الأحد، 28 أغسطس 2022

ج33.وج34.كتاب:سنن البيهقي الكبرى{من17065-الي18031 }

 

البيهقي ج33.و34.

ج33. كتاب:سنن البيهقي الكبرى أحمد بن الحسين بن علي بن موسى أبو بكر البيهقي

21
باب ما يستدل به على ترك تضعيف الغرامة 

 17065 - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع ثنا الشافعي قال : لا تضعف الغرامة على أحد في شيء إنما العقوبة في الأبدان لا في الأموال وإنما تركنا تضعيف الغرامة من قبل أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قضى فيما أفسدت ناقة البراء بن عازب أن على أهل الأموال حفظها بالنهار وما أفسدت المواشي بالليل فهو ضامن على أهلها قال فإنما يضمنونه بالقيمة لا بقيمتين قال ولا يقبل قول المدعي يعني في مقدار القيمة لأن النبي صلى الله عليه و سلم قال البينة على المدعي واليمين على المدعى عليه
17066 -
أخبرنا أبو أحمد المهرجاني أنبأ أبو بكر بن جعفر المزكي ثنا محمد بن إبراهيم ثنا بن بكير ثنا مالك عن بن شهاب عن حرام بن سعد بن محيصة : أن ناقة البراء بن عازب دخلت حائط رجل فأفسدت فيه فقضى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن على أهل الحوائط حفظها بالنهار وأن ما أفسدت المواشي بالليل ضامن على أهلها وقد ذكرنا شواهده في موضعه
جماع أبواب ما لا قطع فيه ( 22
باب لا قطع على المختلس ولا على المنتهب ولا على الخائن 17067 - أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري الفقيه وأبو عبد الله الحسين بن عمر بن برهان الغزال وأبو الحسين محمد بن الحسين القطان وأبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري قالوا أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا الحسن بن عرفة حدثني عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي عن بن جريج عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ليس على المختلس ولا على المنتهب ولا على الخائن قطع
17068 -
أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة قال قال أبو داود هو السجستاني هذا الحديث لم يسمعه بن جريج من أبي الزبير بلغني عن أحمد بن حنبل أنه قال : إنما سمعه بن جريج من ياسين الزيات قال أبو داود وقد رواه المغيرة بن مسلم عن أبي الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه و سلم
17069 -
أخبرناه أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا سعدان بن نصر ثنا شبابة عن المغيرة بن مسلم عن أبي الزبير عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ليس على المختلس ولا على المنتهب ولا على الخائن قطع
17070 -
أخبرنا أبو حازم الحافظ أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا هشيم أنبأ فضيل أبو معاذ عن أبي حريز عن الشعبي : أن رجلا يقال له أيوب بن بريقة اختلس طوقا من إنسان فرفع إلى عمار بن ياسر فكتب فيه عمار إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فكتب إليه أن ذاك عادي الظهيرة فأنهكه عقوبة ثم خل عنه ولا تقطعه وفي رواية الثوري عن حميد الطويل قال أتى عمر بن عبد العزيز رحمه الله برجل اختلس طوقا من جارية فلم ير فيه قطعا قال تلك عادية الظهيرة
17071 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عمرو بن مطر ثنا يحيى بن محمد ثنا عبيد الله بن معاذ ثنا أبي ثنا شعبة عن سماك عن بن لعبيد بن الأبرص قال : شهدت عليا رضي الله عنه أتى برجل اختلس من رجل ثوبه فقال المختلس إني كنت أعرفه فلم يقطعه علي رضي الله عنه
17072 -
وأخبرنا أبو منصور عبد القاهر بن طاهر وأبو نصر عمر بن عبد العزيز بن قتادة وأبو القاسم عبد الرحمن بن علي بن حمدان الفارسي قالوا أنبأ أبو عمرو إسماعيل بن نجيد أنبأ أبو مسلم ثنا الأنصاري عن عوف عن خلاس : أن عليا رضي الله عنه كان لا يقطع في الدغرة ويقطع في السرقة المستخفى بها
17073 -
أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك عن بن شهاب : أن مروان بن الحكم أتى بإنسان قد اختلس متاعا فأراد قطع يده فأرسل إلى زيد بن ثابت فسأله عن ذلك فقال زيد ليس في الخلسة قطع قال مالك الأمر عندنا أنه ليس في الخلسة قطع قال الشافعي وكذلك من استعار متاعا فجحده أو كانت عنده وديعة فجحدها لم يكن عليه فيها قطع قال الشيخ رحمه الله وأما الحديث الذي روي في العارية
17074 -
وهو ما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت : كانت امرأة مخزومية تستعير المتاع وتجحده فأمر النبي صلى الله عليه و سلم بقطع يدها وذكر الحديث في شفاعة أسامة بن زيد وإنكار النبي صلى الله عليه و سلم وفي آخره قال فقطع يد المخزومية رواه مسلم في الصحيح عن عبد بن حميد عن عبد الرزاق كذا قاله معمر عن الزهري
17075 -
وكذلك أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا محمد بن يحيى بن فارس ثنا أبو صالح عن الليث حدثني يونس عن بن شهاب قال كان عروة يحدث أن عائشة رضي الله عنها قالت : استعارت امرأة يعني حليا على السنة أناس يعرفون ولا تعرف هي فباعته وأخذت فأتي بها النبي صلى الله عليه و سلم فأمر بقطع يدها وهي التي تشفع فيها أسامة بن زيد وقال فيها رسول الله صلى الله عليه و سلم ما قال وخالفه عبد الله بن وهب عن يونس فقال عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أن قريشا أهمهم شأن المرأة التي سرقت في عهد النبي صلى الله عليه و سلم في غزوة الفتح ثم ذكر الحديث وقد مضى ذكره
17076 -
وكذلك قاله عبد الله بن المبارك عن يونس عن الزهري قال أخبرني عروة بن الزبير : أن امرأة سرقت في عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر الحديث إلى قوله ثم أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بتلك المرأة فقطعت يدها فحسنت توبتها بعد ذلك وتزوجت قالت عائشة فكانت تأتيني بعد ذلك فأرفع حاجتها إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم أخبرناه أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني الحسن بن سفيان ثنا حبان عن بن المبارك بذلك وبمعناه قاله شبيب عن يونس إلا أنه أسند آخره عن الزهري عن القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله عنها في التوبة ورواه الليث بن سعد عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أن قريشا أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت ثم ذكر الحديث إلى قوله وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها وقد مضى ذكره
17077 -
ورواه أبو الزبير عن جابر : أن امرأة من بني مخزوم سرقت فأتي بها النبي صلى الله عليه و سلم فعاذت بأم سلمة زوج النبي صلى الله عليه و سلم فقال النبي صلى الله عليه و سلم والله لو كانت فاطمة لقطعت يدها فقطعت أخبرناه أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ ثنا إبراهيم بن محمد الصيدلاني ثنا سلمة بن شبيب ثنا الحسن بن محمد بن أعين ثنا معقل عن أبي الزبير عن جابر فذكره رواه مسلم في الصحيح عن سلمة بن شبيب
17078 -
ورواه مسعود بن الأسود عن النبي صلى الله عليه و سلم قال فيه سرقت قطيفة من بيت النبي صلى الله عليه و سلم أخبرناه أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو زرعة ثنا أحمد بن خالد ثنا محمد بن إسحاق عن محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة عن أمه عن عائشة بنت مسعود بن الأسود عن أبيها مسعود قال : لما سرقت المرأة تلك القطيفة من بيت رسول الله صلى الله عليه و سلم أعظمنا ذلك وكانت امرأة من قريش فجئنا رسول الله صلى الله عليه و سلم فكلمناه وذكر الحديث في عرض الفداء والشفاعة والقطع فأما رواية الليث عن يونس عن الزهري في العارية فإنما رواها أبو صالح عن الليث وخالفه بن وهب وبن المبارك وروايتهما أولى بالصحة من رواية أبي صالح وأما رواية معمر عن الزهري فهي منفردة والعدد أولى بالحفظ من الواحد وقد رواه معمر عن أيوب عن نافع عن بن عمر أن امرأة مخزومية كانت تستعير المتاع وتجحده فأمر النبي صلى الله عليه و سلم بها فقطعت يدها أخبرناه أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا الحسن بن علي ومخلد بن خالد المعني قالا ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر فذكره قال أبو داود رواه جويرية عن نافع عن بن عمر أو عن صفية بنت أبي عبيد ورواه بن غنج عن نافع عن صفية بنت أبي عبيد قال الشيخ العالم أحمد رحمه الله فالحديث مختلف على نافع في إسناده ويحتمل أن يكون رواية من روى العارية على تعريفها والقطع كان سبب سرقتها التي نقلت في سائر الروايات فلا تكون مختلفة ويكون تقدير الخبر أن امرأة مخزومية كانت تستعير المتاع وتجحده كما رواه معمر سرقت كما رواه غيره فقطعت يعني بالسرقة والله أعلم 23
باب العبد يسرق من متاع سيده 17079 - أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو منصور النضروي ثنا أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا حماد بن زيد عن منصور عن إبراهيم ح قال وثنا سعيد ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن همام عن عمرو بن شرحبيل : أن معقل بن مقرن سأل بن مسعود فقال عبدي سرق قباء عبدي قال مالك سرق بعضه بعضا لا قطع عليه وهو قول بن عباس 24
باب العبد يسرق من مال امرأة سيده 17080 - أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك ح وأخبرنا أبو أحمد المهرجاني أنبأ أبو بكر بن جعفر ثنا محمد بن إبراهيم ثنا بن بكير ثنا مالك عن بن شهاب عن السائب بن يزيد : أن عبد الله بن عمرو بن الحضرمي جاء بغلام له إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال له اقطع يد هذا فإنه سرق فقال له عمر رضي الله عنه ماذا سرق قال سرق مرآة لامرأتي ثمنها ستون درهما فقال عمر رضي الله عنه أرسله فليس عليه قطع خادمكم سرق متاعكم 25
باب من سرق من بيت المال شيئا 17081 - أخبرنا أبو حازم الحافظ أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا هشيم ثنا مغيرة عن الشعبي عن علي رضي الله عنه أنه كان يقول : ليس على من سرق من بيت المال قطع
17082 -
وأخبرنا أبو حازم أنبأ أبو الفضل أنبأ أحمد أنبأ سعيد ثنا أبو الأحوص ثنا سماك بن حرب عن بن عبيد بن الأبرص قال : شهدت عليا رضي الله عنه في الرحبة وهو يقسم خمسا بين الناس فسرق رجل من حضرموت مغفر حديد من المتاع فأتي به علي رضي الله عنه فقال ليس عليه قطع هو خائن وله نصيب ورواه الثوري عن سماك عن دثار بن يزيد بن عبيد بن الأبرص قال أتي علي رضي الله عنه برجل فذكره
17083 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي قال قال أبو يوسف أخبرنا بعض أشياخنا عن ميمون بن مهران عن النبي صلى الله عليه و سلم : أن عبدا من رقيق الخمس سرق من الخمس فلم يقطعه وقال مال الله بعضه في بعض قد روي موصولا بإسناد فيه ضعف
17084 -
أخبرناه أبو بكر بن الحارث الفقيه أنبأ أبو محمد بن حيان أنبأ أبو يعلى ثنا جبارة ثنا حجاج بن تميم عن ميمون بن مهران عن بن عباس : أن عبدا من رقيق الخمس سرق من الخمس فرفع إلى النبي صلى الله عليه و سلم فلم يقطعه وقال مال الله سرق بعضه بعضا 26
باب قطاع الطريق قال الله تبارك وتعالى { إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض }
17085 -
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي ثنا الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني ثنا عبد الوهاب بن عطاء أنبأ سعيد هو بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس بن مالك أن رهطا من عكل وعرينة أتوا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالوا : يا رسول الله إنا أناس من أهل ضرع ولم نكن أهل ريف فاستوخمنا المدينة فأمر لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم بذود وزاد وأمرهم أن يخرجوا فيها فيشربوا من أبوالها وألبانها فانطلقوا حتى إذا كانوا في ناحية الحرة قتلوا راعي النبي صلى الله عليه و سلم واستاقوا الذود وكفروا بعد إسلامهم فبعث النبي صلى الله عليه و سلم في طلبهم فأمر بهم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمر أعينهم وتركهم في ناحية الحرة حتى ماتوا وهم كذلك قال قتادة فذكر لنا أن هذه الآية نزلت فيهم يعني إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا قال قتادة وبلغنا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يحث في خطبته بعد ذلك على الصدقة وينهى عن المثلة أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح من حديث بن أبي عروبة
17086 -
أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا أحمد بن صالح ثنا عبد الله بن وهب أخبرني عمرو عن سعيد بن أبي هلال عن أبي الزناد عن عبد الله بن عبيد الله قال أحمد يعني بن عمر بن الخطاب عن بن عمر رضي الله عنهما : أن أناسا أغاروا على إبل رسول الله صلى الله عليه و سلم واستاقوها وارتدوا عن الإسلام وقتلوا راعي رسول الله صلى الله عليه و سلم فبعث في آثارهم فأخذوا فقطع أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم قال ونزلت فيهم آية المحاربة وهم الذين أخبر أنس بن مالك عنهم الحجاج حين سأله
17087 -
وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا أحمد بن عمرو بن السرح ثنا بن وهب أخبرني الليث بن سعد عن محمد بن عجلان عن أبي الزناد : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لما قطع الذين سرقوا لقاحه وسمل أعينهم بالنار عاتبة الله في ذلك فأنزل الله عز و جل إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا قول قتادة وأبي الزناد وغيرهما نزول الآية فيهم مرسل
17088 -
وأخبرنا أبو محمد بن يوسف أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي ثنا الزعفراني ثنا عفان ثنا همام عن قتادة قال فحدثني بن سيرين : أن هذا قبل أن تنزل الحدود يعني ما فعل بالعرنيين
17089 -
أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القطان ببغداد ثنا محمد بن عبد الله بن عمرويه الصفار ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا محمد بن سابق ثنا إبراهيم بن طهمان عن عبد العزيز بن رفيع عن عبيد بن عمير عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا يحل قتل امرئ مسلم يشهد أن لا آله الا الله وأني رسول الله الا في إحدى ثلاث زان بعد إحصان ورجل قتل يقتل به ورجل خرج محاربا لله ورسوله فيقتل أو يصلب أو ينفى من الأرض
17090 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبا الشافعي أنبأ إبراهيم عن صالح مولى التوأمة عن بن عباس : في قطاع الطريق إذا قتلوا وأخذوا المال قتلوا وصلبوا وإذا قتلوا ولم يأخذوا المال قتلوا ولم يصلبوا وإذا أخذوا المال ولم يقتلوا قطعت أيديهم وأرجلهم من خلاف وإذا أخافوا السبيل ولم يأخذوا مالا نفوا من الأرض ولإبراهيم بن أبي يحيى في هذا إسناد آخر
17091 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث الفقيه قالا أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا محمد بن إسماعيل الفارسي ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ عبد الرزاق عن إبراهيم عن داود عن عكرمة عن بن عباس قال : نزلت هذه الآية في المحارب إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله إذا عدا فقطع الطريق فقتل وأخذ المال صلب فإن قتل ولم يأخذ مالا قتل فإن أخذ المال ولم يقتل قطع من خلاف فإن هرب وأعجزهم فذلك نفيه
17092 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر أحمد بن كامل القاضي ثنا محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية ثنا أبي حدثني عمي حدثني أبي عن أبيه عن بن عباس : في قوله { إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله } الآية قال إذا حارب فقتل فعليه القتل إذا ظهر عليه قبل توبته وإذا حارب وأخذا المال وقتل فعليه الصلب إن ظهر عليه قبل توبته وإذا حارب وأخذ المال ولم يقتل فعليه قطع اليد والرجل من خلاف إن ظهر عليه قبل توبته وإذا حارب وأخاف السبيل فإنما عليه النفي ونفيه أن يطلب وروى عثمان بن عطاء عن أبيه عن علي رضي الله عنه قال إن أخذ وقد أصاب المال ولم يصب الدم قطعت يده ورجله من خلاف وإن وجد وقد أصاب الدم قتل وصلب
17093 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن أبي طالب أنبأ عبد الوهاب بن عطاء عن سعيد عن قتادة أنه قال : في هذه الآية { إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا } الآية قال حدود أربعة أنزلها الله فإما من حارب فسفك الدم وأخذ المال فإن عليه الصلب وإما من حارب فسفك الدم ولم يأخذ مالا فعليه القتل أما من حارب وأخذ المال ولم يسفك دما فإن عليه النفي وروي ذلك عن قتادة عن مورق ورويناه عن سعيد بن جبير وإبراهيم النخعي قال الشافعي رحمه الله واختلاف حدودهم باختلاف أفعالهم على ما قال بن عباس إن شاء الله 27
باب الردء لا يقتل 17094 - استدلالا بما أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن أنبأ حاجب بن أحمد الطوسي ثنا محمد بن حماد ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا يحل دم امرئ يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي معاوية وأخرجه البخاري من وجه آخر عن الأعمش
17095 -
أخبرنا أبو أحمد المهرجاني أنبأ أبو بكر بن جعفر المزكي ثنا محمد بن إبراهيم ثنا بن بكير ثنا مالك عن أبي الزناد : أن عاملا لعمر بن عبد العزيز أخذ أناسا في حرابة ولم يقتلوا فأراد أن يقتل أو يقطع فكتب إلى عمر بن عبد العزيز في ذلك فكتب إليه أن لو أخذت بأيسر ذلك ورواه بن أبي الزناد عن أبيه فقال في هذه القصة أنه قتل أحدهم وقال في جوابه فهلا إذ تأولت عليهم هذه الآية ورأيت أنهم أهلها أخذت بأيسر ذلك وأنكر القتل 28
باب المحارب يتوب قال الله تعالى إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم قال الشافعي رحمه الله حكاية عن بعض أصحابه قال كلما كان لله من حد يسقط بتوبته وكل ما كان للآدميين لم يبطل قال وبهذا أقول
17096 -
أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ أنبأ أبو عمرو بن حمدان أنبأ الحسن بن سفيان أنبأ أبو بكر بن أبي شيبة ثنا محمد بن بكر عن بن جريج قال حدثت عن سعيد بن جبير قال : من حارب فهو محارب قال سعيد فإن أصاب دما قتل وإن أصاب دما ومالا صلب فإن الصلب أشد وإذا أصاب مالا ولم يصب دما قطعت يده ورجله لقوله أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف فإن تاب فتوبته بينه وبين الله ويقام عليه الحد
17097 -
قال وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا عبدة بن سليمان عن هشام عن أبيه : في الرجل يصيب الحدود ثم يجيء تائبا قال تقام عليه الحدود
17098 -
قال وحدثنا أبو بكر ثنا جرير عن مغيرة عن حماد عن إبراهيم : في الرجل إذا قطع الطريق وأغار ثم رجع تائبا أقيم عليه الحد وتوبته فيما بينه وبين ربه وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قبول توبة المحارب بخلاف قول هؤلاء والله أعلم
17099 -
وأنبأني أبو عبد الله الحافظ إجازة أنبأ أبو الوليد ثنا أحمد بن محمد يعني أبا عمرو الحيري ثنا أحمد بن يوسف السلمي ثنا محمد بن يوسف عن سفيان عن أشعث بن سوار عن الشعبي : أن عثمان استخلف أبا موسى الأشعري رضي الله عنه فلما صلى الفجر جاء رجل من مراد فقال هذا مقام العائذ التائب أنا فلان بن فلان ممن حارب الله ورسوله جئت تائبا من قبل أن تقدروا علي فقال أبو موسى جاء تائبا من قبل أن تقدروا عليه فلا يعرض إلا بخير وذكر الحديث 29
باب من قال يسقط كل حق لله تعالى بالتوبة قياسا على آية المحاربة 17100 - واستدلالا بما أخبرنا أبو القاسم زيد بن أبي هاشم العلوي وعبد الواحد بن محمد بن النجار المقرئ بالكوفة قالا أنبأ أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم الشيباني ثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة ثنا عمرو بن حماد عن أسباط بن نصر عن سماك عن علقمة بن وائل عن أبيه وائل بن حجر زعم : أن امرأة وقع عليها رجل في سواد الصبح وهي تعمد إلى المسجد فاستغاثت برجل مر عليها وفر صاحبها ثم مر عليها قوم ذو عدة فاستغاثت بهم فأدركوا الذي استغاثت به وسبقهم الآخر فذهب فجاؤوا به يقودونه إليها فقال إنما أنا الذي أغثتك وقد ذهب الآخر فأتوا به رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبرته أنه وقع عليها وأخبره القوم أنهم أدركوه يشتد فقال إنما كنت أغيثها على صاحبها فأدركوني هؤلاء فأخذوني قالت كذب هو الذي وقع علي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم اذهبوا به فارجموه قال فقام رجل من الناس فقال لا ترجموه وارجموني أنا الذي فعلت بها الفعل فاعترف فاجتمع ثلاثة عند رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي وقع عليها والذي أجابها والمرأة فقال أما أنت فقد غفر الله لك وقال للذي أجابها قولا حسنا فقال عمر رضي الله عنه أرجم الذي اعترف بالزنا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا لأنه قد تاب إلى الله أحسبه قال توبة لو تأبها أهل المدينة أو أهل يثرب لقبل منهم فأرسلهم ورواه إسرائيل عن سماك وقال فيه فأتوا به النبي صلى الله عليه و سلم فلما أمر به قام صاحبها الذي وقع عليها فذكر الحديث فعلى هذه الرواية يحتمل أنه إنما أمر بتعزيره ويحتمل أنهم شهدوا عليه بالزنا وأخطأوا في ذلك حتى قام صاحبها فاعترف بالزنا وقد وجد مثل اعترافه من ماعز والجهنية والغامدية ولم يسقط حدودهم وأحاديثهم أكثر وأشهر والله أعلم 71
كتاب الأشربة والحد فيها ( 1
باب ما جاء في تحريم الخمر 17101 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار ثنا أحمد بن مهران عن خالد ثنا عبيد الله بن موسى أنبأ إسرائيل ح وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا عباد بن موسى الختلي ثنا إسماعيل بن جعفر عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن عمرو عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : لما نزل تحريم الخمر قال عمر رضي الله عنه اللهم بين لنا في الخمر بيان شفاء فنزلت الآية التي في البقرة يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما قال فدعي عمر رضي الله عنه فقرئت عليه قال اللهم بين لنا في الخمر بيان شفاء فنزلت الآية التي في النساء { يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى } فكان منادي رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أقيمت الصلاة ينادي أن لا يقربن الصلاة سكران فدعي عمر رضي الله عنه فقرئت عليه فقال اللهم بين لنا في الخمر بيان شفاء فنزلت هذه الآية { فهل أنتم منتهون } قال عمر رضي الله عنه انتهينا هذا لفظ حديث إسماعيل بن جعفر وفي رواية عبيد الله قال عن أبي ميسرة وهو عمرو بن شرحبيل وقال بيانا شافيا وقال فنزلت التي في المائدة فدعي عمر رضي الله عنه فقرئت عليه فلما بلغ فهل أنتم منتهون قال عمر رضي الله عنه قد انتهينا والباقي بمعناه
17102 -
أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا أحمد بن محمد المروزي ثنا علي بن حسين عن أبيه عن يزيد النحوي عن عكرمة عن بن عباس قال : { يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى } { يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس } نسختها في المائدة { إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه }
17103 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا محمد بن عبيد الله المنادي ثنا وهب بن جرير ثنا شعبة عن سماك عن مصعب بن سعد عن سعد قال : نزلت في أربع آيات فذكر الحديث قال وصنع رجل من الأنصار طعاما فدعانا فشربنا الخمر قبل أن تحرم حتى انتشينا فتفاخرنا فقالت الأنصار نحن أفضل وقالت قريش نحن أفضل فأخذ رجل من الأنصار لحى جزور فضرب به أنف سعد ففزره وكان أنف سعد مفزورا فنزلت آية الخمر إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه إلى قوله فهل أنتم منتهون أخرجه مسلم في الصحيح من حديث شعبة
17104 -
أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو علي الرفاء ثنا علي بن عبد العزيز ثنا حجاج بن منهال ثنا ربيعة بن كلثوم حدثني أبي عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال : إنما نزل تحريم الخمر في قبيلتين من قبائل الأنصار شربوا فلما ثمل القوم عبث بعضهم ببعض فلما أن صحوا جعل الرجل يرى الأثر بوجهه ورأسه ولحيته فيقول صنع بي هذا أخي فلان وكانوا إخوة ليس في قلوبهم ضغائن والله لو كان بي رؤوفا رحيما ما صنع هذا بي حتى وقعت الضغائن في قلوبهم فأنزل الله عز و جل هذه الآية { يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون } فقال ناس من المتكلفين هي رجس وهي في بطن فلان قتل يوم أحد فأنزل الله سبحانه هذه الآية { ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا } إلى قوله { ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين
17105 -
أخبرني أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب الخوارزمي الحافظ ببغداد قال قرئ على أبي بكر الإسماعيلي أخبركم أبو يعلى ثنا أبو الربيع ح وأخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا أبو الربيع ثنا حماد بن زيد ثنا ثابت عن أنس قال : كنت ساقي القوم يوم حرمت الخمر في بيت أبي طلحة وما شرابهم إلا الفضيخ البسر والتمر فإذا مناد ينادي قال أخرج فانظر فخرجت فإذا مناديا ينادي ألا إن الخمر قد حرمت قال فجرت في سكك المدينة قال فقال لي أبو طلحة أخرج فاهرقها فأهرقتها فقالوا أو قال بعضهم قتل فلان وقتل فلان وهي في بطونهم قال ولا أدري هو في حديث أنس فأنزل الله عز و جل { ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات } رواه مسلم في الصحيح عن أبي الربيع وأخرجه البخاري من وجه آخر عن حماد
17106 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني مالك بن أنس عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال : كنت أسقي أبا عبيدة وأبا طلحة وأبي بن كعب شرابا من فضيخ وتمر فأتاهم آت فقال إن الخمر قد حرمت فقال أبو طلحة يا أنس قم إلى هذه الجرار فاكسرها فقمت إلى مهراس لنا فضربتها بأسفله حتى تكسرت
17107 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل بن محمد الشعراني ثنا جدي ثنا بن أبي أويس حدثني مالك فذكره : بإسناده مثله إلا أنه قال فجاءهم آت رواه البخاري في الصحيح عن إسماعيل بن أبي أويس ورواه مسلم عن أبي الطاهر عن بن وهب
17108 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا عبد الكريم بن الهيثم الديرعاقولي ثنا أبو اليمان الحكم بن نافع أخبرني شعيب بن أبي حمزة عن الزهري قال حدثني سعيد بن المسيب أنه سمع أبا هريرة يقول : أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم ليلة أسري به بإيليا بقدحين من خمر ولبن فنظر إليهما ثم أخذ اللبن فقال جبرائيل عليه السلام الحمد لله الذي هداك للفطرة ولو أخذت الخمر غوت أمتك رواه البخاري في الصحيح عن أبي اليمان
17109 -
أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان ثنا الشافعي أنبأ سفيان عن عمرو بن دينار عن طاوس عن بن عباس قال بلغ عمر بن الخطاب رضي الله عنه : أن رجلا باع خمرا قال قاتل الله فلانا باع الخمر أما علم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال قاتل الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فجملوها فباعوها أخرجاه في الصحيح من حديث سفيان بن عيينة وقد مضى في كتاب البيوع أخبار سوى ما ذكرناه في تحريم بيعها
17110 -
وأخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك عن نافع عن بن عمر : أن رجالا من أهل العراق قالوا له إنا نبتاع من ثمر النخل والعنب فنعصره خمرا فنبيعها فقال عبد الله أني أشهد الله عليكم وملائكته ومن سمع من الجن والأنس أني لا آمركم أن تبيعوها ولا تبتاعوها ولا تعصروها ولا تسقوها فإنها رجس من عمل الشيطان
17111 -
أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني عبد الرحمن بن شريح وبن لهيعة والليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن ثابت بن يزيد الخولاني أخبره : أنه كان له عم يبيع الخمر وكان يتصدق فنهيته عنها فلم ينته فقدمت المدينة فلقيت بن عباس فسألته عن الخمر وثمنها فقال هي حرام وثمنها حرام ثم قال يا معشر أمة محمد صلى الله عليه و سلم أنه لو كان كتاب بعد كتابكم ونبي بعد نبيكم لأنزل فيكم كما أنزل من قبلكم ولا أخر ذلك من أمركم إلى يوم القيامة ولعمري لهو أشد عليكم قال ثابت ثم لقيت عبد الله بن عمر فسألته عن ثمن الخمر فقال سأخبرك عن الخمر أني كنت عند رسول الله صلى الله عليه و سلم في المسجد فبينا هو محتب حل حبوته ثم قال من كان عنده من هذه الخمر شيء فليأت بها فجعلوا يأتونه فيقول أحدهم عندي راوية ويقول الآخر عندي زق أو ما شاء الله أن يكون عنده فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم اجمعوا ببقيع كذا وكذا ثم آذنوني ففعلوا ثم أتوه فقام وقمت معه فمشيت عن يمينه وهو متكىء علي فلحقنا أبو بكر رضي الله عنه فأخرني رسول الله صلى الله عليه و سلم فجعلني عن شماله وجعل أبا بكر رضي الله عنه مكاني ثم لحقنا عمر رضي الله عنه فأخرني وجعله عن يساره فمشى بينهما حتى إذا وقف على الخمر فقال للناس أتعرفون هذه قالوا نعم يا رسول الله هذه الخمر فقال صدقتم قال فإن الله لعن الخمر وعاصرها ومعتصرها وشاربها وساقيها وحاملها والمحمولة إليه وبائعها ومشتريها وآكل ثمنها ثم دعا بسكين فقال اشحذوها ففعلوا ثم أخذها رسول الله صلى الله عليه و سلم يخرق بها الزقاق فقال الناس إن في هذه الزقاق منفعة فقال أجل ولكني إنما أفعل ذلك غضبا لله عز و جل لما فيها من سخطه قال عمر رضي الله عنه أنا أكفيك يا رسول الله قال لا قال بن وهب وبعضهم يزيد على بعض في قصة الحديث قال وأخبرني بن لهيعة أن أبا طعمة حدثه أنه سمع عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه يحدث بهذا عن رسول الله صلى الله عليه و سلم
17112 -
أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال البزاز ثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا يزيد بن هارون أنبأ شريك عن عبد الله بن عيسى عن أبي طعمة عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لعنت الخمر وشاربها وساقيها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه ومبتاعها وآكل ثمنها
17113 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك عن نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : من شرب الخمر في الدنيا ثم لم يتب منها حرمها في الآخرة
17114 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق أخبرنا إسماعيل بن قتيبة ثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك : فذكره بنحوه إلا أنه لم يذكر التوبة رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن يوسف عن مالك ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى
17115 -
حدثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف إملاء وأبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر أحمد بن الحسن قراءة قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن عمرو بن شعيب حدثه عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : من ترك الصلاة سكرا مرة واحدة فكأنما كانت له الدنيا وما عليها فسلبها ومن ترك الصلاة سكرا أربع مرات كان حقا على الله أن يسقيه من طينة الخبال قيل وما طينة الخبال قال عصارة أهل جهنم
17116 -
أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني يونس بن يزيد عن بن شهاب قال حدثني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن أباه قال سمعت عثمان بن عفان رضي الله عنه يقول : اجتنبوا الخمر فإنها أم الخبائث إنه كان رجل ممن خلا قبلكم يتعبد ويعتزل الناس فعلقته امرأة غوية فأرسلت إليه جاريتها فقالت إنا ندعوك لشهادة فدخل معها فطفقت كلما دخل بابا أغلقته دونه حتى أفضى إلى امرأة وضيئة عندها غلام وباطية خمر فقالت أني والله ما دعوتك لشهادة ولكني دعوتك لتقع علي أو تقتل هذا الغلام أو تشرب هذا الخمر فسقته كأسا فقال زيدوني فلم يرم حتى وقع عليها وقتل النفس فاجتنبوا الخمر فإنها لا تجتمع هي والإيمان أبدا إلا أوشك أحدهما أن يخرج صاحبه
17117 -
وأخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي ثنا سعدان بن نصر ثنا سفيان عن عمرو عن يحيى بن جعدة قال قال عثمان رضي الله عنه : إياكم والخمر فإنها مفتاح كل شر أتى رجل فقيل له إما أن تخرق هذا الكتاب وإما أن تقتل هذا الصبي وإما أن تقع على هذه المرأة وإما أن تشرب هذا الكأس وإما أن تسجد للصليب فلم ير فيها شيئا أهون من شرب الكأس فلما شربها سجد للصليب وقتل النفس ووقع على المرأة وخرق الكتاب 2
باب التشديد على مدمن الخمر 17118 - أخبرنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة الأنصاري أنبأ أبو الحسن علي بن الفضل بن محمد بن عقيل أنبأ يوسف بن يعقوب القاضي ثنا أبو الربيع ثنا حماد بن زيد ثنا أيوب عن نافع عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : كل مسكر خمر وكل مسكر حرام ومن شرب الخمر في الدنيا فمات وهو يدمنها لم يتب منها لم يشربها في الآخرة رواه مسلم في الصحيح عن أبي الربيع
17119 -
أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر أحمد بن الحسن قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني عمر بن محمد عن عبد الله بن يسار أنه سمع سالم بن عبد الله يقول قال عبد الله بن عمر قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة العاق والديه ومدمن الخمر والمنان بما أعطى
17120 -
حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي أنبأ أبو حامد بن الشرقي ثنا محمد بن يحيى الذهلي ثنا وهب بن جرير ثنا شعبة عن يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : لا يدخل الجنة منان ولا عاق ولا مدمن خمر 3
باب التشديد على من سقى صبيا خمرا 17121 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا محمد بن نافع ثنا إبراهيم بن عمر الصنعاني قال سمعت النعمان يقول عن طاوس عن بن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : كل مخمر خمر وكل مسكر حرام ومن شرب مسكرا بخست صلاته أربعين صباحا فإن تاب تاب الله عليه فإن عاد الرابعة كان حقا على الله أن يسقيه من طينة الخبال قيل وما طينة الخبال يا رسول الله قال صديد أهل النار ومن سقاه صغيرا لا يعرف حلاله من حرامه كان حقا على الله أن يسقيه من طينة الخبال 4
باب ما جاء في تفسير الخمر الذي نزل تحريمها 17122 - أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران العدل ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور الرمادي ثنا عبد الرزاق أنبأ الثوري عن أبي حيان عن الشعبي عن بن عمر عن عمر رضي الله عنه قال : نزل تحريم الخمر وهي من خمس
17123 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب أنبأ يحيى بن محمد بن يحيى ثنا مسدد ثنا يحيى عن أبي حيان التيمي قال ثنا عامر عن بن عمر قال : قام عمر رضي الله عنه خطيبا على منبر رسول الله صلى الله عليه و سلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فإن الخمر نزل تحريمها يوم نزل وهي من خمسة من العنب والتمر والعسل والحنطة والشعير والخمر ما خامر العقل لفظ حديث يحيى القطان وفي رواية الثوري الزبيب بدل العنب وكذلك قاله حماد عن أبي حيان وكذلك قاله بن أبي السفر عن الشعبي رواه البخاري في الصحيح عن مسدد وأشار إلى رواية حماد وذكر رواية بن أبي السفر
17124 -
أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب البسطامي أنبأ أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي أنبأ أبو يعلى ثنا موسى بن حيان ح قال وأخبرني الحسن بن سفيان ثنا محمد بن المثنى ومحمد بن خلاد قالوا ثنا يحيى بن سعيد ثنا أبو حيان التيمي وهذا حديث أبي يعلى ثنا عامر عن بن عمر وقال الحسن ثنا الشعبي عن عبد الله بن عمر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقال أبو يعلى عن عمر : أنه قام خطيبا على منبر رسول الله صلى الله عليه و سلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد ألا وإن الخمر نزل تحريمها يوم نزل وهي من خمسة من العنب والتمر والبر والشعير والعسل والخمر ما خامر العقل وثلاث أيها الناس وددت أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يفارقنا حتى يعهد إلينا فيما عهد انتهى إليه الجد والكلالة وأبواب من أبواب الربا فقلت ما ترى في السادسة تصنع بالسند يدعي الجاهل يشرب الرجل منه شربة فتصرعه يصنع من الأرز قال لم يكن هذا على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم ولو كان لنهى عنه ألا ترى أنه قد عم الأشربة كلها فقال الخمر ما خامر العقل قال أبو بكر فيه دلالة على أن قوله والخمر ما خامر العقل من قول رسول الله صلى الله عليه و سلم رواه البخاري في الصحيح عن أحمد بن أبي رجاء عن يحيى بن سعيد إلا أنه لم يذكر قوله ولو كان لنهى عنه إلى آخره فإنه مما قيل للشعبي وهو الذي أجاب به
17125 -
أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار ببغداد أنبأ أبو عبد الله الحسين بن يحيى بن عياش القطان ثنا أحمد بن محمد بن يحيى القطان ثنا يحيى بن آدم ثنا إسرائيل عن إبراهيم بن مهاجر عن الشعبي عن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : إن من التمر خمرا وإن من الزبيب خمرا وإن من البر خمرا وإن من الشعير خمرا وإن من العسل خمرا
17126 -
وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا مالك بن عبد الواحد ثنا معتمر قال قرأت على الفضيل عن أبي حريز أن عامرا حدثه أن النعمان بن بشير قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : إن الخمر من العصير والزبيب والتمر والحنطة والشعير والذرة وإني أنهاكم عن كل مسكر وكذلك رواه السري بن إسماعيل عن عامر الشعبي وهذا لا يخالف الحديث الذي
17127 -
أخبرنا أبو عبد الله إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن الوليد بن مزيد أخبرني أبي ثنا الأوزاعي حدثني أبو كثير قال سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : الخمر من هاتين الشجرتين النخلة والعنبة
17128 -
وأخبرنا أبو علي الروذباري ثنا أبو بكر محمد بن مهرويه بن عباس الرازي ثنا أبو حاتم الرازي ثنا عبيد الله بن موسى أنبأ الأوزاعي : فذكره بمثله إلا أنه قال عن أخرجه مسلم في الصحيح من حديث الأوزاعي وغيره فإنه أثبت الخمر منهما في هذا الحديث وأثبتها منهما ومن غيرهما فيما مضى فيقال بجميع ما ثبت عنه صلى الله عليه و سلم متى ما أمكن الجمع بين جميعه وبالله التوفيق
17129 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا محمد بن عبد الملك ثنا يزيد بن هارون أنبأ سليمان عن أنس بن مالك قال : كنت قائما على عمومتي أسقيهم وهم يشربون يومئذ شرابا لهم إذ دخل عليهم رجل فقال ألا هل علمتم أن الخمر قد حرمت قالوا يا أنس أكفأها فأكفأتها فوالله ما عادوا فيها حتى لقوا الله عز و جل قال فقلت وما كان شرابهم قال البسر والتمر فقال أبو بكر بن أنس وأنس في الحلقة كانت خمرهم يومئذ فما أنكر ذلك عليه أنس
17130 -
وأخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا مسدد ثنا المعتمر بن سليمان قال سمعت أبي قال سمعت أنس بن مالك يقول : كنت قائما على الحي أسقيهم على عمومتي وأنا أصغرهم سنا من فضيخ لهم قال فجاء رجل فقال إن الخمر قد حرمت فقالوا اكفئها يا أنس قال فكفأتها فقيل لأنس فما كان شرابهم قال رطب وبسر قال أبو بكر بن أنس وأنس شاهد كانت خمرهم يومئذ فلم ينكر ذاك أنس
17131 -
قال وحدثني بعض أصحابنا أنه سمع أنس بن مالك يقول كانت خمرهم يومئذ رواه البخاري في الصحيح عن مسدد : ورواه مسلم عن محمد بن عبد الأعلى عن معتمر
17132 -
أخبرني أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب الخوارزمي ببغداد قراءة عليه قال قرأت على أبي العباس بن حمدان حدثكم محمد بن أيوب أنبأ مسلم بن إبراهيم ح وأخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ علي بن الفضل بن محمد بن عقيل ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا هشام ثنا قتادة عن أنس قال : أني لأسقي أبا طلحة وأبا دجانة وسهيل بن بيضاء من خليط بسر وتمر إذ حرمت الخمر فرفعتها وأنا ساقيهم يومئذ وأصغرهم وإنا نعدها يومئذ الخمر رواه البخاري في الصحيح عن مسلم بن إبراهيم وأخرجه مسلم من وجه آخر عن هشام
17133 -
أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الرزجاهي الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني المنيعي حدثني أحمد بن منصور ومحمد بن إشكاب والعباس بن محمد قالوا ثنا أحمد بن يونس ثنا أبو شهاب عن يونس عن ثابت عن أنس بن مالك قال : حرمت علينا الخمر حين حرمت وما نجد خمور الأعناب إلا القليل وعامة خمرهم البسر والتمر رواه البخاري في الصحيح عن أحمد بن يونس
17134 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا محمد بن سليمان الباغندي ثنا عبيد الله بن موسى ثنا مالك بن مغول عن نافع عن بن عمر قال : لقد حرمت الخمر وما بالمدينة منها شيء يعني لم يكن بالمدينة خمر العنب حين حرمت أخرجه البخاري في الصحيح من وجه آخر عن مالك بن مغول
17135 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو صالح يعني خلف الخيام ثنا إبراهيم بن معقل ثنا محمد بن إسماعيل حدثني إسحاق بن إبراهيم أنبأ محمد بن بشر ثنا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز أخبرني نافع عن بن عمر قال : نزل تحريم الخمر وإن بالمدينة يومئذ لخمسة أشربة ما فيها شراب العنب أخرجه البخاري في الصحيح هكذا
17136 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي قالوا أنبأ أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني مالك ويونس بن يزيد ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس أنبأ الربيع بن سليمان أخبرنا الشافعي أنبأ مالك ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثني علي بن عيسى ثنا جعفر بن محمد وإبراهيم بن علي وموسى بن محمد قالوا ثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك بن أنس عن بن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة رضي الله عنها قالت وفي رواية بن وهب سمع عائشة تقول : سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن البتع فقال كل شراب أسكر فهو حرام رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن يوسف عن مالك ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى وعن حرملة عن بن وهب عن يونس
17137 -
حدثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني إملاء أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان أنبأ أحمد بن يوسف السلمي ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن عائشة رضي الله عنها قالت : سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن البتع فقال كل شراب أسكر فهو حرام والبتع نبيذ العسل رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم وعبد عن عبد الرزاق
17138 -
أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي قراءة عليه أنبأ أبو محمد عبد الله بن محمد بن الحسن بن الشرقي ثنا عبد الله بن هاشم بن حيان الطوسي ثنا يحيى بن سعيد القطان ثنا قرة عن سيار أبي الحكم عن أبي بردة عن أبي موسى قال قلت : يا رسول الله أن عندنا أشربه أو شرابا هذا البتع والمزر من الذرة والشعير فما تأمرنا فيهما فقال أنهاكم عن كل مسكر
17139 -
وأخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن أبي موسى قال قلت : يا رسول الله يصنع عندنا شراب من العسل يقال له البتع وشراب من الشعير يقال له المزر وهما يسكران فقال النبي صلى الله عليه و سلم كل مسكر حرام أخرجاه في الصحيح من حديث شعبة واستشهد البخاري برواية أبي داود الطيالسي
17140 -
وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إسماعيل بن الفضل حدثني عمرو بن قسيط ثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن سعيد بن أبي بردة أنبأ أبو بردة عن أبي موسى قال : بعثني النبي صلى الله عليه و سلم ومعاذا إلى اليمن فقال انطلقا فادعوا الناس إلى الإسلام ويسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا قال قلت يا رسول الله أفتنا في شرابين كنا نصنعهما باليمن البتع من العسل ننبذه حتى يشتد والمزر من البر والشعير والذرة ننبذه حتى يشتد قال وكان النبي صلى الله عليه و سلم قد أعطي جوامع الكلم وخواتمه وقال أحرم كل مسكر عن الصلاة قال فانطلقنا أخرجه مسلم في الصحيح من حديث عبيد الله بن عمرو
17141 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله بن يعقوب ثنا محمد بن شاذان ثنا قتيبة بن سعيد ثنا عبد العزيز بن محمد ثنا عمارة بن غزية عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله : أن رجلا قدم من جيشان وجيشان من اليمن فسأل النبي صلى الله عليه و سلم عن شراب يشربونه بأرضهم من الذرة يقال له المزر فقال النبي صلى الله عليه و سلم أو مسكر هو قالوا نعم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم كل مسكر حرام وإن الله عهد لمن يشرب المسكر أن يسقيه من طينة الخبال قالوا يا رسول الله وما طينة الخبال قال عرق أهل النار أو عصارة أهل النار رواه مسلم في الصحيح عن قتيبة بن سعيد
17142 -
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي ثنا سعدان ثنا سفيان عن بن طاوس عن أبيه قال : تلا النبي صلى الله عليه و سلم وهو على المنبر يعني آية ذكر فيها الخمر قال فقام إليه أبو وهب الجيشاني فسأله عن المزر قال وما المزر قال شيء يصنع من الحب قال فقال النبي صلى الله عليه و سلم كل مسكر حرام هكذا جاء مرسلا
17143 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص المقرئ بن الحمامي رحمه الله ببغداد ثنا أبو بكر محمد بن العباس بن الفضل ثنا محمد بن أحمد بن أبي المثنى ثنا محمد بن عبيد الطنافسي حدثني محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن مرثد بن عبد الله اليزني عن ديلم الحميري قال : سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت يا رسول الله إنا بأرض باردة نعالج بها عملا شديدا وإنا نتخذ شرابا من هذا القمح نتقوى به على أعمالنا وعلى برد بلادنا قال هل يسكر قال قلت نعم قال فاجتنبوه ثم جئته من بين يديه فقلت له مثل ذلك فقال هل يسكر قلت نعم قال فاجتنبوه ثم قلت إن الناس غير تاركيه قال فإن لم يتركوه فاقتلوهم وكذلك رواه عبد الحميد بن جعفر عن يزيد بن أبي حبيب
17144 -
وأخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني بن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب وعياش بن عباس عن أبي الخير وهو مرثد عن ديلم الجيشاني أنه قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت يا رسول الله إنا بأرض باردة شديدة البرد نصنع بها شرابا من القمح أفيحل يا نبي الله فقال أليس بمسكر قالوا بلى قال فإنه حرام
17145 -
وأخبرنا أبو بكر وأبو زكريا قالا ثنا أبو العباس أنبأ محمد أنبأ بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن دراجا أبا السمح حدثه أن عمر بن الحكم حدثه عن أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه و سلم : أن ناسا من أهل اليمن قدموا على رسول الله صلى الله عليه و سلم فعلمهم الصلاة والسنن والفرائض ثم قالوا يا رسول الله أن لنا شرابا نصنعه من القمح والشعير فقال الغبيراء قالوا نعم قال لا تطعموه ثم لما كان بعد يومين ذكروه له أيضا فقال الغبيراء قالوا نعم قال لا تطعموه ثم لما أرادوا أن ينطلقوا سألوه عنه فقال الغبيراء قالوا نعم قال لا تطعموه
17146 -
أخبرنا أبو الحسين محمد بن علي بن خشيش المقرئ بالكوفة ثنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم ثنا أحمد بن حازم أنبأ عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن إسماعيل بن سميع عن مالك بن عمير عن صعصعة بن صوحان قال : قلت لعلي رضي الله عنه ح وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا زياد بن الخليل ثنا مسدد ثنا عبد الواحد ثنا إسماعيل بن سميع ثنا مالك بن عمير قال جاء صعصعة بن صوحان إلى علي رضي الله عنه فقال انهنا عما نهاك عنه رسول الله صلى الله عليه و سلم قال نهاني رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الدباء والحنتم والنقير والجعة وحلقة الذهب ولبس الحرير والقسي والميثرة الحمراء ليس في حديث بن خشيش النقير
17147 -
أخبرنا أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا زهير ثنا أبو إسحاق عن هبيرة وأصحاب علي عن علي رضي الله عنه قال : نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الجعة والجعة شراب يصنع من الشعير حتى يسكر 5
باب الدليل على أن الطبخ لا يخرج هذه الأشربة من دخولها في الاسم والتحريم إذا كانت مسكرة 17148 - حدثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد البصري بمكة ثنا عبد الله بن أيوب المخرمي ثنا سفيان بن عيينة ح وأنبأ أبو عبد الله الحافظ في آخرين قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي ثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه و سلم قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : كل شراب أسكر فهو حرام لفظ حديث الشافعي رحمه الله وفي رواية المخرمي قال عن عائشة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال كل مسكر حرام رواه البخاري في الصحيح عن بن المديني ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى كلاهما عن سفيان على اللفظ الذي رواه الشافعي
17149 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا محمد بن عيسى بن الطباع وأبو الربيع الزهراني ح قال وأخبرني أبو النضر ثنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الليث الرازي ثنا أبو كامل قالوا ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن نافع عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : كل مسكر خمر وكل مسكر حرام ومن شرب الخمر في الدنيا فمات وهو يدمنها لم يتب منها لم يشربها في الآخرة رواه مسلم في الصحيح عن أبي الربيع وأبي كامل
17150 -
أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي رحمه الله أنبأ أبو حامد بن الشرقي ثنا أحمد بن محمد بن الصباح ثنا روح بن عبادة ثنا بن جريج أخبرني موسى بن عقبة عن نافع عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : كل مسكر خمر وكل مسكر حرام رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم والصغاني عن روح بن عبادة
17151 -
أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ علي بن الفضل بن محمد بن عقيل ح وأخبرنا أبو الحسن المقرئ الإسفرائيني بها أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق قالا ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا محمد بن أبي بكر ثنا يحيى بن سعيد عن عبيد الله عن نافع عن بن عمر ولا أعلمه الا عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : كل مسكر خمر وكل خمر حرام رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن المثنى عن يحيى
17152 -
أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي أنبأ أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ ثنا أحمد بن محمد بن الصباح الدولابي ثنا روح بن عبادة ثنا مالك بن أنس عن نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : كل مسكر خمر وكل مسكر حرام قال أحمد هكذا حدثنا به روح مرفوعا
17153 -
وأخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ ما لك عن نافع عن بن عمر أنه قال : كل مسكر خمر وكل مسكر حرام كذا رواه سائر أصحاب مالك عن مالك موقوفا غير روح فإنه رفعه في رواية الدولابي عنه والله أعلم
17154 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ أنبأ أبو يعلى ثنا محمد بن عباد ثنا سفيان عن عمرو سمعه من سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن جده : أن النبي صلى الله عليه و سلم بعثه ومعاذا إلى اليمن فقال لهما بشرا ويسرا وعلما ولا تنفرا وأراه قال وتطاوعا قال فلما ولى رجع أبو موسى فقال يا رسول الله أن لهم شرابا من العسل يطبخ والمزر يصنع من الشعير فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم كل ما أسكر عن الصلاة فهو حرام رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن عباد
17155 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن موسى ثنا محمد بن أيوب أنبأ محمد بن كثير ثنا سفيان عن أبي الجويرية قال : سألت بن عباس عن الباذق قال سبق محمد صلى الله عليه و سلم الباذق ما أسكر فهو حرام قال الشراب الحلال الطيب لا الحرام الخبيث رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن كثير إلا أنه قال قال الشراب الحلال الطيب قال ليس بعد الحلال الطيب الا الحرام الخبيث
17156 -
وأخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن مكرم ثنا أبو النضر ثنا أبو خيثمة ثنا أبو الجويرية قال قلت لابن عباس أفتني رحمك الله في الباذق فقال : سبق رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى الباذق ما أسكر فهو حرام قال قلت أفتني رحمك الله في الباذق وإنا نشربه قال سبق محمد صلى الله عليه و سلم إلى الباذق وما أسكر فهو حرام قال رجل من القوم إنا نعمد إلى العنب فنعصره ثم نطبخه حتى يكون حلالا طيبا قال سبحان الله أشرب الحلال الطيب فإنه ليس بعد الحلال الطيب الا الحرام الخبيث
17157 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا أنبأ أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا يوسف بن مروان النسائي ثنا عبيد الله بن عمرو الرقي عن زيد بن أبي أنيسة عن يحيى بن عبيد النخعي عن بن عباس قال : أتاه قوم فسألوه عن بيع الخمر واشترائه والتجارة فيه فقال بن عباس أمسلمون أنتم فقالوا نعم قال فإنه لا يصلح بيعه ولا شراؤه ولا التجارة فيه لمسلم إنما مثل من فعل ذلك منكم مثل بني إسرائيل حرمت عليهم الشحوم فلم يأكلوها فباعوها وأكلوا أثمانها ثم سألوا عن الطلاء فقال بن عباس وما طلاؤكم هذا إذ سألتموني فبينوا لي الذي تسألوني عنه قالوا هو العنب يعصر ثم يطبخ ثم يجعل في الدنان قال وما الدنان قالوا دنان مقيرة قال مزقته فقالوا نعم قال أيسكر قالوا إذا أكثر منه أسكر قال فكل مسكر حرام
17158 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ جرير عن الأعمش عن يحيى بن عبيد أبي عمر البهراني قال : سئل بن عباس عن الطلاء فقال إن النار لا تحل شيئا ولا تحرمه
17159 -
أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني إبراهيم بن نشيط الوعلاني وعمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن محمد بن عبد الله أن أبا مسلم الخولاني حج فدخل على عائشة زوج النبي صلى الله عليه و سلم فجعلت تسأله عن الشام وعن بردها فجعل يخبرها فقالت كيف تصبرون على بردها فقال يا أم المؤمنين إنهم يشربون شرابا لهم يقال له الطلاء فقالت صدق الله وبلغ حبي سمعت حبي رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : إن أناسا من أمتي يشربون الخمر يسمونها بغير اسمها
17160 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو عبد الرحمن السلمي وأبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني معاوية بن صالح عن حاتم بن حريث عن مالك بن أبي مريم عن عبد الرحمن بن غنم الأشعري عن أبي مالك الأشعري عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال : ليشربن أناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها وتضرب على رؤوسهم المعازف يخسف الله بهم الأرض ويجعل منهم قردة وخنازير
17161 -
أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ثنا أبو العباس بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك عن بن شهاب عن السائب بن يزيد أنه أخبره : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خرج عليهم فقال إني وجدت من فلان ريح شراب فزعم أنه شرب الطلاء وأنا سائل عما شرب فإن كان يسكر جلدته فجلده عمر رضي الله عنه الحد تاما
17162 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ أبو الحسن محمد بن محمد بن الحسين الكارزي أنبأ علي بن عبد العزيز قال : قال أبو عبيد قد جاءت في الأشربة آثار كثيرة بأسماء مختلفة عن النبي صلى الله عليه و سلم وأصحابه وكل له تفسير فأولها الخمر وهي ما غلى من عصير العنب فهذا ما لا اختلاف في تحريمه بين المسلمين إنما الاختلاف في غيره ومنها السكر وهو نقيع التمر الذي لم تمسه النار وفيه يروى عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال السكر خمر ومنها البتع وهو نبيذ العسل ومنها الجعة وهو نبيذ الشعير ومنها المزر وهو من الذرة
17163 -
قال أبو عبيد حدثنيه أبو المنذر إسماعيل بن عمر الواسطي عن مالك بن مغول عن أكيل مؤذن إبراهيم عن الشعبي عن بن عمر : أنه فسر هذه الأربعة الأشربة وزاد والخمر من العنب والسكر من التمر قال أبو عبيد ومنها السكركة وقد روي عن الأشعري التفسير فقال إنه من الذرة
17164 -
قال أبو عبيد ثنا حجاج ومحمد بن كثير عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن صفوان بن محرز قال سمعت أبا موسى الأشعري يخطب فقال : خمر المدينة من البسر والتمر وخمر أهل فارس من العنب وخمر أهل اليمن البتع وهو من العسل وخمر الحبش السكركة قال أبو عبيد ومن الأشربة أيضا الفضيخ وهو ما افتضخ من البسر من غير أن تمسه النار وفيه يروى عن بن عمر ليس بالفضيخ ولكنه الفضوخ
17165 -
ويروى عن أنس أنه قال : نزل تحريم الخمر وما كانت غير فضيخكم هذا قال أبو عبيد حدثنيه بن علية عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس قال أبو عبيد فإن كان مع البسر تمر فهو الذي يسمى الخليطين وكذلك إن كان زبيبا وتمرا فهو مثله ومن الأشربة المنصف وهو أن يطبخ عصير العنب قبل أن يغلي حتى يذهب نصفه وقد بلغني أنه يسكر فإن كان يسكر فهو حرام وإن طبخ حتى يذهب ثلثاه ويبقى ثلثه فهو الطلاء وإنما سمي بذلك لأنه شبه بطلاء الإبل في ثخنه وسواده وبعض العرب يجعل الطلاء الخمر بعينها يروي أن عبيد بن الأبرص قال في مثل له
(
هي الخمر تكنى الطلاء ... كما الذئب يكنى أبا جعدة
قال وكذلك الباذق وقد يسمى به الخمر والمطبوخ وهو الذي يروى فيه الحديث عن بن عباس أنه سئل عن الباذق فقال سبق محمد الباذق وما أسكر فهو حرام وإنما قال بن عباس ذلك لأن الباذق كلمة فارسية عربت فلم يعرفها وذكر أبو عبيد أسماء سواها ثم قال وهذه الأشربة المسماة عندي كلها كناية عن اسم الخمر ولا أحسبها إلا داخلة في حديث النبي صلى الله عليه و سلم أن أناسا من أمتي يشربون الخمر باسم يسمونها به قال ومما يبينه قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخمر ما خامر العقل ( 6
باب ما أسكر كثيره فقليله حرام 17166 - أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو الحسن علي بن محمد المصري ثنا يحيى بن أيوب ثنا بن أبي مريم ثنا محمد بن جعفر ثنا الضحاك بن عثمان عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن عامر بن سعد عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : أنهاكم عن قليل ما أسكر كثيره
17167 -
أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي أنبأ أبو حامد بن الشرقي ثنا أبو الأزهر ومحمد بن المنخل قالا ثنا أبو ضمرة ثنا داود بن بكر بن أبي الفرات عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ما أسكر كثيره فقليله حرام
17168 -
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن برهان وأبو الحسين بن الفضل القطان وأبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ببغداد قالوا أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا الحسن بن عرفة ثنا يونس بن محمد المؤدب ثنا إبراهيم بن سعد حدثني محمد بن إسحاق عن نافع عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ما أسكر كثيره فقليله حرام
17169 -
وأخبرنا أبو الحسين بن بشران أنبأ علي بن محمد المصري ثنا روح بن الفرج ثنا يحيى بن بكير ثنا الليث عن أبي معشر عن نافع عن بن عمر أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ما أسكر كثيره فقليله حرام
17170 -
أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني أبو معشر عن موسى بن عقبة عن سالم بن عبد الله عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : كل مسكر خمر ما أسكر كثيره فقليله حرام
17171 -
أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي رحمه الله أنبأ أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ ثنا عبد الرحمن بن بشر ثنا يحيى بن سعيد عن عبيد الله بن عمر ثنا عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ما أسكر كثيرة فقليله حرام وكذلك رواه عبد الله بن عمر عن عمرو
17172 -
أخبرنا أبو بكر بن الحسن وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالا ثنا أبو العباس هو الأصم أنبأ محمد بن عبد الله أنبأ بن وهب أخبرني عبد الله بن عمر عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن رسول الله صلى الله عليه و سلم : فذكره
17173 -
قال وأنبأ بن وهب قال حدثني شمر بن نمير عن حسين بن عبد الله هو بن ضميرة عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم : مثله
17174 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق الإسفرائيني ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا عبد الله بن محمد بن أسماء بن أخي جويرية وكان رجلا صالحا ثنا مهدي بن ميمون ثنا أبو عثمان الأنصاري عن القاسم بن محمد بن أبي بكر عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : كل مسكر حرام وما أسكر منه الفرق فملء الكف منه حرام
17175 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عمر بن برهان ومحمد بن الحسين القطان وعبد الله بن يحيى بن عبد الجبار ببغداد قالوا أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا الحسن بن عرفة ثنا إسماعيل بن إبراهيم بن علية وعبد الرحمن بن محمد المحاربي عن ليث بن أبي سليم عن أبي عثمان عن القاسم بن محمد عن عائشة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : كل مسكر حرام وما أسكر منه الفرق فالحسوة منه حرام
17176 -
أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا سعيد بن منصور ثنا أبو شهاب عبد ربه بن نافع عن الحسن بن عمرو الفقيمي عن الحكم بن عتيبة عن شهر بن حوشب عن أم سلمة قالت : نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن كل مسكر ومفتر 7
باب ما يحتج به من رخص في المسكر إذا لم يشرب منه ما يسكره والجواب عنه قال الله تبارك وتعالى { تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا }
17177 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا معاذ بن نجدة القرشي ثنا قبيصة بن عقبة ثنا سفيان عن الأسود بن قيس عن عمرو بن سفيان عن بن عباس : أنه سئل عن هذه الآية { تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا } قال السكر ما حرم من ثمرتها والرزق الحسن ما حل من ثمرتها
17178 -
وأخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس ثنا عثمان بن سعيد ثنا عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن بن عباس : في قوله تتخذون منه سكرا فحرم الله بعد ذلك السكر مع تحريم الخمر لأنه منها قال ورزقا حسنا فهو حلاله من الخل والرب والنبيذ وأشباه ذلك فأقره الله وجعله الله حلالا للمسلمين وقد روينا عن أبي عبيد أنه قال السكر نقيع التمر وعليه تدل رواية بن أبي طلحة عن بن عباس مع الدلالة على دخوله في التحريم حين حرمت الخمر لأنه منها
17179 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ عبد الرحمن بن الحسن القاضي ثنا إبراهيم بن الحسين ثنا آدم ثنا ورقاء عن بن أبي نجيح عن مجاهد : في هذه الآية قال السكر الخمر قبل تحريمها والرزق الحسن طعامه
17180 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا سعيد بن عامر عن شعبة عن مغيرة عن إبراهيم والشعبي وأبي رزين قالوا : في هذه الآية { تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا } هي منسوخة
17181 -
وأما الحديث الذي أخبرنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم المزكي أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الوهاب أنبأ جعفر بن عون أنبأ مسعر عن أبي عون ح وأخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري ثنا محمد بن عبد الوهاب أنبأ يعلى بن عبيد ثنا سفيان عن أبي عون عن عبد الله بن شداد عن بن عباس قال : حرمت الخمر بعينها القليل منها والكثير والسكر من كل شراب والمراد بالسكر المذكور فيه المسكر
17182 -
فقد أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو سعيد أحمد بن إبراهيم الصوفي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن مسعر عن أبي عون عن عبد الله بن شداد بن الهاد عن بن عباس قال : حرمت الخمر بعينها قليلها وكثيرها والمسكر من كل شراب
17183 -
وأخبرنا أبو عبد الله ثنا الأستاذ أبو الوليد حسان بن محمد أملاه علينا ثنا عبد الله بن محمد البغوي ثنا أحمد بن حنبل فذكره : بإسناده إلا أنه لم يقل قليلها وكثيرها وكذلك رواه عن أحمد بن حنبل موسى بن هارون وكذلك روي عن عياش العامري عن عبد الله بن شداد عن بن عباس والمسكر من كل شراب وعلى هذا يدل سائر الروايات عن بن عباس
17184 -
أخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا علي بن عبد الله بن مبشر ثنا أحمد بن سنان ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن أبي عوانة عن ليث عن عطاء وطاوس ومجاهد عن بن عباس قال : قليل ما أسكر كثيره حرام
17185 -
وأما الحديث الذي أخبرنا أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا سلام عن سماك بن حرب عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي بردة وليس بابن أبي موسى أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : اشربوا ولا تسكروا فكذا رواه أبو الأحوص سلام بن سليم وبلغني عن أبي عبد الرحمن النسائي أنه قال هذا حديث منكر غلط فيه أبو الأحوص سلام بن سليم لا نعلم أن أحدا تابعه عليه من أصحاب سماك قال أبو عبد الرحمن قال أحمد بن حنبل كان أبو الأحوص يخطىء في هذا الحديث قال أبو عبد الرحمن ورواه أبو عوانة عن سماك عن قرصافة امرأة منهم عن عائشة رضي الله عنها قالت اشربوا ولا تسكروا وهذا أيضا غير ثابت وقرصافة هذه لا يدرى من هي والمشهور عن عائشة رضي الله عنها خلاف ذلك
17186 -
وأخبرنا أبو بكر بن الحارث أنبأ علي بن عمر الدارقطني الحافظ : قال وهم أبو الأحوص في إسناده ومتنه وقال غيره عن سماك عن القاسم عن بن بريدة عن أبيه ولا تشربوا مسكرا قال الشيخ وكذلك رواه محارب بن دثار عن بن بريدة عن أبيه
17187 -
أخبرناه أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو عمرو بن أبي جعفر ثنا عبد الله بن محمد ثنا محمد بن المثنى ثنا محمد بن فضيل عن ضرار بن مرة عن محارب بن دثار عن بن بريدة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : نهيتكم عن النبيذ إلا في سقاء فاشربوا في الأسقية كلها ولا تشربوا مسكرا رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن المثنى
17188 -
وأما الحديث الذي أخبرنا أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا أبو سعيد محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن مشكان المروزي ثنا عبد الله بن محمود ثنا العباس بن زرارة ثنا جرير عن الحجاج بن أرطأة عن حماد عن إبراهيم عن بن مسعود قال : كل مسكر حرام هي الشربة التي تسكرك
17189 -
فقد أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثني أبو بكر محمد بن عبد الله الجراحي بمرو ثنا يحيى بن شاسويه ثنا عبد الكريم السكري ثنا وهب بن زمعة أنبأ سفيان بن عبد الملك قال : سألت عبد الله بن المبارك عن حديث جرير عن بن مسعود تحرم الشربة التي تسكرك فقال هذا باطل
17190 -
وأخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث قالا قال أبو الحسن الدارقطني حجاج بن أرطأة : ضعيف وإنما هو من قول إبراهيم النخعي ورواه بإسناده عن مسعر عن حماد عن إبراهيم من قوله بمعناه قال الشيخ رحمه الله وقد روي عن إبراهيم بخلافه وذلك فيما رواه الحسن بن عمرو عن فضيل بن عمرو عن إبراهيم قال كانوا يرون أن من شرب شرابا فسكر منه لم يصلح له أن يعود فيه
17191 -
أخبرناه أبو عبد الله الحافظ أنبأ الإمام أبو بكر أحمد بن إسحاق أنبأ الحسن بن علي بن زياد ثنا محمد بن إسماعيل البخاري قال قال زكريا بن عدي لما قدم بن المبارك الكوفة كانت به علة فأتاه وكيع وأصحابنا والكوفيون فتذاكروا عنده حتى بلغوا الشراب فجعل بن المبارك يحتج بأحاديث رسول الله صلى الله عليه و سلم وأصحاب النبي صلى الله عليه و سلم والمهاجرين والأنصار من أهل المدينة قالوا لا ولكن من حديثنا فقال بن المبارك أنبأ الحسن بن عمرو الفقيمي عن فضيل بن عمرو عن إبراهيم : قال كانوا يقولون إذا سكر من شراب لم يحل له أن يعود فيه أبدا فنكسوا رؤوسهم فقال بن المبارك للذي يليه رأيت أعجب من هؤلاء أحدثهم عن رسول الله صلى الله عليه و سلم وعن أصحابه والتابعين فلم يعبأوا به وأذكر عن إبراهيم فنكسوا رؤوسهم 8
باب ما جاء في صفة نبيذهم الذي كانوا يشربونه في حديث أنس بن مالك وغيره عن النبي صلى الله عليه و سلم وأصحابه 17192 - أما حديث أنس فأخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو أنبأ أبو عبد الله الصفار ثنا أحمد بن محمد البرتي القاضي ثنا عفان ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي ثنا الحسن بن المثنى العنبري ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال : لقد سقيت رسول الله صلى الله عليه و سلم بقدحي هذا الشراب كله العسل والنبيذ والماء واللبن رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة عن عفان
17193 -
وأما الرواية فيه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه فأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن مكرم ثنا أبو النضر ثنا أبو خيثمة ثنا أبو إسحاق عن عمرو بن ميمون قال قال عمر رضي الله عنه : إنا لنشرب من النبيذ نبيذا يقطع لحوم الإبل في بطوننا من أن تؤذينا
17194 -
وأما الصفة ففيما حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا القاسم بن الفضل ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا عمران بن موسى ثنا شيبان بن فروخ ثنا القاسم ثنا ثمامة بن حزن القشيري قال : لقيت عائشة رضي الله عنها فسألتها عن النبيذ فدعت عائشة جارية حبشية فقالت سل هذه إنها كانت تنبذ لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت الحبشية كنت أنبذ له في سقاء من الليل وأوكيه وأعلقه فإذا أصبح شرب منه لفظ حديث شيبان رواه مسلم في الصحيح عن شيبان بن فروخ
17195 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن شاذان ومحمد بن النضر قال بن النضر أنبأ وقال بن شاذان ثنا محمد بن المثنى ثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد عن يونس عن الحسن عن أمه عن عائشة رضي الله عنها قالت : كنا ننبذ لرسول الله صلى الله عليه و سلم في سقاء وكي أعلاه وله عزلاء ننبذ غدوة فيشربه عشاء وننبذ عشاء فيشربه غدوة رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن المثنى
17196 -
أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا مسدد ثنا المعتمر قال سمعت شبيب بن عبد الملك يحدث عن مقاتل بن حيان قال حدثتني عمرة عن عائشة رضي الله عنها أنها : كانت تنبذ لرسول الله صلى الله عليه و سلم غدوة فإذا كان من العشي فتعشى شرب على عشائه فإن فضل شيء صببته أو فرغته ثم تنبذ له بالليل فإذا أصبح تغدى فشرب على غدائه قالت نغسل السقاء غدوة وعشية فقال لها أبي مرتين في يوم قالت نعم
17197 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر بن الحسن القاضي وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا يوسف بن مروان النسائي ثنا عبيد الله بن عمرو الرقي عن زيد بن أبي أنيسة عن يحيى بن عبيد النخعي عن بن عباس قال أتاه قوم فذكر الحديث قال ثم سألوه عن النبيذ فقال : خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم في سفر فرجع من سفره وأناس من أصحابه قد انتبذوا نبيذا لهم في نقير وحناتم ودباء فأمر بها فأهريقت قال فأمر بسقاء فجعل فيه زبيب وماء وكان ينبذ له من الليل فيصبح فيشرب يومه ذلك وليلته التي تستقبل ومن الغد حتى يمسي فإذا أمسى شرب منه وسقى فإن أصبح فيه شيء أمر به فأهريق رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن أحمد بن أبي خلف عن زكريا بن عدي عن عبيد الله بن عمرو
17198 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ جرير عن الأعمش عن يحيى بن عبيد أبي عمر البهراني عن بن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم ينبذ له الزبيب من الليل في السقاء فإذا أصبح شربه يومه وليلته ومن الغد فإذا كان مساء الثالث شربه أو سقاه الخدم فإن فضل شيء أهراقه رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم
17199 -
أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري الطوسي بها أنبأ أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا سعيد بن أبي مريم ثنا أبو غسان حدثني أبو حازم عن سهل بن سعد أنه : لما عرس أبو أسيد دعا النبي صلى الله عليه و سلم وأصحابه فما صنع لهم طعاما ولا قربه إليهم إلا امرأته أم أسيد وبلت تمرات من الليل في تور من حجارة فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه و سلم من الطعام أماثته فسقته رواه البخاري في الصحيح عن سعيد بن أبي مريم ورواه مسلم عن محمد بن سهل بن عسكر عن بن أبي مريم
17200 -
أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا عيسى بن محمد ثنا ضمرة عن الشيباني عن عبد الله بن الديلمي عن أبيه قال : أتينا النبي صلى الله عليه و سلم فقلنا يا رسول الله قد علمت من نحن ومن أين نحن فإلى من نحن قال إلى الله عز و جل وإلى رسوله فقلنا يا رسول الله إن لنا أعنابا ما نصنع بها قال زببوها قلنا ما نصنع بالزبيب قال انبذوه على غدائكم واشربوه على عشائكم وانبذوه على عشائكم واشربوه على غدائكم وانبذوه في الشنان ولا تنبذوه في القلل فإنه إذا تأخر عن عصره صار خلا
17201 -
أخبرنا أبو الحسن بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا أبو حصين محمد بن الحسين ثنا علي بن حكيم الأودي ثنا شريك عن مسعر عن موسى بن عبد الله بن يزيد الأنصاري عن عائشة رضي الله عنها قالت : كنت إذا أشتد نبيذ النبي صلى الله عليه و سلم جعلت فيه زبيبا يلتقط حموضته قال الشيخ وعلى مثل هذه الصفة كان نبيذ عمر بن الخطاب وغيره من الصحابة رضي الله عنهم ألا ترى أن عمر رضي الله عنه إنما أحل الطلاء حين ذهب سكره وشره وحظ شيطانه
17202 -
وذلك فيما أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك عن داود بن الحصين عن واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ وعن سلمة بن عوف بن سلامة أخبراه عن محمود بن لبيد الأنصاري : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قدم الشام فشكا إليه أهل الشام وباء الأرض وثقلها وقالوا لا يصلحنا إلا هذا الشراب فقال عمر رضي الله عنه اشربوا العسل فقالوا لا يصلحنا العسل فقال رجل من أهل الأرض هل لك أن نجعل لك من هذا الشراب شيئا لا يسكر فقال نعم فطبخوه حتى ذهب منه الثلثان وبقي الثلث فأتوا به عمر رضي الله عنه فأدخل عمر رضي الله عنه فيه أصبعه ثم رفع يده فتبعها يتمطط فقال هذا الطلاء هذا مثل طلاء الإبل فأمرهم عمر رضي الله عنه أن يشربوه فقال له عبادة بن الصامت أحللتها والله فقال عمر رضي الله عنه كلا والله اللهم إني لا أحل لهم شيئا حرمته عليهم ولا أحرم عليهم شيئا أحللته لهم
17203 -
أخبرنا أبو حازم أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا إسماعيل بن إبراهيم ثنا هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن عبد الله بن يزيد الخطمي قال : كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن اطبخوا شرابكم حتى يذهب نصيب الشيطان منه فإن للشيطان اثنين ولكم واحدة
17204 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنبأ أبو الحسين الجوزي ثنا بن أبي الدنيا ثنا أبو خيثمة ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن عبد الله بن عمر عن زيد بن أسلم عن أبيه قال : كان النبيذ الذي يشرب عمر رضي الله عنه كان ينقع له الزبيب غدوة فيشربه عشية وينقع له عشية فيشربه غدوة ولا يجعل فيه دردى
17205 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق والحسن بن مكرم قالا ثنا عثمان بن عمر أنبأ شعبة عن أبي حمزة جارهم قال سمعت هلال المازني يحدث عن سويد بن مقرن قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم بجرة فيها نبيذ فنهاني عنه فكسرتها قال وقال سويد انتبذ أول الليل وأشربه آخر الليل وانتبذ أول النهار وأشربه آخر النهار لفظ حديث الصغاني وفي رواية الحسن قال عن هلال المازني 9
باب ما جاء في الكسر بالماء 17206 - أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان حدثني عثمان بن الهيثم المؤذن ثنا عوف بن أبي جميلة عن أبي القموص زيد بن علي عن : أحد الوفد الذين وفدوا إلى نبي الله صلى الله عليه و سلم من وفد عبد القيس ألا يكون قيس بن النعمان فإني نسيت اسمه قال فقال رجل منا يا رسول الله إن أرضنا أرض وبيئة وأنه لا يوافقها إلا الشراب فما الذي يحل لنا من الآنية وما الذي يحرم علينا قال لا تشربوا في الدباء ولا النقير ولا المزفت واشربوا في الجلال أو قال الجلد الموكى عليه فإن اشتد متنه فاكسروه بالماء فإن أعياكم فاهريقوه قال الشيخ رحمه الله الروايات الثابتة في قصة وفد عبد القيس خالية عن هذا اللفظة وفي هذا الإسناد من يجهل حاله والله أعلم وقد روي عن أبي هريرة رضي الله عنه في هذه القصة أنه قال فإن خشي شرته أو قال شدته فليصب عليه الماء
