر المصادر التى نسبتها، وذكر الخلاف فى النسبة إن  وجد مع الترجيح إن أمكن، وكذلك ذكر المصادر التى لم تنسب أو نصت على عدم النسبة مع ذكر اختلاف الروايات.

- تخريج الأمثال والأقوال العربية الواردة بالنص من كتب الأمثال.

- توثيق الكلمات المشروحة بالرجوع إلى المعاجم والنص على ورود المعنى أو  عدم وروده فيها، والتعليق على المشكل من كلام المؤلف.

- توثيق النقول التى أوردها المؤلف من مصادرها الأصلية ما أمكن العثور عليها، وبيان طريقة المؤلف فى عرضه للنص المنقول.

- التعريف الموجز بالأعلام الوارد ذكرهم فى الكتاب مع عدم الإطالة فى الحديث عن المشهورين.

- تحرير النص من الأغلاط والأوهام بتوثيقه من المصادر اللغوية والنحوية المختلفة، والنص على ذلك فى هوامش التحقيق.

- التعليق  على القضايا والآراء التى أوردها المؤلف وذكر المسائل الخلافية فيها مع الاستعانة بالمصادر والمراجع النحوية المختلفة.

- ملاحظة تأثر الكتاب بالسابقين وتأثيره فى الخالفين مع بيان ذلك فى مواضعه من التحقيق.

([1]) عقد الجمان للعيني ( مخطوط رقم 8203 بدار الكتب ) جـ 27 ص 484 وبغية الوعاة 2/196 والضوء اللامع 5/328 والبدر الطالع 1/488 والفوائد البهية 125 والكنى والألقاب 2/358 وروضات الجنات 5/300 ومفتاح السعادة 1/208 وأبجد العلوم 1/57 وهدية العارفين 1/728 والأعلام 5/159 ومعجم المؤلفين 7/216 ومعجم المطبوعات 1/678 .
([2]) الضوء اللامع 5/328 .
([3]) البدر الطالع 1/488 .
([4]) الفوائد البهية 134 .
([5]) بغية الوعاة 2/196 .
([6]) الضوء اللامع 5/329 والبدر الطالع 1/489 .
([7]) عقد الجمان ( مخطوط 27/484 ) .
([8]) الفوائد البهية 195 .
([9]) الفوائد البهية 127 .
([10]) الفوائد البهية 126 .
([11]) له قصة معه ذكرت في البدر الطالع 1/490 والفوائد البهية 130 .
([12]) الفوائد البهية 136 وانظر ترجمته في بغية الوعاة 2/285 .
([13]) انظر بغية الوعاة 1/196 .
([14]) الفوائد البهية 153 .
([15]) ذكرها المقريزي في خططه 3/401 وقال: " الخانكاه الصلاحية دار سعيد السعداء دويرة الصوفية ، هذه الخانكاه بخط رحبة باب العيد من القاهرة ، كانت أولاً دارًا تعرف في الدولة الفاطمية بدار سعيد السعداء - أحد الأستاذيِن المحنكين خدام القصر ، عتيق الخليفة المستنصر ، قتل سنة 544 هـ - وكانت مقابل دار الوزارة .... ، ولما استبد الناصر صلاح الدين يوسف ابن أيوب بملك مصر ، عمل هذه الدار برسم الفقراء الصوفية الواردين من البلاد الشاسعة ووقفها عليهم سنة 569 هـ ... " .
([16]) انظر الضوء اللامع 5/328 والبدر 1/488 .
([17]) الفوائد 134 ( نقلاً عن حبيب السير ) وانظر الروضات 5/303 .
([18]) سورة البقرة 2/5 . وانظر الكشاف 1/142 وحاشية الشريف عليه بنفس الصفحة .
([19]) توفي سنة 805هـ وله ترجمة في الفوائد 129 .
([20]) سورة فصلت 41/53 .
([21]) التعريفات للجرجاني: بتحقيق إبراهيم الإبيارى، ص 15.
([22]) البحث اللغوى عند العرب 42 .
([23]) انظر إنباه الرواة 3/265 وبغية الوعاة 1/388 والفوائد البهية 209.
([24]) انظر البيت رقم 164.
([25]) انظر ص 113 (رقم 45)@@@@@@@@@@@@@@.
([26]) انظر ص 27، 76. @@@@@@@@@@@@@@@@
([27]) ص 23، 65.@@@@@@@@@@@@@@@@
([28]) انظر ص 283. @@@@@@@@
([29]) انظر ص @@@@@@@@@
([30]) ص 229 ر 144. @@@@@@@@@
([31]) انظر شروح الشواهد النحوية 1/5 وما بعدها.
([32]) انظر مقدمة هذا الكتاب ص @@@@@@@@@@
([33]) البيت رقم 14.
([34]) انظر المدارس النحوية 245 وما بعدها.
([35]) ص 101 بعد رقم 38 وانظر شرح المفصل 1/83 وشرح الأشمونى 2/349.@@@@@@@@@@@@@@@
([36]) مناهج تحقيق التراث 74.
([37]) انظر معايير ترتيب النسخ في: " مناهج تحقيق التراث " ص 66 وما بعدها.

=

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ج3.وج4.مشكاة المصابيح - التبريزي{ من 3864 الي6285}

  3. مشكاة المصابيح - التبريزي 3864 - [ 4 ] ( صحيح ) وعن سلمة بن الأكوع قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على قوم من أسلم يتناضل...