17207 -
أخبرناه أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز وبن صاعد والحسين بن إسماعيل قالوا ثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام ثنا نوح بن قيس عن بن عون عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال لوفد عبد القيس : لا تشربوا في نقير ولا مقير ولا دباء ولا حنتم ولا مزادة ولكن اشربوا في سقاء أحدكم غير مسكر فإن خشي شرته فليصب عليه الماء لفظ بن منيع ورواه جماعة عن نوح بن قيس لم يذكروا فيه هذه اللفظة فيشبه أن تكون من قول بعض الرواة وروي في الكسر بالماء من وجه آخر عن أبي هريرة وإسناده ضعيف
17208 -
وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا عثمان بن عمر ثنا بن رجاء ثنا إسرائيل عن علي بن بذيمة عن قيس بن حبتر عن عبد الله بن عباس قال إن أول من : سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن النبيذ عبد القيس أتوه فقالوا يا رسول الله إنا بأرض ريف وإنا نصيب من البقل فأمرنا بشراب فقال اشربوا في الأسقية ولا تشربوا في الجر ولا في الدباء ولا المزفت ولا النقير وإني نهيت عن الخمر والميسر والكوبة وهي الطبل وكل مسكر حرام قالوا يا رسول الله فإذا اشتد قال فقال صبوا عليه الماء قال فإذا اشتد قال صبوا عليه الماء قال في الثالثة أو الرابعة فإذا اشتد فاهريقوه خالفه أبو جمرة عن بن عباس فذكر الكسر بالماء من قول بن عباس
17209 -
أخبرناه أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو عمرو بن مطر وأبو الحسن السراج قالا ثنا محمد بن يحيى بن سليمان ثنا عاصم بن علي ثنا شعبة أخبرني أبو جمرة قال : كان بن عباس يقعدني على سريره فذكر الحديث قال قلت فإن عبد القيس تنتبذ في مزاد لها نبيذا شديدا قال فإذا خشيت شدته فاكسره بالماء ثم قال إن عبد القيس لما أتوا رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر الحديث ليس فيه الأمر بالكسر بالماء وذلك يرد إن شاء الله وإنما أراد بالكسر بالماء في هذا وفي غيره إذا خشي شدته قبل بلوغه حد الإسكار بدليل قوله وكل مسكر حرام والحرام لا يحله دخول الماء فيه
17210 -
وفيما بلغ حد الإسكار ورد ما أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا هشام بن عمار ثنا صدقة بن خالد ثنا زيد بن واقد عن خالد بن عبد الله بن حسين عن أبي هريرة قال علمت : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يصوم فتحينت فطره بنبيذ صنعته في دباء ثم أتيته به فإذا هو ينش فقال اضرب بهذا الحائط فإن هذا شراب من لا يؤمن بالله واليوم الآخر
17211 -
وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا الحلواني يعني أحمد بن يحيى ثنا الهيثم بن خارجة ثنا عثمان بن علاق عن زيد بن واقد قال حدثني خالد بن حسين مولى عثمان بن عفان رضي الله عنه قال : سمعت أبا هريرة يقول فذكر معناه
17212 -
وأخبرنا أبو عبد الله إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي ثنا أبو العباس الأصم أنبأ العباس بن الوليد بن مزيد أنبأني أبي ثنا الأوزاعي حدثني محمد بن أبي موسى أنه سمع القاسم بن مخيمرة يخبر : أن أبا موسى الأشعري رضي الله عنه أتى النبي صلى الله عليه و سلم بنبيذ جر ينش فقال اضرب به الحائط فإنه لا يشرب هذا من كان يؤمن بالله واليوم الآخر قال الشيخ رحمه الله ولو كان إلى إحلاله بصب الماء عليه سبيل لما أمر بإراقته والله أعلم ورأيت في حديث يحيى بن أبي كثير عن ثمامة بن كلاب عن أبي سلمة عن عائشة رضي الله عنها مرفوعا لا تنبذوا في الدباء والمزفت ولا النقير ولا الحنتم ولا تنبذوا البسر والرطب جميعا ولا التمر والزبيب جميعا وما كان سوى ذلك فاشتد عليكم فاكسروه بالماء وثمامة بن كلاب هذا مجهول والثابت عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه و سلم في النهي عن الخليطين دون هذه اللفظة والله أعلم ورأيته أيضا في حديث عكرمة بن عمار عن أبي كثير السحيمي عن أبي هريرة مرفوعا إلا أنه قال إذا رابك من شرابك ريب فشن عليه الماء أمط عنك حرامه واشرب حلاله وهذا أيضا ضعيف عكرمة بن عمار اختلط في آخر عمره وساء حفظه فروى ما لم يتابع عليه وقد رواه عبد الله بن يزيد المقرئ عن عكرمة بن عمار قال وقوله إذا رابك قاله أبو هريرة وذكره إسحاق الحنظلي في مسنده
17213 -
وأما الحديث الذي أخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه وأبو عبد الرحمن السلمي قالا أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا أبو بكر يعقوب بن إبراهيم بن أحمد بن عيسى البزاز ثنا عمر بن شبة ثنا عمر بن علي المقدمي عن الكلبي عن أبي صالح عن المطلب بن أبي وداعة السهمي قال : طاف رسول الله صلى الله عليه و سلم بالبيت في يوم قائظ شديد الحر فاستسقى رهطا من قريش فقال هل عند أحد منكم شراب فيرسل إليه فأرسل رجل منهم إلى منزله فجاءت جارية معها إناء فيه نبيذ زبيب فلما رآها النبي صلى الله عليه و سلم قال ألا خمرته ولو بعود تعرضه عليه فلما أدناه منه وجد له رائحة شديدة فقطب ورد الإناء فقال الرجل يا رسول الله إن يكن حراما لم نشربه فاستعاد الإناء وصنع مثل ذلك فقال الرجل مثل ذلك فدعا بدلو من ماء زمزم فصبه على الإناء وقال إذا اشتد عليكم شرابه فاصنعوا به هكذا
17214 -
وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا تمتام ثنا أبو حذيفة ثنا سفيان عن الكلبي عن أبي صالح عن المطلب بن أبي وداعة قال : طاف رسول الله صلى الله عليه و سلم في يوم حار فاستسقى فأتي بإناء من نبيذ فلما رفعه إلى فيه قطب فتركه فقال الرجل يا رسول الله هذا شراب أهل مكة أحرام هو فسكت ثم أتاه الثانية فقطب فنحاه فقال له الرجل مثل ذلك فدعا بذنوب أو دلو من ماء فصبه عليه ثم سقى الذي يليه والذي عن يمينه ثم قال هكذا اصنعوا به إذا غلبكم فهذا إنما رواه الكلبي والكلبي متروك وأبو صالح باذان ضعيف لا يحتج بخبرهما ورواه يحيى بن يمان عن سفيان فغلط في إسناده
17215 -
أخبرناه أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ أنبأ الحسن بن سفيان ثنا أبو معمر ثنا بن يمان ح وأنبا أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا أبو علي محمد بن سليمان وأحمد بن محمد بن بحر العطار جميعا بالبصرة قالا ثنا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد ثنا يحيى بن يمان عن سفيان عن منصور عن خالد بن سعد عن أبي مسعود الأنصاري قال : عطش رسول الله صلى الله عليه و سلم حول الكعبة فاستسقى فأتي بنبيذ من السقاية فشمه فقطب فقال علي بذنوب من زمزم فصبه عليه ثم شرب فقال رجل حرام هو يا رسول الله قال لا لفظ حديث الشهيدي وحديث أبي معمر مختصر سئل النبي صلى الله عليه و سلم وهو في الطواف أحلال هو أم حرام قال حلال يعني النبيذ قال علي بن عمر هذا حديث معروف بيحيى بن يمان ويقال أنه انقلب عليه الإسناد واختلط بحديث الكلبي عن أبي صالح والكلبي متروك وأبو صالح ضعيف
17216 -
أخبرنا أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ قال سمعت عبدان يقول سمعت محمد بن عبد الله بن نمير يقول بن يمان سريع النسيان وحديثه خطأ عن الثوري عن منصور عن خالد بن سعد عن أبي مسعود إنما هو عن الكلبي عن أبي صالح عن المطلب بن أبي وداعة :
17217 -
وأخبرنا أبو سعد أنبأ أبو أحمد ثنا الجنيدي قال قال البخاري في حديث يحيى بن اليمان هذا : لم يصح عن النبي صلى الله عليه و سلم هذا وقال الأشجعي وغيره عن سفيان الكلبي عن أبي صالح عن المطلب
17218 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ أبو الحسن المحمودي ثنا أبو عبد الله محمد بن علي الحافظ ثنا أبو موسى قال ذكرت لعبد الرحمن بن مهدي حديث سفيان عن منصور : في النبيذ قال لا تحدث بهذا قال الشيخ وقد سرقه عبد العزيز بن أبان فرواه عن سفيان وسرقه أليسع بن إسماعيل فرواه عن زيد بن الحباب عن سفيان وعبد العزيز بن أبان متروك واليسع بن إسماعيل ضعيف الحديث
17219 -
أخبرنا بذلك أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث عن أبي الحسن الدارقطني ورواه جرير بن عبد الحميد عن يزيد بن أبي زياد عن عكرمة عن بن عباس في قصة طواف النبي صلى الله عليه و سلم ودعائه بشراب قال : فأتي بشراب فشرب منه ثم دعا بالماء فصبه فيه فشرب ثم أشتد عليه فدعا بماء فصبه فيه ثم شرب مرتين أو ثلاثة ثم قال إذا اشتد عليكم فاقتلوه بالماء ويزيد بن أبي زياد ضعيف لا يحتج به لسوء حفظه وقد روى خالد الحذاء عن عكرمة عن بن عباس قصة طواف النبي صلى الله عليه و سلم وشربه ولم يذكر فيها ما ذكر يزيد بن أبي زياد وإنما تعرف هذه الزيادة من رواية الكلبي كما مضى وزاد يزيد شربه منه قبل خلطه بالماء وهو بخلاف سائر الروايات وكيف يظن بالنبي صلى الله عليه و سلم أن يشرب المسكر إن كان مسكرا على زعمهم قبل أن يخلطه بالماء فدل على أنه لا أصل له والله أعلم
17220 -
أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الحسن محمد بن الحسن السراج ثنا موسى بن هارون ثنا أحمد بن حنبل ثنا عبد الصمد ثنا دارم يعني بن عبد الحميد الحنفي قال شهدت عطاء وسئل عن النبيذ فقال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : كل مسكر حرام فقلت يا بن أبي رباح إن هؤلاء يسقوننا في المسجد فقال أما والله لقد أدركتها وإن الرجل ليشرب منها فتلتزق شفتاه من حلاوتها ولكن الحرية ذهبت ووليها العبيد فتهاونوا بها
17221 -
وأما الحديث الذي أخبرناه علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا عثمان بن عمر الضبي ثنا مسدد ثنا عبد الواحد ثنا سليمان الشيباني ثنا عبد الملك بن أخي القعقاع عن بن عمر قال : وجد رسول الله صلى الله عليه و سلم من رجل ريح نبيذ فقال ما هذه الريح
17222 -
وأخبرنا علي أنبأ أحمد ثنا تمتام ثنا عبد الصمد ثنا ورقاء عن سليمان الشيباني عن عبد الملك بن نافع بن أخي القعقاع عن بن عمر قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فوجد منه ريحا فقال ما هذه الريح فقال نبيذ قال فأرسل إلي منه فأرسل إليه فوجده شديدا فدعا بماء فصبه عليه ثم شرب ثم قال إذا اغتلمت أشربتكم فاكسروها بالماء ورواه أيضا إسماعيل بن أبي خالد عن قرة العجلي عن عبد الملك وقال فاقطعوا متونها بالماء
17223 -
أخبرنا علي أنبأ أحمد بن عبيد ثنا جعفر بن كذال ثنا عبد الرحمن بن صالح ثنا بن أبي زائدة عن إسماعيل بن أبي خالد حدثني قرة العجلي عن عبد الملك بن أخي القعقاع بن شور عن بن عمر قال : كنا مع النبي صلى الله عليه و سلم فذكر له شراب فأتي بقدح منه فلما قربه إلى فيه كرهه فرده فقال بعض القوم أحرام هو يا رسول الله فقال ردوه فأخذ منه ثم دعا بماء فصبه عليه ثم قال انظروا هذه الأسقية إذا اغتلمت فاقطعوا متونها بالماء فهذا حديث يعرف بعبد الملك بن نافع هذا وهو رجل مجهول اختلفوا في اسمه واسم أبيه فقيل هكذا وقيل عبد الملك بن القعقاع وقيل بن أبي القعقاع وقيل مالك بن القعقاع
17224 -
أخبرنا أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ ثنا علي بن أحمد بن سليمان ثنا بن أبي مريم قال قلت ليحيى بن معين أرأيت حديث عبد الملك بن نافع الذي يرويه إسماعيل بن أبي خالد في النبيذ قال هم يضعفونه قال وأنبأ أبو أحمد قال سمعت بن حماد يقول قال البخاري عبد الملك بن نافع بن أخي القعقاع بن شور عن بن عمر في النبيذ لم يتابع عليه وقال أبو عبد الرحمن النسائي عبد الملك بن نافع ليس بمشهور ولا يحتج بحديثه والمشهور عن بن عمر خلاف حكايته :
17225 -
وأما الأثر الذي أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث الأصبهاني قالا أنبأ أبو الحسن علي بن عمر الحافظ ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ثنا خلف بن هشام ثنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال : تلقت ثقيف عمر رضي الله عنه بنبيذ فوجده شديدا فدعا بماء فصب عليه مرتين أو ثلاثا
17226 -
وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو اليمان أخبرني شعيب قال وحدثنا الحجاج ثنا جدي جميعا عن الزهري أخبرني معاذ بن عبد الرحمن التيمي أن أباه عبد الرحمن بن عثمان قال : صاحبت عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى مكة فأهدى له ركب من ثقيف سطيحتين من نبيذ والسطيحة فوق الإداوة ودون المزادة قال عبد الرحمن بن عثمان فشرب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إحداهما قال حجاج طيبة ثم أهدى له لبن فعدله عن شرب الأخرى حتى اشتد ما فيها فذهب عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليشرب منها فوجده قد اشتد فقال اكسروه بالماء فإنما كان اشتداده والله أعلم بالحموضة أو بالحلاوة فقد روي عن نافع مولى بن عمر أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال ليرفأ اذهب إلى إخواننا فالتمس لنا عندهم شرابا فأتاهم فقالوا ما عندنا إلا هذه الأداوة وقد تغيرت فدعا بها عمر رضي الله عنه فذاقها فقبض وجهه ثم دعا بماء فصب عليه ثم شرب قال نافع والله ما قبض وجهه إلا أنها تخللت
17227 -
وأخبرنا أبو الحسين بن بشران أنبأ أبو الحسين أحمد بن محمد بن جعفر الجوزي ثنا بن أبي الدنيا حدثني إبراهيم بن سعيد أنبأ محبوب بن موسى أنبأ عبد الله بن المبارك عن أسامة بن زيد عن نافع قال : والله ما قبض عمر رضي الله عنه وجهه عن الأداوة حين ذاقها إلا أنها تخللت وروينا عن سعيد بن المسيب عن عمر رضي الله عنه بنحو من رواية نافع ويذكر عن قيس بن أبي حازم عن عتبة بن فرقد قال كان النبيذ الذي شربه عمر رضي الله عنه قد تخلل ويذكر عن زيد بن أسلم إن أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم كانوا إذا حمض عليهم النبيذ كسروه بالماء
17228 -
وأخبرنا أبو الحسن بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا عبد الله بن أحمد ثنا يحيى هو بن معين ثنا المعتمر هو بن سليمان حدثني أبي قال أنت حدثتني عن عبيد الله بن عمر قال : إنما كسر عمر النبيذ من شدة حلاوته
17229 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر الجراحي ثنا يحيى بن ساسويه ثنا عبد الكريم بن السكري ثنا وهب بن زمعة أخبرني علي الباشاني قال قال عبد الله بن المبارك : قال عبيد الله بن عمر لأبي حنيفة في النبيذ فقال أبو حنيفة أخذناه من قبل أبيك قال وأبي من هو قال إذا رابكم فاكسروه بالماء قال عبيد الله العمري إذا تيقنت به ولم ترتب كيف تصنع قال فسكت أبو حنيفة
17230 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ أبو الحسين الجوزي ثنا بن أبي الدنيا ثنا محمد بن أبي سمينة ثنا يحيى بن سعيد القطان قال سمعت سليمان التيمي يقول : ما في شربة من نبيذ ما يخاطر رجل بدينه
17231 -
وسمعت أبا القاسم عبد الخالق بن علي المؤذن يقول سمعت أبا علي محمد بن محمد بن محمود المزكي ببخارى يقول سمعت أبا عبد الله محمد بن نصر المروزي الإمام بسمرقند يقول سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول سمعت عبد الله بن إدريس الكوفي يقول : قلت لأهل الكوفة يا أهل الكوفة إنما حديثكم الذي تحدثونه في الرخصة في النبيذ عن العميان والعوران والعمشان أين أنتم عن أبناء المهاجرين والأنصار حدثني محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول كل مسكر خمر وكل مسكر حرام 10
باب الخليطين 17232 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب حدثني الليث بن سعد وجرير بن حازم ح وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث عن عطاء بن أبي رباح عن جابر بن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه و سلم : أنه نهى أن ينتبذ الزبيب والتمر جميعا ونهى أن ينتبذ البسر والرطب جميعا رواه مسلم في الصحيح عن قتيبة وعن شيبان عن جرير وأخرجه البخاري من حديث بن جريج عن عطاء
17233 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا أبو مسلم ثنا مسلم ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا محمد بن أيوب أنبأ مسلم بن إبراهيم ثنا هشام ثنا يحيى عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه : أن النبي صلى الله عليه و سلم نهى أن يجمع بين التمر والزهو وبين التمر والزبيب وأمر أن ينبذ كل واحد منها على حدة رواه البخاري في الصحيح عن مسلم بن إبراهيم
17234 -
وأخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا عباس بن محمد ثنا روح بن عبادة ثنا حسين المعلم ثنا يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي قتادة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : لا تنتبذوا الرطب والزهو جميعا والتمر والزبيب جميعا وانبذوا كل واحدة منهما على حدته قال يحيى فسألت عن ذلك عبد الله بن أبي قتادة فأخبرني بذلك عن أبيه رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن إسحاق الصغاني عن روح
17235 -
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إسحاق بن الحسن الحربي ثنا عفان ثنا أبان ثنا يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه : أن النبي صلى الله عليه و سلم نهى عن خليط البسر والتمر وعن خليط الزبيب والتمر وعن خليط الزهو والرطب وقال انتبذوا كل واحد على حدته
17236 -
قال وحدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه و سلم : بهذا رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن إسحاق عن عفان وأخرجه أيضا من حديث أبي سعيد الخدري وأبي هريرة وبن عباس وبن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم ورضي عنهم
17237 -
أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو حامد بن بلال ثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي ثنا عبيد الله بن موسى عن الحسن بن صالح عن خالد بن الفزر عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ألا إن المزاة حرام ألا أن المزاة حرام خلط البسر والتمر والتمر والزبيب
17238 -
أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا مسدد ثنا يحيى عن ثابت بن عمارة قال حدثتني ريطة عن كبشة بنت أبي مريم قالت : سألت أم سلمة ما كان النبي صلى الله عليه و سلم ينهي عنه قالت كان ينهانا أن نعجم النوى طبخا ونخلط الزبيب والتمر قال الشيخ رحمه الله يشبه أنه إنما نهى عن المبالغة في نضج النوى من أجل أنه يفسد طعم التمر أو لأنه علف الدواجن فتذهب قوته إذا نضج قاله أبو سليمان الخطابي رحمه الله
17239 -
وأخبرنا أبو زكريا وأبو بكر قالا ثنا أبو العباس أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني عبد الرحمن بن سلمان عن عقيل بن خالد عن معبد بن كعب بن مالك عن أخيه عبد الله بن كعب بن مالك عن امرأة أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : لا تنتبذوا التمر والزبيب جميعا انبذوا كل واحد منهما وحده قال الشيخ رحمه الله نهى النبي صلى الله عليه و سلم عن الخليطين يحتمل أمرين أحدهما أن يكون إنما نهى عنه لخلطهما سواء بلغ حد الإسكار أو لم يبلغ وأباح شربه إذا نبذ على حدته والآخر أن يكون إنما نهى عنه لأنه أقرب إلى الاشتداد وإذا نبذ على حدته كان أبعد عن الاشتداد فما لم يبلغ حالة الاشتداد في الموضعين جميعا لا يحرم وعلى هذا المعنى الثاني يدل ما
17240 -
أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة أنبا أبو داود ثنا مسدد ثنا عبد الله بن داود عن مسعر عن موسى بن عبد الله عن امرأة من بني أسد عن عائشة رضي الله عنها : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان ينبذ له زبيب فيلقي فيه تمر أو تمر فيلقي فيه زبيب
17241 -
وأخبرنا أبو علي أنبأ أبو بكر ثنا أبو داود ثنا زياد بن يحيى الحساني ثنا أبو بحر ثنا عتاب بن عبد العزيز الحماني حدثتني صفية بنت عطية قالت : دخلت مع نسوة من عبد القيس على عائشة رضي الله عنها فسألناها عن التمر والزبيب فقالت كنت آخذ قبضة من تمر وقبضة من زبيب فألقيه في إناء فأمرسه ثم أسقيه النبي صلى الله عليه و سلم
17242 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر بن الحسن وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن قتادة بن دعامة حدثه أنه سمع أنس بن مالك يقول : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى أن يخلط التمر والزهو ثم يشرب وأن ذلك كان عامة خمورهم يوم حرمت الخمر قال البخاري وقال عمرو بن الحارث فذكره ورواه مسلم عن أبي الطاهر عن بن وهب وفي هذا الحديث ما دل على أنه إنما نهى عنه لكونه خمرا والخمر ما خامر العقل وعلى أنه يستحب ترك الخليطين وإن لم يكن مسكرا لثبوت الإخبار في النهي عنه مطلقا وإنها أثبت مما روينا في الإباحة وبالله التوفيق 11
باب الأوعية 17243 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني عبد الله بن محمد الكعبي ثنا محمد بن أيوب ثنا مسدد ثنا يحيى عن سفيان حدثني سليمان عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد عن علي رضي الله عنه قال : نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الدباء والمزفت رواه البخاري في الصحيح عن مسدد وأخرجاه من حديث جرير وغيره عن الأعمش
17244 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك ح وأخبرنا أبو عبد الله ثنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ إسماعيل بن قتيبة ثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن نافع عن بن عمر : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم خطب الناس في بعض مغازيه قال بن عمر فأقبلت نحوه فانصرف قبل أن أبلغه فسألته ماذا قال قالوا نهى أن ينبذ في الدباء والمزفت رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى
17245 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم الشيباني بالكوفة ثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا مروان بن معاوية عن منصور بن حيان عن سعيد بن جبير عن بن عمر وبن عباس أنهما شهدا : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى عن الدباء والحنتم والنقير والمزفت رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة وغيره عن مروان
17246 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا حجاج بن منهال ثنا جرير بن حازم ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ عبد الله بن محمد الكعبي ثنا محمد بن أيوب أنبأ شيبان ثنا جرير بن حازم ثنا يعلى بن حكيم عن سعيد بن جبير قال سألت بن عمر عن نبيذ الجر فقال : حرم رسول الله صلى الله عليه و سلم نبيذ الجر قال فأتيت بن عباس فقلت ألا تسمع ما يقول بن عمر قال وما يقول قلت قال حرم رسول الله صلى الله عليه و سلم نبيذ الجر فقال صدق بن عمر حرم رسول الله صلى الله عليه و سلم نبيذ الجر فقلت وأي شيء نبيذ الجر فقال كل شيء يصنع من المدر لفظ حديث شيبان رواه مسلم في الصحيح عن شيبان بن فروخ
17247 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قال أبو عبد الله أخبرني وقال أبو سعيد ثنا أبو محمد أحمد بن عبد الله المزني أنبأ علي بن محمد بن عيسى ثنا أبو اليمان أخبرني شعيب عن الزهري قال أخبرني أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : لا تنتبذوا في الدباء ولا المزفت وكان أبو هريرة يلحق معها الحنتم والنقير رواه البخاري في الصحيح عن أبي اليمان
17248 -
حدثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني إملاء أنبأ أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد البصري بمكة ثنا عبد الله بن أيوب المخرمي ثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن أنس بن مالك : أن النبي صلى الله عليه و سلم نهى عن الدباء والمزفت أن ينبذ فيهما
17249 -
وأخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ سفيان قال سمعت الزهري يقول سمعت أنسا يقول : نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الدباء والمزفت أن ينتبذ فيه
17250 -
قال وأنبأ سفيان عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : لا تنتبذوا في الدباء والمزفت قال ثم يقول أبو هريرة واجتنبوا الحناتم والنقير رواه مسلم في الصحيح عن عمرو الناقد عن سفيان
17251 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله بن يعقوب ثنا محمد بن نعيم وأحمد بن سهل ح وأخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب قالوا ثنا نصر بن علي ثنا نوح بن قيس عن بن عون عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة : عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال لوفد عبد القيس أنهاكم عن النقير والمقير والحنتم والدباء والمزادة المجبوبة ولكن اشرب في سقائك وأوكه رواه مسلم في الصحيح عن نصر بن علي وفي حديث أبي صالح قيل لأبي هريرة ما الحنتم قال الجر الأخضر
17252 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ محمد بن يعقوب الشيباني ثنا إبراهيم بن أبي طالب ثنا حامد بن عمر ثنا عبد الواحد بن زياد ثنا سليمان الشيباني قال سمعت عبد الله بن أبي أوفى يقول : نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن نبيذ الجر الأخضر قلت أشرب في جرار البيض قال لا رواه البخاري في الصحيح عن موسى بن إسماعيل عن عبد الواحد
17253 -
وأخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالا ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ سفيان عن أبي إسحاق عن بن أبي أوفى قال : نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن نبيذ الجر الأخضر والأبيض والأحمر
17254 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن إسحاق أنبأ إسماعيل بن قتيبة ثنا يحيى بن يحيى ثنا أبو خيثمة عن أبي الزبير ح وأخبرنا أبو عبد الله ثنا أبو عبد الله بن يعقوب ثنا يحيى بن محمد بن يحيى أنبأ أحمد بن يونس ثنا زهير ثنا أبو الزبير عن جابر وبن عمر : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى عن النقير والمزفت والدباء وعن جابر قال كان ينبذ لرسول الله صلى الله عليه و سلم في سقاء فإذا لم يجدوا له سقاء ينبذ له في تور من حجارة فقال بعض القوم وأنا أسمع لأبي الزبير من برام قال من برام رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى وأحمد بن يونس وفي الباب عن عائشة وأبي سعيد الخدري وغيرهما
17255 -
وأخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك رحمه الله أنبأ عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا شعبة أخبرني عمرو بن مرة قال سمعت زاذان يقول قلت لابن عمر : أخبرنا بما نهى عنه رسول الله صلى الله عليه و سلم من الأوعية أخبرنا بلغتكم وفسره لنا بلغتنا قال نهى عن الحنتم وهي الجرة ونهى عن المزفت وهي المقير ونهى عن الدباء وهو القرع ونهى عن النقير وهي أصل النخلة تنقر نقرا وتنسج نسجا وأمر أن ينتبذ في الأسقية رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن مثنى وبندار عن أبي داود
17256 -
حدثنا أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا عيينة بن عبد الرحمن بن جوشن حدثني أبي قال : كان أبو بكرة ينتبذ له في جرة فقدم أبو برزة من غيبة كان غابها فنزل بمنزل أبي بكرة قبل أن يأتي منزله فذكر الحديث في إنكار ما نبذ له في جرة وقوله لامرأته وددت إنك جعلتيه في سقاء وأن أبا بكرة حين جاء قال قد عرفنا الذي نهينا عنه نهينا عن الدباء والنقير والحنتم والمزفت فإما الدباء فإنا معشر ثقيف بالطائف كنا نأخذ الدباء فنخرط فيها عناقيد العنب ثم ندفنها ثم نتركها حتى تهدر ثم تموت وأما النقير فإن أهل اليمامة كانوا ينقرون أصل النخلة فيشدخون فيه الرطب والبسر ثم يدعونه حتى يهدر ثم يموت وأما الحنتم فجرار كان يحمل إلينا فيها الخمر وأما المزفت فهي هذه الأوعية التي فيها هذا الزفت قال الشيخ كذا روي عن أبي بكرة وقد قال جماعة من أهل العلم أن المعنى في النهي عن الانتباذ في هذه الأوعية أن النبيذ فيها يكون أسرع إلى الفساد والاشتداد حتى يصير مسكرا وهو في الأسقية أبعد منه ثم وردت الرخصة في الأوعية كلها إذا لم يشربوا مسكرا والله أعلم 12
باب الرخصة في الأوعية بعد النهي 17257 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ سفيان ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن جعفر القطيعي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا سفيان عن سليمان الأحول عن مجاهد عن أبي عياض عن عبد الله بن عمرو قال لما نهى النبي صلى الله عليه و سلم عن الأوعية قالوا : ليس كل الناس يجد سقاء فأرخص في الجر غير المزفت لفظ حديث أحمد وفي رواية الشافعي فأذن لهم في الجر غير المزفت وسقط من إسناد حديثه أبو عياض وهو فيه أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح عن جماعة عن سفيان
17258 -
وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا محمد بن جعفر بن زياد ثنا شريك عن زياد بن فياض عن أبي عياض عن عبد الله بن عمرو قال : ذكر النبي صلى الله عليه و سلم الأوعية الدباء والحنتم والمزفت والنقير فقال أعرابي إنه لا ظروف قال اشربوا ما حل
17259 -
قال وحدثنا أبو داود ثنا الحسن بن علي ثنا يحيى بن آدم ثنا شريك بإسناده قال : اجتنبوا ما أسكر
17260 -
أخبرنا أبو عمرو الأديب أنبا أبو بكر الإسماعيلي أخبرني إبراهيم بن موسى ثنا محمد بن المثنى ثنا أبو أحمد الزبيري ثنا سفيان عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبد الله قال : نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الظروف فقالت الأنصار إنه لا بد لنا منها قال فلا إذا رواه البخاري في الصحيح عن يوسف بن موسى عن أبي أحمد
17261 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا بن أبي مريم أنبأ نافع بن يزيد أخبرني أبو حزرة يعقوب بن مجاهد ثنا عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله عن أبيه جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : أني كنت نهيتكم أن تنتبذوا في الدباء والحنتم والمزفت فانبذوا ولا أحل مسكرا
17262 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن محمد بن سلمة العنزي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا أحمد بن يونس ثنا معرف بن واصل ح قال وأخبرني أبو الوليد ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا وكيع عن معرف بن واصل عن محارب بن دثار عن بن بريدة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : كنت نهيتكم عن الأشربة في ظروف الأدم فاشربوا في كل وعاء غير أن لا تشربوا مسكرا رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة
17263 -
أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو الحسن بن عبدوس ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا محمد بن كثير أنبأ سفيان ح قال وأنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا محمد بن بشار ثنا أبو عاصم ثنا سفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : كنت نهيتكم عن زيارة القبور فقد أذن لمحمد في زيارة قبر أمه فزوروها فإنها تذكر الآخرة وكنت نهيتكم عن لحوم الأضاحي فوق ثلاث ليتسع ذو الطول على من لا طول له فكلوا ما بدا لكم وأطعموا وادخروا ونهيتكم عن الظروف وإن الظروف لا تحرم شيئا ولا تحلله وكل مسكر حرام لفظ حديث أبي عاصم رواه مسلم في الصحيح عن حجاج بن الشاعر عن أبي عاصم
17264 -
أخبرنا أبو بكر بن الحسن وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالا ثنا أبو العباس هو الأصم أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني أسامة بن زيد الليثي أن محمد بن يحيى بن حبان وأخبره أن واسع بن حبان حدثه أن أبا سعيد الخدري حدثه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم : قال نهيتكم عن النبيذ ألا فانتبذوا ولا أحل مسكرا
17265 -
وأخبرنا أبو بكر وأبو زكريا قالا ثنا أبو العباس أنبا محمد أنبأ بن وهب أخبرني بن جريج عن أيوب بن هانئ عن مسروق بن الأجدع عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : أني كنت نهيتكم عن نبيذ الأوعية ألا إن وعاء لا يحرم شيئا وكل مسكر حرام
17266 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا محمد بن أبي بكر ثنا يحيى بن سعيد القطان عن أبي حيان وهو يحيى بن سعيد التيمي عن أبيه عن مريم بنت طارق قالت : دخلت على عائشة رضي الله عنها في نسوة من أهل الأمصار فجعلن يسألنها عن الظروف فقالت تسألن عن ظروف ما كانت على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم أنهاكن عن كل مسكر وإن أسكر إحداكن ماء حبها 13
باب النهي عن اختناث الأسقية 17267 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو حامد بن بلال ثنا يحيى بن الربيع المكي ثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عبيد الله عن أبي سعيد : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى عن اختناث الاسقية رواه مسلم في الصحيح عن عمرو الناقد عن سفيان
17268 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن أبي نصر الداربردي بمرو أنبأ عبد الله بن روح المدائني أنبأ شبابة أنبأ بن أبي ذئب عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه و سلم : أنه نهى عن اختناث الاسقية أن يشرب من أفواهها رواه البخاري في الصحيح عن آدم عن بن أبي ذئب وقد مضى تمام هذا الباب في كتاب الوليمة
17269 -
وأخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ أبو عمرو بن السماك ثنا حنبل بن إسحاق ثنا أبو عبد الله أحمد بن حنبل ثنا إسماعيل هو بن علية عن أيوب عن عكرمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم : أنه نهى أن يشرب الرجل من في السقاء قال أيوب نبئت أن رجلا شرب من في السقاء فخرجت حية 14
باب ما جاء في وجوب الحد على من شرب خمرا أو نبيذا مسكرا 17270 - أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا سليمان بن حرب ثنا وهيب بن خالد ثنا أيوب عن عبد الله بن أبي مليكة عن عقبة بن الحارث : أن النبي صلى الله عليه و سلم أتى بالنعيمان أو بن النعيمان وهو سكران قال فشق على رسول الله صلى الله عليه و سلم مشقة شديدة ثم أمر من كان في البيت أن يضربوه فضربوه بالنعال والجريد قال فكنت في من ضربه رواه البخاري في الصحيح عن سليمان بن حرب
17271 -
أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب البسطامي أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني أحمد بن الحسين بن نصر الحذاء أنبأ علي بن المديني ثنا أنس بن عياض ثنا بن الهاد عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : أتى النبي صلى الله عليه و سلم برجل قد شرب فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم اضربوه قال فمنا الضارب بيده ومنا الضارب بنعله ومنا الضارب بثوبه فلما انصرف قال بعض القوم أخزاك الله قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تقولوا هكذا ولا تعينوا الشيطان عليه ولكن قولوا رحمك الله رواه البخاري في الصحيح عن علي بن عبد الله
17272 -
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ أبو سهل بن زياد القطان ثنا عبيد بن شريك ثنا بن أبي مريم ثنا يحيى بن أيوب حدثني بن الهاد حدثني محمد بن إبراهيم أن أبا سلمة بن عبد الرحمن أخبره عن أبي هريرة : أن النبي صلى الله عليه و سلم أتي بشارب فأمر النبي صلى الله عليه و سلم أصحابه أن يضربوه فمنهم من ضربه بنعله ومنهم بيده ومنهم بثوبه ثم قال ارجعوا ثم أمرهم فبكتوه فقالوا ألا تستحي مع رسول الله صلى الله عليه و سلم تصنع هذا ثم أرسله فلما أدبر وقع القوم يدعون عليه ويسبونه يقول القائل اللهم أخزه اللهم العنه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تقولوا هكذا ولكن قولوا اللهم اغفر له اللهم أرحمه
17273 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا عبد الله بن صالح حدثني الليث ح وأخبرنا أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد ثنا أبو زرعة ثنا يحيى بن بكير حدثني الليث حدثني خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه : أن رجلا على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم كان اسمه عبد الله وكان يلقب حمارا وكان يضحك رسول الله صلى الله عليه و سلم وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم قد جلده في الشراب فأتي به يوما فأمر به فجلد فقال رجل من القوم اللهم العنه ما أكثر ما يؤتى به فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تلعنه فوالله ما علمت أنه يحب الله ورسوله لفظ حديثهما سواء رواه البخاري في الصحيح عن بن بكير
17274 -
أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا سعدان بن نصر ثنا سفيان بن عيينة عن الزهري سمع السائب بن يزيد يقول سمعت عمر رضي الله عنه يقول : ذكر لي أن عبيد الله بن عمر وأصحابا له شربوا شرابا وأنا سائل عنه فإن كان يسكر حددتهم قال سفيان عن معمر عن الزهري عن السائب فرأيته يحدهم
17275 -
أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو أنبأ أبو محمد المزني أنبأ علي بن محمد بن عيسى ثنا أبو اليمان أخبرني شعيب عن الزهري أخبرني سالم أن عبد الله بن عمر قال : شرب أخي عبد الرحمن بن عمر وشرب معه أبو سروعة عقبة بن الحارث ونحن بمصر في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه فسكرا فلما صحا انطلقا إلى عمرو بن العاص وهو أمير مصر فقالا طهرنا فأنا قد سكرنا من شراب شربناه قال عبد الله بن عمر فلم أشعر أنهما أتيا عمرو بن العاص قال فذكر لي أخي أنه قد سكر فقلت له ادخل الدار أطهرك قال إنه قد حدث الأمير قال عبد الله فقلت والله لا تحلق اليوم على رؤوس الناس أدخل أحلقك وكانوا إذ ذاك يحلقون مع الحد فدخل معي الدار قال عبد الله فحلقت أخي بيدي ثم جلدهما عمرو بن العاص فسمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه بذلك فكتب إلي عمرو أن أبعث إلى عبد الرحمن بن عمر على قتب ففعل ذلك عمرو فلما قدم عبد الرحمن على عمر رضي الله عنه جلده وعاقبه من أجل مكانه منه ثم أرسله فلبث أشهرا صحيحا ثم أصابه قدره فيحسب عامة الناس أنه مات من جلد عمر ولم يمت من جلده قال الشيخ رحمه الله والذي يشبه أنه جلده جلد تعزير فإن الحد لا يعاد والله أعلم
17276 -
أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان ثنا الشافعي ثنا إبراهيم بن أبي يحيى عن جعفر بن محمد عن أبيه أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه : قال لا أوتي برجل شرب خمرا ولا نبيذا مسكرا إلا جلدته الحد
17277 -
أخبرنا أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ أبو محمد بن حيان ثنا أحمد بن سعيد الدمشقي ثنا هشام بن عمار ثنا الوليد ثنا بن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن عروة أنه حدث عمر بن عبد العزيز عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : اجلدوا في قليل الخمر وكثيره فإن أولها وآخرها حرام 15
باب من أقيم عليه الحد أربع مرات ثم عاد له 17278 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا موسى بن إسماعيل ثنا أبان عن عاصم عن أبي صالح عن معاوية بن أبي سفيان قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إذا شربوا الخمر فاجلدوهم ثم إن شربوا فاجلدوهم ثم إن شربوا فاجلدوهم ثم إن شربوا فاقتلوهم
17279 -
وأخبرنا أبو علي أنبأ أبو بكر ثنا أبو داود أنبأ موسى بن إسماعيل ثنا حماد عن حميد بن يزيد عن نافع عن بن عمر : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال بهذا المعنى قال وأحسبه قال في الخامسة إن شربها فاقتلوه
17280 -
أخبرنا أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا بن أبي ذئب ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا يزيد بن هارون أنبأ بن أبي ذئب عن الحارث بن عبد الرحمن عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : إذا سكر فاجلدوه ثم إن سكر فاجلدوه ثم إن سكر فاجلدوه فإن عاد الرابعة فاضربوا عنقه لفظ حديث يزيد وفي رواية الطيالسي من شرب الخمر فاجلدوه فإن عاد فاجلدوه فإن عاد الرابعة فاقتلوه
17281 -
أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة قال قال أبو داود السجستاني وكذا حديث عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم : إذا شرب الخمر فاجلدوه فإن عاد الرابعة فاقتلوه وكذا حديث سهيل عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم إن شربوا الرابعة فاقتلوهم وكذا حديث بن أبي نعم عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه و سلم وكذا حديث بن عمرو عن النبي صلى الله عليه و سلم والشريد عن النبي صلى الله عليه و سلم وفي حديث الجدلي عن معاوية عن النبي صلى الله عليه و سلم فإن عاد في الثالثة أو الرابعة فاقتلوه
17282 -
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي ح وأخبرنا أبو الحسين بن بشران أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار قالا ثنا سعدان بن نصر ثنا سفيان عن الزهري عن قبيصة بن ذؤيب قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من شرب الخمر فاجلدوه ثم إذا شرب فاجلدوه ثم إذا شرب فاجلدوه ثم إذا شرب في الرابعة فاقتلوه فأتي برجل قد شرب الخمر فجلده ثم أتي به فجلده ثم أتي به فجلده ثم أتي به في الرابعة فجلده فرفع القتل عن الناس وكانت رخصة فثبتت
17283 -
أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ سفيان عن الزهري عن قبيصة بن ذؤيب : فذكر هذا الحديث إلا أنه قال ثم إن شرب فاقتلوه لا يدري الزهري بعد الثالثة أو الرابعة قال في آخره ووضع القتل وصارت رخصة قال سفيان قال الزهري لمنصور بن المعتمر ومخول كونا وافدي العراق بهذا الحديث
17284 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان ثنا محمد بن الجهم السمري ثنا يعلى بن عبيد عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن قبيصة بن ذؤيب قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إذا شرب الخمر فاجلدوه فإن عاد فاجلدوه فإن عاد فاجلدوه فإن عاد فاقتلوه فأتي رسول الله صلى الله عليه و سلم برجل من الأنصار يقال له نعيمان فضربه أربع مرات فرأى المسلمون أن القتل قد أخر وأن الضرب قد وجب وقد روي هذا عن محمد بن إسحاق بن يسار عن بن المنكدر عن جابر
17285 -
حدثنا الشيخ الإمام أبو الطيب سهل بن محمد بن سليمان رحمه الله ثنا الإمام والدي ثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة ثنا محمد بن موسى الحرشي ثنا زياد بن عبد الله ثنا محمد بن إسحاق عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : من شرب الخمر فاجلدوه فإن عاد فاجلدوه فإن عاد فاجلدوه فإن عاد الرابعة فاقتلوه قال وضرب رسول الله صلى الله عليه و سلم النعيمان أربع مرات قال فرأى المسلمون أن الحد وقع حين ضرب رسول الله صلى الله عليه و سلم أربع مرات ورواه معمر عن محمد بن المنكدر عن زيد بن أسلم أنهما قالا ذلك 16
باب من وجد منه ريح شراب أو لقي سكران 17286 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن الحارث الأصبهاني أنبا أبو محمد بن حيان ثنا بن أبي عاصم إملاء ثنا محمد بن المثنى والحسن بن علي قالا ثنا أبو عاصم ثنا بن جريج ثنا محمد بن علي بن ركانة أخبرني عكرمة عن بن عباس : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يوقت في الخمر حدا قال بن عباس فشرب رجل فسكر فلقي يميل في الفج فانطلق به إلى النبي صلى الله عليه و سلم فلما حاذى بدار العباس انفلت فدخل على العباس فالتزمه فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم فضحك وقال فعلها ثم لم يأمر فيه بشيء
17287 -
وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا الحسن بن علي ومحمد بن المثنى : فذكره بنحوه إلا أنه قال لم يقت قال أبو داود هذا الحديث مما تفرد به أهل المدينة
17288 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ الحسن بن محمد الإسفرائيني ثنا محمد بن أحمد بن البراء قال سئل علي بن المديني عن محمد بن علي بن ركانة الذي روى هذا الحديث عن عكرمة فقال مجهول قال الشيخ : وقد روى معنى هذا الحديث محمد بن إسحاق بن يسار عن محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة
17289 -
أخبرناه أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق حدثني محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة عن عكرمة عن بن عباس قال : ما ضرب رسول الله صلى الله عليه و سلم في الخمر إلا أخيرا لقد غزا غزوة تبوك فغشي حجرته من الليل أبو علقمة بن الأعور السلمي وهو سكران حتى قطع بعض عرى الحجرة فقال من هذا فقيل أبو علقمة سكران فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ليقم إليه رجل منكم فليأخذ بيده حتى يرده إلى رحله وهذا إن صح فقول بن عباس لم يقت في الخمر حدا يعني لم يوقته لفظا وقد وقته فعلا وذلك يرد وإنما لم يعرض له والله أعلم بعد دخوله دار العباس من أجل أنه لم يكن ثبت عليه الحد بإقرار منه أو بشهادة عدول وإنما لقي في الطريق يميل فظن به السكر فلم يكشف عنه وتركه والله أعلم
17290 -
أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ سفيان عن الزهري عن السائب بن يزيد : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خرج فصلى على جنازة فسمعه السائب يقول أني وجدت من عبيد الله وأصحابه ريح شراب وأنا سائل عما شربوا فإن كان مسكرا حددتهم قال سفيان فأخبرني معمر عن الزهري عن السائب بن يزيد أنه حضره يحدهم
17291 -
وأخبرنا أبو زكريا ثنا أبو العباس أنبأ الربيع ثنا الشافعي أنبأ مسلم بن خالد عن بن جريج قال قلت لعطاء أتجلد في ريح الشراب فقال عطاء : إن الريح لتكون من الشراب الذي ليس به بأس فإذا اجتمعوا جميعا على شراب واحد فسكر أحدهم جلدوا جميعا الحد تاما قال الشافعي وقول عطاء مثل قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه
17292 -
أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن المؤمل ثنا أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري ثنا أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب أنبأ يعلى بن عبيد ثنا الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال قال عبد الله : كنت جالسا بحمص فقالوا لي أقرأ فقرأت سورة يوسف فقال رجل من القوم والله ما هكذا أنزلها الله عز و جل فقال فقلت ويحك لقد قرأتها على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال أحسنت وأنت تقول لي ما تقول قال فبينا أنا أكلمه إذ وجدت منه ريح الخمر فقلت تكذب بكتاب الله عز و جل وتشرب الخمر أما والله لا ترجع إلى أهلك حتى أجلدك الحد أخرجاه في الصحيح من حديث الأعمش ويحتمل أن عبد الله بن مسعود لم يجلده حتى ثبت عنده شربه ما يسكر ببينة أو اعتراف والله أعلم
17293 -
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور الرمادي ثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري أخبرني عبد الله بن عامر بن ربيعة وكان أبوه قد شهد بدرا : أن عمر رضي الله عنه استعمل قدامة بن مظعون على البحرين وهو خال حفصة وعبد الله بن عمر فقدم الجارود سيد عبد القيس على عمر فقال يا أمير المؤمنين إن قدامة شرب فسكر وإني رأيت حدا من حدود الله حقا علي أن أرفعه إليك فقال عمر رضي الله عنه من شهد معك قال أبو هريرة فدعا أبا هريرة فقال بم تشهد فقال لم أره شرب ولكني رأيته سكران يقىء فقال عمر رضي الله عنه لقد تنطعت في الشهادة قال ثم كتب إلى قدامة أن يقدم عليه من البحرين فقدم فقام إليه الجارود فقال أقم على هذا كتاب الله فقال عمر رضي الله عنه أخصم أنت أم شهيد قال بل شهيد قال فقد أديت الشهادة فصمت الجارود حتى غدا علي عمر فقال أقم على هذا حد الله فقال عمر رضي الله عنه ما أراك إلا خصما وما شهد معك الا رجل فقال الجارود اني أنشدك الله فقال عمر لتمسكن لسانك أو لأسوءنك فقال أبو هريرة أن كنت تشك في شهادتنا فأرسل إلى ابنة الوليد فاسألها وهي امرأة قدامة فأرسل عمر إلى هند بنت الوليد ينشدها فأقامت الشهادة على زوجها فقال عمر لقدامة اني حادك فقال لو شربت كما يقولون ما كان لكم لتجلدوني فقال عمر رضي الله عنه لم قال قدامة قال الله عز و جل ليس على { الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا } الآية قال عمر رضي الله عنه أخطأت التأويل ان اتقيت الله اجتنبت ما حرم الله عليك قال ثم أقبل عمر رضي الله عنه على الناس فقال ماذا ترون في جلد قدامة قالوا لا نرى أن تجلده ما كان مريضا فسكت عن ذلك أياما ثم أصبح يوما وقد عزم على جلده فقال لأصحابه ما ترون في جلد قدامة فقال القوم ما نرى أن تجلده ما دام وجعا فقال عمر رضي الله عنه لأن يلقى الله عز و جل تحت السياط أحب إلي من أن يلقاه وهو في عنقي ائتوني بسوط تام فأمر عمر رضي الله عنه بقدامة فجلد فغاضب عمر رضي الله عنه قدامة فهجره فحج وحج قدامة معه مغاضبا له فلما قفلا من حجهما ونزل عمر بالسقيا واستيقظ عمر من نومه فقال عجلوا علي بقدامة فأتوني به فوالله إني لأرى أن آتيا أتاني فقال سالم قدامة فإني أخوك فعجلوا إلي به فلما أتوه أبى أن يأتي فأمر به عمر رضي الله عنه أن أبى أن يجر إليه حتى كلمه واستغفر له وكان ذلك أول صلحهما في ابتداء هذه القصة ما دل على أن عمر رضي الله عنه توقف في قبول شهادتهما حيث لم يجتمعا على شربه وحين حده يحتمل أن يكون ثبت عنده شربه بإقراره أو شهادة آخر على شربه مع الجارود
17294 -
فقد أخبرنا أبو منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي الإمام وأبو نصر بن قتادة وأبو القاسم عبد الرحمن بن علي بن حمدان الفارسي قالوا أنبأ أبو عمرو بن نجيد أنبأ أبو مسلم ثنا الأنصاري حدثني بن عون عن محمد هو بن سيرين أن الجارود لما قدم على عمر رضي الله عنه : فذكر الحديث قال فقال يا أمير المؤمنين استعملت علينا من يشرب الخمر قال ومن شهودك قال أبو هريرة قال ختنك ختنك قال الأنصاري وكانت أخت الجارود تحت أبي هريرة قال أما والله لأوجعن متنه بالسوط قال فقال له ما ذاك في الحق أن يشرب ختنك وتجلد ختني قال ومن قال علقمة فشهدوا عنده فأمر بجلده وقال ما حابيت في إمارتي أحدا منذ وليت غيره فما بورك لي فيه اذهبوا فاجلدوه
17295 -
أخبرنا أبو علي الروذباري أنبا أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا مسدد وموسى بن إسماعيل المعنى قالا ثنا عبد العزيز بن المختار ثنا عبد الله الداناج حدثني حضين بن المنذر الرقاشي وهو أبو ساسان قال : شهدت عثمان بن عفان رضي الله عنه وأتي بالوليد بن عقبة فشهد عليه حمران ورجل آخر فشهد أحدهما أنه رآه شربها يعني الخمر وشهد الآخر أنه رآه يتقيأها فقال عثمان رضي الله عنه إنه لم يتقيأها حتى شربها فقال لعلي رضي الله عنه أقم عليه الحد فقال علي للحسن رضي الله عنهما أقم عليه الحد فقال ول حارها من تولى قارها فقال علي رضي الله عنه لعبد الله بن جعفر أقم عليه الحد قال فأخذ السوط فجلده وعلي رضي الله عنه يعد فلما بلغ أربعين قال حسبك جلد النبي صلى الله عليه و سلم أربعين أحسبه قال وجلد أبو بكر رضي الله عنه أربعين وعمر رضي الله عنه ثمانين وكل سنة وهذا أحب إلي أخرجه مسلم في الصحيح من حديث عبد العزيز وهذا لا أعلم له تأويلا يصح غير أنه قبل الشهادة عليه هكذا ومن يخالفه يقول لم تجتمع شهادتهما على شربه وقد يكره على الشرب فيتقيأها قال الشافعي في نظير هذه المسألة ومغيب المعنى لا يحد فيه أحد ولا يعاقب إنما يعاقب الناس على اليقين
17296 -
وقد رواه سعيد بن أبي عروبة عن عبد الله الداناج عن حضين أبي ساسان : قال ركب نفر منهم فأتوا عثمان بن عفان رضي الله عنه فأخبروه بما صنع الوليد فقال عثمان لعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما دونك بن عمك فاجلده أخبرناه أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس بن يعقوب ثنا يحيى بن أبي طالب أنبأ عبد الوهاب بن عطاء أنبأ سعيد فذكره أخرجه مسلم في الصحيح من حديث سعيد 17
باب ما جاء في إقامة الحد في حال السكر أو حتى يذهب سكره 17297 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق إملاء أنبأ يوسف بن يعقوب ثنا سليمان بن حرب ثنا وهيب ثنا أيوب عن عبد الله بن أبي مليكة عن عقبة بن الحارث : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أتى بالنعيمان أو بن النعيمان وهو سكران فشق على رسول الله صلى الله عليه و سلم مشقة شديدة ثم أمر من كان في البيت أن يضربوه قال فضربوه بالنعال والجريد قال فكنت فيمن يضربه رواه البخاري في الصحيح عن سليمان بن حرب كذا رواه وهيب عن أيوب
17298 -
ورواه عبد الوهاب الثقفي عن أيوب فقال : جيء بالنعيمان أو بن النعيمان شاربا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لمن في البيت اضربوه
17299 -
أخبرناه أبو عمرو البسطامي أنبأ أبو بكر الإسماعيلي ثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة ثنا بندار ثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد عن أيوب : فذكره رواه البخاري في الصحيح عن قتيبة عن عبد الوهاب
17300 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ ثنا الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا هدبة ثنا همام ثنا قتادة عن أنس بن مالك : أن رجلا رفع إلى النبي صلى الله عليه و سلم قد سكر قال فأمر قريبا من عشرين رجلا فجلدوه بالجريد والنعال وذكر الحديث وهذا يحتمل أن يكون رفع إليه بعد ما ذهب سكره والله أعلم
17301 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا وهب بن جرير ثنا شعبة عن أبي التياح عن أبي الوداك عن أبي سعيد الخدري أنه قال : لا أشرب نبيذ الجر بعد إذ أتي رسول الله صلى الله عليه و سلم بنشوان فقال يا رسول الله ما شربت خمرا إنما شربت نبيذ زبيب وتمر في دباءة قال فأمر به النبي صلى الله عليه و سلم فنهز بالأيدي وخفق بالنعال قال ونهى عن الزبيب والتمر وعن الدباء
17302 -
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت رجلا من أهل نجران عن بن عمر : أن النبي صلى الله عليه و سلم أتي برجل سكران فقال يا رسول الله إني لم أشرب الخمر إنما شربت زبيبا وتمرا فأمر به فضرب الحد ونهى عنهما أن يخلطا هكذا رواية الجماعة عن شعبة ثم عن أبي إسحاق
17303 -
وقد أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني عبد الرحمن بن حمدويه ثنا محمد بن إسحاق ثنا علي بن حجر السعدي ثنا داود بن الزبرقان عن شعبة عن أبي إسحاق قال حدثني فقيه من أهل نجران عن بن عمر : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أتي برجل سكران أو قال نشوان فلما ذهب سكره أمر بجلده قال يا رسول الله إني لم أشرب خمرا إنما شربت خليط بسر وتمر فأمر به فجلد ثم نهى عنهما أن يخلطا
17304 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ أبو الحسن الكارزي أنبأ علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد قال حدثني أبو النضر عن سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أبي رافع عن عمر رضي الله عنه أنه : أتي بشارب فقال لأبعثنك إلى رجل لا تأخذه فيك هوادة فبعث به إلى مطيع بن الأسود العدوي فقال إذا أصبحت غدا فاضربه الحد فجاء عمر رضي الله عنه وهو يضربه ضربا شديدا فقال قتلت الرجل كم ضربته قال ستين قال أقص عنه بعشرين قال أبو عبيد أقص عنه بعشرين يقول اجعل شدة هذا الضرب الذي ضربته قصاصا بالعشرين التي بقيت في هذا الحديث من الفقه أن ضرب الشارب ضرب خفيف وفيه أنه لم يضربه في سكره حتى أفاق ألم تسمع قوله إذا أصبحت غدا فاضربه الحد قال الشيخ رحمه الله وفيه أن الزيادة على الأربعين تعزير وليست بحد
17305 -
أخبرنا أبو محمد جناح بن نذير بن جناح القاضي بالكوفة أنبأ أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم ثنا أحمد بن حازم ثنا عبيد الله بن موسى أنبأ إسرائيل عن يحيى الجابر عن أبي ماجد قال : جاء رجل من المسلمين بابن أخ له وهو سكران فقال يا أبا عبد الرحمن إن بن أخي سكران فقال ترتروه ومزمزوه واستنكهوه ففعلوا فرفعه إلى السجن ثم دعا به من الغد وذكر الحديث في كيفية جلده قال أبو عبيد هو أن يحرك ويزعزع ويستنكه حتى يوجد منه الريح ليعلم ما شرب وهي التلتلة والترترة والمزمزة بمعنى واحد قال أبو عبيد وهذا الحديث بعض أهل العلم ينكره قال الشيخ رحمه الله لضعف يحيى الجابر وجهالة أبي ماجد
17306 -
أخبرنا أبو الحسن الرفاء أنبأ عثمان بن محمد بن بشر ثنا إسماعيل القاضي ثنا بن أبي أويس وعيسى بن ميناء قالا ثنا بن أبي الزناد عن أبيه عن الفقهاء من أهل المدينة كانوا يقولون : لا يجلد السكران حتى يصحو 18
باب ما جاء في عدد حد الخمر 17307 - حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا عبد العزيز بن المختار عن عبد الله بن فيروز عن حضين أبي ساسان الرقاشي قال : حضرت عثمان بن عفان رضي الله عنه وأتى بالوليد بن عقبة قد شرب الخمر وشهد عليه حمران بن أبان ورجل آخر فقال عثمان لعلي رضي الله عنهما أقم عليه الحد فأمر علي رضي الله عنه عبد الله بن جعفر ذي الجناحين رضي الله عنهما أن يجلده فأخذ في جلده وعلي رضي الله عنه يعد حتى جلد أربعين ثم قال له أمسك جلد رسول الله صلى الله عليه و سلم أربعين وأبو بكر رضي الله عنه وجلد عمر رضي الله عنه ثمانين وكل سنة وهذا أحب إلي أخرجه مسلم في الصحيح من حديث عبد العزيز بن المختار
17308 -
أخبرنا أبو محمد بن عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا عبد الوهاب بن عطاء عن سعيد عن عبد الله الداناج عن حضين أبي ساسان قال : ركب نفر منهم فأتوا عثمان بن عفان رضي الله عنه فأخبروه بما صنع الوليد فقال عثمان لعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما دونك بن عمك فاجلده فقال علي للحسن رضي الله عنهما قم فاجلده فقال الحسن رضي الله عنه فيما أنت وهذا ولهذا غيرك فقال بل عجزت ووهنت وضعفت يا عبد الله بن جعفر قم فاجلده فجعل يجلده وعلي رضي الله عنه يعد حتى بلغ أربعين فقال أمسك جلد رسول الله صلى الله عليه و سلم أربعين وجلد أبو بكر أربعين وجلد عمر ثمانين وكل سنة
17309 -
وأخبرنا أبو محمد أنبأ أبو سعيد ثنا الزعفراني ثنا يزيد بن هارون أنبأ سعيد عن عبد الله الداناج عن حضين بن المنذر بن الحارث بن وعلة أن الوليد بن عقبة : صلى بالناس الصبح أربعا ثم التفت إليهم فقال أزيدكم فرفع ذلك إلى عثمان رضي الله عنه فذكر نحوه غير أن في حديث يزيد ضرب رسول الله صلى الله عليه و سلم أربعين وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما صدرا من خلافته أربعين ثم أتمها عمر ثمانين وكل سنة أخرجه مسلم في الصحيح من حديث بن علية عن سعيد بن أبي عروبة مختصرا
17310 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو الحسن علي بن محمد بن سختويه ثنا محمد بن أيوب أنبأ مسلم وأبو عمر قالا ثنا هشام عن قتادة عن أنس : أن النبي صلى الله عليه و سلم جلد في الحد بالجريد وقال أبو عمر ضرب في الخمر بالجريد والنعال وضرب أبو بكر رضي الله عنه أربعين فلما أن ولي عمر رضي الله عنه قال إن الناس قد دنوا من الريف فما ترون في حد الخمر فقال له عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه نرى أن تجعله كأخف الحدود فجلده ثمانين رواه البخاري في الصحيح عن أبي عمر حفص بن عمر مختصرا
17311 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو عمرو الحيري أنبأ الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا وكيع عن هشام عن قتادة عن أنس : أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يضرب في الخمر بالنعال والجريد أربعين وأبو بكر رضي الله عنه ضرب أربعين فلما ولي عمر رضي الله عنه سئل عن ذلك فشاورهم عمر فقال بن عوف رضي الله عنهما أرى أن تضربه ثمانين فضربه ثمانين رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة
17312 -
أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمويه العسكري بالبصرة ثنا جعفر بن محمد القلانسي ثنا آدم ثنا شعبة ثنا قتادة عن أنس بن مالك : أن النبي صلى الله عليه و سلم أتي برجل شرب الخمر فضربه بجريدتين نحوا من أربعين ثم صنع أبو بكر رضي الله عنه مثل ذلك فلما كان عمر رضي الله عنه استشار الناس فيه فقال له عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أخف الحدود ثمانون ففعل رواه البخاري في الصحيح عن آدم بن أبي إياس مختصرا ورواه بن أبي عروبة عن قتادة فقال عن النبي صلى الله عليه و سلم إنه جلد بالجريد والنعال أربعين ورواه همام عن قتادة قال فأمر قريبا من عشرين رجلا فجلده كل رجل جلدتين بالجريد والنعال أربعين
17313 -
أخبرناه أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس هو الأصم ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا خلف ثنا بهز ثنا همام ثنا قتادة عن أنس : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أتي برجل قد سكر فذكره
17314 -
أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن محمد بن حمدان الصيرفي بمرو ثنا عبد الصمد بن الفضل البلخي ثنا مكي بن إبراهيم ثنا الجعيد عن يزيد بن خصيفة عن السائب بن يزيد قال : كنا نؤتى بالشراب في عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم وفي عهد أبي بكر وصدرا من إمرة عمر يعني فنضربهم بأيدينا ونعالنا وأرديتنا حتى كان صدرا من إمرة عمر رضي الله عنه فجلد أربعين حتى إذا عتوا فيه وفسقوا جلد ثمانين رواه البخاري في الصحيح عن مكي بن إبراهيم
17315 -
أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن وأبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان ثنا الشافعي قال أخبرنا عن معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن أزهر قال : رأيت النبي صلى الله عليه و سلم عام حنين يسأل عن رحل خالد بن الوليد فجئت بين يديه أسأل عن رحل خالد حتى أتاه جذعا وأتي النبي صلى الله عليه و سلم بشارب قال اضربوه فضربوه بالأيدي والنعال وأطراف الثياب وحثوا عليه التراب ثم قال النبي صلى الله عليه و سلم بكتوه فبكتوه ثم أرسله قال فلما كان أبو بكر رضي الله عنه سأل من حضر ذلك المضروب فقومه أربعين فضرب أبو بكر رضي الله عنه في الخمر أربعين حياته ثم عمر رضي الله عنه حتى تتابع الناس في الخمر فاستشار فضربه ثمانين وكذلك رواه هشام بن يوسف الصنعاني عن معمر
17316 -
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان ثنا عبيد الله بن موسى أنبأ أسامة بن زيد عن الزهري عن عبد الرحمن بن أزهر قال : رأيت النبي صلى الله عليه و سلم عام الفتح وأنا غلام شاب يسأل عن منزل خالد بن الوليد فأتى بشارب فأمرهم فضربوه بما في أيديهم فمنهم من يضرب بالسوط ومنهم من يضرب بالعصا وحثا عليه النبي صلى الله عليه و سلم التراب
17317 -
وأخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن الحارث الأصبهاني الفقيه أنبأ أبو الحسن علي بن عمر الحافظ ثنا القاضي الحسين بن إسماعيل ثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا صفوان بن عيسى ثنا أسامة بن زيد عن الزهري قال أخبرني عبد الرحمن بن أزهر قال : رأيت النبي صلى الله عليه و سلم يوم حنين وهو يتخلل الناس يسأل عن منزل خالد بن الوليد فأتي بسكران قال فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لمن عنده اضربوه فضربوه بما في أيديهم قال وحثا رسول الله صلى الله عليه و سلم عليه التراب قال ثم أتي أبو بكر رضي الله عنه بسكران قال فتوخى الذي كان من ضربهم يومئذ فضرب أربعين قال الزهري ثم أخبرني حميد بن عبد الرحمن عن بن وبرة الكلبي قال أرسلني خالد بن الوليد إلى عمر رضي الله عنه فأتيته ومعه عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهما وعلي وطلحة والزبير رضي الله عنهم وهم معه متكئون في المسجد فقلت إن خالد بن الوليد أرسلني إليك وهو يقرأ عليك السلام ويقول إن الناس قد انهمكوا في الخمر وتحاقروا العقوبة فيه فقال عمر رضي الله عنه هم هؤلاء عندك فسألهم فقال علي رضي الله عنه نراه إذا سكر هذى وإذا هذى افترى وعلى المفتري ثمانون قال فقال عمر رضي الله عنه أبلغ صاحبك ما قال قال فجلد خالد رضي الله عنه ثمانين وجلد عمر رضي الله عنه أيضا ثمانين قال وكان عمر رضي الله عنه إذا أتى بالرجل الضعيف التي كانت منه الزلة ضربه أربعين قال وجلد عثمان رضي الله عنه أيضا ثمانين وأربعين
17318 -
قال وحدثنا الحسين ثنا يعقوب ثنا روح ثنا أسامة بن زيد ثنا بن شهاب أخبرني عبد الرحمن بن أزهر عن النبي صلى الله عليه و سلم : مثل ذلك
17319 -
قال وحدثنا الحسين ثنا يعقوب ثنا عثمان بن عمر ثنا أسامة بن زيد عن الزهري عن عبد الرحمن بن أزهر عن النبي صلى الله عليه و سلم فذكر : مثل ذلك
17320 -
وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا بن السرح قال وجدت في كتاب خالي عبد الرحمن بن عبد الحميد عن عقيل أن بن شهاب أخبره أن عبد الله بن عبد الرحمن بن الأزهر أخبره عن أبيه : أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم بشارب وهو بحنين فحثا في وجهه التراب ثم أمر أصحابه فضربوه بنعالهم وما كان في أيديهم حتى قال لهم ارفعوا فرفعوا فتوفي رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم جلد أبو بكر رضي الله عنه في الخمر أربعين ثم جلد عمر رضي الله عنه أربعين صدرا من إمارته ثم جلد ثمانين في آخر خلافته ثم جلد عثمان رضي الله عنه الحدين كلاهما ثمانين وأربعين ثم أثبت معاوية رحمه الله الحد ثمانين
17321 -
أخبرنا أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ أبو محمد بن حيان الأصبهاني حدثني الوليد بن أبان ثنا يعقوب بن سفيان ثنا سعيد بن كثير بن عفير ثنا يحيى بن فليح أخو محمد بن فليح عن ثور بن زيد عن عكرمة عن بن عباس : أن الشراب كانوا يضربون على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم يعني بالأيدي والنعال والعصي قال وكانوا في خلافة أبي بكر رضي الله عنه أكثر منهم في عهد النبي صلى الله عليه و سلم فقال أبو بكر رضي الله عنه لو فرضنا لهم هذا فتوخى نحوا مما كانوا يضربون في عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم فكان أبو بكر رضي الله عنه يجلدهم أربعين حتى توفي ثم كان عمر رضي الله عنه من بعدهم فجلدهم كذلك أربعين حتى أتي برجل من المهاجرين الأولين وقد شرب فأمر به أن يجلد فقال لم تجلدني بيني وبينك كتاب الله قال وفي أي كتاب الله تجد أن لا أجلدك قال إن الله تعالى يقول في كتابه { ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا } الآية شهدت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم بدرا وأحدا والخندق والمشاهد فقال عمر رضي الله عنه ألا تردون عليه ما يقول فقال بن عباس إن هؤلاء الآيات نزلت عذرا للماضين وحجة على الباقين فعذر الماضين لأنهم لقوا الله عز و جل قبل أن تحرم عليهم الخمر وحجة على الباقين لأن الله تعالى يقول { يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام } الآية فإن كان من الذين أمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وأحسنوا فإن الله قد نهى أن تشرب الخمر قال عمر رضي الله عنه فماذا ترون قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه نرى أنه إذا شرب سكر وإذا سكر هذى وإذا هذى افترى وعلى المفتري ثمانون جلدة فأمر عمر فجلد ثمانين
17322 -
أخبرناه عاليا أبو عبد الله الحافظ ثنا عبد الله بن جعفر الفارسي ثنا يعقوب بن سفيان ثنا سعيد بن كثير بن عفير حدثني يحيى بن فليح عن ثور بن زيد عن عكرمة عن بن عباس : أن الشراب كانوا يضربون على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم بالأيدي والنعال والعصي حتى توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ثم ذكر الحديث بطوله
17323 -
أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم الأردستاني أنبأ أبو نصر العراقي ثنا سفيان بن محمد الجوهري ثنا علي بن الحسن ثنا عبد الله بن الوليد ثنا سفيان عن أبي سنان الشيباني عن عبد الله بن أبي الهذيل قال : أتى عمر رضي الله عنه بشيخ قد شرب الخمر في شهر رمضان فجلده ثمانين ونفاه إلى الشام وجعل يقول للمنخرين أفي شهر رمضان وولداننا صيام أو صبياننا صيام
17324 -
قال وحدثنا سفيان عن عطاء بن أبي مروان عن أبيه قال : أتي علي رضي الله عنه بالنجاشي قد شرب خمرا في رمضان فأفطر فضربه ثمانين ثم أخرجه من الغد فضربه عشرين وقال إنما ضربتك هذه العشرين لجرأتك على الله وإفطارك في شهر رمضان
17325 -
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي ثنا سعدان بن نصر ثنا سفيان عن عمرو عن محمد بن علي : أن عليا رضي الله عنه جلد رجلا في الخمر أربعين جلدة بسوط له طرفان وكأنه أراد صار أربعين بالطرفين وذكره في موضع آخر كما روينا في حديث سعدان فقد روينا في الحديث الموصول عنه أنه أمر بجلده أربعين واحتج فيه بمن قبله وهذه الرواية منقطعة والله أعلم
17326 -
أخبرنا أبو أحمد المهرجاني أنبأ أبو بكر بن جعفر ثنا محمد بن إبراهيم ثنا بن بكير ثنا مالك عن بن شهاب : أنه سئل عن جلد العبد في الخمر فقال بلغنا أن عليه نصف حد الحر وإن عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعبد الله بن عمر رضي الله عنهم قد جلدوا عبيدهم نصف حد الحر في الخمر 19
باب الشارب يضرب زيادة على الأربعين فيموت في الزيادة والذي يموت في غير حد واجب فيما يعاقب به 17327 - أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله البسطامي أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني القاسم هو بن زكريا ثنا بندار وأحمد بن يعقوب وسنان قالوا ثنا بن مهدي ثنا سفيان عن أبي حصين عن عمير بن سعيد النخعي عن علي رضي الله عنه قال : ما من رجل أقمت عليه حدا فمات فأجد في نفسي إلا الخمر فإنه إن مات وديته أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يسنه رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن مثنى عن عبد الرحمن بن مهدي وأخرجه البخاري من وجه آخر عن سفيان وإنما أراد والله أعلم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يسنه زيادة على الأربعين أو لم يسنه بالسياط وقد سنه بالنعال وأطراف الثياب مقدار أربعين والله أعلم
17328 -
وفيما أجاز لي أبو عبد الله الحافظ روايته عنه عن أبي العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ إبراهيم بن محمد عن علي بن يحيى عن الحسن أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه : قال ما أحد يموت في حد من الحدود فأجد في نفسي منه شيئا إلا الذي يموت في حد الخمر فإنه شيء أحدثناه بعد النبي صلى الله عليه و سلم فمن مات منه فديته أما قال في بيت المال وأما قال على عاقلة الإمام أشك يعني الشافعي قال الشافعي رضي الله عنه وبلغنا أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أرسل إلى امرأة ففزعت فأجهضت ذا بطنها فاستشار عليا رضي الله عنه فأشار عليه أن يديه فأمر عمر عليا رضي الله عنهما فقال عزمت عليك لتقسمنها على قومك
17329 -
أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن محمد بن جعفر بن مؤمن بن شبان العطار ببغداد ثنا عبد الباقي بن قانع ثنا حامد بن محمد ثنا شريح ثنا هشيم عن أشعث عن فضيل عن عبد الله بن معقل : أن عليا رضي الله عنه ضرب رجلا حدا فزاده الجلاد سوطين فأقاده منه علي رضي الله عنه 20
باب الإمام فيما يؤدب أن رأى تركه تركه قال الشافعي رحمه الله ألا ترى أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد ظهر على قوم أنهم غلوا في سبيل الله فلم يعاقبهم ولو كانت العقوبة تلزم لزوم الحد ما تركهم كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم وقطع امرأة لها شرف فكلم فيها لو سرقت فلانة لامرأة شريفة لقطعت يدها
17330 -
حدثنا الإمام أبو الطيب سهل بن محمد بن سليمان رحمه الله إملاء ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الربيع بن سليمان ثنا أيوب بن سويد عن بن شوذب يعني عبد الله بن شوذب عن عامر بن عبد الواحد عن عبد الله بن بريدة الأسلمي عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه و سلم إذا أصاب غنيمة أمر بلالا فنادى ثلاثا فيرفع الناس ما أصابوا ثم يأمر به فيخمس فأتاه رجل بزمام من شعر وقد قسمت الغنيمة فقال هل سمعت بلالا ينادي ثلاثا قال نعم قال فما منعك أن تأتي به فاعتذر إليه فقال له كن أنت الذي توافى به يوم القيامة فإني لن أقبله منك وكذلك رواه أبو إسحاق الفزاري عن عبد الله بن شوذب
17331 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو بكر بن عبد الله أنبأ الحسن بن سفيان ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا جرير عن سليمان التيمي عن أبي عثمان عن عبد الله قال : أصاب رجل من امرأة شيئا دون الفاحشة فأتى عمر رضي الله عنه فعظم عليه ثم أتى أبا بكر رضي الله عنه فعظم عليه ثم أتى النبي صلى الله عليه و سلم فلا أدري أعظم عليه أم لا قال فأنزل الله عز و جل أقم { الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات } فقال الرجل ألي هذه يا رسول الله فقال هي لمن أخذ بها من أمتي رواه مسلم في الصحيح عن عثمان بن أبي شيبة وأخرجه البخاري من وجه آخر عن التيمي
17332 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور ثنا عبد الرزاق وأنا بن جريج وبن أبي سبرة قالا : تشاتم رجلان عند أبي بكر رضي الله عنه فلم يقل لهما شيئا وتشاتما عند عمر فأدبهما 21
باب السلطان يكره رجلا على أن يدخل نهرا أو ينزل بئرا أو يرقى نخلة 17333 - أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن المؤمل ثنا أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري ثنا محمد بن عبد الوهاب أنبأ يعلى بن عبيد ح وأخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا يعلى بن عبيد ثنا الأعمش عن زيد بن وهب قال : خرج عمر رضي الله عنه ويداه في أذنيه وهو يقول يا لبيكاه يا لبيكاه قال الناس ماله قال جاءه بريد من بعض أمرائه أن نهرا حال بينهم وبين العبور ولم يجدوا سفنا فقال أميرهم اطلبوا لنا رجلا يعلم غور الماء فأتي بشيخ فقال أني أخاف البرد وذاك في البرد فأكرهه فأدخله فلم يلبثه البرد فجعل ينادي يا عمراه يا عمراه فغرق فكتب إليه فأقبل فمكث أياما معرضا عنه وكان إذا وجد على أحد منهم فعل به ذلك ثم قال ما فعل الرجل الذي قتلته قال يا أمير المؤمنين ما تعمدت قتله لم نجد شيئا يعبر فيه وأردنا أن نعلم غور الماء ففتحنا كذا وكذا وأصبنا كذا وكذا فقال عمر رضي الله عنه لرجل مسلم أحب إلي من كل شيء جئت به لولا أن تكون سنة لضربت عنقك اذهب فأعط أهله ديته وأخرج فلا أراك 22
باب السلطان يكره على الاختتان أو الصبي وسيد المملوك يأمران به وما ورد في الختان 17334 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب ح قال وحدثنا بحر بن نصر قال قرئ على بن وهب أخبرك يونس عن بن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال : الفطرة خمس الاختتان والاستحداد وقص الشارب وتقليم الأظفار ونتف الإبط رواه مسلم في الصحيح عن أبي الطاهر وحرملة عن بن وهب وأخرجه البخاري من وجه آخر عن الزهري
17335 -
أخبرنا أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ ثنا أحمد بن محمد بن هارون بن إسماعيل الغزي ثنا محمد بن حماد الطهراني ثنا عبد الرزاق أنبأ بن جريج قال أخبرت عن عثيم بن كليب عن أبيه عن جده : أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم فأسلم فقال النبي صلى الله عليه و سلم ألق عنك شعر الكفر واختتن قال أبو أحمد وهذا الذي قاله بن جريج في هذا الإسناد أخبرت عن عثيم بن كليب إنما حدثه إبراهيم بن أبي يحيى فكني عن اسمه
17336 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن بندار القزويني بمكة ثنا أبو محمد سهل بن أحمد الديباجي ثنا أبو علي محمد بن محمد بن الأشعث ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر محمد بن داود بن سليمان الصوفي قال قرئ على أبي علي محمد بن محمد بن الأشعث الكوفي حدثني موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ثنا أبي عن أبيه عن جده جعفر بن محمد عن أبيه عن جده علي بن الحسين بن علي عن أبيه عن أبيه علي رضي الله عنه قال : وجدنا في قائم سيف رسول الله صلى الله عليه و سلم في الصحيفة إن الأقلف لا يترك في الإسلام حتى يختتن ولو بلغ ثمانين سنة وهذا حديث ينفرد به أهل البيت عليهم السلام بهذا الإسناد
17337 -
أخبرنا أبو الحسن بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا جعفر بن أحمد بن عاصم الدمشقي ثنا هشام بن عمار ثنا مروان ثنا محمد بن حسان عن عبد الملك بن عمير عن أم عطية الأنصارية : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أمر خاتنة تختن فقال إذا ختنت فلا تنهكي فإن ذلك أحظى للمرأة وأحب إلى البعل
17338 -
وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا سليمان بن عبد الرحمن وعبد الوهاب بن عبد الرحيم الأشجعي قالا ثنا مروان ثنا محمد بن حسان قال عبد الوهاب الكوفي عن عبد الملك بن عمير عن أم عطية الأنصارية : أن امرأة كانت تختن بالمدينة فقال لها النبي صلى الله عليه و سلم لا تنهكي فإن ذلك أحظى للمرأة وأحب إلى البعل قال أبو داود محمد بن حسان مجهول وهذا الحديث ضعيف
17339 -
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ببغداد أنبأ أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي ثنا جعفر بن محمد بن الأزهر ثنا المفضل بن غسان الغلابي قال : سألت أبا زكريا عن حديث حدثنا به عبد الله بن جعفر ثنا عبيد الله بن عمرو حدثني رجل من أهل الكوفة عن عبد الملك بن عمير عن الضحاك بن قيس قال كان بالمدينة امرأة يقال لها أم عطية تخفض الجواري فقال لها رسول الله صلى الله عليه و سلم يا أم عطية أخفضي ولا تنهكي فإنه أسرى للوجه وأحظى عند الزوج قال الغلابي فقال أبو زكريا وهو يحيى بن معين الضحاك بن قيس هذا ليس بالفهري
17340 -
وأخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق أنبأ أبو بكر بن أبي دارم ثنا أحمد بن موسى بن إسحاق ح وأخبرنا أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ ثنا أبو خليفة ثنا محمد بن سلام الجمحي ثنا زائدة بن أبي الرقاد ثنا ثابت عن أنس عن النبي صلى الله عليه و سلم : إذا حفضت فاشمي ولا تنهكي فإنه أسري للوجه وأحظى عند الزوج قال أبو أحمد هذا يرويه عن ثابت زائدة بن أبي الرقاد لا أعلم يرويه عنه غيره
17341 -
وأخبرنا أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ ثنا الحسن بن سفيان حدثني محمد بن المتوكل ثنا الوليد بن مسلم عن زهير بن محمد المكي عن محمد بن المنكدر عن جابر قال : عق رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الحسن والحسين وختنهما لسبعة أيام
17342 -
أخبرنا أبو الحسين علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا الأسفاطي يعني العباس بن الفضل وتمتام قالا ثنا أحمد بن يونس حدثتنا أم الأسود قالت سمعت منية بنت عبيد بن أبي برزة تحدث عن جدها أبي برزة عن النبي صلى الله عليه و سلم : في الأقلف يحج بيت الله قال لا حتى يختتن لفظ حديث تمتام وفي رواية الأسفاطي قال سمعت منية قالت سمعت أبا برزة قال سألنا رسول الله صلى الله عليه و سلم عن رجل أقلف يحج بيت الله قال لا حتى يختتن
17343 -
أخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه أنبأ أبو محمد بن حيان ثنا عبدان ثنا أيوب الوزان ثنا الوليد بن الوليد ثنا بن ثوبان عن محمد بن عجلان عن عكرمة عن بن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : الختان سنة للرجال مكرمة للنساء هذا إسناد ضعيف والمحفوظ موقوف
17344 -
أخبرناه هلال بن محمد بن جعفر الحفار أنبأ الحسين بن يحيى بن عياش القطان ثنا إبراهيم بن مجشر ثنا وكيع بن الجراح عن سعيد بن بشير عن قتادة عن جابر بن زيد عن بن عباس قال : الختان سنة للرجال ومكرمة للنساء
17345 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو محمد بن أبي حامد المقرئ قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن سليمان البرلسي ثنا إبراهيم بن الحجاج ثنا حفص بن غياث عن الحجاج عن أبي مليح بن أسامة عن أبيه قال قال النبي صلى الله عليه و سلم : الختان سنة للرجال ومكرمة للنساء الحجاج بن أرطأة لا يحتج به وقيل عنه عن مكحول عن أبي أيوب وهو منقطع
17346 -
أخبرناه علي بن محمد المقرئ أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا محمد بن أبي بكر ثنا عبد الواحد بن زياد ثنا الحجاج عن مكحول عن أبي أيوب قال قال النبي صلى الله عليه و سلم : الختان سنة للرجال ومكرمة للنساء
17347 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله الصنعاني أنبأ إسحاق بن إبراهيم أنبأ عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن رجل عن بن عباس : أنه كره ذبيحة الأرغل قال لا تقبل صلاته ولا تجوز شهادته
17348 -
قال وأخبرنا عبد الرزاق عن بن أبي يحيى عن داود بن الحصين عن عكرمة عن بن عباس قال : لا تقبل صلاة رجل لم يختتن وهذا يدل على أنه كان يوجبه وإن قوله الختان سنة أراد به سنة النبي صلى الله عليه و سلم الموجبة وأحسن ما يستدل به في هذه المسألة ما
17349 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير بن القاسم الخواص ثنا موسى بن هارون ثنا قتيبة بن سعيد ثنا المغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : اختتن إبراهيم النبي صلى الله عليه و سلم وهو بن ثمانين سنة بالقدوم رواه البخاري ومسلم في الصحيح عن قتيبة بن سعيد وقد قال الله تبارك وتعالى { ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا } وروينا في كتاب الطهارة عن بن عباس في قوله وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال ابتلاه الله عز و جل بالطهارة خمس في الرأس وخمس في الجسد في الرأس قص الشارب والمضمضة والاستنشاق والسواك وفرق الرأس وفي الجسد تقليم الأظفار وحلق العانة والختان ونتف الإبط وغسل مكان الغائط والبول بالماء قال أصحابنا والابتلاء إنما يقع في الغالب بما يكون واجبا
17350 -
أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو طاهر المحمد آباذي أنبا أبو قلابة ثنا يحيى بن أبي بكير ثنا أبو شهاب عبد ربه عن حمزة الجزري عن عبد الكريم عن إبراهيم عن علقمة : أن عليا رضي الله عنه كان لا يجيز شهادة الأقلف حمزة الجزري تركوه لا يجوز الاحتجاج بخبره
17351 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبيد الله ثنا أبو عبد الرحمن المقرئ ثنا موسى بن علي قال سمعت أبي يقول : إن إبراهيم خليل الرحمن أمر أن يختتن وهو بن ثمانين سنة فعجل فاختتن بقدوم فاشتد عليه الوجع فدعا ربه فأوحى الله إليه إنك عجلت قبل أن نأمرك بالآلة قال يا رب كرهت أن أؤخر أمرك قال وختن إسماعيل عليه السلام وهو بن ثلاثة عشر سنة وختن إسحاق عليه السلام وهو بن سبعة أيام
جماع أبواب صفة السوط ( 23
باب ما جاء في صفة السوط والضرب 17352 - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك عن زيد بن أسلم : أن رجلا اعترف على نفسه بالزنا فدعا له رسول الله صلى الله عليه و سلم بسوط فأتي بسوط مكسور فقال فوق هذا فأتي بسوط جديد لم تقطع ثمرته فقال بين هذين فأتي بسوط قد ركب به فلان فأمر به فجلد ثم قال أيها الناس قد آن لكم أن تنتهوا عن محارم الله فمن أصاب منكم من هذه القاذورة شيئا فليستتر بستر الله فإنه من يبد لنا صفحته نقم عليه كتاب الله عز و جل قال الشافعي رحمه الله هذا حديث منقطع ليس مما يثبت به هو نفسه حجة وقد رأيت من أهل العلم عندنا من يعرفه ويقول به فنحن نقول به
17353 -
أخبرنا أبو بكر الأردستاني أنبأ أبو نصر العراقي ببخارى ثنا سفيان بن محمد الجوهري ثنا علي بن الحسن ثنا عبد الله بن الوليد ثنا سفيان ثنا عاصم الأحول عن أبي عثمان النهدي قال : أتى عمر بن الخطاب رضي الله عنه برجل في حد فأتى بسوط فيه شدة فقال أريد ألين من هذا ثم أتي بسوط فيه لين فقال أريد أشد من هذا فأتى بسوط بين السوطين فقال اضرب ولا يرى إبطك وأعط كل عضو حقه
17354 -
قال وحدثنا سفيان أنبأ أبو حصين أخبرني مخبر عن علي رضي الله عنه أنه : أتي برجل في خمر فقال دع له يديه يتقي بهما
17355 -
قال وحدثنا سفيان ثنا جويبر عن الضحاك بن مزاحم عن عبد الله بن مسعود قال : لا يحل في هذه الأمة تجريد ولا مد ولا غل ولا صفد
17356 -
أخبرنا أبو محمد جناح بن نذير بن جناح القاضي بالكوفة أنبأ أبو جعفر بن دحيم ثنا أحمد بن حازم أنبأ عبيد الله بن موسى أنبأ إسرائيل عن يحيى الجابر عن أبي ماجد قال : جاء رجل من المسلمين بابن أخ له وهو سكران فقال يا أبا عبد الرحمن إن بن أخي سكران فقال ترتروه ومزمزوه واستنكهوه ففعلوا فرفعه إلى السجن ثم دعاه من الغد ودعا بسوط ثم أمر بثمرته فدقت بين حجرين حتى صارت درة قال عبيد الله يشير بإصبعه هكذا وجمعهما ثم قال للجلاد اجلد وارجع يدك وأعط كل عضو حقه قلت ما أرجع قال لا يرى بياض إبطه فضربه ضربا غير مبرح قلت ما غير مبرح قال ضرب ليس بالشديد ولا بالهين وضربه في قميص وإزار أو قميص وسراويل وذكر الحديث
17357 -
أخبرنا أبو حازم الحافظ أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا سفيان قال سمعت سعد بن إبراهيم يحدث عن الزهري قال : إن أهل العراق يقولون إن القاذف لا يجلد جلدا شديدا قال سعد وأشهد على أبي أنه حدثني أنه لما جلد أبو بكرة أمرت أمه بشاة فذبحت ثم سلخت فألبسته جلدها فهل ذاك إلا من جلد شديد
17358 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن شيبان ثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه رواه مسلم في الصحيح عن عمرو الناقد وزهير عن سفيان
17359 -
وأخبرنا أبو حازم أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا هشيم أنبأ بن أبي ليلى عن عدي بن ثابت قال أخبرني هنيدة بن خالد أنه : شهد عليا رضي الله عنه أقام على رجل حدا فقال للجالد اضرب واعط كل عضو حقه واتق وجهه ومذاكيره
17360 -
وأخبرنا أبو حازم أنبأ أبو الفضل أنبأ أحمد بن نجدة ثنا سعيد ثنا هشيم أخبرني بعض أصحابنا عن الحكم عن يحيى بن الجزار أن عليا رضي الله عنه كان يقول : يضرب الرجل قائما والمرأة قاعدة
17361 -
أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الوهاب أنبأ جعفر بن عون أنبأ عبد الرحمن بن عبد الله عن واصل عن المعرور قال : أتى عمر رضي الله عنه بامرأة قد زنت فقال ويل للمرية أفسدت حسبها اذهبا فاجلداها ولا تخرقا جلدها وقد روينا في حديث عمران بن حصين في قصة الجهنية التي أقرت بالزنا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أمر بها فشدت عليها ثيابها وفي رواية فشكت ثم أمر بها فرجمت 24
باب ما جاء في التعزير وإنه لا يبلغ به أربعين 17362 - حدثنا أبو عبد الرحمن السلمي إملاء وأبو نصر بن قتادة قالا ثنا علي بن الفضل بن محمد بن عقيل ثنا عبد الله بن محمد بن ناجية ح وأخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الحارث الأصبهاني الفقيه أنبأ أبو محمد بن حيان ثنا بن ناجية ثنا محمد بن حصين الأصبحي ثنا عمر بن علي المقدمي ثنا مسعر عن خاله الوليد بن عبد الرحمن عن النعمان بن بشير كذا قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من ضرب وفي رواية الأصبهاني من بلغ حدا في غير حد فهو من المعتدين والمحفوظ هذا الحديث مرسل
17363 -
أخبرنا الشريف أبو الفتح العمري أنبأ أبو القاسم عبد الله بن محمد السقطي ثنا أبو جعفر محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب ثنا علي بن حرب ثنا أبو داود ثنا مسعر عن الوليد عن الضحاك قال قال النبي صلى الله عليه و سلم : من بلغ حدا في غير حد فهو من المعتدين
17364 -
أخبرنا أبو حازم الحافظ أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا هشيم أنبأ مغيرة قال : كتب عمر بن عبد العزيز أن لا يبلغ في التعزير أدنى الحدود أربعين سوطا وقد روي عن الصحابة رضي الله عنهم في مقدار ذلك آثار مختلفة وأحسن ما يصار إليه في هذا ما ثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم
17365 -
وهو ما أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا أبو شعيب الحراني ثنا أحمد بن عيسى المصري ح وأخبرنا أبو عمرو الرزجاهي أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني المنيعي والحسن بن سفيان قالا حدثنا أحمد بن عيسى ثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن بكير بن عبد الله بن الأشج قال بينا نحن عند سليمان بن يسار إذ دخل عبد الرحمن بن جابر فحدث سليمان بن يسار ثم أقبل علينا سليمان فقال حدثني عبد الرحمن بن جابر أن أباه حدثه عن أبي بردة الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : لا يجلد أحد فوق عشرة أسواط إلا في حد من حدود الله لفظ حديث أبي عمرو وفي رواية بن عبدان عن عن رواه البخاري في الصحيح عن يحيى بن سليمان عن بن وهب ورواه مسلم عن أحمد بن عيسى كذا رواه عمرو بن الحارث عن بكير وكذا روى عن أسامة بن زيد عن بكير ورواه يزيد بن أبي حبيب دون ذكر جابر في إسناده
17366 -
أخبرناه علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إبراهيم بن ملحان ثنا يحيى بن بكير ثنا الليث عن بن أبي حبيب عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن سليمان بن يسار عن عبد الرحمن بن جابر بن عبد الله عن أبي بردة : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقول لا يجلد فوق عشر جلدات إلا في حد من حدود الله رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن يوسف عن الليث وكذا رواه سعيد بن أبي أيوب عن يزيد بن أبي حبيب
17367 -
أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو حامد بن بلال ثنا أحمد بن منصور المروزي ثنا عبد الله بن يزيد المقرئ ثنا سعيد بن أبي أيوب عن يزيد بن أبي حبيب عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن سليمان بن يسار عن عبد الرحمن عن أبي بردة بن نيار عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : لا يضرب فوق عشرة أسواط إلا في حد من حدود الله وله شاهد مرسل
17368 -
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو نعيم ثنا هشام عن يحيى بن أبي كثير عن المهاجر بن عكرمة أن عبد الله بن أبي بكر حدثه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : لا يحل لرجل يؤمن بالله واليوم الآخر أن يجلد فوق عشرة أسواط إلا في حد وقال يعقوب ورواه بعض من لا يوثق بروايته فقال إن عبد الله بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما حدثه وإنما هو عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم 25
باب لا تقام الحدود في المساجد 17369 - أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا تمتام حدثني محمد بن أبي بكر المقدمي ثنا عمر بن علي بن مقدم ثنا محمد بن عبد الله بن المهاجر عن زفر بن وثيمة عن حكيم بن حزام قال : نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يستقاد في المساجد وأن ينشد فيها الأشعار أو تقام فيها الحدود 26
باب الحدود كفارات 17370 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو حامد بن بلال ثنا يحيى بن الربيع ثنا سفيان ح وأخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ سفيان بن عيينة عن الزهري عن أبي إدريس عن عبادة بن الصامت قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في مجلس فقال بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا وقرأ عليهم الآية وقال فمن وفي منكم فأجره على الله ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب فهو كفارة له ومن أصاب من ذلك شيئا فستره الله عليه فهو إلى الله إن شاء غفر له وإن شاء عذبه لفظ حديث الشافعي وأخرجاه في الصحيح عن جماعة عن سفيان بن عيينة قال الشافعي في رواية أبي سعيد لم أسمع في الحدود حديثا أبين من هذا وقد روي عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال وما يدريك لعل الحدود نزلت كفارة للذنوب
17371 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو صادق محمد بن أبي الفوارس العطار قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني إملاء ثنا الحجاج بن محمد ثنا يونس بن أبي إسحاق عن أبي جحيفة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من أصاب في الدنيا ذنبا فعوقب به فالله أعدل من أن يثني عقوبته على عباده ومن أذنب ذنبا في الدنيا فستره الله عليه وعفا عنه فالله أكرم من أن يعود في شيء قد عفا عنه
17372 -
أخبرنا أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا بن منيع ثنا جدي وزياد بن أيوب وعلي بن مسلم قالوا ثنا روح بن عبادة ثنا أسامة بن زيد عن محمد بن المنكدر عن بن خزيمة بن ثابت عن أبيه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : من أصاب ذنبا فأقيم عليه حد ذلك الذنب فهو كفارته
17373 -
وأما الحديث الذي أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن جعفر القطيعي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن بن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ما أدري تبع ألعينا كان أم لا وما أدري ذا القرنين أنبيا كان أم لا وما أدري الحدود كفارات لأهلها أم لا فهكذا رواه عبد الرزاق عن معمر ورواه هشام الصنعاني عن معمر عن بن أبي ذئب عن الزهري عن النبي صلى الله عليه و سلم مرسلا قال البخاري وهو أصح ولا يثبت هذا عن النبي صلى الله عليه و سلم لأن النبي صلى الله عليه و سلم قال الحدود كفارة قال الشيخ رحمه الله قد كتبناه من وجه آخر عن بن أبي ذئب موصولا
17374 -
أخبرناه أبو عبد الله الحافظ ثنا عبد الرحمن بن الحسن القاضي بهمذان ثنا إبراهيم بن الحسين بن ديزيل ثنا آدم بن أبي إياس ثنا بن أبي ذئب عن المقبري عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر : بنحوه فإن صح فيحتمل أنه صلى الله عليه و سلم قاله في وقت لم يأته فيه العلم عن الله ثم لما أتاه قال ما رويناه في حديث عبادة وغيره وذلك شبيه بما روينا في حديث جابر بن عبد الله في قصة ماعز بن مالك أن النبي صلى الله عليه و سلم أمر برجمه ولم يصل عليه ثم روينا عن عمران بن حصين في قصة الجهنية أن النبي صلى الله عليه و سلم أمر بها فرجمت وصلى عليها فقال له عمر يا رسول الله تصلي عليها وقد زنت فقال لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم وهل وجدت أفضل من أن جادت بنفسها لله وروينا في حديث سليمان بن بريدة عن أبيه في قصة ماعز في التوقف في أمره يومين أو ثلاثة ثم أمره بالاستغفار لماعز ما هو شبيه بما ذكرنا والله أعلم ولا يمكن الاستدلال بحديث أبي هريرة على أنه كان بعد حديث عبادة بن الصامت فإن الصحابة كانوا يأخذ بعضهم من بعض فيحتمل أن يكون أبو هريرة إن صحت الرواية عنه أخذه عمن تقدم إسلامه من الصحابة والله أعلم
17375 -
أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو عثمان البصري ثنا محمد بن عبد الوهاب أنبا يعلى بن عبيد ثنا سفيان عن سماك بن حرب عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال حين رجم علي رضي الله عنه شراحة قلت : ماتت على شر أحيانها قال فأخذ بثوبي ثم قال إنه من أتى شيئا من حد فأقيم عليه الحد فهو كفارته
17376 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا أبو يحيى الحماني عن المسعودي عن عبد الملك بن عمير عن عبد الرحمن بن أبي ليلى : أن عليا رضي الله عنه أقام على رجل حدا فجعل الناس يسبونه ويلعنونه فقال علي رضي الله عنه أما عن ذنبه هذا فلا يسأل 27 باب ما جاء في الاستتار بستر الله عز و جل 17377 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي قالا ثنا أبو بكر أحمد بن كامل القاضي ثنا محمد بن سعد العوفي ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ثنا بن أخي بن شهاب عن عمه قال قال سالم سمعت أبا هريرة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : كل أمتي معافى إلا المجاهرين وإن من الإجهار أن يعمل الرجل في الليل عملا ثم يصبح وقد ستره ربه فيقول يا فلان عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه يبيت في ستر ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن حاتم وعبد بن حميد عن يعقوب بن إبراهيم وأخرجه البخاري من وجه آخر عن بن أخي بن شهاب قال الشافعي روى عن رسول الله صلى الله عليه و سلم حديث معروف عندنا وهو غير متصل الإسناد فيما أعرفه وهو أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من أصاب منكم من هذه القاذورة شيئا فليستتر بستر الله فإنه من يبد لنا صفحته نقم عليه كتاب الله
17378 -
أخبرناه أبو أحمد المهرجاني أنبأ أبو بكر بن جعفر المزكي ثنا محمد بن إبراهيم ثنا بن بكير ثنا مالك عن زيد بن أسلم عن النبي صلى الله عليه و سلم : فذكره مرسلا
17379 -
وقد أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار ببغداد أنبأ الحسين بن يحيى بن عياش القطان ثنا حفص بن عمرو الربالي ثنا عبد الوهاب الثقفي قال سمعت يحيى بن سعيد الأنصاري يقول حدثني عبد الله بن دينار عن بن عمر : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد أن رجم الأسلمي قال اجتنبوا هذه القاذورة التي نهى الله عنها فمن ألم فليستتر بستر الله عز و جل
17380 -
وأخبرنا أبو الحسن بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا عمر بن أحمد بن بشر ثنا هارون بن موسى الفروي ثنا أبو ضمرة عن يحيى بن سعيد عن عبد الله بن دينار فذكره : بمثله زاد وليتب إلى الله فإنه من يبد لنا صفحته نقم كتاب الله عليه قال الشافعي رحمه الله وروى أن أبا بكر رضي الله عنه على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم أمر رجلا أصاب حدا بالاستتار وأن عمر رضي الله عنه أمره به قال الشيخ رحمه الله قد مضى إسناد هذا الحديث في باب الاعتراف بالزنا
17381 -
وأخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الوهاب أنبأ جعفر بن عون أنبأ عبد الرحمن بن عبد الله عن واصل عن المعرور قال : أتى عمر رضي الله عنه بامرأة قد زنت فذكر الحديث قال ثم قال عمر رضي الله عنه إنما جعل الله أربعة شهداء سترا يستركم دون فواحشكم فلا يتطلعن ستر الله أحد إلا وإن الله لو شاء لجعله واحدا صادقا أو كاذبا قال الشافعي ونحن نحب لمن أصاب الحد أن يستتر وأن يتقي الله ولا يعود لمعصية الله فإن الله يقبل التوبة عن عباده 28
باب ما جاء في الستر على أهل الحدود 17382 - أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا عبيد بن شريك ثنا يحيى حدثني الليث عن عقيل عن بن شهاب أن سالم بن عبد الله أخبره أن عبد الله بن عمر أخبره أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر على مسلم ستره الله يوم القيامة رواه البخاري في الصحيح عن يحيى بن بكير ورواه مسلم عن قتيبة عن الليث
17383 -
وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ سليمان بن أحمد الطبراني ثنا بن كيسان ثنا أبو حذيفة ثنا سفيان عن زيد بن أسلم عن يزيد بن نعيم عن أبيه عن النبي صلى الله عليه و سلم : في قصة ماعز بن مالك قال فيه يا هزال لو سترته بثوبك كان خيرا لك مما صنعت
17384 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني قالا أنبأ أبو محمد عبد الله بن محمد بن إسحاق الفاكهي بمكة ثنا أبو يحيى بن أبي مسرة ثنا أبو جابر ثنا شعبة عن يحيى بن سعيد عن محمد بن المنكدر عن بن هزال عن أبيه هزال رجل من أسلم : أنه ذكر للنبي صلى الله عليه و سلم حديث ماعز فقال له النبي صلى الله عليه و سلم لو كنت سترته بثوبك كان خيرا لك كذا رواه جماعة عن شعبة
17385 -
وقد أخبرنا أبو صالح بن أبي طاهر العنبري أنبأ جدي يحيى بن منصور القاضي ثنا محمد بن عمرو كشمرد أنبأ القعنبي ثنا سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد عن محمد بن المنكدر : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لرجل من أسلم يدعى هزالا لو سترته بثوبك لكان خيرا لك قال يحيى فحدثت بهذا الحديث في مجلس فيه يزيد بن نعيم بن هزال الأسلمي فقال هزال جدي وهذا الحديث حق هذا أصح مما قبله
17386 -
وأخبرنا أبو علي أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا محمد بن عبيد ثنا حماد بن زيد ثنا يحيى عن بن المنكدر : أن هزالا أمر ماعزا أن يأتي النبي صلى الله عليه و سلم فيخبره ورواه الليث عن يحيى بن سعيد عن يزيد بن نعيم عن جده هزال وكذلك رواه عكرمة بن عمار عن يزيد بن نعيم بن هزال عن جده هزال
17387 -
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا بن المبارك عن إبراهيم بن نشيط عن كعب بن علقمة عن أبي الهيثم قال قيل لعقبة بن عامر إن لنا جيرانا يشربون الخمر ويفعلون ويفعلون فقال له إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : من رأى عورة فسترها كان كمن أحيا موؤودة من قبرها
17388 -
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو الوليد هشام حدثني الليث بن سعد أخبرني إبراهيم بن نشيط الوعلاني عن كعب بن علقمة عن دخين أبي الهيثم كاتب عقبة قال : قلت لعقبة بن عامر إن لنا جيرانا يشربون الخمر وأنا داعي لهم الشرط فيأخذونهم قال لا تفعل ولكن عظهم وتهددهم قال ففعل فلم ينتهوا فجاء دخين إلى عقبة فقال أني نهيتهم فلم ينتهوا وأنا داعي لهم الشرط فقال عقبة ويحك لا تفعل فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من ستر عورة مؤمن فكأنما استحيا موؤودة من قبرها
17389 -
أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا سليمان بن داود المهري أنبأ بن وهب قال سمعت بن جريج يحدث عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : تعافوا الحدود فيما بينكم فما بلغني من حد فقد وجب
17390 -
أخبرنا أبو محمد جناح بن نذير بن جناح المحاربي بالكوفة أنبأ أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم ثنا أحمد بن حازم أنبأ عبيد الله بن موسى أنبأ إسرائيل عن يحيى الجابر عن أبي ماجد قال : جاء رجل من المسلمين بابن أخ له وهو سكران يعني إلى عبد الله بن مسعود فذكر الحديث في كيفية جلده قال ثم قال لعمه بئس لعمر الله وإلى اليتيم أنت ما أدبت فأحسنت الأدب ولا سترت الخزية فقال يا أبا عبد الرحمن أما والله إنه لابن أخي وما لي ولد وإني لأجد له من اللوعة ما أجد لولدي ولكن لم آل عن الخير فقال عبد الله إن الله عفو يحب العفو ولكن لا ينبغي لوالي أمر أن يؤتى بحد إلا أقامه ثم أنشأ يحدثنا عن نبي الله صلى الله عليه و سلم قال إن أول رجل قطع من المسلمين رجل من الأنصار أتى به نبي الله صلى الله عليه و سلم سرق فقال اذهبوا بصاحبكم فاقطعوه وكأنما أسف وجه نبي الله صلى الله عليه و سلم رمادا ثم أشار بيده يخفيه فقال بعض القوم كأن هذا شق عليك فقال لا ينبغي أن تكونوا أعوان الشيطان أو إبليس فإنه لا ينبغي لوالي أمر أن يؤتى بحد إلا أقامه والله عفو يحب العفو ثم قرأ وليعفوا وليصفحوا الآية
17391 -
قال وحدثنا أحمد أنبأ أبو نعيم ثنا سفيان عن يحيى الجابر عن أبي ماجد عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه و سلم : نحوه
17392 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ أبو عتبة ثنا بقية عن ورقاء بن عمر عن جابر بن يزيد عن يزيد بن مرة عن أبي مجزأة أنه قال : من أذنب ذنبا فليأتنا فلنطهره فأتاه قوم فضربهم فأتاه سلمان الفارسي رضي الله عنه مغضبا فقال أجعل الله إليك من التوبة شيئا قال لا قال فالق السوط ولا تهتك سترا ستره الله وروينا عن عكرمة أن عمار بن ياسر رضي الله عنه سرقت له عيبة فدل على صاحبها فتركه وعن عكرمة قال أتى بن عباس بسارق سرق من مولاة له فزوده وأرسله
17393 -
أخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا سعيد بن محمد بن أحمد الخياط ثنا أبو هشام الرفاعي ثنا بن فضيل ثنا عطاء بن السائب عن ميسرة قال : جاء رجل وأمه إلى علي رضي الله عنه فقالت إن ابني هذا قتل زوجي فقال الابن إن عبدي وقع على أمي فقال علي رضي الله عنه خبتما وخسرتما إن تكوني صادقة نقتل ابنك وإن يكن ابنك صادقا نرجمك ثم قام علي رضي الله عنه للصلاة فقال الغلام لأمه ما تنظرين أن يقتلني أو يرجمك فانصرفا فلما صلى سأل عنهما فقيل انطلقا 29
باب ما جاء في الشفاعة بالحدود 17394 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه أنبأ محمد بن أيوب أنبأ أبو الوليد ثنا الليث بن سعد ح قال وأخبرني أبو النضر بن إبراهيم بن إسماعيل العنبري ثنا محمد بن رمح ثنا الليث بن سعد عن بن شهاب عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت : إن قريشا هموا بشأن المخزومية التي سرقت فقالوا من يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالوا ومن يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه و سلم فكلمه أسامة فقال يا أسامة تشفع في حد من حدود الله ثم قام النبي صلى الله عليه و سلم خطيبا فقال إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها رواه مسلم في الصحيح عن أبي الوليد ورواه مسلم عن محمد بن رمح
17395 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا يحيى بن أبي بكير ثنا زهير ثنا عمارة بن غزية عن يحيى بن راشد الدمشقي : أنهم جلسوا لابن عمر قال فما رأيته أراد الجلوس معنا حتى قلنا هلم إلى المجلس يا أبا عبد الرحمن قال فرأيته تذمم قال فجلس فسكتنا فلم يتكلم منا أحد فقال ما لكم لا تنطقون ألا تقولون سبحان الله وبحمده فإن الواحدة بعشر والعشر بمائة والمائة بألف وما زدتم زادكم الله سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من حالت شفاعته دون حد من حد الله عز و جل فقد ضاد الله في أمره ومن مات وعليه دين فليس بالدينار والدرهم ولكنها الحسنات والسيئات ومن خاصم في باطل وهو يعلمه لم يزل في سخط الله حتى ينزع ومن قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله عز و جل في ردغة خبال حتى يخرج مما قال
17396 -
أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي رحمه الله أنبأ أبو محمد عبد الله بن محمد بن الحسن بن الشرقي ثنا أبو حاتم محمد بن إدريس الحنظلي ثنا صفوان بن صالح المؤذن ثنا مروان بن محمد ثنا سعيد بن بشير عن مطر الوراق حدثه عن نافع عن بن عمر : قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لأصحابه وهم جلوس ما لكم لا تتكلمون من قال سبحان الله وبحمده كتب الله عز و جل له عشر حسنات ومن قالها عشرا كتب الله له مائة حسنة ومن قالها مائة مرة كتب الله له ألف حسنة ومن زاد زاده الله ومن استغفر غفر الله له ومن حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضاد الله في حكمه ومن اتهم بريئا صيره الله إلى طينة الخبال حتى يأتي بالمخرج مما قال ومن انتفى من ولده يفضحه به في الدنيا فضحه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة
17397 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس الدوري ثنا أبو نعيم الفضل بن دكين ثنا إسرائيل عن أبي بكر بن أبي الجهم عن عروة بن الزبير عن أبيه الزبير بن العوام رضي الله عنه قال : اشفعوا في الحدود ما لم تبلغ السلطان فإذا بلغت السلطان فلا تشفعوا
17398 -
أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق أنبأ أبو عبد الله بن يعقوب ثنا أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب أنبأ جعفر بن عون أنبأ هشام بن عروة عن عبد الله بن عروة عن الفرافصة الحنفي قال : مر علينا الزبير رضي الله عنه وقد أخذنا سارقا فجعل يشفع له فقال أرسلوه قال قلنا يا أبا عبد الله تأمرنا أن نرسله قال إن ذلك يفعل دون السلطان فإذا بلغ السلطان فلا أعفاه الله إن أعفاه 30
باب الرجل يعترف بحد لا يسميه فيستره الإمام 17399 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني محمد بن صالح بن هانئ ثنا جعفر بن أحمد الشاماتي ثنا عبد القدوس بن محمد بن عبد الكبير ثنا عمرو بن عاصم ثنا همام ثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس قال : كنت مع النبي صلى الله عليه و سلم فجاءه رجل فقال يا رسول الله إني أصبت حدا فأقمه علي قال ولم يسأله عنه فحضرت الصلاة قال فصلى مع النبي صلى الله عليه و سلم فلما قضى النبي صلى الله عليه و سلم الصلاة قام إليه الرجل فقال يا رسول الله إني قد أصبت حدا فأقم علي كتاب الله قال أليس قد صليت معنا قال نعم قال فإن الله قد غفر لك ذنبك رواه البخاري في الصحيح عن عبد القدوس بن محمد ورواه مسلم عن الحسن بن علي الحلواني عن عمرو بن عاصم وروى في ذلك أيضا أبو أمامة عن النبي صلى الله عليه و سلم 31
باب ما جاء في النهي عن التجسس 17400 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله بن يعقوب ثنا جعفر بن محمد ومحمد بن عبد السلام قالا ثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ولا تجسسوا ولا تحسسوا ولا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى وأخرجه البخاري من وجه آخر عن الأعرج
17401 -
أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا أحمد بن يوسف السلمي ثنا محمد بن يوسف الفريابي ثنا سفيان عن ثور عن راشد بن سعد عن معاوية قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : إنك إن اتبعت عورات الناس أو عثرات الناس أفسدتهم أو كدت أن تفسدهم قال يقول أبو الدرداء كلمة سمعها معاوية من رسول الله صلى الله عليه و سلم فنفعه الله بها
17402 -
أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا سعيد بن عمرو الحضرمي ثنا إسماعيل بن عياش ثنا ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن جبير بن نفير وكثير بن مرة وعمرو بن الأسود والمقدام بن معدي كرب وأبي أمامة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : إن الأمير إذا ابتغى الريبة في الناس أفسدهم
17403 -
أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر القطان ثنا أحمد بن يوسف ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن الزهري عن زرارة بن مصعب بن عبد الرحمن بن عوف عن المسور بن مخرمة عن عبد الرحمن بن عوف : أنه حرس مع عمر بن الخطاب رضي الله عنهما ليلة بالمدينة فبينما هم يمشون شب لهم سراج في بيت فانطلقوا يؤمونه حتى إذا دنوا منه إذ باب مجاف على قوم لهم فيه أصوات مرتفعة ولغط فقال عمر رضي الله عنه وأخذ بيد عبد الرحمن فقال أتدري بيت من هذا قلت لا قال هذا بيت ربيعة بن أمية بن خلف وهم الآن شرب فما ترى قال عبد الرحمن أرى قد أتينا ما نهى الله عنه ولا تجسسوا فقد تجسسنا فانصرف عنهم عمر رضي الله عنه وتركهم
17404 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا محمد بن إسحاق ثنا يعلى بن عبيد ثنا الأعمش عن زيد بن وهب قال : قيل لعبد الله هل لك في فلان تقطر لحيته خمرا فقال إن الله قد نهانا أن نتجسس فإن يظهر لنا نأخذه 32
باب الإمام يعفو عن ذوي الهيئات زلاتهم ما لم تكن حدا 17405 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن بالويه المزكي قالا ثنا الإمام أبو الوليد حسان بن محمد القرشي ثنا جعفر بن محمد بن الحسين ثنا يحيى بن يحيى أنبأ أبو بكر بن نافع المديني عن محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال قالت عمرة قالت عائشة قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أقيلوا ذوي الهيئات زلاتهم
17406 -
أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمد بن إبراهيم المهراني المزكي وأبو العباس أحمد بن محمد الشاذياخي وغيرهما قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ثنا محمد بن إسماعيل عن بن أبي فديك حدثني عبد الملك بن زيد عن محمد بن أبي بكر بن حزم عن أبيه عن عمرة بنت عبد الرحمن عن عائشة أنها قالت قال النبي صلى الله عليه و سلم : أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلا حدا من حدود الله وكذلك رواه دحيم وأبو الطاهر بن السرح عن بن أبي فديك ورواه جماعة عن بن أبي فديك دون ذكر أبيه فيه فالله أعلم
17407 -
أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع قال قال الشافعي : وذوو الهيئات الذين يقالون عثراتهم الذين ليسوا يعرفون بالشر فيزل أحدهم الزلة 33
باب قتال أهل الردة وما أصيب في أيديهم من متاع المسلمين 17408 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس عن بن إسحاق قال حدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة بن الزبير قال : لما وجه أبو بكر رضي الله عنه خالد بن الوليد إلى أهل الردة أوعب معه بالناس وخرج معه أبو بكر رضي الله عنه حتى نزل بذي القصة من المدينة على بريدين فعبأ هنالك جيوشه وعهد إليه عهده وأمر على الأنصار ثابت بن قيس بن الشماس وأمره إلى خالد وأمر خالدا على جماعة الناس من المهاجرين وقبائل العرب ثم أمره أن يصمد لطليحة بن خويلد الأسدي فإذا فرغ منه صمد إلى أرض بني تميم حتى يفرغ مما بها وأسر ذلك إليه وأظهر أنه سيلقى خالدا بمن بقي معه من الناس في ناحية خيبر وما يريد ذلك إنما أظهره مكيدة قد كان أوعب مع خالد بالناس فمضى خالد حتى التقى هو وطليحة في يوم بزاخة على ماء من مياه بني أسد يقال له قطن وقد كان معه عيينة بن بدر في سبعمائة من فزارة فكان حين هزته الحرب يأتي طليحة فيقول لا أبا لك هل جاءك جبريل بعد فيقول لا والله فيقول له ما ينظره فقد والله جهدنا حتى جاءه مرة فسأله فقال نعم قد جاءني فقال إن لك رحى كرحاه وحديثا لا تنساه فقال أظن قد علم الله أنه سيكون لك حديث لا تنساه هذا والله يا بني فزارة كذاب فانطلقوا لشأنكم قال الشيخ رحمه الله وقد روينا في كتاب قتال أهل البغي عن الزهري قتل طليحة عكاشة بن محصن وثابت بن أقرم في هذا الوجه ثم إسلامه حين غلب الحق وإحرامه بالعمرة ومروره بأبي بكر رضي الله عنه بالمدينة ولم يبلغنا أنه أقاد منه أو ألزمه العقل
17409 -
وفي كتابي عن أبي عبد الله الحافظ وأظنه فيما سمعته وإلا فهو فيما أجاز لي أن أبا عبد الله الأصبهاني أخبرهم أنبأ الحسن بن الجهم ثنا الحسين بن الفرج ثنا الواقدي حدثني محمد بن موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبيه قال : لما وقعت الهزيمة في عسكر طليحة خرج في الناس منهزما حتى قدم الشام ثم قدم في خلافة عمر رضي الله عنه مكة فلما رآه عمر رضي الله عنه قال يا طليحة لا أحبك بعد قتلك الرجلين الصالحين عكاشة بن محصن وثابت بن أقرم فقال يا أمير المؤمنين أكرمهما الله بيدي ولم يهني بأيديهما وما كل البيوت بنيت على الحب ولكن صفحة جميلة فإن الناس يتصافحون على الشنآن وأسلم طليحة إسلاما صحيحا
17410 -
أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الأصبهاني أنبأ أبو عمرو بن حمدان أنبأ الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا وكيع ثنا سفيان عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال : جاء وفد بزاخة أسد وغطفان إلى أبي بكر رضي الله عنه يسألونه الصلح فخيرهم أبو بكر رضي الله عنه بين الحرب المجلية أو السلم المخزية قال فقالوا هذا الحرب المجلية قد عرفنا فما السلم المخزية فقال أبو بكر رضي الله عنه تؤدون الحلقة والكراع وتتركون أقواما تتبعون أذناب الإبل حتى يرى الله خليفة نبيه والمسلمين أمرا يعذرونكم به وتدون قتلانا ولا ندي قتلاكم وقتلانا في الجنة وقتلاكم في النار وتردون ما أصبتم منا ونغنم ما أصبنا منكم قال فقال عمر رضي الله عنه قد رأيت رأيا وسنشير عليك إما إن يؤدوا الحلقة والكراع فنعما رأيت وإما أن يتركوا قوما يتبعون أذناب الإبل حتى يرى الله خليفة نبيه والمسلمين أمرا يعذرونهم به فنعما رأيت وإما أن نغنم ما أصبنا منهم ويردون ما أصابوا منا فنعما رأيت وإما أن قتلاهم في النار وقتلانا في الجنة فنعما رأيت وإما أن يداوا قتلانا فلا قتلانا قتلوا على أمر الله فلا ديات لهم فتتابع الناس على ذلك قال الشيخ رحمه الله وقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الأموال لا يخالف قوله في الدماء فإنه إنما أراد به والله أعلم ما أصيب في أيديهم من أعيان أموال المسلمين لا تضمين ما أتلفوا 34
باب ما جاء في منع الرجل نفسه وحريمه وما له 17411 - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا عباس بن الفضل الإسفاطي ثنا أبو الوليد ثنا إبراهيم بن سعد حدثني أبي عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر عن طلحة بن عبد الله بن عوف عن سعيد بن زيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من أصيب دون ماله فهو شهيد ومن أصيب دون أهله فهو شهيد ومن أصيب دون دينه فهو شهيد رواه أبو داود الطيالسي وأبو أيوب الهاشمي عن إبراهيم فقال ومن قتل دون أهله أو دون دمه أو دون دينه فهو شهيد وقد مضى ذكره
17412 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنبأ أبو الحسن علي بن محمد المصري ثنا سليمان بن شعيب الكيساني ثنا أبو عبد الرحمن المقرئ ح وأخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا عباس بن عبد الله الترقفي أنبأ أبو عبد الرحمن المقرئ حدثني سعيد بن أبي أيوب حدثني أبو الأسود عن عكرمة مولى بن عباس عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : من قتل دون ماله مظلوما فله الجنة لفظهما واحد رواه البخاري في الصحيح عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ
17413 -
أخبرنا أبو صالح بن أبي طاهر العنبري أنبأ يحيى بن منصور القاضي ثنا أحمد بن سلمة ثنا محمد بن رافع وإسحاق بن منصور قال إسحاق أنبأ وقال بن رافع ثنا عبد الرزاق أنبأ بن جريج أخبرني سليمان الأحول : أن ثابتا مولى عمر بن عبد الرحمن أخبره أنه لما كان بين عبد الله بن عمرو وبين عنبسة بن أبي سفيان ما كان تيسروا للقتال ركب خالد بن العاص إلى عبد الله بن عمرو فوعظه فقال عبد الله بن عمرو أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من قتل دون ماله فهو شهيد رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن منصور ومحمد بن رافع
17414 -
أخبرنا أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم قال سمعت رجلا من بني مخزوم يحدث عن عمه : أن معاوية أراد أن يأخذ الوهط من عبد الله بن عمرو فأمر مواليه أن يتسلحوا فقيل له في ذلك فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من قتل دون ماله فهو شهيد
17415 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو محمد عبد الرحمن بن أبي حامد المقرئ قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الربيع بن سليمان ثنا عبد الله بن وهب أنبأ سليمان بن بلال ثنا العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله أرأيت إن جاءني رجل يريد أخذ مالي قال فلا تعطه مالك قال أفرأيت إن قاتلني قال فقاتله قال أرأيت إن قتلني قال فأنت شهيد قال أفرأيت إن قتلته قال هو في النار رواه مسلم في الصحيح من وجه آخر عن العلاء بن عبد الرحمن
17416 -
أخبرنا أبو القاسم زيد بن جعفر بن محمد بن علي العلوي وأبو القاسم عبد الواحد بن محمد النجار المقرئ بالكوفة قالا أنبأ أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم ثنا أحمد بن حازم ثنا عمرو بن حماد عن أسباط عن سماك عن قابوس بن مخارق عن أبيه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا نبي الله آت أتاني يريد أن يبزني فما أصنع به قال تناشده الله قال أرأيت إن ناشدته فأبى أن ينتهي قال تستعين المسلمين قال يا نبي الله أرأيت إن لم يكن أحد من المسلمين أستعينه عليه قال استغث السلطان قال يا نبي الله أرأيت إن لم يكن عندي سلطان استغيثه عليه قال فقاتله فإن قتلك كنت في شهداء الآخرة وإلا منعت مالك
17417 -
أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو العباس الصبغي ثنا الحسن بن علي بن زياد ثنا بن أبي أويس حدثني عبد العزيز بن المطلب عن أخيه الحكم عن أبيه المطلب بن حنطب عن قهيد الغفاري قال سأل سائل النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله إن عدا علي عادي فقال له النبي صلى الله عليه و سلم ذكره بالله وأمره بتذكيره ثلاث مرات فإن أبى فقاتله فإن قتلك فإنك في الجنة وإن قتلته فإنه في النار كذا قال
17418 -
وقد أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو طاهر الفقيه وأبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ أبي وشعيب قالا ثنا الليث عن بن الهاد عن قهيد بن مطرف الغفاري عن أبي هريرة أن رجلا جاء رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله إن عدي على مالي قال فانشد الله قال فإن أبوا قال فانشد الله قال فإن أبوا علي قال فقاتل فإن قتلت ففي الجنة وإن قتل ففي النار كذا وجدته والصواب عن بن الهاد عن عمرو بن أبي عمرو عن قهيد 35
باب ما يسقط القصاص من العمد 17419 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر ثنا بن وهب أخبرني بن جريج عن عطاء بن أبي رباح أن صفوان بن يعلى بن أمية حدثه عن يعلى بن أمية قال : غزوت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم غزوة العسرة وكانت أوثق أعمالي في نفسي وكان لي أجير فقاتل إنسانا فعض أحدهما صاحبه فانتزع أصبعه فسقطت ثنيته فجاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم فأهدر ثنيته قال عطاء فخشيت أن صفوان قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أيدع يده في فيك فتقضمها كقضم الفحل أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح من أوجه عن بن جريج
17420 -
وأخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس ثنا بحر ثنا بن وهب قال وسمعت بن جريج يخبر عن بن أبي مليكة عن أبيه : أن رجلا قاتل آخر فعضه فانتزع أصبعه وانتزعت سنة فأتيا أبا بكر الصديق رضي الله عنه فأهدره
17421 -
أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن أحمد بن محمويه العسكري ثنا جعفر بن محمد القلانسي ثنا آدم بن أبي إياس ثنا شعبة ثنا قتادة قال سمعت زرارة بن أوفى يحدث عن عمران بن حصين أن رجلا عض يد رجل فنزع يده من فيه فوقعت ثنيتاه فاختصموا إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يعض أحدكم أخاه كما يعض الفحل لا دية لك رواه البخاري في الصحيح عن آدم بن أبي إياس وأخرجه مسلم من حديث غندر عن شعبة 36
باب الرجل يجد مع امرأته الرجل فيقتله 17422 - أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن سعدا قال : يا رسول الله أرأيت إن وجدت مع امرأتي رجلا أمهله حتى أتي بأربعة شهداء فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم نعم أخرجه مسلم في الصحيح من حديث مالك كما مضى
17423 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو الحسين بن يعقوب الحافظ ثنا محمد بن إسحاق الثقفي ثنا قتيبة بن سعيد ثنا عبد العزيز بن محمد عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة أن سعد بن عبادة الأنصاري قال : يا رسول الله الرجل يجد مع امرأته رجلا أيقتله قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا قال سعد بلى والذي أكرمك بالحق فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم اسمعوا إلى ما يقول سيدكم رواه مسلم في الصحيح عن قتيبة بن سعيد
17424 -
أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أخبرني أبو عمرو بن أبي جعفر وأبو بكر بن عبد الله قالا أنبأ الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا عبدة بن سليمان عن سليمان الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال : بينما نحن في المسجد ليلة الجمعة إذ قال رجل لو أن رجلا وجد مع امرأته رجلا فقتله قتلتموه وإن تكلم به جلدتموه لأذكرن ذلك لرسول الله صلى الله عليه و سلم قال فذكره للنبي صلى الله عليه و سلم فأنزل الله عز و جل آيات اللعان ثم جاء الرجل فقذف امرأته فلاعن رسول الله صلى الله عليه و سلم بينهما وقال عسى أن تجىء به أسود جعدا فجاءت به أسود جعدا رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة
17425 -
أخبرنا أبو أحمد المهرجاني أنبأ أبو بكر بن جعفر المزكي ثنا محمد بن إبراهيم ثنا بن بكير ثنا مالك عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب : أن رجلا من أهل الشام يقال له بن خيبرى وجد مع امرأته رجلا فقتله أو فقتلهما فأشكل على معاوية القضاء فكتب معاوية إلى أبي موسى الأشعري يسأل له علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن ذلك فسأل أبو موسى عن ذلك علي بن أبي طالب فقال علي إن هذا لشيء لم يكن بأرضي عزمت عليك لتخبرني فقال أبو موسى كتب إلى معاوية بن أبي سفيان في ذلك فقال علي رضي الله عنه أنا أبو حسن إن لم يأت بأربعة شهداء فليعط برمته
17426 -
وأما الأثر الذي أخبرناه أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا جعفر بن محمد بن شاكر ثنا عفان بن مسلم ثنا حماد بن سلمة ثنا ثابت وحميد ومطر وعباد بن منصور عن عبد الله بن عبيد بن عمير : أن رجلا كان من العرب نزل عليه نفر فذبح لهم شاة وله ابنتان فقال لإحداهما اذهبي فاحتطبي قال فذهبت فلما تباعدت تبعها أحدهم فراودها عن نفسها فقالت اتق الله وناشدته فأبى عليها فقالت رويدك حتى استصلح لك فذهبت ونام فجاءت بصخرة ففلقت رأسه فقتلته فجاءت إلى أبيها فأخبرته الخبر فقال اسكتي ولا تخبري أحدا فهيأ الطعام فوضعه بين يدي أصحابه فقال لأصحابه كلوا فقالوا حتى يجيء صاحبنا فقال كلوا فإنه سيأتيكم فلما أكلوا حمد الله وأثنى عليه وقال إنه كان من الأمر كيت وكيت فقالوا يا عدو الله قتلت صاحبنا والله لنقتلنك به فارتفعوا إلى عمر رضي الله عنه فقال ما كان اسم صاحبكم فقالوا غفل قال هو كاسمه وأبطل دمه فهذا مرسل
17427 -
وقد أخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ أبو جعفر الرزاز وإسماعيل بن محمد الصفار قالا ثنا سعدان بن نصر ثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن القاسم بن محمد عن عبيد بن عمير : أن رجلا أضاف ناسا من هذيل فذهبت جارية لهم تحتطب فأرادها رجل منهم عن نفسها فرمته بفهر فقتلته فرفع ذلك إلى عمر رضي الله عنه قال ذاك قتيل الله والله لا يودي أبدا
17428 -
أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع : قال قال الشافعي هذا عندنا من عمر رضي الله عنه أن البينة قامت عنده على المقتول أو على أن ولي المقتول أقر عنده بما يوجب له أن يقتل المقتول 37
باب التعدي والاطلاع 17429 - أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين العلوي أنبأ عبد الله بن محمد بن الحسن بن الشرقي ثنا عبد الله بن هاشم ثنا سفيان ح وأخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد البصري بمكة ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا سفيان بن عيينة عن الزهري سمع سهل بن سعد الساعدي يقول : اطلع رجل من جحر في حجرة رسول الله صلى الله عليه و سلم ومعه مدري يحك به رأسه فقال لو أعلم إنك تنظر لطعنت به في عينك إنما جعل الاستئذان من أجل النظر لفظ حديث الزعفراني وفي رواية بن هاشم لو عملت إنك تنظرني رواه البخاري في الصحيح عن علي ورواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة وغيره عن سفيان
17430 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن الزهري عن سهل بن سعد الساعدي : أن رجلا اطلع على النبي صلى الله عليه و سلم من ستر الحجرة وفي يد النبي صلى الله عليه و سلم مدري فقال له لو أعلم أن هذا ينظرني حتى آتيه لطعنت بالمدرى في عينه وهل جعل الاستئذان إلا من أجل البصر أخرجه مسلم في الصحيح من وجه آخر عن معمر بن راشد
17431 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ علي بن عبد العزيز ثنا الحجاج بن المنهال وأبو النعمان قالا ثنا حماد بن زيد عن عبيد الله بن أبي بكر عن أنس بن مالك : أن رجلا اطلع في بعض حجر النبي صلى الله عليه و سلم فقام إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم بمشقص أو بمشاقص فذهب رسول الله صلى الله عليه و سلم نحو الرجل يختله ليطعنه وقال الحجاج فكأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم يختله ليطعنه رواه البخاري في الصحيح عن أبي النعمان ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى وغيره عن حماد
17432 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص المقرئ بن الحمامي ببغداد أنبأ أبو محمد إسماعيل بن علي بن إسماعيل الخطبي ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي ثنا موسى بن إسماعيل ثنا أبان بن يزيد عن يحيى بن أبي كثير عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك : أن أعرابيا أتى باب النبي صلى الله عليه و سلم فألقم عينه خصاصة الباب فبصر به النبي صلى الله عليه و سلم فأخذ عودا محددا فوجأ عين الأعرابي فانقمع فقال لو ثبت لفقأت عينك
17433 -
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا سعدان بن نصر ثنا سفيان بن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه و سلم قال : لو أن امرءا اطلع عليك بغير إذن فحذفته بحصاة ففقأت عينه ما كان عليك جناح رواه البخاري في الصحيح عن علي ورواه مسلم عن بن أبي عمر كلاهما عن سفيان
17434 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ جرير عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : من اطلع في بيت قوم بغير إذنهم فقد حل لهم أن يفقؤا عينه رواه مسلم في الصحيح عن زهير بن حرب عن جرير
17435 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا أبو مسلم ثنا الحجاج ثنا حماد بن سلمة ثنا سهيل بن أبي صالح قال : كنت مع أبي فإذا صاحب له قد اطلع في دار قوم فرأى امرأة فذكر الحديث قال ثم قال أخبرنا أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال من اطلع في دار قوم بغير إذنهم ففقؤا عينه هدرت عينه
17436 -
وأخبرنا أبو الحسن بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا تمتام ثنا سليمان بن داود ثنا معاذ بن هشام أخبرني أبي عن قتادة عن النضر بن أنس عن بشير بن نهيك عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : من اطلع على قوم بغير إذنهم فرموه فأصاب عينيه فلا دية له ولا قصاص
17437 -
أخبرنا أبو القاسم عبد الخالق بن علي بن عبد الخالق المؤذن أنبأ أبو بكر محمد بن أحمد بن خنب ثنا محمد بن إسماعيل السلمي ثنا أيوب بن سليمان بن بلال حدثني أبو بكر بن أبي أويس حدثني سليمان بن بلال عن عبد الرحمن بن أبي عتيق عن نافع أن بن عمر أخبره أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : لو أن رجلا اطلع في بيت رجل ففقأ عينه ما كان عليه فيه شيء 38
باب الرجل يستأذن على دار فلا يستقبل الباب ولا ينظر 17438 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان ثنا بن وهب ثنا سليمان يعني بن بلال عن كثير بن زيد عن وليد بن رباح عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : إذا دخل البصر فلا إذن
17439 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا أبو الربيع ثنا جرير عن الأعمش عن طلحة بن مصرف عن هزيل بن شرحبيل قال : أتى سعد بن معاذ النبي صلى الله عليه و سلم فاستأذن عليه وهو مستقبل الباب فقال النبي صلى الله عليه و سلم بيده هكذا يا سعد فإنما الاستئذان من النظر
17440 -
وأخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو حامد بن بلال ثنا عبد الرحمن بن بشر ثنا سفيان عن منصور عن هلال بن يساف : أن سعدا استأذن على النبي صلى الله عليه و سلم قبالة الباب فقال له إذا استأذنت فلا تستقبل الباب كلاهما مرسل
17441 -
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا آدم ثنا بقية بن الوليد ثنا محمد بن عبد الرحمن اليحصبي قال سمعت عبد الله بن بسر يقول ح وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا مؤمل بن الفضل الحراني في آخرين قالوا ثنا بقية ثنا محمد بن عبد الرحمن عن عبد الله بن بسر قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أتى باب قوم مشى مع الجدار ولم يستقبل الباب ولكن يقوم يمينا وشمالا فيستأذن فإن أذن له وإلا رجع وذلك أن القوم لم يكن لأبوابهم ستور هذا لفظ حديث آدم وفي رواية الحراني لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه ولكن من ركنه الأيمن أو الأيسر ويقول السلام عليكم وذلك أن الدور لم يكن عليها يومئذ ستور 39
باب ما جاء في كيفية الاستئذان 17442 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ محمد بن يعقوب هو الشيباني ثنا محمد بن شاذان ثنا قتيبة بن سعيد ح قال وحدثنا علي بن عيسى ثنا إبراهيم بن أبي طالب ثنا بن أبي عمر قالا ثنا سفيان حدثني يزيد بن خصيفة عن بسر بن سعيد عن أبي سعيد الخدري قال : استأذن أبو موسى على عمر رضي الله عنهما فلم يؤذن له فانصرف فقال له عمر ما لك لم تأتني قال قد جئت فاستأذنت ثلاثا فلم يؤذن لي فرجعت وقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من استأذن ثلاثا فلم يؤذن له فليرجع فقال له عمر رضي الله عنه أقم على ذا بينة وإلا أوجعتك فقال أبو سعيد فأتانا أبو موسى مذعورا أو فزعا قال جئت أستشهدكم قال أبي بن كعب رضي الله عنه أجلس لا يقوم معك إلا أصغر القوم قال أبو سعيد فكنت أصغرهم فقمت فشهدت له عند عمر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال من استأذن ثلاثا فلم يؤذن له فليرجع رواه البخاري في الصحيح عن علي بن عبد الله عن سفيان ورواه مسلم عن قتيبة وبن أبي عمر
17443 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن مكرم ثنا أبو عاصم ثنا بن جريج عن عمرو بن أبي سفيان عن عمرو بن عبد الله بن صفوان عن كلدة بن الحنبل : أن صفوان بن أمية بعثه إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم بلبن وجداية وضغابيس فدخلت فلم أسلم فقال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم ارجع فسلم
17444 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا عبد الملك بن عبد الحميد الميموني ثنا روح ثنا بن جريج أنبأ عمرو بن أبي سفيان أن عمرو بن عبد الله بن صفوان أخبره أن كلدة بن الحنبل أخبره : أن صفوان بن أمية بعثه في الفتح بلباء وجداية وضغابيس والنبي صلى الله عليه و سلم على الوادي قال فدخلت عليه ولم أسلم ولم استأذن فقال النبي صلى الله عليه و سلم ارجع فقل السلام عليكم أأدخل بعد ما أسلم صفوان وقال عمرو وأخبرني هذا الخبر أمية بن صفوان ولم يقل سمعته من كلدة
17445 -
أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أبو الأحوص عن منصور عن ربعي ثنا رجل من بني عامر : استأذن على النبي صلى الله عليه و سلم وهو في بيت فقال أألج فقال النبي صلى الله عليه و سلم لخادمه أخرج إلى هذا فعلمه الاستئذان فقل له قل السلام عليكم أأدخل فسمعه الرجل فقال السلام عليكم أأدخل فأذن له النبي صلى الله عليه و سلم فدخل
17446 -
وحدثنا أبو داود ثنا هناد بن السري عن أبي الأحوص عن منصور عن ربعي بن حراش قال حدثت : أن رجلا من بني عامر استأذن على النبي صلى الله عليه و سلم بمعناه قال أبو داود وكذلك ثنا مسدد ثنا أبو عوانة عن منصور ولم يقل عن رجل من بني عامر
17447 -
قال وحدثنا عبيد الله بن معاذ ثنا أبي ثنا شعبة عن منصور عن ربعي بن حراش عن رجل من بني عامر : أنه استأذن على النبي صلى الله عليه و سلم بمعناه قال فسمعته يقول السلام عليكم أأدخل وروينا عن بن عباس عن عمر رضي الله عنهما أنه أتى النبي صلى الله عليه و سلم وهو في مشربة له فقال السلام عليك يا رسول الله السلام عليك أيدخل عمر
17448 -
أخبرنا أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا شعبة ح وأخبرنا أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أنبأ الفضل بن الحباب ثنا أبو الوليد ثنا شعبة عن محمد بن المنكدر قال سمعت جابرا قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم في دين على أبي فدققت الباب فقال من ذا فقلت أنا فقال أنا أنا مرتين كأنه كرهه لفظ حديث أبي عمرو رواه البخاري في الصحيح عن أبي الوليد وأخرجه مسلم من أوجه عن شعبة 40
باب الرجل يدعى أيكون ذلك إذنا له 17449 - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا هشام بن علي وتمتام قالا ثنا علي بن عثمان ثنا حماد ثنا أيوب ح وحدثنا عبد الله بن يوسف أنبأ أبو علي حامد بن محمد الهروي ثنا يوسف بن يعقوب ثنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن سلمة عن أيوب وحبيب بن الشهيد عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : رسول الرجل إلى الرجل إذنه وأخبرنا أبو الخير محمد آباذي أنبأ أبو طاهر محمد آباذي ثنا عثمان الدارمي ثنا موسى بن إسماعيل ثنا حماد عن حبيب وهشام عن محمد فذكره
17450 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن أبي طالب أنبأ عبد الوهاب بن عطاء أنبأ سعيد عن قتادة عن أبي رافع عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : إذا دعي أحدكم فجاء مع الرسول فذلك له إذن قال الشيخ رحمه الله وهذا عندي والله أعلم فيه إذا لم يكن في الدار حرمة فإن كان فيها حرمة فلا بد من الاستئذان بعد نزول آية الحجاب
17451 -
أخبرنا أبو عبد الله إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي أنبأ أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي أنبأ علي بن عبد العزيز ثنا أبو نعيم ثنا عمر بن ذر ثنا مجاهد أن أبا هريرة كان يقول فذكر حديث أهل الصفة قال فيه قال النبي صلى الله عليه و سلم : الحق ومضى واتبعته فدخل واستأذنت فأذن لي فدخلت فوجدت لبنا في قدح فقال من أين هذا اللبن قالوا أهداه لك فلان أو فلانة قال أبا هر قلت لبيك يا رسول الله قال الحق أهل الصفة فادعهم لي وذكر الحديث إلى أن قال فأتيتهم فدعوتهم فأقبلوا حتى استأذنوا فأذن لهم وأخذوا مجالسهم من البيت رواه البخاري في الصحيح عن أبي نعيم 41
باب الرجل يدخل دار غيره بغير إذنه 17452 - أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الباشاني المزكي قدم علينا بيهق حاجا أنبأ أبو حامد أحمد بن محمد بن حسنويه ثنا الحسين بن إدريس الأنصاري ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا محمد بن كثير ثنا يونس بن عبيد ح وأخبرنا أبو سعد الماليني ثنا أبو أحمد بن عدي الحافظ أنبأ المنجنيقي إسحاق بن إبراهيم بن يونس ثنا يحيى بن خلف ثنا محمد بن كثير السلمي عن يونس بن عبيد عن محمد بن سيرين عن عبادة بن الصامت : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقول الدار حرم فمن دخل عليك حرمك فاقتله قال أبو أحمد محمد بن كثير السلمي البصري عن يونس بن عبيد منكر الحديث سمعت بن حماد يذكره عن البخاري قال الشيخ وقد روي بإسناد آخر ضعيف عن يونس بن عبيد وهو إن صح فإنما أراد والله أعلم أنه يأمره بالخروج فإن لم يخرج فله ضربه وإن أتى الضرب على نفسه 42
باب الضمان على البهائم 17453 - أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك بن أنس عن بن شهاب عن حرام بن سعد بن محيصة : أن ناقة للبراء بن عازب دخلت حائطا لقوم فأفسدت فيه فقضى رسول الله صلى الله عليه و سلم على أهل الأموال حفظها بالنهار وما أفسدت المواشي بالليل فهو ضامن على أهلها
17454 -
أخبرنا أبو عبد الله إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عوف ثنا أبو المغيرة ثنا الأوزاعي عن الزهري عن حرام بن محيصة الأنصاري أنه أخبره أن البراء بن عازب : كانت له ناقة ضارية فدخلت حائطا فأفسدت فيه فكلم رسول الله صلى الله عليه و سلم فقضى أن حفظ الحوائط بالنهار على أهلها وأن حفظ الماشية بالليل على أهلها وأن على أهل الماشية ما أفسدت ماشيتهم بالليل
17455 -
أخبرنا أبو بكر بن الحسن وأبو زكريا بن أبي إسحاق قالا ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ أيوب بن سويد ثنا الأوزاعي عن الزهري عن حرام بن محيصة عن البراء بن عازب : أن ناقة للبراء بن عازب دخلت حائط رجل من الأنصار فأفسدت فيه فقضى رسول الله صلى الله عليه و سلم على أهل الحوائط حفظها بالنهار وعلى أهل الماشية ما أفسدت ماشيتهم بالليل
17456 -
وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا محمود بن خالد ثنا الفريابي عن الأوزاعي عن الزهري عن حرام بن محيصة الأنصاري عن البراء بن عازب قال : كانت له ناقة ضارية فذكر نحو حديث أبي المغيرة إلا أنه قال عن البراء بن عازب ولم يقله أبو المغيرة
17457 -
وأخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه أنبأ علي بن عمر الحافظ أنبأ أبو بكر النيسابوري ثنا الرمادي وغيره قالوا ثنا محمد بن مصعب ثنا الأوزاعي عن الزهري عن حرام بن محيصة عن البراء بن عازب : أنه كانت له ناقة ضارية فأفسدت فذكره فقد تابعه أيوب بن سويد عن الأوزاعي في قوله عن البراء بن عازب
17458 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن وأبو سعيد بن أبي عمرو وأبو صادق بن أبي الفوارس قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا معاوية يعني بن هشام عن سفيان عن عبد الله بن عيسى عن الزهري عن حرام بن محيصة عن البراء : أن ناقة لآل البراء أفسدت شيئا فقضى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن حفظ الثمار على أهلها بالنهار وضمن أهل الماشية ما أفسدت ماشيتهم بالليل
17459 -
وأخبرنا أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا أبو بكر النيسابوري ثنا حاجب بن سليمان ثنا مؤمل ثنا سفيان بإسناده نحوه وقال عن حرام عن البراء : أن ناقة لهم
17460 -
أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسة ثنا أبو داود ثنا أحمد بن محمد بن ثابت المروزي ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن الزهري عن حرام بن محيصة عن أبيه : أن ناقة للبراء بن عازب دخلت حائط رجل فأفسدت فقضى رسول الله صلى الله عليه و سلم على أهل الأموال حفظها بالنهار وعلى أهل المواشي حفظها بالليل وكذلك رواه جماعة عن عبد الرزاق وخالفه وهيب وأبو مسعود الزجاج عن معمر فلم يقولا عن أبيه
17461 -
أخبرنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن قتادة أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا سفيان عن الزهري عن سعيد بن المسيب وحرام بن سعد بن محيصة : أن ناقة للبراء بن عازب دخلت حائطا لقوم من الأنصار فأفسدت فاختصموا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقضى أن حفظ الحوائط على أهلها بالنهار وعلى أهل المواشي ما أفسدت المواشي بالليل وروينا عن الشعبي عن شريح أنه كان يضمن ما أفسدت الغنم بالليل ولا يضمن ما أفسدت بالنهار ويتأول هذه الآية { وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم } وكان يقول النفش بالليل
17462 -
أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو علي الرفاء ثنا محمد بن يونس ثنا أزهر ثنا بن عون عن الشعبي عن شريح : إذ نفشت فيه غنم القوم قال كان النفش بالليل
17463 -
وأخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو منصور النضروي ثنا أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا سفيان عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي قال : أتى شريح بشاة أكلت عجينا فقال نهارا أو ليلا قالوا نهارا فأبطله وقرأ { إذ نفشت فيه غنم القوم } وقال إنما النفش بالليل وفي رواية قتادة عن الشعبي أن شريحا رفعت إليه شاة أصابت غزلا فقال الشعبي أبصروه فإنه سيسألهم أبليل كان أم بنهار فسألهم فقال إن كان بليل فقد ضمنتم وإن كان بنهار فلا ضمان عليكم قال وقال النفش بالليل والهمل بالنهار وروى مرة عن مسروق { إذ نفشت فيه غنم القوم } قال كان كرما فدخلت فيه ليلا فما تركت فيه خضرا 43
باب جرح العجماء جبار إذا أرسلت بالنهار أو كانت منفلتة استدلالا بما مضى من حديث بن عازب 17464 - وبما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن القاضي قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ مالك ح وأخبرنا أبو عبد الله أخبرني أبو الوليد ثنا إبراهيم بن محمد المروزي ثنا محمد بن رافع ثنا إسحاق بن عيسى ثنا مالك عن بن شهاب عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : جرح العجماء جبار والبئر جبار والمعدن جبار وفي الركاز الخمس رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن رافع ورواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن يوسف عن مالك
17465 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن شيبان ثنا سفيان عن الزهري عن سعيد وأبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : العجماء جرحها جبار والمعدن جبار والبئر جبار وفي الركاز الخمس رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى وغيره عن بن عيينة 44
باب الدابة تنفح برجلها قال الشافعي رحمه الله يضمن قائدها وسائقها وراكبها ما أصابت بيد أو فم أو رجل أو ذنب واحتج في ذلك بحديث البراء بن عازب 17466 - وأما الحديث الذي أخبرنا أبو القاسم عبد الخالق بن علي بن عبد الخالق المؤذن أنبأ محمد بن المؤمل ثنا الفضل بن محمد ثنا النفيلي ثنا عباد بن العوام عن سفيان بن حسين عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : الرجل جبار فقد قال الشافعي رضي الله عنه وأما ما روي عن النبي صلى الله عليه و سلم من الرجل جبار فهو غلط والله أعلم لأن الحفاظ لم يحفظوا هكذا قال الشيخ هذه الزيادة ينفرد بها سفيان بن حسين عن الزهري وقد رواه مالك بن أنس والليث بن سعد وبن جريج ومعمر وعقيل وسفيان بن عيينة وغيرهم عن الزهري لم يذكر أحد منهم فيه الرجل
17467 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث قالا قال أبو الحسن الدارقطني الحافظ : لم يتابع سفيان بن حسين على قوله الرجل جبار أحد وهو وهم لأن الثقات خالفوه ولم يذكروا ذلك
17468 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم الأشناني وأبو عبد الرحمن السلمي قالوا ثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس قال سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول : سألت يحيى بن معين عن سفيان بن حسين فقال ثقة وهو ضعيف الحديث عن الزهري
17469 -
وأما الحديث الذي أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث الفقيه قالا أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا محمد بن إسماعيل الفارسي ثنا جعفر القلانسي ثنا آدم ثنا شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : الدابة جرحها جبار والرجل جبار والبئر جبار والمعدن جبار وفي الركاز الخمس فقد قال أبو الحسن الدارقطني كذا قال وهو وهم ولم يتابعه عليه أحد عن شعبة قال الشيخ رحمه الله وقد روى هذا الحديث عن شعبة محمد بن جعفر غندر وهو الحكم في حديث شعبة ومعاذ بن معاذ العنبري ومسلم بن إبراهيم وأبو عمر الحوضي وغيرهم دون هذه الزيادة وكذلك رواه الربيع بن مسلم عن محمد بن زياد دون هذه الزيادة
17470 -
وأما الحديث الذي أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبا أبو العباس السياري ثنا محمد بن موسى الباشاني ثنا علي بن الحسن بن شقيق ثنا أبو حمزة عن الأعمش عن عبد الرحمن بن ثروان ح وأخبرنا أبو بكر بن الحارث الفقيه الأصبهاني أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا عبد الملك بن أحمد الزيات ثنا حفص بن عمرو ثنا عبد الرحمن ثنا سفيان عن أبي قيس عن هزيل بن شرحبيل قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : المعدن جبار والبئر جبار والسائمة جبار والرجل جبار وفي الركاز الخمس لفظ حديث الثوري وفي رواية الأعمش العجماء جبار والبئر جبار والمعدن جبار والرجل جبار وفي الركاز الخمس فهذا مرسل لا تقوم به حجة ورواه قيس بن الربيع موصولا بذكر عن عبد الله بن مسعود فيه قال وقيس لا يحتج به
17471 -
وحدثنا أبو حازم الحافظ ثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن زكريا ثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم العبدي ثنا أبو نصر التمار ثنا أبو جزي نصر بن طريف عن السري بن إسماعيل عن الشعبي عن نعمان بن بشير قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من أوقف دابة في سبيل من سبل المسلمين أو في أسواقهم فأوطئت بيد أو رجل فهو ضامن أبو جزي والسري بن إسماعيل ضعيفان 45
باب علة الحديث الذي روي فيه النار جبار 17472 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا أحمد بن يوسف السلمي ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : العجماء جرحها جبار والمعدن جبار والنار جبار وفي الركاز الخمس
17473 -
وأخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث قالا أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا أبو بكر النيسابوري ثنا أحمد بن منصور الرمادي ثنا عبد الرزاق : بهذا الحديث مختصرا في النار قال الرمادي قال عبد الرزاق قال معمر لا أراه إلا وهما
17474 -
وأخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ أبو عمرو بن السماك ثنا حنبل بن إسحاق قال سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول في حديث أبي هريرة حديث عبد الرزاق يحدث به النار جبار ليس بشيء لم يكن في الكتب باطل ليس بصحيح
17475 -
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي وأبو بكر بن الحارث قالا أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا محمد بن مخلد ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن هانئ قال : سمعت أحمد بن حنبل يقول أهل اليمن يكتبون النار النير ويكتبون البير يعني مثل ذلك يعني فهو تصحيف 46
باب أخذ الولي بالولي 17476 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا علي بن حمشاذ العدل ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي أنبأ أبو الوليد ثنا عبيد الله بن إياد بن لقيط حدثني إياد بن لقيط عن أبي رمثة قال : انطلقت مع أبي نحو رسول الله صلى الله عليه و سلم فسلم عليه أبي وجلسنا ساعة فتحدثنا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لأبي ابنك هذا قال أي ورب الكعبة قال حقا قال أشهد به قال فتبسم رسول الله صلى الله عليه و سلم ضاحكا من ثبت شبهي بأبي ومن حلف أبي على ذلك قال ثم قال أما إن ابنك هذا لا يجني عليك ولا تجني عليه قال وقرأ رسول الله صلى الله عليه و سلم { ألا تزر وازرة وزر أخرى } إلى قوله { هذا نذير من النذر الأولى }
17477 -
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنبا عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا قبيصة ثنا سفيان عن أشعث بن أبي الشعثاء عن الأسود بن هلال عن ثعلبة بن زهدم الحنظلي قال : قدمنا على النبي صلى الله عليه و سلم نفر من بني تميم فانتهينا إليه وهو يقول يد المعطي العليا ابدأ بمن تعول أمك وأباك وأختك وأخاك ثم أدناك أدناك فقال رجل من الأنصار يا رسول الله هؤلاء بنو ثعلبة بن يربوع الذين أصابوا فلانا في الجاهلية فهتف النبي صلى الله عليه و سلم الا أنها لا تجني نفس على أخرى
17478 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ سفيان عن عمرو بن دينار عن عمرو بن أوس قال : كان الرجل يؤخذ بذنب غيره حتى جاء إبراهيم عليه السلام فقال الله تعالى { وإبراهيم الذي وفى ألا تزر وازرة وزر أخرى } قال الشافعي والذي سمعت والله أعلم في قول الله عز و جل { ألا تزر وازرة وزر أخرى } أن لا يؤخذ أحد بذنب غيره لأن الله عز و جل جزى العباد على أعمال أنفسهم وكذلك أموالهم لا يجني أحد على أحد في مال إلا حيث خص رسول الله صلى الله عليه و سلم بأن جناية الخطأ من الحر من الآدميين على عاقلته [ ص 2 ] بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم رواية الشيخ أبي المعالي محمد بن إسماعيل بن محمد الفارسي رحمه الله رواية الشيخ الزكي أبي القاسم منصور بن أبي المعالي عبد المنعم بن أبي البركات عبد الله بن أبي عبد الله محمد بن الفضل الفراوي الصاعدي رحمه الله سماع الإمام العلامة محمد بن السامي تقي الدين أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان الشهرزوري يعرف بابن الصلاح وأخبره به غير واحد عن أبي الهيثم زاهر بن طاهر المستملي الشحامي قال أخبرنا به الإمام الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البهيقي رحمه الله قال 72
كتاب السير ( 1
باب مبتدأ الخلق 17479 - أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله أنبأ أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي ثنا سعيد بن مسعود ثنا عبيد الله بن موسى ثنا شيبان عن الأعمش عن جامع بن شداد عن صفوان بن محرز عن عمران بن حصين قال : إني لجالس عند النبي صلى الله عليه و سلم إذ جاءه قوم من بني تميم فقال اقبلوا البشرى يا بني تميم قالوا قد بشرتنا فأعطنا يا رسول الله قال فدخل عليه أناس من أهل اليمن فقال اقبلوا البشرى يا أهل اليمن إذ لم يقبلها بنو تميم قالوا قد قبلنا يا رسول الله جئنا لنتفقه في الدين ونسألك عن أول هذا الأمر ما كان قال كان الله عز و جل ولم يكن شيء قبله وكان عرشه على الماء ثم خلق السماوات والأرض وكتب في الذكر كل شيء قال وأتاه رجل فقال يا عمران بن حصين راحلتك أدرك ناقتك فقد ذهبت فانطلقت في طلبها فإذا السراب ينقطع دونها وايم الله لوددت أنها ذهبت وأني لم أقم
17480 -
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا عمر بن حفص ثنا أبي ثنا الأعمش ثنا جامع بن شداد عن صفوان بن محرز أنه حدثه عن عمران بن حصين قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر الحديث قال فيه قالوا جئناك نسألك عن هذا الأمر قال كان الله ولم يكن شيء غيره وعرشه على الماء وكتب في الذكر كل شيء وخلق السماوات والأرض رواه البخاري في الصحيح عن عمر بن حفص بن غياث والمراد به والله أعلم ثم خلق الماء وخلق العرش على الماء وخلق القلم وأمره فكتب في الذكر كل شيء
17481 -
أخبرنا أبو القاسم زيد بن أبي هاشم العلوي بالكوفة أنبأ أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم ثنا إبراهيم بن عبد الله العبسي أنبأ وكيع بن الجراح عن الأعمش عن أبي ظبيان عن بن عباس قال : إن أول ما خلق الله عز و جل من شيء القلم فقال اكتب قال يا رب وما أكتب قال اكتب القدر قال فجرى بما هو كائن من ذلك اليوم إلى قيام الساعة قال ثم خلق النون فدحا الأرض عليها فارتفع بخار الماء ففتق منه السماوات واضطرب النون فمادت الأرض فأثبتت بالجبال وإن الجبال لتفجر على الأرض إلى يوم القيامة
17482 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ محمد بن أيوب الرازي أنبأ أحمد بن جميل المروزي ثنا عبد الله بن المبارك عن رباح بن زيد عن عمر بن حبيب عن القاسم بن أبي بزة عن سعيد بن جبير عن بن عباس أنه كان يحدث أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : إن أول شيء خلق الله جل ثناؤه القلم وأمره فكتب كل شيء يكون وروي ذلك أيضا في حديث عبادة بن الصامت مرفوعا
17483 -
أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران ببغداد أنبأ أبو بكر أحمد بن سلمان بن الحسن الفقيه قال قرئ على يحيى بن جعفر بن الزبرقان وأنا أسمع أنبأ حجاج بن محمد الأعور قال قال بن جريج أخبرني إسماعيل بن أمية عن أيوب بن خالد عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة عن أبي هريرة قال : أخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم بيدي فقال خلق الله التربة يوم السبت وخلق فيها الجبال يوم الأحد وخلق الشجر يوم الإثنين وخلق المكروه يوم الثلاثاء وخلق النور يوم الأربعاء وبث فيها الدواب يوم الخميس وخلق آدم بعد العصر من يوم الجمعة في آخر ساعة من ساعات الجمعة فيما بين العصر إلى الليل رواه مسلم في الصحيح عن سريج بن يونس وهارون بن عبد الله عن حجاج بن محمد
17484 -
أخبرنا أبو منصور أحمد بن علي الدامغاني أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني جعفر بن محمد بن الأزهر الطوسي ببغداد ثنا وهب بن بقية ثنا خالد عن الشيباني عن عون بن عبد الله بن عتبة أظنه عن أخيه عبيد الله قال أبو هريرة سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : إن في الجمعة لساعة لا يسأل الله فيها عبد شيئا إلا أعطاه إياه قال وقال عبد الله بن سلام إن الله تعالى بدأ الخلق فخلق الأرض يوم الأحد ويوم الإثنين وخلق السماوات يوم الثلاثاء ويوم الأربعاء وخلق الأقوات وما في الأرض من شيء يوم الخميس ويوم الجمعة فرغ من ذلك عند صلاة العصر فتلك الساعة ما بين العصر إلى غروب الشمس
17485 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني محمد بن علي الصنعاني بمكة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ عبد الرزاق أنبأ معمر أخبرني عوف عن قسامة بن زهير عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : خلق الله آدم من أديم الأرض كلها فخرجت ذريته على حسب ذلك منهم الأبيض والأسود والأسمر والأحمر ومنهم بين ذلك ومنهم السهل والحزن والخبيث والطيب
17486 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران ثنا إسماعيل بن محمد الصفار وأبو جعفر الرزاز قالا ثنا سعدان بن نصر ثنا إسحاق الأزرق عن عوف الأعرابي عن قسامة بن زهير عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض فجاء بنو آدم على قدر الأرض منهم الأحمر والأسود والسهل والحزن وبين ذلك والخبيث والطيب
17487 -
أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين العلوي أنبأ أبو حامد بن الشرقي ثنا محمد بن يحيى وأبو الأزهر وحمدان السلمي قالوا ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : خلقت الملائكة من نور وخلق الجان من مارج من نار وخلق آدم مما وصف لكم رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن رافع عن عبد الرزاق قال الشافعي رحمه الله قال الله جل ثناؤه { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون } قال الشافعي خلق الله الخلق لعبادته يعني ما شاء من عباده أو ليأمر من شاء منهم بعبادته ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم
17488 -
أخبرنا أبو عبد الله إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ العباس بن الوليد بن مزيد أخبرني أبي قال سمعت الأوزاعي حدثني ربيعة بن يزيد ويحيى بن أبي عمرو الشيباني قالا ثنا عبد الله بن فيروز الديلمي قال : دخلت على عبد الله بن عمرو بن العاص فذكر الحديث إلى أن قال قال عبد الله سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إن الله خلق خلقه في ظلمة ثم ألقى عليهم من نوره فمن أصابه من ذلك النور يومئذ شيء اهتدى ومن أخطأه ضل فلذلك أقول جف القلم عن علم الله قال الشافعي رحمه الله ثم أبان جل ثناؤه أن خيرته من خلقه أنبياؤه فقال كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين فجعل نبينا صلى الله عليه و سلم من أصفيائه دون عباده بالأمانة على وحيه والقيام بحجته فيهم
17489 -
حدثنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو الحسن علي بن الفضل بن إدريس السامري ببغداد ثنا الحسن بن عرفة العبدي حدثني يحيى بن سعيد السعيدي البصري ثنا عبد الملك بن جريج عن عطاء عن عبيد بن عمير عن أبي ذر قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو في المسجد فذكر الحديث إلى أن قال فقلت يا رسول الله كم النبيون قال مائة ألف نبي وأربعة وعشرون ألف نبي قلت كم المرسلون منهم قال ثلاثمائة وثلاثة عشر تفرد به يحيى بن سعيد السعيدي
17490 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن شاذان وأحمد بن سلمة قالا ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث عن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ما من الأنبياء من نبي إلا وقد أعطى من الآيات ما مثله آمن عليه البشر وإنما كان الذي أوتيت وحيا أوحاه الله إلي فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن يوسف وغيره عن الليث ورواه مسلم عن قتيبة قال الشافعي رحمه الله ثم ذكر من خاصته صفوته فقال إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين وساق الشافعي الكلام عليه إلى أن قال ثم اصطفى محمدا صلى الله عليه و سلم من خير آل إبراهيم وأنزل كتبه قبل إنزاله الفرقان على محمد صلى الله عليه و سلم بصفته وفضيلة من تبعه فقال محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره الآية
17491 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو عبد الله إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الربيع بن سليمان المرادي وسعيد بن عثمان قالا ثنا بشر بن بكر عن الأوزاعي حدثني أبو عمار عن عبد الله بن فروخ عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أنا سيد بني آدم يوم القيامة وأول من تنشق عنه الأرض وأول شافع وأول مشفع أخرجه مسلم في الصحيح من حديث الأوزاعي
17492 -
وأخبرنا أبو علي الروذباري وأبو عبد الله بن برهان وأبو الحسين بن الفضل القطان وغيرهم قالوا أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا الحسن بن عرفة ثنا القاسم بن مالك المزني عن المختار بن فلفل عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أنا أول شفيع يوم القيامة وأنا أكثر الأنبياء تبعا يوم القيامة إن من الأنبياء لمن يأتي يوم القيامة ما معه مصدق غير واحد أخرجه مسلم من أوجه عن المختار
17493 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا محمد بن يعقوب الشيباني ثنا جعفر بن محمد بن الحسين ثنا يحيى بن يحيى أنبأ هشيم ح وأخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب أنبأ أبو الربيع ثنا هشيم أنبأ سيار ثنا يزيد الفقير أنبأ جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي نصرت بالرعب مسيرة شهر وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل وأعطيت الشفاعة وكل نبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة لفظ حديث أبي الربيع رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى ورواه البخاري عن محمد بن سنان عن هشيم
17494 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو زكريا العنبري ثنا محمد بن عبد السلام ثنا إسحاق أنبأ جرير عن الأعمش عن خيثمة قال : قرأ رجل على عبد الله رضي الله عنه سورة الفتح فلما بلغ { كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار } قال ليغيظ الله بالنبي وأصحابه الكفار ثم قال عبد الله أنتم الزرع وقد دنا حصاده قال الشافعي وقال لأمته كنتم خير أمة أخرجت للناس الآية ففضلهم بكينونتهم من أمته دون أمم الأنبياء قبله
17495 -
أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو حامد بن بلال ثنا إبراهيم بن عبد الله أنبأ يزيد بن هارون أنبأ بهز بن حكيم بن معاوية القشيري عن أبيه عن جده قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : إنكم توفون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله عز و جل قال الشافعي ثم أخبر جل ثناؤه أنه جعله فاتح رحمته عند فترة رسله فقال { يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير فقد جاءكم بشير ونذير } وقال هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم وكان في ذلك ما دل على أنه بعثه إلى خلقه لأنهم كانوا أهل الكتاب والأميين وأنه فتح به رحمته وختم به نبوته فقال { ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين }
17496 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا أبو الربيع ثنا إسماعيل بن جعفر ثنا العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : فضلت على الأنبياء بست أعطيت جوامع الكلم ونصرت بالرعب وأحلت لي الغنائم وجعلت لي الأرض طهورا ومسجدا وأرسلت إلى الخلق كافة وختم بي النبيون رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن أيوب وغيره عن إسماعيل
17497 -
أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي رحمه الله أنبأ أحمد بن محمد بن الحسن الحافظ ثنا محمد بن يحيى الذهلي ثنا عفان بن مسلم ثنا سليم بن حيان قال سمعت سعيد بن ميناء قال سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ح قال وثنا إبراهيم بن عبد الله ثنا يزيد بن هارون ثنا سليم بن حيان قال سمعت سعيد بن ميناء قال سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : مثلي ومثل الأنبياء قبلي كمثل رجل ابتنى دارا وقال يزيد بنى دارا فأحسنها وأكملها إلا في موضع لبنة فجعل الناس يدخلونها ويتعجبون منها ويقولون لولا موضع هذه اللبنة قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فأنا موضع تلك اللبنة جئت فختمت الأنبياء رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن سنان عن سليم ورواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة وأبي كريب عن عفان قال الشافعي رحمه الله وقضى أن أظهر دينه على الأديان فقال هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله الآية قال وقد وصفنا بيان كيف يظهر على الدين كله في غير هذا الموضع
17498 -
أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب أنبأ جعفر بن عون أنبأ إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن خباب رضي الله عنه قال شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة فقلنا ألا تدعو الله لنا ألا تستنصر الله لنا قال فجلس محمارا وجهه قال : والله إن من كان قبلكم ليؤخذ الرجل فيحفر له الحفرة فيوضع المنشار على رأسه فيشق باثنتين ما يصرفه عن دينه أو يمشط بأمشاط الحديد ما بين عصبه ولحمه ما يصرفه عن دينه وليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب منكم من صنعاء إلى حضرموت لا يخشى إلا الله أو الذئب على غنمه ولكنكم تعجلون أخرجاه في الصحيح من حديث إسماعيل 2
باب مبتدأ البعث والتنزيل 17499 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عمرو المقرئ أنبأ الحسن بن سفيان ثنا أبو الطاهر أحمد بن عمرو ثنا بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب حدثني عروة بن الزبير أن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه و سلم أخبرته قالت : كان أول ما بدىء به رسول الله من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ثم حبب الله إليه الخلاء فكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه وهو التعبد الليالي أولات العدد قبل أن يرجع إلى أهله ويتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة فتزوده بمثلها حتى فجأه الحق وهو في غار حراء فجاءه الملك فقال اقرا فقال ما انا بقارىء قال فاخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ فقلت ما أنا بقارىء فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال اقرأ فقلت ما أنا بقارىء فأخذني فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال { اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم } فرجع بها رسول الله صلى الله عليه و سلم ترجف بوادره حتى دخل على خديجة رضي الله عنها فقال زملوني زملوني فزملوه حتى ذهب عنه الروع ثم قال لخديجة أي خديجة ما لي وأخبرها الخبر قال لقد خشيت على نفسي قالت له خديجة كلا أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدا والله إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق فانطلقت به خديجة رضي الله عنها حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي وهو بن عم خديجة بن أخي أبيها وكان امرءا تنصر في الجاهلية يكتب الكتاب العربي ويكتب من الإنجيل بالعربية ما شاء الله أن يكتب وكان شيخا كبيرا قد عمي فقالت له خديجة أي عم أسمع من بن أخيك قال ورقة بن نوفل بن أخي ماذا ترى فأخبره رسول الله صلى الله عليه و سلم خبر ما رأى فقال له ورقة هذا الناموس الذي نزل الله على موسى يا ليتني فيها جذعا يا ليتني أكون حيا حين يخرجك قومك قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أومخرجي هم قال ورقة نعم لم يأت رجل قط بما جئت به إلا عودي وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا رواه مسلم في الصحيح عن أبي الطاهر وأخرجه البخاري من وجه آخر عن يونس
17500 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ عبد الصمد بن علي بن محمد بن مكرم ثنا عبيد بن عبد الواحد ثنا يحيى بن بكير ثنا الليث عن عقيل عن بن شهاب قال سمعت أبا سلمة بن عبد الرحمن يقول أخبرني جابر بن عبد الله رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : فتر الوحي عني فبينما أنا أمشي سمعت صوتا من السماء فرفعت بصري قبل السماء فإذا الملك الذي جاءني بحراء قاعد على كرسي بين السماء والأرض فخشيت منه فرقا حتى هويت إلى الأرض فجئت أهلي فقلت لهم زملوني زملوني فزملوني فأنزل الله عز و جل { يا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فاهجر } قال أبو سلمة والرجز الأوثان قال ثم حمي الوحي بعد وتتابع
17501 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو سهل بشر بن أحمد المهرجاني ثنا داود بن الحسين بن علي بن عقيل هو الخسروجردي ثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد حدثني أبي عن جدي أخبرني عقيل بن خالد عن بن شهاب قال سمعت أبا سلمة بن عبد الرحمن يقول أخبرني جابر بن عبد الله رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : فتر الوحي عني فترة فذكر الحديث بمعناه رواه البخاري في الصحيح عن يحيى بن بكير ورواه مسلم عن عبد الملك بن شعيب
17502 -
أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي ثنا أبو حامد بن الشرقي إملاء ثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم ثنا سفيان عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت : إن أول ما نزل من القرآن { اقرأ باسم ربك الذي خلق 3 باب مبتدأ الفرض على النبي صلى الله عليه و سلم ثم على الناس وما لقي النبي صلى الله عليه و سلم من أذى قومه في تبليغ الرسالة على وجه الاختصار 17503 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو عمرو بن أبي جعفر ثنا عبد الله بن محمد ثنا أبو كريب ثنا أبو أسامة عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن سعيد بن جبير عن بن عباس رضي الله عنهما قال : لما نزلت هذه الآية وأنذر عشيرتك الأقربين ورهطك منهم المخلصين خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى صعد الصفا فهتف واصباحاه فقالوا من هذا الذي يهتف قالوا محمد قال فاجتمعوا إليه فقال يا بني فلان يا بني فلان يا بني عبد مناف يا بني عبد المطلب أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا تخرج بسفح هذا الجبل أكنتم مصدقي قالوا ما جربنا عليك كذبا قال فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد قال فقال أبو لهب تبا لك ما جمعتنا إلا لهذا ثم قام فنزلت هذه الآية { تبت يدا أبي لهب } قد تب كذا قرأ الأعمش إلى آخر السورة رواه البخاري في الصحيح عن يوسف بن موسى عن أبي أسامة ورواه مسلم عن أبي كريب
17504 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق قال فحدثني من سمع عبد الله بن الحارث بن نوفل عن بن عباس عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : لما نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنذر عشيرتك الأقربين واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين قال رسول الله صلى الله عليه و سلم عرفت أني إن بادأت بها قومي رأيت منهم ما أكره فصمت عليها فجاءني جبريل عليه السلام فقال يا محمد إنك إن لم تفعل ما آمرك به ربك عذبك ربك ثم ذكر قصة في جمعهم وإنذاره إياهم
17505 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ بن الحمامي ببغداد أنبأ أحمد بن سلمان النجاد ثنا محمد بن إسماعيل ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثني محمد بن عمرو بن علقمة عن محمد بن المنكدر عن ربيعة بن عباد الدؤلي قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم بذي المجاز يتبع الناس في منازلهم يدعوهم إلى الله عز و جل ووراءه رجل وهو يقول يا أيها الناس لا يغرنكم عن دينكم ودين آبائكم قلت من هذا قالوا عمه أبو لهب
17506 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وإسحاق بن محمد بن يوسف السوسي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ العباس بن الوليد أخبرني أبي قال سمعت الأوزاعي قال حدثني يحيى بن أبي كثير حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي حدثني عروة بن الزبير قال : سألت عبد الله بن عمرو بن العاص قال قلت حدثني بأشد شيء صنعه المشركون برسول الله صلى الله عليه و سلم قال أقبل عقبة بن أبي معيط ورسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي عند الكعبة فلوى ثوبه في عنقه فخنقه خنقا شديدا فأقبل أبو بكر رضي الله عنه فأخذ بمنكبيه فدفعه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال { أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم } أخرجه البخاري في الصحيح من حديث الأوزاعي
17507 -
أخبرنا أبو محمد جناح بن نذير بن جناح القاضي بالكوفة أنبأ أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم ثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة أنبأ عبيد الله هو بن موسى أنبأ إسرائيل عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عبد الله هو بن مسعود رضي الله عنه قال : بينما رسول الله صلى الله عليه و سلم قائم يصلي عند الكعبة وجميع قريش في مجالسهم ينظرون إذ قال قائل منهم ألا تنظرون إلى هذا المرائي أيكم يقوم إلى جزور أبي فلان فيعمد إلى فرثها ودمها وسلاها فيجيء به ثم يمهله حتى إذا سجد وضعه بين كتفيه فانبعث أشقاها فجاء به فلما سجد رسول الله صلى الله عليه و سلم وضعه بين كتفيه وثبت النبي صلى الله عليه و سلم ساجدا وضحكوا حتى مال بعضهم على بعض من الضحك فانطلق منطلق إلى فاطمة رضي الله عنها وهي جويرية فأقبلت تسعى حتى ألقته عنه وأقبلت عليهم تسبهم فلما قضى رسول الله صلى الله عليه و سلم الصلاة قال اللهم عليك بقريش ثلاثا ثم سمى اللهم عليك بعمرو بن هشام وبعتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة وأمية بن خلف وعقبة بن أبي معيط وعمارة بن الوليد قال عبد الله والله لقد رأيتهم صرعى يوم بدر يسحبون إلى قليب بدر ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم وأتبع أصحاب القليب لعنة رواه البخاري في الصحيح عن أحمد بن إسحاق عن عبيد الله بن موسى وأخرجه هو ومسلم من وجه آخر عن أبي إسحاق
17508 -
حدثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف إملاء أنبا أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا علي بن الحسن الهلالي ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق قالا ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا الحارث بن عبيد ثنا سعيد الجريري عن عبد الله بن شقيق عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان النبي صلى الله عليه و سلم يحرس حتى نزلت هذه الآية يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس فأخرج النبي صلى الله عليه و سلم رأسه من القبة فقال يا أيها الناس انصرفوا فقد عصمني الله ورواية الهلالي فقال لهم أيها الناس قال الشافعي يعصمك من قتلهم أن يقتلوك حتى تبلغهم ما أنزل إليك فبلغ ما أمر به فاستهزأ به قوم فنزل { فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين إنا كفيناك المستهزئين }
17509 -
أخبرنا أبو طاهر أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا أحمد بن يوسف السلمي ثنا عمر بن عبد الله بن رزين ثنا سفيان عن جعفر بن إياس عن سعيد بن جبير عن بن عباس رضي الله عنهما في قول الله عز و جل : إنا كفيناك المستهزئين قال المستهزئون الوليد بن المغيرة والأسود بن عبد يغوث الزهري والأسود بن المطلب وأبو زمعة من بني أسد بن عبد العزى والحارث بن عيطل السهمي والعاص بن وائل فاتاه جبريل عليه السلام شكاهم إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأراه الوليد أبا عمرو بن المغيرة فأومأ جبريل إلى أبجله فقال ما صنعت قال كفيته ثم أراه الأسود بن المطلب فأومئ جبريل إلى عينيه فقال ما صنعت قال كفيته ثم أراه الأسود بن عبد يغوث الزهري فأومأ إلى رأسه فقال ما صنعت قال كفتيه ومر به العاص بن وائل فأومأ إلى أخمصه فقال ما صنعت قال كفيته فأما الوليد بن المغيرة فمر برجل من خزاعة وهو يريش نبلا له فأصاب أبجله فقطعها وأما الأسود بن المطلب فعمي فمنهم من يقول عمي هكذا ومنهم من يقول نزل تحت سمرة فجعل يقول يا بني ألا تدفعون عني قد قتلت فجعلوا يقولون ما نرى شيئاوجعل يقول يا بني ألا تمنعون عني قد هلكت ها هو ذا أطعن بالشوك في عيني فجعلوا يقولون ما نرى شيئا فلم يزل كذلك حتى عميت عيناه وأما الأسود بن عبد يغوث الزهري فخرج في رأسه قروح فمات منها وأما الحارث بن عيطل فأخذه الماء الأصفر في بطنه حتى خرج خرؤه من فيه فمات منها وأما العاص بن وائل فبينما هو كذلك يوما إذ دخل في رأسه شبرقة حتى امتلأت منها فمات منها وقال غيره فركب إلى الطائف على حمار فربض به على شبرقة فدخلت في أخمص قدمه شوكة فقتلته
17510 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا هارون بن سليمان الأصبهاني ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا سفيان عن سلمة بن كهيل عن عمران أبي الحكم السلمي عن بن عباس رضي الله عنهما قال : قالت قريش للنبي صلى الله عليه و سلم ادع ربك أن يجعل لنا الصفا ذهبا ونؤمن بك قال أتفعلون قالوا نعم فدعا فاتاه جبريل عليه السلام فقال إن الله يقرأ عليك السلام ويقول إن شئت أصبح الصفا ذهبا فمن كفر بعد ذلك عذبته عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين وإن شئت فتحت لهم باب التوبة والرحمة قال بل يا رب التوبة والرحمة
17511 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن عيسى بن عبد الله التميمي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية : فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل نوح وهود وإبراهيم أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يصبر كما صبر هؤلاء فكانوا ثلاثة ورسول الله صلى الله عليه و سلم رابعهم قال نوح إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله إلى آخرها فأظهر لهم المفارقة وقال هود حين قالوا إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء الآية فأظهر لهم المفارقة وقال إبراهيم قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم إلى آخر الآية فأظهر لهم المفارقة وقال محمد إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم عند الكعبة يقرؤها على المشركين فأظهر لهم المفارقة 4
باب الإذن بالهجرة 17512 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق حدثني الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أم سلمة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه و سلم انها قالت : لما ضاقت علينا مكة وأوذي أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم وفتنوا ورأوا ما يصيبهم من البلاء والفتنة في دينهم وأن رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يستطيع دفع ذلك عنهم وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم في منعة من قومه وعمه لا يصل إليه شيء مما يكره ما ينال أصحابه فقال لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم إن بأرض الحبشة ملكا لا يظلم أحد عنده فالحقوا ببلاده حتى يجعل الله لكم فرجا ومخرجا مما أنتم فيه فخرجنا إليها أرسالا حتى اجتمعنا ونزلنا بخير دار إلى خير جار أمنا على ديننا ولم نخش منه ظلما وذكر الحديث بطوله
17513 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا العباس بن الفضل الأسفاطي ثنا أحمد بن يونس ثنا داود بن عبد الرحمن ثنا عبد الله بن عثمان عن أبي الزبير محمد بن مسلم أنه حدثه أن جابر بن عبد الله رضي الله عنه حدثه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لبث عشر سنين يتبع الحاج في منازلهم في المواسم بمجنة وعكاظ ومنازلهم بمنى من يؤويني وينصرني حتى أبلغ رسالات ربي وله الجنة فلم يجد أحدا يؤويه وينصره حتى أن الرجل ليدخل صاحبه من مصر واليمن فيأتيه قومه أو ذو رحمه فيقولون احذر فتى قريش لا يصيبك يمشي بين رحالهم يدعوهم إلى الله يشيرون إليه بأصابعهم حتى يبعث الله من يثرب فيأتيه الرجل منا فيؤمن به ويقرئه القرآن فينقلب إلى أهله فيسلمون بإسلامه حتى لم يبق دار من دور يثرب إلا فيها رهط من المسلمين يظهرون الإسلام ثم يبعث الله فائتمرنا واجتمعنا سبعين رجلا منا فقلنا حتى متى رسول الله صلى الله عليه و سلم يطرد في جبال مكة ويخال أو قال ويخاف فرحلنا حتى قدمنا عليه الموسم فوعدنا شعب العقبة فاجتمعنا فيه من رجل ورجلين حتى توافينا فيه عنده فقلنا يا رسول الله علام نبايعك قال تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل وعلى النفقة في العسر واليسر وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأن تقولوا في الله لا يأخذكم في الله لومة لائم وعلى أن تنصروني إن قدمت عليكم يثرب وتمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم ولكم الجنة فقلنا نبايعك فأخذ بيده أسعد بن زرارة وهو أصغر السبعين رجلا إلا أنا فقال رويدا يا أهل يثرب إنا لم نضرب إليه أكباد المطي إلا ونحن نعلم أنه رسول الله وأن إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة وقتل خياركم وأن تعضكم السيوف وأما أنتم قوم تصبرون على عض السيوف وقتل خياركم ومفارقة العرب كافة فخذوه وأجركم على الله وأما أنتم تخافون من أنفسكم خيفة فذروه فهو أعذر لكم عند الله فقالوا أخر عنا يدك يا أسعد بن زرارة فوالله لا نذر هذه البيعة ولا نستقيلها فقمنا إليه رجلا رجلا يأخذ علينا شرطه ويعطينا على ذلك الجنة
17514 -
حدثنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني عبد الله بن محمد بن موسى ثنا إسماعيل بن قتيبة ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا جرير عن قابوس بن أبي ظبيان عن بن عباس رضي الله عنهما قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم بمكة فأمر بالهجرة وأنزل عليه وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا
17515 -
أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان ثنا الحجاج بن أبي منيع ثنا جدي عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يومئذ بمكة للمسلمين : قد رأيت دار هجرتكم أريت سبخة ذات نخل بين لابتين وهما الحرتان فهاجر من هاجر قبل المدينة حين ذكر ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم ورجع إلى المدينة بعض من كان هاجر إلى أرض الحبشة من المسلمين وتجهز أبو بكر رضي الله عنه مهاجرا فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم على رسلك فإني أرجو أن يؤذن لي فقال أبو بكر رضي الله عنه وترجو ذلك بأبي أنت وأمي قال نعم فحبس أبو بكر رضي الله عنه نفسه على رسول الله صلى الله عليه و سلم لصحابته وعلف راحلتين عنده ورق السمر أربعة أشهر أخرجه البخاري في الصحيح بطوله من حديث عقيل ويونس عن الزهري
17516 -
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك الباهلي وأبو عمر حفص بن عمر النمري قالا ثنا شعبة قال أنبأنا أبو إسحاق قال سمعت البراء رضي الله عنه يقول : كان أول من قدم علينا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم مصعب بن عمير وبن أم مكتوم وكانا يقرءان القرآن ثم جاء عمار بن ياسر وبلال وسعد ثم جاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه في عشرين وبينهم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم جاء رسول الله صلى الله عليه و سلم فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء قط فرحهم به حتى رأيت الولائد والصبيان يسعون في الطرائق يقولون جاء رسول الله صلى الله عليه و سلم جاء رسول الله قال فما قدم المدينة حتى قرأت { سبح اسم ربك الأعلى } في سور مثلها من المفصل رواه البخاري في الصحيح عن أبي الوليد 5
باب مبتدأ الإذن بالقتال 17517 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا أبو اليمان الحكم بن نافع أنبأ شعيب بن أبي حمزة عن الزهري حدثني عروة بن الزبير أن أسامة بن زيد رضي الله عنه أخبره أن النبي صلى الله عليه و سلم : ركب على حمار على إكاف على قطيفة فدكية وأردف أسامة بن زيد وراءه يعود سعد بن عبادة في بني الحارث بن الخزرج قبل وقعة بدر فسار حتى مر بمجلس فيه عبد الله بن أبي بن سلول وذلك قبل ان يسلم عبد الله بن أبي فإذا بالمجلس رجال من المسلمين والمشركين عبدة الأوثان واليهود وفي المسلمين عبد الله بن رواحة فلما غشيت المجلس عجاجة الدابة خمر بن أبي أنفه بردائه ثم قال لا تغبروا علينا فسلم النبي صلى الله عليه و سلم ثم وقف فنزل فدعاهم إلى الله عز و جل وقرأ عليهم القرآن قال فقال عبد الله بن أبي بن سلول أيها المرء إنه لا أحسن مما تقول إن كان حقا فلا تؤذينا به في مجلسنا ارجع إلى رحلك فمن جاءك فاقصص عليه فقال عبد الله بن رواحة بلى يا رسول الله فاغشنا به في مجالسنا فإنا نحب ذلك فاستب المسلمون والمشركون واليهود حتى كادوا يتثاورون فلم يزل النبي صلى الله عليه و سلم يخفضهم حتى سكتوا ثم ركب النبي صلى الله عليه و سلم دابته فسار حتى دخل على سعد بن عبادة رضي الله عنه فقال له النبي صلى الله عليه و سلم يا سعد ألم تسمع ما قال أبو حباب يريد عبد الله بن أبي قال كذا وكذا فقال سعد بن عبادة يا رسول الله اعف عنه واصفح فوالذي أنزل الكتاب لقد جاء الله بالحق الذي أنزل عليك ولقد اصطلح أهل هذه البحيرة على أن يتوجوه فيعصبوه فلما رد الله ذلك بالحق الذي أعطاك شرق بذلك فذلك فعل به ما رأيت فعفا عنه النبي صلى الله عليه و سلم وكان وأصحابه يعفون عن المشركين وأهل الكتاب كما أمرهم الله عز و جل ويصبرون على الأذى قال الله عز و جل { ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور } وقال الله { ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير } وكان النبي صلى الله عليه و سلم يتأول في العفو ما أمر الله به حتى أذن لهم فيهم فلما غزا النبي صلى الله عليه و سلم بدرا فقتل الله به من قتل من صناديد كفار قريش قال بن أبي بن سلول ومن معه من عبدة الأوثان هذا أمر قد توجه فبايعوا رسول الله صلى الله عليه و سلم على الإسلام رواه البخاري في الصحيح عن أبي اليمان وأخرجاه من حديث معمر وعقيل عن الزهري
17518 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو الحسن محمد بن سنان القزاز ثنا إسحاق بن يوسف الأزرق ثنا سفيان الثوري عن الأعمش عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن بن عباس رضي الله عنهما قال : أخرج أهل مكة النبي صلى الله عليه و سلم قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه إنا لله وإنا إليه راجعون أخرجوا نبيهم ليهلكن قال فقرأ أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير وكان بن عباس رضي الله عنه يقرؤها قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه فعلمت أنها قتال قال بن عباس وهي أول آية نزلت في القتال
17519 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس قاسم بن القاسم السياري بمرو ثنا محمد بن موسى بن حاتم الباشاني ثنا علي بن الحسن بن شقيق ثنا الحسين بن واقد عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن بن عباس أن عبد الرحمن بن عوف وأصحابا له رضي الله عنهم أتوا النبي صلى الله عليه و سلم فقالوا : يا نبي الله كنا في عز ونحن مشركون فلما آمنا صرنا أذلة فقال إني أمرت بالعفو فلا تقاتلوا القوم فلما حوله الله إلى المدينة أمره بالقتال فكفوا فأنزل الله { ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس } 6
باب ما جاء في نسخ العفو عن المشركين ونسخ النهي عن القتال حتى يقاتلوا والنهي عن القتال في الشهر الحرام قال الشافعي يقال نسخ النهي هذا كله بقول الله عز و جل وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة الآية 17520 - أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس ثنا عثمان بن سعيد ثنا عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن بن عباس رضي الله عنهما : في قوله { فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم } وقوله { قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر } قال فنسخ هذا العفو عن المشركين وقوله { يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم } فأمره الله بجهاد الكفار بالسيف والمنافقين باللسان وأذهب الرفق عنهم
17521 -
وبهذا الإسناد عن بن عباس رضي الله عنهما قال : قوله { وأعرض عن المشركين } { ولست عليهم بمصيطر } يقول لست عليهم بجبار { فاعف عنهم واصفح } { وإن تعفوا وتصفحوا } { فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره } { قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله } ونحو هذا في القرآن أمر الله بالعفو عن المشركين وأنه نسخ ذلك كله قوله { اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم } وقوله { قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر } إلى قوله { وهم صاغرون } فنسخ هذا العفو عن المشركين
17522 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق ثنا معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق هو الفزاري عن عثمان بن عطاء عن أبيه عن بن عباس رضي الله عنهما قال قال الله عز و جل : { فإن تولوا فخذوهم واقتلوهم حيث وجدتموهم ولا تتخذوا منهم وليا ولا نصيرا إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق } الآية وقال { لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم } الآية ثم نسخ هؤلاء الآيات فأنزل الله { براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين } إلى قوله { فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم } وأنزل { وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة } قال { وإن جنحوا للسلم فاجنح لها } ثم نسخ ذلك هذه الآية { قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله }
17523 -
أخبرنا أبو القاسم عبد العزيز بن محمد العطار ببغداد ثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد الدقاق ثنا عبد الملك بن محمد الرقاشي ثنا أبي ثنا المعتمر بن سليمان قال سمعت أبي يحدث عن الحضرمي عن أبي السوار عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال : بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم رهطا واستعمل عليهم عبيدة بن الحارث قال فلما انطلق ليتوجه بكى صبابة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فبعث مكانه رجلا يقال له عبد الله بن جحش وكتب له كتابا وأمره أن لا يقرأه إلا لمكان كذا وكذا لا تكرهن أحدا من أصحابك على المسير معك فلما صار إلى ذلك الموضع قرأ الكتاب واسترجع قال سمعا وطاعة لله ورسوله قال فرجع رجلا من أصحابه ومضى بقيتهم معه فلقوا بن الحضرمي فقتلوه فلم يدر ذلك من رجب أو من جمادى الآخرة فقال المشركون قتلهم في الشهر الحرام فنزلت { يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير } إلى قوله { والفتنة أكبر من القتل } قال فقال بعض المسلمين لئن كانوا أصابوا خيرا ما لهم أجر فنزلت { إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله والله غفور رحيم
17524 -
أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو محمد المزني أنبأ علي بن محمد بن عيسى ثنا أبو اليمان أخبرني شعيب عن الزهري أخبرني عروة بن الزبير : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث سرية من المسلمين وأمر عليهم عبد الله بن جحش الأسدي فانطلقوا حتى هبطوا نخلة فوجدوا بها عمرو بن الحضرمي في عير تجارة لقريش فذكر الحديث في قتل بن الحضرمي ونزول قوله { يسألونك عن الشهر الحرام } قال فبلغنا أن النبي صلى الله عليه و سلم عقل بن الحضرمي وحرم الشهر الحرام كما كان يحرمه حتى أنزل الله عز و جل { براءة من الله ورسوله } قال الشيخ رحمه الله وكأنه أراد قول الله عز و جل { وقاتلوا المشركين كافة } والآية التي ذكرها الشافعي رحمه الله أعم في النسخ والله أعلم
17525 -
وأخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر ثنا عبد الله بن وهب أخبرني مخرمة بن بكير عن أبيه عن سعيد بن المسيب واستفتي : هل يصلح للمسلمين أن يقاتلوا الكفار في الشهر الحرام فقال سعيد نعم وقال ذلك سليمان بن يسار
17526 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق قال : سألت سفيان عن قول الله يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير قال هذا شيء منسوخ وقد مضى ولا بأس بالقتال في الشهر الحرام وغيره 7
باب فرض الهجرة قال الله جل ثناؤه في الذي يفتن عن دينه قدر على الهجرة فلم يهاجر حتى توفي إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض الآية 17527 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي ثنا محمد بن مسلمة الواسطي ثنا عبد الله بن يزيد المقرئ ثنا حيوة ورجل قالا ثنا محمد بن عبد الرحمن بن نوفل الأسدي قال قطع على أهل المدينة بعث فاكتتبت فيه فلقيت عكرمة مولى بن عباس فنهاني أشد النهي ثم قال أخبرني بن عباس رضي الله عنهما : أن ناسا من المسلمين كانوا مع المشركين يكثرون سواد المشركين على رسول الله صلى الله عليه و سلم فيأتي السهم يرمي به فيصيب أحدهم فيقتله أو يضرب فيقتل فأنزل الله تعالى ذكره فيهم إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن يزيد المقرئ
17528 -
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إبراهيم بن عبد الله أبو مسلم حدثناه حجاج ثنا حماد عن الحجاج عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله البجلي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : من أقام مع المشركين فقد برئت منه الذمة
17529 -
أخبرنا أبو الحسن المقرئ أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا أبو الربيع ثنا جرير عن منصور عن أبي وائل عن أبي بخيلة عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال : أتيت النبي صلى الله عليه و سلم وهو يبايع الناس فقلت يا نبي الله ابسط يدك حتى أبايعك واشترط علي فأنت أعلم بالشرط مني قال أبايعك على أن تعبد الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتناصح المؤمن وتفارق المشرك
17530 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن قرة بن خالد ثنا يزيد بن عبد الله بن الشخير قال : بينا نحن بالمربد إذ أتى علينا أعرابي شعث الرأس معه قطعة أديم أو قطعة جراب فقلنا كأن هذا ليس من أهل البلد فقال أجل لا هذا كتاب كتبه لي رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال القوم هات فأخذته فقرأته فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد النبي رسول الله لبني زهير بن أقيش قال أبو العلاء وهم حي من عكل إنكم إن شهدتم أن لا إله إلا الله وأقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وفارقتم المشركين وأعطيتم من الغنائم الخمس وسهم النبي صلى الله عليه و سلم والصفي وربما قال وصفية فأنتم آمنون بأمان الله وأمان رسوله 8 باب ما جاء في عذر المستضعفين قال الله جل ثناؤه { إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا } قال الشافعي رحمه الله يقال عسى من الله واجب 17531 - أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق أنبأ أبو الحسن الطرائفي ثنا عثمان بن سعيد ثنا عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن بن عباس رضي الله عنهما قال : كل عسى في القرآن فهي واجبة
17532 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن بن أبي مليكة أن بن عباس رضي الله عنهما : تلا هذه الآية { إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان } قال كنت وأمي ممن عذر الله رواه البخاري في الصحيح عن سليمان بن حرب
17533 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا سعدان بن نصر ثنا سفيان عن عبيد الله بن أبي يزيد قال سمعت بن عباس رضي الله عنهما يقول : أنا وأمي من المستضعفين كانت أمي من النساء وأنا من الولدان رواه البخاري عن عبد الله بن محمد عن سفيان
17534 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق حدثني نافع عن عبد الله بن عمر عن أبيه عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : لما اجتمعنا للهجرة اتعدت أنا وعياش بن أبي ربيعة وهشام بن العاص بن وائل وقلنا الميعاد بيننا التناضب من أضاة بني غفار فمن أصبح منكم لم يأتها فقد حبس فليمض صاحباه فأصبحت عنده أنا وعياش بن أبي ربيعة وحبس عنا هشام وفتن فافتتن المدينة فكنا نقول ما الله بقابل من هؤلاء توبة قوم عرفوا الله وآمنوا به وصدقوا رسوله ثم رجعوا عن ذلك لبلاء أصابهم من الدنيا وكانوا يقولون لأنفسهم فأنزل الله عز و جل فيهم قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إلى قوله مثوى للمتكبرين قال عمر رضي الله عنه فكتبتها بيدي كتابا ثم بعثت بها إلى هشام فقال هشام بن العاص فلما قدمت علي خرجت بها إلى ذي طوى فجعلت أصعد بها وأصوب لأفهمها فقلت اللهم فهمنيها وفرقت إنما أنزلت فينا لما كنا نقول في أنفسنا ويقال فينا فرجعت فجلست على بعيري فلحقت رسول الله صلى الله عليه و سلم فقتل هشام شهيدا بأجنادين في ولاية أبي بكر رضي الله عنه
17535 -
وأخبرنا أبو عبد الله ثنا أبو العباس ثنا أحمد ثنا يونس عن بن إسحاق حدثني حكيم بن جبير عن سعيد بن جبير عن بن عباس رضي الله عنهما قال : أنزلت هذه الآية فيمن كان يفتن من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم بمكة ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا إن ربك من بعدها لغفور رحيم
17536 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ عبد الرحمن بن الحسن القاضي ثنا إبراهيم بن الحسين ثنا آدم بن أبي إياس ثنا ورقاء عن بن أبي نجيح عن مجاهد قال : أسلم عياش بن أبي ربيعة وهاجر إلى النبي صلى الله عليه و سلم فجاءه أبو جهل بن هشام وهو أخوه لأمه ورجل آخر معه فقال له إن أمك تناشدك رحمها وحقها أن ترجع إليها فأقبل معهما فربطاه حتى قدما به مكة فكانا يعذبانه
17537 -
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي ثنا سعدان بن نصر ثنا سفيان عن عمرو عن عكرمة قال : كان ناس بمكة قد أقروا بالإسلام فلما خرج الناس إلى بدر لم يبق أحد إلا أخرجوه فقتل أولئك الذين اقروا بالإسلام فنزلت فيهم { إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم } إلى قوله { وساءت مصيرا إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا } حيلة نهوضا إليها وسبيلا طريقا إلى المدينة فكتب المسلمون الذين كانوا بالمدينة إلى من كان بمكة فلما كتب إليهم خرج ناس ممن أقروا بالإسلام فاتبعهم المشركون فأكرهوهم حتى أعطوهم الفتنة فأنزل الله عز و جل فيهم { إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان }
17538 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي قالا أنبأ أبو بكر سهل بن أحمد بن زكريا القطان ثنا أحمد بن محمد بن عيسى ثنا أبو نعيم ثنا شيبان عن يحيى عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه و سلم لما قال سمع الله لمن حمده قبل أن يسجد قال اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة اللهم أنج سلمة بن هشام اللهم أنج الوليد بن الوليد اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين اللهم أشدد وطأتك على مضر اللهم اجعل سنين كسني يوسف رواه البخاري في الصحيح عن أبي نعيم وأخرجه مسلم من وجه آخر عن شيبان 9
باب من خرج من بيته مهاجرا فأدركه الموت في طريقه 17539 - أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو منصور العباس بن الفضل ثنا أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير : أن رجلا من خزاعة كان بمكة فمرض وهو ضمرة بن العيص بن ضمرة بن زنباع فأمر أهله ففرشوا له على سرير فحملوه وانطلقوا به متوجها إلى المدينة فلما كان بالتنعيم مات فنزلت { ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله وكذلك قاله الحسن وغيره من المفسرين } 10
باب الرخصة في الإقامة بدار الشرك لمن لا يخاف الفتنة قال الشافعي رحمه الله لأن رسول الله صلى الله عليه و سلم أذن لقوم بمكة أن يقيموا بعد إسلامهم منهم العباس بن عبد المطلب وغيره إذ لم يخافوا الفتنة 17540 - حدثنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو جعفر البغدادي ثنا أبو علاقة حدثني أبي ثنا بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة بن الزبير قال : كان العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قد أسلم وأقام على سقايته ولم يهاجر
17541 -
حدثنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق قال : ثم إن أبا العاص رجع إلى مكة بعد ما أسلم ولم يشهد مع النبي صلى الله عليه و سلم مشهدا ثم قدم المدينة بعد ذلك فتوفي في ذي الحجة من سنة أثنتي عشرة في خلافة أبي بكر رضي الله عنه وأوصى إلى الزبير بن العوام قال الشافعي رحمه الله وكان يأمر جيوشه أن يقولوا لمن أسلم إن هاجرتم فلكم ما للمهاجرين وإن أقمتم فأنتم كأعراب المسلمين وليس يخيرهم إلا فيما يحل لهم
17542 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو عمرو بن أبي جعفر ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا وكيع عن سفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا بعث أميرا على سرية أو جيش أوصاه في خاصة نفسه بتقوى الله وبمن معه من المسلمين خيرا وقال إذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى إحدى ثلاث خصال أو خلال فأيتهن أجابوك إليها فاقبل منهم وكف عنهم ادعهم إلى الإسلام فإن أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين وأعلمهم أنهم إن فعلوا ذلك أن لهم ما للمهاجرين وأن عليهم ما على المهاجرين فإن أبوا واختاروا دارهم فأعلمهم أنهم يكونون مثل أعراب المسلمين يجري عليهم حكم الله الذي كان يجري على المؤمنين ولا يكون لهم في الفيء والغنيمة نصيب إلا أن يجاهدوا مع المسلمين وذكر الحديث رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة عن وكيع قال الشيخ وقد وردت أخبار في مثل هذا المعنى
17543 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو عبد الله إسحاق بن محمد بن إسحاق السوسي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبا العباس بن الوليد البيروتي أنبأ أبي أخبرني الأوزاعي ثنا الزهري حدثني عطاء بن يزيد الليثي حدثني أبو سعيد الخدري رضي الله عنه : أن أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه و سلم فسأله عن الهجرة فقال إن الهجرة شأنها شديد فهل لك إبل قال نعم قال فهل تمنح منها قال نعم قال فهل تحلبها يوم وردها قال نعم قال فاعمل من وراء البحار فإن الله لن يترك من عملك شيئا أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح من حديث الأوزاعي
17544 -
أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن المؤمل أنبأ أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري ثنا أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب أنبأ سريج بن النعمان أبو الحسين ثنا فليح يعني بن سليمان عن هلال بن علي عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من آمن بالله ورسوله وأقام الصلاة وصام رمضان كان على الله أن يدخله الجنة هاجر في سبيل الله أو حبس في أرضه التي ولد فيها قالوا يا رسول الله أفلا تنبىء الناس بذلك قال إن في الجنة مائة درجة أعدها للمجاهدين في سبيله ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الله ومنه تفجر أنهار الجنة رواه البخاري في الصحيح عن يحيى بن صالح عن ولده فليح
17545 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ أبو مسلم ثنا علي بن عبد الله ثنا جرير ح وأنبأ أبو الحسن العلاء بن محمد بن أبي سعيد الإسفرائيني بها أنبأ أبو سهل بشر بن أحمد ثنا إبراهيم بن علي الذهلي ثنا يحيى بن يحيى أنبأ جرير عن منصور عن مجاهد عن طاوس عن بن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم الفتح فتح مكة لا هجرة ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا رواه البخاري في الصحيح عن علي بن المديني وعثمان بن أبي شيبة عن جرير ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى وقوله صلى الله عليه و سلم لا هجرة يعني والله أعلم لا هجرة وجوبا على من أسلم من أهل مكة بعد فتحها فإنها قد صارت دار إسلام وأمن فلا يخاف أحد فيها أن يفتن عن دينه وكذلك غير مكة إذا صار في معناها بعد الفتح في الأمن
17546 -
وفي مثل ذلك ورد ما أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا الأسفاطي العباس بن الفضل ثنا سويد ح وأنبا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن النضر الجارودي أنبأ بشر بن آدم وسويد بن سعيد ثنا علي بن مسهر عن عاصم عن أبي عثمان قال أخبرني مجاشع بن مسعود السلمي قال : جئت بأخي أبي معبد إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد الفتح فقلت يا رسول الله بايعه على الهجرة قال قد مضت الهجرة لأهلها فقلت يا رسول الله فعلى أي شيء تبايعه قال على الإسلام والجهاد والخير فبايعه قال أبو عثمان فلقيت أبا معبد فأخبرته بقول مجاشع فقال صدق رواه مسلم في الصحيح عن سويد بن سعيد وأخرجه البخاري من وجه آخر عن عاصم الأحول
17547 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا أبو الربيع سليمان بن داود ثنا فليح بن سليمان عن الزهري عن عمر بن عبد الرحمن بن أمية أن أباه أخبره عن يعلى بن منية رضي الله عنه قال : جئت رسول الله صلى الله عليه و سلم ثاني يوم الفتح فقلت يا رسول الله بايع أبي على الهجرة قال بل أبايعه على الجهاد وقد انقطعت الهجرة يوم الفتح كذا وجدته وإنما هو عمرو بن عبد الرحمن
17548 -
أخبرناه أبو الحسين بن الفضل القطان ثنا عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا سعيد بن أبي مريم أنبأ يحيى بن أيوب حدثني عقيل بن خالد عن بن شهاب أخبره قال أخبرني عمرو بن عبد الرحمن بن أمية بن يعلى أن أباه أخبره أن يعلى قال : كلمت رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبي أمية يوم الفتح فقلت يا رسول الله بايع أبي على الهجرة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم بل أبايعه على الجهاد فقد انقطعت الهجرة ورواه عمرو بن الحارث عن بن شهاب فقال عمر بن عبد الرحمن بن أمية بن أخي يعلى
17549 -
حدثنا أبو الحسن علي بن عبد الله الخسروجردي أنبأ أبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي أخبرني عبد الله بن صالح حدثني بن كاسب حدثني سفيان عن عمرو بن دينار وإبراهيم بن ميسرة عن طاوس عن بن عباس رضي الله عنهما قال : قيل لصفوان بن أمية وهو بأعلى مكة إنه لا دين لمن لم يهاجر فقال لا أصل إلى بيتي حتى أقدم المدينة فقدم المدينة فنزل على العباس بن عبد المطلب ثم أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال ما جاء بك يا أبا وهب قال قيل إنه لا دين لمن لم يهاجر فقال النبي صلى الله عليه و سلم ارجع أبا وهب إلى أباطح مكة فقروا على ملتكم فقد انقطعت الهجرة ولكن جهاد ونية وإن استنفرتم فانفروا
17550 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ عثمان بن يحيى الآدمي ثنا محمد بن ماهان ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا شعبة عن النعمان بن سالم عن رجل سمع جبير بن مطعم رضي الله عنه قال قلت : يا رسول الله إن ناسا يقولون ليس لنا أجور بمكة قال ليأتينكم أجوركم ولو كنتم في جحر ثعلب
17551 -
أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا أبو الأزهر ثنا فديك بن سليمان ثنا الأوزاعي عن الزهري عن صالح بن بشير بن فديك قال جاء فديك إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله إنهم يزعمون أن من لم يهاجر هلك فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا فديك أقم الصلاة وآت الزكاة واهجر السوء واسكن من أرض قومك حيث شئت قال وأظن أنه قال تكن مهاجرا
17552 -
وأخبرنا أبو طاهر أنبأ أبو بكر القطان ثنا أبو الأزهر ثنا إسحاق بن عيسى ثنا يحيى بن حمزة عن محمد بن الوليد الزبيدي عن الزهري عن صالح بن بشير بن فديك عن النبي صلى الله عليه و سلم : نحوه ليس في حديث الزبيدي تكن مهاجرا
17553 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد ثنا يحيى بن عمير ثنا المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قدم على رسول الله صلى الله عليه و سلم أناس من أهل البدو فقالوا : يا رسول الله قدم علينا أناس من قراباتنا فزعموا أنه لا ينفع عمل دون الهجرة والجهاد فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم حيث ما كنتم فأحسنوا عبادة الله وأبشروا بالجنة
17554 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا روح عن بن جريج أخبرني عطاء أنه : جاء عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها مع عبيد بن عمير وكانت مجاورة قال فقال عبيد أي هنتاه أسألك عن الهجرة قالت لا هجرة بعد الفتح إنما كانت الهجرة قبل الفتح حيث يهاجر الرجل بدينه إلى النبي صلى الله عليه و سلم فأما حين كان الفتح حيث شاء الرجل عبد الله لا يمنع
17555 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس ثنا عثمان بن سعيد ثنا محبوب بن موسى أنبأ أبو إسحاق عن الأوزاعي عن عطاء قال : زرت عائشة رضي الله عنها مع عبيد بن عمير فسألتها عن الهجرة قالت لا هجرة اليوم إنما كانت الهجرة إلى الله ورسوله وكان المؤمنون يفرون بدينهم إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم من أن يفتنوا فقد أفشى الله الإسلام فحيث ما شاء رجل عبد ربه ولكن جهاد ونية أخرجه البخاري في الصحيح من حديث الأوزاعي وبن جريج وروينا عن بن عمر معنى هذا وكل ذلك يرجع إلى انقطاع الهجرة وجوبا عن أهل مكة وغيرها من البلاد بعد ما صارت دار أمن وإسلام فأما دار حرب أسلم فيها من يخاف الفتنة على دينه وله ما يبلغه إلى دار الإسلام فعليه أن يهاجر
17556 -
وفي مثل ذلك أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا إبراهيم بن موسى الرازي أنبأ عيسى عن حريز عن عبد الرحمن بن أبي عوف عن أبي هند عن معاوية رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها
17557 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد ثنا الحكم بن موسى ثنا يحيى بن حمزة قاضي دمشق عن عطاء الخرساني عن بن محيريز عن عبد الله بن السعدي من بني مالك بن حسل : أنه قدم على رسول الله صلى الله عليه و سلم في أناس من أصحابه فلما نزلوا قالوا احفظ لنا ركابنا حتى نقضي حاجتنا ثم تدخل وكان أصغر القوم فقضى لهم حاجتهم ثم قالوا له ادخل فلما دخل على رسول الله صلى الله عليه و سلم قال حاجتك قال حاجتي أن تخبرني أنقطعت الهجرة قال حاجتك من خير حوائجهم لا تنقطع الهجرة ما قوتل العدو 11
باب من كره أن يموت بالأرض التي هاجر منها 17558 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ثنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم ثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة ثنا عبد الله هو أبو نعيم عن سفيان الثوري عن سعد بن إبراهيم عن عامر بن سعد عن سعد بن مالك رضي الله عنه قال : جاءني النبي صلى الله عليه و سلم يعودني وكان يكره أن يموت بالأرض التي هاجر منها فقلت يا رسول الله أوصي بمالي كله قال لا قلت فالشطر قال لا قلت فالثلث قال الثلث والثلث كثير إنك أن تدع ورثتك أغنياء خير لهم من أن تدعهم عالة يتكففون الناس بأيديهم وإنك مهما أنفقت من نفقة فإنها صدقة حتى اللقمة ترفعها إلى في امرأتك ولعل الله أن يرفعك فينتفع بك أناس ويضر بك آخرون
17559 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عمرو عثمان بن أحمد السماك ثنا حنبل بن إسحاق بن حنبل ثنا أبو نعيم ثنا سفيان بن سعيد فذكره : بإسناده ومعناه إلا أنه قال يعودني وأنا مريض بمكة وهو يكره أن يموت بالأرض التي هاجر منها فقال يرحمك الله بن عفراء ثم ذكره رواه البخاري في الصحيح عن أبي نعيم وأخرجه مسلم من وجه آخر عن سفيان
17560 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو يحيى زكريا بن يحيى بن أسد ثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عامر بن سعد بن أبي وقاص أن أباه أخبره أنه : مرض عام الفتح مرضا أشفى منه على الموت فأتاه النبي صلى الله عليه و سلم يعوده وهو بمكة فذكر الحديث قال قلت يا رسول الله اخلف عن هجرتي قال إنك لن تخلف بعدي فتعمل عملا تريد به وجه الله إلا ازددت به رفعة ودرجة ولعلك أن تخلف حتى ينتفع بك أقوام ويضر بك آخرون اللهم أمض لأصحابي هجرتهم ولا تردهم على أعقابهم لكن البائس سعد بن خولة يرثي له أن مات بمكة
17561 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثني علي بن محمد بن سختويه ثنا بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا سفيان ثنا الزهري فذكره بإسناده ومعناه إلا أنه قال : يرثي له رسول الله صلى الله عليه و سلم أن مات بمكة قال سفيان وسعد بن خولة رجل من بني عامر بن لؤي رواه البخاري في الصحيح عن الحميدي ورواه مسلم عن قتيبة وغيره عن سفيان
17562 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو الحسن بن منصور ثنا هارون بن يوسف ثنا بن أبي عمر ثنا عبد الوهاب الثقفي عن أيوب السختياني عن عمرو بن سعيد عن حميد بن عبد الرحمن الحميري عن ثلاثة من ولد سعد كلهم يحدثه عن أبيه : أن النبي صلى الله عليه و سلم دخل على سعد يعوده بمكة فبكى فقال ما يبكيك قال قد خشيت أن أموت بالأرض التي هاجرت منها كما مات سعد بن خولة فقال النبي صلى الله عليه و سلم اللهم اشف سعدا اللهم اشف سعدا ثلاث مرار وذكر الحديث رواه مسلم في الصحيح عن بن أبي عمر
17563 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنبأ أبو سهل بن زياد القطان ثنا أحمد بن محمد بن عيسى ثنا عفان ثنا وهيب ثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم عن عمرو بن عبد القارىء عن أبيه عن جده عمرو القارىء : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قدم فخلف سعدا مريضا حيث خرج إلى حنين فلما قدم من الجعرانة معتمرا دخل عليه وهو وجع مغلوب فقال لرسول الله صلى الله عليه و سلم إن لي مالا وإني أورث كلالة فأوصي بمالي أو أتصدق به قال لا قال فأتصدق بثلثه قال لا قال فأوصي بشطره قال لا قال فأتصدق بثلثه قال نعم وذاك كثير قال أي رسول الله أصيب بالدار التي خرجت منها مهاجرا قال إني لأرجو أن يرفعك الله عز و جل وأن يكاد بك أقوام وينتفع بك آخرون يا عمرو بن القارىء إن مات سعد بعدي فههنا أدفنه نحو طريق المدينة وأشار بيده هكذا هذه الرواية توافق رواية سفيان في أن ذلك كان عام الفتح وسائر الرواة عن الزهري قالوا فيه عام حجة الوداع واختلف في هذه الرواية على بن خثيم في اسم حفدة عمرو بن القارىء
17564 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر بن الحسن قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو يحيى زكريا بن يحيى ثنا سفيان عن إسماعيل بن محمد عن عبد الرحمن الأعرج قال : خلف النبي صلى الله عليه و سلم على سعد رجلا فقال إن مات فلا تدفنوه بها
17565 -
وأخبرنا أبو عبد الله وأبو بكر قالا ثنا أبو العباس ثنا أبو يحيى ثنا سفيان عن محمد بن قيس عن أبي بردة قال : قيل لرسول الله صلى الله عليه و سلم أيكره للرجل أن يموت بالأرض التي هاجر منها قال نعم هذا مرسل فكذلك ما قبله
17566 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو علي الحسين بن علي الحافظ ثنا الحسين بن أحمد بن حفص بنيسابور ثنا علي بن خشرم ثنا سفيان عن محمد بن قيس الأسدي عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يكره للرجل أن يموت بالأرض التي يهاجر منها
17567 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا محمد بن أبي بكر ثنا يزيد بن عبد الله البيسري عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن أبيه عن بن عمر رضي الله عنهما قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا دخل مكة قال اللهم لا تجعل منايانا فيها حتى تخرجنا منها تابعه وكيع عن عبد الله بن سعيد
17568 -
وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو أحمد القاسم بن أبي صالح الهمذاني ثنا إبراهيم بن الحسين ثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثني أخي عن سليمان عن محمد بن أبي عتيق عن بن شهاب عن سالم بن عبد الله عن بن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : إنما الناس كإبل مائة لا تكاد تجد فيها راحلة قال بن شهاب وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول يا معشر المهاجرين لا تتخذوا الأموال بمكة وأعدوها لدار هجرتكم فإن قلب الرجل عند ماله 12
باب ما جاء في التعرب بعد الهجرة 17569 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني عمرو بن محمد الناقد ثنا يحيى بن عيسى الرملي عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق قال قال عبد الله رضي الله عنه : آكل الربا ومؤكله وشاهداه إذا علماه والواشمة والمؤتشمة ولاوي الصدقة والمرتد أعرابيا بعد الهجرة ملعونون على لسان محمد صلى الله عليه و سلم تفرد به يحيى بن عيسى هكذا ورواه الثوري وغيره عن الأعمش عن عبد الله بن مرة بن الحارث 13
باب ما جاء في الرخصة فيه في الفتنة وما في معناها 17570 - أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا قتيبة بن سعيد الثقفي وداود بن مخراق الفريابي قالا ثنا إسماعيل عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع : أنه دخل على الحجاج فقال يا بن الأكوع ارتددت على عقبيك تعربت قال أحدهما بعد الهجرة قال لا ولكن رسول الله صلى الله عليه و سلم أذن لي في البدو أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح عن قتيبة بن سعيد
17571 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو الحسين محمد بن يعقوب أنبأ أبو العباس محمد بن إسحاق ثنا قتيبة بن سعيد ثنا حاتم عن يزيد بن أبي عبيد قال : لما قتل عثمان بن عفان رضي الله عنه خرج سلمة إلى الربذة وتزوج هناك امرأة وولد له أولاد فلم يزل هناك حتى قبل أن يموت فنزل يعني المدينة رواه البخاري عن قتيبة 14
باب أصل فرض الجهاد قال الله جل ثناؤه كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم مع ما ذكر فيه فرض الجهاد من سائر الآيات في القرآن 17572 - أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر بن أحمد الأصبهاني ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا هشام عن قتادة عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن عياض بن حمار المجاشعي أن نبي الله صلى الله عليه و سلم قال ذات يوم في خطبته : ألا إن ربي أو إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا فذكر الحديث قال فقال يا محمد إنما بعثتك لأبتليك وابتلي بك وأنزلت عليك كتابا لا يغسله الماء تقرأه نائما ويقظان وإن الله أمرني أن أحرق قريشا فقلت رب إذا يثلغوا رأسي فيدعوه خبزة فقال استخرجهم كما أخرجوك وأغزهم نغزك وأنفق فننفق عليك وابعث جيشا نبعث خمسة أمثاله وقاتل بمن أطاعك من عصاك وذكر الحديث أخرجه مسلم من حديث هشام الدستوائي وغيره عن قتادة
17573 -
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى السكري ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا عباس بن عبد الله ثنا أبو المغيرة ثنا صفوان ثنا أبو زياد يحيى بن عبيد الغساني عن يزيد بن قطيب عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه كان يقول : بعثني رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى اليمن فقال لعلك أن تمر بقبري ومسجدي قد بعثتك إلى قوم رقيقة قلوبهم يقاتلونك على الحق مرتين فقاتل بمن أطاعك منهم من عصاك ثم يغدون إلى الإسلام حتى تبادر المرأة زوجها والولد والده والأخ أخاه فأنزل بين الحيين السكون والسكاسك
17574 -
أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا أبو الأزهر ثنا عبد الله بن جعفر الرقي ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أحمد بن سلمان إملاء ببغداد ثنا هلال بن العلاء ثنا عبد الله بن جعفر الرقي ثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن جبلة بن سحيم ثنا أبو المثنى العبدي قال سمعت بن الخصاصية رضي الله عنه يقول : أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم لأبايعه على الإسلام فاشترط علي أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وتصلي الخمس وتصوم رمضان وتؤدي الزكاة وتحج البيت وتجاهد في سبيل الله قال قلت يا رسول الله أما اثنتان فلا أطيقهما أما الزكاة فما لي إلا عشر ذود هن رسل أهلي وحمولتهم وأما الجهاد فيزعمون أنه من ولى فقد باء بغضب من الله فأخاف إذا حضرني قتال كرهت الموت وخشعت نفسي قال فقبض رسول الله صلى الله عليه و سلم يده ثم حركها ثم قال لا صدقة ولا جهاد فبم تدخل الجنة قال ثم قلت يا رسول الله أبايعك فبايعني عليهن كلهن لفظ حديث أبي عبد الله
17575 -
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي طاهر الدقاق ببغداد أنبأ أحمد بن سلمان ثنا إبراهيم بن الهيثم البلدي ثنا آدم بن أبي إياس ثنا شيبان ثنا منصور عن الحكم بن عتيبة عن ميمون بن أبي شبيب عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قلت : يا رسول الله ألا تحدثني بعمل أدخل به الجنة قال إن شئت أنبأتك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه أما رأس الأمر فالإسلام من أسلم سلم وأما عموده فالصلاة وأما ذروة سنامه فالجهاد وذكر الحديث
17576 -
أخبرنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس العنزي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا موسى بن إسماعيل ثنا حماد عن حميد عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : جاهدوا يعني المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم
17577 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني أنبأ معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن عياش عن سليمان بن موسى عن مكحول عن أبي أمامة عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : عليكم بالجهاد في سبيل الله فإنه باب من أبواب الجنة يذهب الله به الغم والهم وزاد فيه غيره أنه قال وجاهدوا في الله القريب والبعيد وأقيموا حدود الله في القريب والبعيد ولا يأخذكم في الله لومة لائم قال الشيخ وروي ذلك عن الحارث بن معاوية الكندي عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه
17578 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ الحسن بن حليم المروزي أنبأ أبو الموجه أنبأ عبدان أنبأ عبد الله عن صفوان بن عمرو أخبرني عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه قال : جلسنا إلى المقداد بن الأسود رضي الله عنه بدمشق وهو على تابوت ما به عنه فضل فقال له رجل لو قعدت العام عن الغزو قال أتت علينا البحوث يعني سورة التوبة قال الله تبارك وتعالى { انفروا خفافا وثقالا } فلا أجدني إلا خفيفا
17579 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا عفان حدثني حماد بن سلمة ثنا علي بن زيد وثابت عن أنس رضي الله عنه : أن أبا طلحة رضي الله عنه قرأ هذه الآية انفروا خفافا وثقالا قال أرى ربنا يستنفرنا شيوخا وشبابا جهزوني أي بني جهزوني فقال بنوه قد شهدت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما فنحن نغزو فقال جهزوني فركب البحر فمات فلم يجدوا له جزيرة إلا بعد سبعة أيام فقبر بها ولم يتغير 15
باب من لا يجب عليه الجهاد 17580 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس ثنا عثمان بن سعيد ثنا محمد بن كثير أنبأ سفيان الثوري عن معاوية بن إسحاق عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت : أستأذنت النبي صلى الله عليه و سلم في الجهاد فقال جهادكن أو حسبكن الحج رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن كثير
17581 -
أخبرنا أبو القاسم زيد بن جعفر بن محمد بن علي العلوي وأبو القاسم عبد الواحد بن محمد بن إسحاق النجار المقرئ بالكوفة قالا أنبأ أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم الشيباني أنبا إبراهيم بن إسحاق القاضي ثنا قبيصة عن سفيان عن معاوية بن إسحاق عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه و سلم قالت : استأذنته في الجهاد فقال حسبكن الحج أو جهادكن الحج
17582 -
أخبرنا أبو القاسم بن أبي هاشم العلوي وأبو القاسم بن النجار المقرئ قالا أنبأ أبو جعفر بن دحيم ثنا إبراهيم بن إسحاق ثنا قبيصة عن سفيان عن حبيب عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها : بنحو هذا رواه البخاري في الصحيح عن قبيصة بالإسنادين جميعا
17583 -
أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني محمود الواسطي لفظه والحسن بن سفيان قالا ثنا وهب أنبأ خالد عن حبيب بن أبي عمرة عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت قلنا : يا رسول الله نرى الجهاد أفضل العمل أفلا نجاهد معك قال لا ولكن أفضل الجهاد حج مبرور وكانت عائشة خالتها رواه البخاري في الصحيح عن عبد الرحمن بن المبارك عن خالد بن عبد الله
17584 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الوهاب أنبأ قبيصة ثنا سفيان عن بن أبي نجيح عن مجاهد عن أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت : يا رسول الله أيغزو الرجال ولا نغزو فنستشهد وإنما لنا نصف الميراث فأنزل الله تعالى ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض
17585 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني محمد بن عبد الله بن قريش أنا الحسن بن سفيان ثنا محمد بن عبد الله بن نمير ثنا أبي ثنا عبيد الله عن نافع عن بن عمر رضي الله عنهما قال : عرضني رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم أحد في القتال وأنا بن أربع عشرة فلم يجزني وعرضني يوم الخندق وأنا بن خمس عشرة سنة فأجازني قال نافع فقدمت على عمر بن عبد العزيز وهو يومئذ خليفة فحدثته بهذا الحديث فقال إن هذا لحد بين الصغير والكبير وكتب إلى عماله أن يفرضوا لمن كان بن خمس عشرة سنة وما كان دون ذلك فاجعلوه في العيال رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن عبد الله بن نمير وأخرجه البخاري من وجه آخر عن عبيد الله بن عمر
17586 -
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا عمرو بن مرزوق أنبأ شعبة أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي أنبأ أبو سهل بن زياد القطان ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا مسدد ثنا حماد بن زيد عن عبيد الله عن نافع عن بن عمر رضي الله عنهما قال : عرضت يوم الخندق أنا ورافع بن خديج على النبي صلى الله عليه و سلم أنا وهو ابنا خمس عشرة سنة فقبلنا
17587 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثني محمد بن صالح بن هانئ ثنا الحسن بن محمد بن زياد القباني ثنا أبو بكر بن أبي عتاب الأعين ثنا منصور بن سلمة أبو سلمة الخزاعي ثنا عثمان بن عبد الله بن زيد بن جارية الأنصاري ثنا عمي عمرو بن زيد بن جارية حدثني أبي زيد بن جارية : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم استصغر ناسا يوم أحد منهم زيد بن جارية يعني نفسه والبراء بن عازب وزيد بن أرقم وسعد أبو سعيد الخدري وعبد الله بن عمر وذكر جابر بن عبد الله رضي الله عنهم كذا في كتابي عثمان بن عبد الله ورأيته في موضع آخر بن عبيد الله
17588 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو الحسن محمد بن محمد بن الحسن أنبأ علي بن عبد العزيز ثنا إبراهيم بن عبد الله الهروي ثنا هشيم ثنا عبد الحميد بن جعفر الأنصاري عن أبيه عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال : أتت بي أمي فقدمت المدينة فخطبها الناس فقالت لا أتزوج إلا برجل يكفل لي هذا اليتيم فتزوجها رجل من الأنصار وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يعرض غلمان الأنصار في كل عام فيلحق من أدرك منهم قال وعرضت عاما فألحق غلاما وردني فقلت يا رسول الله لقد ألحقته ورددتني ولو صارعته لصرعته قال فصارعه فصارعته فصرعته فألحقني
17589 -
أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر أحمد بن الحسن قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ حاتم يعني بن إسماعيل عن جعفر بن محمد عن أبيه عن يزيد بن هرمز أن نجدة كتب إلى بن عباس يسأله عن خلال فقال بن عباس رضي الله عنه : إن ناسا يقولون إن بن عباس يكاتب الحرورية ولولا أني أخاف أن أكتم علما لم أكتب إليه فكتب نجدة إليه أما بعد فأخبرني هل كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يغزو بالنساء وهل كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يضرب لهن بسهم وهل كان يقتل الصبيان ومتى ينقضي يتم اليتيم وعن الخمس لمن هو فكتب إليه بن عباس إنك كتبت تسألني هل كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يغزو بالنساء وقد كان يغزو بهن يداوين المرضى ويحذين من الغنيمة وأما السهم فلم يضرب لهن بسهم وأن رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يقتل الولدان فلا تقتلهم إلا أن تكون تعلم منهم ما علم الخضر من الصبي الذي قتل فتميز بين المؤمن والكافر فتقتل الكافر وتدع المؤمن وكتبت متى ينقضي يتم اليتيم ولعمري إن الرجل لتنبت لحيته وإنه لضعيف الأخذ ضعيف الإعطاء فإذا أخذ لنفسه من صالح ما يأخذ الناس فقد ذهب عنه اليتم وكتبت تسألني عن الخمس وإنا كنا نقول هو لنا فأبى ذلك علينا قومنا فصبرنا عليه رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم عن حاتم بن إسماعيل وروينا في حديث قيس بن سعد عن يزيد بن هرمز عن بن عباس رضي الله عنهما في هذا الحديث وأما النساء والعبيد فلم يكن لهم شيء معلوم إذا حضروا البأس ولكن يحذون من غنائم القوم
17590 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أحمد بن محمد العنزي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا محبوب بن موسى الأنطاكي أنبأ أبو إسحاق الفزاري عن بن جريج أخبرني عبد الله بن أبي أمية عن الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان في بعض مغازيه فمر بأناس من مزينة فاتبعه عبد لامرأة منهم فلما كان في بعض الطريق سلم عليه قال فلان قال نعم قال ما شأنك قال أجاهد معك قال أذنت لك سيدتك قال لا قال ارجع إليها فإن مثلك مثل عبد لا يصلي إن مت قبل أن ترجع إليها فاقرأ عليها السلام فرجع إليها فأخبرها الخبر فقالت الله هو أمر أن تقرأ علي السلام قال نعم قالت ارجع فجاهد معه 16
باب من اعتذر بالضعف والمرض والزمانة والعذر في ترك الجهاد قال الله تبارك وتعالى في الجهاد { ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم } إلى آخر الآيات الثلاث 17591 - أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ أبو عمرو بن السماك ثنا أبو الأحوص محمد بن الهيثم بن حماد ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير حدثني الليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن يزيد بن عبد الله بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : جهاد الكبير والضعيف والمرأة الحج والعمرة
17592 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه ثنا عثمان بن سعيد ثنا حفص بن عمر أبو عمر الضرير ثنا شعبة عن أبي إسحاق عن البراء رضي الله عنه قال : لما نزلت { لا يستوي القاعدون من المؤمنين } والمجاهدون في سبيل الله الآية أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم زيدا فكتبها فجاء بن أم مكتوم فشكا ضرارته إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأنزل الله عز و جل { غير أولي الضرر } رواه البخاري في الصحيح عن حفص بن عمر وأخرجه مسلم من وجه آخر عن شعبة
17593 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا أحمد بن يحيى الحلواني ثنا إبراهيم بن حمزة ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو النضر محمد بن يوسف الفقيه ثنا عثمان بن سعيد ثنا حفص بن عمر أبو عمر الضرير ثنا شعبة عن أبي إسحاق عن البراء رضي الله عنه قال : لما نزلت { لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله } الآية أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم زيدا فكتبها فجاء إلى بن أم مكتوم فشكا ضرارته إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأنزل الله عز و جل { غير أولي الضرر } رواه البخاري في الصحيح عن حفص بن عمر وأخرجه مسلم من وجه آخر عن شعبة
17594 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الحكم القنطري ثنا إبراهيم بن حمزة ثنا إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان عن الزهري عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال : دخلت المسجد فإذا مروان بن الحكم جالس فجلست إليه فقال حدثني زيد بن ثابت رضي الله عنه قال كنت عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فنزلت { لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله } قال فجاء بن أم مكتوم وأنا أكتبها فقال يا رسول الله قد ترى ما بعيني من الضرر ولو أستطيع الجهاد لجاهدت قال زيد بن ثابت فثقلت فخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم على فخذي حتى همت أن ترضها ثم سري عنه فقال لي اكتب { لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون } لفظ حديث القنطري رواه البخاري في الصحيح عن إسماعيل بن أبي أويس وغيره عن إبراهيم
=======
ج34.
كتاب : سنن البيهقي الكبرى
المؤلف : أحمد بن الحسين بن علي بن موسى أبو بكر البيهقي
17595 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا عبيد بن شريك حدثني سعيد بن الحكم بن أبي مريم ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد حدثني أبو الزناد أن خارجة بن زيد بن ثابت حدثه عن أبيه : أن السكينة غشيت رسول الله صلى الله عليه و سلم قال زيد وأنا إلى جنبه فوقعت فخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم على فخذي فما وجدت شيئا أثقل من فخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم سري عنه فقال اكتب { ؟ ؟ لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم } الآية كلها قال زيد فكتبت ذلك في كتف فقال بن أم مكتوم وكان رجلا أعمى حين سمع فضيلة المجاهدين على القاعدين فقال يا رسول الله كيف بمن لا يستطيع الجهاد مع المؤمنين قال فما قضى بن أم مكتوم كلامه أو ما هو إلا أن قضى كلامه فغشيت رسول الله صلى الله عليه و سلم السكينة فوقعت فخذه على فخذي فوجدت من ثقلها المرة مثلما وجدت من ثقلها في المرة الأولى ثم سري عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال اقرأ فقرأت { لا يستوي القاعدون من المؤمنين } فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم { غير أولي الضرر } قال زيد فألحقتها وكان ملحقها عند صدع في الكتف
17596 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي عن أبي عقيل عن أبي نضرة قال : سألت بن عباس رضي الله عنهما عن قول الله عز و جل { لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر } قال هم أولو الضرر قوم كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يغزون معه كانت تحبسهم أوجاع وأمراض وآخرون أصحاء فكان المرضى أعذر من الأصحاء
17597 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا أبو معاوية ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ إسماعيل بن قتيبة ثنا يحيى بن يحيى أنبأ أبو معاوية عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : في بعض أسفاره إن بالمدينة لرجالا ما سرنا مسيرا ولا قطعنا واديا إلا كانوا معنا فيه حبسهم المرض لفظ حديث أحمد رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى
17598 -
وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا موسى بن إسماعيل ثنا حماد عن حميد عن موسى بن أنس بن مالك عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : لقد تركتم بالمدينة أقواما ما سرتم مسيرا ولا أنفقتم من نفقة ولا قطعتم من واد إلا وهم معكم فيه قالوا يا رسول الله وكيف يكونون معنا وهم بالمدينة قال حبسهم العذر أخرجه البخاري في الصحيح من حديث زهير وحماد بن زيد عن حميد عن أنس ثم قال وقال موسى عن حماد يعني بن سلمة عن حميد عن موسى بن أنس عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم نحوه
17599 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق قال حدثني والدي إسحاق بن يسار عن أشياخ من بني سلمة قالوا : كان عمرو بن الجموح أعرج شديد العرج وكان له أربعة بنون شباب يغزون مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا غزا فلما أراد رسول الله صلى الله عليه و سلم يتوجه إلى أحد قال له بنوه إن الله عز و جل قد جعل لك رخصة فلو قعدت فنحن نكفيك فقد وضع الله عنك الجهاد فأتى عمرو بن الجموح رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله إن بني هؤلاء يمنعون أن أخرج معك والله إني لأرجو أن استشهد فأطأ بعرجتي هذه في الجنة فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم أما أنت فقد وضع الله عنك الجهاد وقال لبنيه وما عليكم أن تدعوه لعل الله يرزقه الشهادة فخرج مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فقتل يوم أحد شهيدا 17 باب الرجل لا يجد ما ينفق قال الله عز و جل ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج 17600 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا أحمد بن يوسف ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة رضي الله عنه قال فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : والذي نفسي بيده لولا أن أشق على المؤمنين ما قعدت خلف سرية تغزو في سبيل الله ولكن لا أجد سعة فأحملهم ولا يجدون سعة فيتبعوني ولا تطيب أنفسهم أن يقعدوا بعدي رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن رافع عن عبد الرزاق
17601 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا محمد بن عبيد الله ثنا إسحاق بن يوسف الأزرق ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن وهب بن جابر عن عبد الله رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت
17602 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا السري بن يحيى ثنا أحمد بن عبد الله ثنا رياح بن عمرو ثنا أيوب عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه : قال بينما نحن جلوس مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ طلع علينا شاب من الثنية فلما رأيناه بأبصارنا قلنا لو أن هذا الشاب جعل شبابه ونشاطه وقوته في سبيل الله قال فسمع مقالتنا رسول الله صلى الله عليه و سلم قال وما سبيل الله إلا من قتل من سعى على والديه ففي سبيل الله ومن سعى على عياله ففي سبيل الله ومن سعى على نفسه ليعفها ففي سبيل الله ومن سعى على التكاثر فهو في سبيل الشيطان 18
باب الرجل يكون عليه دين فلا يغزو إلا بإذن أهل الدين 17603 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر أحمد بن سلمان بن الحسن الفقيه ببغداد ثنا الحسن بن مكرم ثنا يزيد بن هارون أنبأ يحيى بن سعيد عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله إن قتلت في سبيل الله كفر الله عني خطاياي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن قتلت في سبيل الله صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر كفر الله عنك خطاياك فلما جلس دعاه فقال كيف قلت فأعاد عليه فقال إلا الدين كذلك أخبرني جبريل عليه السلام رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة وغيره عن يزيد بن هارون
17604 -
أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن إسحاق إملاء أنبأ بشر بن موسى ثنا عبد الله بن يزيد المقرئ ثنا سعيد بن أبي أيوب عن عياش بن عباس عن الحبلي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : القتل في سبيل الله يكفر كل شيء إلا الدين رواه مسلم في الصحيح عن زهير بن حرب عن المقرئ وقد مضى حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه 19
باب الرجل يكون له أبوان مسلمان أو أحدهما فلا يغزو إلا بإذن أهله 17605 - أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري أنبأ أبو بكر محمد بن أحمد بن محمويه العسكري بالبصرة ثنا جعفر بن محمد القلانسي ثنا آدم بن أبي إياس ثنا شعبة ثنا حبيب بن أبي ثابت قال سمعت أبا العباس الشاعر وكان لا يتهم في حديثه قال سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما يقول : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فأستأذنه في الجهاد فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم أحي والداك قال نعم قال ففيهما فجاهد رواه البخاري في الصحيح عن آدم وأخرجه مسلم من وجه آخر عن شعبة
17606 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه ثنا بشر بن موسى ثنا معاوية بن عمرو ثنا أبو إسحاق الفزاري عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي العباس عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال إني أريد الجهاد قال أحي أبواك قال نعم قال ارجع إليهما فإن فيهما المجاهد رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن حاتم عن معاوية بن عمرو
17607 -
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل ثنا عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أصبغ بن الفرج حدثني عبد الله بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب أن ناعم مولى أم سلمة حدثه أن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : أقبل رجل إلى نبي الله صلى الله عليه و سلم فقال أبايعك على الهجرة أو الجهاد أبتغي الأجر من الله قال فهل من والديك أحد حي قال نعم بل كلاهما قال فتبتغي الأجر من الله قال نعم قال فارجع إلى والديك فأحسن صحبتهما رواه مسلم في الصحيح عن سعيد بن منصور عن بن وهب
17608 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا عثمان بن عمر الضبي ومحمد بن راشد التمار قالا ثنا محمد بن كثير ثنا سفيان عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال جئت أبايعك على الهجرة وتركت أبوي يبكيان فقال ارجع فأضحكهما كما أبكيتهما
17609 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن دراج أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : أن رجلا هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم من اليمن فقال يا رسول الله إني هاجرت فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم قد هجرت الشرك ولكنه الجهاد هل لك أحد باليمن قال أبواي قال أذنا لك قال لا قال فارجع فاستأذنهما فإن أذنا لك فجاهد وإلا فبرهما
17610 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا أحمد بن الوليد الفحام ثنا حجاج ح وأخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق ثنا حجاج حدثني بن جريج أخبرني محمد بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن عن أبيه طلحة عن معاوية بن جاهمة السلمي أن جاهمة رضي الله عنه جاء النبي صلى الله عليه و سلم فقال : يا رسول الله أردت أن أغزو وقد جئتك أستشيرك فقال هل لك من أم قال نعم قال فالزمها فإن الجنة عند رجليها ثم الثانية ثم الثالثة في مقاعد شتى فكمثل هذا القول لفظ حديث الصغاني
17611 -
وأخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار ثنا محمد بن عبيد الله المنادي ثنا وهب بن جرير ثنا شعبة عن سماك عن مصعب بن سعد عن سعد رضي الله عنه قال : نزلت في أربع آيات فذكر الحديث وفيه قال فقالت أم سعد أليس قد أمر الله ببر الوالدة فوالله لا أطعم طعاما ولا أشرب شرابا حتى تكفر أو أموت فكانوا إذا أرادوا أن يطعموها أو يسقوها شجروا فاها بعصا ثم أوجروها الطعام والشراب فنزلت { ووصينا الإنسان بوالديه حسنا وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما } أخرجه مسلم في الصحيح من حديث شعبة 20
باب المسلم يتوقى في الحرب قتل أبيه ولو قتله لم يكن به بأس 17612 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق ثنا عمرو بن زرارة ثنا عيسى بن يونس ثنا سعيد بن عثمان عن عروة بن سعيد الأنصاري عن أبيه عن حصين بن وحوح : أن طلحة بن البراء رضي الله عنه لما لقي النبي صلى الله عليه و سلم قال يا نبي الله مرني بما أحببت ولا أعصي لك أمرا قال فعجب لذلك النبي صلى الله عليه و سلم وهو غلام فقال له عند ذلك فاقتل أباك قال فخرج موليا ليفعل فدعاه قال إني لم أبعث لقطيعة رحم
17613 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان ثنا أسد بن موسى ثنا ضمرة بن ربيعة عن عبد الله بن شوذب قال : جعل أبو أبي عبيدة بن الجراح ينصب الآلهة لأبي عبيدة وجعل أبو عبيدة يحيد عنه فلما أكثر الجراح قصده أبو عبيده فقتله فأنزل الله عز و جل فيه هذه الآية حين قتل أباه لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم إلى آخرها هذا منقطع
17614 -
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنبا عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا الحسن بن الربيع ثنا بن المبارك عن إسماعيل بن سميع الحنفي عن مالك بن عمير وكان قد أدرك الجاهلية قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : إني لقيت العدو ولقيت أبي فيهم فسمعت لك منه مقالة قبيحة فلم أصبر حتى طعنته بالرمح أو حتى قتلته فسكت عنه النبي صلى الله عليه و سلم ثم جاء آخر فقال إني لقيت أبي فتركته وأحببت أن يليه غيري فسكت عنه وهذا مرسل جيد 21
باب ما جاء في كراهية أخذ الجعائل وما جاء في الرخصة فيه من السلطان 17615 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا إبراهيم بن موسى الرازي أنبأ محمد بن حرب قال أبو داود وحدثنا عمرو بن عثمان ثنا محمد بن حرب المعنى وأنا لحديثه أتقن عن أبي سلمة سليمان بن سليم عن يحيى بن جابر الطائي عن بن أخي أبي أيوب الأنصاري عن أبي أيوب رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : سيفتح عليكم الأمصار وستكون جنود مجنده يقطع عليكم فيها بعوث يتكره الرجل منكم البعث فيها فيتخلص من قومه ثم يتصفح القبائل يعرض نفسه عليهم يقول من أكفه بعث كذا من أكفه بعث كذا ألا وذلك الأجير إلى آخر قطرة من دمه
17616 -
أخبرنا أبو بكر الأردستاني أنبأ أبو نصر أحمد بن عمرو العراقي ثنا سفيان بن محمد الجوهري ثنا علي بن الحسن ثنا عبد الله بن الوليد ثنا سفيان حدثني الزبير بن عدي عن شقيق بن العيزار الأسدي قال : سألت بن عمر عن الجعائل فقال لم أكن لأرتشي إلا ما رشاني الله وسألت عبد الله بن الزبير فقال تركها أفضل فإن أخذتها فأنفقها في سبيل الله
17617 -
أخبرنا أبو عبد الله أنبا أبو عمرو بن مطر ثنا يحيى بن محمد ثنا عبيد الله بن معاذ ثنا أبي ثنا شعبة عن أبي إسحاق عن عبيد بن الأعجم قال : سأل رجل بن عباس رضي الله عنهما عن الجعل قال إذا جعلته في سلاح أو كراع فلا بأس به وإذا جعلته في الرقيق فلا وروينا عن إبراهيم النخعي أنه قال كانوا أن يعطوا أحب إليهم من أن يأخذوا يعني في الجعائل
17618 -
وروى أبو داود في المراسيل عن سعيد بن منصور عن إسماعيل بن عياش عن معدان بن حدير الحضرمي عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : مثل الذين يغزون من أمتي ويأخذون الجعل يتقوون على عدوهم مثل أم موسى ترضع ولدها وتأخذ أجرها أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد أنبأ أبو الحسين الفسوي ثنا أبو علي اللؤلؤي ثنا أبو داود فذكره 22
باب ما جاء في تجهيز الغازي وأجر الجاعل 17619 - أخبرنا أبو زكريا يحيى بن إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي أنبا أبو بكر أحمد بن كامل القاضي ببغداد ثنا محمد بن سعد ثنا روح بن عبادة ثنا حسين المعلم ح وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبا أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج أبو معمر ثنا عبد الوارث ثنا الحسين ثنا يحيى ثنا أبو سلمة حدثني بسر بن سعيد حدثني زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا ومن خلفه في أهله بخير فقد غزا لفظ حديث عبد الوارث وحديث روح مثله إلا أنه قال عن عن رواه البخاري في الصحيح عن أبي معمر ورواه مسلم عن الربيع عن يزيد بن زريع عن حسين
17620 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه ثنا إسحاق بن الحسن ثنا عفان ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس رضي الله عنه : أن رجلا من أسلم أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال إني أريد الجهاد وليس معي ما أتجهز به فقال إن فلانا قد تجهز ثم مرض فاذهب إليه فقل إن رسول الله صلى الله عليه و سلم يقرئك السلام ويأمرك أن تعطيني ما أتجهز به فأتاه فقال لامرأته انظري أن تعطيه ما جهزتني به ولا تحبسي منه شيئا فيبارك الله لك فيه رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة عن عفان
17621 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي عمرو الشيباني عن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله صلى الله عليه و سلم إنه أبدع بي فاحملني فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ليس عندي فقال رجل ألا أدلك يا رسول الله على من يحمله فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم من دل على خير فله أجر مثل فاعله قال أبو عبد الله في روايته قال أبو معاوية أبدع بي يقول قطع بي رواه مسلم في الصحيح عن أبي كريب عن أبي معاوية
17622 -
وأخبرنا أبو محمد بن المؤمل أنبأ أبو عثمان البصري ثنا محمد بن عبد الوهاب أنبا يعلى بن عبيد ثنا الأعمش فذكره إلا أنه قال فقال ما أجد ما أحملك ولكن ائت فلانا فاتاه فحمله فأتى النبي صلى الله عليه و سلم فأخبره فقال : من دل على خير فله مثل أجر فاعله
17623 -
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو صالح ومحمد بن رمح قالا ثنا الليث بن سعد عن حيوة بن شريح الكندي التجيبي عن بن شفي عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : للغازي أجره وللجاعل أجره وأجر الغازي وأن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال قفلة كغزوة
17624 -
أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا إسحاق بن إبراهيم الدمشقي أبو النضر ثنا محمد بن شعيب أخبرني أبو زرعة يحيى بن أبي عمرو السيباني عن عمرو بن عبد الله أنه حدثه عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال : نادى رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة تبوك فخرجت إلى أهلي وأقبلت وقد خرج أول صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم فطفقت في المدينة أنادي ألا من يحمل رجلا له سهمه فنادى شيخ من الأنصار قال لنا سهمه على أن نحمله عقبته وطعامه معنا قلت نعم قال فسر على بركة الله فخرجت مع خير صاحب حتى أفاء الله علينا فأصابني قلائص فسقتهن حتى أتيته فخرج فقعد على حقيبة من حقائب إبله ثم قال سقهن مدبرات ثم قال سقهن مقبلات فقال ما أرى قلائصك إلا كراما قال إنما هي غنيمتك التي شرطت قال خذ قلائصك بن أخي فغير سهمك أردنا قال الشيخ رحمه الله فغير سهمك أردنا يشبه أن يكون أراد أنا لم نقصد بما فعلنا الإجارة وإنما قصدنا الاشتراك في الأجر والثواب والله أعلم 23
باب من استأجر إنسانا للخدمة في الغزو 17625 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن محمد العنزي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا أبو توبة الربيع بن نافع ثنا بشير بن طلحة عن خالد بن دريك عن يعلى بن منية رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه و سلم يبعثني في سراياه فبعثني ذات يوم وكان رجل يركب فقلت له ارحل فقال ما أنا بخارج معك قلت لم قال حتى تجعل لي ثلاثة دنانير قلت الآن حين ودعت النبي صلى الله عليه و سلم ما أنا براجع إليه ارحل ولك ثلاثة دنانير فلما رجعت من غزاتي ذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم فقال النبي صلى الله عليه و سلم أعطها إياه فإنها حظه من غزاته وقد مضى في كتاب القسم عن عبد الله بن الديلمي عن يعلى بن منية في معناه 24
باب الإمام لا يجمر بالغزى قال الشافعي رحمه الله فإن جمرهم فقد أساء ويجوز لكم خلافه والرجوع 17626 - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا عبيد بن شريك ثنا أبو صالح يعني محبوب بن موسى ثنا الفزاري عن سعيد الجريري عن أبي نضرة عن أبي فراس قال : خطبنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال في خطبته أيها الناس إني لم أبعث إليكم عمالي ليضربوا أبشاركم ولا ليأخذوا أموالكم ولكن بعثتهم ليعلموكم دينكم وسنتكم فمن فعل به غير ذلك فليرفعه إلي فأقصه منه ألا لا تضربوا المسلمين فتذلوهم ولا تمنعوهم حقوقهم فتكفروهم ولا تجمروهم فتفتنوهم ولا تنزلوهم الغياض فتضيعوهم
17627 -
أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا موسى بن إسماعيل ثنا إبراهيم بن سعد أنبا بن شهاب عن عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري : أن جيشا من الأنصار كانوا بأرض فارس مع أميرهم وكان عمر رضي الله عنه يعقب الجيوش في كل عام فشغل عنهم عمر رضي الله عنه فلما مر الأجل قفل أهل ذلك الثغر فاشتد عليه وأوعدهم وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم قالوا يا عمر إنك غفلت عنا وتركت فينا الذي أمر به النبي صلى الله عليه و سلم من أعقاب بعض الغزية بعضا
17628 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا علي بن حمشاذ العدل ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثني مالك عن عبد الله بن دينار عن بن عمر قال : خرج عمر بن الخطاب رضي الله عنه من الليل فسمع امرأة تقول تطاول هذا الليل واسود جانبه وأرقني أن لا حبيب ألاعبه فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لحفصة بنت عمر رضي الله عنها كم أكثر ما تصبر المرأة عن زوجها فقالت ستة أو أربعة أشهر فقال عمر رضي الله عنه لا أحبس الجيش أكثر من هذا 25
باب شهود من لا فرض عليه القتال 17629 - أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ عبد العزيز بن محمد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن يزيد بن هرمز : أن نجدة كتب إلى بن عباس هل كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يغزو بالنساء وهل كان يضرب لهن بسهم فقال قد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يغزو بالنساء فيداوين الجرحى ولم يكن يضرب لهن بسهم ولكن يحذين من الغنيمة أخرجه مسلم في الصحيح كما مضى قال الشافعي ومحفوظ أنه شهد مع رسول الله صلى الله عليه و سلم القتال العبيد والصبيان وأحذاهم من الغنيمة
17630 -
أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو حامد بن بلال ثنا يحيى بن الربيع ثنا سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن أمية عن سعيد بن أبي سعيد عن يزيد بن هرمز قال : كتب نجدة إلى بن عباس رضي الله عنهما يسأله عن العبد والمرأة يحضران المغنم هل لهما من المغنم شيء قال فكتب إليه ليس لهما شيء إلا أن يحذيا أخرجه مسلم في الصحيح من حديث بن عيينة وذكر أبو يوسف في هذا الحديث عن إسماعيل يسأله عن الصبي متى يخرج من اليتم ومتى يضرب له بسهمه فقال انه يخرج من اليتم إذا احتلم ويضرب له بسهم
17631 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني يزيد بن عياض عن إسماعيل بن أمية القرشي : فذكر هذا الحديث وقال فيه وسأل عن اليتيم متى يخرج من اليتم ويقع حقه في الفي فكتب إليه إذا احتلم فقد خرج من اليتم ووقع حقه في الفيء يزيد بن عياض لا يحتج به وسقط من إسناده سعيد بن أبي سعيد
17632 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا علي بن الحسن الهلالي أنبأ أبو معمر ثنا عبد الوارث ثنا عبد العزيز عن أنس رضي الله عنه قال : لما كان يوم أحد انهزم ناس من الناس عن النبي صلى الله عليه و سلم وأبو طلحة بين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم يجوب عليه بحجفة الحديث قال ولقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم وإنهما لمشمرتان أرى خدم سوقهما تنقلان القرب على متونهما ثم تفرغان في أفواه القوم ثم ترجعان فتملآنها ثم تجيئان فتفرغانه في أفواه القوم رواه البخاري في الصحيح عن أبي معمر وأخرجه مسلم عن عبد الله الدارمي عن أبي معمر
17633 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا جعفر بن محمد بن الحسن ومحمد بن عمرو الحرشي ثنا يحيى بن يحيى أنبأ جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يغزو بأم سليم ونسوة من الأنصار معه إذا غزا فيسقين الماء ويداوين الجرحى رواه مسلم في الصحيح عن يحيى وروى في ذلك عن الربيع بنت معوذ وأم عطية وغيرهما
17634 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو بكر بن بالويه ثنا موسى بن الحسن ثنا القعنبي ثنا عبد العزيز بن أبي حازم ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب إملاء ثنا محمد بن عبد الوهاب الفراء وجعفر بن محمد قالا ثنا يحيى بن يحيى أنبأ عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه أنه سمع سهل بن سعد رضي الله عنه يسأل عن جرح رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم أحد فقال : جرح وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم وكسرت رباعيته وهشمت البيضة على رأسه فكانت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم تغسل الدم وكان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يسكب الماء عليه بالمجن فلما رأت فاطمة رضي الله عنها أن الماء لا يزيد الدم إلا كثرة أخذت قطعة حصير فأحرقته حتى إذا صار رمادا ألصقته بالجرح فاستمسك الدم رواه البخاري في الصحيح عن القعنبي ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى كلاهما عن عبد العزيز
17635 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ أنبأ الحسن بن محمد ثنا يوسف بن يعقوب ثنا محمد بن أبي بكر ثنا فضيل بن سليمان وبشر بن المفضل عن محمد بن زيد ثنا عمير مولى أبي اللحم رضي الله عنه قال : غزوت مع النبي صلى الله عليه و سلم خيبر وأنا عبد مملوك فلم يضرب لي بسهم وأعطاني سيفا فقلدته أجر بنعله في الأرض وأمر لي من خرثي المتاع
17636 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا أبو معاوية ح وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا سعيد بن منصور ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر رضي الله عنه قال : كنت أمنح أصحابي الماء يوم بدر وفي رواية كنت أسقي 26
باب من ليس للإمام أن يغزو به بحال 17637 - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان قال : قال الشافعي رحمه الله غزا رسول الله صلى الله عليه و سلم فغزا معه بعض من يعرف نفاقه فانخزل عنه يوم أحد بثلاثمائة قال الشيخ رحمه الله هو بين في المغازي
17638 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق قال فحدثني بن شهاب الزهري وعاصم بن عمر بن قتادة ومحمد بن يحيى بن حبان وغيرهم من علمائنا عن يوم أحد : فذكر القصة قال فيها خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم في ألف رجل من أصحابه حتى إذا كان بالشوط بين المدينة وأحد انخزل عنه عبد الله بن أبي المنافق بثلث الناس فرجع بمن اتبعه من قومه من أهل الريب والنفاق
17639 -
وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنبا أبو بكر بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن عتاب ثنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة أنبأ إسماعيل بن أبي أويس ثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة : في قصة أحد قال فرجع عنه عبد الله بن أبي بن سلول في ثلاثمائة وبقي رسول الله صلى الله عليه و سلم في سبعمائة
17640 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو جعفر البغدادي ثنا أبو علاثة ثنا بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة بن الزبير قال : فمضى رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى نزل أحدا ورجع عنه عبد الله بن أبي في ثلاثمائة وبقي رسول الله صلى الله عليه و سلم في سبعمائة
17641 -
أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو محمد عبد الله بن عمر بن شوذب الواسطي بها ثنا أحمد بن سنان ثنا وهب بن جرير ثنا شعبة ح وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا أبو مسلم ثنا سليمان بن حرب ثنا شعبة عن عدي بن ثابت عن عبد الله بن يزيد قال سمعت زيد بن ثابت رضي الله عنه قال : لما خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى أحد رجع قوم من الطريق فكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم فيهم فرقتين فرقة تقول نقتلهم وفرقة تقول لا نقتلهم فأنزل الله عز و جل { فما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا } رواه البخاري في الصحيح عن سليمان بن حرب وأخرجه مسلم من وجه آخر عن شعبة قال الشافعي ثم شهدوا معه يوم الخندق فتكلموا بما حكى الله عز و جل من قولهم ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا قال الشيخ هو بين في المغازي عن موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق بن يسار وغيرهما قال موسى بن عقبة الإسناد الذي تقدم في قصة الخندق فلما اشتد البلاء على النبي صلى الله عليه و سلم وأصحابه نافق ناس كثير وتكلموا بكلام قبيح فلما رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم ما فيه الناس من البلاء والكرب جعل يبشرهم ويقول والذي نفسي بيده ليفرجن عنكم ما ترون من الشدة والبلاء فإني لأرجو أن أطوف بالبيت العتيق آمنا وأن يدفع الله عز و جل مفاتح الكعبة وليهلكن الله كسرى وقيصر ولتنفقن كنوزهما في سبيل الله فقال رجل ممن معه لأصحابه ألا تعجبون من محمد يعدنا أن نطوف بالبيت العتيق وأن نغنم كنوز فارس والروم ونحن هنا لا يأمن أحدنا أن يذهب إلى الغائط والله لما يعدنا إلا غرورا وقال آخرون ممن معه ائذن لنا فإن بيوتنا عورة وقال آخرون يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا وسمى بن إسحاق القائل الأول معتب بن قشير والقائل الثاني أوس بن قيظي
17642 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو جعفر البغدادي ثنا أبو علاثة ثنا أبي ثنا بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة بن الزبير قال فلما اشتد البلاء على النبي صلى الله عليه و سلم وأصحابه : فذكر هذه القصة مثل قول موسى بن عقبة إلا أنه قال في آخرها وقال رجال منهم يخذلون عن رسول الله صلى الله عليه و سلم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا قال الشافعي ثم غزا بني المصطلق فشهدها معه منهم عدد فتكلموا بما حكى الله من قولهم لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل المنافقون وغير ذلك مما حكى الله من نفاقهم
17643 -
أخبرنا أبو علي الروذباري ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمويه العسكري ثنا جعفر بن محمد القلانسي ثنا آدم بن أبي إياس ثنا شعبة عن الحكم قال سمعت محمد بن كعب القرظي يقول سمعت زيد بن أرقم رضي الله عنه : لما قال عبد الله بن أبي لا تنفقوا على من عند رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى ينفضوا وقال أيضا لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل أخبرت بذلك عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فأتيته فقال إن الله صدقك وعذرك ونزل هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى ينفضوا الآية رواه البخاري في الصحيح عن آدم بن أبي إياس
17644 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني عبد الله بن محمد الكعبي ثنا محمد بن أيوب أنبأ علي بن المديني ثنا سفيان قال قال عمر وسمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنه يقول كنا في غزاة وقال سفيان مرة أخرى : كنا في جيش فكسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار فقال الأنصاري يا للأنصار وقال المهاجري يا للمهاجرين فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ما بال دعوى جاهلية قالوا يا رسول الله كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار فقال دعوها فإنها منتنة فسمع ذلك عبد الله بن أبي عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال قد فعلوها أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم فقام عمر فقال يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق فقال النبي صلى الله عليه و سلم دعه لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه قال وكانت الأنصار أكثر من المهاجرين حين قدموا المدينة ثم إن المهاجرين كثروا بعد رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله ورواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة وجماعة عن بن عيينة وروينا عن بن إسحاق بالإسناد الذي تقدم أن ذلك كان في غزوة بني المصطلق وكذلك عن عروة بن الزبير قال الشافعي ثم غزا غزوة تبوك فشهدها معه منهم قوم نفروا به ليلة العقبة ليقتلوه فوقاه الله شرهم قال الشيخ رحمه الله هو بين في المغازي
17645 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق : في قصة تبوك قال فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه و سلم الثنية نادى منادي رسول الله صلى الله عليه و سلم أن خذوا بطن الوادي فهو أوسع عليكم فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد أخذ الثنية وكان معه حذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر رضي الله عنهما كره رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يزاحمه في الثنية أحد فسمعه ناس من المنافقين فتخلفوا ثم اتبعه رهط من المنافقين فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم حس القوم خلفه فقال لأحد صاحبيه اضرب وجوههم فلما سمعوا ذلك ورأوا الرجل مقبلا نحوهم وهو حذيفة بن اليمان انحدروا جميعا وجعل الرجل يضرب رواحلهم وقالوا إنما نحن أصحاب أحمد وهم متلثمون لا يرى شيء إلا أعينهم فجاء صاحبه بعد ما انحدر القوم فقال هل عرفت الرهط فقال لا والله يا نبي الله ولكني قد عرفت رواحلهم فانحدر رسول الله صلى الله عليه و سلم من الثنية وقال لصاحبيه هل تدرون ما أراد القوم أرادوا أن يزحموني من الثنية فيطرحوني منها فقالا أفلا تأمرنا يا رسول الله صلى الله عليه و سلم فنضرب أعناقهم إذا اجتمع إليك الناس فقال أكره أن يتحدث الناس أن محمدا قد وضع يده في أصحابه يقتلهم وذكر القصة
17646 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو جعفر محمد بن عبد الله البغدادي ثنا أبو علاثة محمد بن عمرو بن خالد ثنا بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة قال : ورجع رسول الله صلى الله عليه و سلم قافلا من تبوك إلى المدينة حتى إذا كان ببعض الطريق مكر برسول الله صلى الله عليه و سلم ناس من أصحابه فتآمروا أن يطرحوه من عقبة في الطريق ثم ذكر القصة بمعنى بن إسحاق
17647 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا محمد بن عبد الله بن الزبير وأبو نعيم قالا ثنا الوليد بن جميع ثنا أبو الطفيل قال : كان بين رجل من أهل العقبة وبين حذيفة بعض ما يكون بين الناس فقال أنشدك بالله كم كان أصحاب العقبة قال فقال له القوم أخبره إذ سألك قال كنا نخبر أنهم أربعة عشر فإن كنت فيهم فقد كان القوم خمسة عشر وأشهد بالله أن اثني عشر منهم حرب لله ورسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد وعذر ثلاثة قالوا ما سمعنا منادي رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا علمنا ما أراد القوم وقد كان في حرة فمشى فقال إن الماء قليل فلا يسبقني إليه أحد فوجد قوما قد سبقوه فلعنهم يومئذ رواه مسلم في الصحيح عن زهير بن حرب عن أبي أحمد محمد بن عبد الله الزبيري قال الشافعي وتخلف آخرون منهم فيمن بحضرته ثم أنزل الله عز و جل عليه غزاة تبوك أو منصرفه منها من أخبارهم فقال ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم قرأ إلى قوله ويتولوا وهم فرحون قال الشيخ هو بين في مغازي موسى بن عقبة وبن إسحاق
17648 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو جعفر البغدادي ثنا أبو علاثة ثنا أبي ثنا بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة قال ثم : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم تجهز غازيا يريد الشام فأذن في الناس بالخروج وأمرهم به في قيظ شديد في ليالي الخريف فأبطأ عنه ناس كثير وهابوا الروم فخرج أهل الحسبة وتخلف المنافقون وحدثوا أنفسهم أنه لا يرجع أبدا وثبطوا عنه من أطاعهم وتخلف عنه رجال من المسلمين لأمر كان لهم فيه عذر فذكر القصة قال وأتاه جد بن قيس وهو جالس في المسجد معه نفر فقال يا رسول الله ائذن لي في القعود فإني ذو ضيعة وعلة بها عذر فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم تجهز فإنك موسر لعلك تحقب بعض بنات الأصفر فقال يا رسول الله ائذن لي ولا تفتني ببنات الأصفر فأنزل الله عز و جل فيه وفي أصحابه { ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين } عشر آيات يتبع بعضها بعضا وخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم والمؤمنون معه وكان فيمن تخلف بن عنمة أو عنمة من بني عمرو بن عوف فقيل له ما خلفك عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال الخوض واللعب فأنزل الله عز و جل فيه وفيمن تخلف من المنافقين { ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون } ثلاث آيات متتابعات
17649 -
حدثنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق ثنا عبد الواحد ثنا يحيى بن بكير ثنا الليث عن عقيل عن بن شهاب عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك أن عبد الله بن كعب قائد كعب حين عمي من بنيه قال سمعت كعب بن مالك يحدث حديثه حين تخلف عن رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة تبوك قال كعب بن مالك : لم أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة غزاها قط إلا في غزوة تبوك غير أني تخلفت عن غزوة بدر ولم يعاتب الله أحدا [ ص 34 ] حين تخلف عنها إنما خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم يريد عير قريش حتى جمع الله بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد ولقد شهدت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ليلة العقبة وما أحب أن لي بها مشهد بدر وإن كانت أذكر في الناس منها كان من خبري حين تخلفت عن رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة تبوك أني لم أكن قط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت عنه في تلك الغزوة والله ما اجتمعت عندي قبلها راحلتان قط حتى جمعتهما تلك الغزوة ولم يكن رسول الله صلى الله عليه و سلم يريد غزوة يغزوها إلا ورى بغيرها حتى كانت تلك الغزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه و سلم في حر شديد واستقبل سفرا بعيدا ومفازا وعدوا كثيرا فجلا للمسلمين أمرهم ليتأهبوا أهبة عدوهم وأخبرهم بوجهه الذي يريده والمسلمون مع رسول الله صلى الله عليه و سلم كثير لا يجمعهم كتاب حافظ يريد الديوان قال كعب فما رجل يريد أن يتغيب إلا ظن أن سيخفى له ما لم ينزل فيه وحي من الله وغزا رسول الله صلى الله عليه و سلم تلك الغزوة حين طابت الثمار والظلال فتجهز رسول الله صلى الله عليه و سلم والمسلمون معه وطفقت أغدو لكي أتجهز معهم ولم أقض شيئا وأقول في نفسي إني قادر على ذلك إذا أردته فلم يزل يتمادى بي حتى استجد بالناس الجد فأصبح رسول الله صلى الله عليه و سلم والمسلمون معه ولم أقض من جهازي شيئا فقلت أتجهز بعده يوما أو يومين ثم ألحقهم فغدوت بعد أن فصلوا لأتجهز فرجعت ولم اقض شيئا ثم غدوت ثم رجعت ولم أقض شيئا فلم يزل ذلك يتمادى بي حتى أسرعوا وتفارط الغزو وهممت أن ارتحل فأدركهم وليتني فعلت فلم يقدر لي ذلك فكنت إذا خرجت في الناس بعد خروج رسول الله صلى الله عليه و سلم فطفت فيهم أحزنني أني لا أرى إلا رجلا مغموصا في النفاق أو رجلا ممن عذر الله من الضعفاء فلم يذكرني رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى بلغ تبوك قال وهو جالس في القوم بتبوك ما فعل كعب فقال رجل من بني سلمة يا رسول الله حبسه برداه ينظر في عطفيه فقال له معاذ بن جبل بئس ما قلت والله يا رسول الله ما علمنا إلا خيرا فسكت رسول الله صلى الله عليه و سلم قال كعب فلما بلغني أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد توجه قافلا من تبوك حضرني همي وطفقت أتذكر الكذب وأقول بماذا أخرج من سخطه غدا وأستعين على ذلك بكل ذي رأي من أهلي فلما قيل إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد أظل قادما زاح عني الباطل وعرفت أني لا أخرج منه أبدا بشيء فيه كذب فأجمعت صدقه وأصبح رسول الله صلى الله عليه و سلم قادما وكان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين ثم جلس للناس فلما فعل ذلك جاء المخلفون فطفقوا يعتذرون إليه ويحلفون له وكانوا بضعة وثمانين رجلا فقبل منهم رسول الله صلى الله عليه و سلم علانيتهم وبايعهم واستغفر لهم ويكل سرائرهم إلى الله عز و جل فجئته فلما سلمت عليه تبسم تبسم المغضب ثم قال تعال فجئت أمشي حتى جلست بين يديه فقال ما خلفك ألم تكن ابتعت ظهرك فقلت بلى يا رسول الله إني والله لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت أن سأخرج من سخطه بعذر فإني أعطيت جدلا ولكن والله لقد علمت لئن حدثتك اليوم حديثا كاذبا ترضى به عني ليوشكن الله أن يسخطك علي ولئن حدثتك حديث صدق تجد علي فيه إني لأرجو عفو الله لا والله ما كان بي عذر والله ما كنت قط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت عنك قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أما هذا فقد صدق قم حتى يقضي الله فيك فقمت وسار رجال من بني سلمة فقالوا يا كعب والله ما علمناك كنت أذنبت ذنبا قبل هذا عجزت أن لا تكون اعتذرت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم بما اعتذر إليه المخلفون قد كان كافيك ذنبك استغفار رسول الله صلى الله عليه و سلم لك فوالله ما زالوا يؤنبوني حتى أردت أن أرجع فأكذب نفسي ثم قلت هل لقي هذا معي أحد قالوا نعم رجلان قالا مثل ما قلت وقيل لهما مثل ما قيل لك فقلت من هما قالوا مرارة بن الربيع العمري وهلال بن أمية الواقفي فذكروا لي رجلين صالحين قد شهدا بدرا فيهما أسوة فمضيت حين ذكروهما ونهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن كلامنا الثلاثة من بين من تخلف عنه فاجتنبنا الناس وتغيروا لنا حتى تنكرت في نفسي الأرض فما هي التي أعرف فلبثنا على ذلك خمسين ليلة فأما صاحباي فاستكانا وقعدا في بيوتهما وأما أنا فكنت [ ص 35 ] أشب القوم وأجلدهم وكنت أخرج فأشهد الصلاة مع المسلمين وأطوف في الأسواق لا يكلمني أحد وآتي رسول الله صلى الله عليه و سلم فأسلم عليه فأقول في نفسي هل حرك شفتيه برد السلام علي أم لا ثم أصلي فأسارقه النظر فإذا أقبلت على صلاتي نظر إلي فإذا التفت نحوه أعرض عني حتى إذا طال علي ذلك من جفوة المسلمين تسورت جدار حائط أبي قتادة وهو بن عمي وأحب الناس إلي فسلمت عليه فوالله ما رد علي السلام فقلت له يا أبا قتادة أنشدك الله هل تعلمني أحب الله ورسوله قال فسكت فعدت له فنشدته فسكت قال فعدت له فناشدته الثالثة فقال الله ورسوله أعلم ففاضت عيناي وتوليت حتى تسورت الجدار قال فبينا أنا أمشي بسوق المدينة إذا نبطي من أنباط الشام ممن قدم بالطعام يبيعه بالمدينة يقول من يدل على كعب بن مالك فطفق الناس يشيرون له حتى إذا جاءني دفع إلي كتابا من ملك غسان وكنت كاتبا فإذا فيه أما بعد فقد بلغني أن صاحبك قد جفاك ولم يجعلك الله بدار هوان ولا مضيعة فالحق بنا نواسيك فقلت حين قرأتها وهذا أيضا من البلاء فيممت به التنور فسجرته بها حتى إذا مضت لنا أربعون ليلة من الخمسين إذا رسول رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال إن رسول الله صلى الله عليه و سلم يأمرك أن تعتزل امرأتك فقلت أطلقها ماذا أفعل بها فقال لا بل اعتزلها فلا تقربنها وأرسل إلي صاحبي بمثل ذلك فقلت لامرأتي الحقي بأهلك فكوني عندهم حتى يقضي الله هذا الأمر قال كعب فجاءت امرأة هلال بن أمية رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت يا رسول الله إن هلال بن أمية شيخ ضائع ليست له خادم فهل تكره أن أخدمه قال لا ولكن لا يقربنك قالت إنه والله ما به حركة إلى شيء وإنه ما زال يبكي مذ كان من أمره ما كان إلى يومي هذا فقال لي بعض أهلي لو أستأذنت رسول الله صلى الله عليه و سلم في امرأتك كما أذن لهلال بن أمية تخدمه فقلت والله لا أستأذن فيها رسول الله صلى الله عليه و سلم وما يدريني ما يقول لي رسول الله صلى الله عليه و سلم إن استأذنته فيها وأنا رجل شاب فلبثت بعد ذلك عشر ليال حتى كملت لنا خمسون ليلة من حين نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن كلامنا فلما صليت الفجر صبح خمسين ليلة وأنا على ظهر بيت من بيوتنا فبينا أنا جالس على الحال التي ذكر الله منا قد ضاقت علي نفسي وضاقت علي الأرض بما رحبت سمعت صوت صارخ أوفى على جبل سلع يا كعب بن مالك أبشر فخررت ساجدا وعرفت انه قد جاء الفرج وأذن رسول الله صلى الله عليه و سلم بتوبة الله علينا حين صلى صلاة الفجر فذهب الناس يبشروني وذهب قبل صاحبي مبشرون وركض رجل إلي فرسا وسعى ساع من أسلم فأوفى على الجبل وكان الصوت أسرع إلي من الفرس فلما جاءني الذي سمعت صوته يبشرني نزعت ثوبي فكسوتهما إياه ببشراه ووالله ما أملك غيرهما يومئذ واستعرت ثوبين فلبستهما وانطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فتلقاني الناس فوجا فوجا يهنئوني بالتوبة يقولون ليهنك توبة الله عليك حتى دخلت المسجد فقام إلي طلحة بن عبيد الله يهرول حتى صافحني وهنأني ما قام إلي رجل من المهاجرين غيره ولا أنساها لطلحة قال رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يبرق وجهه من السرور أبشر بخير يوم مر عليك مذ ولدتك أمك قلت أمن عندك يا رسول الله أم من عند الله قال لا بل من عند الله تبارك وتعالى وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا بشر ببشارة يبرق وجهه حتى كأنه قطعة قمر وكنا نعرف ذلك منه فلما جلست بين يديه قلت يا رسول الله إن من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة إلى الله عز و جل وإلى الرسول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك فقلت فإني أمسك سهمي الذي بخيبر فقلت يا رسول الله إنما نجاني الصدق وإن من توبتي أن لا أحدث إلا صدقا ما بقيت والله ما أعلم أحدا من المسلمين ابتلاه الله في صدق الحديث مذ حدثت ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم أحسن مما ابتلاني ما تعمدت مذ ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه و سلم إلى يومي هذا كذبا وإني لأرجو أن يحفظني الله فيما بقي فأنزل الله على رسوله { لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رؤوف رحيم وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين } فوالله ما أنعم الله علي من نعمة بعد أن هداني للإسلام أعظم في نفسي من صدقي رسول الله صلى الله عليه و سلم يومئذ ان لا أكون كذبته فأهلك كما هلك الذين كذبوه فإن الله قال للذين كذبوه حين نزل الوحي شر ما قال لأحد قال الله تبارك وتعالى { سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم إنهم رجس ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين } قال كعب وكنا تخلفنا أيها الثلاثة عن أمر أولئك الذين قبل منهم رسول الله صلى الله عليه و سلم حين حلفوا له فبايعهم واستغفر لهم وأرجأ رسول الله صلى الله عليه و سلم أمرنا حتى قضى الله فيه فبذلك قال الله تبارك وتعالى { وعلى الثلاثة الذين خلفوا } وليس الذي ذكر الله تخلفنا عن الغزو إنما هو تخليفه إيانا وإرجاؤه أمرنا ممن حلف واعتذر فقبل منه رسول الله صلى الله عليه و سلم رواه البخاري في الصحيح عن يحيى بن بكير
17650 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن أيوب الطوسي ثنا أبو حاتم الرازي ثنا بن أبي مريم ثنا محمد بن جعفر أخبرني زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : أن رجالا من المنافقين في عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم كان إذا خرج النبي صلى الله عليه و سلم إلى الغزو تخلفوا عنه وفرحوا بمقعدهم خلاف رسول الله صلى الله عليه و سلم فإذا قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم اعتذروا إليه وحلفوا وأحبوا أن يحمدوا بما لم يفعلوا فنزلت فيهم لا تحسبن الذين يفرحون بما آتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب رواه البخاري في الصحيح عن سعيد بن أبي مريم ورواه مسلم عن الحلواني وبن عسكر عن بن أبي مريم قال الشافعي رحمه الله فأظهر الله عز و جل لرسوله صلى الله عليه و سلم أسرارهم وخبر السماعين لهم وأتباعهم أن يفتنوا من معه بالكذب والإرجاف والتخذيل لهم فأخبر أنه كره انبعاثهم إذا كانوا على هذه النية فكان فيها ما دل على أن الله جل ثناؤه أمر أن يمنع من عرف بما عرفوا به من أن يغزوا مع المسلمين لأنه لا ضرر عليهم ثم زاد في تأكيد بيان ذلك بقوله { فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله } قرأ إلى قوله { فاقعدوا مع الخالفين }
17651 -
حدثنا أبو الحسن العلوي ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن دلويه الدقاق ثنا أحمد بن الأزهر بن منيع ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن الله ليؤيد الدين بالرجل الفاجر أخرجاه في الصحيح من حديث عبد الرزاق
17652 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الوليد الفقيه ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا معمر عن عمران بن حدير عن عبد الملك بن عبيد قال قال عمر رضي الله عنه : نستعين بقوة المنافقين وإثمه عليهم وهذا منقطع فإن صح فإنما ورد في منافقين لم يعرفوا بالتخذيل والإرجاف والله أعلم
17653 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنبأ إسماعيل الصفار ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا بن نمير عن الأعمش عن سلمة بن كهيل عن حبة بن جوين قال : كنا مع سلمان رضي الله عنه في غزاة ونحن مصافوا العدو فقال من هؤلاء قالوا المشركون قال من هؤلاء قالوا المؤمنون قال فقال هؤلاء المشركون وهؤلاء المؤمنون والمنافقون فيؤيد الله المؤمنين بقوة المنافقين وينصر الله المنافقين بدعوة المؤمنين
17654 -
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد الأشناني أنبأ أبو الحسن الطرائفي ثنا عثمان بن سعيد ثنا محمد بن بشار العبدي ثنا محمد بن جعفر يعني غندر ثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة عن حذيفة رضي الله عنه قال : إنكم ستعانون في غزوكم بالمنافقين 27
باب ما جاء في الاستعانة بالمشركين 17655 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبا بن وهب أخبرني مالك بن أنس عن الفضيل بن أبي عبد الله عن عبد الله بن نيار عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها قالت : لما خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم قبل بدر فلما كان بحرة الوبرة أدركه رجل قد كان يذكر منه جرأة ونجدة ففرح أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم حين رأوه فلما أدركه قال يا رسول الله جئت لأتبعك وأصيب معك فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم تؤمن بالله ورسوله قال لا قال فارجع فلن أستعين بمشرك قال ثم مضى حتى إذا كانت الشجرة أدركه الرجل فقال له كما قال أول مرة فقال له النبي صلى الله عليه و سلم كما قال أول مرة قال لا قال فارجع فلن أستعين بمشرك قال ثم رجع فأدركه بالبيداء فقال له كما قال أول مرة تؤمن بالله ورسوله قال نعم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم فانطلق رواه مسلم في الصحيح عن أبي الطاهر عن بن وهب وقال الشافعي رحمه الله لعله رده رجاء إسلامه وذلك واسع للإمام وقد غزا بيهود بني قينقاع بعد بدر وشهد صفوان بن أمية حنينا بعد الفتح وصفوان مشرك قال الشيخ رحمه الله اما شهود صفوان بن أمية معه حنينا وصفوان مشرك فإنه معروف بين أهل المغازي وقد مضى بإسناده وأما غزوه بيهود قينقاع فإني لم أجده إلا من حديث الحسن بن عمارة وهو ضعيف عن الحكم عن بن عباس رضي الله عنهما قال استعان رسول الله صلى الله عليه و سلم بيهود قينقاع فرضخ لهم ولم يسهم لهم
17656 -
وقد أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أخبرني أحمد بن محمد العنزي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا يوسف بن عمرو المروزي ثنا الفضل بن موسى السيناني عن محمد بن عمرو عن سعيد بن المنذر عن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه قال : خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى إذا خلف ثنية الوداع إذا كتيبة قال من هؤلاء قالوا بني قينقاع وهم رهط عبد الله بن سلام قال وأسلموا قالوا لا قال بل هم على دينهم قال قل لهم فليرجعوا فإنا لا نستعين بالمشركين وهذا الإسناد أصح
17657 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا مكرم بن أحمد القاضي ثنا عبد الله بن روح المدائني ثنا يزيد بن هارون أنبأ المستلم بن سعيد الثقفي عن خبيب بن عبد الرحمن عن أبيه عن جده قال : خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم في بعض غزواته فأتيته أنا ورجل قبل ان نسلم فقلنا إنا نستحي أن يشهد قومنا مشهدا فلا نشهده قال أسلمتما قلنا لا قال فإنا لا نستعين بالمشركين على المشركين فأسلمنا وشهدنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فقتلت رجلا وضربني الرجل ضربة فتزوجت ابنته فكانت تقول لا عدمت رجلا وشحك هذا الوشاح فقلت لا عدمت رجلا أعجل أباك إلى النار جده خبيب بن يساف ويقال إساف له صحبة
17658 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الوليد الفقيه ثنا محمد بن أحمد بن زهير ثنا عبد الله بن هاشم عن وكيع عن الحسن بن صالح عن الشيباني : أن سعد بن مالك رضي الله عنه غزا بقوم من اليهود فرضخ لهم 28
باب من يبدأ بجهاده من المشركين قال الشافعي رحمه الله قال الله تبارك وتعالى قاتلوا الذين يلونكم من الكفار
17659 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق قال ثم : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم تهيأ للحرب فقام فيما أمر الله عز و جل من جهاد عدوه وقتال من أمره به ممن يليه من مشركي العرب قال الشافعي فإن اختلف حال العدو فكان بعضهم أنكى من بعض أو أخوف من بعض فليبدأ الإمام بالعدو الأخوف أو الأنكى وإن كانت داره أبعد إن شاء الله وتكون هذه بمنزلة ضرورة قال وقد بلغ النبي صلى الله عليه و سلم عن الحارث بن أبي ضرار أنه يجمع له فأغار النبي صلى الله عليه و سلم عليه وقربه عدو أقرب منه
17660 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق حدثني محمد بن يحيى بن حبان وعاصم بن عمر بن قتادة وعبد الله بن أبي بكر : ان رسول الله صلى الله عليه و سلم بلغه أن بني المصطلق يجمعون له وقائدهم الحارث بن أبي ضرار أبو جويرية زوج النبي صلى الله عليه و سلم فسار رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى نزل بالمريسيع ماء من مياه بني المصطلق فأعدوا لرسول الله صلى الله عليه و سلم فتزاحف الناس فاقتتلوا فهزم الله بني المصطلق وقتل من قتل منهم ونفل رسول الله صلى الله عليه و سلم أبناءهم وأموالهم ونساءهم وأقام عليه من ناحية قديد إلى الساحل قال بن إسحاق غزاها رسول الله صلى الله عليه و سلم في شعبان سنة ست
17661 -
أخبرنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن قتادة وأبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي قالا أنبأ أبو عمرو بن مطر ثنا إبراهيم بن علي ثنا يحيى بن يحيى أنبأ سليم بن أخضر عن بن عون قال : كتبت إلى نافع أسأله عن الدعاء قبل القتال قال فكتب إنما كان ذاك في أول الإسلام قد أغار رسول الله صلى الله عليه و سلم على بني المصطلق وهم غارون وأنعامهم تسقى على الماء فقتل مقاتلتهم وسبى سبيهم وأصاب يومئذ أحسبه قال جويرية بنت الحارث حدثني بهذا الحديث عبد الله بن عمر وكان في ذلك الجيش رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى قال الشافعي رحمه الله وبلغه أن خالد بن سفيان بن نبيح يجمع له فأرسل بن أنيس فقتله وقربه عدو أقرب منه
17662 -
أخبرناه أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا عبد الله بن عمرو أبو معمر ثنا عبد الوارث ثنا محمد بن إسحاق عن محمد بن جعفر عن بن عبد الله بن أنيس عن أبيه قال : بعثني رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى خالد بن سفيان الهذلي وكان نحو عرنة وعرفات فقال اذهب فاقتله قال فرأيته وحضرت صلاة العصر فقلت إني لأخاف أن يكون بيني وبينه ما أن أؤخر الصلاة فانطلقت أمشي وأنا أصلي أومي إيماء نحوه فلما دنوت منه قال لي من أنت قلت رجل من العرب بلغني أنك تجمع لهذا الرجل فجئتك في ذاك قال إني لفي ذاك فمشيت معه ساعة حتى إذا أمكنني علوته بسيفي حتى برك 29
باب ما يبدأ به من سد أطراف المسلمين بالرجال 17663 - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا هشام بن علي ثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك ثنا ليث بن سعد ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني الليث بن سعد عن أيوب بن موسى القرشي عن مكحول عن شرحبيل عن سلمان الفارسي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : من رابط يوما وليلة في سبيل الله كان له أجر صيام شهر وقيامه ومن مات مرابطا أجري له مثل الأجر وأجرى عليه الرزق وأومن الفتان رواه مسلم في الصحيح عن عبد الله بن عبد الرحمن عن أبي الوليد
17664 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس ثنا محمد أنبأ بن وهب حدثني عبد الرحمن بن شريح عن عبد الكريم بن الحارث عن أبي عبيدة بن عقبة عن شرحبيل بن السمط عن سلمان الخير رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم : نحوه رواه مسلم في الصحيح عن أبي الطاهر عن بن وهب
17665 -
أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر أحمد بن جعفر القطيعي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا هاشم بن القاسم ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن أبي حازم عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها والروحة يروحها العبد في سبيل الله أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها وموضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما عليها رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن منير عن أبي النضر هاشم
17666 -
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا عباس بن الفضل ثنا أبو الوليد ثنا ليث بن سعد ثنا أبو عقيل زهرة بن معبد عن أبي صالح مولى عثمان قال سمعت عثمان بن عفان رضي الله عنه على المنبر يقول : إني كنت كتمتكم حديثا سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم كراهية تفرقكم عني ثم بدا لي أن أحدثكموه ليختار امرؤ منكم لنفسه ما بدا له سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول رباط يوم في سبيل الله خير من ألف يوم فيما سواه من المنازل 30
باب ما يفعله الإمام من الحصون والخنادق وكل أمر دفع العدو قبل انتيابه 17667 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ إملاء وأبو الفضل محمد بن إبراهيم المزكي قراءة قالا ثنا محمد بن عمرو الحرشي أنبأ القعنبي ثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : جاءنا رسول الله صلى الله عليه و سلم ونحن نحفر الخندق وننقل التراب على أكتافنا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة فاغفر للمهاجرين والأنصار رواه مسلم في الصحيح عن القعنبي ورواه البخاري عن قتيبة وغيره عن عبد العزيز
17668 -
أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني أبو يعلى ثنا جعفر بن مهران ثنا عبد الوارث بن سعيد ثنا عبد العزيز بن صهيب عن أنس رضي الله عنه قال : كان المهاجرون والأنصار يحفرون الخندق حول المدينة وينقلون التراب على متونهم ويقولون
(
نحن الذين بايعوا محمدا ... على الإسلام ما بقينا أبدا ) قال ويقول رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يجيبهم
(
اللهم لا خير إلا خير الآخرة ... فبارك في الأنصار والمهاجره ) قال ويؤتون بملء جفنتين شعير فيصنع لهم إهالة سنخة وهي بشعة في الحلق ولها ريح منكرة فتوضع بين يدي القوم رواه البخاري في الصحيح عن أبي نعيم عن عبد الوارث 31
باب ما يجب على الإمام من الغزو بنفسه أو بسراياه في كل عام على حسن النظر للمسلمين حتى لا يكون الجهاد معطلا في عام إلا من عذر 17669 - أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ حاجب بن أحمد الطوسي ثنا عبد الرحيم بن منيب ثنا جرير بن عبد الحميد ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ جرير عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : تضمن الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا إيمانا به وتصديقا برسوله أن يدخله الجنة أو يرجعه إذا رجع إلى منزله نائلا ما نال من أجر أو غنيمة والذي نفسي بيده لولا أن أشق على أمتي ما تخلفت خلاف سرية تغزو في سبيل الله رواه مسلم في الصحيح عن زهير بن حرب عن جرير
17670 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر بن الحسن القاضي وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا حجاج بن محمد عن بن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله رضي الله عنه يقول سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول : لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة رواه مسلم في الصحيح عن هارون بن عبد الله وغيره عن حجاج بن محمد 32
باب الإمام يغزي من أهل دار من المسلمين بعضهم ويخلف منهم في دارهم من يمنع دارهم 17671 - أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر بن أحمد ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة عن الحكم عن مصعب بن سعد عن سعد رضي الله عنه قال : خلف رسول الله صلى الله عليه و سلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه في غزوة تبوك فقال يا رسول الله أتخلفني والنساء والصبيان فقال أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح من حديث شعبة
17672 -
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان ثنا سعيد بن أبي مريم أنبأ الدراوردي حدثني خثيم بن عراك بن مالك عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى خيبر فاستخلف سباع بن عرفطة على المدينة
17673 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس عن بن إسحاق حدثني الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن بن عباس رضي الله عنهما قال : مضى رسول الله صلى الله عليه و سلم لسفره إلى مكة عام الفتح واستعمل على المدينة أبا رهم كلثوم بن الحصين بن عبيد بن خلف الغفاري
17674 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب عن يزيد بن أبي سعيد مولى المهري عن أبيه عن أبي سعيد رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث إلى بني لحيان وقال ليخرج من كل رجلين رجل ثم قال للقاعد أيكم خلف الخارج في أهله وماله بخير كان له مثل نصف أجر الخارج رواه مسلم في الصحيح عن سعيد بن منصور عن بن وهب
17675 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا روح ثنا حسين المعلم عن يحيى بن يحيى بن أبي كثير ح وأخبرنا أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا حرب بن شداد عن يحيى بن أبي كثير حدثني أبو سعيد مولى المهري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث بعثا إلى بني لحيان من هذيل قال لينبعث من كل رجلين أحدهما والأجر بينهما أخرجه مسلم في الصحيح من أوجه عن يحيى ومن حديث عبد الوارث عن حسين المعلم 33
باب ما على الوالي من أمر الجيش قال الشافعي رحمه الله ولا ينبغي أن يولي الإمام الغزو إلا ثقة في دينه شجاعا ببدنه حسن الأناة عاقلا للحرب بصيرا بها غير عجل ولا نزق ويتقدم إليه أن لا يحمل المسلمين على مهلكة بحال 17676 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو الوليد الفقيه ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار ثنا محمد بن عباد المكي ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن سلمة ثنا قتيبة بن سعيد قالا ثنا حاتم عن يزيد بن أبي عبيد قال سمعت سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال : غزوت مع النبي صلى الله عليه و سلم سبع غزوات وخرجت فيما يبعث من البعوث سبع مرات علينا مرة أبو بكر ومرة علينا أسامة بن زيد لفظ حديث قتيبة وقال محمد في الثانية تسع غزوات رواه البخاري ومسلم في الصحيح عن قتيبة بن سعيد ورواه مسلم عن محمد بن عباد المكي
17677 -
وأخبرنا أبو الحسن بن أبي المعروف الإسفرائيني بها أنبأ أبو عمرو إسماعيل بن نجيد السلمي أنبأ أبو مسلم الكجي ثنا أبو عاصم عن يزيد عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال : غزوت مع النبي صلى الله عليه و سلم سبع غزوات ومع زيد بن حارثة تسع غزوات كان يؤمره علينا رواه البخاري في الصحيح عن أبي عاصم
17678 -
حدثنا أبو عبد الله الحافظ إملاء وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن المنذر بن ثعلبة عن عبد الله بن يزيد رضي الله عنه قال : بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم عمرو بن العاص في سرية فيهم أبو بكر وعمر رضي الله عنهما فلما انتهوا إلى مكان الحرب أمرهم عمرو أن لا ينوروا نارا فغضب عمر وهم أن يأتيه فنهاه أبو بكر وأخبره أنه لم يستعمله رسول الله صلى الله عليه و سلم عليك إلا لعلمه بالحرب فهدأ عنه عمر رضي الله عنه
17679 -
أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا عبد الرحمن بن محمد بن منصور ثنا معاذ بن هشام ثنا أبي عن قتادة عن أبي المليح : أن عبيد الله بن زياد عاد معقل بن يسار رضي الله عنه في مرضه فقال له معقل رضي الله عنه إني محدثك بحديث لولا أني في الموت لم أحدثك به سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول ما من أمير يلي أمر المسلمين ثم لا يجهد لهم ولا ينصح إلا لم يدخل معهم الجنة رواه مسلم في الصحيح عن أبي غسان وغيره عن معاذ بن هشام
17680 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا محمد بن نصر الإمام ثنا شيبان بن فروخ ثنا أبو الأشهب عن الحسن قال عاد عبيد الله بن زياد معقل بن يسار المزني في مرضه الذي مات فيه فقال معقل اني محدثك حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لو علمت أن بي حياة ما حدثتك إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم : يقول ما من عبد يسترعيه رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة رواه مسلم في الصحيح عن شيبان بن فروخ ورواه البخاري عن أبي نعيم عن أبي الأشهب وروينا في الحديث الثابت عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا بعث أميرا على سرية أو جيش أوصاه في خاصة نفسه بتقوى الله وبمن معه من المسلمين خيرا
17681 -
أخبرنا أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا شعبة عن أبي إسحاق عن أبيه قال كنا مع جرير بن عبد الله في غزوة فأصابتنا مخمصة فكتب جرير إلى معاوية رضي الله عنهما سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : من لا يرحم الناس لا يC قال وكتب معاوية أن يقفلوا قال ومتعهم قال أبو إسحاق فأنا أدركت قطيفة مما متعهم
17682 -
حدثنا أبو عبد الله محمد بن يوسف الأصبهاني إملاء أنبأ أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد البصري بمكة ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن نافع بن جبير بن مطعم قال قال جرير بن عبد الله رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : لا يرحم الله من لا يرحم الناس رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة وغيره عن بن عيينة
17683 -
أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو حامد بن بلال ثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم بن حبيب بن مهران العبدي ثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن أبي قابوس مولى لعبد الله بن عمرو بن العاص عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء
17684 -
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي ثنا سعدان بن نصر ثنا أبو معاوية عن عاصم الأحول عن أبي عثمان النهدي قال : استعمل عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلا من بني أسد على عمل فجاء يأخذ عهده قال فأتى عمر رضي الله عنه ببعض ولده فقبله قال أتقبل هذا ما قبلت ولدا قط فقال عمر فأنت بالناس أقل رحمة هات عهدنا لا تعمل لي عملا أبدا
17685 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب القاضي ثنا عبد الله بن محمد بن أسماء ثنا مهدي بن ميمون ثنا سعيد الجريري عن أبي نضرة عن أبي فراس قال : شهدت عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو يخطب الناس فقال يا أيها الناس إنه قد أتى علي زمان وأنا أرى أن من قرأ القرآن يريد به الله وما عنده فيخيل إلي بآخرة أن قوما قرءوه يريدون به الناس ويريدون به الدنيا ألا فأريدوا الله بقراءتكم ألا فأريدوا الله بأعمالكم إلا إنما كنا نعرفكم إذ يتنزل الوحي وإذ النبي صلى الله عليه و سلم بين أظهرنا وإذ نبأنا الله من أخباركم فقد انقطع الوحي وذهب النبي صلى الله عليه و سلم فإنما نعرفكم بما أقول لكم ألا من رأينا منه خيرا ظننا به خيرا وأحببناه عليه ومن رأينا منه شرا ظننا به شرا وأبغضناه عليه سرائركم بينكم وبين ربكم ألا إنما أبعث عمالي ليعلموكم دينكم وليعلموكم سنتكم ولا أبعثهم ليضربوا ظهوركم ولا ليأخذوا أموالكم ألا فمن رابه شيء من ذلك فليرفعه إلي فوالذي نفس عمر بيده لأقصن منه فقام عمرو بن العاص فقال يا أمير المؤمنين إن بعثت عاملا من عمالك فأدب رجلا من أهل رعيته فضربه إنك لمقصه منه قال نعم والذي نفس عمر بيده لأقصن منه وقد رأيت النبي صلى الله عليه و سلم يقص من نفسه ألا لا تضربوا المسلمين فتذلوهم ولا تمنعوهم حقوقهم فتكفروهم ولا تجمروهم فتفتنوهم ولا تنزلوهم الغياض فتضيعوهم
17686 -
أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أخبرني الثقفي عن حميد عن موسى بن أنس عن أنس بن مالك : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأله إذا حاصرتم المدينة كيف تصنعون قال نبعث الرجل إلى المدينة ونصنع له هنة من جلود قال أرأيت إن رمى بحجر قال إذا يقتل قال فلا تفعلوا فوالذي نفسي بيده ما يسرني أن تفتتحوا مدينة فيها أربعة آلاف مقاتل بتضييع رجل مسلم
17687 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن مكرم ويحيى بن أبي طالب قالا ثنا يزيد بن هارون أنبأ محمد بن مطرف عن زيد بن أسلم عن أبيه قال : أصاب الناس سنة غلا فيها السمن فكان عمر رضي الله عنه يأكل الزيت فيقرقر بطنه وفي رواية يحيى قال كان عمر رضي الله عنه يأكله فلما قل قال لا آكله حتى يأكله الناس قال فكان يأكل الزيت فيقرقر بطنه قال بن مكرم في روايته فقال قرقر ما شئت فوالله لا آكل السمن حتى يأكله الناس ثم قال لي أكسر حره عني بالنار فكنت أطبخه له فيأكله
17688 -
حدثنا أبو الحسين بن بشران أنبأ إسماعيل الصفار ثنا أحمد بن منصور ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن طاوس وعكرمة بن خالد أن حفصة وبن مطيع وعبد الله بن عمر كلموا عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقالوا : لو أكلت طعاما طيبا كان أقوى لك على الحق قال أكلكم على هذا الرأي قالوا نعم قال قد علمت أنه ليس منكم إلا ناصح ولكن تركت صاحبي على جادة فإن تركت جادتهما لم أدركهما في المنزل قال وأصاب الناس سنة فما أكل عامئذ سمنا ولا سمينا حتى أحيا الناس
17689 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن أبي طالب ثنا أبو بكر الحنفي ثنا عبد الله هو بن يزيد الهذلي قال سمعت السائب بن يزيد يقول : لما كانت الرمادة أصاب الناس جوعا شديدا فلما كان ذات يوم ركب عمر بن الخطاب رضي الله عنه دابة له فرأى في روثها شعيرا فقال والله لا أركبها حتى يحسن حال الناس
17690 -
وروينا عن أبي عثمان النهدي أن عتبة بن فرقد بعث إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه من أذربيجان بخبيص فقال عمر رضي الله عنه : أيشبع المسلمون في رحالهم من هذا فقال الرسول اللهم لا فقال عمر رضي الله عنه لا أريده وكتب إلى عتبة أما بعد فإنه ليس من كدك ولا من كد أبيك ولا من كد أمك فأشبع من قبلك من المسلمين في رحالهم مما تشبع منه في رحلك
17691 -
أخبرناه أبو عبد الله الحافظ ثنا إسماعيل بن أحمد الجرجاني أنبأ أبو يعلى الموصلي ثنا أبو خيثمة ثنا جرير عن عاصم الأحول عن أبي عثمان : فذكره
17692 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي ثنا محمد بن سلمة الواسطي ثنا وهب بن جرير ثنا أبي قال سمعت حرملة المصري يحدث عن عبد الرحمن بن شماسة قال : دخلت على عائشة رضي الله عنها فقالت ممن أنت قلت من أهل مصر قالت كيف وجدتم بن حديج في غزاتكم هذه قلت خير أمير ما ينفق لرجل منا فرس ولا بعير إلا أبدل له مكانه بعيرا ولا غلام إلا أبدل له مكانه غلاما فقالت إنه لا يمنعني قتله أخي أن أحدثكم ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فأرفق به ومن شق عليهم فاشقق عليه وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو أحمد الحافظ أنبأ محمد بن إسحاق بن خزيمة ثنا علي بن حسان العطار ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا جرير بن حازم قال سمعت حرملة المصري يحدث عن عبد الرحمن بن شماسة عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه و سلم نحوه رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن حاتم عن عبد الرحمن بن مهدي
17693 -
حدثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني إملاء أنبأ أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد البصري بمكة ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن أبي العباس عن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يعني حين حاصر أهل الطائف فلم ينل منهم شيئا إنا قافلون غدا إن شاء الله فقال المسلمون كيف نذهب ولم نفتح فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم فاغدوا للقتال فغدوا عليهم فأصابتهم جراحة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم إنا قافلون غدا فأعجبهم ذلك فضحك رسول الله صلى الله عليه و سلم رواه البخاري في الصحيح عن علي بن المديني ورواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة وغيره عن بن عيينة 34
باب من تبرع بالتعرض للقتل رجاء إحدى الحسنيين قال الشافعي رحمه الله قد بورز بين يدي رسول الله صلى الله عليه و سلم وحمل رجل من الأنصار حاسرا على جماعة من المشركين يوم بدر بعد إعلام النبي صلى الله عليه و سلم إياه بما في ذلك من الخير فقتل قال الشيخ هو عوف بن عفراء فيما ذكره بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة وذلك مع ذكر من بارز بين يديه يرد في موضعه إن شاء الله 17694 - وقد أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر بن الحسن القاضي وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا أبو النضر ثنا سليمان يعني بن المغيرة عن ثابت عن أنس بن مالك رضي الله عنه فذكر : شيئا من قصة بدر قال فدنا المشركون فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض قال يقول عمير بن الحمام الأنصاري يا رسول الله عرضها السماوات والأرض فقال نعم قال بخ بخ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما يحملك على قولك بخ بخ قال لا والله يا رسول الله إلا رجاء أن أكون من أهلها قال فإنك من أهلها قال فأخرج تمرات من قرنه فجعل يأكل منهن ثم قال لئن أنا حييت حتى آكل من تمراتي هذه إنها لحياة طويلة قال فرمى بما كان معه من التمر ثم قاتلهم حتى قتل رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي النضر وغيره عن أبي النضر
17695 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر بن إسحاق أنبأ بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا سفيان عن عمرو سمع جابر بن عبد الله رضي الله عنه يقول : قال رجل للنبي صلى الله عليه و سلم يوم أحد أرأيت إن قتلت يا رسول الله أين أنا قال في الجنة فألقى تميرات كن في يده ثم قاتل حتى قتل أخرجاه في الصحيح من حديث سفيان
17696 -
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي أنبأ الحسن بن محمد الزعفراني ثنا عبد الله بن بكر ثنا حميد عن أنس رضي الله عنه أن النضر بن أنس عم أنس بن مالك غاب عن قتال بدر فلما قدم قال : غبت عن أول قتال قاتله رسول الله صلى الله عليه و سلم المشركين لئن أشهدني الله قتالا ليرين الله ما أصنع فلما كان يوم أحد انكشف المسلمون فقال اللهم إني أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء يعني المشركين وأعتذر إليك مما صنع هؤلاء يعني المسلمين ثم مشى بسيفه فلقيه سعد بن معاذ فقال أي سعد والذي نفسي بيده إني لأجد ريح الجنة دون أحد واها لريح الجنة قال سعد فما استطعت يا رسول الله ما صنع فوجدناه بين القتلى وبه بضع وثمانون جراحة من ضربة بسيف وطعنة برمح ورمية بسهم وقد مثلوا به حتى عرفته أخته ببنانه قال أنس كنا نقول أنزلت هذه الآية من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فيه وفي أصحابه كذا في كتابي والصواب أنس بن النضر أخرجه البخاري في الصحيح من أوجه عن حميد وأخرجه مسلم من حديث ثابت عن أنس رضي الله عنه
17697 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو الحسن محمد بن محمد بن الخطاب بن عمر الأنصاري ببغداد أنبأ الحسن بن علي بن شبيب المعمري إملاء ثنا هدبة بن خالد ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد وثابت عن أنس بن مالك رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه و سلم أفرد يوم أحد في سبعة من الأنصار ورجلين من قريش فلما رهقوه قال من يردهم عنا وله الجنة أو هو رفيقي في الجنة فتقدم رجل من الأنصار فقاتل حتى قتل ثم رهقوه أيضا فقال من يردهم عنا وله الجنة أو هو رفيقي في الجنة فتقدم رجل من الأنصار فقاتل حتى قتل فلم يزل كذلك حتى قتل السبعة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لصاحبيه ما أنصفنا أصحابنا رواه مسلم في الصحيح عن هداب بن خالد
17698 -
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا عبد الله بن عثمان أنبأ عبد الله هو بن المبارك أنبأ عبيد الله بن الوازع قال سمعت أيوب السختياني يحدث عن بعض بني أنس بن مالك قال عبيد الله أراه ثمامة بن عبد الله بن أنس عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : مررت يوم اليمامة بثابت بن قيس بن شماس وهو يتحنط فقلت يا عم أما ترى ما يلقى المسلمون أي وأنت ههنا قال فتبسم ثم قال الآن يا بن أخي فلبس سلاحه وركب فرسه حتى أتى الصف فقال أف لهؤلاء ولما يصنعون وقال للعدو أف لهؤلاء ولما يعبدون خلوا عن سبيله أو قال سننه يعني فرسه حتى أصلي بحرها فحمل فقاتل حتى قتل
17699 -
وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا بن عثمان أنبأ عبد الله أنبأ جعفر بن سليمان عن ثابت البناني : أن عكرمة بن أبي جهل ترجل يوم كذا فقال له خالد بن الوليد لا تفعل فإن قتلك علي المسلمين شديد فقال خل عني يا خالد فإنه قد كانت لك مع رسول الله صلى الله عليه و سلم سابقة وإني وأبي كنا من أشد الناس على رسول الله صلى الله عليه و سلم فمشى حتى قتل
17700 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن الجهم ثنا حجاج بن محمد الأعور أخبرني السري بن يحيى عن محمد بن سيرين : أن المسلمين انتهوا إلى حائط قد أغلق بابه فيه رجال من المشركين فجلس البراء بن مالك رضي الله عنه على ترس فقال ارفعوني برماحكم فألقوني إليهم فرفعوه برماحهم فألقوه من وراء الحائط فأدركوه قد قتل منهم عشرة
17701 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا أبو عبد الله محمد بن نصر الإمام ثنا يحيى بن يحيى أنبأ جعفر بن سليمان ثنا أبو عمران الجوني عن أبي بكر بن أبي موسى عن أبيه أنه كان بحضرة العدو قال فسمعته يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : الجنة تحت ظلال السيوف قال فقام رجل رث الهيئة فقال يا أبا موسى أنت سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول هذا قال اللهم نعم قال فرجع إلى أصحابه فسلم عليهم ثم كسر جفن سيفه وشد على العدو ثم قاتل حتى قتل 35 باب ما جاء في قول الله عز و جل { وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة } 17702 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا سعيد بن عامر عن شعبة عن سليمان عن أبي وائل قال قال حذيفة رضي الله عنه : في قول الله عز و جل { ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة } في النفقة أخرجه البخاري من حديث النضر بن شميل عن شعبة وقال غيره عن الأعمش في هذا قال هو ترك النفقة في سبيل الله
17703 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن الفضل الصائغ ثنا آدم بن أبي إياس ثنا شيبان عن منصور بن المعتمر عن أبي صالح مولى أم هانئ عن بن عباس رضي الله عنهما : في قوله { وأنفقوا في سبيل الله } الآية قال يقول لا يقولن أحدكم لا أجد شيئا إن لم يجد إلا مشقصا فليجهز به في سبيل الله { ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة }
17704 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا أبو عبد الرحمن المقرئ عن حيوة بن شريح أنبأ يزيد بن أبي حبيب حدثني أسلم أبو عمران قال : كنا بالقسطنطيني وعلى أهل مصر عقبة بن عامر وعلى أهل الشام رجل يريد فضالة بن عبيد فخرج من المدينة صف عظيم من الروم فصففنا لهم فحمل رجل من المسلمين على الروم حتى دخل فيهم ثم خرج علينا فصاح الناس إليه فقالوا سبحان الله ألقى بيده إلى التهلكة فقام أبو أيوب الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا أيها الناس إنكم لتأولون هذه الآية على هذا التأويل إنما أنزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار إنا لما أعز الله دينه وكثر ناصروه فقلنا فيما بيننا بعضنا لبعض سرا من رسول الله صلى الله عليه و سلم إن أموالنا قد ضاعت فلو أقمنا فيها فأصلحنا ما ضاع منها فأنزل الله عز و جل يرد علينا ما هممنا به فقال وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة فكانت التهلكة في الإقامة التي أردنا أن نقيم في أموالنا نصلحها فأمرنا بالغزو فما زال أبو أيوب رضي الله عنه غازيا في سبيل الله حتى قبضه الله عز و جل
17705 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد قالا ثنا أبو العباس ثنا إبراهيم ثنا سعيد بن عامر عن شعبة عن أبي إسحاق قال قال رجل للبراء رضي الله عنه : أحمل على الكتيبة بالسيف في ألف من التهلكة ذاك قال لا إنما التهلكة أن يذنب الرجل الذنب ثم يلقي بيديه ثم يقول لا يغفر لي
17706 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس هو الأصم ثنا أحمد بن الفضل العسقلاني ثنا آدم ثنا حماد بن سلمة عن سماك بن حرب عن النعمان بن بشير رضي الله عنه : ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة قال يقول إذا أذنب أحدكم فلا يلقين بيده إلى التهلكة ولا يقولن لا توبة لي ولكن ليستغفر الله وليتب إليه فإن الله غفور رحيم
17707 -
أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري ثنا محمد بن عبد الوهاب أنبأ يعلى بن عبيد ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس هو بن أبي حازم عن مدرك بن عوف الأحمسي : أنه كان جالسا عند عمر رضي الله عنه فذكروا رجلا شرى نفسه يوم نهاوند فقال ذاك والله يا أمير المؤمنين خالي زعم الناس أنه ألقى بيديه إلى التهلكة فقال عمر رضي الله عنه كذب أولئك بل هو من الذين اشتروا الآخرة بالدنيا كذا في رواية يعلى
17708 -
وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا بن عثمان أنبأ عبد الله أنبأ إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن حصين بن عوف قال : لما أخبر عمر بقتل النعمان بن مقرن وقيل أصيب فلان وفلان وآخرون لا نعرفهم قال ولكن الله يعرفهم قال ورجل شرى نفسه فقال رجل من أحمس يقال له مالك بن عوف ذاك خالي يا أمير المؤمنين زعم ناس أنه ألقى بيده إلى التهلكة فقال عمر كذب أولئك بل هو من الذين اشتروا الآخرة بالدنيا قال قيس والمقتول عوف بن أبي حميد وهو أبو شبل قال يعقوب مالك أشبه
17709 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أحمد بن محمد العنزي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ح وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود قالا ثنا موسى بن إسماعيل ثنا حماد بن سلمة أنبأ عطاء بن السائب عن مرة الهمداني عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : عجب ربنا عز و جل من رجل غزا في سبيل الله فانهزم أصحابه فعلم ما عليه فرجع حتى أهريق دمه فيقول الله عز و جل لملائكته انظروا إلى عبدي رجع رغبة فيما عندي وشفقة مما عندي حتى أهريق دمه 36
باب الاختيار في التحرز 17710 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثني أبو أحمد بن الحسن ثنا محمد بن المسيب بن إسحاق حدثني إسحاق بن شاهين ثنا خالد بن عبد الله عن خالد يعني الحذاء عن عكرمة عن بن عباس رضي الله عنهما : أن النبي صلى الله عليه و سلم قال وهو في قبة له يوم بدر أنشدك عهدك ووعدك اللهم إن شئت لم تعبد بعد هذا اليوم أبدا فأخذ أبو بكر رضي الله عنه بيده فقال حسبك يا رسول الله فقد ألححت على ربك وهو في الدرع فخرج وهو يقول { سيهزم الجمع ويولون الدبر بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر } رواه البخاري في الصحيح عن إسحاق بن شاهين
17711 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ إملاء وقراءة ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق قال فحدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن جده عن الزبير رضي الله عنه قال : فرأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم حين ذهب لينهض إلى الصخرة وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم قد ظاهر بين درعين فلم يستطع أن ينهض إليها فجلس طلحة بن عبيد الله تحته فنهض رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى استوى عليها فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أوجب طلحة
17712 -
أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو حامد بن بلال ثنا يحيى بن الربيع المكي ثنا سفيان عن يزيد بن خصيفة عن السائب بن يزيد : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم ظاهر يوم أحد بين درعين
17713 -
وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا محمد بن غالب حدثني إبراهيم بن بشار الرمادي أبو إسحاق ثنا سفيان وهو بن عيينة عن يزيد بن خصيفة عن السائب قال إبراهيم وجدت في كتابي عن رجل من بني تيم عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه و سلم ظاهر بين درعين يوم أحد
17714 -
ورواه بشر بن السري عن سفيان بن عيينة عن يزيد بن خصيفة عن السائب بن يزيد عمن حدثه عن طلحة بن عبيد الله أخبرناه أبو الحسن بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا إبراهيم بن الهيثم ثنا عبد الأعلى بن حماد ثنا بشر بن السري : فذكره 37
باب النفير وما يستدل به على أن الجهاد فرض على الكفاية قال الله جل ثناؤه { لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى } 17715 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو محمد بن زياد ثنا محمد بن إسحاق ثنا الحسن بن محمد بن الصباح ثنا حجاج عن بن جريج حدثني عبد الكريم أنه سمع مقسم مولى عبد الله بن الحارث يحدث عن بن عباس رضي الله عنهما قال : { لا يستوي القاعدون من المؤمنين } عن بدر والخارجون إلى بدر لما نزلت غزوة بدر قال عبد الله بن جحش الأسدي وعبد الله بن شريح أو شريح بن مالك بن ربيعة بن ضباب وهو بن أم مكتوم إنا أعميان يا رسول الله فهل لنا رخصة فنزل { لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر } { فضل الله المجاهدين على القاعدين درجة } فهؤلاء القاعدون غير أولي الضرر { وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما درجات منه } القاعدين من المؤمنين غير أولي الضرر أخرج البخاري في الصحيح أول الحديث دون سياقته من وجهين آخرين عن بن جريج قال الشافعي رحمه الله وبين إذ وعد الله القاعدين غير أولي الضرر الحسنى أنهم لا يأثمون بالتخلف وأبان الله جل ثناؤه في قوله في النفير حين أمر بالنفير { انفروا خفافا وثقالا } وقال { إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما } وقال { وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة } فأعلمهم أن فرضه الجهاد على الكفاية من المجاهدين وأبان أن لو تخلفوا معا أثموا معا بالتخلف بقوله تعالى { إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما }
17716 -
أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا أحمد بن محمد المروزي حدثني علي بن الحسين عن أبيه عن يزيد النحوي عن عكرمة عن بن عباس رضي الله عنهما : إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما وما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله إلى قوله يعملون نسخها بالآية التي تليها وما كان المؤمنون لينفروا كافة
17717 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق ثنا معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق عن عثمان بن عطاء عن أبيه عن بن عباس رضي الله عنهما قال : قال الله تبارك وتعالى خذوا حذركم فانفروا ثبات عصبا أو انفروا جميعا وقال انفروا خفافا وثقالا وقال إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ثم نسخ هذه الآيات فقال وما كان المؤمنون لينفروا كافة قال فتغزو طائفة مع رسول الله صلى الله عليه و سلم وتقيم طائفة قال فالماكثون مع رسول الله صلى الله عليه و سلم هم الذين يتفقهون في الدين وينذرون قومهم إذا رجعوا إليهم من الغزو لعلهم يحذرون ما نزل الله من كتابه وفرائضه وحدوده
17718 -
أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني رجل وعمرو بن الحارث عن بكير بن الأشج عن بسر بن سعيد عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا ومن خلفه في أهله بخير فقد غزا رواه مسلم في الصحيح عن سعيد بن منصور وأبي الطاهر عن بن وهب وأخرجه البخاري كما مضى
17719 -
أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا سعيد بن منصور ثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب عن يزيد بن أبي سعيد مولى المهري عن أبيه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث إلى بني لحيان وقال ليخرج من كل رجلين رجل ثم قال للقاعد أيكم خلف الخارج في أهله وماله بخير كان له مثل نصف أجر الخارج رواه مسلم في الصحيح عن سعيد بن منصور
17720 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبا الحسن بن حليم بمرو أنبأ أبو الموجه أنبأ عبدان أنبأ عبد الله ح قال وحدثنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ الحسن بن سفيان ثنا حبان أنبأ عبد الله أنبأ وهيب بن الورد أخبرني عمر بن محمد بن المنكدر عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بغزو مات على شعبة من النفاق رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن عبد الرحمن بن سهم عن عبد الله بن المبارك
17721 -
أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا عمرو بن عثمان وقرأته على يزيد بن عبد ربه الجرجسي قالا ثنا الوليد بن مسلم عن يحيى بن الحارث عن القاسم أبي عبد الرحمن عن أبي أمامة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : من لم يغز أو لم يجهز غازيا أو يخلف غازيا في أهله بخير أصابه الله بقارعة قال يزيد في حديثه قبل يوم القيامة
17722 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان العامري ثنا زيد بن الحباب ثنا عبد المؤمن بن خالد الحنفي ثنا نجدة بن نفيع عن بن عباس رضي الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم استنفر حيا من العرب فتثاقلوا فنزلت { إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما } قال كان عذابهم حبس المطر عنهم
17723 -
أخبرنا أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا بن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال خطب رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر : الجهاد فلم يفضل عليه شيئا إلا المكتوبة هذا يدل على أنه فرض على الكفاية حيث فضل عليه المكتوبة بعينها والله أعلم
17724 -
وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا عبيد بن شريك ثنا أبو صالح الفراء ثنا أبو إسحاق الفزاري عن عبد الله بن عون قال : كتبت إلى نافع أسأله ما أقعد بن عمر عن الغزو قال فكتب إلي أن بن عمر كان يغزي ولده ويحمل على الظهر وما أقعده عن الغزو إلا وصايا عمر وصبيان صغار وان بن عمر كان يغزي ولده ويحمل على الظهر ويرى الجهاد في سبيل الله أفضل الأعمال بعد الصلاة
17725 -
أخبرنا أبو علي الروذباري أنبا محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا الحسن بن علي ثنا عبد الملك بن إبراهيم الجدي ثنا معبد بن خالد الخزاعي حدثني عبد الله بن الفضل ثنا عبيد الله بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال أبو داود رفعه الحسن بن علي قال : يجزئ عن الجماعة إذا مروا أن يسلم أحدهم ويجزي عن الجلوس أن يرد أحدهم
جماع أبواب السير ( 38 باب السيرة في المشركين عبدة الأوثان قال الله جل ثناؤه { فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم } الآيتين 17726 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا علي بن محمد بن عيسى أنبأ أبو اليمان أخبرني شعيب عن الزهري أخبرني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة رضي الله عنه أخبره : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قال لا إله إلا الله فقد عصم مني نفسه وماله إلا بحقه وحسابه على الله رواه البخاري عن أبي اليمان وأخرجه مسلم من وجه آخر عن الزهري
17727 -
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا عباس بن محمد ثنا عثمان بن عمر ثنا شعبة عن مغيرة عن الشعبي عن محرر بن أبي هريرة عن أبيه قال : كنت مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه حيث بعثه رسول الله صلى الله عليه و سلم ببراءة إلى المشركين وكنت أنادي حتى صحل صوتي قلت يا أبي بأي شيء كنت تنادي قال أمرنا أن ننادي أنه لا يدخل الجنة إلا مؤمن ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه و سلم عهد فأجله إلى أربعة أشهر فإذا مضت الأربعة أشهر فإن الله بريء من المشركين ورسوله ولا يطوفن بالكعبة بعد العام مشرك أو بعد اليوم مشرك 39 باب السيرة في أهل الكتاب قال الله جل ثناؤه { قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون } 17728 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار ثنا أحمد بن مهران بن خالد الأصبهاني ثنا عبيد الله بن موسى أنبأ سفيان ح وأخبرنا أبو عبد الله قال وحدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن آدم ثنا سفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا بعث أميرا على جيش أوصاه في خاصة نفسه بتقوى الله وبمن معه من المسلمين خيرا ثم قال اغزوا باسم الله وفي سبيل الله قاتلوا من كفر بالله اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى إحدى ثلاث خصال أو خلال فأيتهم أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين وأخبرهم إن هم فعلوا ذلك فلهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين فإن هم أبوا أن يتحولوا من دارهم إلى دار المهاجرين فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين يجري عليهم حكم الله الذي يجري على العرب ولا يكون لهم من الفيء ولا من الغنيمة شيء إلا أن يجاهدوا مع المسلمين فإن هم أبوا فسلهم إعطاء الجزية فإن فعلوا فكف عنهم فإن هم أبوا فاستعن بالله وقاتلهم وذكر باقي الحديث وتمام الحديث يرد إن شاء الله رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم عن يحيى بن آدم 40
باب السلب للقاتل وقد مضت الأخبار فيه في كتاب قسم الفيء والغنيمة ونحن نذكر ههنا طرفا منها إن شاء الله 17729 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبا أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا قتيبة بن سعيد ح وأنبأ أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني حسن بن سفيان ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث عن يحيى بن سعيد عن عمر بن كثير عن أبي محمد مولى أبي قتادة عن أبي قتادة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم حنين من أقام بينة على قتيل فله سلبه فقمت لألتمس بينة على قتيلي فلم أر أحدا يشهد لي فجلست ثم بدا لي فذكرت أمره لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقال رجل من جلسائه سلاح هذا القتيل الذي يذكر عندي قال فأرضه منه قال أبو بكر رضي الله عنه كلا لا يعطه أصيبغ من قريش ويدع أسدا من أسد الله يقاتل عن الله ورسوله قال فعلم رسول الله صلى الله عليه و سلم فأداه إلي فاشتريت منه خرافا فكان أول مال تأثلته وقال أبو عمرو في روايته فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم فأداه إلي رواه البخاري ومسلم في الصحيح عن قتيبة بن سعيد على اللفظ الأول ثم قال البخاري قال عبد الله عن الليث فقام النبي صلى الله عليه و سلم فأداه إلي 41
باب الغنيمة لمن شهد الوقعة 17730 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي قال معلوم عند غير واحد ممن لقيت من أهل العلم بالردة أن أبا بكر رضي الله عنه قال : إنما الغنيمة لمن شهد الوقعة
17731 -
وبهذا الإسناد قال : قال الشافعي حكاية عن أبي يوسف عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن عبد الله بن قسيط أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه بعث عكرمة بن أبي جهل في خمسمائة من المسلمين مددا لزياد بن لبيد وللمهاجر بن أبي أمية فوافقهم الجند قد افتتحوا النجير باليمن فأشركهم زياد بن لبيد وهو ممن شهد بدرا في الغنيمة قال الشافعي رحمه الله فإن زيادا كتب فيه إلى أبي بكر رضي الله عنه وكتب أبو بكر رضي الله عنه إنما الغنيمة لمن شهد الوقعة ولم ير لعكرمة شيئا لأنه لم يشهد الوقعة فكلم زياد أصحابه فطابوا أنفسا بأن أشركوا عكرمة وأصحابه متطوعين عليهم وهذا قولنا
17732 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني عبد الرحمن بن الحسن ثنا إبراهيم بن الحسين ثنا آدم ثنا شعبة ثنا قيس بن مسلم قال سمعت طارق بن شهاب يقول : إن أهل البصرة غزوا أهل نهاوند فأمدوهم بأهل الكوفة وعليهم عمار بن ياسر فقدموا عليهم بعد ما ظهروا على العدو فطلب أهل الكوفة الغنيمة وأراد أهل البصرة أن لا يقسموا لأهل الكوفة من الغنيمة فقال رجل من بني تميم لعمار بن ياسر أيها الأجدع تريد أن تشاركنا في غنائمنا قال وكانت أذن عمار جدعت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فكتبوا إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فكتب إليهم عمر إن الغنيمة لمن شهد الوقعة
17733 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا سعدان بن نصر ثنا وكيع عن شعبة عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب الأحمسي قال : كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إن الغنيمة لمن شهد الوقعة هذا هو الصحيح عن عمر رضي الله عنه
17734 -
وأما الذي أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس أنبأ الربيع قال : قال الشافعي حكاية عن أبي يوسف عن المجالد عن عامر وزياد بن علاقة أن عمر رضي الله عنه كتب إلى سعد بن أبي وقاص قد أمددتك بقوم فمن أتاك منهم قبل أن تتفقأ القتلى فأشركه في الغنيمة قال الشافعي رحمه الله فهذا غير ثابت عن عمر ولو ثبت عنه كنا أسرع إلى قبوله منه ثم ذكر مخالفة أبي يوسف حديث عمر هذا قال الشيخ وهو منقطع ورواية مجالد وهو ضعيف وحديث طارق بن شهاب إسناده صحيح لا شك فيه والله أعلم قال الشافعي رحمه الله وقد روي عن النبي صلى الله عليه و سلم شيء يثبت في معنى ما روي عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما لا يحضرني حفظه قال الشيخ إنما أراد والله أعلم حديث أبي هريرة في قصة أبان بن سعيد بن العاص حين وقع مع أصحابه على النبي صلى الله عليه و سلم بخيبر بعد أن فتحها ولم يقسم لهم وقد مضى ذلك بأسانيده مع سائر ما روي في هذا الباب في كتاب القسم
17735 -
أخبرنا أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ ثنا أحمد بن محمد بن سعيد أنبأ أحمد بن الحسن قراءة ثنا أبي ثنا حصين بن مخارق عن سفيان عن بختري العبدي عن عبد الرحمن بن مسعود عن علي رضي الله عنه قال : الغنيمة لمن شهد الوقعة 42
باب الجيش في دار الحرب يخرج منهم السرية إلى بعض النواحي فتغنم ويغنم الجيش 17736 - أخبرنا أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني أبو يعلى ثنا أبو كريب ثنا أبو أسامة عن بريد بن أبي بردة عن أبي موسى رضي الله عنه قال : لما فرغ رسول الله صلى الله عليه و سلم من حنين بعث أبا عامر على جيش إلى أوطاس فلقي دريد بن الصمة فقتل دريد وهزم الله أصحابه وذكر باقي الحديث أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح عن أبي كريب قال الشافعي رحمه الله أبو عامر كان في جيش النبي صلى الله عليه و سلم ومعه بحنين فبعثه النبي صلى الله عليه و سلم في اتباعهم وهذا جيش واحد كل فرقة منه ردء للأخرى وإذا كان الجيش هكذا فلو أصاب الجيش شيئا دون السرية أو السرية شيئا دون الجيش كانوا فيه شركاء
17737 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس هو الأصم أنبأ أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق حدثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : خطب رسول الله صلى الله عليه و سلم عام الفتح فقال فيه والمسلمون يد على من سواهم يسعى بذمتهم أدناهم يرد عليهم أقصاهم ترد سراياهم على قعدتهم ورواه يحيى بن سعيد عن عمرو فقال يرد مشدهم على مضعفهم ومتسرعهم على قاعدهم 43
باب سهم الفارس والراجل 17738 - أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي ثنا سعدان بن نصر ثنا أبو معاوية عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر رضي الله عنهما : أن النبي صلى الله عليه و سلم أسهم للرجل ولفرسه ثلاثة أسهم سهما له وسهمين لفرسه أخرجاه في الصحيح من حديث عبيد الله كما مضى في كتاب القسم وقد مضت سائر الأخبار في هذا الباب فيه 44
باب تفضيل الخيل 17739 - أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا الحسن بن الربيع ثنا بن المبارك عن شريك عن الأسود بن قيس العبدي عن كلثوم بن الأقمر قال : أول من عرب العراب رجل منا يقال له منذر الوادعي كان عاملا لعمر رضي الله عنه على بعض الشام فطلب العدو فلحقت الخيل وتقطعت البراذين فأسهم للخيل وترك البراذين وكتب إلى عمر رضي الله عنه فكتب عمر رضي الله عنه نعما رأيت فصارت سنة رواه الشافعي عن سفيان بن عيينة عن الأسود بن قيس ثم قال والذي نذهب إليه من هذا تسوية بين الخيل والعراب والبراذين والمقاريف ولو كنا نثبت مثل هذا ما خالفناه
17740 -
أخبرنا أبو سعد الماليني أنبأ أبو أحمد بن عدي الحافظ ثنا هنبل بن محمد بن يحيى الحمصي ثنا أحمد بن أبي أحمد الجرجاني ثنا حماد بن خالد ثنا معاوية بن صالح عن العلاء بن الحارث عن مكحول عن زياد بن جارية عن حبيب بن مسلمة : أن النبي صلى الله عليه و سلم عرب العربي وهجن الهجين كذا رواه أحمد بن أبي أحمد الجرجاني ساكن حمص عن حماد بن خالد موصولا ورواه الشافعي وأحمد بن حنبل وجماعة عن حماد منقطعا وكذلك رواه عبد الرحمن بن مهدي وزيد بن الحباب عن معاوية بن صالح عن أبي بشر وهو العلاء عن مكحول أن رسول الله صلى الله عليه و سلم هجن الهجين يوم حنين وعرب العربي للعربي سهمان وللهجين سهم وهذا منقطع ولا تقوم به الحجة وقد روي فيه حديث آخر مسند بإسناد ضعيف
17741 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا أبو بلال الأشعري ثنا المفضل بن صدقة عن وائل بن داود عن البهي عن عائشة رضي الله عنها : أن النبي صلى الله عليه و سلم لم يعط الكودن شيئا وأعطى دون سهمه العراب والكودن البرذون البطيء أبو بلال الأشعري لا يحتج به
17742 -
أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا عثمان بن سعيد ثنا سليمان بن حرب ثنا شعبة عن عبد الله بن أبي السفر وحصين عن الشعبي عن عروة بن أبي الجعد قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : الخير معقود بنواصي الخيل إلى يوم القيامة الأجر والمغنم قال البخاري وقال سليمان بن حرب فذكره وفيه دلالة على أنه علق المغنم بجنس الخيل والبراذين من جملة الخيل وروينا عن سعيد بن المسيب أنه سئل عن البراذين هل فيها صدقة فقال وهل في الخيل صدقة 45
باب سهمان الخيل 17743 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا أنبأ أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ بن عيينة عن هشام بن عروة عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير أن الزبير بن العوام رضي الله عنه : كان يضرب في المغنم بأربعة أسهم سهم له وسهمين لفرسه وسهم في ذي القربى سهم أمه صفية يوم خيبر قال وكان بن عيينة يهاب أن يذكر يحيى بن عباد والحفاظ يروونه عن يحيى بن عباد قال الشيخ قد رواه محمد بن بشر عن هشام بن عروة عن يحيى بن عباد أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بنحوه وهو مع ما ذكر يحيى بن عباد فيه مرسل وقد وصله سعيد بن عبد الرحمن ومحاضر بن مورع عن هشام بن عروة عن يحيى بن عباد عن عبد الله بن الزبير قال الشافعي بالإسناد الذي مضى روى مكحول أن الزبير حضر خيبر فأسهم له رسول الله صلى الله عليه و سلم خمسة أسهم سهم له وأربعة أسهم لفرسيه فذهب الأوزاعي إلى قبول هذا عن مكحول منقطعا وهشام بن عروة أحرص لو زيد الزبير رضي الله عنه لفرسين أن يقول به وأشبه إذ خالفه مكحول أن يكون أثبت في حديث أبيه منه لحرصه على زيادته وإن كان حديثه مقطوعا لا تقوم به حجة فهو كحديث مكحول ولكنا ذهبنا إلى أهل المغازي فقلنا إنهم لم يرووا أن النبي صلى الله عليه و سلم أسهم لفرسين ولم يختلفوا أن النبي صلى الله عليه و سلم حضر خيبر بثلاثة أفراس لنفسه السكب والظرب والمرتجز ولم يأخذ منها إلا لفرس واحد قال الشيخ رحمه الله قد روينا حديثا عن هشام بن عروة في كتاب القسم من حديث محاضر موصولا
17744 -
وأخبرنا أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ علي بن عمر الحافظ أنبأ أبو بكر النيسابوري ثنا يونس بن عبد الأعلى ثنا بن وهب أخبرني سعيد بن عبد الرحمن عن هشام بن عروة عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن جده أنه كان يقول : ضرب رسول الله صلى الله عليه و سلم عام خيبر للزبير بن العوام بأربعة أسهم سهما له وسهما لذي القربى لصفية بنت عبد المطلب أم الزبير وسهمين للفرس 46
باب العبيد والنساء والصبيان يحضرون الوقعة 17745 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأموي وأبو الفضل الحسن بن يعقوب العدل قالا ثنا يحيى بن أبي طالب أنبأ عبد الوهاب بن عطاء أنبأ جرير بن حازم ح قال وأنبأ أبو الفضل بن إبراهيم واللفظ له ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ وهب بن جرير بن حازم حدثني أبي قال سمعت قيسا وهو بن سعد يحدث عن يزيد بن هرمز : أن نجدة بن عامر كتب إلى بن عباس رضي الله عنهما أن اكتب إلي من ذوو القربى الذين ذكرهم الله عز و جل وفرض لهم مما أفاء الله على رسوله ومتى ينقضي يتم اليتيم وهل يقتل صبيان المشركين وهل للنساء والعبيد إذا حضروا البأس من سهم معلوم فقال بن عباس لولا أني أخاف أن يقع في شيء ما كتبت إليه فكتب إليه وأنا شاهد أما ذوو القربى فإنا كنا نرى أنهم قرابة رسول الله صلى الله عليه و سلم فأبى ذلك علينا قومنا وأما صبيان المشركين فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يقتل منهم أحدا فلا تقتل إلا أن تعلم ما علم الخضر من الغلام الذي قتله وأما ما سألت عن انقضاء يتم اليتيم فإذا بلغ الحلم وأونس منه رشده فقد انقضى يتمه فادفع إليه ماله وأما النساء والعبيد فلم يكن لهم سهم معلوم إذا حضروا البأس ولكن يحذون من غنائم القوم رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم
17746 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو الطيب محمد بن علي بن الحسن الزاهد ثنا سهل بن عمار العتكي ثنا يزيد بن هارون أنبأ محمد بن إسحاق عن محمد بن علي أبي جعفر والزهري عن يزيد بن هرمز قال : فيما كتب إليه نجدة في كتابه ذلك يسأله عن اليتيم متى يخرج من اليتم ويقع حقه في الفيء فكتب إليه أنه إذا احتلم فقد خرج من اليتم ووقع حقه في الفيء
17747 -
أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا أحمد بن حنبل ثنا بشر بن المفضل عن محمد بن زيد حدثني عمير مولى أبي اللحم قال : شهدت خيبر مع سادتي فكلموا في رسول الله صلى الله عليه و سلم فأمر بي فقلدت سيفا فإذا أنا أجره فأخبر أني مملوك فأمر لي بشيء من خرثي المتاع
17748 -
وأما الذي أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن محمد بن عبد الله الدمشقي عن مكحول وخالد بن معدان قالا : أسهم رسول الله صلى الله عليه و سلم للفارس لفرسه سهمين ولصاحبه سهما فصار له ثلاثة أسهم وللراجل سهما وأسهم للنساء والصبيان فهذا منقطع وحديث بن عباس موصول صحيح فهو أولى وبالله التوفيق 47
باب الرضخ لمن يستعان به من أهل الذمة على قتال المشركين 17749 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان قال قال الشافعي قال أبو يوسف أنبأ الحسن بن عمارة عن الحكم عن مقسم عن بن عباس رضي الله عنهما أنه قال : استعان رسول الله صلى الله عليه و سلم بيهود بني قينقاع فرضخ لهم ولم يسهم لهم تفرد بهذا الحسن بن عمارة وهو متروك ولم يبلغنا في هذا حديث صحيح وقد روينا قبل هذا في كراهية الاستعانة بالمشركين والله أعلم
17750 -
فأما الحديث الذي أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الوليد الفقيه ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا حفص عن بن جريج عن الزهري : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم غزا بناس من اليهود فأسهم لهم فهذا منقطع وكذلك رواه يزيد بن يزيد بن جابر عن الزهري قال الشافعي والحديث المنقطع عندنا لا يكون حجة قال الشيخ رحمه الله وروى الواقدي عن بن أبي سبرة عن فطير الحارثي قال خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم بعشرة من اليهود من يهود المدينة إلى خيبر فأسهم لهم كسهمان المسلمين وهذا منقطع وإسناده ضعيف 48
باب قسمة الغنيمة في دار الحرب 17751 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب أنبأ إسماعيل بن قتيبة ثنا يحيى بن يحيى أنبأ سليم بن أخضر عن بن عون قال : كتبت إلى نافع أسأله عن الدعاء قبل القتال قال فكتب إنما كان ذلك في أول الإسلام قد أغار رسول الله صلى الله عليه و سلم على بني المصطلق وهم غارون وأنعامهم تسقى على الماء فقتل مقاتلتهم وسبى سبيهم وأصاب يومئذ قال يحيى أحسبه قال جويرية بنت الحارث وحدثني بهذا الحديث عبد الله بن عمر وكان في ذلك الجيش رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى وأخرجه البخاري من وجه آخر عن بن عون
17752 -
أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني أبو عبد الله الصوفي ثنا يحيى بن أيوب ح قال وأخبرني الحسن بن سفيان وهذا حديثه ثنا قتيبة قالا ثنا إسماعيل بن جعفر عن ربيعة عن محمد بن يحيى بن حبان عن بن محيريز أنه قال : دخلت أنا وأبو صرمة على أبي سعيد رضي الله عنه فسأله أبو صرمة فقال يا أبا سعيد هل سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يذكر العزل قال نعم غزونا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم غزوة المصطلق فسبينا كرائم العرب وطالت علينا العزبة ورغبنا في الفداء فأردنا أن نستمتع ونعزل فقلنا نفعل ورسول الله صلى الله عليه و سلم بين أظهرنا فلا نسأله فسألنا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال لا عليكم أن لا تفعلوا ما كتب الله خلق نسمة هي كائنة إلى يوم القيامة إلا ستكون رواه البخاري في الصحيح عن قتيبة ورواه مسلم عن يحيى بن أيوب وقتيبة وفي هذا دلالة على أنه قسم بينهم غنائمهم قبل الرجوع إلى المدينة كما قال الأوزاعي والشافعي قال أبو يوسف افتتح رسول الله صلى الله عليه و سلم بلاد بني المصطلق وظهر عليهم فصارت بلادهم دار الإسلام وبعث الوليد بن عقبة يأخذ صدقاتهم قال الشافعي مجيبا له عن ذلك أغار رسول الله صلى الله عليه و سلم عليهم وهم غارون في نعمهم فقتلهم وسباهم وقسم أموالهم وسبيهم في دارهم سنة خمس وإنما أسلموا بعدها بزمان وإنما بعث إليهم الوليد بن عقبة مصدقا سنة عشر وقد رجع رسول الله صلى الله عليه و سلم عنهم ودارهم دار حرب قال الشيخ أما قوله إن ذلك كان سنة خمس فكذلك قاله عروة وبن شهاب
17753 -
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا عثمان بن صالح عن بن لهيعة ثنا أبو الأسود عن عروة ح قال وثنا يعقوب وثنا إبراهيم بن المنذر ثنا محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن بن شهاب : في ذكر مغازي رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ثم قاتل بني المصطلق وبني لحيان في شعبان سنة خمس وهذا أصح مما روي عن بن إسحاق أن ذلك كان سنة ست
17754 -
وأما بعثه الوليد مصدقا ففيما أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن كامل القاضي ثنا محمد بن سعد العوفي حدثني أبي سعد بن محمد بن الحسن بن عطية حدثني عمي الحسين بن الحسن بن عطية حدثني أبي عن جدي عطية بن سعد عن بن عباس رضي الله عنهما قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث الوليد بن عقبة بن أبي معيط إلى بني المصطلق ليأخذ منهم الصدقات وأنه لما أتاهم الخبر فرحوا وخرجوا ليتلقوا رسول رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنه لما حدث الوليد أنهم خرجوا يتلقونه رجع إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال يا رسول الله إن بني المصطلق قد منعوا الصدقة فغضب رسول الله صلى الله عليه و سلم من ذلك غضبا شديدا فبينما هو يحدث نفسه أن يغزوهم إذ أتاه الوفد فقالوا يا رسول الله إنا حدثنا أن رسولك رجع من نصف الطريق وإنا خشينا أن يكون إنما رده كتاب جاءه منك لغضب غضبته علينا وإنا نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله وإن رسول الله صلى الله عليه و سلم استعتبهم وهم بهم فأنزل الله عز و جل عذرهم في الكتاب فقال { يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين
17755 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ عبد الرحمن بن الحسن القاضي ثنا إبراهيم بن الحسين ثنا آدم ثنا ورقاء عن بن أبي نجيح عن مجاهد قال : أرسل رسول الله صلى الله عليه و سلم الوليد بن عقبة بن أبي معيط إلى بني المصطلق ليصدقهم فتلقوه بالهدية فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال له إن بني المصطلق قد أجمعوا لك ليقاتلوك فأنزل الله تبارك وتعالى { إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا } قال الشيخ والذي يستدل به على أن ذلك كان بعد غزوة بني المصطلق بمدة كثيرة ويشبه أن يكون سنة عشر كما حفظه الشافعي رحمه الله أن الوليد بن عقبة كان زمن الفتح صبيا وذلك سنة ثمان ولا يبعثه مصدقا إلا بعد أن يصير رجلا
17756 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس هو الأصم ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن جعفر بن برقان عن ثابت بن الحجاج عن أبي موسى الهمداني عن الوليد بن عقبة قال : لما افتتح رسول الله صلى الله عليه و سلم مكة جعل أهل مكة يأتونه بصبيانهم فيمسح رؤوسهم ويدعو لهم فجيء بي إليه وقد خلقت بالخلوق فلما رآني لم يمسسني ولم يمنعه من ذلك إلا الخلوق الذي خلقتني أمي
17757 -
وحدثنا بذلك أبو عبد الله الحافظ ثنا علي بن حمشاذ ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا فياض بن محمد الرقي عن جعفر بن برقان عن ثابت بن الحجاج الكلابي عن عبد الله الهمداني عن الوليد بن عقبة قال : لما فتح رسول الله صلى الله عليه و سلم مكة فذكره بمعناه قال أحمد بن حنبل وقد روي أنه سلح يومئذ فتقذره رسول الله صلى الله عليه و سلم ولم يسمه ولم يدع له ومنع بركة رسول الله صلى الله عليه و سلم لسابق علم الله فيه
17758 -
أخبرنا علي بن محمد المقرئ أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا مسدد ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ عبد الله بن محمد الكعبي أنبأ محمد بن أيوب أنبأ مسدد وعبد الله بن عبد الوهاب الحجبي قالا ثنا حماد بن زيد عن عبد العزيز بن صهيب وثابت البناني عن أنس بن مالك رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم صلى الصبح بغلس ثم ركب فقال الله أكبر خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين فخرجوا يسعون في السكك وهم يقولون محمد والخميس قال مسدد قال حماد والخميس الجيش فظهر عليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فقتل المقاتلة وسبى الذراري فصارت صفية لدحية الكلبي ثم صارت صفية لرسول الله صلى الله عليه و سلم ثم تزوجها وجعل صداقها عتقها قال عبد العزيز لثابت يا أبا محمد أنت سألت أنس ما أمهرها فقال أمهرها نفسها فتبسم رواه البخاري في الصحيح عن مسدد
17759 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ وأبو عبد الله محمد بن عبد الله بن دينار قالا ثنا السري بن خزيمة ثنا موسى بن إسماعيل ثنا سليمان بن المغيرة ح قال وأنبأ أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ أحمد بن سلمة ثنا عبد الله بن هاشم ثنا بهز ثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت ثنا أنس رضي الله عنه قال : صارت صفية لدحية في مقسمه وجعلوا يمدحونها عند رسول الله صلى الله عليه و سلم ويقولون ما رأينا في السبي مثلها قال فبعث إلى دحية فأعطاه بها ما أراد ثم دفعها إلى أمي فقال أصلحيها قال ثم خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم من خيبر حتى جعلها في ظهره نزل ثم ضرب عليها القبة فلما أصبح قال من كان عنده فضل زاد فليأتنا به قال فجعل الرجل يجيء بفضل التمر وفضل السويق وفضل السمن حتى جعلوا من ذلك سوادا حيسا فجعلوا يأكلون من ذلك الحيس ويشربون من حياض إلى جنبهم من ماء السماء قال فقال أنس وكانت تلك وليمة رسول الله صلى الله عليه و سلم عليها قال فانطلقنا حتى إذا رأينا جدر المدينة مشينا إليها فرفعنا مطيتنا ورفع رسول الله صلى الله عليه و سلم مطيته قال وصفية خلفه قد أردفها فعثرت مطية رسول الله صلى الله عليه و سلم فصرع وصرعت قال فليس أحد من الناس ينظر إليه ولا إليها حتى قام رسول الله صلى الله عليه و سلم يسترها قال فأتيناه فقال لم نضر قال فدخلنا المدينة فخرج جواري نسائه يتراءينها ويشمتن بصرعتها لفظ حديث بهز بن أسد رواه مسلم في الصحيح عن عبد الله بن هاشم وفي هذا دلالة على وقوع قسمة غنيمة خيبر بخيبر قال أبو يوسف إنها حين افتتحها صارت دار إسلام وعاملهم على النخل قال الشافعي أما خيبر فما علمته كان فيها مسلم واحد ما صالح إلا اليهود وهم على دينهم وما حول خيبر كله دار حرب
17760 -
أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا أحمد بن حنبل ثنا يعقوب بن إبراهيم ثنا أبي عن بن إسحاق حدثني نافع مولى عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عمر أن عمر رضي الله عنه قال : أيها الناس إن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان عامل يهود خيبر على أنا نخرجهم إذا شئنا فمن كان له مال فليلحق به وإني مخرج يهود فأخرجهم
17761 -
أخبرنا أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أنبأ إبراهيم بن هاشم البغوي وأبو يعلى الموصلي والحسن النسوي قالوا ثنا هدبة ثنا همام ثنا قتادة عن أنس رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه و سلم اعتمر أربع عمر كلهن في ذي القعدة إلا التي في حجته عمرة في الحديبية أو زمن الحديبية في ذي القعدة وعمرة من العام المقبل وعمرة من الجعرانة حيث قسم غنائم حنين في ذي القعدة وعمرة مع حجته هذا حديث إبراهيم وقال الحسن عمرة من الحديبية وقال أبو يعلى عمرته من الحديبية رواه البخاري ومسلم في الصحيح عن هدبة وفي هذا دلالة على أنه صلى الله عليه و سلم قسم غنائم حنين بها قال الشافعي رحمه الله فأما ما احتج به أبو يوسف من أن النبي صلى الله عليه و سلم لم يقسم غنائم بدر حتى ورد المدينة وما ثبت من الحديث بأن قال والدليل على ذلك أن النبي صلى الله عليه و سلم أسهم لعثمان وطلحة ولم يشهدا بدرا فإن كان كما قال فهو يخالف سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم لأنه يزعم أنه ليس للإمام أن يعطي أحدا لم يشهد الوقعة ولم يكن مددا وليس كما قال قسم رسول الله صلى الله عليه و سلم غنائم بدر بسير شعب من شعاب الصفراء قريب من بدر
17762 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق قال : ومضى رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما خرج من مضيق يقال له الصفراء خرج منه إلى كثيب يقال له سير على مسيرة ليلة من بدر أو أكثر فقسم رسول الله صلى الله عليه و سلم النفل بين المسلمين على ذلك الكثيب
17763 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أحمد بن محمد العنزي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا يحيى بن سليمان الجعفي ثنا بن وهب حدثني حيي عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج يوم بدر بثلاثمائة وخمسة عشر من المقاتلة كما خرج طالوت فدعا لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم حين خرج فقال اللهم إنهم حفاة فاحملهم اللهم أنهم عراة فاكسهم اللهم إنهم جياع فأشبعهم ففتح الله لهم يوم بدر فانقلبوا وما منهم رجل إلا وقد رجع بجمل أو جملين واكتسوا وشبعوا قال الشافعي رحمه الله وكانت غنائم بدر كما روى عبادة بن الصامت غنمها المسلمون قبل أن تنزل الآية في سورة الأنفال فلما تشاحوا عليها انتزعها الله من أيديهم بقوله { يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول الآية }
17764 -
أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو منصور العباس بن الفضل ثنا أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا عبد الله بن جعفر عن عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة عن سليمان بن موسى الأشدق عن مكحول عن أبي سلام عن أبي أمامة الباهلي عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال : خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى بدر فلقي بها العدو فلما هزمهم الله اتبعهم طائفة من المسلمين يقتلونهم وأحدقت طائفة برسول الله صلى الله عليه و سلم واستولت طائفة على النهب والعسكر فلما رجع الذين طلبوا العدو قالوا لنا النفل نحن طلبنا العدو وبنا نفاهم الله وهزمهم وقال الذين أحدقوا برسول الله صلى الله عليه و سلم ما أنتم بأحق به منا بل هو لنا نحن أحدقنا برسول الله صلى الله عليه و سلم أن يناله من العدو غرة وقال الذين استولوا على العسكر والنهب ما أنتم بأحق به منا بل هو لنا نحن استولينا عليه وأحرزناه فأنزل الله عز و جل على رسوله عليه السلام يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول الآية فقسمه رسول الله صلى الله عليه و سلم بينهم عن فواق
17765 -
أخبرنا أبو عبد الله ثنا أبو العباس ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق قال حدثني عبد الرحمن بن الحارث عن سليمان بن موسى الأشدق عن مكحول عن أبي أمامة الباهلي قال : سألت عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن الأنفال فذكر الحديث بمعناه قال في آخره فلما اختلفنا وساءت أخلاقنا انتزعه الله من بين أيدينا فجعله إلى رسوله فقسمه على الناس عن سواء فكان في ذلك تقوى الله وطاعته وطاعة رسوله وصلاح ذات البين يقول الله عز و جل { يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم } وعن بن إسحاق قال سمعت الزهري يقول أنزلت سورة الأنفال بأسرها في أهل بدر قال الشافعي فكانت لرسول الله صلى الله عليه و سلم كلها خالصا وقسمها بينهم وأدخل معهم ثمانية نفر لم يشهدوا الوقعة من المهاجرين والأنصار وقال في موضع آخر سبعة أو ثمانية
17766 -
أخبرناه أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا عمرو بن خالد وحسان بن عبد الله قالا ثنا بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة بن الزبير : في تسمية من شهد بدرا ولم يشهدها ثم ضرب له رسول الله صلى الله عليه و سلم بسهمه فمن لم يشهدها وضرب له بسهمه عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس تخلف بالمدينة على امرأته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم وكانت وجعة فضرب له رسول الله صلى الله عليه و سلم بسهمه قال وأجري يا رسول الله قال وأجرك وطلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة قال كان بالشام فقدم فكلم رسول الله صلى الله عليه و سلم فضرب له بسهمه فقال وأجري يا رسول الله فقال وأجرك وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل قدم من الشام بعد ما رجع النبي صلى الله عليه و سلم إلى المدينة فضرب له النبي صلى الله عليه و سلم بسهمه فقال وأجري يا رسول الله قال وأجرك فهؤلاء الثلاثة من المهاجرين وأما من الأنصار فأبو لبابة خرج زعموا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى بدر فأمره على المدينة وضرب له بسهمه مع أصحاب بدر والحارث بن حاطب رجعه النبي صلى الله عليه و سلم زعموا إلى المدينة وضرب له بسهمه وخرج عاصم بن عدي فرده النبي صلى الله عليه و سلم وضرب له بسهم مع أهل بدر وخوات بن جبير بن النعمان ضرب له رسول الله صلى الله عليه و سلم بسهمه في أصحاب بدر والحارث بن الصمة كسر بالروحاء فضرب له النبي صلى الله عليه و سلم بسهم وذكرهم أيضا محمد بن إسحاق بن يسار وذكرهم أيضا موسى بن عقبة إلا أنه لم يذكر الحارث بن حاطب في الرد إلى المدينة والله أعلم قال الشافعي رحمه الله وإنما أعطاهم من ماله وإنما نزلت واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول بعد غنيمة بدر
17767 -
أخبرنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن قتادة أنبأ أبو منصور العباس بن الفضل النضروي ثنا أحمد بن نجدة ثنا سعيد بن منصور ثنا هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير قال : قلت لابن عباس رضي الله عنهما سورة الأنفال قال نزلت في أهل بدر رواه البخاري في الصحيح عن سعيد بن سليمان عن هشام قال الشافعي وأما ما احتج به من وقعة عبد الله بن جحش وبن الحضرمي فذلك قبل بدر وقبل نزول الآية وكانت وقعتهم في آخر يوم من الشهر الحرام فتوقفوا فيما صنعوا حتى نزلت يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وليس مما خالف فيه الأوزاعي بسبيل قال الشيخ قد ذكرنا قصة بن جحش من رواية جندب بن عبد الله
17768 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق حدثني يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير قال : بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم عبد الله بن جحش إلى نخلة فقال له كن بها حتى تأتينا بخبر من أخبار قريش ولم يأمره بقتال وذلك في الشهر الحرام وكتب له كتابا قبل أن يعلمه أين يسير فقال اخرج أنت وأصحابك حتى إذا سرت يومين فافتح كتابك وانظر فيه فما أمرتك فيه فامض له ولا تستكرهن أحدا من أصحابك على الذهاب معك فلما سار يومين فتح الكتاب فإذا فيه أن امض حتى تنزل نخلة فتأتينا من أخبار قريش بما يصل إليك منهم فقال لأصحابه حين قرأ الكتاب سمع وطاعة من كان منكم له رغبة في الشهادة فلينطلق معي فإني ماض لأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم ومن كره ذلك منكم فليرجع فإن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد نهاني أن أستكره منكم أحدا فمضى معه القوم حتى إذا كان ببحران أضل سعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان بعيرا لهما كانا يعتقبانه فتخلفا عليه يطلبانه ومضى القوم حتى نزلوا نخلة فمر بهم عمرو بن الحضرمي والحكم بن كيسان وعثمان والمغيرة ابنا عبد الله معهم تجارة قدموا بها من الطائف آدم وزبيب فلما رآهم القوم أشرف لهم واقد بن عبد الله وكان قد حلق رأسه فلما رأوه حليقا قالوا عمار ليس عليكم منهم بأس وائتمر القوم بهم يعني أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم في آخر يوم من رجب فقالوا لئن قتلتموهم إنكم لتقتلونهم في الشهر الحرام ولئن تركتموهم ليدخلن في هذه الليلة الحرم فليمتنعن منكم فأجمع القوم على قتلهم فرمى واقد بن عبد الله التميمي عمرو بن الحضرمي بسهم فقتله واستأسر عثمان بن عبد الله والحكم بن كيسان وهرب المغيرة وأعجزهم واستاقوا العير فقدموا بها على رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال لهم والله ما أمرتكم بالقتال في الشهر الحرام فاوقف رسول الله صلى الله عليه و سلم الأسيرين والعير فلم يأخذ منها شيئا فلما قال لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم ما قال أسقط في أيديهم وظنوا أن قد هلكوا وعنفهم إخوانهم من المسلمين وقالت قريش حين بلغهم أمر هؤلاء قد سفك محمد الدم في الشهر الحرام وأخذ فيه المال وأسر فيه الرجال واستحل الشهر الحرام فأنزل الله في ذلك يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل يقول الكفر بالله أكبر من القتل فلما نزل ذلك أخذ رسول الله صلى الله عليه و سلم العير وفدى الأسيرين فقال المسلمون أتطمع لنا أن تكون غزوة فأنزل الله فيهم إن الذين آمنوا والذين هاجروا إلى قوله { أولئك يرجون رحمة الله } إلى آخر الآية وكانوا ثمانية وأميرهم التاسع عبد الله بن جحش
17769 -
وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن عتاب ثنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة ثنا بن أبي أويس أنبأ إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة : فذكر قصة عبد الله بن جحش بمعنى هذا قال وذلك في رجب قبل بدر بشهرين وفي ذلك دلالة على أن ذلك كان قبل نزول الآية في الغنائم 49
باب السرية تأخذ العلف والطعام 17770 - أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي رحمه الله أنبأ أبو الأحرز محمد بن عمر بن جميل الطوسي ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق المروزي الحربي ثنا أبو الوليد عن شعبة ح وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله ثنا أبو الوليد ثنا شعبة عن حميد بن هلال عن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه قال : كنا محاصرين خيبر فرمى إنسان بجراب فأخذته فالتفت فإذا النبي صلى الله عليه و سلم فاستحييت منه رواه البخاري في الصحيح عن أبي الوليد
17771 -
حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك ثنا عبد الله بن جعفر بن أحمد ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا شعبة وسليمان بن المغيرة القيسي كلاهما عن حميد بن هلال العدوي قال سمعت عبد الله بن مغفل رضي الله عنه يقول : دلي جراب من شحم يوم خيبر فأخذته فالتزمته فقلت هذا لي لا أعطي أحدا منه شيئا فالتفت فإذا رسول الله صلى الله عليه و سلم فاستحييت منه قال سليمان في حديثه وليس في حديث شعبة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال هو لك رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن المثنى عن أبي داود عن شعبة
17772 -
أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أنبأ إبراهيم بن هاشم البغوي ثنا أحمد وهو بن إبراهيم الموصلي ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن نافع عن بن عمر رضي الله عنهما قال : كنا نصيب في المغازي العسل أو الفاكهة فنأكله ولا نرفعه رواه البخاري في الصحيح عن مسدد عن حماد إلا أنه قال العسل والعنب
17773 -
ورواه بن المبارك عن حماد بن زيد فقال في الحديث : كنا نأتي المغازي مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فنصيب العسل والسمن فنأكله أخبرناه أبو زكريا بن أبي إسحاق أنبأ عبد الباقي بن قانع ثنا إسحاق بن الحسن ثنا الحسن بن الربيع ثنا بن المبارك فذكره
17774 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الحكم ثنا الزبير بن إبراهيم بن حمزة حدثني أنس بن عياض عن عبيد الله عن نافع عن بن عمر رضي الله عنهما : أن جيشا غنموا في زمان رسول الله صلى الله عليه و سلم طعاما وعسلا فلم يؤخذ منهم الخمس
17775 -
ورواه عثمان بن الحكم الجذامي عن عبيد الله بن عمر عن نافع أن جيشا غنموا دون ذكر بن عمر فيه أخبرناه أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو العباس هو الأصم ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ عبد الله بن وهب أخبرني عثمان بن الحكم الجذامي عن عبيد الله بن عمر : فذكره مرسلا
17776 -
أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ثنا يحيى بن محمد بن يحيى ثنا مسدد ثنا هشيم أنبأ الشيباني وأشعث بن سوار عن محمد بن أبي المجالد قال : بعثني أهل المسجد إلى بن أبي أوفى رضي الله عنه أسأله ما صنع النبي صلى الله عليه و سلم في طعام خيبر فأتيته فسألته عن ذلك فقلت هل خمسة قال لا كان أقل من ذلك وكان أحدنا إذا أراد منه شيئا أخذ منه حاجته
17777 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي ثنا موسى بن هارون ثنا أحمد بن حنبل ومؤمل بن هشام قالا ثنا إسماعيل عن يونس عن الحسن عن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قال : كانت العرب تقول من أكل الخبز سمن فلما فتحنا خيبر جهضناهم عن خبزة لهم فقعدت عليها فأكلت منها حتى شبعت فجعلت أنظر في عطفي هل سمنت كذا قال عن يونس وقال غيره عن أيوب
17778 -
أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا الحسن بن الربيع ثنا عبد الله بن المبارك عن يعقوب بن القعقاع عن الربيع بن أنس عن سويد خادم سلمان : أنه أصاب سلة يعني في غزوة فقربها إلى سلمان رضي الله عنه ففتحها فإذا فيها حواري وجبن فأكل سلمان منها 50
باب بيع الطعام في دار الحرب 17779 - أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الفضل بن خميرويه ثنا أحمد بن نجدة ثنا الحسن بن الربيع ثنا عبد الله بن المبارك عن الأوزاعي حدثني أسيد بن عبد الرحمن عن خالد بن الدريك قال سألت بن محيريز عن بيع الطعام والعلف بأرض الروم فقال سمعت فضالة بن عبيد رضي الله عنه يقول : إن رجالا يريدون أن يزيلوني عن ديني والله لا يكون ذلك حتى ألقى محمدا صلى الله عليه و سلم وأصحابه من باع طعاما أو علفا بأرض الروم مما أصاب منها بذهب أو فضة ففيه خمس الله وفيء المسلمين
17780 -
وأخبرنا أبو الحسين بن بشران أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا سعدان بن نصر ثنا معاذ بن معاذ عن بن عون حدثني خالد بن دريك عن بن محيريز عن فضالة بن عبيد رضي الله عنه قال : إن ناسا يريدون أن يستزلوني عن ديني وإني والله لأرجو أن لا أزال عليه حتى أموت ما كان من شيء بيع بذهب أو فضة ففيه خمس الله وسهام المسلمين
17781 -
أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا الحسن بن الربيع ثنا عبد الله بن المبارك عن إسماعيل بن عياش ثنا أسيد بن عبد الرحمن عن مقبل بن عبد الله عن هانئ بن كلثوم : أن صاحب جيش الشام حين فتحت الشام كتب إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنا فتحنا أرضا كثيرة الطعام والعلف فكرهت أن أتقدم في شيء من ذلك إلا بأمرك فاكتب إلي بأمرك في ذلك فكتب إليه عمر رضي الله عنه أن دع الناس يأكلون ويعلفون فمن باع شيئا بذهب أو فضة ففيه خمس الله وسهام المسلمين 51
باب ما فضل في يده من الطعام والعلف في دار الحرب 17782 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن المصفى ثنا محمد بن المبارك عن يحيى بن حمزة حدثني أبو عبد العزيز شيخ من أهل الأردن عن عبادة بن نسي عن عبد الرحمن بن غنم قال : رابطنا مدينة قنسرين مع شرحبيل بن السمط رضي الله عنه فلما فتحها أصاب فيها غنما وبقرا فقسم فينا طائفة منها وجعل بقيتها في المغنم فلقيت معاذ بن جبل رضي الله عنه فحدثته فقال معاذ غزونا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم خيبر فأصبنا فيها غنما فقسم فينا رسول الله صلى الله عليه و سلم طائفة وجعل بقيتها في المغنم
17783 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا أحمد بن الخليل ثنا الواقدي ثنا عبد الرحمن بن الفضيل عن العباس بن عبد الرحمن الأشجعي عن أبي سفيان عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم خيبر كلوا واعلفوا ولا تحملوا
17784 -
أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا سعيد بن منصور ثنا عبد الله بن وهب عن عبيد الله بن عمر : فذكره مرسلا
17785 -
أخبرناه محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ثنا يحيى بن محمد بن يحيى ثنا مسدد ثنا هشيم أخبرنا عمرو بن الحارث أن بن حرشف الأزدي حدثه عن القاسم مولى عبد الرحمن عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم قال : كنا نأكل الجزر في الغزو ولا نقسمه حتى ان كنا لنرجع إلى رحالنا وأخرجتنا منه مملاة
17786 -
أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا سعيد بن منصور ثنا عبد الله بن وهب عن عمرو فذكره مرسلا أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع بن سليمان قال : قال الشافعي يروى من حديث بعض الناس مثلما قلت من أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أذن لهم أن يأكلوا في بلاد العدو ولا يخرجوا بشيء من الطعام فإن كان مثل هذا ثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم فلا حجة لأحد معه وإن كان لا يثبت لأن في رجاله من يجهل فكذلك في رجال من روى عنه إحلاله من يجهل قال الشيخ وكأنه أراد بالأول حديث الواقدي وأراد بالثاني ما ذكرنا بعده
17787 -
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه قالا ثنا أحمد بن علي الجزار ثنا سعيد بن سليمان ثنا أبو حمزة العطار قال : قلت للحسن يا أبا سعيد إني امرؤ متجري بالأيلة وإني أملأ بطني من الطعام فأصعد إلى أرض العدو فآكل من تمره وبسره فما ترى قال الحسن غزوت مع عبد الرحمن بن سمرة ورجال من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم كانوا إذا صعدوا إلى الثمار أكلوا من غير أن يفسدوا أو يحملوا 52
باب النهي عن نهب الطعام 17788 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو علي الحسين بن علي الحافظ أنبأ أبو خليفة ثنا مسدد ثنا أبو عوانة عن سعيد بن مسروق عن عباية بن رفاعة بن رافع بن خديج عن جده رافع بن خديج رضي الله عنه قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم بذي الحليفة فأصاب الناس جوع فأصبنا إبلا وغنما وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم في أخريات الناس فعجلوا وذبحوا ونصبوا القدور فدفع إليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فأمر بالقدور فأكفئت ثم قسم فعدل عشرا من الغنم ببعير رواه البخاري في الصحيح عن موسى بن إسماعيل عن أبي عوانة
17789 -
وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا هناد بن السري ثنا أبو الأحوص عن عاصم بن كليب عن أبيه عن رجل من الأنصار قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في سفر فأصاب الناس حاجة شديدة وجهد فأصابوا غنما فانتهبوها وإن قدورنا لتغلي إذ جاء رسول الله صلى الله عليه و سلم يمشي على فرسه فأكفأ قدورنا بقوسه ثم جعل يرمل اللحم بالتراب ثم قال إن النهبة ليست بأحل من الميتة أو إن الميتة ليست بأحل من النهبة الشك من هناد 53
باب أخذ السلاح وغيره بغير إذن الإمام 17790 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن وأبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن إبراهيم المقرئ وأبو صادق محمد بن أحمد العطار قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري أنبأ بن وهب أخبرني يحيى بن أيوب عن ربيعة بن سليمان التجيبي عن حنش بن عبد الله السبئي عن رويفع بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال عام حنين : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يسقين ماءه ولد غيره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يأخذن من دابة من المغانم فيركبها حتى إذا نقصها ردها في المغانم ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يلبسن شيئا من المغانم حتى إذا أخلقه رده في المغانم
17791 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا مسدد ثنا حماد بن زيد عن بديل بن ميسرة وخالد والزبير بن الخريت عن عبد الله بن شقيق عن رجل من بلقين قال : أتيت النبي صلى الله عليه و سلم وهو بوادي القرى فقلت ما تقول في الغنيمة قال لله خمسها وأربعة أخماس للجيش قلت فما أحد أولى به من أحد قال لا ولا السهم تستخرجه من جنبك ليس أنت أحق به من أخيك المسلم 54
باب الرخصة في استعماله في حال الضرورة 17792 - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا الحسن بن علي المعمري ثنا محمد بن أبي بكر ثنا عثام بن علي ثنا الأعمش عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن عبد الله رضي الله عنه قال : انتهيت إلى أبي جهل وهو صريع وعليه بيضة ومعه سيف جيد ومعي سيف ردىء فجعلت انقف رأسه بسيفي وأذكر نقفا كان ينقف رأسي بمكة حتى ضعفت يده فأخذت سيفه فرفع رأسه فقال على من كانت الدبرة أكانت لنا أو علينا الست رويعينا بمكة قال فقتلته ثم أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فقلت قتلت أبا جهل قال النبي صلى الله عليه و سلم الله الذي لا إله إلا هو قتلته فاستحلفني ثلاث مرات ثم قام معي إليهم فدعا عليهم
17793 -
أخبرنا أبو محمد جناح بن نذير بن جناح القاضي بالكوفة أنبأ أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم ثنا أحمد بن حازم أنبأ منجاب بن الحارث أنبأ شريك عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن عبد الله رضي الله عنه قال : انتهيت إلى أبي جهل وهو في القتلى صريع ومعي سيف رث فجعلت أضربه بسيفي فلم يعمل شيئا قال ونظر إلي فقال أرويعينا بمكة فوقع سيفه فأخذته فضربته به حتى قتلته ثم جئت اشتد حتى أخبرت النبي صلى الله عليه و سلم فقال أنت قتلته قلت نعم حتى استحلفني ثلاث مرات فحلفت له ثم قال انطلق فأرنيه فانطلق فأريته أياه فقال كان هذا فرعون هذه الأمة ورواه الأعمش عن أبي إسحاق بمعناه
17794 -
أخبرنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة أنبأ أبو الفضل محمد بن عبد الله بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا الحسن بن الربيع ثنا عبد الله بن المبارك عن معمر عن أيوب عن بن سيرين عن أنس بن مالك عن براء بن مالك رضي الله عنه قال : لقيت يوم مسيلمة رجلا يقال له حمار اليمامة رجلا جسيما بيده سيف أبيض فضربت رجليه فكأنما أخطأته فانقعر فوقع على قفاه فأخذت سيفه وأغمدت سيفي فما ضربت به إلا ضربة حتى انقطع فألقيته وأخذت سيفي 55
باب الإمام إذا ظهر على قوم أقام بعرصتهم ثلاثا 17795 - حدثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني إملاء وقراءة أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي ثنا سعدان بن نصر ثنا معاذ بن معاذ ثنا سعيد عن قتادة عن أنس عن أبي طلحة رضي الله عنهما قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا غلب على قوم أحب أن يقيم بعرصتهم ثلاثا أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح من حديث روح عن سعيد بن أبي عروبة قال البخاري وتابعه معاذ 56
باب ما يفعله بذراري من ظهر عليه 17796 - أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص المقرئ الحمامي رحمه الله ببغداد أنبأ أحمد بن سلمان الفقيه ثنا عبد الملك بن محمد ثنا بشر بن عمر ثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم قال سمعت أبا أمامة بن سهل بن حنيف يحدث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : أن بني قريظة لما نزلوا على حكم سعد بن معاذ رضي الله عنه أرسل إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم فجاء على حمار فلما كان قريبا من المسجد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم قوموا إلى سيدكم أو إلى خيركم فقال إن هؤلاء نزلوا على حكمك قال فإني أحكم فيهم أن يقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم قال فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم حكمت بحكم الملك بما قال حكمت بحكم الله أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح من أوجه عن شعبة
17797 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو جعفر أحمد بن عبيد الأسدي الحافظ بهمذان أنبأ إبراهيم بن الحسين بن ديزيل ثنا إسحاق بن محمد الفروي وإسماعيل بن أبي أويس قالا ثنا محمد بن صالح التمار عن سعد بن إبراهيم عن عامر بن سعد عن أبيه : أن سعد بن معاذ رضي الله عنه حكم على بني قريظة أن يقتل منهم كل من جرت عليه الموسى وأن تقسم أموالهم وذراريهم فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقال إن هؤلاء نزلوا على حكمك قال فإني أحكم فيهم أن يقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم قال فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم حكمت بحكم الملك وربما قال حكمت بحكم الله الذي حكم به من أوجه عن شعبة
17798 -
أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو عثمان عمرو بن عبد الله البصري ثنا محمد بن عبد الوهاب أنبأ يعلى بن عبيد ثنا سفيان عن عبد الملك بن عمير عن عطية القرظي قال : كنت فيهم وكان من أنبت قتل ومن لم ينبت ترك فكنت فيمن لم ينبت
17799 -
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا عثمان بن عمر الضبي ثنا مسدد ثنا أبو عوانة عن عبد الملك بن عمير عن عطية القرظي قال : كنت فيمن حكم فيهم سعد بن معاذ رضي الله عنه فأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم قال فجاؤوا بي ولا أراني إلا سيقتلونني فكشفوا عانتي فوجدوها لم تنبت فجعلوني في السبي 57
باب ما يفعله بالرجال البالغين منهم قال الشافعي رحمه الله الإمام فيهم بالخيار بين أن يقتلهم إن لم يسلم أهل الأوثان أو يعطي الجزية أهل الكتاب أو يمن عليهم أو يفاديهم بمال يأخذه منهم أو بأسرى من المسلمين يطلقوا لهم أو يسترقهم فإن استرقهم أو أخذ منهم مالا فسبيله سبيل الغنيمة يخمس ويكون أربعة أخماسها لأهل الغنيمة فإن قال قائل كيف حكمت في المال والولدان والنساء حكما واحدا وحكمت في الرجال أحكاما متفرقة قيل ظهر رسول الله صلى الله عليه و سلم على قريظة وخيبر فقسم عقارها من الأرضين والنخل قسمة الأموال وسبى ولدان بني المصطلق وهوازن ونساءهم فقسمهم قسمة الأموال قال الشيخ أما ما قال في قريظة ففيما
17800 -
أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين العلوي وأبو طاهر الفقيه قالا أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ببغداد أنبأ أبو الأزهر ثنا محمد بن شرحبيل أنبأ بن جريج عن موسى بن عقبة عن نافع عن بن عمر رضي الله عنهما : أن يهود بني النضير وقريظة حاربوا رسول الله صلى الله عليه و سلم فأجلى رسول الله صلى الله عليه و سلم بني النضير وأقر قريظة ومن عليهم حتى حاربت قريظة بعد ذلك فقتل رجالهم وقسم نساءهم وأولادهم وأموالهم بين المسلمين إلا بعضهم لحقوا برسول الله صلى الله عليه و سلم فأمنهم واسلموا وأجلى رسول الله صلى الله عليه و سلم يهود المدينة بني قينقاع وهم قوم عبد الله يعني بن سلام ويهود بني حارثة وكل يهودي بالمدينة أخرجه مسلم في الصحيح من حديث عبد الرزاق عن بن جريج وأما ما قال في خيبر ففيما
17801 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو الوليد حسان بن محمد الفقيه أنبأ الحسن بن سفيان ثنا محمد بن المثنى ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : لولا آخر الناس ما فتحت عليهم قرية إلا قسمتها كما قسم رسول الله صلى الله عليه و سلم خيبر رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن المثنى
17802 -
وأما ما قال في ولدان بني المصطلق ففيما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن عبد الله أنبأ يزيد بن هارون أنبأ بن عون ح قال وأخبرنا أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا محمد بن بشار ثنا محمد بن أبي عدي ومعاذ بن معاذ قالا ثنا بن عون قال : كتبت إلى نافع اسأله عن الدعاء قبل القتال قال إنما كان ذلك الدعاء في أصل الإسلام قد أغار رسول الله صلى الله عليه و سلم على بني المصطلق وهم غارون وأنعامهم تسقى على الماء فقتل مقاتلتهم وسبى سبيهم وأصاب يومئذ جويرية بنت الحارث حدثني بهذا عبد الله بن عمر وكان في ذلك الجيش وفي رواية يزيد إنما ذلك بعد الدعاء في أول الإسلام والباقي سواء رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن المثنى عن بن أبي عدي وقد مضى في حديث أبي سعيد الخدري غزونا بني المصطلق فسبينا كرائم العرب فأردنا أن نستمتع ونعزل فسألنا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال لا عليكم أن لا تفعلوا
17803 -
وأما ما قال في هوازن ففيما أخبرنا أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني الحسن وهو بن سفيان ثنا محمد بن يحيى ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد حدثني بن أخي بن شهاب عن عمه قال وزعم عروة بن الزبير أن مروان والمسور بن مخرمة أخبراه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قام حين جاءه وفد هوازن مسلمين فسألوه أن يرد إليهم أموالهم وسبيهم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم معي من ترون وأحب الحديث إلي أصدقه فاختاروا إحدى الطائفتين إما السبي وإما المال وقد استأنيت بكم وكان أنظرهم رسول الله صلى الله عليه و سلم بضع عشرة ليلة حين قفل من الطائف فلما تبين لهم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم غير راد إليهم إلا إحدى الطائفتين قالوا فإنا نختار سبينا فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم في المسلمين فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال أما بعد فإن إخوانكم قد جاؤونا تائبين وإني قد رأيت أن أرد إليهم سبيهم فمن أحب منكم أن يطيب ذلك فليفعل ومن أحب منكم أن يكون على حظه حتى نعطيه أياه من أول ما يفيء الله علينا فقال الناس قد طيبنا ذلك يا رسول الله فقال رسول الله إنا لا ندري من أذن منكم ممن لم يأذن فارجعوا حتى يرفع إلينا عرفاؤكم فرجع الناس فكلمهم عرفاؤهم فرجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبروه أنهم قد طيبوا وأذنوا هذا الذي بلغني عن سبي هوازن رواه البخاري في الصحيح عن إسحاق عن يعقوب بن إبراهيم قال الشافعي رحمه الله وأسر رسول الله صلى الله عليه و سلم أهل بدر منهم من من عليهم بلا شيء أخذه منهم ومنهم من أخذ منه فدية ومنهم من قتله وكان المقتولان بعد الإسار يوم بدر عقبة بن أبي معيط والنضر بن الحارث
17804 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ عدد من أهل العلم من قريش وغيرهم من أهل العلم بالمغازي : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أسر النضر بن الحارث العبدي يوم بدر وقتله بالبادية أو الأثيل صبرا وأسر عقبة بن أبي معيط فقتله صبرا قال الشيخ وقد روينا في كتاب القسم عن محمد بن إسحاق بن يسار صاحب المغازي
17805 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله الأصبهاني أنبأ الحسن بن الجهم ثنا الحسين بن الفرج ثنا محمد بن عمر حدثني محمد بن يحيى بن سهل بن أبي حثمة عن أبيه عن جده : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لما أقبل بالأسارى حتى إذا كان بعرق الظبية أمر عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح أن يضرب عنق عقبة بن أبي معيط فجعل عقبة بن أبي معيط يقول يا ويلاه علام أقتل من بين هؤلاء فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم بعداوتك لله ولرسوله فقال يا محمد منك أفضل فاجعلني كرجل من قومي إن قتلتهم قتلتني وإن مننت عليهم مننت علي وإن أخذت منهم الفداء كنت كأحدهم يا محمد من للصبية فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم النار يا عاصم بن ثابت قدمه فاضرب عنقه فقدمه فضرب عنقه
17806 -
وأخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ أنبأ عبد الرحمن بن حمدان الجلاب بهمذان ثنا هلال بن العلاء الرقي ثنا عبد الله بن جعفر ثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن عمرو بن مرة عن إبراهيم قال : أراد الضحاك بن قيس أن يستعمل مسروقا فقال له عمارة بن عقبة أتستعمل رجلا من بقايا قتلة عثمان رضي الله عنه فقال له مسروق ثنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وكان في أنفسنا موثوق الحديث أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لما أراد قتل أبيك قال من للصبية قال النار قد رضيت لك ما رضي لك رسول الله صلى الله عليه و سلم
17807 -
قال الشافعي رحمه الله وكان الممنون عليهم بلا فدية أبو عزة الجمحي تركه رسول الله صلى الله عليه و سلم لبناته وأخذ عليه عهدا أن لا يقاتله فأخفره وقاتله يوم أحد فدعا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن لا يفلت فما أسر من المشركين رجل غيره فقال يا محمد امنن علي ودعني لبناتي وأعطيك عهدا أن لا أعود لقتالك فقال النبي صلى الله عليه و سلم لا تمسح على عارضيك بمكة تقول قد خدعت محمدا مرتين فأمر به فضرب عنقه أخبرناه أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس أنبأ الربيع أنبا الشافعي : فذكره وقد روينا في ذلك عن غير الشافعي في كتاب القسم
17808 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن عبد الله الأصبهاني ثنا الحسن بن الجهم ثنا الحسين بن الفرج ثنا محمد بن عمر حدثني محمد بن عبد الله عن الزهري عن سعيد بن المسيب قال : أمن رسول الله صلى الله عليه و سلم من الأسارى يوم بدر أبا عزة عبد الله بن عمرو بن عبد الجمحي وكان شاعرا وكان قال للنبي صلى الله عليه و سلم يا محمد إن لي خمس بنات ليس لهن شيء فتصدق بي عليهن ففعل وقال أبو عزة أعطيك موثقا أن لا أقاتلك ولا أكثر عليك أبدا فأرسله رسول الله صلى الله عليه و سلم فلما خرجت قريش إلى أحد جاءه صفوان بن أمية فقال اخرج معنا فقال إني قد أعطيت محمدا موثقا أن لا أقاتله فضمن صفوان أن يجعل بناته مع بناته إن قتل وإن عاش أعطاه مالا كثيرا فلم يزل به حتى خرج مع قريش يوم أحد فأسر ولم يؤسر غيره من قريش فقال يا محمد إنما أخرجت كرها ولي بنات فامنن علي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أين ما أعطيتني من العهد والميثاق لا والله لا تمسح عارضيك بمكة تقول سخرت بمحمد مرتين قال سعيد بن المسيب فقال النبي صلى الله عليه و سلم إن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين يا عاصم بن ثابت قدمه فاضرب عنقه فقدمه فضرب عنقه قال الشيخ رحمه الله ثم أسر رسول الله صلى الله عليه و سلم ثمامة بن أثال الحنفي بعد فمن عليه ثم عاد ثمامة بن أثال بعد فأسلم وحسن إسلامه
17809 -
أخبرناه أبو عبد الله الحافظ أنبا أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه وأبو الفضل بن إبراهيم المزكي قالا ثنا أحمد بن سلمة ثنا محمد بن المثنى ثنا أبو بكر الحنفي ثنا عبد الحميد بن جعفر حدثني سعيد بن أبي سعيد المقبري أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول : بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم خيلا نحو أرض نجد فجاءت برجل يقال له ثمامة بن أثال الحنفي سيد أهل اليمامة فربطوه بسارية من سواري المسجد فخرج عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ما عندك يا ثمامة قال عندي يا محمد خير إن تقتلني تقتل ذا دم وإن تنعم تنعم على شاكر وإن ترد المال فسل تعط منه ما شئت فتركه رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى إذا كان من الغد ثم قال ما عندك يا ثمامة فقال عندي ما قلت لك فردها عليه ثم أتاه اليوم الثالث فردها عليه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أطلقوا ثمامة فخرج ثمامة إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل من الماء ثم دخل المسجد فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله يا محمد والله ما كان على وجه الأرض وجه أبغض إلي من وجهك وقد أصبح وجهك أحب الوجوه إلي والله ما كان دين أبغض إلي من دينك وقد أصبح دينك أحب الأديان إلي ووالله ما كان من بلد أبغض إلي من بلدك وقد أصبح بلدك أحب البلدان كلها إلي وإن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة فماذا ترى فبشره رسول الله صلى الله عليه و سلم وأمره أن يعتمر فلما قدم قال له رجال بمكة أصبوت يا ثمامة فقال لا والله ما صبوت ولكني أسلمت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم والله لا يأتيكم حبة حنطة من اليمامة حتى يأذن فيها رسول الله صلى الله عليه و سلم رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن المثنى
17810 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق ثنا سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان إسلام ثمامة بن أثال الحنفي : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم دعا الله حين عرض لرسول الله صلى الله عليه و سلم بما عرض له أن يمكنه الله منه وكان عرض له وهو مشرك فأراد قتله فأقبل ثمامة معتمرا وهو على شركه حتى دخل المدينة فتحير فيها حتى أخذ وأتي به رسول الله صلى الله عليه و سلم فأمر به فربط إلى عمود من عمد المسجد فخرج عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ما لك يا ثمامة هل أمكن الله منك قال وقد كان ذلك يا محمد إن تقتل تقتل ذا دم وإن تعف تعف عن شاكر وإن تسأل مالا تعطه فمضى رسول الله صلى الله عليه و سلم وتركه حتى إذا كان الغد مر به فقال ما لك يا ثمام فقال خيرا يا محمد إن تقتل تقتل ذا دم وإن تعف تعف عن شاكر وإن تسأل مالا تعطه ثم انصرف عنه رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أبو هريرة رضي الله عنه فجعلنا المساكين نقول بيننا ما نصنع بدم ثمامة والله لأكلة من جزور سمينة من فدائه أحب إلينا من دم ثمامة فلما كان الغد مر به رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال مالك يا ثمام فقال خيرا يا محمد إن تقتل تقتل ذا دم وإن تعف تعف عن شاكر وإن تسأل مالا تعطه فقال رسول الله اطلقوه فقد عفوت عنك يا ثمام فخرج ثمامة حتى أتى حائطا من حيطان المدينة فاغتسل فيه وتطهر وطهر ثيابه ثم جاء رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو جالس في المسجد في أصحابه فقال يا محمد والله لقد كنت وما وجه أبغض إلي من وجهك ولا دين أبغض إلي من دينك ولا بلد أبغض إلي من بلدك ثم لقد أصبحت وما وجه أحب إلي من وجهك ولا دين أحب إلي من دينك ولا بلد أحب إلي من بلدك وإني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله يا رسول الله إني كنت قد خرجت معتمرا وأنا على دين قومي فبشرني صلى الله عليك في عمرتي فبشره وعلمه فخرج معتمرا فلما قدم مكة وسمعته قريش يتكلم بأمر محمد من الإسلام قالوا صبأ ثمامة فأغضبوه فقال إني والله ما صبوت ولكني أسلمت وصدقت محمدا وآمنت به وايم الذي نفس ثمامة بيده لا يأتيكم حبة من اليمامة وكانت ريف مكة ما بقيت حتى يأذن فيها محمد صلى الله عليه و سلم وانصرف إلى بلده ومنع الحمل إلى مكة حتى جهدت قريش فكتبوا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم يسألونه بأرحامهم أن يكتب إلى ثمامة يخلي إليهم حمل الطعام ففعل رسول الله صلى الله عليه و سلم
17811 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو جعفر البغدادي ثنا أبو علاثة ثنا أبي ثنا بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة قال وأقبل ثابت بن قيس بن شماس إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : هب لي الزبير اليهودي أجزيه فقد كانت له عندي يد يوم بعاث فأعطاه إياه فأقبل ثابت حتى أتاه فقال يا أبا عبد الرحمن هل تعرفني فقال نعم وهل ينكر الرجل أخاه قال ثابت أردت أن أجزيك اليوم بيد لك عندي يوم بعاث قال فافعل فإن الكريم يجزئ الكريم قال قد فعلت قد سألت رسول الله صلى الله عليه و سلم فوهبك لي فأطلق عنه إساره فقال الزبير ليس لي قائد وقد أخذتم امرأتي وبني فرجع ثابت إلى الزبير فقال رد إليك رسول الله صلى الله عليه و سلم امرأتك وبنيك فقال الزبير حائط لي فيه أعذق ليس لي ولا لأهلي عيش إلا به فرجع ثابت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فوهب له فرجع ثابت إلى الزبير فقال قد رد إليك رسول الله صلى الله عليه و سلم أهلك ومالك فأسلم تسلم قال ما فعل الجليسان وذكر رجال قومه قال ثابت قد قتلوا وفرغ منهم ولعل الله تبارك وتعالى أن يكون أبقاك لخير قال الزبير أسألك بالله يا ثابت وبيدي الخصيم عندك يوم بعاث إلا ألحقتني بهم فليس في العيش خير بعدهم فذكر ذلك ثابت لرسول الله صلى الله عليه و سلم فأمر بالزبير فقتل وذكره أيضا محمد بن إسحاق بن يسار عن الزهري وذكر أنه الزبير بن باطا القرظي وذكره أيضا موسى بن عقبة وذكر أنه كان يومئذ كبيرا أعمى
17812 -
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ببغداد أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور الرمادي ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه : أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لأسارى بدر لو كان مطعم بن عدي حيا فكلمني في هؤلاء النتنى لخليتهم له رواه البخاري في الصحيح عن إسحاق بن منصور عن عبد الرزاق
17813 -
أخبرنا أبو سهل محمد بن نصرويه المروزي أنبا أبو بكر محمد بن أحمد بن خنب البخاري ثنا أبو علي الحسن بن سلام ثنا عفان بن مسلم ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس رضي الله عنه : أن ثمانين رجلا من أهل مكة هبطوا على رسول الله صلى الله عليه و سلم وأصحابه من جبل التنعيم عند صلاة الفجر فأخذهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فعفا عنهم قال ونزل القرآن { وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم } أخرجه مسلم في الصحيح من حديث يزيد بن هارون عن حماد
17814 -
حدثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان أنبأ أحمد بن يوسف السلمي أنبأ عبد الرزاق أنبأ معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه و سلم نزل منزلا وتفرق الناس في العضاه يستظلون تحتها فعلق الناس سلاحهم في شجرة فجاء أعرابي إلى سيفه فأخذه وسله ثم أقبل على النبي صلى الله عليه و سلم فقال من يمنعك مني والنبي صلى الله عليه و سلم يقول الله فشام الأعرابي السيف فدعا النبي صلى الله عليه و سلم أصحابه وأخبرهم بصنيع الأعرابي وهو جالس إلى جنبه لم يعاقبه رواه البخاري في الصحيح عن محمود ورواه مسلم عن عبد بن حميد كلاهما عن عبد الرزاق
17815 -
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا أحمد بن منصور ثنا عبد الرزاق أنبأ معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن جابر رضي الله عنه فذكر الحديث بمعناه قال معمر وكان قتادة يذكر نحو هذا ويذكر : أن قوما من العرب أرادوا أن يفتكوا بالنبي صلى الله عليه و سلم فأرسلوا هذا الأعرابي ويتلو { واذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم } الآية
17816 -
وأما المفاداة بالنفس ففيما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو الوليد ثنا جعفر بن أحمد بن نصر ثنا علي بن حجر ح قال وأخبرني أبو الفضل بن إبراهيم واللفظ له ثنا أحمد بن سلمة ثنا عمرو بن زرارة بن واقد الكلابي قالا ثنا إسماعيل بن إبراهيم ثنا أيوب عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال : كانت ثقيف حلفاء لبني عقيل فأسرت ثقيف رجلين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم وأسر أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم رجلا وأصابوا معه العضباء فأتى عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو في الوثاق فقال يا محمد يا محمد فأتاه صلى الله عليه و سلم فقال ما شأنك فقال بم أخذتني وبم أخذت سابق الحاج فقال إعظاما لذاك أخذت بجريرة حلفائك ثقيف ثم انصرف عنه فناداه فقال يا محمد يا محمد قال وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم رحيما رفيقا فرجع إليه فقال ما شأنك فقال إني مسلم قال لو قلتها وأنت تملك أمرك أفلحت كل الفلاح ثم انصرف عنه فناداه يا محمد يا محمد فأتاه فقال ما شأنك فقال إني جائع فأطعمني وظمآن فاسقني قال هذه حاجتك قال ففدي بالرجلين رواه مسلم في الصحيح عن علي بن حجر وغيره
17817 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا أبو عبد الله الصفار ثنا بن أبي عمر ثنا سفيان عن أيوب عن أبي قلابة عن عمه عن عمران بن حصين رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه و سلم فدى رجلين من المسلمين وأعطى رجلا من المشركين قال سفيان يعني أخذ رجلين من المسلمين وأعطى رجلا من المشركين
17818 -
وأما المفاداة بالمال ففيما أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله بن عبد الله الحرفي ببغداد ثنا حمزة بن محمد بن العباس ثنا محمد بن غالب ثنا موسى بن مسعود ثنا عكرمة بن عمار عن أبي زميل عن بن عباس عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال وكان أكثر حديثه عن عمر رضي الله عنه قال : لما كان يوم بدر قال ما ترون في هؤلاء الأسارى فقال أبو بكر رضي الله عنه يا نبي الله بنو العم والعشيرة والإخوان غير أنا نأخذ منهم الفداء ليكون لنا قوة على المشركين وعسى الله عز و جل أن يهديهم إلى الإسلام ويكونوا لنا عضدا قال فماذا ترى يا بن الخطاب قلت يا نبي الله ما أرى الذي رأى أبو بكر ولكن هؤلاء أئمة الكفر وصناديدهم فقربهم واضرب أعناقهم قال فهوى رسول الله صلى الله عليه و سلم ما قال أبو بكر ولم يهو ما قلت أنا فأخذ منهم الفداء فلما أصبحت غدوت على رسول الله صلى الله عليه و سلم وإذا هو وأبو بكر قاعدان يبكيان فقلت يا نبي الله أخبرني من أي شيء تبكي أنت وصاحبك فإن وجدت بكاء بكيت وإلا تباكيت لبكائكما قال الذي عرض على أصحابك لقد عرض علي عذابكم أدنى من هذه الشجرة وشجرة قريبة حينئذ فأنزل الله عز و جل { ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة } الآية أخرجه مسلم في الصحيح من وجه آخر عن عكرمة بن عمار زاد إلى قوله { فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا } فأحل الله الغنيمة لهم وقد مضى في كتاب القسم
17819 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن سليمان البرلسي ثنا إبراهيم بن عرعرة ح وأخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ أبو الحسن علي بن محمد المصري ثنا أحمد بن إسحاق بن صالح ثنا إبراهيم بن عرعرة ثنا أزهر عن بن عون عن محمد عن عبيدة عن علي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم في الأسارى يوم بدر إن شئتم قتلتموهم وإن شئتم فاديتموهم واستمتعتم بالفداء واستشهد منكم بعدتهم قال فكان آخر السبعين ثابت بن قيس قتل يوم اليمامة زاد البرلسي في روايته قال بن عرعرة رددت هذا على أزهر فأبى إلا أن يقول عبيدة عن علي رضي الله عنه
17820 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني عبد الله بن سعد ثنا إبراهيم بن أبي طالب ثنا عمرو بن علي وأحمد بن المقدام قالا ثنا أبو بحر البكراوي ثنا شعبة ثنا أبو العنبس عن أبي الشعثاء عن بن عباس رضي الله عنهما قال : جعل رسول الله صلى الله عليه و سلم في فداء الأسارى أهل الجاهلية أربعمائة
17821 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق : في قصة بدر قال وكان في الأسارى أبو وداعة السهمي فقدم ابنه المطلب المدينة فأخذ أباه بأربعة آلاف درهم فانطلق به ثم بعث قريش في فداء الأسارى فقدم مكرز بن حفص في فداء سهيل بن عمرو فقال اجعلوا رجلي مكان رجله وخلوا سبيله حتى يبعث إليكم بفدائه فخلوا سبيل سهيل وحبسوا مكرزا قال ففدى كل قوم أسيرهم بما رضوا قال وكان أكثر الأسارى يوم بدر فداء العباس بن عبد المطلب وذلك لأنه كان رجلا موسرا فافتدى نفسه بمائة أوقية ذهب
17822 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الحسن علي بن محمد بن سختويه ثنا القباني والحسن بن علي بن زياد وصالح بن محمد الرازي قالوا ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي ثنا محمد بن فليح عن موسى بن عقبة قال وقال بن شهاب حدثني أنس بن مالك رضي الله عنه : أن رجالا من الأنصار استأذنوا رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالوا ائذن لنا فلنترك لابن اختنا العباس فداءه فقال والله لا تذرون درهما رواه البخاري في الصحيح عن إبراهيم بن المنذر وسائر الأحاديث في هذا الباب قد مضت في كتاب القسم 58
باب قتل المشركين بعد الإسار بضرب الأعناق دون المثلة 17823 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو عمرو بن أبي جعفر أنبأ الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا إسماعيل بن علية عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي الأشعث عن شداد بن أوس رضي الله عنه قال : اثنتان حفظتهما عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة
17824 -
أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري أنبأ أبو محمد عبد الله بن محمد بن عمر بن شوذب المقرئ بواسط ثنا أحمد بن سنان ثنا وهب بن جرير ثنا شعبة عن عدي بن ثابت عن عبد الله بن يزيد رضي الله عنه قال : نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن المثلة والنهبة رواه البخاري في الصحيح عن حجاج بن منهال وغيره عن شعبة
17825 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو صالح حدثني الليث حدثني جرير بن حازم عن شعبة بن الحجاج عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة الأسلمي عن أبيه بريدة رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا بعث أميرا على جيش أو سرية أمره في خاصة نفسه بتقوى الله ومن معه من المؤمنين خيرا ثم قال اغزوا باسم الله فقاتلوا في سبيل الله وقاتلوا من كفر بالله اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا أخرجه مسلم في الصحيح من وجه آخر عن شعبة
17826 -
أخبرنا أبو بكر بن الحسن القاضي وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق ثنا عفان ثنا همام ثنا قتادة عن الحسن عن هياج بن عمران البرجمي : أن غلاما لأبيه أبق فجعل لله عليه إن قدر عليه ليقطعن يده فلما قدر عليه بعثني إلى عمران بن حصين رضي الله عنه فسألته فقال إني سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يحث في خطبته على الصدقة ونهى عن المثلة قال وبعثني إلى سمرة فقال سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يحث على الصدقة وينهى عن المثلة قال الشافعي رحمه الله فإن قال قائل قد قطع أيدي الذين استاقوا لقاحه وأرجلهم وسمل أعينهم فإن أنس بن مالك ورجلا رويا هذا عن النبي صلى الله عليه و سلم رويا فيه أو أحدهما أن النبي صلى الله عليه و سلم لم يخطب بعد ذلك خطبة إلا أمر بالصدقة ونهى عن المثلة قال الشيخ رحمه الله رواه عبد الله بن عمر وأنس بن مالك وهذه الزيادة في حديث أنس
17827 -
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد ثنا حميد عن أنس ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو القاسم يوسف بن يعقوب السوسي ثنا محمد بن عبد السلام بن بشار ثنا يحيى بن يحيى أنبأ هشيم عن عبد العزيز بن صهيب وحميد عن أنس بن مالك رضي الله عنه : أن ناسا من عرينة قدموا على رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة فاجتووها وقال لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم إن شئتم أن تخرجوا إلى إبل الصدقة فتشربوا من ألبانها وأبوالها ففعلوا فصحوا ثم مالوا على الرعاء فقتلوهم وارتدوا عن الإسلام واستاقوا ذود رسول الله صلى الله عليه و سلم فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه و سلم فبعث في أثرهم فأتي بهم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم وتركهم في الحرة حتى ماتوا لفظ حديث هشيم وفي رواية عبد الوهاب عن حميد قال لا أحفظ أشربوا أبوالها رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى
17828 -
وأخبرنا أبو محمد بن يوسف أنبأ أبو سعيد ثنا الزعفراني ثنا يزيد بن هارون أنبأ أبان عن قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم : بمعنى حديث حميد إلا أنه قال نفر من عكل قال فنهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن المثلة بعد ذلك
17829 -
أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا محمد بن بشار ثنا بن أبي عدي عن هشام عن قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه : بهذا الحديث زاد ثم نهى عن المثلة
17830 -
وأخبرنا أبو محمد بن يوسف أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا عبد الوهاب بن عطاء ثنا سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه : أن رهطا من عكل وعرينة فذكر هذا الحديث قال قتادة بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يحث في خطبته بعد ذلك على الصدقة وينهى عن المثلة قال الشافعي رحمه الله وكان علي بن الحسين ينكر حديث أنس في أصحاب اللقاح
17831 -
أخبرنا أبو زكريا وأبو بكر قالا ثنا أبو العباس أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ إبراهيم بن أبي يحيى عن جعفر عن أبيه عن علي بن الحسين عليهما السلام قال : لا والله ما سمل رسول الله صلى الله عليه و سلم عينا ولا زاد أهل اللقاح على قطع أيديهم وأرجلهم قال الشيخ رحمه الله حديث أنس حديث ثابت صحيح ومعه رواية بن عمر وفيهما جميعا أنه سمل أعينهم فلا معنى لإنكار من أنكر والأحسن حمله على النسخ
17832 -
كما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق ثنا عفان بن مسلم ثنا همام عن قتادة عن أنس رضي الله عنه أن رهطا من عرينة قدموا على النبي صلى الله عليه و سلم : فذكر الحديث قال قتادة وحدثني بن سيرين ان هذا قبل ان تنزل الحدود وفي رواية هشام عن قتادة ما دل على هذا أو حمله على أنه فعل بهم ما فعلوا بالرعاء
17833 -
والذي يدل عليه ما أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنبأ إسماعيل بن محمد الصفار ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا إسحاق يعني بن إبراهيم المروزي ثنا يحيى بن غيلان ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا محمد بن صالح بن هانئ ثنا محمد بن إسماعيل بن مهران وأبو العباس السراج قالا ثنا الفضل بن سهل الأعرج ثنا يحيى بن غيلان ثنا يزيد بن زريع عن سليمان التيمي عن أنس رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم إنما سمل أعين أولئك لأنهم سملوا أعين العراة لفظ حديث الأعرج وفي رواية المروزي إنما سمل رسول الله صلى الله عليه و سلم أعينهم لأنهم سملوا أعين الرعاة رواه مسلم في الصحيح عن الفضل بن سهل
17834 -
وحدثنا عبد الله بن يوسف أنبأ أبو الحسين علي بن الحسن بن جعفر الرصافي ببغداد أنبأ العباس بن عبد الله بن الحسن بن سعيد القرشي عن جده الحسن بن سعيد عن حصين بن مخارق عن داود بن أبي هند عن أنس بن مالك رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه و سلم إنما مثل بهم لأنهم مثلوا بالراعي 59
باب المنع من صبر الكافر بعد الإسار بأن يتخذ غرضا 17835 - أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري أنبا أبو محمد عبد الله بن شوذب الواسطي بها ثنا أحمد بن سنان ثنا وهب بن جرير ثنا شعبة عن عدي بن ثابت عن سعيد بن جبير عن بن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : لا تتخذوا شيئا فيه الروح غرضا أخرجه مسلم في الصحيح من حديث شعبة وذكره البخاري ورواه المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير
17836 -
كما أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا سليمان بن حرب ثنا شعبة ثنا المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير أن بن عمر رضي الله عنهما : خرج في طريق من طرق المدينة فرأى غلمانا قد نصبوا دجاجة يرمونها فلما رأوه فروا فغضب وقال من فعل هذا إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد لعن من مثل بالحيوان ذكره البخاري في الشواهد وكذلك رواه أبو بشر عن سعيد بن جبير
17837 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو عمرو الحيري أنبأ أبو يعلى ثنا زهير بن حرب ثنا هشيم بن بشير أنبأ أبو بشر عن سعيد بن جبير قال : مر بن عمر رضي الله عنهما بفتيان من قريش وقد نصبوا طيرا وهم يرمونه وقد جعلوا لصاحب الطير كل خاطئة من نبلهم فلما رأوا بن عمر تفرقوا فقال بن عمر رضي الله عنهما من فعل هذا لعن الله من فعل هذا إن رسول الله صلى الله عليه و سلم لعن من اتخذ شيئا فيه الروح غرضا رواه مسلم في الصحيح عن زهير بن حرب وأخرجه البخاري ومسلم من حديث أبي عوانة عن أبي بشر
17838 -
أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ثنا علي بن الحسن الداربجردي ثنا أبو عاصم عن عبد الحميد بن جعفر عن يزيد بن أبي حبيب عن بكير بن عبد الله عن أبيه عن عبيد بن يعلى عن أبي أيوب رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى عن صبر الدابة قال أبو أيوب لو كانت دجاجة ما صبرتها
17839 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو زرعة الدمشقي ثنا أحمد بن خالد الوهبي ثنا محمد بن إسحاق عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن أبيه عن عبيد بن يعلى عن أبي أيوب رضي الله عنه قال : أدربنا مع عبد الرحمن بن خالد بن الوليد وهو أمير الناس يومئذ على الدروب قال فنزلنا منزلا من أرض الروم فأقمنا به قال وكان أبو أيوب قد اتخذ مسجدا فكنا نروح ونجلس إليه ويصلي لنا ونستمتع من حديثه قال فوالله إنا لعشية معه إذ جاء رجل فقال أتى الآن الأمير بأربعة أعلاج من الروم فأمر بهم أن يصبروا فرموا بالنبل حتى قتلوا فقام أبو أيوب فزعا حتى جاء عبد الرحمن بن خالد فقال أصبرتهم لقد سمعت رسول لله صلى الله عليه و سلم ينهى عن صبر الدابة وما أحب أن لي كذا وكذا وأني صبرت دجاجة قال فدعا عبد الرحمن بن خالد بغلمان له أربعة فأعتقهم مكانهم قال أبو زرعة عبيد بن يعلى من أهل فلسطين منزله عسقلان ورواه أيضا عمرو بن الحارث عن بكير
17840 -
أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن عيسى وزياد بن أيوب قالا أنبأ هشيم أنبأ مغيرة عن شباك عن إبراهيم عن هني بن نويرة عن علقمة عن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أعف الناس قتلة أهل الإيمان 60
باب المنع من إحراق المشركين بالنار بعد الإسار 17841 - أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله البسطامي أنبأ أبو بكر الإسماعيلي ثنا إبراهيم بن هاشم البغوي ثنا محمد بن عباد ثنا سفيان قال : رأيت عمرو بن دينار وأيوب وعمار الدهني اجتمعوا فتذاكروا الذين حرقهم علي رضي الله عنه فحدث أيوب عن عكرمة عن بن عباس رضي الله عنهما أنه بلغه قال لو كنت أنا ما حرقتهم لقول رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تعذبوا بعذاب الله ولقتلتهم لقول رسول الله صلى الله عليه و سلم من بدل دينه فاقتلوه فقال عمار لم يحرقهم ولكن حفر لهم حفائر وخرق بعضها إلى بعض ثم دخن عليهم حتى ماتوا فقال عمرو قال الشاعر
(
لترم بي المنايا حيث شاءت ... إذا لم ترم بي في الحفرتين )
(
إذا ما اججوا حطبا ونارا ... هناك الموت نقدا غير دين ) رواه البخاري في الصحيح عن علي بن عبد الله عن سفيان دون قول عمار وعمرو
17842 -
أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد الإيادي ببغداد أنبأ أحمد بن يوسف النصيبي ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا أبو النضر ثنا الليث حدثني بكير ح وأنبأ أبو عمرو الأديب أنبا أبو بكر الإسماعيلي أخبرني الحسن بن سفيان ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث عن بكير عن سليمان بن يسار عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه : قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم في بعث وقال إن وجدتم فلانا وفلانا لرجلين من قريش فاحرقوهما بالنار ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم حين أردنا الخروج إني كنت أمرتكم أن تحرقوا فلانا وفلانا بالنار وإن النار لا يعذب بها إلا الله فإن وجدتموهما فاقتلوهما لفظهما سواء رواه البخاري في الصحيح عن قتيبة بن سعيد
17843 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد ثنا أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا يحيى بن جعفر أنبأ الضحاك بن مخلد ثنا بن جريج : أن زياد بن سعد أخبره أن أبا الزناد أخبره أن حنظلة بن علي أخبره عن حمزة بن عمرو الأسلمي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعث رجلا فقال إن أصبت فلانا أو فلانا فأحرقوه بالنار فلما ولى دعاه فقال إنه لا يعذب بالنار إلا ربها ورواه مغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد
17844 -
كما أخبرنا أبو علي الروذباري أنبا محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا سعيد بن منصور ثنا مغيرة بن عبد الرحمن الحزامي عن أبي الزناد قال وحدثني محمد بن حمزة الأسلمي عن أبيه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أمره على سرية قال فخرجت فيها وقال إن وجدتم فلانا فأحرقوه بالنار فوليت فناداني فرجعت إليه فقال إن وجدتم فلانا فاقتلوه ولا تحرقوه فإنه لا يعذب بالنار إلا رب النار وأما حديث أسامة بن زيد حيث أمره رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يحرق على ابنى وما روى في نصب المنجنيق على الطائف فغير مخالف لما قلنا إنما هو في قتال المشركين ما كانوا ممتنعين وما روى من النهي في المشركين إذا كانوا مأسورين وشبهه الشافعي رحمه الله برمي الصيد ما دام على الامتناع ثم النهي عن رمي الدجاجة التي ليست بممتنعة وبالله التوفيق 61
باب جريان الرق على الأسير وإن أسلم إذا كان إسلامه بعد الأسر 17845 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال : أسر أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم رجلا من بني عقيل فأوثقوه فطرحوه في الحرة فمر به رسول الله صلى الله عليه و سلم ونحن معه أو قال أتى عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم على حمار وتحته قطيفة فناداه يا محمد يا محمد فأتاه النبي صلى الله عليه و سلم فقال ما شأنك قال فيم أخذت وفيم أخذت سابقة الحاج قال أخذت بجريرة حلفائكم ثقيف وكانت ثقيف قد أسرت رجلين من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم فتركه ومضى فناداه يا محمد يا محمد فرحمه رسول الله صلى الله عليه و سلم فرجع إليه فقال ما شأنك فقال إنه مسلم قال لو قلتها وأنت تملك أمرك أفلحت كل الفلاح قال فتركه ومضى فناداه يا محمد يا محمد فرجع إليه فقال إني جائع فأطعمني قال وأحسبه قال وإني عطشان فاسقني قال هذه حاجتك قال ففداه رسول الله صلى الله عليه و سلم بالرجلين اللذين أسرتهما ثقيف وأخذ ناقته تلك رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم عن عبد الوهاب 62
باب من يجري عليه الرق 17846 - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي قال : قد سبى رسول الله صلى الله عليه و سلم بني المصطلق وهوازن وقبائل من العرب وأجرى عليهم الرق حتى من عليهم بعد فاختلف أهل العلم بالمغازي فزعم بعضهم أن النبي صلى الله عليه و سلم لما أطلق سبي هوازن قال لو كان تام على أحد من العرب سبي لتم على هؤلاء ولكنه إسار وفداء قال الشافعي فمن ثبت هذا الحديث زعم أن الرق لا يجري على عربي بحال وهذا قول الزهري وسعيد بن المسيب والشعبي ويروى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعمر بن عبد العزيز قال الشافعي
17847 -
أخبرنا سفيان عن يحيى بن يحيى الغساني عن عمر بن عبد العزيز ح قال وأنبأ سفيان عن رجل عن الشعبي ان عمر رضي الله عنه قال : لا يسترق عربي قال وأنبأ عن بن أبي ذئب عن الزهري عن بن المسيب قال في المولى ينكح الأمة يسترق ولده وفي العربي ينكح الأمة لا يسترق ولده عليه قيمتهم قال الشافعي ومن لم يثبت الحديث عن النبي صلى الله عليه و سلم ذهب إلى أن العرب والعجم سواء وأنه يجري عليهم الرق حيث جرى على العجم والله أعلم قال الربيع وبه يأخذ الشافعي رحمه الله قال الشيخ رحمه الله أما الرواية فيه عن النبي صلى الله عليه و سلم فإنما ذكرها الشافعي في القديم عن محمد هو بن عمر الواقدي عن موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث عن أبيه عن السلولي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال يوم حنين لو كان ثابتا على أحد من العرب سباء بعد اليوم لثبت على هؤلاء ولكن إنما هو إسار وفداء وهذا إسناد ضعيف لا يحتج بمثله وأما الرواية فيه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
17848 -
فأخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأ أبو الحسن الكارزي ثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو عبيد ثنا أبو بكر بن عياش عن أبي حصين عن الشعبي قال لما قام عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : ليس على عربي ملك ولسنا بنازعي من يد رجل شيئا أسلم عليه ولكنا نقومهم الملة خمسا من الإبل قال أبو عبيد يقول هذا الذي في يده السبي لا ننزعه من يده بلا عوض لأنه أسلم عليه ولا نتركه مملوكا وهو من العرب ولكنه قوم قيمته خمسا من الإبل للذي سباه ويرجع إلى نسبه عربيا كما كان قال الشيخ وهذه الرواية منقطعة عن عمر رضي الله عنه
17849 -
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ أبو بكر بن عتاب ثنا القاسم هو الجوهري ثنا بن أبي أويس ثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة قال قال بن شهاب أخبرني سعيد بن المسيب : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه فرض في كل سبي فدي من العرب ستة فرائض وأنه كان يقضي بذلك فيمن تزوج الولائد من العرب وهذا أيضا مرسل إلا أنه جيد
17850 -
أخبرنا أبو بكر بن الحارث الأصبهاني أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا بن منيع ثنا داود بن رشيد ثنا محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن سعيد بن المسيب قال : أبقت أمة لبعض العرب فوقعت بوادي القرى فانتهت إلى الحي الذي أبقت منهم فتزوجها رجل من بني عذرة فنثرت له بطنها ثم عثر عليها سيدها فاستاقها وولدها فقضى عمر رضي الله عنه للعذري يعني قضى له بولده وقضى عليه بالغرة لكل وصيف وصيف ولكل وصيفة وصيفة وجعل ثمن الغرة إذا لم توجد على أهل القرى ستين دينارا أو سبعمائة درهم وعلى أهل البادية ست فرائض قال الشيخ وهذا ورد في وطء الشبهة فيكون الولد حرا وعليه قيمته لصاحب الجارية وكأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه رأى القيمة بما نقل في هذا الأثر إن ثبت والله أعلم وجريان الرق على سبايا بني المصطلق وهوازن صحيح ثابت والمن عليهم بإطلاق السبايا تفضل
17851 -
وذلك بين فيما أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا القعنبي عن مالك عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن محمد بن يحيى بن حبان عن بن محيريز قال : دخلت المسجد فرأيت أبا سعيد الخدري رضي الله عنه فجلست إليه فسألته عن العزل فقال أبو سعيد رضي الله عنه خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة بني المصطلق فأصبنا سبايا من سبي العرب فاشتهينا النساء واشتدت علينا العزبة وأحببنا الفداء فأردنا أن نعزل ثم قلنا نعزل ورسول الله صلى الله عليه و سلم بين اظهرنا قبل أن نسأله عن ذلك فسألناه عن ذلك فقال ما عليكم أن لا تفعلوا ما من نسمة كائنة إلى يوم القيامة إلا وهي كائنة رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن يوسف عن مالك
17852 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق قال حدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت : لما قسم رسول الله صلى الله عليه و سلم سبايا بني المصطلق وقعت جويرية بنت الحارث في السهم لثابت بن قيس بن شماس أو لابن عم له فكاتبته على نفسها وكانت امرأة حلوة ملاحة لا يراها أحد إلا أخذت بنفسه فأتت رسول الله صلى الله عليه و سلم تستعينه في كتابتها قالت عائشة فوالله ما هو إلا أن رأيتها فكرهتها وقلت سيرى منها مثلما رأيت فلما دخلت على رسول الله صلى الله عليه و سلم قالت يا رسول الله أنا جويرية بنت الحارث سيد قومه وقد أصابني من البلاء ما لم يخف عليك وقد كاتبت على نفسي فأعني على كتابتي فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أو خير من ذلك أؤدي عنك كتابتك وأتزوجك فقالت نعم ففعل رسول الله صلى الله عليه و سلم فبلغ الناس أنه قد تزوجها فقالوا أصهار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأرسلوا ما كان في أيديهم من بني المصطلق فلقد اعتق بها مائة أهل بيت من بني المصطلق فما أعلم امرأة أعظم بركة منها على قومها
17853 -
أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ثنا أبو العباس ثنا أحمد ثنا يونس عن بن إسحاق حدثني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم بحنين فلما أصاب من هوازن ما أصاب من أموالهم وسباياهم أدركه وفد هوازن بالجعرانة وقد أسلموا فقالوا يا رسول الله لنا أصل وعشيرة وقد أصابنا من البلاء ما لم يخف عليك فامنن علينا من الله عليك وقام خطيبهم زهير بن صرد فقال يا رسول الله إنما في الحظائر من السبايا خالاتك وعماتك وحواضنك اللآتي كن يكفلنك وذكر كلاما وأبياتا قال فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم نساؤكم وأبناؤكم أحب إليكم أم أموالكم فقالوا يا رسول الله خيرتنا بين أحسابنا وبين أموالنا أبناؤنا ونساؤنا أحب إلينا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم وإذا أنا صليت بالناس فقوموا وقولوا إنا نستشفع برسول الله صلى الله عليه و سلم إلى المسلمين وبالمسلمين إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم في أبنائنا ونسائنا سأعطيكم عند ذلك وأسأل لكم فلما صلى رسول الله صلى الله عليه و سلم بالناس الظهر قاموا فقالوا ما أمرهم به رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم وقال المهاجرون وما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه و سلم وقالت الأنصار وما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقال الأقرع بن حابس أما أنا وبنو تميم فلا فقال العباس بن مرداس السلمي أما أنا وبنو سليم فلا فقالت بنو سليم بل ما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه و سلم وقال عيينة بن بدر أما أنا وبنو فزارة فلا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أمسك منكم بحقه فله بكل إنسان ستة فرائض من أول فيء نصيبه فردوا إلى الناس نساءهم وأبناءهم وحديث المسور بن مخرمة في سبي هوازن قد مضى
17854 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله بن يعقوب ثنا محمد بن نعيم ثنا حامد بن عمر البكراوي ثنا مسلمة بن علقمة المازني عن داود بن أبي هند عن عامر عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ثلاث سمعتهن لبني تميم من رسول الله صلى الله عليه و سلم لا أبغض بني تميم بعدهن أبدا كان على عائشة رضي الله عنها نذر محرر من ولد إسماعيل فسبي سبي من بلعنبر فلما جيء بذلك السبي قال لها رسول الله صلى الله عليه و سلم إن سرك أن تفي بنذرك فأعتقي محررا من هؤلاء فجعلهم من ولد إسماعيل وجيء بنعم من نعم الصدقة فلما رآه راعه حسنه قال فقال هذا نعم قومي فجعلهم قومه قال وقال هم أشد الناس قتالا في الملاحم رواه مسلم في الصحيح عن حامد بن عمر وأخرجاه من حديث أبي زرعة عن أبي هريرة
17855 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي بمرو ثنا سعيد بن مسعود ثنا يزيد بن هارون أنبأ مسعر عن عبيد بن الحسن عن بن مغفل : أن سبيا من خولان قدم وكان على عائشة رضي الله عنها رقبة من ولد إسماعيل فقدم سبي من اليمن فأرادت أن تعتق فنهاها النبي صلى الله عليه و سلم فقدم سبي من مضر أحسبه قال من بني العنبر فأمرها أن تعتق تابعه شعبة عن عبيد 63
باب تحريم الفرار من الزحف وصبر الواحد مع الإثنين قال الله تبارك وتعالى { يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار } الآية وقال { يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال } إلى آخر الآيتين
17856 -
وأخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن غالب الخوارزمي الحافظ ببغداد ثنا أبو العباس محمد بن أحمد أخبرنا أبو بكر هو بن حمدان النيسابوري ثنا الحسن بن علي بن زياد ثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي حدثني سليمان بن بلال عن ثور بن زيد عن أبي الغيث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : اجتنبوا السبع الموبقات قالوا يا رسول الله وما هن فذكرهن وذكر فيهن التولي يوم الزحف رواه البخاري في الصحيح عن الأويسي
17857 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا معاوية بن عمرو ثنا أبو إسحاق عن موسى بن عقبة عن سالم أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله وكان كاتبا له قال : كتب إليه عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا تتمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية فإذا لقيتموهم فاصبروا واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن محمد عن معاوية بن عمرو
17858 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن شيبان الرملي ثنا سفيان بن عيينة ح وأخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر أحمد بن الحسن قالا ثنا أبو العباس أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ سفيان عن عمرو بن دينار عن بن عباس رضي الله عنهما قال : لما نزلت هذه الآية { إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين } فكتب عليهم أن لا يفر العشرون من المائتين فأنزل الله عز و جل { الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين } فخفف عنهم وكتب عليهم أن لا يفر مائة من مائتين رواه البخاري في الصحيح عن علي بن عبد الله عن سفيان
17859 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ عبد الله بن الحسين بن النضر المروزي أنبأ الحارث بن أبي أسامة ثنا عفان بن مسلم ثنا جرير بن حازم ح وأخبرنا أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني الحسن هو بن سفيان ثنا حبان أنبأ عبد الله أنبأ جرير بن حازم ثنا الزبير بن الخريت عن عكرمة عن بن عباس رضي الله عنهما قال : نزلت { إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين } قال فرض عليهم أن لا يفر رجل من عشرة ولا قوم من عشر أمثالهم فجهد ذلك الناس وشق عليهم فنزلت { الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين } قال فأمروا أن لا يفر رجل من رجلين ولا قوم من مثليهم قال بن عباس فنقص من الصبر بقدر ما خفف من العدة هذا لفظ حديث عفان وفي رواية عبد الله بن المبارك فشق ذلك على المسلمين حين فرض أن لا يفر واحد من عشرة فجاء التخفيف فقال الآن خفف الله عنكم الآية فلما خفف الله عنهم من العدة نقص من الصبر بقدر ما خفف عنهم رواه البخاري في الصحيح عن يحيى بن عبد الله السلمي عن بن المبارك
17860 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن شيبان ثنا سفيان عن بن أبي نجيح عن عطاء عن بن عباس رضي الله عنهما قال : إن فر رجل من اثنين فقد فر وإن فر من ثلاثة لم يفر 64
باب من تولى متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة 17861 - أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ بن عيينة عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن بن عمر رضي الله عنهما قال : بعثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم في سرية فلقوا العدو فحاص الناس حيصة فأتينا المدينة ففتحنا بابها وقلنا يا رسول الله نحن الفرارون فقال بل أنتم العكارون وأنا فئتكم
17862 -
وأخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا يحيى بن جعفر ثنا علي بن عاصم ثنا يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : بعثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم في سرية فلقينا العدو فحاص المسلمون حيصة فكنت فيمن حاص قلت في نفسي لا ندخل المدينة وقد بؤنا بغضب من الله ثم قلنا ندخلها فنمتاز منها فدخلنا فلقينا النبي صلى الله عليه و سلم وهو خارج إلى الصلاة فقلنا نحن الفرارون فقال بل أنتم العكارون فقلنا يا نبي الله أردنا أن لا ندخل المدينة وأن نركب البحر قال لا تفعلوا فإني فئة كل مسلم
17863 -
أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ بن عيينة عن بن أبي نجيح عن مجاهد أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه : قال أنا فئة كل مسلم
17864 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عمرو بن مطر ثنا يحيى بن محمد ثنا عبيد الله بن معاذ ثنا أبي ثنا شعبة عن سماك سمع سويدا سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : لما هزم أبو عبيدة لو أتوني كنت فئتهم ذكر الشافعي رحمه الله في رواية أبي عبد الرحمن البغدادي عنه أحاديث في البيعة على السمع والطاعة فيما استطاعوا وقد ذكرناها في قتال أهل البغي 65
باب النهي عن قصد النساء والولدان بالقتل 17865 - حدثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني إملاء ثنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد البصري بمكة ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن بن كعب بن مالك عن عمه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم حين بعثه إلى بن أبي الحقيق نهاه عن قتل النساء والولدان
17866 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ ثنا محمد بن عمرو الحرشي أنبأ أحمد بن عبد الله بن يونس ثنا ليث بن سعد عن نافع أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أخبره : أن امرأة وجدت في بعض مغازي رسول الله صلى الله عليه و سلم مقتولة فأنكر رسول الله صلى الله عليه و سلم قتل النساء والصبيان رواه البخاري في الصحيح عن أحمد بن يونس ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى وغيره عن الليث
17867 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو الوليد ثنا الحسن بن سفيان ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا محمد بن بشير وأبو أسامة قالا ثنا عبيد الله يعني بن عمر عن نافع عن بن عمر رضي الله عنهما قال : وجدت امرأة مقتولة في بعض تلك المغازي فنهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن قتل النساء والصبيان رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة ورواه البخاري عن إسحاق بن إبراهيم عن أبي أسامة وقد مضى في حديث بريدة عن النبي صلى الله عليه و سلم لا تقتلوا وليدا
17868 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ أبو الحسن علي بن محمد المصري ثنا أحمد بن عبيد بن ناصح ثنا عبد الوهاب يعني بن عطاء الخفاف ثنا يونس بن عبيد عن الحسن عن الأسود بن سريع رضي الله عنه قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فغزوت معه فأصبنا ظفرا فقتل الناس يومئذ حتى قتلوا الذرية فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال ما بال أقوام جاوز بهم القتل حتى قتلوا الذرية فقال رجل يا رسول الله إنما هم أبناء المشركين قال ألا إن خياركم أبناء المشركين ثم قال لا تقتلوا الذرية قالها ثلاثا وقال كل نسمة تولد على الفطرة حتى يعرب عنها لسانها فأبواها يهودانها وينصرانها قال أبو جعفر أحمد بن عبيد معنى قوله كل نسمة تولد على الفطرة يعني الفطرة التي فطرهم عليها حين أخرجهم من صلب آدم فأقروا بتوحيده وكذلك رواه هشيم عن يونس بن عبيد وذكر فيه سماع الحسن من الأسود بن سريع
17869 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر محمد بن المؤمل ثنا الفضل بن محمد الشعراني ثنا عمرو بن عون ثنا هشيم أنبأ يونس بن عبيد عن الحسن قال حدثنا الأسود بن سريع رضي الله عنه قال : كنا في غزوة لنا فذكر الحديث ورواه أيضا قتادة عن الحسن 66
باب قتل النساء والصبيان في التبييت والغارة من غير قصد وما ورد في إباحة التبييت 17870 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر أحمد بن الحسن قالوا حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ بن عيينة عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس رضي الله عنهما قال أخبرني الصعب بن جثامة رضي الله عنه : أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يسأل عن أهل الدار من المشركين يبيتون فيصاب من نسائهم وذراريهم فقال النبي صلى الله عليه و سلم هم منهم وزاد عمرو بن دينار عن الزهري هم من آبائهم لفظ حديث أبي عبد الله وفي روايتهما وربما قال سفيان في الحديث هم من آبائهم رواه البخاري في الصحيح عن علي بن عبد الله ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى وغيره كلهم عن سفيان
17871 -
وأخبرنا أبو عبد الله وأبو زكريا وأبو بكر قالوا ثنا أبو العباس أنبأ الربيع أنبأ الشافعي عن سفيان عن الزهري عن بن كعب بن مالك عن عمه : أن النبي صلى الله عليه و سلم لما بعث إلى بن أبي الحقيق نهى عن قتل النساء والولدان لفظ حديث أبي عبد الله زاد أبو عبد الله في روايته قال الشافعي فكان سفيان يذهب إلى أن قول النبي صلى الله عليه و سلم هم منهم إباحة لقتلهم وأن حديث بن أبي الحقيق ناسخ له قال وكان الزهري إذا حدث بحديث الصعب بن جثامة أتبعه حديث بن كعب بن مالك قال الشافعي رحمه الله وحديث الصعب بن جثامة كان في عمرة النبي صلى الله عليه و سلم فإن كان في عمرته الأولى فقد قتل بن أبي الحقيق قبلها وقيل في سنتها وإن كان في عمرته الآخرة فهو بعد أمر بن أبي الحقيق غير شك والله أعلم قال ولم نعلمه رخص في قتل النساء والولدان ثم نهى عنه ومعنى نهيه عندنا والله أعلم عن قتل النساء والولدان أن يقصد قصدهم بقتل وهم يعرفون مميزين ممن أمر بقتله منهم قال ومعنى قوله هم منهم أنهم يجمعون خصلتين أن ليس لهم حكم الإيمان الذي يمنع الدم ولا حكم دار الإيمان الذي يمنع الغارة على الدار قال الشيخ رحمه الله أما قوله في حديث الصعب بن جثامة إن ذلك كان في عمرته
17872 -
فإنما قال ذلك استدلالا بما أخبرنا أبو عمرو البسطامي أنبأ أبو بكر الإسماعيلي ثنا جعفر الفريابي ثنا علي بن المديني ثنا سفيان ثنا الزهري عن عبيد الله عن بن عباس عن الصعب بن جثامة رضي الله عنه قال : مر بي رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنا بالأبواء أو بودان فأهديت إليه لحم حمار وحش فرده علي فلما رأى الكراهية في وجهي قال إنه ليس بنا رد عليك ولكنا حرم قال وسئل عن ذراري المشركين فيبيتون فيصاب من نسائهم وذراريهم فقال هم منهم قال وسمعته يقول لا حمى إلا لله ولرسوله قال علي فردده سفيان في هذا المجلس مرتين ثم قال حفظته غير مرة سمعته كان إذا حدث بهذا الحديث قال وأخبرني بن كعب بن مالك عن عمه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لما بعث إلى بن أبي الحقيق نهى عن قتل النساء والولدان
17873 -
وأما تاريخ قتل بن أبي الحقيق وتاريخ عمرته فقد أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق هو بن يسار قال : فلما انقضى أمر الخندق وأمر بني قريظة وكان أبو رافع سلام بن أبي الحقيق ممن كان حزب الأحزاب على رسول الله صلى الله عليه و سلم استأذنت الخزرج رسول الله صلى الله عليه و سلم في قتل سلام بن أبي الحقيق وكان بخيبر فأذن لهم فيه قال ثم غزا بني المصطلق في شعبان سنة ست ثم خرج في ذي القعدة معتمرا عام الحديبية قال الشيخ ثم كانت عمرته التي تسمى عمرة القضاء ثم عمرة الجعرانة ثم عمرته في سنة حجته كلهن بعد ذلك وقتل بن أبي الحقيق كان قبلهن فكيف يكون نهيه في قصة بن أبي الحقيق عن قتل النساء والولدان ناسخا لحديث الصعب بن جثامة الذي كان بعده وزعموا أنه هاجر إلى النبي صلى الله عليه و سلم ومات في خلافة أبي بكر رضي الله عنه فإن كان سماعه الحديث من رسول الله صلى الله عليه و سلم بعد ما هاجر فيكون ذلك أيضا بعد قصة بن أبي الحقيق فإن في حديث الهدية ما دل على أنه أول ما التقى بالنبي صلى الله عليه و سلم فيكون وجه الحديثين ما أشار إليه الشافعي رحمه الله من اختلاف الحالين والله أعلم
17874 -
واحتج الشافعي في جواز التبييت أيضا بما أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن وأبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبا الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ عمر بن حبيب عن عبد الله بن عون أن نافعا كتب إليه يخبره ان بن عمر رضي الله عنه أخبره : أن النبي صلى الله عليه و سلم أغار على بني المصطلق وهم غارون في نعمهم بالمريسيع فقتل المقاتلة وسبى الذرية أخرجاه في الصحيح من حديث بن عون كما مضى
17875 -
أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا الحسن بن علي ثنا عبد الصمد وأبو عامر عن عكرمة بن عمار ثنا إياس بن سلمة عن أبيه قال : أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم علينا أبا بكر رضي الله عنه فغزونا ناسا من المشركين فبيتناهم نقتلهم وكان شعارنا تلك الليلة أمت أمت قال سلمة فقتلت بيدي تلك الليلة سبعة أهل أبيات من المشركين
17876 -
وأما الحديث الذي أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس ثنا عثمان بن سعيد ثنا القعنبي فيما قرأ على مالك عن حميد الطويل عن أنس بن مالك رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج إلى خيبر فجاءها ليلا وكان إذا جاء قوما بالليل لا يغير عليهم حتى يصبح فلما أصبح خرجت يهود بمساحيهم ومكاتلهم فلما رأوه قالوا محمد والله محمد والخميس فقال النبي صلى الله عليه و سلم الله أكبر خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين رواه البخاري في الصحيح عن القعنبي وأما الحديث الذي
17877 -
أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي وأبو بكر بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبا الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ عبد الوهاب الثقفي عن حميد عن أنس رضي الله عنه قال : سار رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى خيبر فانتهى إليها ليلا وكان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا طرق قوما لم يغر عليهم حتى يصبح فإن سمع أذانا أمسك وإن لم يكونوا يصلون أغار عليهم حين يصبح فلما أصبح ركب وركب المسلمون وخرج أهل القرية ومعهم مكاتلهم ومساحيهم فلما رأوا رسول الله صلى الله عليه و سلم قالوا محمد والخميس فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم الله أكبر خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين قال أنس وإني لردف لأبي طلحة وإن قدمي لتمس قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم
17878 -
وأخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس أنبأ الربيع قال قال الشافعي في رواية أنس : أن النبي صلى الله عليه و سلم كان لا يغير حتى يصبح ليس بتحريم للإغارة ليلا ولا نهارا ولا غارين في حال والله أعلم ولكنه على أن يكون يبصر من معه كيف يغيرون احتياطا من أن يؤتوا من كمين أو من حيث لا يشعرون وقد يختلط الحرب إذا أغاروا ليلا فيقتل بعض المسلمين بعضا قد أصابهم ذلك في قتل بن عتيك فقطعوا رجل أحدهم قال الشافعي رضي الله عنه قد أمر النبي صلى الله عليه و سلم بالغارة على غير واحد من يهود فقتلوه قتل أبي رافع عبد الله بن أبي الحقيق ويقال سلام بن أبي الحقيق
17879 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو عبد الله محمد بن أحمد الجوهري ثنا أبو جعفر أحمد بن موسى الشطوي ثنا محمد بن سابق ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء رضي الله عنه قال : بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى أبي رافع اليهودي وكان يسكن أرض الحجاز فندب له سرايا من الأنصار وأمر عبد الله بن عتيك وكان أبو رافع يؤذي النبي صلى الله عليه و سلم ويعين عليه وكان في حصين له بأرض الحجاز فلما دنوا منه غربت الشمس وراح الناس بسرحهم فقال لهم عبد الله اجلسوا مكانكم فإني منطلق فمتطلع الأبواب لعلي ادخل فأقتله حتى إذا دنا من الباب تقنع بثوبه كأنه يقضي حاجة وقد دخل الناس فهتف به البواب فقال يا عبد الله إن كنت تريد أن تدخل فادخل فإني أريد أن اغلق الباب قال فدخلت فلما دخل الناس اغلق الباب ثم علق الأقاليد على وتد قال فقمت إلى الأقاليد فأخذتها ففتحت الباب وكان أبو رافع يسمر عنده في علال له فلما نزل عنه أهل سمره صعدت إليه فجعلت كلما فتحت بابا أغلقت علي من داخل فقلت إن القوم نذروا بي لم يخلصوا إلي حتى أقتله قال فانتهيت إليه فإذا هو في بيت مظلم وسط عياله لا أدري أين هو من البيت فقلت أبا رافع فقال من هذا فأهوى نحو الصوت فأضربه ضربة غير طائل وأنا دهش فلم أغن عنه شيئا وصاح فخرجت من البيت فمكثت غير بعيد ثم جئت فقلت ما هذا الصوت يا أبا رافع فقال لأمك الويل رجل في البيت ضربني قبل بالسيف قال فأضربه ضربة ثانية ولم أقتله ثم وضعت ضبابة السيف في بطنه ثم اتكيت عليه حتى سمعته أخذ في ظهره فعرفت أني قد قتلته فجعلت أفتح الأبواب بابا بابا حتى انتهيت إلى درجة فوضعت رجلي وأنا أرى أني قد انتهيت إلى الأرض فوقعت في ليلة مقمرة فانكسرت رجلي فعصبتها بعمامتي ثم إني انطلقت حتى جلست عند الباب قلت والله لا أخرج الليلة حتى أعلم أني قد قتلته أولا لا فلما صاح الديك قام الناعي على السور فقال أنعي أبا رافع تاجر أهل الحجاز فانطلقت أتعجل إلي أصحابي فقلت النجاء قد قتل الله أبا رافع حتى انتهينا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فحدثته فقال ابسط رجلك فبسطتها فمسحها فكأنما لم أشتكها قط
17880 -
وأخبرنا أبو عمرو الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني الحسن بن سفيان ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ عبيد الله بن موسى ح قال وأخبرني المنيعي ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا عبيد الله بن موسى أنبأ إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء رضي الله عنه قال : بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى أبي رافع اليهودي رجالا من الأنصار وأمر عليهم عبد الله بن فلان وذكر الحديث بنحوه غير أنه قال فإني منطلق فمتلطف للبواب وقال فدخلت فكمنت فلما دخل الناس أغلق الباب ثم علق الأقاليد على وتد رواه البخاري في الصحيح عن يوسف بن موسى عن عبيد الله بن موسى ويذكر من وجه آخر أن ذلك كان بخيبر وأن عبد الله بن أنيس هو الذي قتله وفي حديث آخر أن عبد الله بن أنيس ضربه وبن عتيك ذفف عليه وفي الروايات كلها أن بن عتيك ذفف عليه وفي الروايات كلها ان بن عتيك سقط فوثئت رجله قتل كعب بن الأشرف
17881 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا محمد بن يعقوب أنبأ أبو الحسين أحمد بن محمد بن عبدوس ثنا عثمان بن سعيد ثنا علي بن المديني ثنا سفيان قال عمرو بن دينار سمعت جابر بن عبد الله ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن سهل وابراهيم بن محمد قالا ثنا بن أبي عمر ثنا سفيان عن عمرو بن دينار سمع جابر بن عبد الله رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من لكعب بن الأشرف فإنه قد آذى الله ورسوله فقال له محمد بن مسلمة أتحب أن أقتله يا رسول الله قال نعم قال أنا له يا رسول الله فأذن لي أن أقول قال قل فأتاه محمد بن مسلمة فقال أن هذا الرجل قد أخذنا بالصدقة وقد عنانا وقد مللنا منه فقال الخبيث لما سمعها وأيضا والله لتملنه أو لتملن منه ولقد علمت أن أمركم سيصير إلى هذا قال إنا لا نستطيع أن نسلمه حتى ننظر ما فعل وإنا نكره أن ندعه بعد أن اتبعناه حتى ننظر إلى أي شيء يصير أمره وقد جئتك لتسلفني تمرا قال نعم على أن ترهنوني نساءكم قال محمد نرهنك نساءنا وأنت أجمل العرب قال فأولادكم قال فيعير الناس أولادنا أنا رهناهم بوسق أو وسقين وربما قال فيسب بن أحدنا فيقال رهن بوسق أو وسقين قال فأي شيء ترهنون قال نرهنك اللأمة يعني السلاح قال نعم فواعده أن يأتيه فرجع محمد إلى أصحابه فأقبل وأقبل معه أبو نائلة وهو أخو كعب من الرضاعة وجاء معه رجلان آخران فقال إني مستمكن من رأسه فإذا أدخلت يدي في رأسه فدونكم الرجل فجاءوه ليلا وأمر أصحابه فقاموا في ظل النخل وأتاه محمد فناداه يا أبا الأشرف فقالت امرأته أين تخرج هذه الساعة فقال إنما هو محمد بن مسلمة وأخي أبو نائلة فنزل إليه ملتحفا في ثوب واحد تنفح منه ريح الطيب فقال له محمد ما أحسن جسمك وأطيب ريحك قال إن عندي ابنة فلان وهي أعطر العرب قال فتأذن لي أن أشمه قال نعم فأدخل محمد يده في رأسه ثم قال أتأذن لي أن أشم أصحابي قال نعم فأدخلها في رأسه فأشم أصحابه ثم أدخلها مرة أخرى في رأسه حتى أمنه ثم إنه شبك يده في رأسه فنصاه ثم قال لأصحابه دونكم عدو الله فخرجوا عليه فقتلوه ثم أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم وأخبره رواه البخاري في الصحيح عن علي بن عبد الله ورواه مسلم عن عبد لله بن محمد كلاهما عن سفيان بن عيينة
17882 -
وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ أبو بكر بن عتاب ثنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة ثنا بن أبي أويس أنبأ إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة : في هذه القصة قال فعانقه سلكان بن سلامة وقال اقتلوني وعدو الله فلم يزالوا يتخلصون إليه بأسيافهم حتى طعنه أحدهم في بطنه طعنة بالسيف خرج منها مصرانه وخلصوا إليه فضربوه بأسيافهم وكانوا في بعض ما يتخلصون إليه وسلكان معانقه أصابوا عباد بن بشر في وجهه أو في رجله ولا يشعرون ثم خرجوا يشتدون سراعا حتى إذا كانوا بجرف بعاث فقدوا صاحبهم فرجعوا أدراجهم فوجدوه من وراء الجرف فاحتملوه حتى أتوا به أهلهم من ليلتهم وذكر بن إسحاق هذه القصة عن محمد بن مسلمة قال وأصيب الحارث بن أوس بن معاذ فجرح في رأسه ورجله أصابه بعض أسيافنا وبمعناه ذكره بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة 67
باب المرأة تقاتل فتقتل 17883 - استدلالا بما أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا أبو الوليد الطيالسي ثنا عمر بن المرقع بن صيفي حدثني أبي عن جده رباح بن ربيع رضي الله عنه قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة فرأى الناس مجتمعين على شيء فبعث رجلا فقال انظر على ما اجتمع هؤلاء فجاء فقال على امرأة قتيل فقال ما كانت هذه لتقاتل قال وعلى المقدمة خالد بن الوليد فبعث رجلا فقال قل لخالد لا تقتلن امرأة ولا عسيفا
17884 -
وفيما روى أبو داود في المراسيل عن موسى بن إسماعيل عن وهيب عن أيوب عن عكرمة : أن النبي صلى الله عليه و سلم رأى امرأة مقتولة بالطائف فقال ألم أنه عن قتل النساء من صاحب هذه المرأة المقتولة قال رجل من القوم أنا يا رسول الله أردفتها فأرادت أن تصرعني فتقتلني فأمر بها رسول الله صلى الله عليه و سلم أن توارى
17885 -
وعن موسى بن إسماعيل عن وهيب وعن سعيد بن منصور عن حماد بن زيد كلاهما عن أيوب عن عكرمة قال : لما حاصر رسول الله صلى الله عليه و سلم أهل الطائف أشرفت امرأة فكشفت قبلها فقالت ها دونكم فارموا فرماها رجل من المسلمين فما أخطأ ذلك منها وفي حديث وهيب فما أخطأها ان قتلوها فأمر بها رسول الله صلى الله عليه و سلم أن توارى أخبرنا بهما أبو بكر محمد بن محمد أنبأ أبو الحسن الفسوي الداودي ثنا أبو علي اللؤلؤي ثنا أبو داود فذكر الحديثين
17886 -
حدثنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق حدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أنها : قالت ما قتل رسول الله صلى الله عليه و سلم امرأة من بني قريظة إلا امرأة واحدة والله إنها عندي لتضحك ظهرا لبطن وإن رسول الله صلى الله عليه و سلم ليقتل رجالهم بالسوق إذ هتف هاتف باسمها أين فلانة فقالت أنا والله فقلت ويلك ما لك فقالت أقتل والله قلت ولم قالت لحدث أحدثته فانطلق بها فضرب عنقها فما أنسى عجبا منها طيبة نفسها وكثرة ضحكها وقد عرفت أنها تقتل ذكر الشافعي رحمه الله في رواية أبي عبد الرحمن البغدادي عنه عن أصحابه أنها كانت دلت على محمود بن مسلمة دلت عليه رحا فقتلته فقتلت بذلك قال وقد يحتمل أن تكون أسلمت وارتدت ولحقت بقومها فقتلها لذلك ويحتمل غير ذلك قال الشافعي رحمه الله لم يصح الخبر لأي معنى قتلها وقد قيل إن محمود بن مسلمة قتل بخيبر ولم يقتل يوم بني قريظة
17887 -
واحتج بمعنى الحديث الذي أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس الأصم ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس عن بن إسحاق حدثني عبد الله بن سهل أحد بني حارثة عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : خرج مرحب اليهودي من حصن خيبر قد جمع سلاحه وهو يرتجز ويقول من يبارز فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم من لهذا فقال محمد بن مسلمة أنا له يا رسول الله أنا والله الموتور الثائر قتلوا أخي بالأمس وذكر الحديث قال الشيخ رحمه الله والمنقول عندنا في قصة هذه المرأة ما
17888 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو علي محمد بن جعفر الدقاق ثنا محمد بن جرير فيما حدثهم محمد بن حميد عن سلمة عن محمد بن إسحاق والحارث بن محمد عن محمد بن سعد عن الواقدي أنهم قالوا إن خلاد بن سويد بن ثعلبة الخزرجي دلت عليه فلانة امرأة من بني قريظة رحا فشدخت رأسه فذكر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال له : أجر شهيدين فقتلها رسول الله صلى الله عليه و سلم فيما ذكر وكان خلاد بن سويد قد شهد بدرا وأحدا والخندق وبني قريظة وهذا من قول بن إسحاق والواقدي منقطع 68
باب قطع الشجر وحرق المنازل 17889 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو محمد بن أبي حامد المقرئ وأبو صادق بن أبي الفوارس العطار قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني الليث بن سعد ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن محمد بن يحيى ثنا يحيى بن يحيى وأحمد بن يونس ح وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا قتيبة بن سعيد ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا تميم بن محمد ثنا محمد بن رمح قال يحيى بن يحيى أخبرنا وقالوا ثنا الليث عن نافع عن بن عمر رضي الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم حرق نخل بني النضير وقطع وهي البويرة فأنزل الله عز و جل { ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين } رواه البخاري في الصحيح عن قتيبة ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى وقتيبة وبن رمح
17890 -
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني ثنا معاذ بن المثنى ويوسف القاضي قالا ثنا محمد بن كثير ثنا سفيان عن موسى بن عقبة عن نافع عن بن عمر رضي الله عنهما : أن النبي صلى الله عليه و سلم قطع نخل بني النضير وحرق رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن كثير
17891 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني محمد بن يعقوب الحافظ أنبأ محمد بن إسحاق بن إبراهيم ثنا هناد بن السري ثنا عبد الله بن المبارك عن موسى بن عقبة عن نافع عن بن عمر رضي الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قطع نخل بني النضير وحرق ولها يقول حسان بن ثابت
(
وهان على سراة بني لؤي ... حريق بالبويرة مستطير ) وفي هذا نزلت هذه الآية { ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها } رواه مسلم في الصحيح عن هناد بن السري
17892 -
وأخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ أبو الحسن علي بن محمد المصري ثنا عبد الله بن أبي مريم ثنا عمرو بن أبي سلمة أنبأ عبد الله بن نافع الصائغ عن إسماعيل بن إبراهيم عن نافع عن بن عمر رضي الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم حرق بعض نخل بني النضير وقطع بعضا وقيل في ذلك شعر
(
وهان على سراة بني لؤي ... حريق بالبويرة مستطير )
(
تركتم قدركم لا شيء فيها ... وقدر القوم حامية تفور 17893 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو الحسين محمد بن يعقوب أنبأ أبو العباس محمد بن إسحاق حدثني أبو المنذر رجاء بن الجارود ثنا يحيى بن حماد أنبأ جويرية بن أسماء عن نافع عن بن عمر رضي الله عنهما : أن النبي صلى الله عليه و سلم حرق نخل بني النضير قال ولها يقول حسان بن ثابت
(
وهان على سراة بني لؤي ... حريق بالبويرة مستطير ) قال فأجابه أبو سفيان بن الحارث
(
أدام الله ذلك من صنيع ... وحرق في نواحيها السعير )
(
ستعلم أينا منها بنزه ... وتعلم أي أرضينا تضير ) رواه البخاري في الصحيح عن إسحاق بن نصر عن حبان عن جويرية
17894 -
أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر الأصبهاني ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود الطيالسي ثنا صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن عروة بن الزبير عن أسامة رضي الله عنه قال : أمرني النبي صلى الله عليه و سلم أن أغير على أبنا صباحا وأحرق
17895 -
أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود السجستاني ثنا عبد الله بن عمرو الغزي قال : سمعت أبا مسهر قيل له أبنا قال نحن أعلم هي يبنا فلسطين
17896 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي ثنا أبو علاثة محمد بن عمرو بن خالد ثنا أبي ثنا بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة بن الزبير قال : فنزل رسول الله صلى الله عليه و سلم بالأكمة عند حصن الطائف فحاصرهم بضع عشرة ليلة وقاتلته ثقيف بالنبل والحجارة وهم في حصن الطائف وكثرت القتلى في المسلمين وفي ثقيف وقطع المسلمون شيئا من كروم ثقيف ليغيظوهم بذلك قال عروة وأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم المسلمين حين حاصروا ثقيف أن يقطع كل رجل من المسلمين خمس نخلات أو حبلات من كرومهم فأتاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال يا رسول الله إنها عفا لم تؤكل ثمارها فامرهم أن يقطعوا ما أكلت ثمرته الأول فالأول
17897 -
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ محمد بن عبد الله بن عتاب ثنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة ثنا بن أبي أويس ثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة حدثني موسى بن عقبة في غزوة الطائف قال : ونزل رسول الله صلى الله عليه و سلم بالأكمة عند حصن الطائف بضع عشرة ليلة يقاتلهم فذكره قال وقطعوا طائفة من أعنابهم ليغيظوهم بها فقالت ثقيف لا تفسدوا الأموال فإنها لنا أو لكم قال واستأذنه المسلمون في مناهضة الحصن فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما أرى أن نفتحه وما أذن لنا فيه الآن
17898 -
أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس أنبأ الربيع قال قال الشافعي : نصب رسول الله صلى الله عليه و سلم على أهل الطائف منجنيقا أو عرادة
17899 -
أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي أنبأ أحمد بن سلمان قال قرئ على عبد الملك بن محمد وأنا أسمع ثنا عبد الله بن عمرو بصري وكان حافظا ثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي عبيدة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم حاصر أهل الطائف ونصب عليهم المنجنيق سبعة عشر يوما قال أبو قلابة وكان ينكر عليه هذا الحديث قال الشيخ رحمه الله فكأنه كان ينكر عليه وصل إسناده ويحتمل أنه إنما أنكر رميهم يومئذ بالمجانيق فقد روى أبو داود في المراسيل عن أبي صالح عن أبي إسحاق الفزاري عن الأوزاعي عن يحيى هو بن أبي كثير قال حاصرهم رسول الله صلى الله عليه و سلم شهرا قلت فبلغك أنه رماهم بالمجانيق فأنكر ذلك وقال ما يعرف هذا قال الشيخ رحمه الله كذا قال يحيى إنه لم يبلغه وزعم غيره أنه بلغه روى أبو داود في المراسيل عن محمد بن بشار عن يحيى بن سعيد عن سفيان عن ثور عن مكحول أن النبي صلى الله عليه و سلم نصب المجانيق على أهل الطائف وقد ذكره الشافعي في القديم
17900 -
أخبرنا بهذا الحديث أبو بكر محمد بن محمد أنبأ أبو الحسين الفسوي ثنا أبو علي اللؤلؤي ثنا أبو داود : فذكرهما وقد ذكره الواقدي عن شيوخه كما ذكره مكحول وزعم أن الذي أشار به سلمان الفارسي وذكر الشافعي في القديم حديث بن المبارك عن موسى بن علي عن أبيه أن عمرو بن العاص نصب المنجنيق على أهل الإسكندرية
17901 -
أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا الحسن بن الربيع ثنا بن المبارك أنبأ بن لهيعة حدثني الحارث بن يزيد ويزيد بن أبي حبيب : في فتح قيسارية قال فكانوا يرمونها في كل يوم بستين منجنيقا وذلك في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين فتح الله على يدي معاوية وعبد الله بن عمرو
17902 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا هلال بن العلاء ثنا أبو ربيعة العامري ثنا أبو عوانة عن هارون بن سعيد عن أبي صالح الحنفي عن علي رضي الله عنه قال : أمرني رسول الله صلى الله عليه و سلم أن أغور ماء آبار بدر وكذلك رواه يوسف بن خالد بن عمير عن هارون ويوسف وأبو ربيعة محمد بن عوف ضعيفان وروى أبو داود في المراسيل عن محمد بن عبيد عن حماد عن يحيى بن سعيد قال استشار رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم بدر فقال الحباب بن المنذر نرى أن تغور المياه كلها غير ماء واحد فنلقى القوم عليه
17903 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس عن بن إسحاق حدثني طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق قال : كان أبو بكر رضي الله عنه يأمر أمراءه حين كان يبعثهم في الردة إذا غشيتم دارا فذكر الحديث إلى أن قال فشنوها غارة فاقتلوا وأحرقوا وانهكوا في القتل والجراح لا يرى بكم وهن لموت نبيكم صلى الله عليه و سلم 69
باب من اختار الكف عن القطع والتحريق إذا كان الأغلب أنها ستصير دار إسلام أو دار عهد 17904 - أخبرنا أبو نصر عمر بن عبدا لعزيز بن قتادة أنبأ أبو الفضل محمد بن عبد الله بن خميرويه الكرابيسي الهروي بها أنبأ أحمد بن نجدة ثنا الحسن بن الربيع ثنا عبد الله بن المبارك عن يونس بن يزيد عن بن شهاب عن سعيد بن المسيب : أن أبا بكر رضي الله عنه لما بعث الجنود نحو الشام يزيد بن أبي سفيان وعمرو بن العاص وشرحبيل بن حسنة قال لما ركبوا مشى أبو بكر مع أمراء جنوده يودعهم حتى بلغ ثنية الوداع فقالوا يا خليفة رسول الله أتمشي ونحن ركبان فقال إني أحتسب خطاي هذه في سبيل الله ثم جعل يوصيهم فقال أوصيكم بتقوى الله اغزوا في سبيل الله فقاتلوا من كفر بالله فإن الله ناصر دينه ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تجبنوا ولا تفسدوا في الأرض ولا تعصوا ما تؤمرون فإذا لقيتم العدو من المشركين إن شاء الله فادعوهم إلى ثلاث خصال فإن هم أجابوك فاقبلوا منهم وكفوا عنهم ادعوهم إلى الإسلام فإن هم أجابوك فاقبلوا منهم وكفوا عنهم ثم ادعوهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين فإن هم فعلوا فأخبروهم أن لهم مثل ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين وإن هم دخلوا في الإسلام واختاروا دارهم على دار المهاجرين فأخبروهم أنهم كأعراب المسلمين يجري عليهم حكم الله الذي فرض على المؤمنين وليس لهم في الفيء والغنائم شيء حتى يجاهدوا مع المسلمين فإن هم أبوا أن يدخلوا في الإسلام فادعوهم إلى الجزية فإن هم فعلوا فاقبلوا منهم وكفوا عنهم وإن هم أبوا فاستعينوا بالله عليهم فقاتلوهم إن شاء الله ولا تغرقن نخلا ولا تحرقنها ولا تعقروا بهيمة ولا شجرة تثمر ولا تهدموا بيعة ولا تقتلوا الولدان ولا الشيوخ ولا النساء وستجدون أقواما حبسوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما حبسوا أنفسهم له وستجدون آخرين اتخذ الشيطان في رؤوسهم أفحاصا فإذا وجدتم أولئك فاضربوا أعناقهم إن شاء الله
17905 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب قال سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول سمعت أبي يقول : هذا حديث منكر ما أظن من هذا شيء هذا كلام أهل الشام أنكره أبي على يونس من حديث الزهري كأنه عنده من يونس عن غير الزهري
17906 -
أخبرنا أبو سعيد ثنا أبو العباس أنبأ الربيع قال : قال الشافعي رحمه الله ولعل أمر أبي بكر رضي الله عنه بأن يكفوا عن أن يقطعوا شجرا مثمرا إنما هو لأنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يخبر أن بلاد الشام تفتح على المسلمين فلما كان مباحا له أن يقطع ويترك اختار الترك نظرا للمسلمين لا لأنه رآه محرما لأنه قد حضر مع النبي صلى الله عليه و سلم تحريقه بالنضير وخيبر والطائف 70
باب تحريم قتل ما له روح إلا بأن يذبح فيؤكل 17907 - أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أخبرنا الشافعي أنبأ بن عيينة عن عمرو بن دينار عن صهيب مولى عبد الله بن عامر عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : من قتل عصفورا فما فوقها بغير حقها سأله الله عن قتله قيل يا رسول الله وما حقها قال أن تذبحها فتأكلها ولا تقطع رأسها فترمي بها قال الشافعي رحمه الله ونهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن المصبورة
17908 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه ثنا محمد بن أيوب أنبأ أبو الوليد ثنا سعيد عن هشام بن زيد قال : دخلت مع أنس رضي الله عنه على الحكم بن أيوب فرأى غلمانا أو فتيانا قد نصبوا دجاجة يرمونها فقال أنس نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يصبر البهائم رواه البخاري في الصحيح عن أبي الوليد وأخرجه مسلم من وجه آخر عن شعبة
17909 -
حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي رحمه الله أنبأ عبد الله بن محمد بن الحسن بن الشرقي ثنا عبد الله بن هاشم ثنا يحيى بن سعيد عن بن جريج عن أبي الزبير عن جابر رضي الله عنه قال : نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يقتل شيء من البهائم صبرا رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن حاتم عن يحيى
17910 -
أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن محمد بن الحسن المهرجاني أنبأ أبو بكر محمد بن جعفر المزكي ثنا محمد بن إبراهيم البوشنجي ثنا بن بكير ثنا مالك عن يحيى بن سعيد : أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه بعث جيوشا إلى الشام فذكر الحديث في وصيته إلى أن قال ولا تعقرن شاة ولا بعيرا إلا لمأكلة
17911 -
وأخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا الحسن بن الربيع ثنا عبد الله بن المبارك عن معمر عن أبي عمران الجوني : أن أبا بكر رضي الله عنه بعث يزيد بن أبي سفيان إلى الشام فمشى معه فذكر الحديث إلى أن قال ولا تذبحوا بعيرا ولا بقرا إلا لمأكل
17912 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع قال : قال الشافعي قال أبو يوسف حدثنا بعض أشياخنا عن عبادة بن نسي عن عبد الرحمن بن غنم أنه قيل لمعاذ بن جبل رضي الله عنه إن الروم يأخذون ما حسر من خيلنا فيستعجلونها ويقاتلون عليها أفنعقر ما حسر من خيلنا فقال لا ليسوا بأهل أن ينتقصوا منكم إنما هم غدا رقيقكم وأهل ذمتكم زاد أبو سعيد في روايته في موضع آخر قال الشافعي رحمه الله وقد بلغنا عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أنه أوصى ابنه لا يعقر حسرا وعن عمر بن عبد العزيز رحمه الله أنه نهى عن عقر الدابة إذا هي قامت وعن قبيصة أن فرسه قام عليه بأرض الروم فتركه ونهى عن عقره أخبرنا من سمع هشام بن الغاز يروي عن مكحول أنه سأله عنها فنهاه وقال إن النبي صلى الله عليه و سلم نهى عن المثلة
17913 -
أخبرنا أبو محمد جناح بن نذير بن جناح ثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن الحسن الأسدي الهمذاني ثنا إبراهيم بن الحسين الكسائي ثنا آدم ثنا شعبة ثنا المنهال قال كنت أمشي مع سعيد بن جبير فقال قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : لعن الله من مثل بالحيوان
17914 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أبو عتبة ثنا بقية ثنا خالد بن حميد ثنا عمر بن سعيد اللخمي عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي رهم السماعي صاحب النبي صلى الله عليه و سلم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : من عقر بهيمة ذهب ربع أجره ومن حرق نخلا ذهب ربع أجره ومن غاش شريكه ذهب ربع أجره ومن عصى إمامه ذهب أجره كله في هذا الإسناد ضعف وفي الأول كفاية
17915 -
وأما الحديث الذي أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال حدثني أبي الذي أرضعني وكان أحد بني مرة بن عوف : قال والله لكأني انظر إلى جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه يوم مؤتة حين اقتحم عن فرس له شقراء فعقرها ثم تقدم فقاتل حتى قتل
17916 -
فقد أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس أنبأ الربيع قال قال الشافعي رحمه الله فإن قال قائل فقد روي : أن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه عقر عند الحرب فلا أحفظ ذلك من وجه يثبت عند الانفراد ولا أعلمه مشهورا عند عوام أهل العلم بالمغازي
17917 -
وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه قال قال أبو داود السجستاني هذا الحديث ليس بذلك القوي وقد جاء فيه نهي كثير عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم : قال الشيخ رحمه الله الحفاظ يتوقون ما ينفرد به بن إسحاق وإن صح فلعل جعفرا رضي الله عنه لم يبلغه النهي والله أعلم 71
باب الرخصة في عقر دابة من يقاتله حال القتال 17918 - أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع قال قال الشافعي رحمه الله قد عقر حنظلة بن الراهب بأبي سفيان بن حرب يوم أحد فاكتسعت فرسه به فسقط عنها فجلس على صدره ليذبحه فرآه بن شعوب فرجع إليه يعدو كأنه سبع فقتله واستنقذ أبا سفيان من تحته قال فقال أبو سفيان من بعد ذلك
(
فلو شئت نجتني كميت رحيلة ... ولم أحمل النعماء لابن شعوب )
(
وما زال مهري مزجر الكلب منهم ... لدا غدوة حتى دنت لغروب )
(
أقاتلهم طرا وأدعوا يآل غالب ... وأدفعهم عني بركن صليب ) :
17919 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق عن الزهري وغيره في قصة أحد : فذكر قصة حنظلة مع أبي سفيان وما كان من معونة بن شعوب أبا سفيان وقتله حنظلة إلا أنه لم يذكر العقر ثم ذكر أبيات أبي سفيان بنحو مما ذكرهن الشافعي وزاد عليهن قال بن إسحاق واسم بن شعوب شداد بن الأسود كذا قال وقد ذكر الواقدي في هذه القصة عقره فرسه
17920 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا محمد بن أحمد الأصبهاني ثنا الحسن بن الجهم ثنا الحسين بن الفرج ثنا محمد بن عمر الواقدي عن شيوخه : فذكروا قصة حنظلة قالوا وأخذ حنظلة بن أبي عامر رضي الله عنه سلاحه فلحق برسول الله صلى الله عليه و سلم بأحد وهو يسوي الصفوف فلما انكشف المشركون اعترض حنظلة لأبي سفيان بن حرب فضرب عرقوب فرسه فاكتسعت الفرس ويقع أبو سفيان إلى الأرض فجعل يصيح يا معشر قريش أنا أبو سفيان بن حرب وحنظلة يريد ذبحه بالسيف فأسمع الصوت رجالا لا يلتفتون إليه في الهزيمة حتى عاينه الأسود بن شعوب فحمل على حنظلة بالرمح فأنفذه وهرب أبو سفيان
17921 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ أبو عامر العقدي ثنا عكرمة بن عمار اليمامي عن إياس بن سلمة عن أبيه : فذكر الحديث في الحديبية ورجوعهم إلى المدينة قال فبعث رسول الله صلى الله عليه و سلم ظهرا مع رباح غلام رسول الله صلى الله عليه و سلم قال وخرجت معه بفرس طلحة أبديه مع الظهر فلما أصبحنا إذا عبد الرحمن بن عيينة قد أغار على ظهر رسول الله صلى الله عليه و سلم فاستاقه أجمع وقتل راعيه فقلت يا رباح خذ هذا الفرس فأبلغه طلحة بن عبيد الله وأخبر رسول الله صلى الله عليه و سلم أن المشركين قد أغاروا على سرحه قال ثم قمت على ثنية فاستقبلت المدينة فناديت ثلاثة أصوات يا صباحاه قال ثم خرجت في آثار القوم أرميهم بالنبل وأرتجز
(
أنا بن الأكوع ... واليوم يوم الرضع (
قال فأرمي رجلا فأضع السهم حتى يقع في كتفه وقلت )
(
خذها وأنا بن الأكوع ... واليوم يوم الرضع (
قال فوالله ما زلت أرميهم وأعقر بهم فإذا رجع إلي فارس أتيت شجرة فجلست في أصلها فرميته فعقرت به فإذا تضايق الجبل فدخلوا في متضايق رقيت الجبل ثم جعلت أرديهم بالحجارة قال فما زلت كذلك أتبعهم حتى ما خلق الله بعيرا من ظهر رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا جعلته وراء ظهري وخلوا بيني وبينه وذكر الحديث إلى أن قال فما برحت مكاني حتى نظرت إلى فوارس رسول الله صلى الله عليه و سلم يتخللون الشجر وإذا أولهم الأخرم الأسدي وعلى أثره أبو قتادة الأنصاري وعلى أثره المقداد بن الأسود الكندي فأخذت بعنان فرس الأخرم قلت يا أخرم إن القوم قليل فاحذرهم لا يقتطعونك حتى يلحق رسول الله صلى الله عليه و سلم وأصحابه فقال يا سلمة إن كنت تؤمن بالله واليوم الآخر وتعلم أن الجنة حق والنار حق فلا تحل بيني وبين الشهادة فخليته فالتقى هو وعبد الرحمن بن عيينة فعقر الأخرم بعبد الرحمن فرسه وطعنه عبد الرحمن فقتله وتحول عبد الرحمن على فرسه فلحق أبو قتادة عبد الرحمن فطعنه فقتله وعقر به عبد الرحمن فتحول أبو قتادة على فرس الأخرم وخرجوا هاربين وذكر الحديث رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم ( 72
باب الأسير يوثق 17922 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبا أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا قتيبة بن سعيد ثنا الليث بن سعد عن سعيد بن أبي سعيد أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول : بعث النبي صلى الله عليه و سلم خيلا قبل نجد فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن أثال سيد أهل اليمامة فربطوه بسارية من سواري المسجد وذكر الحديث قد أخرجاه في الصحيح بطوله كما مضى
17923 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ثنا علي بن الحسن الهلالي ثنا أبو معمر عبد الله بن عمرو ثنا عبد الوارث ثنا محمد بن إسحاق عن يعقوب بن عتبة عن مسلم بن عبد الله عن جندب بن مكيث قال : بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم عبد الله بن غالب الليثي في سرية فكنت فيهم فأمرهم أن يشنوا الغارة على بني الملوح في الكديد فخرجنا حتى إذا كنا بالكديد لقينا الحارث بن البرصاء الليثي فأخذناه فقال إنما جئت أريد الإسلام وإنما خرجت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلنا إن تك مسلما لم يضرك رباطنا يوما وليلة وإن تكن غير ذلك نستوثق منك فشددناه وثاقا
17924 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق حدثني العباس بن عبد الله بن معبد عن بعض أهله عن بن عباس رضي الله عنهما قال : لما أمسى رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم بدر والأسارى محبوسون بالوثاق بات رسول الله صلى الله عليه و سلم ساهرا أول الليل فقال له أصحابه يا رسول الله ما لك لا تنام وقد أسر العباس رجل من الأنصار فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم سمعت أنين عمي العباس في وثاقه فأطلقوه فسكت فنام رسول الله صلى الله عليه و سلم
17925 -
وبإسناده عن بن إسحاق قال حدثني عبد الله بن أبي بكر عن يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة قال : قدم بالأسارى حين قدم بهم المدينة وسودة بنت زمعة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه و سلم عند آل عفراء في مناخهم على عوف ومعوذ ابني عفراء وذلك قبل أن يضرب عليهن الحجاب قالت سودة فوالله إني لعندهم إذ أتينا فقيل هؤلاء الأسارى قد أتي بهم فرجعت إلى بيتي ورسول الله صلى الله عليه و سلم فيه وإذا أبو يزيد سهيل بن عمرو في ناحية الحجرة يداه مجموعتان إلى عنقه بحبل فوالله ما ملكت حين رأيت أبا يزيد كذلك أن قلت أي أبا يزيد أعطيتم بأيديكم ألا متم كراما فما انتهيت إلا بقول رسول الله صلى الله عليه و سلم من البيت يا سودة أعلى الله وعلى رسوله فقلت يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما ملكت حين رأيت أبا يزيد مجموعة يداه إلى عنقه بالحبل أن قلت ما قلت
17926 -
حدثنا الشيخ الإمام أبو الطيب سهل بن محمد بن سليمان رحمه الله إملاء أنبأ أبو عمرو إسماعيل بن نجيد السلمي ثنا إبراهيم بن عبد الله البصري ثنا أبو عاصم النبيل أنبأ بن أبي ذئب عن محمد بن عمرو بن عطاء عن ذكوان عن عائشة رضي الله عنها : أن النبي صلى الله عليه و سلم دخل عليها بأسير وعندها نسوة فلهينها عنه فذهب الأسير فجاء النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا عائشة أين الأسير فقالت نسوة كن عندي فلهينني عنه فذهب فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم قطع الله يدك وخرج فأرسل في أثره فجيء به فدخل النبي صلى الله عليه و سلم وإذا عائشة رضي الله عنها قد أخرجت يديها فقال ما لك قالت يا رسول الله إنك دعوت علي بقطع يدي وإني معلقة يدي انتظر من يقطعها قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أجننت ثم رفع يديه وقال اللهم من كنت دعوت عليه فاجعله له كفارة وطهورا 73
باب ترك قتل من لا قتال فيه من الرهبان والكبير وغيرهما 17927 - أخبرنا أبو أحمد المهرجاني أنبأ أبو بكر بن جعفر المزكي ثنا محمد بن إبراهيم ثنا بن بكير ثنا مالك عن يحيى بن سعيد : أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه بعث جيوشا إلى الشام فخرج يمشي مع يزيد بن أبي سفيان وكان أمير ربع من تلك الأرباع فزعموا أن يزيد قال لأبي بكر الصديق رضي الله عنه إما أن تركب وإما أن أنزل فقال له أبو بكر رضي الله عنه ما أنت بنازل ولا أنا براكب إني أحتسب خطاي هذه في سبيل الله قال إنك ستجد قوما زعموا أنهم حبسوا أنفسهم لله فذرهم وما زعموا أنهم حبسوا أنفسهم له وستجد قوما فحصوا عن أوساط رؤوسهم من الشعر فاضرب ما فحصوا عنه بالسيف وإني موصيك بعشر لا تقتلن امرأة ولا صبيا ولا كبيرا هرما ولا تقطعن شجرا مثمرا ولا تخربن عامرا ولا تعقرن شاة ولا بعيرا إلا لمأكله ولا تحرقن نخلا ولا تغرقنه ولا تغلل ولا تجبن وروينا في حديث الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه كما مضى في مسألة التحريق
17928 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن أبي طالب أنبا عبد الوهاب بن عطاء أنبأ روح بن القاسم عن يزيد بن أبي مالك الشامي قال : جهز أبو بكر الصديق رضي الله عنه يزيد بن أبي سفيان بعثة إلى الشام أميرا فمشى معه وذكر الحديث بمعناه
17929 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق حدثني صالح بن كيسان قال : لما بعث أبو بكر رضي الله عنه يزيد بن أبي سفيان إلى الشام على ربع من الأرباع خرج أبو بكر رضي الله عنه معه يوصيه ويزيد راكب وأبو بكر يمشي فقال يزيد يا خليفة رسول الله إما أن تركب وإما أن أنزل فقال ما أنت بنازل وما أنا براكب إني أحتسب خطاي هذه في سبيل الله يا يزيد إنكم ستقدمون بلادا تؤتون فيها بأصناف من الطعام فسموا الله على أولها واحمدوه على آخرها وإنكم ستجدون أقواما قد حبسوا أنفسهم في هذه الصوامع فاتركوهم وما حبسوا له أنفسهم وستجدون أقواما قد اتخذ الشيطان على رؤوسهم مقاعد يعني الشمامسة فاضربوا تلك الاعناق ولا تقتلوا كبيرا هرما ولا امرأة ولا وليدا ولا تخربوا عمرانا ولا تقطعوا شجرة إلا لنفع ولا تعقرن بهيمة إلا لنفع ولا تحرقن نخلا ولا تغرقنه ولا تغدر ولا تمثل ولا تجبن ولا تغلل ولينصرن الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوي عزيز أستودعك الله وأقرئك السلام ثم انصرف
17930 -
وبإسناده عن بن إسحاق حدثني محمد بن جعفر بن الزبير وقال لي : هل تدري لم فرق أبو بكر رضي الله عنه وأمر بقتل الشمامسة ونهى عن قتل الرهبان فقلت لا أراه إلا لحبس هؤلاء أنفسهم فقال أجل ولكن الشمامسة يلقون القتال فيقاتلون دون الرهبان وإن الرهبان دأبهم أن لا يقاتلوا وقد قال الله عز و جل { وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم }
17931 -
أخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا الحسن بن الربيع ثنا عبد الله بن المبارك عن معمر عن أبي عمران الجوني : أن أبا بكر رضي الله عنه بعث يزيد بن أبي سفيان إلى الشام فمشى معه يشيعه قال يزيد بن أبي سفيان إني أكره أن تكون ماشيا وأنا راكب قال فقال إنك خرجت غازيا في سبيل الله وإني احتسب في مشيي هذا معك ثم أوصاه فقال لا تقتلوا صبيا ولا امرأة ولا شيخا كبيرا ولا مريضا ولا راهبا ولا تقطعوا مثمرا ولا تخربوا عامرا ولا تذبحوا بعيرا ولا بقرة إلا لمأكل ولا تغرقوا نخلا ولا تحرقوه
17932 -
وقد روي في ذلك عن النبي صلى الله عليه و سلم أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا يحيى بن آدم وعبيد الله بن موسى عن حسن بن صالح عن خالد بن الفزر حدثني أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : انطلقوا باسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله لا تقتلوا شيخا فانيا ولا طفلا ولا صغيرا ولا امرأة ولا تغلوا وضموا غنائمكم وأصلحوا وأحسنوا إن الله يحب المحسنين
17933 -
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا إسماعيل القاضي ثنا بن أبي أويس ثنا إبراهيم بن إسماعيل ح وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل بن نظيف الفراء المصري بمكة رحمه الله ثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أبي الموت إملاء أنبأ أحمد بن حماد زغبة ثنا سعيد بن الحكم ثنا إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة ثنا داود بن الحصين عن عكرمة عن بن عباس رضي الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان إذا بعث جيشا وفي رواية بن أبي أويس قال عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه كان إذا بعث جيوشه قال أخرجوا باسم الله تقاتلون في سبيل الله من كفر بالله لا تغدروا ولا تمثلوا ولا تغلوا ولا تقتلوا الولدان ولا أصحاب الصوامع ليس في رواية المصري قوله ولا تغلوا والباقي مثله
17934 -
أخبرنا عبد الله بن يوسف أنبأ أبو سعيد بن الأعرابي ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا عاصم بن علي ثنا قيس بن الربيع عن عمر مولى عنبسة القرشي عن زيد بن علي عن أبيه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : كان نبي الله صلى الله عليه و سلم إذا بعث جيشا من المسلمين إلي المشركين قال انطلقوا باسم الله فذكر الحديث وفيه ولا تقتلوا وليدا طفلا ولا امرأة ولا شيخا كبيرا ولا تغورن عينا ولا تعقرن شجرة إلا شجرا يمنعكم قتالا أو يحجز بينكم وبين المشركين ولا تمثلوا بآدمي ولا بهيمة ولا تغدروا ولا تغلوا في هذا الإسناد إرسال وضعف وهو بشواهده مع ما فيه من الآثار يقوى والله أعلم
17935 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن أحمد الأصبهاني ثنا الحسن بن الجهم ثنا الحسين بن الفرج ثنا محمد بن عمر حدثني بن صفوان وعطاف بن خالد عن خالد بن زيد قال : خرج مع رسول الله صلى الله عليه و سلم مشيعا لأهل مؤتة حتى بلغ ثنية الوداع فوقف ووقفوا حوله فقال اغزوا باسم الله فقاتلوا عدو الله وعدوكم بالشام وستجدون فيهم رجالا في الصوامع معتزلين من الناس فلا تعرضوا لهم وستجدون آخرين للشيطان في رؤوسهم مفاحص فافلقوها بالسيوف ولا تقتلوا امرأة ولا صغيرا ضرعا ولا كبيرا فانيا ولا تقطعن شجرة ولا تعقرن نخلا ولا تهدموا بيتا وهذا أيضا منقطع وضعيف
17936 -
وقد أخبرنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة أنبأ أبو محمد عبد الله بن أحمد بن سعد الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم العبدي ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير أبو زكريا حدثني المغيرة بن عبد الرحمن المخزومي عن أبي الزناد حدثني المرقع بن صيفي عن جده رباح بن الربيع أخي حنظلة الكاتب أنه أخبره : أنه خرج مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في غزوة غزاها وخالد بن الوليد على مقدمته فمر رباح وأصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم على امرأة مقتولة مما أصابته المقدمة فوقفوا ينظرون إليها ويتعجبون من خلقها حتى لحقهم رسول الله صلى الله عليه و سلم على ناقة له قال ففرجوا عن المرأة فوقف رسول الله صلى الله عليه و سلم عليها ثم قال ها ما كانت هذه تقاتل قال ثم نظر في وجوه القوم فقال لأحدهم الحق خالد بن الوليد فلا يقتلن ذرية ولا عسيفا قال البخاري رباح بن الربيع أصح ومن قال رياح فهو وهم كذا قال أبو عيسى
17937 -
أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن آدم ثنا حماد بن زيد ووهيب بن خالد عن أيوب السختياني عن رجل عن أبيه قال : نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن قتل الوصفاء والعسفاء
17938 -
وأخبرنا أبو سعيد ثنا أبو العباس ثنا الحسن ثنا يحيى ثنا زهير بن معاوية عن يزيد بن أبي زياد عن زيد بن وهب عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : اتقوا الله في الفلاحين فلا تقتلوهم إلا أن ينصبوا لكم الحرب
17939 -
وأخبرنا أبو سعيد ثنا أبو العباس ثنا الحسن ثنا يحيى ثنا عبد الرحيم الرازي عن أشعث عن أبي الزبير عن جابر قال : كانوا لا يقتلون تجار المشركين 74
باب قتل من لا قتال فيه من الكفار جائز وإن كان الاشتغال بغيره أولى 17940 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الحميد الحارثي ثنا ح قال وأخبرني أبو عمرو هو بن حمدان ثنا الحسن بن سفيان ثنا عبد الله بن براد ثنا أبو أسامة عن بريد بن أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه قال : لما فرغ رسول الله صلى الله عليه و سلم من حنين بعث أبا عامر على جيش أوطاس فلقي دريد بن الصمة فقتل دريد وهزم الله أصحابه وذكر الحديث إلى أن قال عن أبي موسى فلما رجعت إلى النبي صلى الله عليه و سلم دخلت عليه وهو في بيت على سرير مرمل وعنده فراش قد أثر رمال السرير بظهر رسول الله صلى الله عليه و سلم وجنبه فأخبرته بخبري وخبر أبي عامر وذكر الحديث رواه مسلم في الصحيح عن عبد الله بن براد وأخرجاه جميعا عن أبي كريب عن أبي أسامة
17941 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق بن يسار : في قصة أوطاس قال فأدرك ربيعة بن رفيع دريد بن الصمة فأخذ بخطام جملة وهو يظن أنه امرأة وذلك أنه كان في شجار له فإذا هو برجل فأناخ به فإذا هو شيخ كبير وإذا هو دريد ولا يعرفه الغلام فقال دريد ماذا تريد قال قتلك قال ومن أنت قال ربيعة بن رفيع السلمي ثم ضربه بسيفه فلم يغن شيئا فقال دريد بئس ما سلحتك أمك خذ سيفي هذا من مؤخر الشجار ثم اضرب به وارفع عن العظام واخفض عن الدماغ فإني كذلك كنت اقتل الرجال فقتله
17942 -
أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع بن سليمان قال : قال الشافعي قتل يوم حنين دريد بن الصمة بن خمسين ومائة سنة في شجار لا يستطيع الجلوس فذكر للنبي صلى الله عليه و سلم فلم ينكر قتله قال الشافعي وقتل أعمى من بني قريظة بعد الإسار وهذا يدل على قتل من لا يقاتل من الرجال البالغين إذا أبى الإسلام والجزية قال الشيخ هو الزبير بن باطا القرظي قد ذكرنا قصته فيما مضى
17943 -
وأخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا سعيد بن منصور ثنا هشيم عن حجاج عن قتادة عن الحسن عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : اقتلوا شيوخ المشركين واستبقوا شرخهم قال الشافعي ولو جاز أن يعاب قتل من عدا الرهبان لمعنى أنهم لا يقاتلون لم يقتل الأسير ولا الجريح المثبت وقد ذفف على الجرحى بحضرة رسول الله صلى الله عليه و سلم منهم أبو جهل بن هشام ذفف عليه بن مسعود وغيره
17944 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق ثنا عبد الوهاب بن عطاء أنبأ سليمان التيمي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من ينظر ما صنع أبو جهل قال فانطلق عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فوجده قد ضربه ابنا عفراء فنزل فأخذ بلحيته قال أنت أبو جهل قال وهل فوق رجل قتلتموه أو قتله قومه أخرجه البخاري ومسلم في الصحيح من أوجه عن سليمان التيمي
17945 -
أخبرنا أبو بكر بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا أبو وكيع عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : لما كان يوم بدر انتهيت إلى أبي جهل وهو مصروع فضربته بسيفي فما صنع شيئا وندر سيفه فضربته ثم أتيت به النبي صلى الله عليه و سلم في يوم حار كأنما أقبل من الأرض فقلت يا رسول الله هذا عدو الله أبو جهل قد قتل فقال النبي صلى الله عليه و سلم آلله لقد قتل قلت آلله لقد قتل قال فانطلق بنا فأرناه فجاء فنظر إليه فقال هذا كان فرعون هذه الأمة كذا قال عن عمرو بن ميمون والمحفوظ عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن أبيه وقد مضى ذلك
17946 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ أبو عمرو بن السماك ثنا حنبل بن إسحاق ثنا إبراهيم بن مهدي ثنا بن المبارك أنبأ هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير : أنه كان مع أبيه يوم اليرموك فلما أنهزم المشركون وحمل فجعل يجيز على جرحاهم قال الشافعي رحمه الله ولا أعلم يثبت عن أبي بكر رضي الله عنه خلاف هذا ولو كان ثبت لكان يشبه أن يكون أمرهم بالجد على قتال من يقاتلهم ولا يتشاغلوا بالمقام على موضع هؤلاء قال الشيخ وإنما قال هذا لأن الروايات التي ذكرناها عن أبي بكر رضي الله عنه كلها مراسيل إلا أنها رويت من أوجه ورواها بن المسيب وهو حسن المرسل وذكر الشافعي رحمه الله في رواية أبي عبد الرحمن البغدادي عنه حديث المرقع ثم ضعفه بأن مرقعا ليس بالمعروف وذكر حديث أيوب عن رجل عن أبيه ثم قال وهذا كالذي ذكرنا من قبله مجهول وأما حديث إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة فلم يذكره الشافعي وهو أضعف مما رده بالجهالة والله أعلم 75
باب أمان العبد 17947 - حدثنا الإمام أبو الطيب سهل بن محمد بن سليمان رحمه الله إملاء ثنا أبو عمرو إسماعيل بن نجيد السلمي ثنا محمد بن أيوب بن يحيى الرازي أنبأ محمد بن كثير ثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم فمن أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه عدل ولا صرف ومن والى مؤمنا بغير إذن مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه عدل ولا صرف رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن كثير وأخرجه مسلم من وجه آخر عن الثوري وقد مضى حديث قيس بن عباد عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم المؤمنون تكافأ دماؤهم وهم يد على من سواهم ويسعى بذمتهم أدناهم ومضى ذلك في حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه و سلم
17948 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني إسماعيل بن محمد بن الفضل أنبأ جدي ثنا إبراهيم بن حمزة الزبيري ثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن كثير بن زيد عن الوليد بن رباح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : يجير على أمتي أدناهم
17949 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس الأموي ثنا إبراهيم بن مرزوق ثنا سعيد بن عامر ثنا شعبة بن الحجاج عن عاصم الأحول عن فضيل بن زيد قال : كنا مصافي العدو قال فكتب عبد في سهم أمانا للمشركين فرماهم به فجاؤوا فقالوا قد آمنتمونا قالوا لم نؤمنكم إنما أمنكم عبد فكتبوا فيه إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فكتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إن العبد من المسلمين وذمته ذمتهم وأمنهم
17950 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الوليد ثنا جعفر بن أحمد ثنا الحسن بن عيسى عن بن المبارك عن معمر عن زياد بن مسلم : أن رجلا من الهند قدم بأمان عبد ثم قتله رجل من المسلمين قال فبعث عمر بن عبد العزيز بديته إلى ورثته وقد روي في حديث أهل البيت ما
17951 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو بكر محمد بن داود بن سليمان الصوفي قال قرئ على أبي علي محمد بن محمد بن الأشعث الكوفي بمصر وأنا أسمع قال حدثني أبو الحسن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ثنا أبي إسماعيل عن أبيه عن جده جعفر بن محمد عن أبيه عن جده علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ليس للعبد من الغنيمة شيء إلا خرثي المتاع وأمانة جائز إذا هو أعطى القوم الأمان 76
باب أمان المرأة 17952 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا السري بن خزيمة ثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك ح وحدثنا أبو جعفر كامل بن أحمد المستملي أنبأ أبو سهل بشر بن أحمد الإسفرائيني ثنا أبو سليمان داود بن الحسين البيهقي بخسرو جرد ثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن أبي النضر أن أبا مرة مولى أم هانئ بنت أبي طالب أخبره أنه سمع أم هانئ بنت أبي طالب رضي الله عنها تقول : ذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم عام الفتح فوجدته يغتسل وفاطمة ابنته عليها السلام تستره بثوب قالت فسلمت فقال من هذه فقلت أم هانئ بنت أبي طالب فقال مرحبا بأم هانئ فلما فرغ من غسله قام فصلى ثمان ركعات ملتحفا في ثوب واحد فلما انصرف قلت يا رسول الله زعم بن أمي علي بن أبي طالب أنه قاتل رجلا أجرته فلان بن هبيرة قال رسول الله صلى الله عليه و سلم قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ قالت أم هانئ وذلك ضحى لفظ حديث يحيى بن يحيى وفي حديث القعنبي ثم انصرف فقلت والباقي سواء رواه البخاري في الصحيح عن القعنبي ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى
17953 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو محمد عبد الرحمن بن أحمد المقرئ وأبو صادق محمد بن أحمد بن محمد العطار قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني بن أبي ذئب عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي مرة مولى عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه عن أم هانئ رضي الله عنها قالت أجرت حموين لي من المشركين فدخل علي بن أبي طالب رضي الله عنه فتفلت عليهما ليقتلهما وقال لم تجيري المشركين فقالت والله لا تقتلهما حتى تبدأ بي قبلهما فخرجت وقالت اغلقوا دونه الباب وذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبرته فقال : ما كان ذلك له وقد أمنا من أمنت وأجرنا من أجرت
17954 -
أخبرنا أبو عبد الله وأبو بكر وأبو محمد وأبو صادق قالوا ثنا أبو العباس أنبا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني عياض بن عبد الله عن مخرمة بن سليمان عن كريب مولى بن عباس عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن أم هانئ بنت أبي طالب حدثته : أنها قالت لرسول الله صلى الله عليه و سلم زعم بن أمي علي أنه قاتل من أجرت فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم قد أجرنا من أجرت
17955 -
أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا أبو أسامة عن سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة رضي الله عنها قالت : إن كانت المرأة لتأخذ على المسلمين فيجوزون ذلك لها
17956 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني بن لهيعة عن موسى بن جبير الأنصاري عن عراك بن مالك الغفاري عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه و سلم : أن زينب بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم أرسل إليها زوجها أبو العاص بن الربيع أن خذي لي أمانا من أبيك فخرجت فاطلعت رأسها من باب حجرتها والنبي صلى الله عليه و سلم في صلاة الصبح يصلي بالناس فقالت أيها الناس أنا زينب بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم وإني قد أجرت أبا العاص فلما فرغ النبي صلى الله عليه و سلم من الصلاة قال أيها الناس إني لم أعلم بهذا حتى سمعتموه ألا وإنه يجير على المسلمين أدناهم
17957 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق حدثني يزيد بن رومان قال : لما دخل أبو العاص بن الربيع على زينب بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم واستجار بها خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى الصبح فلما كبر في الصلاة صرخت زينب أيها الناس إني قد أجرت أبا العاص بن الربيع فلما سلم رسول الله صلى الله عليه و سلم من صلاته قال أيها الناس هل سمعتم ما سمعت قالوا نعم قال أما والذي نفس محمد بيده ما علمت بشيء مما كان حتى سمعت منه ما سمعتم إنه يجير على المسلمين أدناهم ثم دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم على زينب فقال أي بنية أكرمي مثواه ولا يقربنك فإنك لا تحلين له ولا يحل لك هكذا أخبرنا في كتاب المغازي منقطعا وحدثنا به في كتاب المستدرك عن يزيد بن رومان عن عروة عن عائشة قالت صرخت زينب فذكره
17958 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد المقرئ أنبأ الحسن بن محمد بن إسحاق ثنا يوسف بن يعقوب ثنا محمد بن كثير ثنا سفيان بن سعيد عن وائل بن داود عن عبد الله البهي عن زينب رضي الله عنها قالت : قلت للنبي صلى الله عليه و سلم إن أبا العاص بن الربيع إن قرب فابن عم وإن بعد فأبو ولد وإني قد أجرته فأجازه النبي صلى الله عليه و سلم وقيل عن عبد الله أن زينب رضي الله عنها قالت للنبي صلى الله عليه و سلم وهو مرسل 77
باب كيف الأمان أخبرنا 17959 - أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب أنبأ جعفر بن عون أنبأ الأعمش عن أبي وائل قال : جاءنا كتاب عمر رضي الله عنه وإذا حاصرتم قصرا فأرادوكم أن ينزلوا على حكم الله فلا تنزلوهم فإنكم لا تدرون ما حكم الله فيهم ولكن أنزلوهم على حكمكم ثم اقضوا فيهم ما أحببتم وإذا قال الرجل للرجل لا تخف فقد أمنه وإذا قال مترس فقد أمنه وإذا قال له أظنه لا تدهل فقد أمنه فإن الله يعلم الألسنة ورواه الثوري عن الأعمش فقال في آخره وإن قال لا تذهل فقد أمنه فإن الله يعلم الألسنة
17960 -
أخبرناه أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو عمرو بن مطر ثنا أبو خليفة ثنا محمد بن كثير ثنا سفيان عن الأعمش عن أبي وائل قال : جاء كتاب عمر رضي الله عنه ونحن محاصرون قصرا فذكره بمعناه
17961 -
حدثنا أبو عبد الله الحافظ لفظا وأبو سعيد بن أبي عمرو قراءة عليه قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا هلال بن العلاء الرقي ثنا عبد الله بن جعفر ثنا المعتمر بن سليمان ثنا سعيد بن عبيد الله ثنا بكر بن عبد الله المزني وزياد بن جبير عن جبير بن حية قال : بعث عمر رضي الله عنه الناس من أفناء الأمصار يقاتلون المشركين قال فبينما عمر رضي الله عنه كذلك إذ أتي برجل من المشركين من أهل الأهواز قد أسر فلما أتي به قال بعض الناس للهرمزان أيسرك أن لا تقتل قال نعم وما هو قال إذا قربوك من أمير المؤمنين فكلمك فقل إني أفرق أن أكلمك فيقول لا تفرق فإن أراد قتلك فقل إني في أمان إنك قلت لا تفرق قال فحفظها الرجل فلما أتي به عمر رضي الله عنه قال له في بعض ما يسائله عنه إني افرق يعني فقال لا تفرق قال فلما فرغ من كلامه ساءله عما شاء الله ثم قال له إني قاتلك قال فقال قد أمنتني فقال ويحك ما أمنتك قال قلت لا تفرق قال صدق إما لي فأسلم قال نعم فأسلم ثم ذكر الحديث بطوله
17962 -
أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ الثقفي عن حميد عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : حاصرنا تستر فنزل الهرمزان على حكم عمر رضي الله عنه فقدمت به على عمر رضي الله عنه فلما انتهينا إليه قال له عمر رضي الله عنه تكلم قال كلام حي أو كلام ميت قال تكلم لا بأس قال إنا وإياكم معاشر العرب ما خلى الله بيننا وبينكم كنا نتعبدكم ونقتلكم ونغصبكم فلما كان الله معكم لم يكن لنا يدان فقال عمر رضي الله عنه ما تقول فقلت يا أمير المؤمنين تركت بعدي عدوا كثيرا وشوكة شديدة فإن قتلته يأيس القوم من الحياة ويكون أشد لشوكتهم فقال عمر رضي الله عنه أستحيي قاتل البراء بن مالك ومجزأة بن ثور فلما خشيت أن يقتله قلت ليس إلى قتله سبيل قد قلت له تكلم لا بأس فقال عمر رضي الله عنه ارتشيت وأصبت منه فقال والله ما ارتشيت ولا أصبت منه قال لتأتيني على ما شهدت به بغيرك أو لأبدأن بعقوبتك قال فخرجت فلقيت الزبير بن العوام رضي الله عنه فشهد معي وأمسك عمر رضي الله عنه وأسلم يعني الهرمزان وفرض له 78
باب نزول أهل الحصن أو بعضهم على حكم الإمام أو غير الإمام إذا كان المنزول على حكمه مأمونا 17963 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا محمد بن أيوب أخبرني أبو الوليد ثنا شعبة أنبأني سعد بن إبراهيم قال سمعت أبا أمامة بن سهل بن حنيف يحدث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : أن أهل قريظة نزلوا على حكم سعد فأرسل إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم فجاء فقال قوموا إلى سيدكم أو خيركم فقعد عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال إن هؤلاء قد نزلوا على حكمك قال فإني أحكم أن تقتل مقاتلتهم رواه البخاري في الصحيح عن أبي الوليد وأخرجه مسلم من حديث شعبة
17964 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن سلمة وعبد الله بن محمد قالا ثنا محمد بن رافع والحسين بن منصور قالا ثنا عبد الله بن نمير ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت : أصيب سعد يوم الخندق رماه رجل من قريش يقال له حبان بن العرقة رماه في الأكحل فضرب عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم خيمة في المسجد ليعوده من قريب فلما رجع رسول الله صلى الله عليه و سلم من الخندق ووضع السلاح واغتسل أتاه جبريل عليه السلام وهو ينفض رأسه من الغبار فقال قد وضعت السلاح والله ما وضعناها اخرج إليهم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فأين قال ههنا وأشار إلى بني قريظة فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم إليهم فنزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه و سلم فرد الحكم فيهم إلى سعد قال فإني أحكم فيهم أن تقتل المقاتلة وتسبى الذرية وتقسم أموالهم قال أبي فأخبرت أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لقد حكمت فيهم بحكم الله رواه البخاري في الصحيح عن زكريا بن يحيى ورواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة وغيره كلهم عن بن نمير
17965 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله الصفار ثنا أحمد بن مهران ثنا عبيد الله بن موسى ثنا سفيان ح وأخبرنا أبو عبد الله ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا الحسن بن علي بن عفان ثنا يحيى بن آدم ثنا سفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا بعث أميرا على جيش أوصاه بتقوى الله في خاصة نفسه وبمن معه من المسلمين خيرا وذكر الحديث قال وإذا حاصرت أهل حصن فأرادوك أن تنزلهم على حكم الله فلا تنزلهم فإنك لا تدري أتصيب حكم الله أم لا زاد فيه وكيع عن سفيان ولكن أنزلوهم على حكمكم ثم اقضوا فيهم بعد ما شئتم
17966 -
أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا محمد بن سليمان الأنباري ثنا وكيع عن سفيان : فذكره أخرجه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم عن يحيى بن آدم وأخرجه من حديث وكيع وروينا في ذلك عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الباب قبله 79
باب الكافر الحربي يقتل مسلما ثم يسلم لم يكن عليه قود 17967 - أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر بن أحمد ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا عبد العزيز بن أبي سلمة ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أحمد بن جعفر القطيعي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا حجين بن المثنى ثنا عبد العزيز بن أبي سلمة عن عبد الله بن الفضل عن سليمان بن يسار عن جعفر بن عمرو الضمري قال : خرجت مع عبيد الله بن عدي بن الخيار إلى الشام فلما قدمنا حمص قال لي عبيد الله هل لك في وحشي نسأله عن قتل حمزة وقال أبو داود في روايته عن عبد العزيز ثنا عبد الله بن الفضل الهاشمي عن سليمان بن يسار عن عبيد الله بن عدي بن الخيار كذا في كتابي قال أقبلنا من الروم فلما قربنا من حمص قلنا لو مررنا بوحشي فسألناه عن قتل حمزة فلقينا رجلا فذكرنا ذلك له فقال هو رجل قد غلب عليه الخمر فإن أدركتماه وهو صاح لم تسألاه عن شيء إلا أخبركما وإن أدركتماه شاربا فلا تسألاه فانطلقنا حتى انتهينا إليه قد ألقي له شيء على بابه وهو جالس صاح فقال بن الخيار قلت نعم قال ما رأيتك منذ حملتك إلي أمك بذي طوى إذ وضعتك فرأيت قدميك فعرفتهما قال قلت جئناك نسألك عن قتل حمزة قال سأحدثكما كما حدثت رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ سألني كنت عبدا لآل مطعم فقال لي بن أخي مطعم إن أنت قتلت حمزة بعمي فأنت حر فانطلقت يوم أحد معي حربتي وأنا رجل من الحبشة ألعب بها لعبهم فخرجت يومئذ ما أريد أن أقتل أحدا ولا أقاتله إلا حمزة فخرجت فإذا أنا بحمزة كأنه بعير أورق ما يرفع له أحد إلا قمعه بالسيف فهبته وبادرني إليه رجل من بني ولد سباع فسمعت حمزة يقول إلي يا بن مقطعة البظور فشد عليه فقتله وجعلت ألوذ منه فلذت منه بشجرة ومعي حربتي حتى إذا استمكنت منه هززت الحربة حتى رضيت منها ثم أرسلتها فوقعت بين ثندوتيه ونهز ليقوم فلم يستطع فقتلته ثم أخذت حربتي ما قتلت أحدا ولا قاتلته فلما جئت عتقت فلما قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم أردت الهرب منه أريد الشام فأتاني رجل فقال ويحك يا وحشي والله ما يأتي محمدا أحد يشهد بشهادته إلا خلى عنه فانطلقت فما شعر بي إلا وأنا واقف على رأسه أشهد بشهادة الحق فقال اوحشي قلت وحشي قال ويحك حدثني عن قتل حمزة فأنشأت أحدثه كما حدثتكما فقال ويحك يا وحشي غيب عني وجهك فلا أراك فكنت أتقي أن يراني رسول الله صلى الله عليه و سلم فقبض الله نبيه صلى الله عليه و سلم فلما كان من أمر مسيلمة ما كان ثم انبعث إليه البعث ابتعثت معه وأخذت حربتي فالتقينا فبادرته أنا ورجل من الأنصار فربك اعلم أينا قتله فإن كنت أنا قتلته فقد قتلت خير الناس وشر الناس قال سليمان بن يسار سمعت بن عمر يقول كنت في الجيش يومئذ فسمعت قائلا يقول في مسيلمة قتله العبد الأسود لفظ حديث أبي داود وحديث حجين بمعناه يزيد وينقص لم يذكر حديث الشرب ولا قوله إن كنت قتلته وقد أخرجه البخاري في الصحيح عن أبي جعفر محمد بن عبد الله عن حجين بن المثنى
17968 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا إبراهيم بن محمد وإبراهيم بن أبي طالب وزكريا بن داود الخفاف قالوا ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا حجاج عن بن جريج أخبرني يعلى بن مسلم عن سعيد بن جبير أنه سمعه يحدث عن بن عباس رضي الله عنهما : أن ناسا من أهل الشرك قتلوا فأكثروا وزنوا فأكثروا ثم أتوا محمدا صلى الله عليه و سلم فقالوا إن الذي تقول وتدعو إليه لحسن ولو تخبرنا أن لما عملنا كفارة فنزلت الذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ونزلت يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله الآية رواه مسلم في الصحيح عن محمد بن حاتم وغيره عن حجاج بن محمد وأخرجه البخاري من وجه آخر عن بن جريج
17969 -
أخبرنا أبو صالح بن أبي طاهر العنبري أنبأ جدي يحيى بن منصور القاضي ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن منصور وغيره قالوا ثنا أبو عاصم أنبأ حيوة بن شريح أخبرني يزيد بن أبي حبيب عن بن شماسة المهري قال : حضرنا عمرو بن العاص رضي الله عنه وهو في سياقه الموت فذكر الحديث قال فأتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم لأبايعه على الإسلام فقلت ابسط يمينك أبايعك يا رسول الله فبسط يده فقبضت يدي فقال ما لك يا عمرو قلت أردت أن أشترط قال تشترط ماذا قلت أشترط أن يغفر لي قال أما علمت يا عمرو أن الإسلام يهدم ما كان قبله وذكر الحديث رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن منصور
17970 -
حدثنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو عبد الله محمد بن العباس ثنا أبو العباس الدغولي ثنا محمد بن عبد الكريم ثنا الهيثم بن عدي ثنا أسامة بن زيد عن القاسم بن محمد قال : رمي عبد الله بن أبي بكر رضي الله عنهما بسهم يوم الطائف فانتقضت به بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه و سلم بأربعين ليلة فمات فذكر قصته قال فقدم عليه وفد ثقيف ولم يزل ذلك السهم عنده فأخرج إليهم فقال هل يعرف هذا السهم منكم أحد فقال سعيد بن عبيد أخو بني العجلان هذا سهم أنا بريته ورشته وعقبته وأنا رميت به فقال أبو بكر رضي الله عنه فإن هذا السهم الذي قتل عبد الله بن أبي بكر فالحمد لله الذي أكرمه بيدك ولم يهنك بيده فإنه أوسع لكما
17971 -
وحدثنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو علي الحافظ أنبأ محمد بن إسحاق بن إبراهيم ثنا محمد بن الصباح ثنا سفيان عن عمرو عن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب قال : كان عمر رضي الله عنه يصاب بالمصيبة فيقول أصيب زيد بن الخطاب رضي الله عنه فصبرت وأبصر قاتل أخيه زيد فقال له ويحك لقد قتلت لي أخا ما هبت الصبا إلا ذكرته
17972 -
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أحمد بن يونس ثنا زهير ثنا حميد ثنا أنس : أن الهرمزان نزل على حكم عمر رضي الله عنه فقال عمر رضي الله عنه يا أنس أستحيي قاتل البراء بن مالك ومجزأة بن ثور فاسلم وفرض له
17973 -
أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو محمد يحيى بن منصور ثنا أبو القاسم علي بن سقر بن نصر السكري ثنا عفان بن مسلم ثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس رضي الله عنه : في قصة القراء وقتل حرام بن ملحان قال في آخره فلما كان بعد ذلك إذا أبو طلحة يقول لي هل لك في قاتل الحرام قلت ما باله فعل الله به وفعل قال لا تفعل فقد أسلم 80
باب جواز انفراد الرجل والرجال بالغزو في بلاد العدو استدلالا بجواز التقدم على الجماعة وإن كان الأغلب أنها ستقتله 17974 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني حيوة بن شريح عن يزيد بن أبي حبيب عن أسلم أبي عمران قال : غزونا المدينة يريد القسطنطينية وعلى الجماعة عبد الرحمن بن خالد بن الوليد والروم ملصقو ظهورهم بحائط المدينة فحمل رجل على العدو فقال الناس مه مه لا إله إلا الله يلقي بيده إلى التهلكة فقال أبو أيوب رضي الله عنه إنما أنزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار لما نصر الله نبيه وأظهر الإسلام قلنا هلم نقيم في أموالنا ونصلحها فأنزل الله تعالى وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة فالإلقاء بأيدينا إلى التهلكة أن نقيم في أموالنا ونصلحها وندع الجهاد قال أبو عمران فلم يزل أبو أيوب يجاهد في سبيل الله حتى دفن بالقسطنطينية وقد مضى في هذا المعنى أحاديث
17975 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن شيبان الرملي ثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار سمع جابر بن عبد الله رضي الله عنه يقول : قال رجل للنبي صلى الله عليه و سلم يوم أحد يا رسول الله إن قتلت فأين أنا قال في الجنة فألقى تمرات كن في يده ثم قاتل حتى قتل وهذا لفظ أحمد بن شيبان رواه البخاري في الصحيح عن عبد الله بن محمد ورواه مسلم عن سعيد بن عمرو كلاهما عن سفيان
17976 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وأبو سعيد بن أبي عمرو قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا أبو النضر هاشم بن القاسم بن سليمان ثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم بسيسة عينا ينظر ما صنعت عير أبي سفيان فجاء وما في البيت غيري وغير رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال لا أدري ما استثنى بعض نسائه فحدثه الحديث قال فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم فتكلم فقال إن لنا طلبة فمن كان ظهره حاضرا فليركب معنا فجعل رجال يستأذنون في ظهرانهم في علو المدينة قال لا إلا من كان ظهره حاضرا فانطلق رسول الله صلى الله عليه و سلم وأصحابه حتى سبقوا المشركين إلى بدر وجاء المشركون فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يقدمن أحد منكم إلى شيء حتى أكون أنا أؤذنه فدنا المشركون فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض قال يقول عمير بن الحمام الأنصاري يا رسول الله جنة عرضها السماوات والأرض قال نعم قال بخ بخ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما حملك على قولك بخ بخ قال لا والله يا رسول الله إلا رجاء أن أكون من أهلها قال فإنك من أهلها فأخرج تمرات من قرنه فجعل يأكل منهن ثم قال لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة قال فرمى بما كان معه من التمر ثم قاتلهم حتى قتل رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي النضر ومحمد بن رافع وغيرهما عن أبي النضر
17977 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن بن إسحاق حدثني عاصم بن عمر بن قتادة قال لما التقى الناس يوم بدر قال عوف بن عفراء بن الحارث رضي الله عنه : يا رسول الله ما يضحك الرب تبارك وتعالى من عبده قال أن يراه قد غمس يده في القتال يقاتل حاسرا فنزع عوف درعه ثم تقدم فقاتل حتى قتل
17978 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنبأ إسماعيل بن محمد ثنا سعدان بن نصر ثنا سفيان بن عيينة عن بن أبي نجيح عن مجاهد قال : قد بعث النبي صلى الله عليه و سلم عبد الله بن مسعود وخبابا سرية وبعث دحية سرية وحده
17979 -
أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع أنبأ الشافعي : أن رجلا من الأنصار تخلف عن أصحاب بئر معونة فرأى الطير عكوفا على مقتلة أصحابه فقال لعمرو بن أمية سأتقدم على هؤلاء العدو فيقتلوني ولا أتخلف عن مشهد قتل فيه أصحابنا ففعل فقتل فرجع عمرو بن أمية فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم فقال فيه قولا حسنا ويقال قال لعمرو فهلا تقدمت فقاتلت حتى تقتل قال الشافعي رحمه الله وبعث رسول الله صلى الله عليه و سلم عمرو بن أمية الضمري ورجلا من الأنصار سرية وحدهما وبعث عبد الله بن أنيس سرية وحده وقد ذكرنا إسنادهما في هذا الكتاب 81
باب الرجل يسرق من المغنم وقد حضر القتال 17980 - أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد الماليني أنبأ أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ ثنا أبو يعلى ثنا جبارة ثنا حجاج بن تميم حدثني ميمون بن مهران عن بن عباس رضي الله عنهما : أن عبدا من رقيق الخمس سرق من الخمس فرفع إلى النبي صلى الله عليه و سلم فلم يقطعه فقال مال الله سرق بعضه بعضا وهذا إسناد فيه ضعف وقد روي من وجه آخر عن ميمون بن مهران عن النبي صلى الله عليه و سلم مرسلا وروينا عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رجلا سرق مغفرا من المغنم فلم يقطعه 82
باب الغلول قليلة وكثيرة حرام 17981 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي وعبد الرحمن بن أبي حامد المقرئ وأبو صادق محمد بن أحمد العطار قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري أنبأ بن وهب أخبرني مالك بن أنس عن ثور بن زيد الديلي عن سالم أبي الغيث مولى بن مطيع عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه : قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى خيبر فلم نغنم ذهبا ولا فضة إنما غنمنا المتاع والأموال ثم انصرفنا نحو وادي القرى ومع رسول الله صلى الله عليه و سلم عبد أعطاه إياه رفاعة بن بدر رجل من بني ضبيب فبينما هو يحط رحل رسول الله صلى الله عليه و سلم إذ أتاه سهم عائر فأصابه فمات فقال له الناس هنيئا له الجنة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم كلا والذي نفسي بيده إن الشملة التي غلها يوم خيبر من المغانم لم تصبها المقاسم لتشتعل عليه نارا فجاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم بشراك أو شراكين فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم شراك من نار أو شراكان من نار رواه مسلم في الصحيح عن أبي الطاهر عن بن وهب وأخرجه البخاري من وجه آخر عن مالك
17982 -
حدثنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني إملاء أنبأ أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد البصري بمكة ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا سفيان بن عيينه عن عمرو بن دينار عن سالم بن أبي الجعد عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال : كان على ثقل النبي صلى الله عليه و سلم رجل يقال له كركرة فمات فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم هو في النار فذهبوا ينظرون إليه فوجدوا عليه عباءة قد غلها رواه البخاري في الصحيح عن علي عن بن عيينة
17983 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص المقرئ بن الحمامي رحمه الله ببغداد أنبأ أحمد بن سلمان النجاد ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا عبد الله بن رجاء أبو عمرو الغداني ثنا عكرمة بن عمار عن سماك أبي زميل حدثني بن عباس حدثني عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : لما كان يوم حنين قتل من أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم يعني ناسا فقالوا فلان شهيد وفلان شهيد حتى مروا على رجل فقالوا فلان شهيد فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم كلا إني رأيته في النار في عباءة غلها أو بردة غلها ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا بن الخطاب اذهب فناد في الناس أنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون فخرجت فناديت في الناس أنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون أخرجه مسلم في الصحيح من حديث عكرمة بن عمار
17984 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبيد الله المنادي ثنا يزيد بن هارون ثنا يحيى بن سعيد ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر القاضي وأبو محمد بن أبي حامد المقرئ وأبو صادق العطار قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني مالك بن أنس والليث بن سعد عن يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان عن أبي عمرة عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه أنه قال : توفي رجل يوم خيبر وأنهم ذكروا لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقال لهم صلوا على صاحبكم فتغيرت وجوه الناس لذلك فزعم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إن صاحبكم قد غل في سبيل الله ففتحنا متاعه فوجدنا خرزات من خرز يهود ما تساوي درهمين لفظ حديث بن وهب
17985 -
أخبرنا أبو الحسن بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا إسماعيل بن إسحاق ثنا مسدد ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ واللفظ له أنبأ أبو عبد الله محمد بن يعقوب ثنا يحيى بن محمد ثنا مسدد ثنا يحيى عن أبي حيان التيمي حدثني أبو زرعة بن عمرو بن جرير حدثني أبو هريرة رضي الله عنه قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما فذكر الغلول فعظمه وعظم أمره فقال لا ألفين أحدكم يوم القيامة على رقبته بعير له رغاء يقول يا رسول الله أغثني أقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته شاة لها ثغاء يقول يا رسول الله أغثني أقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته فرس لها حمحمة يقول يا رسول الله أغثني فأقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته نفس لها صياح يقول يا رسول الله أغثني أقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك لا ألفين أحدكم يوم القيامة على رقبته صامت يقول يا رسول الله أغثني أقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته رقاع تخفق يقول يا رسول الله أغثني أقول لا أملك لك شيئا قد أبلغتك رواه البخاري في الصحيح عن مسدد
17986 -
أخبرنا أبو الحسن بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا إسماعيل بن إسحاق ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار إملاء ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ثنا سليمان بن حرب ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن يحيى بن سعيد بن حيان عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ذكر رسول الله صلى الله عليه و سلم الغلول فعظمه ثم قال ليحذر أحدكم أن يجيء يوم القيامة ببعير على عنقه فيقول يا محمد أغثني فأقول إني لا أغني عنك شيئا إني قد بلغت ويجيء رجل على عنقه فرس له حمحمة فيقول يا محمد أغثني فأقول إني لا أغني عنك شيئا أني قد بلغت ويجيء الرجل على عنقه رقاع فيقول يا محمد أغثني فأقول لا أغني عنك شيئا قد بلغت قال حماد وقد سمعته من يحيى بن سعيد فجاء به نحوا من هذا لفظ حديث أبي عبد الله الصفار رواه مسلم في الصحيح عن أحمد بن سعيد الدارمي عن سليمان بن حرب
17987 -
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد الصفار ثنا الأسفاطي ثنا أبو الوليد ثنا أبو عوانة عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان عن ثوبان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من مات وهو بريء من ثلاث من الكبر والغلول والدين دخل الجنة قال أبو عيسى ورواه سعيد عن قتادة وقال الكنز بدل الكبر 83
باب لا يقطع من غل في الغنيمة ولا يحرق متاعه ومن قال يحرق 17988 - أخبرنا أبو عبد الله إسحاق بن محمد بن يوسف السوسي ثنا أبو جعفر محمد بن محمد بن عبد الله البغدادي ثنا يوسف بن يعقوب ثنا إبراهيم بن بشار ثنا سفيان ثنا عمرو بن دينار سمع عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده وبن عجلان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه و سلم لما قفل من غزوة حنين رهقه الناس يسألونه فحاصت به الناقة فخطفت رداءه شجرة فقال ردوا علي ردائي أتخشون علي البخل والله لو أفاء الله عليكم نعما مثل سمر تهامة لقسمتها بينكم ثم لا تجدونني بخيلا ولا جبانا ولا كذابا ثم أخذ وبرة من وبر سنام البعير فرفعها وقال ما لي مما أفاء الله عليكم ولا مثل هذه إلا الخمس والخمس مردود عليكم فلما كان عند قسم الخمس أتاه رجل يستحله خياطا أو مخيطا فقال ردوا الخياط والمخيط فإن الغلول عار ونار وشنار يوم القيامة
17989 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أحمد بن محمد العنزي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا محبوب بن موسى أنبأ أبو إسحاق الفزاري عن عبد الله بن شوذب حدثني عامر بن عبد الواحد عن عبد الله بن بريدة عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا أصاب غنيمة أمر بلالا فنادى في الناس فيجيئون بغنائمهم فيخمسها ويقسمها فجاء رجل بعد ذلك بزمام من شعر فقال يا رسول الله هذا فيما كنا أصبناه من الغنيمة قال أسمعت بلالا نادى ثلاثا قال نعم قال فما منعك أن تجيء به قال فاعتذر قال كن أنت تجيء به يوم القيامة فلن أقبله منك وقد مضى في الباب قبله حديث عبد الله بن عمرو في كركرة ولم يذكر في شيء من هذه الروايات أن النبي صلى الله عليه و سلم أمر بتحريق متاع الغال وفي ذلك دليل على ضعف ما
17990 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله محمد بن عبد الله الأصبهاني الزاهد ثنا الحسن بن علي بن بحر البري حدثني أبي أنبأ الوليد بن مسلم ثنا زهير بن محمد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبا بكر وعمر رضي الله عنهما أحرقوا متاع الغال ومنعوه سهمه وضربوه هكذا رواه غير واحد عن الوليد بن مسلم وقد قيل عنه مرسلا
17991 -
أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا الوليد بن عتبة وعبد الوهاب بن نجدة قالا ثنا الوليد عن زهير بن محمد عن عمرو بن شعيب قوله لم يذكر عبد الوهاب منع سهمه ويقال إن زهيرا هذا مجهول وليس بالمكي :
17992 -
وأما الحديث الذي أخبرنا أبو نصر بن قتادة وأبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي قالا أنبأ أبو عمرو بن مطر ثنا إبراهيم بن علي ثنا يحيى بن يحيى أنبأ عبد العزيز بن محمد ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا علي بن عيسى ثنا أحمد بن نجدة القرشي ثنا سعيد بن منصور ثنا عبد العزيز بن محمد حدثني صالح بن محمد بن زائدة قال : دخلت مع مسلمة بن عبد الملك أرض الروم فأتي برجل قد غل فسأل سالما عنه فقال سمعت أبي يحدث عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إذا وجدتم الرجل قد غل فأحرقوا متاعه واضربوه قال فوجدنا في متاعه مصحفا فسئل سالم عنه فقال بعه وتصدق بثمنه لفظ حديث سعيد فهذا ضعيف
17993 -
وقد أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا أبو صالح الأنطاكي ثنا أبو إسحاق عن صالح بن محمد قال : غزونا مع الوليد بن هشام ومعنا سالم بن عبد الله بن عمر وعمر بن عبد العزيز فغل رجل متاعا فأمر الوليد بمتاعه فأحرق وطيف به ولم يعطه سهمه قال أبو داود وهذا أصح الحديثين روى غير واحد أن الوليد بن هشام حرق رحل زياد بن سعد وكان قد غل وضربه
17994 -
أخبرنا أبو بكر محمد بن إبراهيم الفارسي أنبأ أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله ثنا محمد بن سليمان بن فارس ثنا محمد بن إسماعيل البخاري قال صالح بن محمد بن زائدة أبو واقد الليثي المدني تركه سليمان بن حرب منكر الحديث يروي عن سالم عن بن عمر عن عمر رفعه من غل فأحرقوا متاعه وقد روى بن عباس عن عمر رضي الله عنه : عن النبي صلى الله عليه و سلم في الغلول ولم يحرق قال البخاري وعليه أصحابنا يحتجون بهذا في الغلول وهذا باطل ليس بشيء
17995 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد قال سمعت يحيى بن معين يقول صالح بن محمد بن زائدة ليس حديثه بذاك : 84
باب إقامة الحدود في أرض الحرب قال الشافعي رحمه الله قد أقام رسول الله صلى الله عليه و سلم الحد بالمدينة والشرك قريب منها وفيها شرك كثير موادعون وضرب الشارب بحنين والشرك قريب منه 17996 - أخبرنا أبو جعفر محمد بن جعفر القرميسيني بها أنبأ أبو الحسين محمد بن إبراهيم الكهيلي أنبأ الحضرمي ثنا عبد الله بن الحكم ثنا روح ثنا أسامة بن زيد عن بن شهاب حدثني عبد الرحمن بن أزهر الزهري رضي الله عنه قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم حنين يتخلل الناس يسأل عن منزل خالد بن الوليد وأتي بسكران فأمر من كان عنده فضربوه بما كان في أيديهم وحثا رسول الله صلى الله عليه و سلم عليه من التراب وذكر الحديث
17997 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو عبد الله الأصبهاني أنبأ الحسن بن الجهم ثنا الحسين بن الفرج أظنه عن الواقدي حدثني عبد الحميد بن جعفر عن أبيه عن جده : في قصة خيبر وما أخرج من حصن الصعب بن معاذ قال وزقاق خمر فأهريقت وعمد يومئذ رجل من المسلمين فشرب من ذلك الخمر فرفع ذلك إلى النبي صلى الله عليه و سلم فكره حين رفع إليه فخفقه بنعله وأمر من حضره فخفقوه بنعالهم وكان يقال له عبد الله الحمار وكان رجلا لا يصبر عن الشراب فضربه رسول الله صلى الله عليه و سلم مرارا فقال عمر رضي الله عنه اللهم العنه ما أكثر ما يضرب فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تفعل يا عمر فإنه يحب الله ورسوله
17998 -
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يعقوب بن سفيان ثنا محمد بن وهب ثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم حدثني منصور عن أبي يزيد غيلان مولى كنانة عن أبي سلام الحبشي عن المقدام بن معدي كرب عن الحارث بن معاوية قال ثنا عبادة بن الصامت وعنده أبو الدرداء رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم : صلى إلى بعير من المقسم فلما فرغ من صلاته أخذ منه قردة بين إصبعيه وهي في وبرة فقال ألا إن هذا من غنائمكم وليس لي منه إلا الخمس والخمس مردود عليكم فأدوا الخيط والمخيط وأصغر من ذلك وأكبر فإن الغلول عار على أهله في الدنيا والآخرة وجاهدوا الناس في الله القريب منهم والبعيد ولا يأخذكم في الله لومة لائم وأقيموا حدود الله في السفر والحضر وعليكم بالجهاد فإنه باب من أبواب الجنة عظيم ينجي الله به من الهم والغم
17999 -
رواه أبو بكر بن أبي مريم عن أبي سلام عن المقدام بن معدي كرب أنه جلس مع عبادة وأبي الدرداء والحارث بن معاوية الكندي فتذاكروا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم في الأخماس فقال عبادة رضي الله عنه : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم صلى بهم في غزوة إلى بعير فذكره بنحوه وقال فيه وأقيموا حدود الله في السفر والحضر أخبرناه أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو عمرو بن مطر أنبأ جعفر بن محمد بن الحسن بن المستفاض ثنا أبو عبد الله محمد بن عابد ثنا إسماعيل بن عياش ثنا أبو بكر بن أبي مريم فذكره
18000 -
وروى أبو داود في المراسيل عن هشام بن خالد الدمشقي عن الحسن بن يحيى الخشني عن زيد بن واقد عن مكحول عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : واقيموا الحدود في الحضر والسفر على القريب والبعيد ولا تبالوا في الله لومة لائم أخبرنا أبو بكر بن محمد أنبأ أبو الحسين الفسوي ثنا أبو علي اللؤلؤي ثنا أبو داود فذكره وروي ذلك أيضا عن عطاء بن أبي رباح عن عبادة بن الصامت
18001 -
أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان أنبأ عبد الله بن جعفر بن درستويه ثنا يعقوب بن سفيان ثنا الحسن بن الربيع ح وأخبرنا أبو نصر بن قتادة أنبأ أبو الفضل بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا الحسن بن الربيع ثنا عبد الله بن المبارك عن كهمس عن هارون بن الأصم قال : بعث عمر بن الخطاب رضي الله عنه خالد بن الوليد في جيش فبعث خالد ضرار بن الأزور في سرية في خيل فأغاروا على حي من بني أسد فأصابوا امرأة عروسا جميلة فأعجبت ضرارا فسألها أصحابه فأعطوها إياه فوقع عليها فلما قفل ندم وسقط به في يده فلما رفع إلى خالد أخبره بالذي فعل فقال خالد فإني قد أجزتها لك وطيبتها لك قال لا حتى تكتب بذلك إلى عمر فكتب عمر أن أرضخه بالحجارة فجاء كتاب عمر رضي الله عنه وقد توفي فقال ما كان الله ليخزي ضرار بن الأزور 85
باب من زعم لا تقام الحدود في أرض الحرب حتى يرجع 18002 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا أحمد بن صالح ثنا بن وهب أخبرني حيوة عن عياش بن عباس القتباني عن شييم بن بيتان ويزيد بن صبح الأصبحي عن جنادة بن أبي أمية رضي الله عنه قال : كنا مع بسر بن أبي أرطاة في البحر فأتي بسارق يقال له مصدر قد سرق بختية فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لا تقطع الأيدي في السفر ولولا ذلك لقطعته هذا إسناد شامي وكان يحيى بن معين يقول أهل المدينة ينكرون أن يكون بسر بن أرطاة سمع من النبي صلى الله عليه و سلم وقال يحيى بن بسر بن أرطاة رجل سوء
18003 -
أخبرنا بذلك أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس ثنا العباس الدوري عن يحيى بن معين : قال الشيخ وإنما قال ذلك يحيى لما ظهر من سوء فعله في قتال أهل الحرة وغيره والله أعلم
18004 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي قال قال أبو يوسف حدثنا بعض أشياخنا عن مكحول عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال : لا تقام الحدود في دار الحرب مخافة أن يلحق أهلها بالعدو
18005 -
قال وحدثنا بعض أصحابنا عن ثور بن يزيد عن حكيم بن عمير أن عمر رضي الله عنه : كتب إلى عمير بن سعد الأنصاري وإلى عماله أن لا يقيموا حدا على أحد من المسلمين في أرض الحرب حتى يخرجوا إلى أرض المصالحة قال الشافعي ما روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه مستنكر وهو يعيب أن يحتج بحديث غير ثابت ويقول حدثنا شيخ ومن هذا الشيخ ويقول مكحول عن زيد بن ثابت ومكحول لم ير زيد بن ثابت قال الشافعي وقوله يلحق بالمشركين فإن لحق بهم فهو أشقى له ومن ترك الحد خوف أن يلحق المحدود ببلاد المشركين تركه في سواحل المسلمين ومسالحهم التي تتصل ببلاد الحرب
18006 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق ثنا إسحاق بن إبراهيم الرازي ختن سلمة بن الفضل الأنصاري ثنا سلمة حدثني محمد بن إسحاق عن عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة عن عبد الله بن عروة بن الزبير عن أبيه وعن يحيى بن عروة بن الزبير عن أبيه قال : شرب عبد بن الأزور وضرار بن الأزور وأبو جندل بن سهيل بن عمرو بالشام فأتي بهم أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه قال أبو جندل والله ما شربتها إلا على تأويل أني سمعت الله يقول { ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات } فكتب أبو عبيدة إلى عمر رضي الله عنه بأمرهم فقال عبد بن الأزور إنه قد حضر لنا عدونا فإن رأيت أن تؤخرنا إلى أن نلقى عدونا غدا فإن الله أكرمنا بالشهادة كفاك ذاك ولم تقمنا على خزاية وإن نرجع نظرت إلى ما أمرك به صاحبك فأمضيته قال أبو عبيدة رضي الله عنه فنعم فلما التقى الناس قتل عبد بن الأزور شهيدا فرجع الكتاب كتاب عمر رضي الله عنه أن الذي أوقع أبا جندل في الخطيئة قد تهيأ له فيها بالحجة وإذا أتاك كتابي هذا فأقم عليهم حدهم والسلام فدعاهما أبو عبيدة رضي الله عنه فحدهما وأبو جندل له شرف ولأبيه فكان يحدث نفسه حتى قيل إنه قد وسوس فكتب أبو عبيدة إلى عمر رضي الله عنهما أما بعد فإني قد ضربت أبا جندل حده وأنه قد حدث نفسه حتى قد خشينا عليه أنه قد هلك فكتب عمر رضي الله عنه إلى أبي جندل أما بعد فإن الذي أوقعك في الخطيئة قد خزن عليك التوبة بسم الله الرحمن الرحيم حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير فلما قرأ كتاب عمر رضي الله عنه ذهب عنه ما كان به كأنما أنشط من عقال
18007 -
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس ثنا أبو بكر محمد بن إسحاق أنبأ عبد الله بن صالح قال : كان الليث يرى أن يقيم الحد في أرض الروم لأن الله عز و جل يقول { ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا } 86
باب بيع الدرهم بالدرهمين في أرض الحرب 18008 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو عمرو المقرئ أنبأ الحسن بن سفيان ثنا هشام بن عمار وأبو بكر بن أبي شيبة قالا ثنا حاتم بن إسماعيل ثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه : في قصة حجة النبي صلى الله عليه و سلم أن النبي صلى الله عليه و سلم قال في خطبته ألا وإن كل شيء من أمر الجاهلية موضوع تحت قدمي وربا الجاهلية موضوع وأول ربا أضعه ربا العباس بن عبد المطلب فإنه موضوع كله أخرجه مسلم في الصحيح كما مضى 87
باب دعاء من لم تبلغه الدعوة من المشركين وجوبا ودعاء من بلغته نظرا قد مضى في هذا حديث بريدة بن حصيب عن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا بعث سرية قال إذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى إحدى ثلاث خصال ومضى حديث معاذ بن جبل حين بعثه إلى اليمن إذا أتيتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله 18009 - وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا عبيد بن شريك ثنا بن أبي مريم ثنا بن أبي حازم حدثني أبو حازم أنه سمع سهل بن سعد رضي الله عنه يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول يوم خيبر لأعطين الراية رجلا يفتح الله على يديه فبات الناس يدوكون أيهم يعطاها فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه و سلم كلهم يرجو أن يعطاها فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أين علي بن أبي طالب قالوا يا رسول الله هو يشتكي عينيه فأرسل إليه فبصق في عينه ودعا له فبرأ مكانه حتى لكأنه لم يكن به شيء فأعطاه الراية فقال يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا قال على رسلك انفذ حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم فيه من الحق فوالله لأن يهدي الله بك الرجل الواحد خير لك من حمر النعم رواه البخاري ومسلم في الصحيح عن قتيبة عن عبد العزيز بن أبي حازم
18010 -
أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو حامد بن بلال ثنا محمد بن يحيى يعني الذهلي ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا عثمان بن سعيد الدارمي قالا ثنا نصر بن علي الجهضمي أخبرني أبي حدثني خالد بن قيس عن قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كتب إلى كسرى وقيصر وإلى كل جبار يدعوهم إلى الله عز و جل رواه مسلم في الصحيح عن نصر بن علي الجهضمي
18011 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني سفيان الثوري ح وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني ثنا معاذ بن المثنى ويوسف القاضي قالا ثنا بن كثير ثنا سفيان عن بن أبي نجيح عن أبيه عن بن عباس رضي الله عنهما قال : ما قاتل رسول الله صلى الله عليه و سلم قوما قط حتى يدعوهم
18012 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أبو بكر محمد بن أحمد بن محمويه العسكري ثنا أبو عمرو موسى بن عيسى بن المنذر الحمصي ثنا محمد بن مصفى ثنا بقية ثنا روح بن مسافر حدثني مقاتل بن حيان عن أبي العالية عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال : أتى رسول الله صلى الله عليه و سلم بأسارى من اللات والعزى قال فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم هل دعوهم إلى الإسلام فقالوا لا فقال لهم هل دعوكم إلى الإسلام فقالوا لا قال خلوا سبيلهم حتى يبلغوا مأمنهم ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه و سلم هاتين الآيتين { إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا } { وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ أئنكم لتشهدون أن مع الله آلهة أخرى } إلى آخر الآية روح بن مسافر ضعيف 88 باب جواز ترك دعاء من بلغته الدعوة
18013 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو العباس القاسم بن القاسم السياري وأنبا عبد العزيز بن حاتم أنبأ علي بن الحسن بن شقيق أنبأ عبد الله بن المبارك عن بن عون قال : كتبت إلى نافع اسأله عن الدعاء يعني في القتال فكتب إنما كان ذلك في أول الإسلام قد أغار رسول الله صلى الله عليه و سلم على بني المصطلق وهم غارون وأنعامهم تسقى على الماء فقتل مقاتلتهم وسبي سبيهم وأصاب يومئذ جويرية بنت الحارث حدثني بذلك عبد الله بن عمر وكان في ذلك الجيش رواه البخاري في الصحيح عن علي بن الحسن وأخرجه مسلم كما مضى
18014 -
أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا هشام بن علي ثنا بن رجاء أنبأ عكرمة عن إياس بن سلمة بن الأكوع حدثني أبي قال : خرجنا مع أبي بكر رضي الله عنه وأمره رسول الله صلى الله عليه و سلم علينا في غزوة فلما دنونا أمرنا أبو بكر رضي الله عنه فعرسنا فلما صلينا الصبح أمرنا أبو بكر رضي الله عنه فشننا الغارة فوردنا الماء فقتلنا من قتلنا وذكر الحديث أخرجه مسلم في الصحيح من وجه آخر عن عكرمة بن عمار والأحاديث التي مضت في جواز التبييت دليل في هذه المسألة 89
باب الاحتياط في التبييت والإغارة كيلا يصيب مسلمين بجهالة 18015 - أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك أنبأ عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يغير عند الصباح فيستمع فإن سمع أذانا أمسك وإلا أغار أخرجه مسلم في الصحيح من حديث حماد بن سلمة
18016 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أنبأ أحمد بن عبيد ثنا عبيد بن شريك ثنا أبو صالح أنبأ أبو إسحاق عن حميد قال سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يقول : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا غزا قوما لم يغر حتى يصبح فإن سمع أذانا أمسك وإن لم يسمع أذانا أغار بعد ما أصبح أخرجه البخاري في الصحيح من حديث معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق الفزاري
18017 -
أخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد ثنا إسماعيل بن محمد الصفار ثنا سعدان بن نصر ثنا سفيان بن عيينة عن عبد الملك بن نوفل عن رجل من مزينة يقال له بن عصام عن أبيه : أن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا بعث سرية قال إذا سمعتم مؤذنا أو رأيتم مسجدا فلا تقتلوا أحدا 90
باب النهي عن السفر بالقرآن إلى أرض العدو 18018 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو النضر الفقيه ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا القعنبي فيما قرأ على مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو قال مالك أراه مخافة أن يناله العدو
18019 -
وأخبرنا أبو عبد الله ثنا علي بن عيسى بن إبراهيم ثنا جعفر بن محمد بن الحسين ومحمد بن عمرو الحرشي وإبراهيم بن علي قالوا ثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك فذكره : بمثله لم يذكر قول مالك رواه البخاري في الصحيح عن القعنبي ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى
18020 -
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني أنبأ أبو سعيد أحمد بن محمد بن زياد البصري بمكة أنبأ الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني ثنا إسماعيل بن علية عن أيوب السختياني عن نافع عن بن عمر رضي الله عنهما قال : نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو مخافة أن يناله العدو رواه مسلم في الصحيح عن زهير بن حرب عن إسماعيل بن علية 91
باب حمل السلاح إلى أرض العدو 18021 - أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ أبو بكر بن داسه ثنا أبو داود ثنا مسدد ثنا عيسى بن يونس ثنا أبي عن أبي إسحاق عن ذي الجوشن رجل من الضباب قال : أتيت النبي صلى الله عليه و سلم بعد أن فرغ من أهل بدر بابن فرس لي يقال لها القرحاء فقلت يا محمد إني جئتك بابن القرحاء لتتخذه قال لا حاجة لي فيه وإن شئت أن اقيضك به المختارة من دروع بدر فعلت قلت ما كنت اقيضه اليوم بغرة قال فلا حاجة لي فيه قال الشيخ قوله اقيضك من المقايضة وهي المبادلة 92
باب ما أحرزه المشركون على المسلمين 18022 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر بن الحسن قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ عبد الوهاب بن عبد المجيد ح وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ أبو الفضل بن إبراهيم ثنا أحمد بن سلمة ثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأ عبد الوهاب الثقفي ثنا أيوب عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال : أسر أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم رجلا من بني عقيل فذكر الحديث قال وأخذت ناقة رسول الله صلى الله عليه و سلم تلك وسبيت امرأة من الأنصار وكانت الناقة أصيبت قبلها فكانت تكون معهم وكانوا يجيئون بالنعم إليهم قال فانفلتت ذات ليلة من الوثاق فأتت الإبل فجعلت كلما أتت بعيرا رغا حتى اتت تلك الناقة فشنقتها فلم ترغ وهي ناقة هدرة فقعدت في عجزها ثم صاحت بها فانطلقت فطلبت من ليلتها فلم يقدر عليها فجعلت لله عليها إن الله أنجاها عليها لتنحرنها فلما قدمت عرفوا الناقة فقالوا ناقة رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت إنها قد جعلت لله عليها إن نجاها الله عليها لتنحرنها قالوا لا والله لا تنحرنها حتى نؤذن رسول الله صلى الله عليه و سلم فأتوه فأخبروه أن فلانة قد جاءت على ناقتك وأنها جعلت لله عليها إن أنجاها الله عليها لتنحرنها فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم سبحان الله بئس ما جزتها إن الله انجاها عليها لتنحرنها لا وفاء لنذر في معصية الله ولا وفاء لنذر فيما لا يملك العبد أو قال بن آدم رواه مسلم في الصحيح عن إسحاق بن إبراهيم
18023 -
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو عمرو الحيري أنبأ أبو يعلى ثنا أبو الربيع ثنا حماد عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال : كانت العضباء لرجل من بني عقيل وكانت من سوابق الحاج فأسر الرجل وأخذت العضباء قال فمر به النبي صلى الله عليه و سلم وهو في وثاق فذكر الحديث إلى أن قال ثم إن الرجل فدى بالرجلين وحبس رسول الله صلى الله عليه و سلم العضباء لرحله ثم إن المشركين أغاروا على سرح المدينة فذهبوا به وكانت العضباء في ذلك السرح واسروا امرأة من المسلمين ثم ذكر الحديث في قصة انقلابها بنحو من حديث الثقفي رواه مسلم في الصحيح عن أبي الربيع الزهراني
18024 -
أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ الربيع بن سليمان أنبأ الشافعي أنبأ سفيان وعبد الوهاب عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن عمران بن حصين رضي الله عنه : أن قوما أغاروا فأصابوا امرأة من الأنصار وناقة للنبي صلى الله عليه و سلم فكانت المرأة والناقة عندهم ثم انفلتت المرأة فركبت الناقة فأتت المدينة فعرفت ناقة النبي صلى الله عليه و سلم فقالت إني نذرت لئن نجاني الله عليها لأنحرنها فمنعوها أن تنحرها حتى يذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم فقال بئس ما جزيتها أن نجاك الله عليها أن تنحريها لا نذر في معصية الله ولا فيما لا يملك بن آدم وقالا معا أو أحدهما في الحديث وأخذ النبي صلى الله عليه و سلم ناقته زاد أبو سعيد في روايته قال الشافعي فقد أخذ النبي صلى الله عليه و سلم ناقته بعد ما أحرزها المشركون وأحرزتها الأنصارية على المشركين
18025 -
أخبرنا أبو القاسم طلحة بن علي بن الصقر ببغداد ثنا عبد الخالق بن الحسن بن أبي روما ثنا محمد بن هارون ثنا محمد بن سليمان لوين ثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن عبيد الله عن نافع عن بن عمر رضي الله عنهما : أن عاملا لهم أبق إلى العدو ثم ظهر المسلمون عليه فرده النبي صلى الله عليه و سلم ولم يكن قسم أخرجه أبو داود في السنن عن صالح بن سهيل عن يحيى
18026 -
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ببغداد أنبأ إسماعيل الصفار ثنا سعدان بن نصر ثنا أبو معاوية عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر رضي الله عنهما : أن غلاما له لحق بالعدو على فرس له فظهر عليها خالد بن الوليد رضي الله عنه فردهما عليه كذا قال أبو معاوية وقد بين عبد الله بن نمير عن عبيد الله ما كان منه على عهد النبي صلى الله عليه و سلم وما كان بعده
18027 -
أخبرنا أبو علي الروذباري أنبأ محمد بن بكر ثنا أبو داود ثنا محمد بن سليمان الأنباري والحسن بن علي المعنى قالا ثنا بن نمير عن عبيد الله ح وأخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله البسطامي أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أنبأ الحسن هو بن سفيان ثنا بن نمير يعني محمد بن عبد الله بن نمير ثنا أبي ثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر رضي الله عنهما قال : ذهبت له فرس فأخذها العدو فظهر عليهم المسلمون فردت عليه في زمن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال وأبق عبد له فلحق بالروم فظهر عليه المسلمون فرده عليه خالد بن الوليد بعد النبي صلى الله عليه و سلم أخرجه البخاري في الصحيح فقال وقال بن نمير ثنا عبيد الله فذكره
18028 -
أخبرنا أبو عمرو البسطامي أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أنبأ محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا أحمد بن يونس ثنا زهير ثنا موسى بن عقبة عن نافع عن بن عمر رضي الله عنهما أنه : كان على فرس له يوم لقي المسلمون طيئا وأسدا وأمير المسلمين خالد بن الوليد بعثه أبو بكر رضي الله عنه فاقتحم الفرس بعبد الله بن عمر جرفا فصرعه وسقط عبد الله فعار الفرس فأخذه العدو فلما هزم الله العدو رد خالد على عبد الله فرسه رواه البخاري في الصحيح عن أحمد بن يونس فيحتمل أن يكون العبد هو الذي رد عليه في عهد النبي صلى الله عليه و سلم والفرس بعده ليكون موافقا لرواية يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ثم رواية موسى بن عقبة هذه والله أعلم وليس في شيء من الروايات أمر القسمة ولعله في رواية يحيى من قول بعض الرواة دون بن عمر
18029 -
أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو ثنا أبو العباس الأصم أنبأ الربيع أنبأ الشافعي أنبأ الثقة عن مخرمة بن بكير عن أبيه لا أحفظ عمن رواه : أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال فيما أحرز العدو من أموال المسلمين مما غلبوا عليه أو أبق إليهم ثم أحرزه المسلمون مالكوه أحق به قبل القسم وبعده
18030 -
أخبرنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن عمر بن قتادة أنبأ أبو الفضل محمد بن عبد الله بن خميرويه أنبأ أحمد بن نجدة ثنا الحسن بن الربيع ثنا عبد الله بن المبارك عن زائدة عن الركين بن الربيع الفزاري عن أبيه قال : أصاب المشركون فرسا لهم زمن خالد بن الوليد وكانوا أحرزوه فأصابه مسلمون زمن سعد فكلمناه فرده علينا بعد ما قسم وصار في خمس الإمارة 93
باب من فرق بين وجوده قبل القسم وبين وجوده بعده وما جاء فيما اشتري من أيدي العدو 

18031 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا علي بن حمشاذ ثنا محمد بن المغيرة ثنا القاسم بن الحكم ثنا الحسن بن عمارة عن عبد الملك الزراد عن طاوس عن بن عباس رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال إني وجدت بعيري في المغنم كان أخذه المشركون فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم انطلق فإن وجدت بعيرك قبل أن يقسم فخذه وإن وجدته قد قسم فأنت أحق به بالثمن إن أردته هذا الحديث يعرف بالحسن بن عمارة عن عبد الملك بن ميسرة والحسن بن عمارة متروك لا يحتج به ورواه أيضا مسلمة بن علي الخشني عن عبد الملك وهو أيضا ضعيف وروي بإسناد آخر مجهول عن عبد الملك ولا يصح شيء من ذلك وروي عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة وياسين بن معاذ الزيات عن بن شهاب عن سالم بن عبد الله عن أبيه مرفوعا على اختلاف بينهما في لفظه وإسحاق وياسين متروكان لا يحتج بهما
===============

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ج3.وج4.مشكاة المصابيح - التبريزي{ من 3864 الي6285}

  3. مشكاة المصابيح - التبريزي 3864 - [ 4 ] ( صحيح ) وعن سلمة بن الأكوع قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على قوم من أسلم يتناضل...